انتقل إلى المحتوى

بندر بن طلال بن عبد الله الرشيد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من بندر الطلال)
بندر بن طلال بن عبد الله الرشيد
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد سنة 1850   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
تاريخ الوفاة سنة 1872 (21–22 سنة)  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
قتله محمد بن عبد الله بن علي الرشيد  تعديل قيمة خاصية (P157) في ويكي بيانات
الأب طلال بن عبد الله بن علي الرشيد  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
عائلة آل رشيد  تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات
مناصب
أمير   تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
في المنصب
1869  – 1872 
في إمارة آل رشيد 
الحياة العملية
المهنة سياسي  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

الأمير بندر الطلال العبد الله الرشيد (1271هـ-1850م / 1289هـ-1873م) رابع حكام إمارة جبل شمر في حائل (فترة حكمه:1869 - 1873)، تولى الحكم بعد أن قتل عمه متعب، فقد كان يرى أنه الأحق بالحكم بعد وفاة والده طلال ثاني حكام الأسرة. تولى مقاليد الحكم وعمره 20 عاماً، وفي العام الذي تولى فيه بندر الحكم توفي العم الأكبر وعميد الأسرة عبيد العلي الرشيد، وكان بندر يعتمد على هيبة وسلطة عمه عبيد المعنوية التي شكلت درعًا لحمايته من عمه محمد العبدالله الرشيد شقيق المغدور متعب، وكان محمد أثناء قتل أخيه متعب موجوداً في الرياض عند عبد الله بن فيصل، ولم يتمكن من الأخذ بثأر أخيه بسبب وجود عبيد في حائل.[1]

وبعد وفاة عبيد توجه بندر الطلال إلى الرياض في محاولة لاسترضاء عمه محمد، حيث تكللت بالنجاح، فقد اتفقوا على أن يبقى بندر حاكما فيما يتولى محمد العبدالله إدارة قوافل الحج القادمة من إيران والعراق والتي تمر بحائل وتعتبر موردها الاقتصادي الأهم، فرضي محمد بهذا المنصب الهام وسارت الأمور في حائل على ما يرام. ولكن في سنة 1873م أي بعد ثلاثة أعوام من تولي بندر السلطة، حدث خلاف بينه وبين عمه محمد العبدالله المسؤول عن القوافل، وكان السبب في ذلك أفراد من قبيلة الظفير قدموا مع إحدى قوافل الحج، ومنعهم بندر من دخول حائل وأمرهم بالرجوع من حيث جاؤوا لخلاف بينه وبين قادة قبيلتهم، ولكن محمد العبدالله سمح لهذه القافلة بالدخول إلى حائل ومواصلة مسيرها، وحينها غضب بندر الطلال فاستدعى محمد العبدالله وقال له : " من هو الأمير ؟ أنا أم أنت ؟ "، وحينها ثار الخلاف بينهم، راح ضحيتها بندر وأخوته على يد عمهم محمد العبدالله بالاتفاق مع ابن عمه حمود بن عبيد وآل سبهان، وكان ذلك سنة 1289هـ/1873م.[2]

البداية

[عدل]

كانت مسألة انتقال السلطة غير واضحة لدى أفراد أسرة آل رشيد وهو ما أدى إلى وجود مصادمات امتدت حتى نهاية دولتهم، وكانت أولى المصادمات هي التي جرت بين الأمير بندر الطلال وبين عمه متعب. إذ أنه بعد وفاة عبد الله العلي المؤسس الأول، قام أخوه عبيد بتولية ابن عبد الله (طلال) حاكماً، أي أن السلطة انتقلت من الأب إلى الأبن وليس من الأخ للأخ. ومن هذا المنطلق اعتبر بندر الطلال أنه الأحق بالحكم من عمه متعب، لأنه وبصفته الابن الأكبر لطلال، يجب أن يرث الحكم.

من جانبه رفض متعب العبد الله التنازل عن السلطة، وبدأ بقطع الأموال عن أبناء طلال، وحاول عمهم الأكبر عبيد أن يصلح فيما بينهم إلا أن متعب لم يستجب لمحاولات التسوية، فشكّل بندر وبدر حلفاً لمواجهة عمهم الأمير متعب. وبما أن لدى متعب وزير سوء، فقد أمره بالتضييق على أولاد أخيه طلال، وقام الوزير بضربهم برضا متعب.[3] فغضيوا لذلك وأتوا عبيد عم أبيهم فاشتكوا له، فرد عليهم بأنه عمهم وبمنزلة الوالد، ولا يتدخل بتلك الأمور. ومع ذلك دخل عبيد على متعب يؤنبه قائلا: بأنهم ليسوا بصغار ليؤدبوا بالضرب، وأخاف عليك أن تثير حنقهم. فرد عليه متعب: إنما أنت شايب خبل، والله لو وجدوني ميتًا لاعتقدوا أني نائم. وفي تلك اللحظة كان خادم أبناء طلال يتجسس على ما دار من كلام بينهما، فلما تيقنوا من إصرار متعب وتخلي عبيد عن الموضوع، اغتنموها فرصة، فقام بندر وبدر بقتل عمهم متعب رمياً بالرصاص، وقتل عمهم عبيد «عليوي بن كريشان الخالدي» مستشار متعب،[4] ونصب بندر الطلال نفسه حاكماً لحائل في 1869م وكان عمره آنذاك 20 عامًا.[1] وعندما قُتل متعب بن عبد الله كان أخوه محمد وافدًا في الرياض على الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود ومعه هدايا الجبل، فلما بلغه الخبر غضب وقرر البقاء في الرياض بحجة طلب العلم.[5]

المصالحة مع عمه

[عدل]

بدأ بندر بالسير على سياسة أبيه طلال وقرب إليه عمه عبيد (الذي أضحى طاعنًا في السن) طمعاً في هيبته وسلطته المعنوية على بقية أفراد الأسرة. إلا أنه واجه الهزة أولى بوفاة عميد الأسرة عبيد العلي الرشيد أواخر 1869، فقد كان بندر يستند عليه في مواجهة بقية أفراد الأسرة خصوصاً وأن جزءاً كبيراً منهم كانوا غير راضين عن قيامه بقتل عمه متعب العبد الله وانتزاع السلطة بالقوة، وأخطر هؤلاء الناقمين عليه كان عمه محمد العبدالله الموجود في الرياض وقت مقتل متعب، وكان قرار الأمير محمد البقاء في الرياض عائد إلى وجود عمه الأمير عبيد في حائل ولم يرغب بالتصادم معه، وتشير مصادر إلى أن لعبيد يدًا في مقتل متعب، لذا فقد بقي في الرياض مدة سنة كاملة.[5][6] وبعد وفاة عبيد خاف بندر من أن يساعد الإمام عبد الله عمه محمد عليه، فبعد أن غزا الصعران من مطير في الشوكي[7] حمل نفسه وتوجه بهدية إلى الإمام وأتاه واعتذر إليه عن قتله لمتعب، وطلب منه التوسط لدى عمه، فاجتمع به وقال له:أنت عمنا وخليفتنا في أبينا، وأن أردت الأمر فأنا أعاهدك أن الأمر لك وأنا خادمك. فرد محمد: لاأريد هذا الأمر، فهو لأبيكم ولكم، ولكن أريد إمارة الحاج. فاتفقا بينهما في حضور الإمام عبد الله على التالي:

  1. يبقى بندر الطلال حاكماً على حائل وتبقى بيده القوة العسكرية والسياسة الخارجية.
  2. يعين محمد العبد الله أميرًا على قوافل الحج والتجارية، فاتفق الاثنان على ذلك وعادا معاً إلى حائل.[8]

مقتله

[عدل]

سرعان ما حدث بينه وبين عمه محمد نزاع، حين أصدر الأمير بندر الطلال أمراً للجميع بعدم التعامل مع أي فرد من قبيلة الضفير وألا يسمح لهم ولا لقوافلهم بدخول حائل. وكان الأمير بندر يعلم بأن لعمه محمد تجارة من العراق، وأنه يستأجر إبلاً لينقل البضاعة من العراق إلى حائل، وأعتبر محمد العبد الله تدخل في صلاحياته التي تعاهد بندر الطلال على منحها له، وسمح لها بدخول حائل متجاهلا أمر الأمير، فلما علم بندر الطلال بذلك خرج مسرعاً نحو محمد العبد الله، وسأله : «من هو الأمير؟ أنا ولاّ أنت ؟» (أنا أم أنت؟).. وكانت تلك بداية مشادة كلامية فأخرج محمد العبدالله بندقية وأطلق رصاصة على بندر الطلال وقتله أمام الناس، وحاول بدر الهرب منه فلحقه جنود محمد وقلتوه، ثم ذهب لقصر أبناء طلال وقتلهم جميعاً بإستثناء نايف الذي كان صغيراً، فسجنه مع والدته في قصره. وكان ذلك في عام 1289هـ/1873م، ونصب نفسه حاكماً لحائل.

مراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب تاريخ آل علي وآل رشيد وغيرهم في جبل شمر. حمد عبيد العطوني الشمري، آفاق للنشر، 2018. ص:78
  2. ^ الزعارير 1997، صفحة 66.
  3. ^ الرشيد 2022، صفحات 131"مذكور في الحاشية أن فهد المارك شكك برواية أن متعب كان راضيا بضرب الوزير لأبناء أخيه، وقال أن إسم الوزير هو «عليوي بن كريشان من بني خالد»"
  4. ^ الرشيد 2022، صفحة 133.
  5. ^ ا ب الحماد 2004، صفحة 69.
  6. ^ الرشيد 2022، صفحة 133."مذكور في الحاشية"
  7. ^ الحماد 2004، صفحة 70.
  8. ^ الرشيد 2022، صفحات 42، 134.

المصادر

[عدل]
  • الشمري، خليف (2016). طلال بن عبد الله آل رشيد. 1238-1283هـ/1822-1867م قراءة سوسيو-تاريخية. بيروت: جداول للنشر والتوزيع.
  • المفضلي، مشعل بن مهجع (2014). الصلات الحضارية بين جبل شمر وجنوبي العراق. 1250-1340هـ/1835-1921م. بيروت: جداول للنشر والتوزيع.
  • عبيد، جبار يحيى (2003). التاريخ السياسي لإمارة حائل 1835-1921م. تقديم: عبد الله بن محمد المنيف (ط. الأولى). بيروت: الدار العربية للموسوعات.
  • الزعارير، محمد (1997). إمارة آل رشيد في حائل (ط. الأولى). بيروت: بيسان للنشر والتوزيع.
  • الرشيد، ضاري بن فهيد (2022). وديع البستاني (المحرر). نبذة تاريخية عن نجد. تحقيق: د.طارق حمود آل غرس. الكويت: مركز طوروس.
  • العثيمين، عبد الله الصالح (1981). نشأة إمارة آل رشيد. الرياض: جامعة الرياض.
  • الحماد، حمد عبدالله (2004). حكم محمد العبد الله بن رشيد لنجد. 1289-1315هـ/1873-1897م (ماجستير thesis). جامعة الملك سعود.
  • الفاخري، محمد بن عمر (1999). تاريخ الفاخري. تقديم: عبد الله يوسف الشبل. الرياض: الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة. مؤرشف من الأصل في 2023-10-22.
  • آل عبيد، محمد بن علي (1999). النجم اللامع للنوادر جامع. ترتيب وتصحيح: صالح بن ابراهيم الصالح البطحي. الرياض. ص. 28–29.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  • ابن بشر، عثمان بن عبد الله (1983). عنوان المجد في تاريخ نجد (PDF) (ط. الرابعة). الرياض: دارة الملك عبد العزيز. ج. 2. ص. 185–190.
  • فالين، جورج أوغست (2008). رحلات فالين إلى جزيرة العرب. ترجمة:سمير سليم شلبي (ط. الأولى). بيروت: دار الوراق. مؤرشف من الأصل في 2023-11-04.
  • لوريمر، جون غوردون (1977). دليل الخليج، القسم التاريخي. الدوحة قطر: مكتبة أمير دولة قطر.
  • بلجريف، وليم (2001). وسط الجزيرة العربية وشرقها. ترجمة:صبري محمد حسن. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة.