بوابة:اللغة العربية/مقالة مختارة/9

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يُعد تأثير اللغة العربية في اللغة الإسبانية أحد السمات التاريخية المُكونة للثقافة واللغة الإسبانية حيث استوطن المسلمون من عرب وبربر شبه الجزيرة الإيبيرية لمدة ناهزت ثمانية قرون، فما كان من اللغة العربية إلا أن أثرت تأثيرًا كبيرًا بلغات تلك البلاد، وفي مقدمتها اللغة القشتالية التي تطورت إلى الإسبانية المعاصرة. تحتوي اللغة الإسبانية على الكثير من الكلمات ذات الأصل العربي، بحيث تُشكل الكلمات من هذه الشاكلة حوالي ربع مُفردات اللغة الإسبانية، وبهذا يُمكن القول أن انتشار المُصطلحات العربية إلى اليوم داخل اللغة الإسبانية دليل على عمق التأثير العربي والإسلامي الذي تركته الحضارة الإسلامية الأندلسية في شبه الجزيرة الإيبيرية. كان التأثير العربي في اللغة الإسبانية ملحوظًا، لا سيما على المستوى المُعجمي، ويرجع ذلك إلى استيطان العرب البلاد الإيبيرية طيلة ثمانية قرون تقريبًا، بين عامي 711 و1609م، وهو تاريخ طرد الموريسكيين من إسبانيا. ويُلاحظ التأثر بالعربية في كل من جنوب وشرق إسبانيا، أو ما يُعرف اليوم بإقليم الأندلس، وهذه المناطق نفسها التي شهدت تأسيس إمارة قرطبة، المتبُوعة بالدولة الأموية في الأندلس وملوك الطوائف. أثبت الباحثون اللغويون الإسبان أن تأثر اللغة الإسبانية باللغة العربية عميق جدًا، وهذا يعُود إلى انتشار اللغة العربية الواسع في الأندلس وبعض المقاطعات الإسبانية على مدى 781 سنة من الزمن إبان العصر الإسلامي الذي بدأ مع فتح الأندلس سنة 92هـ الموافقة لسنة 711م، واستمر حتى بعد سقوطها سنة 897هـ الموافقة لسنة 1492م. ويشهد التاريخ أن المسلمين أسسوا حضارة عظيمة في شبه الجزيرة الإيبيرية تجلت في انتشار العلوم والفن والعمران كما في الزراعة والصناعة والهندسة المعمارية إبان تلك القرون التالية، مما جعل الأندلس آنذاك مُزدهرة ومركز إشعاع في أوروبا كلها ومحجة لكل طالبي العلم. كانت المُحصلة إنتاج الكثير من أسماء الأماكن والأسماء وأسماء الأعلام والأفعال، إلا أن الأخيرة تُعد قليلة جدًا في الوقت الحالي، حيث تُقدر تقريبًا بسبعة أفعال أو أقل قليلًا، وبعض الصفات والظروف، وحرف الجر حتى؛ والذي يعكس بدوره ذلك التأثير الكبير والهام، إلا أنه في الوقت نفسه، لم يُغير كثيرًا في البنية الرومانسية للغة.