ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/492

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كأس روماني يرجع إلى القرن الرابع الميلادي.
كأس روماني يرجع إلى القرن الرابع الميلادي.

يعود تاريخ صناعة الزجاج إلى نحو سنة 3500 قبل الميلاد في بلاد الرافدين، ولكن من المحتمل أن يكونوا مُقلّدين لمنتجات زجاجية أقدم صُنعت في مصر القديمة، حيث نشأت حقيقةً تلك الحرفة المعقّدة. تُرجّح بعض الدلائل الأثرية الأخرى أن أول زجاج حقيقي صُنع في الساحل الشمالي لسوريا أو في بلاد الرافدين أو مصر. أما أقدم القطع الزجاجية المعروفة، في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، فكانت خرزات زجاجية، ربما وُجدت بالمصادفة أثناء بعض عمليات صناعة المعادن (كخبث) أو خلال إنتاج الفاينس وهو مادة سيراميكية تشبه الزجاج كانت تصنع بطريقة مشابهة لعملية التزجيج. عُومل الزجاج كمادة فاخرة، وعلى ما يبدو، تسببت الكوارث التي حلت بالبشر في نهاية العصر البرونزي إلى توقف صناعته لفترة. بدأ التطوير الأصلي لتقنيات صناعة الزجاج في جنوب آسيا سنة 1730 ق.م في الصين القديمة، ومع ذلك يبدو أن صناعة الزجاج بدأت في مراحل متأخرة، مقارنة بصناعة الخزف والصناعات المعدنية. في الإمبراطورية الرومانية، انتشرت القطع الزجاجية في جميع أنحاء الإمبراطورية بين العامة وفي الصناعة والجنائز. كما وُجِد الزجاج الأنجلوساكسوني في إنجلترا في حفريات المواقع الاستيطانية والمقابر. استخدم الزجاج في إنجلترا الانجلوسكسونية في صناعات متعددة شملت الأواني والخرز والنوافذ، وحتى في المجوهرات. يعد الزجاج الإسلامي استكمالاً لما أنجزته الحضارات التي سبقت المسلمين خاصة الزجاج الساساني. وفي القرن الثامن الميلادي، وصف جابر بن حيان 46 وصفة لإنتاج الزجاج الملون في كتابه «الدرة المكنونة»، بالإضافة إلى 12 وصفة أضافها المراكشي إلى طبعة متأخرة من هذا الكتاب. كانت إضافة أكسيد الرصاص إلى مصهور الزجاج من التطورات الهامة للغاية في تقنيات صناعة الزجاج؛ مما حسّن من مظهر الزجاج، وجعله أسهل في الذوبان مع إضافة الفحم الحجري كوقود لفرن الصهر. أطالت تلك التقنية أيضًا عمر الزجاج، وجعلت أسهل في التشكيل. اكتشف جورج رافنزكروفت تلك التقنية في سنة 1674 م، فصنع أواني زجاجية بلورية بمعدلات صناعية. جعل هذا الاكتشاف إنجلترا تتفوق على البندقية، وتصبح مركزًا لصناعة الزجاج في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. ولتمييز زجاجه عن الزجاج البندقي، أضاف الحجر الصوان كمصدر للسيليكا، لكن زجاجه الناتج كان به شبكة من الشقوق الصغيرة التي أفسدت شفافيته. ثم استطاع إصلاح ذلك باستبدال بعض إضافات البوتاس بأكسيد الرصاص إلى المصهور.

تابع القراءة