انتقل إلى المحتوى

نقاش:وحي

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


التعريف بالوحي لغة، وشرعا، وكيفياته أولا : التعريف بالوحي : أ- من حيث اللغة : ... ذكر غير واحد من علماء هذا الشأن أن أصل الوحي فى الأسلوب العربى، معناه : الخفاء، والسرعة، والإشارة. ... فالواو والحاء والحرف المعتل أصل يدل على إلقاء علم فى خفاء إلى غيرك، فكل ما ألقيته إلى غيرك حتى علمه، فهو وحى كيف كان. وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب، وبإشارة بعض الجوارح، وبالكتابة، والرسالة والإلهام. ... وأوحى ووحى لغتان يقال : وحيث إليه الكلام، وأوحيت، ووحى، وحيا وأوحى. لكن أوحى بالهمزة أفصح من - وحى - بدونها. ولذلك جرى استعمال القرآن على ما هو الأفصح فى الفعلين أهـ بتصرف(1). __________ (1) ينظر : لسان العرب 6/412، والقاموس المحيط 4/391، ومعجم مقاييس اللغة ص1085، وتاج العروس 10/384 - 386، ومختار الصحاح ص713، والأشباه والنظائر فى القرآن الكريم لمقاتل سليمان ص168، 169، ومعجم مفردات ألفاظ القرآن للأصفهانى ص586 - 588 .


... وقد استعمل القرآن الكريم الوحي بمعناه اللغوى، وهو : الإعلام الخفى السريع، ويتناول الوحي بهذا المعنى عدة أنواع كما جاءت فى القرآن الكريم : الإشارة السريعة على سبيل الرمز كما فى قوله تعالى : { فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا } (1) وكما فى قوله تعالى : { قال رب اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا } (2). الإلهام الغريزى للإنسان(3) ومنه ما يطلق عليه إلهام الخواطر، وهو ما يلقيه الله تعالى فى روع الإنسان __________ (1) الآية 11 مريم. (2) الآية 41 آل عمران. (3) اشتهر لدى الكثيرين أن الوحي إلى أم موسى عليهما السلام الوارد فى قوله تعالى : { وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } آية 70 القصص، هو من هذا القبيل – أعنى الإلهام. أى من قبيل الحقيقة اللغوية. وعللوا قولهم هذا، بأنه لو قلنا إن الوحي إليها كان من قبيل الحقيقة الشرعية – أى كان بواسطة ملك – يلزم عليه أن تكون نبيا. والمقطوع به أنه لم تكن كذلك. أهـ كلامهم والحق : أن هذا الكلام خلاف التحقيق حسبما صرح بذلك الإمام القرطبى فى تفسيره 13/250، والشيخ أبو حيان فى تفسيره 7/105 – 108، وشيخنا الدكتور إبراهيم خليفة فى منة المنان 2/152، وحجتهم فى ذلك، أن ما جاء فى الآية من الأمر بالإلقاء والوعد بأنه سيرجع إليها وسيكون من المرسلين، لا يأتى ذلك من قبل الإلهام، كما أنه لا يلزم من إرسال الملك إلى أحد، ضرورة كونه نبيا، فقد جاء الملك إلى السيدة مريم، وإلى الأقرع، والأبرص، والأعمى، وقصتهم فى الصحاح، ولم يقل أحد بنبوة هؤلاء، وفوق ذلك كله، فإن المجمع عليه أن النبى لا يكون إلا ذكرا قال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم } آية 43 النحل، وعليه فالراجح أن الوحي إليها لم يكن إلهاما، وإنما كان بواسطة ملك. أهـ.


السليم الفطرة، الطاهر الروح، كما فى قوله تعالى : { وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بى وبرسولى قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون } (1). الإلهام الغريزى للحيوان أو ما يطلق عليه بعض العلماء الأمر الكونى كالوحي إلى النحل، وذلك كما فى قوله تعالى : { وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون } (2). ومما يشير إلى هذا المعنى أيضا قوله تعالى : { ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها } (3) ويدخل تحت ذلك كل الأوامر الكونية للجمادات وغيرها. وسوسة الشياطين كما فى قوله تعالى : { وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون } (4). وهذه الأقسام كلها ليست هى المرادة من اصطلاح الوحي فى علوم القرآن والسنة إذ المراد : الوحي الشرعى الذى جاء إلى أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام.

ب- معناه الشرعى : قال الحافظ ابن حجر : هو الإعلام بالشرع(5). وعرفه الأستاذ الإمام محمد عبده بقوله : هو عرفان يجده الشخص(6) من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة(7). __________ (1) الآية 111 المائدة. (2) الآية 68 النحل. (3) الآيتان 11، 12 فصلت. (4) الآية 121 الأنعام. (5) فتح البارى 1/14،15، كتاب الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم 0 (6) لا أوافق على كلمة (الشخص) لأن الوحي المعرف هو الوحي الشرعى، والوحي الشرعى خاص بالأنبياء، فلا يجوز أن يطلق على الأنبياء هذا التعريف بكلمة (الشخص) لأن الشخص أعم فيدخل فى ذلك الإلهام إلى غير الأنبياء، اللهم إلا إذا كان الشيخ محمد عبده يعرف الوحي من جهته العامة، فلا يكون ذلك تعريفا للوحى الشرعى. (7) رسالة التوحيد ص58 .


وعرفه البعض بأنه كلام الله المنزل على النبى الموحى إليه(1). وبالنظر فى هذه التعريفات تلاحظ أنها جاءت متنوعة تبعا لتنوع الاعتبارات، فمن نظر إلى المعنى المصدرى عرفه بالتعريف الأول، ومن نظر إلى المعنى الحاصل بالمصدر، عرفه بالثانى، ومن نظر إلى الموحى به، عرفه بالثالث، وهو المختار عندى. والله أعلم. ثانيا : كيفيات الوحي : ... هذه الكيفيات ذكرها غير واحد من العلماء(2) وهى بتصرف واختصار، على النحو التالى: __________ (1) عمدة القارى شرح صحيح البخارى لبدر الدين العينى 1/15، وينظر : مناهل العرفان فى علوم القرآن للشيخ الزرقانى 1/64، والوحي فى الإسلام وأهميته فى الحضارة الإنسانية للدكتور رؤف شلبى ص29، 30 . (2) ينظر على سبيل المثال : زاد المعاد لابن قيم الجوزية 1/78 – 80، وشرح الزرقانى على المواهب اللدنية 1/420 – 437، ودلائل النبوة للبيهقى 7/52 – 57، والبداية والنهاية لابن كثير 3/20 – 22، والإتقان فى علوم القرآن للسيوطى 1/127 فقرة رقم 546، والسيرة النبوية فى ضوء القرآن والسنة للدكتور أبى شهبة 1/269–271،والمدخل إلى السنة للدكتور عبد المهدى ص65– 70 .

البدء في نقاش حول وحي

بَدْء نقاش