انتقل إلى المحتوى

مازوشية

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
يرجى فتح الوصلات الداخلية للمقالات المتعلّقة بموضوع المقالة.
هذه الصفحة لم تصنف بعد. أضف تصنيفًا لها لكي تظهر في قائمة الصفحات المتعلقة بها.
يرجى مراجعة هذه المقالة وإزالة وسم المقالات غير المراجعة، ووسمها بوسوم الصيانة المناسبة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ما هي الماسوشية


جهة اخرى قد يدفعه الى الخضوع الطوعي الى القضاء والقدر والمرض والمخدرات وغيرها، وهو ما يجعل الانسان مستلبا ومعطلا وممتلخا من استقلاليته وفاقدا لمقدراته في التفكير والتعاون والحب والعمل، الذي يعيد اتحاده مع الطبيعة والعودة الى حالته الطبيعية.[1]

ان جذور الانحراف في الشخصية المازوشية هي ان الرغبات المازوشية تساعد الفرد على الهرب من شعوره الذي لا يطاق بالوحدة والعجز والخضوع بسبب الضعف والاستكانة، ولذلك فهو بحاجة الى انسان اخر يستسلم له أو شيء يربط به نفسه. انه لا يستطيع ان يتحمل ان يكون هو ذاته، ولذلك يحاول التخلص منها حتى يشعر بالأمان والطمأنينة. وهذا هو بالضبط ما عناه اريش فروم " بالهروب من الحرية"، التي هي عبأ يريد التخلص منه.

ان الشعور بالعجز هو في الحقيقة ميل الى زيادة الشعور الاصلي باللامعنى، الذي يجعله في صراع بين رغبته في ان يكون مستقلا وقويا وبين شعوره بالضعف والمسكنة. واذا لم يستطع ان يكون قويا ومستقلا ومتحررا من الخوف فسوف يقع في شباك ضعفه وعجزه ولا يستطيع انقاذ نفسه من هذا الصراع الا بتحقير نفسه وابتلاع الالم. واذا وجذ فرصة مواتية، كالخضوع الى زعيم قوي ومتسلط، فانه يعمل ذلك من اجل الحصول على بعض الأمن حيث يجد نفسه متحدا مع الألاف من الناس الذين يشاركوه مشاعر الخوف وعدم الامن. ان هذا الحل هو في الحقيقة خطوة في طريق انقاذ نفسه، كما يبدو له ذلك، غير ان هذا الحل غالبا ما يقوده الى كارثة، اذ يفقد بذلك حريته واستقلاليته وتكامله وكذلك أمنه الداخلي.

ان الخضوع لزعيم والتماهي به وتسليم كل حقوقه له ، انما هو تعبير عن الحب المازوشي الذي يتجلى في انكار الذات من أجل الشخص الآخر. ان هذا الحب كامن في الحقيقة في الحاجة الى التكامل مع شخص آخر وليس تعبيرا عن الاتحاد مع شخص آخر على اساس الاستقلال والتكامل الحقيقي. ولذلك فالميول المازوشية هي رغبات لاعقلانية هدفها التقليل من شأن النفس واذلالها والتي تظهر في المعاناة الفعلية من الضعف والألم الاخلاقي، حيث يحتاج المازوشي الى ان يتعامل معه الاخرون وكأنه طفل صغير او ضعيف أو مريض أو شخص لا يستطيع ان يعيش بدون معاناة واذلال جسمي أو معنوي، وبذلك يصبح الانحراف المازوشي لدى البعض متعة مقصودة مصحوبة بألم واذلال وغيره.

واذا كانت السادية عداونية تسود فيها الأنوية والانانية، فان المازوشية هي خضوع ومعاناة مادية ومعنوية، قبل ان تكون تلذلذا بالالم، كما هو شائع، لان السادي يستخدم سطوته لقهر واذلال ضحيته هربا من مازرخيته الداخلية ومن مشاعر الذنب التي تقض مضجعه دوما. فهو يهرب من مازوشيته عن طريق الاذى بضحيته. اما المازوشي فيرضخ لتسلط السادي ويتنازل له خوفا من ساديته التي يخشى ان تتوجه الى الخارج وتفلت من سيطرته خوفا من تدمير الذات او الآخر في آن. انه انسان عاجز عن رد الاذى، وفي ذات الوقت، عاجز عن تحمل نتائج ساديته والتصدي لها. ان هذه الوضعية هي شكل من اشكال " الخصاء" الذي يقلق العاجز ويشعره بالتهديد الدائم والمستمر وينتج شعورا بالمهانة والدونية والاستسلام. وهو شعور يأخذ احيانا معنى عقاب الذات وتبخيسها ويدفع احيانا الى حلول ايجابية لاعادة الاعتبار للذات الجريحة. غير ان هذه حلول سلبية وهروبية من واقع لا قبل للفرد في تحمله، ولذلك يضطر الى الاحتماء بزعيم او بشيخ قبيلة او زعيم طائفة او رئيس محلة ، او التعلق بالابطال وعبادتهم او اللجوء الى الاولياء الصالحين والدراويش وفتاحي الفال. انها وسيلة لايجاد نوع من التوازن والانسجام مع الاوضاع، من خلال خلق صورة "للاب القائد" و "الاب المنقذ" التي قد تخلصه من عقدة "الخصاء" وما يصاحبها من حالة التهديد المستمرة.

  1. ^ Parge، Martina (1997). Erich Fromm: „Die Furcht vor der Freiheit“ (1941). Wiesbaden: Deutscher Universitätsverlag. ص. 63–101. ISBN:978-3-8244-4269-0.