تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يشير مصطلح تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة إلى النشاطات التي تقدمها مجموعات مرتبطة بحركة الإمكانات البشرية والتي تزعم أنها ترفع مستوى الوعي بالذات وتحدث تحولات مرغوبة في الحياة الشخصية للأفراد.[1] عرفت هذه التدريبات بكونها غير مألوفة وتستمر على مدار عدة أيام.[2]

قد تضم برامج هذه التدريبات عدة مئات من الأفراد معًا.[3] ذكرت التعريفات المبكرة لهذه البرامج أنها تتميز باستمرارها مدة طويلة بشكل غير معتاد، لكن النصوص الأحدث تذكر أن مدة التدريبات بين بضع ساعات إلى بضعة أيام.

ينقل فورسيث وكورازيني عن ليبرمان (1994) أن «نحو 1.3 مليون أميركي على الأقل شارك في جلسات تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة».[4]

تعريف تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة[عدل]

يقارن روبنشتاين تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة ببعض مبادئ العلاج المعرفي، كفكرة أن الناس يمكن أن يغيروا حياتهم من خلال فهم الطريقة التي يرون بها الظروف الخارجية.[5]

في كتاب بحث المستهلك: بطاقات بريدية من الحافة الذي يناقش الدراسات الاقتصادية والسلوكية، يقارن المؤلفون بين «الأماكن المغلقة» التي تستخدم في التدريب والبيئة «المفتوحة نسبيًا» في «متاجر البضائع المتنوعة».[6]

وصف كتيب العلاج النفسي الجماعي تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة بأنه يركز على «القضايا الفلسفية والنفسية والأخلاقية». يرتبط هذا بالرغبة بزيادة الفعالية الشخصية للأفراد.[7]

عرّف عالم النفس دينيس كون مصطلح تدريبات التوعية في جماعات كبيرة في كتيب علم النفس: رحلة بأنه «برامج تدعي أنها تزيد الوعي بالذات وتسهل التغيير الشخصي البنّاء». يُعرّف كون المصطلح بشكل إضافي في كتابه مقدمة إلى علم النفس.[8]

مقدمو برامج تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة[عدل]

حدّد لو كيلرز، في صحيفة روكي ماونتين نيوز، معهد «ديناميكيات القيادة» (الذي عمل بين 1967-1973) بأنه بداية ما أسماه علماء النفس في ما بعد «تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة».[9] تأثرت الكثير من التباينات في دورات تدريبات التحول بمعهد ديناميكيات القيادة بشكل مباشر أو غير مباشر. يشير مايكل لانجون إلى أن تدريبات ندوات إيرهارد كانت النموذج النمطي لهذه التدريبات في عقول الناس.[10]

في أثناء عمله في «هوليدي ماجيك» حضر مؤسس «لايفسبرينغ» جون هانلي دروسًا في معهد ديناميكيات القيادة.[11] كتب كريس ماثي، الذي كان في ذلك الوقت مرشحًا لنيل الدكتوراه في علم النفس السريري، أن معظم أشكال التدريب الموجودة تتبع غرار معهد ديناميكيات القيادة. ذكر ماثي أن مجموعات لايفسبرينغ، وإنسايت سيمينارز، وندوات بّي سي آي، والمحاربون الجدد، تأثرت جميعها بمعهد ديناميكيات القوة.[12]

التحليل الأكاديمي والدراسات[عدل]

في مقالة خضعت لاستعراض الأقران نُشرت عام 1982 في «المراجعة السنوية في علم النفس» بعنوان «تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة»، حاول الكاتب تلخيص الأدبيات المتعلقة بموضوع تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة، لاستكشاف فعاليته وعلاقته بعلم النفس. يصف هذا المقال الأكاديمي التدريب ويحلله من منظور علم النفس متأثرًا بأعمال علماء النفس الإنسانيين، مثل كارل ماكس وأبراهام ماسلو ورولو ماي، ومترافقًا أحيانًا بحركة الإمكانات البشرية.[13]

أخذت التدريبات التجارية تقنيات كثيرة من مجموعات المواجهة. كانت هذه التدريبات تحاذي علم النفس ولكنها تقع «خارج المجالات الأكاديمية لعلم النفس أو الطب النفسي، وكان معيار أدائها هو رضا العميل، ولم تتبع البحث المنهجي إلا نادرًا».[14]

يصف المقال تدريبات ندوات إيرهارد، ويناقش الأدبيات حول شهادات المشاركين بها. ويلاحظ فروقًا ضئيلة في الاختبارات النفسية عند المشاركين بعد التدريب ويذكر الكلام المروي عن حدوث إصابات نفسية بين المتدربين. يأخذ المقال بعين الاعتبار المقارنة بين هذه التدريبات والتقنيات المعيارية المتبعة في العلاج النفسي، كالعلاج السلوكي والجماعي والعلاج النفسي الوجودي، ويختتم بالمناداة بإجراء «بحث موضوعي وصارم» وبأن متغيرات غير معروفة قد تكون السبب وراء بعض الآثار الإيجابية. نصح علماء النفس مرضى الفصام واضطراب الشخصية الحدية بتجنب هذه التدريبات.

تضم العوامل النفسية التي ذكرها الأكاديميون «الإغراق» والتطهير والعمومية (التماهي مع الآخرين) وزرع الأمل والتعرف وما أسماه سارتر «مؤلفات لا جدال فيها».

في عام 1989، منحت الجمعية الأمريكية لعلم النفس باحثين من جامعة كونيكتيكت «جائزة الإدارة للاستشاريين الوطنيين» عن دراستهم: «تقييم التدريبات على التوعية ضمن مجموعات كبيرة».[15]

كتب عالم النفس ماثي في «مصلحة حماية المستهلك» لتشجيع المقدمين على المشاركة في هذه التدريبات على مناقشة الأمر مع معالج نفسي أو استشاري لتفحص المبادئ وراء البرنامج الذي يقدمون عليه وتحديد طرائق الفحوص المسبقة، وتدريب منفذي البرنامج، والكلفة الإجمالية للتدريب وأية رعاية تالية مقترحة. لاحظ فنكلشتاين الصعوبات الكثيرة في تقييم هذه البرامج، من رفض المؤيدين الصريح لنماذج دراسة محددة إلى صعوبة إيجاد مجموعات الضبط الصارمة. في بعض الأحيان، كانت المؤسسات التي تقدم هذه البرامج تشارك في تمويل الدراسات التي تجري حولها.[16]

لم ينظر جميع الباحثين في المجال إلى هذه التدريبات بشكل إيجابي. وجد عالم النفس فيليب كوشمان أن البرنامج الذي درسه «يتكون من هجوم متعمّد على الذات». في دراسة عام 1983 أُجريت على لايفسبرينغ، وجد أنه «على الرغم من أن المشاركين يختبرون عادة إحساسًا عاليًا من السعادة نتيجة للتدريب، فإن هذه الظاهرة مَرَضية في أساسها» ما يعني أن «التدريب قوّض وظيفة الأنا وعزز تقهقرها إلى الحد الذي جعل اختبار الواقع معطوبًا بشكل كبير». مُوّلت دراسة ليبرمان عام 1987 جزئيًا من قبل لايفسبرينغ، ولاحظت الدراسة أن 5 أشخاص من عينة بلغت 289 من المشاركين اختبروا «استجابة إجهادية»، اختبر شخص واحد «مشهدًا ذهانيًا عابرًا». علق ليبرمان: «لا يمكن أن نعرف ما إذا كان هؤلاء الخمسة سيختبرون نفس الاستجابة الإجهادية لو وضعوا في ظروف أخرى، ولكن الدليل السريري يبين أن هذه الاستجابات مردها المباشر هو تلك التدريبات».[17]

عبّر الفاتيكان عن رأيه بدورات العصر الجديد التدريبية:

«إن دورات العصر الجديد التدريبية (ما كان يعرف بندوات إيرهارد وغيرها) تمزج قيم الثقافة المضادة مع الحاجة السائدة لتحقيق النجاح والرضا الداخلي الناجم عن النجاح الخارجي ...»[18]

في كتاب كون مقدمة في علم النفس، يشير الكاتب إلى الكثير من الدراسات التي تفترض أن الكثير من الفوائد المزعومة لهذه التدريبات تأخذ شكل «نوع من العلاج الوهمي».

يصف جارفيز هذه التدريبات بأنها «محط شك تربوي» في كتابه عام 2002 نظرية الممارسة والتعليم.[19]

يذكر تابر أن «بعض هذه التدريبات والعلاج النفسي الجماعي تجسد عبادات غير دينية». ينتقد بينجامين هذه المجموعات لكلفتها العالية وخفاياها الروحية.

تقنيات تدريبات التوعية ضمن مجموعات كبيرة[عدل]

تشمل التقنيات المحددة التي تستخدم في التدريب:

  • التأمل
  • الارتجاع البيولوجي (التغذية الحيوية الراجعة)
  • اللغة والمصطلحات الخاصة
  • التنويم المغناطيسي الذاتي
  • تقنيات الاسترخاء
  • التصور
  • البرمجة اللغوية العصبية
  • اليوغا

تُستخدم هذه التقنيات في الجلسات الطويلة، المسماة أحيانَا جلسات الماراثون، وهي جلسات مدتها ثماني ساعات، تجري فيها مضايقة المشاركين والتقييد عليهم «ما يؤدي إلى انهيار الأنا، وبعدها يولدون من جديد».[20]

يقدم مقال فنكلشتاين عام 1982 وصفًا تفصيليًا لبنية وتقنيات تدريب ندوات إيرهارد، تشبه التقنيات تلك المستخدمة في العلاج الجماعي ومجموعات المواجهة. ينظر الكتاب الأكاديمي «كتيب العلاج النفسي الجماعي» إلى التدريب على أنه «أقل انفتاحًا على الاختلافات الاستهلالية» لأنه يتبع «خطة مكتوبة مفصلة» لا تختلف بين تدريب وآخر.

في كتابه الحياة 102، يصف المشارك في التدريب والمدرب بيتر مكويليامز التقنيات الأساسية في التدريبات الماراثونية بكونها ضاغطة ومحررة طوال الوقت، مشبهًا إياها بأسلوب الاستجواب الذي يتبعه الشرطي فيكون شرطيًا طيبًا تارة وسيئًا تارة أخرى، وأيضًا بلقاء الإحياء، عبر جعل الشخص يشعر بالسوء نصف الوقت تقريبًا وإغراقه بعدها بالثناء فجأة. تجعل البرامج المشاركين يمرون باستجابة إجهادية ومستوى عالٍ من الإندورفين. يعطي مكويليامز أمثلة عن أنشطة التدريب المتنوعة التي تدعى العمليات، ويطلق عليها أسماء مثل «قنبلة الحب» و«قارب الحياة» و«حفلة كوكتيل» و«العناق»، والتي تستمر ساعات وأيام وترهق المشاركين ليصبحوا أكثر قابلية لتلقي رسالة المدرب سواءً أكانت في صالحهم أو لا.[21]

المراجع[عدل]

  1. ^ Coon، Dennis (2004). Psychology: A Journey. Thomson Wadsworth. ص. 520, 528, 538. ISBN:0-534-63264-5. مؤرشف من الأصل في 2020-01-26.
  2. ^ Mass Marathon Trainings, excerpted, The Politics of Transformation: Recruitment – Indoctrination Processes in a Mass Marathon Psychology Organization, St. Martin's Press 1993, Philip Cushman, Ph.D.
  3. ^ Weigel، Richard G. (2002). "The marathon encounter group—vision and reality: Exhuming the body for a last look". Consulting Psychology Journal: Practice and Research. جمعية علم النفس الأمريكية. ج. 54 ع. 3: 186–198. DOI:10.1037/1061-4087.54.3.186. ISSN:1065-9293. مؤرشف من الأصل في 2020-01-26. اطلع عليه بتاريخ 2010-01-09. The groups I'm talking about are est (and its more recent descendant, The Forum) and Lifespring, both of which use structured activities; involve several hundred or more participants and one central leader [...]
  4. ^ Forsyth، Donelson R.؛ Corazzini، John G. (2000). "Groups as Change Agents" (PDF). في Snyder، Charles Richard؛ Ingram، R E (المحررون). Handbook of psychological change: Psychotherapy processes and practices for the 21st century. New York: Wiley. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2012-02-27. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-07. Lieberman suggests that at least 1.3 million Americans have taken part in LGAT sessions.
  5. ^ Rubinstein، Gidi (2005). "Characteristics of participants in the Forum, psychotherapy clients, and control participants: A comparative study". Psychology and Psychotherapy: Theory, Research and Practice. British Psychological Society. ج. 78 ع. 4: 481–492. DOI:10.1348/147608305X42721. ISSN:1476-0835. PMID:16354440.
  6. ^ Brown، Stephen I.؛ Darach Turley (1997). Consumer Research: Postcards from the edge. Routledge. ص. 279. ISBN:0-415-17317-5. (ردمك 0-415-15684-X).
  7. ^ Burlingame، Gary M. (1994). Handbook of Group Psychotherapy: An Empirical and Clinical Synthesis. John Wiley and Sons. ص. 528, 532, 535, 539, 549, 550, 555, 556, 581, 583. ISBN:0-471-55592-4. مؤرشف من الأصل في 2022-12-10.
  8. ^ Coon، Dennis (2003). Introduction to Psychology: Gateways to Mind and Behavior. Thomson Wadsworth. ص. 648, 649, 655. ISBN:0-495-59913-1. (ردمك 0-534-61227-X).
  9. ^ Kilzer، Lou (18 يوليو 1999). "Desperate Measures Network of Behavior Modification Compounds Known as Teen Help Has Straightened Out Hundreds of Defiant Adolescents, But Its Methods Aren't For the Faint-hearted". Rocky Mountain News. E. W. Scripps Company."The first of the genre psychologists call "large group awareness training" was the Leadership Dynamics Institute..."
  10. ^ Langone، Michael (1998). "Large Group Awareness Trainings". Cult Observer. ج. 15 ع. 1. ISSN:1539-0152. مؤرشف من الأصل في 2019-05-08. اطلع عليه بتاريخ 2017-06-11.: "In the 1960s the encounter group movement was born. Advocating enhanced communication and intensified experience, this movement evolved into something that was part psychotherapy, part spirituality, and part business. In some scholarly articles, these groups were referred to as "large group awareness trainings" or LGATs. Erhard Seminars Training (est) was the most successful of these groups, and it has been widely imitated. Even though it no longer officially exists, in the minds of many est is identified with the entire LGAT movement. It is in a sense the progenitor of a myriad of programs that have been marketed to the public and the business community."
  11. ^ Fisher، Marc (25 أكتوبر 1987). "I Cried Enough to Fill a Glass: In One Lifespring Session, Trainees May Find Themselves Crawling on Their Hands and Knees, Wailing Like Infants and Tightly Hugging 200 Total Strangers - All to Get Control of Their Lives. Does it Work? Sometimes". واشنطن بوست. 1987 The Washington Post.
  12. ^ Mathe, Ph.D., Chris., Choosing a Personal Growth Program: Ten questions to help you make an informed decision, Chris Mathe 1999. Alternate site نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ See for example: Fisher، Jeffrey D. (1990). Evaluating a large group awareness training: a longitudinal study of psychosocial effects. Springer-Verlag. ص. 1. ISBN:978-0-387-97320-3. Large Group Awareness Training: An Historical Context. Groups associated with the human potential movement have been a controversial feature of American life during the last three decades.
  14. ^ Finkelstein، P.؛ Wenegrat, B.؛ Yalom, I. (1982). "Large Group Awareness Training". Annual Review of Psychology. كالفين بيري ستون. ج. 33 ع. 1: 515–539. DOI:10.1146/annurev.ps.33.020182.002503. ISSN:0066-4308. [وثِّق الاقتباس]
  15. ^ Fisher، Jeffrey D.؛ Silver, Chinsky؛ Goff, Klar (1990). Evaluating a Large Group Awareness Training. Springer-Verlag. ص. vii. ISBN:978-0-387-97320-3. The research reported in this volume was awarded the American Psychological Association, Division 13, National Consultants to Management Award, August 13, 1989.
  16. ^ Lieberman, "Effects of Large Group Awareness Training on Participants' Psychiatric Status", American Journal of Psychiatry v 144 p 460-464, April 1987.
  17. ^ Haaken, J. and Adams, R., "Pathology as 'Personal Growth': A Participant-Observation Study of Lifespring Training", Psychiatry, vol 46, August 1983.
  18. ^ See A Christian reflection on the New Age: "A Christian reflection on the "New Age"". الكرسي الرسولي. مؤرشف من الأصل في 2019-05-05. اطلع عليه بتاريخ 2013-11-30. New Age training courses (what used to be known as "Erhard seminar trainings" [EST] etc.) marry counter-cultural values with the mainstream need to succeed, inner satisfaction with outer success [...] {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |المحررين= تم تجاهله (مساعدة)
  19. ^ Jarvis، Peter (2002). The Theory & Practice of Teaching. Routledge. ص. 97. ISBN:0-7494-3409-0.
  20. ^ Paglia، Carmen (Winter 2003). "Cults and Cosmic Consciousness: Religious Vision in the American 1960s" (PDF). Arion. جامعة بوسطن. ج. 10 ع. 3: 106. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2009-07-24. اطلع عليه بتاريخ 2009-08-05.
  21. ^ Peter McWilliams, Life 102: What to Do When Your Guru Sues You (Prelude Press: Los Angeles, 1994). (ردمك 0-931580-34-X)., pp 6–7.
مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=تدريبات_التوعية_ضمن_مجموعات_كبيرة&oldid=61411291»