نقاش:روزاليا زميلياكا

        ألم الفقد 

كان ذلك اليوم يوم مختلف في حياتي حين صحيت على صراخ إبنتي رنا وهي تقول بابا فادي وقع بالملعب ونقل إلى المستشفى... كنت أظن اني في حلم لم أكن اتوقع اني في واقع مؤلم كان ابني قبل أيام كثير الكلام عن الموت وعن الجنائز حيث كان كثير الزيارة لذويه في المقبرة وفي كل جمعه يصف لي الوضع وكم شخص تم الصلاة عليه وتشيبعه.. كان دائما يردد لي أن الله اذا اراد لي شيء سيحدث خاصة عندما انصحه بالاعتناء بصحته.. فيقول ماشاء الله سيكون.. كان ابنا بار لي ذو أخلاق كان يردد لي دائما مادام انا موجود ماينقصك شيء لم يعلم بأن في ذات يوم سبخطفه القدر.. ولن يستطيع القيام بما وعدني اياه.. في آخر أيامه طلب مني الموافقه على استقالته من الشركة التي يعمل بها.. وقال لي اريد ان اصبح مثلك.. رجل أعمال... فلم أوافق له وقلت له الوظيفة أأمن لك.. ويمكنك أن تعمل بالتجارة بعد الدوام... في يوم وفاته.. حاسبت نفسي على عدم الموافقه.. حتى شككت في نفسي ان اكون احد اسباب وفاته... بسبب اني لم أوافق على طلبه لمت نفسي كثيرا لكن إيماني بالقضاء والقدر جعلني اتجاوز هذا الشعور... وما تدري اي نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري بأي أرض تموت... رحل ابني فادي تاركا أثر طيب في نفوس.. من كانوا حوله كان ذلك واضحا من خلال الحضور الكبير للناس في يوم تشييعه والدعاء له كان لهذا المنظر أثر كبير في تخفيف الامنا واحزاننا... عيد بأي حال جئت ياعيد بفقد عزيز او بحزن جديد أو ذكرى لاتنسى... رحمك الله يا فادي واسكنك فسيح جناته والهمنا الصبر والسلوان....

محمد بن جاسم الخليفة