مستخدم:Muhammad ElSayed/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

اغتيال الرئيس جون كينيدي وجنازته[عدل]

أسرعت السيارة متجهةً نحو مستشفى باركلاند بمدينة دالاس، وفور وصول السيارة، نُقِل الرئيس إلى غرفة الصدمات. وظلّت السيدة الأولى لبعض الوقت في غرفة خارجية للانتظار مخصصة بأقارب المريض وأصدقائه. ولم يمض سوى بضع دقائق على إسعاف زوجها وبصحبتها طبيب الرئيس، دكتور مالكولم بيري، حتى هبّت واقفةً عن مقعدها المثنيّ الكائن خارج غرفة الصدمات، وحاولت أن تصل إلى غرفة العمليات، فأوقفتها الممرّضة دوريس نيلسون، وحاولت أن تصفد الباب لتمنعها من الدخول، لكنها لم تتراجع؛ وعرض عليها طبيب الرئيس أن تتناول مهدئًا، الأمر الذي رفضته جاكلين، وقالت لبركلي: "أريد أن أكون بجانب زوجي وهو يحتضر" وفي النهاية، استطاع طبيب الرئيس إقناع الممرّضة نيلسون أن تسمح لها بالدخول إلى حجرة الصدمات رقم 1 قائلاً: "هذا حقها، ولها الصلاحية أن تفعل ذلك".[1]

وعند وصول التابوت، خلعت الأرملة خاتم زواجها وألبسته إصبع الرئيس. وحينها قالت للمساعدة كينيث أودونيل " الآن فقدت كل شيء".[2]

وبعد وفاة الرئيس رفضت جاكلين أن تُزيل ملابسها الملطّخة بدماء زوجها من دولابها؛ بل ندمت أن غسلت يديها ووجهها من تلك الدماء. وظلت السيدة الأولى ترتدي بذلتها الورديّة الملطّخة بالدماء، عندما استقلت متن الطائرة الرئاسية وارتدتها وهي واقفة بجوار جونسون وهو يحلف اليمين الرئاسية. وقالت لليدي بيرد جونسون: "أريدهم أن يدركوا ما فعلوه بجاك"؛[3] أمّا عن البذلة المُلطّخة بالدماء فتم التبرع بها عام 1964 إلى إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية، وأُبرمت اتفاقية مع ابنتها كارولين كينيدي نصّت على ألاّ تُعرض البذلة في العروض العامة حتى عام 2013.[4] وقد قامت كينيدي بدور فعّال في وضع تفاصيل جنازة زوجها الرسمية، والتي شابهت جنازة الرئيس أبراهام لينكون. وأُقيمت مراسم الجنازة في كاتدرائية القدّيس ماثيو الرسول بواشنطن العاصمة، وذُفِن في مقبرة أرلينغتون الوطنية؛ وتقدّمت الأرملة الجنازة مشيًا على الأقدام, ثم أضاءت الشعلة الأبدية، والتي قد صُنِعت بناءًا على طلبها. ورفعت ليدي جيان كامبل تقريرًا لجريدة ذا لندن إيفننج ستاندارد ذكرت فيه: "لقد منحت جاكلين كينيدي الشعب الأمريكي شيئًا لطالما فقدوه، ألا وهو: الفخامة."[5] وعقب حادثة الاغتيال والتغطية الصحفية التي أولت اهتمامًا كبيرًا بعملية الدفن وما تبعها، ابتعدت كينيدي عن الظهور في المناسبات العامة الرسميّة. إلّا أنها قد ظهرت ظهورًا خاطفًا في واشنطن لتكرّم كلينت هيل العميل السرّي في المخابرات الأمريكية الذي صعد على متن سيارة الليموزين, في دالاس, محاولة منه لحمايتها وزوجها.

وفي سبتمبر/ أيلول عام 2011, صدرت أشرطة مُسجّلة لجاكي كينيدي سُجَلَت عام 1964 قبل اغتيال زوجها؛ وكان من المقرر لهذه الأشرطة أن لا تُصدَر إلّا بعد 50 عامًا من وفاتها (تُوفيَت عام 1994)، واحتوت تلك الشرائط، التي تبلغ مدتها حوالي 8:5 ساعة، مقابلة شخصية مع آرثر ماير شلسنجر جونيور، تكشف فيها جاكي عن آرائها في عدد كبير من القضايا، منها قضية ليندون بينيس جونسون، نائب الرئيس؛ وقضية مارتن لوثر كينغ جونيور، زعيم الحقوق المدنية، وتناقش أيضًا أسباب رفضها الابتعاد عن زوجها أثناء أزمة صواريخ كوبا عام 1962، في حين أن قام مسؤلون آخرون بإبعاد زوجاتهم، حفاظًا على سلامتهم.[6][7]

ومن وقت قريب، ظهرت في الأفق مراسلات شخصية لجاكي كينيدي يرجع تاريخها من عام 1950 وحتى عام 1964. وكانت هذه الخطابات قد كُتِبَت بخط يدها وأُرسِلَت إلى قسّ أيرلندي يُدعى جوزيف ليونارد، وقد قابلته مرتين أثناء تواجدها بأيرلندا على حد قولها. وقيل إنّ النغمة المسيطرة على هذه الخطابات تًُشبه نغمة المراسلات التي دائمًا ما نجدها بين الأصدقاء.[8]

حياتها عقب حادثة اغتيال جون كينيدي[عدل]

وبعد مُضيّ أسبوعٍ على اغتيال زوجها، أجرى ثيودور إتش. وايت، الصحفي بمجلة لايف، حوارًا صحفيًا مع جاكلين شبّهت فيه السنوات التي قضتها في البيت الأبيض بقلعة كاميلوت الأسطوريّة التي كان يقطن فيها الملك آرثر؛ وعلقت قائلةً: "كانت من عادات الرئيس قبل نومه أن يستمع إلى التسجيل الصوتي لأغنية فريق لرنر ولوفو الموسيقيّة"، واقتبست عن الأغنية ما جاء عن الأميرة غوينيفير (زوجة الملك آرثر) مُحاولةً منها أن تُعرِب عن مدى شعورها بالفقدان.[9] وقُبَيْل رحيلها عن البيت الأبيض للمرة الأخيرة، طلبت كينيدي من سائقيها الخواص أن لا يتركوا خلفهم أي أوراق حتى لا تعود للبيت القديم ولا أن تقع عينها عليه حتى ولو صدفة.[10]

زواجها[عدل]

بعد اغتيال صهرها روبرت كينيدي في حزيران/يونيه عام 1968، انتاب كينيدي الخوف على حياتها وحياة أبنائها، وقالت: "بما أنهم بدأوا في قتل عائلة كينيدي، إذاً أطفالي أحد أهدافهم...أريد أن أهرب من هذه البلدة."[11]

  1. ^ Manchester, William (1967). Death of a President. New York City: Harper & Row. ISBN 978-0-88365-956-4.
  2. ^ Bugliosi, Vincent (2007). Four Days in November: The Assassination of John F. Kennedy. W. W. Norton & Company. pp. 30, 34. ISBN 978-0-393-33215-5.
  3. ^ "Selections from Lady Bird's Diary on the assassination: November 22, 1963". Lady Bird Johnson: Portrait of a First Lady. PBS. Retrieved March 1, 2008.
  4. ^ Horyn, Cathy (14 November 2013). "Jacqueline Kennedy’s Smart Pink Suit, Preserved in Memory and Kept Out of View". The New York Times. Retrieved 26 December 2014.
  5. ^ Campbell, Lady Jeanne (November 25, 1963). "Magic Majesty of Mrs. Kennedy". The London Evening Standard. p. 1.
  6. ^ "Jackie Kennedy Tapes Offer View On An Era, And Icon". NPR. September 15, 2011. Retrieved October 1, 2011.
  7. ^ Montgomery, Lori (September 14, 2011). "Jacqueline Kennedy book, 'Historic Conversations,' reveals woman with strong views, political candor". The Washington Post. Retrieved October 1, 2011.
  8. ^ Bever, Lindsey. "Jacqueline Kennedy's newly discovered personal letters reveal 14 years of secrets". The Washington Post. Retrieved September 14, 2014.
  9. ^ White, Theodore H. (December 6, 1963). "For President Kennedy, an Epilogue". Life 55 (23). ISSN 0024-3019.
  10. ^ Beschloss, Michael. Historic Conversations on Life with John F. Kennedy. ISBN 978-1-4013-2425-4.
  11. ^ Seely, Katherine (July 19, 1999). "John F. Kennedy Jr., Heir to a Formidable Dynasty". The New York Times. Retrieved November 8, 2009.