مستخدم:فهد الحكمي/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مصادر التربية الإسلامية: لابد للتربية من مصادر معينة تُستقى منها ، وركائز ثابتة تعتمد عليها في بنائها ، وانطلاقاً من كون التربية الإسلامية نابعةً في الأصل من الدين الإسلامي الحنيف ؛ فإن مصادرها الأساسية هي نفس مصادر هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله تعالى للعالمين بقوله في مُحكم التنزيل : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } ( سورة المائدة : الآية 3 ) . والذي قال - سبحانه وتعالى - في شأنه : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ( سورة آل عمران : الآية 85 ) . مصادر التربية الإسلامية كعلمٍ تربويٍ يعتمد على مصادر مُحددةٍ

أولاً :المصادر الأصلية(الإلهية): تتمثل في آيات القرآن الكريم و أحاديث السنة النبوية الثابتة.

1 - القرآن الكريم : ويُعد القرآن الكريم " أهم مصدرٍ من مصادر بناء الإنسان المسلم ، لأنه نزل لهداية البشرية إلى ما فيه صلاح دنياهم وأُخراهم ". " فالوحي هو الموضوع الأساسي لجميع العلوم ، بل إن الحضارة الإسلامية كلها إن هي إلا محاولةٌ لعرضٍ فكريٍ منهجيٍ لهذا الوحي ، ويتضح ذلك من أبنية العلوم نفسها ". 2- السُنَّة النبوية المطهرة : السُّنة في المجال التربوي تعني الطريقة ، أو الأسلوب ، أو المنهاج التفصيلي ، أو الكيفية التي تُبيِّن و تُفَصّلُ كل جزئيةٍ في حياة الإنسان و المجتمع المسلم . وحيث إن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - تُمثل و تُجسد تعاليم وتربية الإسلام قولاً وأداءً وتعاملاً في مختلف شؤون حياته من عباداتٍ ومعاملاتٍ ؛ سواءً أكان ذلك الأداء قوليًّا ، أو فعليًّا ، أو موافقةً منه - صلى الله عليه وسلم - لما صدر عن بعض أصحابه - رضوان الله عليهم - من الأقوال أو الأفعال ؛ فإن هذا يعني أنه - صلى الله عليه وسلم - بمثابة " المثال الإنساني المتفرد ، الذي يُعتبر اتِّباعُه والتأسي به جزءًا أساسياً من التكليف الإلهي المتكامل الوارد في الكتاب والسُنة ، سواءً أثناء بعثته ، أو بعد موته ، وإلى يوم القيامة . وهو المثال الذي ينبغي أن يُحتذى في كل ما ثَبَتَ أنه فعله ، أو قاله ، أو قرَّره ، دون أن يطمح أحدٌ في بلوغ مرتبته سواءً في الأداء ، أو في الإحسان ، أو في الثواب ".

ثانياً: المصادر الفرعية (البشرية):

تتمثل في مجموع تراث السلف الصالح لأمة الإسلام و منهجها , وما فيه من اجتهادات و آراء و أفكارو تطبيقات تربوية لعلماء المسلمين و مفكريهم في الماضي و الحاضر

1- تُراث ومنهج السلف الصالح : ويُقصد بهذا التُراث والمنهج مجموع الآراء ، والأفكار ، والاجتهادات ، والنظريات ، والتطبيقات والمُمارسات التربوية التي صدرت عن المهتمين بالجانب التربوي من العلماء ، والفقهاء ، والمربين ، والمفكرين المسلمين عبر عصور الحضارة الإسلامية ؛ على اعتبار أن " التراث الإسلامي هو ما ورثناه عن آبائنا من عقيدةٍ وثقافةٍ ، وقيمٍ ، وآدابٍ ، وفنونٍ ، وصناعاتٍ ، وسائر المنجزات الأخرى المعنوية والمادية ".

2- الصالح و الإيجابي من الفكر التربوي القديم و الحديث: الصالح من الفكر التربوي القديم والحديث: مجموع الدراسات، والأبحاث، والملاحظات العلمية، والأطروحات الفكرية التربوية القديمة أو المُعاصرة التي يُمكن الإفادة منها في معالجة القضايا والمشكلات التربوية المختلفة، ولاسيما أن المجال التربوي يُعد مُتطوراً ومُتجدداً، وغير ثابتٍ أو مستقرٍ، فكان لابد من الانفتاح المُنضبط والإيجابي على مُختلف المعطيات الحضارية القديمة أو المُعاصرة شرقيةً كانت أو غربيةً، للإفادة مما وصل إليه التقدم العلمي والحضاري في مختلف المجالات والميادين، مع مراعاة أن تتم الإفادة من الجانب الإيجابي فيها، والذي لا يتعارض بأي حالٍ مع ثوابتنا الشرعية وتعاليم ديننا السمحة. وإلى هذا يُشير أحد المهتمين بقوله: ورجوع المجتمع المسلم إلى مصدر الدين في تحديد فلسفته وأهدافه التربوية، لا يمنعه من الرجوع إلى المصادر الفردية والاجتماعية والعلمية التي تذكرها عادةً كتب التربية الحديثة في معرض حديثها عن مصادر الأهداف التربوية، والتي تتمثل عادةً في ما كشفت عنه الدراسات والأبحاث والمُلاحظات العلمية من حاجاتٍ جسميةٍ و عقليةٍ و روحيةٍ و نفسيةٍ واجتماعيةٍ للفرد.

أبو عرّاد, صالح علي .(2013) , مقدمة في التربية الإسلامية.