انتقل إلى المحتوى

عملية الحارس الشخصي: الفرق بين النسختين

أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
وسوم: إضافة وصلات خارجية في مقالات غير مراجعة تعديلات طويلة تحرير مرئي
سطر 12: سطر 12:
==<small>خلفية تاريخية</small>==
==<small>خلفية تاريخية</small>==


خلال الحرب العالمية الثانية، وقبل عملية ''الحارس الشخصى'' استخدم الحلفاء أسلوب الخداع العسكرى بشكل كبير مطورين بذلك العديد من التقنيات والنظربات. كان العاملان الأساسيان بهذا المجال آنذاك قسم القوة "أيه" (بالإنجليزية Advanced Headquarters 'A' Force) وهو عبارة عن قسم لعمليات الخداع أنشئ خلال الحرب العالمية الثانية) والذى تأسس عام 1940 تحت إدارة دودلى كلارك، وقسم مراقبة لندن، الذى اعتمد عام 1942 تحت رقابة جون بيفان.{2}{1}
خلال الحرب العالمية الثانية، وقبل عملية ''الحارس الشخصى'' استخدم الحلفاء أسلوب الخداع العسكرى بشكل كبير مطورين بذلك العديد من التقنيات والنظربات. كان العاملان الأساسيان بهذا المجال آنذاك قسم القوة "أيه" (بالإنجليزية Advanced Headquarters 'A' Force) وهو عبارة عن قسم لعمليات الخداع أنشئ خلال الحرب العالمية الثانية) والذى تأسس عام 1940 تحت إدارة دودلى كلارك، وقسم مراقبة لندن، الذى اعتمد عام 1942 تحت رقابة جون بيفان.<ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1093/ref:odnb/63799|title=Cruickshank, Andrew John Maxton (1907–1988), actor|date=2004-09-23|publisher=Oxford University Press|series=Oxford Dictionary of National Biography|last=Hutchison|first=David}}</ref><ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1111/j.1444-0938.1989.tb03075.x|title=Case report: Salzmann's nodular degeneration|date=1989-09|journal=Clinical and Experimental Optometry|issue=5|DOI=10.1111/j.1444-0938.1989.tb03075.x|volume=72|pages=148–149|issn=0816-4622|last=Swann|first=PG|first2=V.|last2=Shuley}}</ref>


فى تلك المرحلة من الحرب، لم تكن عمليات التجسس للحلفاء والألمان متطابقة بشكل كبير. خلال عمليات التشفير فى بليتشلى بارك (Bletchley Park)، تعرضت العديد من اتصالات الخطوط الألمانية للاعتراض والتشفير، فيما أطلق عليه الاسم الرمزى العملية ألترا (بالإنجليزية Operation Ultra)، بحيث حصل الحلفاء على رؤى حول مدى فعالية عمليات خداعهم. وفى أوروبا، حصل الحلفاء على معلومات استخباراتية جيدة من خلال حركات المقاومة والاستطلاع الجوى. وبالمقارنة، قبض على معظم الجواسيس الألمان الذين أرسلوا الى بريطانيا (او سلموا انفسهم) ليصبحوا عملاء مزدوجون (وفق نظام مكافحة التجسس XX system). بعض هؤلاء العملاء المشتبه بهم كانوا موثوقى الجانب بشكل كبير، لدرجة توقف المخابرات الألمانية عن إِرسال عملاء جدد فى عام 1944. ضمن السياسة الداخلية لهيكل القيادة الألمانية، بحيث كانت الشكوك وسوء الإدراة تجعل من جمع المعلومات الاستخباراتية تأثير محدود فقط.{4}{3}
فى تلك المرحلة من الحرب، لم تكن عمليات التجسس للحلفاء والألمان متطابقة بشكل كبير. خلال عمليات التشفير فى بليتشلى بارك (Bletchley Park)، تعرضت العديد من اتصالات الخطوط الألمانية للاعتراض والتشفير، فيما أطلق عليه الاسم الرمزى العملية ألترا (بالإنجليزية Operation Ultra)، بحيث حصل الحلفاء على رؤى حول مدى فعالية عمليات خداعهم. وفى أوروبا، حصل الحلفاء على معلومات استخباراتية جيدة من خلال حركات المقاومة والاستطلاع الجوى. وبالمقارنة، قبض على معظم الجواسيس الألمان الذين أرسلوا الى بريطانيا (او سلموا انفسهم) ليصبحوا عملاء مزدوجون (وفق نظام مكافحة التجسس XX system). بعض هؤلاء العملاء المشتبه بهم كانوا موثوقى الجانب بشكل كبير، لدرجة توقف المخابرات الألمانية عن إِرسال عملاء جدد فى عام 1944. ضمن السياسة الداخلية لهيكل القيادة الألمانية، بحيث كانت الشكوك وسوء الإدراة تجعل من جمع المعلومات الاستخباراتية تأثير محدود فقط.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1186/1471-2105-5-173|date=2004|journal=BMC Bioinformatics|issue=1|DOI=10.1186/1471-2105-5-173|volume=5|pages=173|issn=1471-2105|last=Stoneberg Holt|first=Sierra|first2=Jason A|last2=Holt}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1007/978-1-4615-0695-9_33|title=QSO Hosts and Their Environments|date=2001|publisher=Springer US|ISBN=9781461351993|place=Boston, MA|pages=205–208|last=Surace|first=Jason A.|first2=D. B.|last2=Sanders}}</ref>


فى عام 1943 كان هتلر يحصن الساحل الغربى لأوروبا بالكامل، دون دراية واضحة منه بالمكان الذى قد يقع فيه هجوم الحلفاء. كان تفكيره التكتيكى يقضى بالدفاع طوال فترة الهجوم والاعتماد على التعزيزات للرد بسرعة على أى إنزال عسكرى. وفى فرنسا نشر الألمان مجموعتي جيوش. إحداهما، مجموعة الجيوش بى (Army Group B)، نشرت لحماية الساحل: وتنقسم إلى الجيش الخامس عشر الذى يغطى منطقة ممر كاليه والجيش السابع الرابض فى النورماندى.{5} وعقب قرار تأجيل الغزو، أو ما يعرف بعملية اوفرلورد بالإنجليزية (Operation Overlord)، إلى عام 1944، أجرى الحلفاء سلسلة من عمليات الخداع كان الهدف منها خلق تهديد بغزو النرويج وفرنسا. منها عملية الشريط (بالإنجليزية Operation Cockade) التى كانت معدة لإرباك القيادة العليا الألمانية بخصوص فهم نوايا الحلفاء، واستدراج الألمان إلى معارك جوية عبر القنال الإنجليزى. وفى هذا الصدد لم تحقق عملية الشريط نجاح يذكر، حيث استجاب الألمان بالكاد إلى قوة غزو مزيفة عبرت القناة (عاد الألمان أدراجهم لمسافة ما قبل الوصول إلى هدفهم) .{6}
فى عام 1943 كان هتلر يحصن الساحل الغربى لأوروبا بالكامل، دون دراية واضحة منه بالمكان الذى قد يقع فيه هجوم الحلفاء. كان تفكيره التكتيكى يقضى بالدفاع طوال فترة الهجوم والاعتماد على التعزيزات للرد بسرعة على أى إنزال عسكرى. وفى فرنسا نشر الألمان مجموعتي جيوش. إحداهما، مجموعة الجيوش بى (Army Group B)، نشرت لحماية الساحل: وتنقسم إلى الجيش الخامس عشر الذى يغطى منطقة ممر كاليه والجيش السابع الرابض فى النورماندى.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1016/s0140-6736(01)05409-5|title=The heavy smoking football fan who had an epileptic fit|date=2001-07|journal=The Lancet|issue=9277|DOI=10.1016/s0140-6736(01)05409-5|volume=358|pages=206|issn=0140-6736|last=Schucher|first=B|first2=G|last2=Brinkmann|first3=C|last3=Petermann|first4=PG|last4=Lankisch}}</ref> وعقب قرار تأجيل الغزو، أو ما يعرف بعملية اوفرلورد بالإنجليزية (Operation Overlord)، إلى عام 1944، أجرى الحلفاء سلسلة من عمليات الخداع كان الهدف منها خلق تهديد بغزو النرويج وفرنسا. منها عملية الشريط (بالإنجليزية Operation Cockade) التى كانت معدة لإرباك القيادة العليا الألمانية بخصوص فهم نوايا الحلفاء، واستدراج الألمان إلى معارك جوية عبر القنال الإنجليزى. وفى هذا الصدد لم تحقق عملية الشريط نجاح يذكر، حيث استجاب الألمان بالكاد إلى قوة غزو مزيفة عبرت القناة (عاد الألمان أدراجهم لمسافة ما قبل الوصول إلى هدفهم) .<ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1017/cbo9781107049956.021|title=Magna Carta|publisher=Cambridge University Press|ISBN=9781107049956|place=Cambridge|pages=478–480|last=Holt|first=J. C.}}</ref>


==<small>الخطة ياعيل (بالإنجليزية Jael Plan)</small>==
==<small>الخطة ياعيل (بالإنجليزية Jael Plan)</small>==
بدأ التخطيط لعملية الحارس الشخصى حتى قبل تنفيذ عملية الشريط بالكامل, عقب قرار اختيار نورماندى كمكان لموقع الغزو القادم. بدأت الاقسام المسؤولة عن عمليات الخداع, قسم القوة 'أيه'، قسم 'بى' (بالإنجليزية (Ops (B وهو عبارة عن قسم تخطيط لعمليات الخداع بالمملكة المتحدة) التابع لرئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء (بالإنجليزية Chief of Staff to the Supreme Commander Allied Forces), وقسم مراقبة لندن, فى معالجة مشكلة تحقيق مفاجأة تكتيكية تسبق عملية الانزال Operation Overlord فأصدروا مسودة بعنوان "  الأفكار المبدأية " فى 14 يوليو 1944 محددة للكثير من المفاهيم التى شكلت لاحقا خطة الحارس الشخصى. وبالرغم من أن عملية الشريط حققت نجاح محدود، فان القيادة العليا للحلفاء كانت متشككة فى نجاح أى خطة تضليل جديدة. {8}{7}
بدأ التخطيط لعملية الحارس الشخصى حتى قبل تنفيذ عملية الشريط بالكامل, عقب قرار اختيار نورماندى كمكان لموقع الغزو القادم. بدأت الاقسام المسؤولة عن عمليات الخداع, قسم القوة 'أيه'، قسم 'بى' (بالإنجليزية Ops (B)) وهو عبارة عن قسم تخطيط لعمليات الخداع بالمملكة المتحدة) التابع لرئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء (بالإنجليزية Chief of Staff to the Supreme Commander Allied Forces), وقسم مراقبة لندن, فى معالجة مشكلة تحقيق مفاجأة تكتيكية تسبق عملية الانزال Operation Overlord فأصدروا مسودة بعنوان "  الأفكار المبدأية " فى 14 يوليو 1944 محددة للكثير من المفاهيم التى شكلت لاحقا خطة الحارس الشخصى. وبالرغم من أن عملية الشريط حققت نجاح محدود، فان القيادة العليا للحلفاء كانت متشككة فى نجاح أى خطة تضليل جديدة.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1037/004412|title=Taking Humor Seriously|date=2004-08|journal=Contemporary Psychology|issue=4|DOI=10.1037/004412|volume=49|pages=494–496|issn=0010-7549|last=Apter|first=Michael J.}}</ref><ref name=":0">{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1016/b978-0-7295-3827-5.50018-9|title=Navigating Problem Based Learning|date=2008|publisher=Elsevier|ISBN=9780729538275|pages=226–228}}</ref>


وفى اغسطس، قدم العقيد جون هنرى بيفان, مدير قسم مراقبة لندن مسودة خطة بالاسم الرمزى ياعيل (فى إشارة إلى إحدى بطلات [[العهد القديم]] التى قتلت قائد الأعداء عن طريق المكيدة)، فى محاولة لخداع الالمان بجعلهم يعتقدوا ان الحلفاء أجلوا زمن الغزو لعام اخر, وبدلا من ذلك سيركزوا على مسرح عمليات [[البلقان]] والقصف الجوى على ألمانيا وحتى عام 1944, تلقت الخطة قبول متفاوت من القيادة العليا للحلفاء، وبحلول شهر اكتوبر أجل الحلفاء اتخاذ قرار بشأن المسودة الى ما بعد مؤتمر طهران، بشهر لاحق. {8}
وفى اغسطس، قدم العقيد جون هنرى بيفان, مدير قسم مراقبة لندن مسودة خطة بالاسم الرمزى ياعيل (فى إشارة إلى إحدى بطلات [[العهد القديم]] التى قتلت قائد الأعداء عن طريق المكيدة)، فى محاولة لخداع الالمان بجعلهم يعتقدوا ان الحلفاء أجلوا زمن الغزو لعام اخر, وبدلا من ذلك سيركزوا على مسرح عمليات [[البلقان]] والقصف الجوى على ألمانيا وحتى عام 1944، تلقت الخطة قبول متفاوت من القيادة العليا للحلفاء، وبحلول شهر اكتوبر أجل الحلفاء اتخاذ قرار بشأن المسودة الى ما بعد مؤتمر طهران، بشهر لاحق.<ref name=":0" />


فى ذلك الوقت، كان رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء COSSAC يعمل على خطته الخاصة لتضليل الالمان: باسم "الملحق واى Appendix Y" التابع لخطة عملية اوفرلورد. خرجت تلك الخطة والمعروفة ايضا باسم السيل Torrent فى أوائل سبتمبر فى مقر رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء – حيث ظهرت كنموذج حى لهجوم مخادع على منطقة كاليه بفترة قصيرة قبل اليوم الفعلى للهجوم D-Day وتشكلت نهائيا (بعد فشل مخطط مماثل خلال عملية الشريط) إلى خطة لصرف الإنتباه عن بناء القوات فى جنوب غرب انجلترا {9}. مثل هذه الأفكار المبدئية، والتى تكونت لاحقا باسم عملية الحارس الشخصى جعلت الألمان يتوقعون هجوما، متماشياً مع جوهر الخطة الذى يقضى بتضليل العدو بوقت الهجوم ومكانه المحدد وتأخير العدو عندما يقع الهجوم.
فى ذلك الوقت، كان رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء COSSAC يعمل على خطته الخاصة لتضليل الالمان: باسم "الملحق واى Appendix Y" التابع لخطة عملية اوفرلورد. خرجت تلك الخطة والمعروفة ايضا باسم السيل Torrent فى أوائل سبتمبر فى مقر رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء – حيث ظهرت كنموذج حى لهجوم مخادع على منطقة كاليه بفترة قصيرة قبل اليوم الفعلى للهجوم D-Day وتشكلت نهائيا (بعد فشل مخطط مماثل خلال عملية الشريط) إلى خطة لصرف الإنتباه عن بناء القوات فى جنوب غرب انجلترا.<ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1007/3-540-29668-9_2332|title=Dermatology Therapy|date=2004|publisher=Springer Berlin Heidelberg|ISBN=9783540008644|place=Berlin, Heidelberg|pages=502–503}}</ref> مثل هذه الأفكار المبدئية، والتى تكونت لاحقا باسم عملية الحارس الشخصى جعلت الألمان يتوقعون هجوما، متماشياً مع جوهر الخطة الذى يقضى بتضليل العدو بوقت الهجوم ومكانه المحدد وتأخير العدو عندما يقع الهجوم.


خلال شهرى نوفمبر وديسمبر لعام 1943، اجتمع قادة الحلفاء مرتين، ألاولى فى القاهرة (من 23 الى 27 نوفمبر) والثانية فى طهران (من 28 نوفمبر الى 1 ديسمبر) لإتخاذ قرار بشأن الاستراتيجية المتبعة للعام القادم، حضر بيفان مؤتمر طهران وحصل على التعليمات النهائية بحلول السادس من ديسمبر. متبوعة باّخر التفاصيل عن عملية اوفرلورد، عاد بيفان إلى لندن لاستكمال المسودة. ووافقت قيادة الحلفاء على عملية الخداع الاستراتيجى والتى أصبح اسمها الحارس الشخصى فى يوم عيد الميلاد عام 1943. الاسم الجديد تم اقتباسه من إحدى جمل وينستون تشرشل لجوزيف ستالين خلال مؤتمر طهران: "فى وقت الحرب، الحقيقة ثمينة للغاية بما يتوجب حمايتها دائماً بحارس شخصى من الأكاذيب"{11}{10}
خلال شهرى نوفمبر وديسمبر لعام 1943، اجتمع قادة الحلفاء مرتين، ألاولى فى القاهرة (من 23 الى 27 نوفمبر) والثانية فى طهران (من 28 نوفمبر الى 1 ديسمبر) لإتخاذ قرار بشأن الاستراتيجية المتبعة للعام القادم، حضر بيفان مؤتمر طهران وحصل على التعليمات النهائية بحلول السادس من ديسمبر. متبوعة باّخر التفاصيل عن عملية اوفرلورد، عاد بيفان إلى لندن لاستكمال المسودة. ووافقت قيادة الحلفاء على عملية الخداع الاستراتيجى والتى أصبح اسمها الحارس الشخصى فى يوم عيد الميلاد عام 1943. الاسم الجديد تم اقتباسه من إحدى جمل وينستون تشرشل لجوزيف ستالين خلال مؤتمر طهران: "فى وقت الحرب، الحقيقة ثمينة للغاية بما يتوجب حمايتها دائماً بحارس شخصى من الأكاذيب."<ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1007/3-540-29668-9_2342|title=Dermatology Therapy|date=2004|publisher=Springer Berlin Heidelberg|ISBN=9783540008644|place=Berlin, Heidelberg|pages=504–505}}</ref><ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1016/s0040-4039(00)71971-x|title=Cryptophorine et cryptophorinine|date=1975-01|journal=Tetrahedron Letters|issue=10|DOI=10.1016/s0040-4039(00)71971-x|volume=16|pages=739–742|issn=0040-4039|last=Bruneton|first=J.|first2=A.|last2=Cave}}</ref>


==<small>التخطيط المبكر فى عام 1944</small>==
==<small>التخطيط المبكر فى عام 1944</small>==
كانت أهداف عملية الحارس الشخصى هى خداع العدو بالتوقيت، وحجم واتجاه غزو الحلفاء لفرنسا، كان للعملية ثلاثة أهداف رئيسية: جعل ممر كاليه الهدف ألاساسى للهجوم، تزييف التاريخ الفعلى لوقت الهجوم وعرقلة وصول التعزيزات الألمانية فى ممر كاليه (وأجزاء أخرى فى أوروبا) لمدة أربعة عشر يوما لما بعد الإنزال{12}. حددت العملية سيناريو مفصل بشأن عمليات الخداع التى ستحاول " تضليل" الألمان. ومنها جعلهم يظنوا أن الحلفاء يعتقدوا بأن القصف الجوى وسيلة فعالة لكسب الحرب – ولهذا بدأوا بالتركيز على بناء أساطيل القاذفات عام 1944. ومن ثم حددت العملية أماكن مضللة للهجوم عبر الساحل الأوروبى كله – بما فى ذلك النرويج، وفرنسا والبحر المتوسط. وفى يناير، بدأ المخططون فى الانخراط اكثر فى تفاصيل الحارس الشخصى، بانتاج عمليات فرعية للتغطية على كل هجوم مزيف ومكانه. {13}
كانت أهداف عملية الحارس الشخصى هى خداع العدو بالتوقيت، وحجم واتجاه غزو الحلفاء لفرنسا، كان للعملية ثلاثة أهداف رئيسية: جعل ممر كاليه الهدف ألاساسى للهجوم، تزييف التاريخ الفعلى لوقت الهجوم وعرقلة وصول التعزيزات الألمانية فى ممر كاليه (وأجزاء أخرى فى أوروبا) لمدة أربعة عشر يوما لما بعد الإنزال.<ref>{{مرجع ويب
| url = http://dx.doi.org/10.13051/ee:doc/cowpwiou0020380a1c
| title = William Cowper to Harriot Hesketh, Lady Hesketh [née Cowper], Wednesday, 12 October 1785 [cowpwiOU0020380a1c]
| date = 2000
| website = Electronic Enlightenment document collection
| accessdate = 2018-07-31
}}</ref> حددت العملية سيناريو مفصل بشأن عمليات الخداع التى ستحاول " تضليل" الألمان. ومنها جعلهم يظنوا أن الحلفاء يعتقدوا بأن القصف الجوى وسيلة فعالة لكسب الحرب – ولهذا بدأوا بالتركيز على بناء أساطيل القاذفات عام 1944. ومن ثم حددت العملية أماكن مضللة للهجوم عبر الساحل الأوروبى كله – بما فى ذلك النرويج، وفرنسا والبحر المتوسط. وفى يناير، بدأ المخططون فى الانخراط اكثر فى تفاصيل الحارس الشخصى، بانتاج عمليات فرعية للتغطية على كل هجوم مزيف ومكانه.<ref name=":1">{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1353/hir.0.0003|title=Books Received|date=2008|journal=Hispanic Review|issue=2|DOI=10.1353/hir.0.0003|volume=76|pages=229–230|issn=1553-0639}}</ref>


وقع عاتق تنفيذ المهمة على قسمين رئيسيين، قسم القوة 'أيه' تحت إدارة دودلى كلارك، والذى حقق نجاحا سابقاً، فى مسرح عمليات البحر المتوسط. أما فى أوروبا، فقد استبعدت المسؤلية بعيداً عن قسم مراقبة لندن (الذى قام بدور التنسيق). وقبل تعيين إيزنهاور كقائد أعلى، خضع كل التخطيط لعملية اوفرلورد لفردريك أ. مورجان رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء، وبتلقيه موارد محدودة خلال فترة رئاسته لقسم بى Ops)B)، فقد ترك معظم التخطيط فى متناول قسم مراقبة لندن بشكل كبير. ومع وصول إيزنهاور توسعت مكانة قسم 'بى' وعين له نائب دودلى كلارك للقوة 'أيه' نويل ويلد رئيساً. وبفضل هذه المصادر الجديدة أصبح القسم فى مقدوره تنفيذ أكبر جزء من عملية الحارس الشخصى: عملية الثبات.{13}
وقع عاتق تنفيذ المهمة على قسمين رئيسيين، قسم القوة 'أيه' تحت إدارة دودلى كلارك، والذى حقق نجاحا سابقاً، فى مسرح عمليات البحر المتوسط. أما فى أوروبا، فقد استبعدت المسؤلية بعيداً عن قسم مراقبة لندن (الذى قام بدور التنسيق). وقبل تعيين إيزنهاور كقائد أعلى، خضع كل التخطيط لعملية اوفرلورد لفردريك أ. مورجان رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء، وبتلقيه موارد محدودة خلال فترة رئاسته لقسم 'بى' Ops فقد ترك معظم التخطيط فى متناول قسم مراقبة لندن بشكل كبير. ومع وصول إيزنهاور توسعت مكانة قسم 'بى' وعين له نائب دودلى كلارك للقوة 'أيه' نويل ويلد رئيساً. وبفضل هذه المصادر الجديدة أصبح القسم فى مقدوره تنفيذ أكبر جزء من عملية الحارس الشخصى: عملية الثبات.<ref name=":1" />


==<small>الجبهة الغربية</small>==
==<small>الجبهة الغربية</small>==
سطر 38: سطر 44:
بالنسبة لسيناريو عملية الثبات، انتوى الحلفاء غزو كل من النرويج وممر كاليه. باستخدام تقنيات مماثلة لعملية الشريط التى جرت عام 1943 (جيوش ميدانية وهمية، عمليات وهمية، ومعلومات مزيفة "مسربة") كانت الغاية زيادة الحجم الظاهر لقوات الحلفاء لجعل هجوم واسع النطاق يبدو ممكناً. وللإبقاء على الخطة منظمة قسمت إلى عمليتين رئيسيتين، لكلا منهما العديد من الخطط الفرعية، عملية الثبات الشمالية والجنوبية.
بالنسبة لسيناريو عملية الثبات، انتوى الحلفاء غزو كل من النرويج وممر كاليه. باستخدام تقنيات مماثلة لعملية الشريط التى جرت عام 1943 (جيوش ميدانية وهمية، عمليات وهمية، ومعلومات مزيفة "مسربة") كانت الغاية زيادة الحجم الظاهر لقوات الحلفاء لجعل هجوم واسع النطاق يبدو ممكناً. وللإبقاء على الخطة منظمة قسمت إلى عمليتين رئيسيتين، لكلا منهما العديد من الخطط الفرعية، عملية الثبات الشمالية والجنوبية.


إستهدفت عملية الثبات الشمالية القوات الألمانية في اسكندنافيا واعتمدت على وجود الجيش الرابع البريطانى الوهمى، ومقره في أدنبره. والذى استحدث في العام السابق، كجزء من عملية الشريط للتهديد بغزو النرويج والإبقاء على فرق العدو المتمركزة هناك فى حالة تأهب. اختلق الحلفاء وجود هذا الجيش الوهمى من خلال بث الإذاعة المزيف (عملية سكاي) وعن طريق التسريبات عبر العملاء المزدوجين [14][15]
إستهدفت عملية الثبات الشمالية القوات الألمانية في اسكندنافيا واعتمدت على وجود الجيش الرابع البريطانى الوهمى، ومقره في أدنبره. والذى استحدث في العام السابق، كجزء من عملية الشريط للتهديد بغزو النرويج والإبقاء على فرق العدو المتمركزة هناك فى حالة تأهب. اختلق الحلفاء وجود هذا الجيش الوهمى من خلال بث الإذاعة المزيف (عملية سكاي) وعن طريق التسريبات عبر العملاء المزدوجين.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1016/j.conb.2004.01.002|title=Retinal axon guidance: novel mechanisms for steering|date=2004-02|journal=Current Opinion in Neurobiology|issue=1|DOI=10.1016/j.conb.2004.01.002|volume=14|pages=61–66|issn=0959-4388|last=van Horck|first=Francis PG|first2=Christine|last2=Weinl|first3=Christine E|last3=Holt}}</ref><ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1161/01.str.6.4.464|title=News from the American Heart Association|date=1975-07-01|journal=Stroke|issue=4|DOI=10.1161/01.str.6.4.464|volume=6|pages=464–466|issn=0039-2499}}</ref>


استخدمت عملية الثبات الجنوبية خداعًا مماثلًا في جنوب إنجلترا، مهددة بغزو ممر كاليه من قبل مجموعة الجيش الأول الأمريكي الوهمى (بالإنجليزية First United States Army Group) بقيادة الجنرال الأمريكي جورج باتون. ولأن فرنسا كانت جوهر خطة الحارس الشخصي: كخيار منطقي للغزو، كان على القيادة العليا للحلفاء تضليل الدفاعات الألمانية في منطقة جغرافية صغيرة جدًا. بحيث أظهرت منطقة ممر كاليه مزايا لموقع مميز للغزو، مثل أقصر طريق لعبور للقناة الإنجليزية وأسرع طريق للوصول إلى ألمانيا. ونظرًا لكون باتون يحظى بتقدير القيادة الألمانية، وخاصة روميل، فقد اتخذت خطوات لتحصين هذه المنطقة الساحلية بشكل كبير. وحينها قرر الحلفاء تضخيم هذا الاعتقاد بأن الإنزال الحقيقى سيحدث عند كاليه. [16]
استخدمت عملية الثبات الجنوبية خداعًا مماثلًا في جنوب إنجلترا، مهددة بغزو ممر كاليه من قبل مجموعة الجيش الأول الأمريكي الوهمى (بالإنجليزية First United States Army Group) بقيادة الجنرال الأمريكي جورج باتون. ولأن فرنسا كانت جوهر خطة الحارس الشخصي: كخيار منطقي للغزو، كان على القيادة العليا للحلفاء تضليل الدفاعات الألمانية في منطقة جغرافية صغيرة جدًا. بحيث أظهرت منطقة ممر كاليه مزايا لموقع مميز للغزو، مثل أقصر طريق لعبور للقناة الإنجليزية وأسرع طريق للوصول إلى ألمانيا. ونظرًا لكون باتون يحظى بتقدير القيادة الألمانية، وخاصة روميل، فقد اتخذت خطوات لتحصين هذه المنطقة الساحلية بشكل كبير. وحينها قرر الحلفاء تضخيم هذا الاعتقاد بأن الإنزال الحقيقى سيحدث عند كاليه.<ref name=":2">{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1023/a:1010685514478|date=2001|journal=Intertax|issue=6/7|DOI=10.1023/a:1010685514478|volume=29|pages=218–232|issn=0165-2826|last=Pleijsier|first=Arthur}}</ref>


كان الجنرال بيرنارد مونتغمري، قائد قوات إنزال الحلفاء، يعلم أن الجانب الحاسم لأي غزو هو القدرة على بناء رأس جسر على طول جبهة كاملة. كان لديه أيضاً فرق محدودة فقط في قيادته، 37 مقارنة مع حوالي 60 من التشكيلات الألمانية. كانت الأهداف الرئيسية لعملية الثبات الجنوبية الإيحاء بوجود قوة غزو أكبر مما يعتقد متمثلة فى الجيش الأول الامريكى الوهمى (FUSAG) في جنوب شرق إنجلترا، وذلك لتحقيق المفاجأة التكتيكية لإنزال النورماندي، بحيث عندما يقع الغزو، يظن الألمان أنه هجوم مضلل وأن الإنزال الحقيقى سيقع عند كاليه. [16]
كان الجنرال بيرنارد مونتغمري، قائد قوات إنزال الحلفاء، يعلم أن الجانب الحاسم لأي غزو هو القدرة على بناء رأس جسر على طول جبهة كاملة. كان لديه أيضاً فرق محدودة فقط في قيادته، 37 مقارنة مع حوالي 60 من التشكيلات الألمانية. كانت الأهداف الرئيسية لعملية الثبات الجنوبية الإيحاء بوجود قوة غزو أكبر مما يعتقد متمثلة فى الجيش الأول الامريكى الوهمى (FUSAG) في جنوب شرق إنجلترا، وذلك لتحقيق المفاجأة التكتيكية لإنزال النورماندي، بحيث عندما يقع الغزو، يظن الألمان أنه هجوم مضلل وأن الإنزال الحقيقى سيقع عند كاليه.<ref name=":2" />


==<small>عملية الشجاع (بالإنجليزية Operation Ironside)</small>==
==<small>عملية الشجاع (بالإنجليزية Operation Ironside)</small>==
بينما مثلت عملية الثبات العنصر الرئيسي لعملية اللحارس الشخصى لدعم إنزال النورماندي، أضيفت عدة خطط أصغر لتسهيل الصورة الكبيرة المعقدة. أكبرها كان عملية الشجاع على الجبهة الغربية. فقد أشارت الإتصالات التي تم اعتراضها خلال يناير 1944 إلى أن القيادة العليا الألمانية خشيت إمكانية حدوث إنزال عسكرى على طول خليج بسكاي، ولا سيما بالقرب من بوردو. وفي الشهر التالي أمرت بتنفيذ مناورات مضادة للغزو في المنطقة. وللعب على هذه المخاوف نفذ الحلفاء عملية الشجاع [17]  كانت حبكة العملية تقضى بأن تبحر فرقتين من المملكة المتحدة وتنزل عند مصب [[نهر غارون]] بعد عشرة أيام من يوم الغزو الفعلى D-Day. وبعد إنشاء رأس جسر، ستنضم إليهما ست فرق أخرى مباشرة من الولايات المتحدة. بعدها تستولى هذه القوة على [[بوردو]] قبل الإتصال بالقوات المفترض وصولها من جنوب فرنسا (تحت خطة خداع أخرى) باسم عملية الانتقام (بالانجليزية Operation Vendetta). (١٨)(١٩)
بينما مثلت عملية الثبات العنصر الرئيسي لعملية اللحارس الشخصى لدعم إنزال النورماندي، أضيفت عدة خطط أصغر لتسهيل الصورة الكبيرة المعقدة. أكبرها كان عملية الشجاع على الجبهة الغربية. فقد أشارت الإتصالات التي تم اعتراضها خلال يناير 1944 إلى أن القيادة العليا الألمانية خشيت إمكانية حدوث إنزال عسكرى على طول خليج بسكاي، ولا سيما بالقرب من بوردو. وفي الشهر التالي أمرت بتنفيذ مناورات مضادة للغزو في المنطقة. وللعب على هذه المخاوف نفذ الحلفاء عملية الشجاع.<ref name=":3">{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1016/s0140-6736(02)44870-2|title=WESTMINSTER HOSPITAL.|date=1861-06|journal=The Lancet|issue=1971|DOI=10.1016/s0140-6736(02)44870-2|volume=77|pages=560–561|issn=0140-6736|last=Holt}}</ref> كانت حبكة العملية تقضى بأن تبحر فرقتين من المملكة المتحدة وتنزل عند مصب [[نهر غارون]] بعد عشرة أيام من يوم الغزو الفعلى D-Day. وبعد إنشاء رأس جسر، ستنضم إليهما ست فرق أخرى مباشرة من الولايات المتحدة. بعدها تستولى هذه القوة على [[بوردو]] قبل الإتصال بالقوات المفترض وصولها من جنوب فرنسا (تحت خطة خداع أخرى) باسم عملية الانتقام (بالانجليزية Operation Vendetta).<ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1057/978-1-137-52150-7_20|title=Business Accounting|date=2017|publisher=Macmillan Education UK|ISBN=9781137521491|place=London|pages=536–559|last=Collis|first=Jill|first2=Andrew|last2=Holt|first3=Roger|last3=Hussey}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1017/cbo9781139012904.007|title=Introduction to Cancer Biology|publisher=Cambridge University Press|ISBN=9781139012904|place=Cambridge|pages=103–152|last=Hesketh|first=Robin}}</ref>


كان العملاء المزدوجون هم الذين نفذوا عملية الشجاع كلياً، على وجه التحديد تيت، برونكس وغاربو. [17] ولأن لجنة العشرين، المسؤولة عن عمليات مكافحة التجسس والخداع التي تقوم بها المخابرات العسكرية البريطانية، كانت حذرة بشأن مدى معقولية القصة، فلم تروج لها بشدة من خلال عملائها. وذلك بإيصال رسائل غير متيقن من صحتها إلى مسؤليهم الألمان. [20] هذا، بالإضافة إلى إنه فى الحقيقة كانت بوردو هدفاً غير قابل للتصديق (كان موقع الهبوط بعيد عن نطاق الغطاء الجوى للمملكة المتحدة)، بمعنى أن الألمان انتبهوا إلى القليل جدً من الإشاعات بل وذهب بهم الأمر بعيداً للاحتمال بوصف بوردو كمكان لعملية خداع محتملة. وبالرغم من ذلك، واصلت المخابرات الألمانية Abwher سؤال عملائها فيما يتعلق بعمليات الإنزال حتى أوائل يونيو، وبعد يوم الهجوم الفعلى D-Day ظل الألمان على حالة التأهب في المنطقة. [17]
كان العملاء المزدوجون هم الذين نفذوا عملية الشجاع كلياً، على وجه التحديد تيت، برونكس وغاربو.<ref name=":3" /> ولأن لجنة العشرين، المسؤولة عن عمليات مكافحة التجسس والخداع التي تقوم بها المخابرات العسكرية البريطانية، كانت حذرة بشأن مدى معقولية القصة، فلم تروج لها بشدة من خلال عملائها. وذلك بإيصال رسائل غير متيقن من صحتها إلى مسؤليهم الألمان.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1097/00004836-199004000-00001|title=About This Issue|date=1990-04|journal=Journal of Clinical Gastroenterology|issue=2|DOI=10.1097/00004836-199004000-00001|volume=12|pages=125–126|issn=0192-0790|last=Spiro|first=Howard M.}}</ref> هذا، بالإضافة إلى إنه فى الحقيقة كانت بوردو هدفاً غير قابل للتصديق (كان موقع الهبوط بعيد عن نطاق الغطاء الجوى للمملكة المتحدة)، بمعنى أن الألمان انتبهوا إلى القليل جدً من الإشاعات بل وذهب بهم الأمر بعيداً للاحتمال بوصف بوردو كمكان لعملية خداع محتملة. وبالرغم من ذلك، واصلت المخابرات الألمانية Abwher سؤال عملائها فيما يتعلق بعمليات الإنزال حتى أوائل يونيو، وبعد يوم الهجوم الفعلى D-Day ظل الألمان على حالة التأهب في المنطقة.<ref name=":3" />


== الضغط السياسي ==
== الضغط السياسي ==
كانت إحدى الأساليب المتكررة لعملية الحارس الشخصي هى استخدام الخداع السياسي. كان لدى بيفان مخاوف بشأن مدى تأثير الخداع المادي واللاسلكي. في أوائل عام 1944، اقترح خطة الخداع السياسى كلياً باسم العملية غرافام كوسيلة لتعزيز عناصر خطة الحارس الشخصي. [21] وسع رونالد وينجيت هذه الأفكار لإنشاء عملية أكبر وهى عملية الحمية الملكية بعد بضعة أشهر. [22] وعلى الرغم من قلة المكاسب من خلال التعاون مع الحكومات المستهدفة، إلا أن عملية غرافام أثرت على تفكير القادة الألمان ودفعتهم نحو قبول النواحى الأخرى لخطة الحارس الشخصي. [23] وبالرغم من ذلك، كانت عملية الحمية الملكية أقل نجاحًا، ففى تقرير للمخابرات الألمانية وصفت الدول المستهدفة من عملية غرافام بأنها "مراكز خداع صريحة". لتصبح آخر محاولة سياسية جارية كجزء من عملية الحارس الشخصى. [24]
كانت إحدى الأساليب المتكررة لعملية الحارس الشخصي هى استخدام الخداع السياسي. كان لدى بيفان مخاوف بشأن مدى تأثير الخداع المادي واللاسلكي. في أوائل عام 1944، اقترح خطة الخداع السياسى كلياً باسم العملية غرافام كوسيلة لتعزيز عناصر خطة الحارس الشخصي.<ref name=":4">{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1002/9780470114735.hawley01477|title=Barbier-Wieland Degradation|date=2007-03-15|journal=Hawley's Condensed Chemical Dictionary|publisher=John Wiley & Sons, Inc.|place=Hoboken, NJ, USA|ISBN=0470114738}}</ref> وسع رونالد وينجيت هذه الأفكار لإنشاء عملية أكبر وهى عملية الحمية الملكية بعد بضعة أشهر.<ref name=":5">{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1016/j.gassur.2005.01.102|title=A Role for radiofrequency ablation of unresectable liver malignancies|date=2005-04-01|journal=Journal of Gastrointestinal Surgery|issue=4|DOI=10.1016/j.gassur.2005.01.102|volume=9|pages=558–558|issn=1091-255X|last=SHOUP|first=M|first2=J|last2=AARON|first3=M|last3=BORGE|first4=J|last4=ANDERSON|first5=J|last5=BREMS|first6=D|last6=HOLT}}</ref> وعلى الرغم من قلة المكاسب من خلال التعاون مع الحكومات المستهدفة، إلا أن عملية غرافام أثرت على تفكير القادة الألمان ودفعتهم نحو قبول النواحى الأخرى لخطة الحارس الشخصي.<ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1016/b978-0-12-384719-5.00183-0|title=Encyclopedia of Biodiversity|date=2013|publisher=Elsevier|ISBN=9780123847201|pages=45–54|last=Barbier|first=Edward B.}}</ref> وبالرغم من ذلك، كانت عملية الحمية الملكية أقل نجاحًا، ففى تقرير للمخابرات الألمانية وصفت الدول المستهدفة من عملية غرافام بأنها "مراكز خداع صريحة". لتصبح آخر محاولة سياسية جارية كجزء من عملية الحارس الشخصى.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1093/oxfordjournals.pubjof.a037870|title=BOOK REVIEWS|date=1990|journal=Publius: The Journal of Federalism|issue=2|DOI=10.1093/oxfordjournals.pubjof.a037870|volume=20|pages=127–128|issn=1747-7107|last=Cody|first=Howard}}</ref>


==<small>عملية غرافام (بالإنجليزية Operation Graffham)</small>==
==<small>عملية غرافام (بالإنجليزية Operation Graffham)</small>==
كان الهدف السياسي لعملية غرافام هو السويد، بينما هدفها الرئيسي هو دعم أهداف عملية الثبات الشمالية. كان المقصود به ضمنياً هو أن الحلفاء يبنون روابط سياسية مع السويد، استعدادًا للغزو القادم للنرويج. شملت العملية اجتماعات بين العديد من المسؤولين البريطانيين والسويديين، وكذلك شراء الأوراق المالية النرويجية واستخدام عملاء مزدوجين لنشر الشائعات. خلال الحرب العالمية الثانية، كانت السويد على الحياد، وكان من المأمل أنه إذا اقتنعت الحكومة السويدية  بغزو الحلفاء الوشيك للنرويج، فإن ذلك سوف يتسرب إلى المخابرات الألمانية. [21] [25] [26]
كان الهدف السياسي لعملية غرافام هو السويد، بينما هدفها الرئيسي هو دعم أهداف عملية الثبات الشمالية. كان المقصود به ضمنياً هو أن الحلفاء يبنون روابط سياسية مع السويد، استعدادًا للغزو القادم للنرويج. شملت العملية اجتماعات بين العديد من المسؤولين البريطانيين والسويديين، وكذلك شراء الأوراق المالية النرويجية واستخدام عملاء مزدوجين لنشر الشائعات. خلال الحرب العالمية الثانية، كانت السويد على الحياد، وكان من المأمل أنه إذا اقتنعت الحكومة السويدية  بغزو الحلفاء الوشيك للنرويج، فإن ذلك سوف يتسرب إلى المخابرات الألمانية.<ref name=":4" /><ref name=":6">{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1212/wnl.30.2.219-a|title=Language after bilateral cerebral infarctions|date=1980-02-01|journal=Neurology|issue=2|DOI=10.1212/wnl.30.2.219-a|volume=30|pages=219–219|issn=0028-3878|last=Levine|first=D. N.}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1016/b978-0-409-70137-1.50019-1|title=Plant Breeding in New Zealand|date=1983|publisher=Elsevier|ISBN=9780409701371|pages=103–110|last=Glucina|first=PG|first2=LA|last2=Logan}}</ref>


بدأ التخطيط للعملية في فبراير 1944. كان بيفان يشعر بالقلق من أن عملية الثبات الشمالية لم تكن كافية لخلق تهديد بغزو النرويج، ولذلك اقترح عملية غرافام كإجراء إضافي. وعلى نقيض العمليات الفرعية للحارس الشخصي، فقد خطط ونفذ البريطانيين هذه العملية، دون تدخل أمريكي. [21] وكان تصور عملية غرافام امتدادًا للضغط القائم الذي كان الحلفاء ينشدونه من السويد لإنهاء موقفهم المحايد، ومن أمثلة ذلك طلبات إنهاء تصدير حاملات الكريات (أحد المكونات المهمة في المعدات العسكرية) إلى ألمانيا. وبزيادة هذا الضغط مع طلبات أخرى مضللة، أمل بيفان في إقناع الألمان بأن السويد تستعد للإنضمام إلى جانب الحلفاء. [25]
بدأ التخطيط للعملية في فبراير 1944. كان بيفان يشعر بالقلق من أن عملية الثبات الشمالية لم تكن كافية لخلق تهديد بغزو النرويج، ولذلك اقترح عملية غرافام كإجراء إضافي. وعلى نقيض العمليات الفرعية للحارس الشخصي، فقد خطط ونفذ البريطانيين هذه العملية، دون تدخل أمريكي.<ref name=":4" /> وكان تصور عملية غرافام امتدادًا للضغط القائم الذي كان الحلفاء ينشدونه من السويد لإنهاء موقفهم المحايد، ومن أمثلة ذلك طلبات إنهاء تصدير حاملات الكريات (أحد المكونات المهمة في المعدات العسكرية) إلى ألمانيا. وبزيادة هذا الضغط مع طلبات أخرى مضللة، أمل بيفان في إقناع الألمان بأن السويد تستعد للإنضمام إلى جانب الحلفاء.<ref name=":6" />


كان تأثير جرافام محدوداً. فقد وافقت حكومة السويد على عدد قليل من التنازلات المرجوة خلال الاجتماعات، وقلة من المسؤولين رفيعي المستوى كانوا على اقتناع بأن الحلفاء سيغزون النرويج. وبشكل عام، فإن تأثير عمليتى غرافام والثبات الشمالية على الاستراتيجية الألمانية تجاه اسكندنافيا هو موضع جدل. [27] [28]
كان تأثير جرافام محدوداً. فقد وافقت حكومة السويد على عدد قليل من التنازلات المرجوة خلال الاجتماعات، وقلة من المسؤولين رفيعي المستوى كانوا على اقتناع بأن الحلفاء سيغزون النرويج. وبشكل عام، فإن تأثير عمليتى غرافام والثبات الشمالية على الاستراتيجية الألمانية تجاه اسكندنافيا هو موضع جدل.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1002/9780470114735.hawley01477|title=Barbier-Wieland Degradation|date=2007-03-15|journal=Hawley's Condensed Chemical Dictionary|publisher=John Wiley & Sons, Inc.|place=Hoboken, NJ, USA|ISBN=0470114738}}</ref><ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1002/9780470114735.hawley01477|title=Barbier-Wieland Degradation|date=2007-03-15|journal=Hawley's Condensed Chemical Dictionary|publisher=John Wiley & Sons, Inc.|place=Hoboken, NJ, USA|ISBN=0470114738}}</ref>


==<small>عملية الحمية الملكية (بالإنجليزية Operation Royal Flush)</small>==
==<small>عملية الحمية الملكية (بالإنجليزية Operation Royal Flush)</small>==
اقترح عملية الحمية الملكية ونفذها رونالد وينجيت مسؤل مكتب مراقبة لندن في أبريل عام 1944. وبناء على اقتراب تنفيذ عملية غرافام أمل وينجيت في دعم خطط تضليل أخرى للحارس الشخصى في المسرح الغربى والمتوسط من خلال تقديم عروض سياسية إلى السويد وإسبانيا وتركيا. بحيث تصبح العملية مكملة لعملية غرافام في السويد وذلك من خلال مطالبة تلك الدول عبر سفراء المملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا بعدم السماح للألمان بالنفاذ إليها بعد غزو الحلفاء للنرويج. [22] [29]
اقترح عملية الحمية الملكية ونفذها رونالد وينجيت مسؤل مكتب مراقبة لندن في أبريل عام 1944. وبناء على اقتراب تنفيذ عملية غرافام أمل وينجيت في دعم خطط تضليل أخرى للحارس الشخصى في المسرح الغربى والمتوسط من خلال تقديم عروض سياسية إلى السويد وإسبانيا وتركيا. بحيث تصبح العملية مكملة لعملية غرافام في السويد وذلك من خلال مطالبة تلك الدول عبر سفراء المملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا بعدم السماح للألمان بالنفاذ إليها بعد غزو الحلفاء للنرويج.<ref name=":5" /><ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1007/978-3-540-71095-0_5431|title=Springer Lexikon Kosmetik und Körperpflege|date=2007|publisher=Springer Berlin Heidelberg|ISBN=9783540710943|place=Berlin, Heidelberg|pages=289–289|last=Bährle-Rapp|first=Marina}}</ref>


== مسرح عمليات البحر المتوسط ==
== مسرح عمليات البحر المتوسط ==
بخروج عملية الحارس الشخصي عن نطاق إدارة لندن، ترك التنفيذ المحلي لمناطق عمليات البحر المتوسط ​​إلى القوة 'أيه'. وبحلول هذا الوقت، قسم كلارك الفريق إلى عدة قطاعات، بين مصر وإيطاليا، مشتركة فى مسؤولية الخداع الاستراتيجي أو التكتيكي. [13] منذ البداية، ركزت عملية الحارس الشخصى على أبعاد عملية الثبات التى تطورت على الجبهة الغربية. كان المقصود من تلك التصورات المخططة في البحر المتوسط ​​أن تقيد قوات العدو من خلال خلق تهديدات تبدو واقعية بالقدر الكافي. [30] في أواخر عام 1943، فتح الحلفاء جبهة في إيطاليا، وعقب الإنزال في النورماندي عام 1944 عاد التركيز إلى البحر الأبيض المتوسط ​​حيث نوقش فتح جبهة أخرى. [31] [32] في نهاية المطاف كان لا بد من ملائمة عمليات الخداع إلى خطط غزو الحلفاء الجديدة، مشتملة على خلق تهديدات لأول مكان حددته العمليات الأولى كهدف. [33] [34]
بخروج عملية الحارس الشخصي عن نطاق إدارة لندن، ترك التنفيذ المحلي لمناطق عمليات البحر المتوسط ​​إلى القوة 'أيه'. وبحلول هذا الوقت، قسم كلارك الفريق إلى عدة قطاعات، بين مصر وإيطاليا، مشتركة فى مسؤولية الخداع الاستراتيجي أو التكتيكي.<ref name=":1" /> منذ البداية، ركزت عملية الحارس الشخصى على أبعاد عملية الثبات التى تطورت على الجبهة الغربية. كان المقصود من تلك التصورات المخططة في البحر المتوسط ​​أن تقيد قوات العدو من خلال خلق تهديدات تبدو واقعية بالقدر الكافي.<ref name=":7">{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1007/978-3-642-11087-0_3|title=Algebraic Surfaces|date=2010|publisher=Springer Berlin Heidelberg|ISBN=9783642110863|place=Berlin, Heidelberg|pages=97–215|last=Dolgachev|first=Igor}}</ref> في أواخر عام 1943، فتح الحلفاء جبهة في إيطاليا، وعقب الإنزال في النورماندي عام 1944 عاد التركيز إلى البحر الأبيض المتوسط ​​حيث نوقش فتح جبهة أخرى.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.14423/smj.0000000000000547|title=Editor’s Response|date=2016-10|journal=Southern Medical Journal|issue=10|DOI=10.14423/smj.0000000000000547|volume=109|pages=620–620|issn=1541-8243|last=Holt|first=G. Richard}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1007/978-1-4615-0425-2_6|title=Nervous System Actions and Interactions|date=2003|publisher=Springer US|ISBN=9781461350705|place=Boston, MA|pages=93–111|last=Partridge|first=L. Donald|first2=Lloyd D.|last2=Partridge}}</ref> في نهاية المطاف كان لا بد من ملائمة عمليات الخداع إلى خطط غزو الحلفاء الجديدة، مشتملة على خلق تهديدات لأول مكان حددته العمليات الأولى كهدف.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1007/s00381-005-1249-7|title=July 2005|date=2005-07|journal=Child's Nervous System|issue=7|DOI=10.1007/s00381-005-1249-7|volume=21|pages=602–602|issn=0256-7040}}</ref><ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.22621/cfn.v122i3.618|title=Omissions: 121(4) News; 122(2) pg 155|date=2008-07-01|journal=The Canadian Field-Naturalist|issue=3|DOI=10.22621/cfn.v122i3.618|volume=122|pages=290|issn=0008-3550|last=Cook|first=Francis R.}}</ref>


==<small>عملية زيبلين '''(بالإنجليزية Operation Zepplin) '''</small>==
==<small>عملية زيبلين '''(بالإنجليزية Operation Zepplin) '''</small>==
كانت عملية زيبلين عبارة عن عملية مكافئة لعملية الثبات جرت فى منطقة البحر المتوسط، هدفت العملية إلى إعاقة القوات الألمانية في المنطقة من خلال الإيحاء بإنزال عسكرى في منطقة البلقان، وخاصة فى [[كريت]] أو رومانيا. استخدمت القوة 'أيه' تكتيكات مماثلة سابقة، محاكية لوجود الجيش التاسع والعاشر والثاني عشر في مصر من خلال التدريبات والبث اللاسلكي. وبالرغم من اعتقاد القيادة العليا الألمانية أن هذه القوات حقيقية، إلا أنه فى الواقع لم يكن هناك سوى ثلاث فرق محدودة القوة كانت موجودة بالفعل في المنطقة. [30]
كانت عملية زيبلين عبارة عن عملية مكافئة لعملية الثبات جرت فى منطقة البحر المتوسط، هدفت العملية إلى إعاقة القوات الألمانية في المنطقة من خلال الإيحاء بإنزال عسكرى في منطقة البلقان، وخاصة فى [[كريت]] أو رومانيا. استخدمت القوة 'أيه' تكتيكات مماثلة سابقة، محاكية لوجود الجيش التاسع والعاشر والثاني عشر في مصر من خلال التدريبات والبث اللاسلكي. وبالرغم من اعتقاد القيادة العليا الألمانية أن هذه القوات حقيقية، إلا أنه فى الواقع لم يكن هناك سوى ثلاث فرق محدودة القوة كانت موجودة بالفعل في المنطقة.<ref name=":7" />


==<small>عملية ألافعى (بالإنجليزية Operation Copperhead)</small>==
==<small>عملية ألافعى (بالإنجليزية Operation Copperhead)</small>==
كانت عملية ألافعى عملية صغيرة ضمن نطاق عمليات الحارس الشخصى، اقترحها كلارك وخطط لها من قبل قسم القوة 'أيه' [35]، كانت عمليات الخداع التى أجريت قبل يوم D-Day تهدف إلى تضليل المخابرات الألمانية فيما يتعلق بمكان مونتغمرى فمن المفترض أنه قائد ميدانى معروف للغاية وبوجوده خارج إنجلترا سيوحى إلى الألمان بأنه لن يحدث هجوم وشيك، ولهذا ظهر الممثل م. كليفتون جيمس والذى يحمل تشابها قوياً مع الجنرال مونتغمرى، بشكل علنى فى جبل طارق وشمال افريقيا. كان الحلفاء يأملون من وراء ذلك الإشارة إلى التحضير لغزو قادم من جهة البحر المتوسط، ومع ذلك فمن غير المعروف أن العملية أحدثت اثراً ملموساً، فطبقاً لأقوال جنرالات العدو الذين أسروا فإن المخابرات الألمانية صدقت فى أن الممثل هو مونتغمرى فعلاً فى حين شككوا هم فى أن ألامر كان خدعة. [36]
كانت عملية ألافعى عملية صغيرة ضمن نطاق عمليات الحارس الشخصى، اقترحها كلارك وخطط لها من قبل قسم القوة 'أيه'.<ref>{{مرجع كتاب|url=http://dx.doi.org/10.1057/9780230100428_8|title=Winning the White House 2008|date=2009|publisher=Palgrave Macmillan US|ISBN=9780230619333|place=New York|pages=153–178|last=Rankin|first=David M.}}</ref> كانت عمليات الخداع التى أجريت قبل يوم D-Day تهدف إلى تضليل المخابرات الألمانية فيما يتعلق بمكان مونتغمرى فمن المفترض أنه قائد ميدانى معروف للغاية وبوجوده خارج إنجلترا سيوحى إلى الألمان بأنه لن يحدث هجوم وشيك، ولهذا ظهر الممثل م. كليفتون جيمس والذى يحمل تشابها قوياً مع الجنرال مونتغمرى، بشكل علنى فى جبل طارق وشمال افريقيا. كان الحلفاء يأملون من وراء ذلك الإشارة إلى التحضير لغزو قادم من جهة البحر المتوسط، ومع ذلك فمن غير المعروف أن العملية أحدثت اثراً ملموساً، فطبقاً لأقوال جنرالات العدو الذين أسروا فإن المخابرات الألمانية صدقت فى أن الممثل هو مونتغمرى فعلاً فى حين شككوا هم فى أن ألامر كان خدعة.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.5784/18-0|date=2003-12-01|journal=ORiON|issue=0|DOI=10.5784/18-0|volume=18|issn=2224-0004}}</ref>


==<small>إنزال النورماندي</small>==
==<small>إنزال النورماندي</small>==
بدأ تنفيذ ملامح خطة الحارس الشخصي فى العمل في 6 يونيو 1944 دعماً لعملية نبتون Operation Neptune (الهجوم البرمائي على النورماندي). بحيث أجريت عمليات تضليل بحرية متقنة (عمليات جليمر Glimmer، تكسيبل Taxable و بيج درم Big Drum) في القنال الإنجليزى. [37] حاكت السفن الصغيرة والطائرات أساطيل الغزو القابعة قبالة ممر كاليه وكاب دانتيفير والجانب الغربي من قوة الغزو الحقيقية. [38] في الوقت نفسه شاركت القوات الجوية الملكية فى عملية تيتانيك في إسقاط دمى لمظليين وهميين فى شرق وغرب مناطق إنزال النورماندي.
بدأ تنفيذ ملامح خطة الحارس الشخصي فى العمل في 6 يونيو 1944 دعماً لعملية نبتون Operation Neptune (الهجوم البرمائي على النورماندي). بحيث أجريت عمليات تضليل بحرية متقنة (عمليات جليمر Glimmer، تكسيبل Taxable و بيج درم Big Drum) في القنال الإنجليزى.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1038/scientificamerican0907-70|title=Can Fat Be Fit?|date=2007-09|journal=Scientific American|issue=3|DOI=10.1038/scientificamerican0907-70|volume=297|pages=70–71|issn=0036-8733|last=Raeburn|first=Paul}}</ref> حاكت السفن الصغيرة والطائرات أساطيل الغزو القابعة قبالة ممر كاليه وكاب دانتيفير والجانب الغربي من قوة الغزو الحقيقية.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1038/scientificamerican1007-108|title=Heating Up|date=2007-10|journal=Scientific American|issue=4|DOI=10.1038/scientificamerican1007-108|volume=297|pages=108–109|issn=0036-8733|last=Fischetti|first=Mark}}</ref> في الوقت نفسه شاركت القوات الجوية الملكية فى عملية تيتانيك في إسقاط دمى لمظليين وهميين فى شرق وغرب مناطق إنزال النورماندي.


استطاع العميل المزدوج الإسبانى خوان بوجول غارسيا (اسمه الرمزى "غاربو") الذى يعمل لصالح المخابرات البريطانية ويحظى بمكانة عالية لدى الألمان، فى نقل معلومات عن خطة الغزو للحلفاء محذراً بأن غزو النورماندي ليس مزيفاً. نقلت هذه المعلومات بناء على طلب من القيادة العليا البريطانية من أجل زيادة مصداقيته لدى الألمان وحدث في وقت فات فيه الأوان لتحصين نورماندي.
استطاع العميل المزدوج الإسبانى خوان بوجول غارسيا (اسمه الرمزى "غاربو") الذى يعمل لصالح المخابرات البريطانية ويحظى بمكانة عالية لدى الألمان، فى نقل معلومات عن خطة الغزو للحلفاء محذراً بأن غزو النورماندي ليس مزيفاً. نقلت هذه المعلومات بناء على طلب من القيادة العليا البريطانية من أجل زيادة مصداقيته لدى الألمان وحدث في وقت فات فيه الأوان لتحصين نورماندي.


بعد الإنزال فى النورماندى، استخدمت بعض الخدع التكتيكية الصغيرة لإضافة المزيد من الارتباك. حيث أنشأت عملية برادايس (I - V) عدداً من المخارج التمويهية ومناطق تجمع وهمية حول شواطئ نورماندي لإبعاد الهجمات الألمانية. [39]
بعد الإنزال فى النورماندى، استخدمت بعض الخدع التكتيكية الصغيرة لإضافة المزيد من الارتباك. حيث أنشأت عملية برادايس (I - V) عدداً من المخارج التمويهية ومناطق تجمع وهمية حول شواطئ نورماندي لإبعاد الهجمات الألمانية.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1295/kobunshi.54.578|date=2005|journal=Kobunshi|issue=8|DOI=10.1295/kobunshi.54.578|volume=54|pages=578–578|issn=0454-1138|last=TOHNAI|first=Norimitsu}}</ref>


==<small>أساليب الخداع</small>==
==<small>أساليب الخداع</small>==
سطر 84: سطر 90:
'''الوسائل الخاصة'''
'''الوسائل الخاصة'''


جزء كبير من العمليات المتعددة للحارس الشخصي اقتصرعلى استخدام عملاء مزدوجين. فعندما أثبتت عملية مكافحة "التجسس المزدوج" البريطانية نجاحًا كبيرًا منذ بداية الحرب. [40] تمكن مكتب مراقبة لندن من استخدام هؤلاء العملاء لإرسال معلومات مضللة بخصوص خطط غزو الحلفاء. [41]
جزء كبير من العمليات المتعددة للحارس الشخصي اقتصرعلى استخدام عملاء مزدوجين. فعندما أثبتت عملية مكافحة "التجسس المزدوج" البريطانية نجاحًا كبيرًا منذ بداية الحرب.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1049/el:19720442|title=Calculation of input-voltage standing-wave ratio for a reflector antenna|date=1972|journal=Electronics Letters|issue=25|DOI=10.1049/el:19720442|volume=8|pages=610|issn=0013-5194|last=Poulton|first=G.T.|first2=S.H.|last2=Lim|first3=P.H.|last3=Masterman}}</ref> تمكن مكتب مراقبة لندن من استخدام هؤلاء العملاء لإرسال معلومات مضللة بخصوص خطط غزو الحلفاء.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1093/nq/s3-i.14.269a|title=Isaac Ambrose|date=1862-04-05|journal=Notes and Queries|issue=14|DOI=10.1093/nq/s3-i.14.269a|volume=s3-I|pages=269–269|issn=1471-6941}}</ref>


وبالإضافة إلى ذلك، كانت معلومات الحلفاء جيدة للغاية. حيث أكدت استخبارات الإشارة التابعة لعملية ألترا للمخططين، عقب فك تشفير البث الإذاعى الألمانى، أن القيادة العليا الألمانية صدقت فى خطط تضليل عملية الحارس الشخصي على أن العدو يحشد للمعركة. [42] [43]
وبالإضافة إلى ذلك، كانت معلومات الحلفاء جيدة للغاية. حيث أكدت استخبارات الإشارة التابعة لعملية ألترا للمخططين، عقب فك تشفير البث الإذاعى الألمانى، أن القيادة العليا الألمانية صدقت فى خطط تضليل عملية الحارس الشخصي على أن العدو يحشد للمعركة.<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.2307/3960290|title=Shanidar: The Cave with Soul|date=1975-11-29|journal=Science News|issue=22|DOI=10.2307/3960290|volume=108|pages=343|issn=0036-8423}}</ref><ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1097/00003086-200102000-00033|title=Cleidocranial Dysostosis and the Unity of the Homeric Epics|date=2001-02|journal=Clinical Orthopaedics and Related Research|DOI=10.1097/00003086-200102000-00033|volume=383|pages=286–292|issn=0009-921X|last=Altschuler|first=Eric Lewin}}</ref>


'''الخداع البصري'''
'''الخداع البصري'''
سطر 94: سطر 100:
'''الخلاصة'''
'''الخلاصة'''


تعتبر عملية "الحارس الشخصي" بمثابة نجاح تكتيكي، فقد أدت إلى تأخير الجيش الخامس عشر الألمانى عند ممر كاليه لمدة سبعة أسابيع، مما سمح للحلفاء ببناء رأس جسر لهم، وفي النهاية كسب معركة النورماندي. وصف الجنرال [[عمر برادلي]] عملية الحارس الشخصي فى مذكراته بأنها "أكبر خدعة فى الحرب". [44]
تعتبر عملية "الحارس الشخصي" بمثابة نجاح تكتيكي، فقد أدت إلى تأخير الجيش الخامس عشر الألمانى عند ممر كاليه لمدة سبعة أسابيع، مما سمح للحلفاء ببناء رأس جسر لهم، وفي النهاية كسب معركة النورماندي. وصف الجنرال [[عمر برادلي]] عملية الحارس الشخصي فى مذكراته بأنها "أكبر خدعة فى الحرب".<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1016/s0012-365x(00)00416-7|title=Covering sets of spreads in PG(3,q)|date=2001-07|journal=Discrete Mathematics|issue=1-3|DOI=10.1016/s0012-365x(00)00416-7|volume=238|pages=131–136|issn=0012-365X|last=Prince|first=Alan R.}}</ref>


عزا ثاديوس هولت نجاح عملية الثبات في كتابه لعام 2004، باسم المخادعون (The Deceivers)، إلى التشغيل التجريبي لـعملية الشريط في عام 1943، وأن عملية الثبات لعام 1944 لم تكن  لتسير بسلاسة كما حدث لو لم يقم قسم مراقبة لندن وشركائه بتنفيذ عملية الشريط في العام السابق. "[45]
عزا ثاديوس هولت نجاح عملية الثبات في كتابه لعام 2004، باسم المخادعون (The Deceivers)، إلى التشغيل التجريبي لـعملية الشريط في عام 1943، وأن عملية الثبات لعام 1944 لم تكن  لتسير بسلاسة كما حدث لو لم يقم قسم مراقبة لندن وشركائه بتنفيذ عملية الشريط في العام السابق."<ref>{{Cite journal|url=http://dx.doi.org/10.1016/j.conb.2004.01.002|title=Retinal axon guidance: novel mechanisms for steering|date=2004-02|journal=Current Opinion in Neurobiology|issue=1|DOI=10.1016/j.conb.2004.01.002|volume=14|pages=61–66|issn=0959-4388|last=van Horck|first=Francis PG|first2=Christine|last2=Weinl|first3=Christine E|last3=Holt}}</ref>


'''المصادر'''
'''المصادر'''

نسخة 15:48، 31 يوليو 2018

عملية الحارس الشخصي (بالإنجليزية Operation Bodyguard) هى الاسم الرمزى لخطة الخداع التى استخدمتها دول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية قبل غزو شمال غرب أوروبا عام 1944. هدفت الخطة إِلى تضليل القيادة العليا الالمانية بزمن الغزو ومكانه. وشملت العديد من العمليات الفرعية، التى أختمت بالمفاجأة التكتيكية حين أخذ الألمان على حين غرة خلال إِنزال النورماندى فى 6 بونية 1944 (المعروف باسم D-day) وعرقلت وصول التعزيزات الالمانية إِلى المنطقة لبعض الوقت لاحقا.

فى عام 1944 كانت الدفاعات الالمانية ممتدة على طول الساحل، حيث استعد النازيون للدفاع عن كل ساحل شمال غرب أوروبا. كان الحلفاء قد نفذوا بالفعل عمليات خداع ضد الالمان، ويرجع هذا بفضل الإِمساك بكل عملاء الألمان فى المملكة المتحدة وفك التشفير بانتظام لجهاز الاتصالات الألمانية أنيجما. وبمجرد اختيار النورماندى كمكان لوقوع الغزو، فقد تقرر محاولة إِيهام الألمان بأن النورماندى مجرد مكان مضلل وأن الإِنزال الحقيقى سيكون فى مكان آخر.

بدأ التخطيط لعملية الحارس الشخصى فى عام 1943 تحت إِشراف قسم مراقبة لندن (London Controlling Section). حيث قدمت مسودة استراتيجية باسم الخطة ياعيل Jael، إِلى القيادة العليا للحلفاء خلال مؤتمر طهران فى آواخر نوفمبر وصدق عليها فى 6 ديسمبر. كان الهدف من هذه الخطة هو دفع الألمان بالاعتقاد أن غزو شمال غرب أوروبا سيأتى متأخرا عن الوقت الذى خطط له وأن الهجوم سيحدث فى مكان اخر، مثل كاليه والبلقان وجنوب فرنسا والنرويج أو حدوث هجوم سوفيتى على بلغاريا وشمال النروبج.

نجحت عملية الحارس الشخصى فى مفاجأة الالمان بإِنزال النورماندى. وظهرت نتائج الخداع لاحقا بحيث صدق هتلر فى أن إنزال النورماندى كان تضليلا مما جعله يؤخر إِرسال التعزيزات العسكرية من منطقة ممر كاليه إِلى النورماندى لقرابة سبعة أسابيع (الخطة الاصلية كانت تحدد اربعة عشر يومًا).

خلفية تاريخية

خلال الحرب العالمية الثانية، وقبل عملية الحارس الشخصى استخدم الحلفاء أسلوب الخداع العسكرى بشكل كبير مطورين بذلك العديد من التقنيات والنظربات. كان العاملان الأساسيان بهذا المجال آنذاك قسم القوة "أيه" (بالإنجليزية Advanced Headquarters 'A' Force) وهو عبارة عن قسم لعمليات الخداع أنشئ خلال الحرب العالمية الثانية) والذى تأسس عام 1940 تحت إدارة دودلى كلارك، وقسم مراقبة لندن، الذى اعتمد عام 1942 تحت رقابة جون بيفان.[1][2]

فى تلك المرحلة من الحرب، لم تكن عمليات التجسس للحلفاء والألمان متطابقة بشكل كبير. خلال عمليات التشفير فى بليتشلى بارك (Bletchley Park)، تعرضت العديد من اتصالات الخطوط الألمانية للاعتراض والتشفير، فيما أطلق عليه الاسم الرمزى العملية ألترا (بالإنجليزية Operation Ultra)، بحيث حصل الحلفاء على رؤى حول مدى فعالية عمليات خداعهم. وفى أوروبا، حصل الحلفاء على معلومات استخباراتية جيدة من خلال حركات المقاومة والاستطلاع الجوى. وبالمقارنة، قبض على معظم الجواسيس الألمان الذين أرسلوا الى بريطانيا (او سلموا انفسهم) ليصبحوا عملاء مزدوجون (وفق نظام مكافحة التجسس XX system). بعض هؤلاء العملاء المشتبه بهم كانوا موثوقى الجانب بشكل كبير، لدرجة توقف المخابرات الألمانية عن إِرسال عملاء جدد فى عام 1944. ضمن السياسة الداخلية لهيكل القيادة الألمانية، بحيث كانت الشكوك وسوء الإدراة تجعل من جمع المعلومات الاستخباراتية تأثير محدود فقط.[3][4]

فى عام 1943 كان هتلر يحصن الساحل الغربى لأوروبا بالكامل، دون دراية واضحة منه بالمكان الذى قد يقع فيه هجوم الحلفاء. كان تفكيره التكتيكى يقضى بالدفاع طوال فترة الهجوم والاعتماد على التعزيزات للرد بسرعة على أى إنزال عسكرى. وفى فرنسا نشر الألمان مجموعتي جيوش. إحداهما، مجموعة الجيوش بى (Army Group B)، نشرت لحماية الساحل: وتنقسم إلى الجيش الخامس عشر الذى يغطى منطقة ممر كاليه والجيش السابع الرابض فى النورماندى.[5] وعقب قرار تأجيل الغزو، أو ما يعرف بعملية اوفرلورد بالإنجليزية (Operation Overlord)، إلى عام 1944، أجرى الحلفاء سلسلة من عمليات الخداع كان الهدف منها خلق تهديد بغزو النرويج وفرنسا. منها عملية الشريط (بالإنجليزية Operation Cockade) التى كانت معدة لإرباك القيادة العليا الألمانية بخصوص فهم نوايا الحلفاء، واستدراج الألمان إلى معارك جوية عبر القنال الإنجليزى. وفى هذا الصدد لم تحقق عملية الشريط نجاح يذكر، حيث استجاب الألمان بالكاد إلى قوة غزو مزيفة عبرت القناة (عاد الألمان أدراجهم لمسافة ما قبل الوصول إلى هدفهم) .[6]

الخطة ياعيل (بالإنجليزية Jael Plan)

بدأ التخطيط لعملية الحارس الشخصى حتى قبل تنفيذ عملية الشريط بالكامل, عقب قرار اختيار نورماندى كمكان لموقع الغزو القادم. بدأت الاقسام المسؤولة عن عمليات الخداع, قسم القوة 'أيه'، قسم 'بى' (بالإنجليزية Ops (B)) وهو عبارة عن قسم تخطيط لعمليات الخداع بالمملكة المتحدة) التابع لرئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء (بالإنجليزية Chief of Staff to the Supreme Commander Allied Forces), وقسم مراقبة لندن, فى معالجة مشكلة تحقيق مفاجأة تكتيكية تسبق عملية الانزال Operation Overlord فأصدروا مسودة بعنوان "  الأفكار المبدأية " فى 14 يوليو 1944 محددة للكثير من المفاهيم التى شكلت لاحقا خطة الحارس الشخصى. وبالرغم من أن عملية الشريط حققت نجاح محدود، فان القيادة العليا للحلفاء كانت متشككة فى نجاح أى خطة تضليل جديدة.[7][8]

وفى اغسطس، قدم العقيد جون هنرى بيفان, مدير قسم مراقبة لندن مسودة خطة بالاسم الرمزى ياعيل (فى إشارة إلى إحدى بطلات العهد القديم التى قتلت قائد الأعداء عن طريق المكيدة)، فى محاولة لخداع الالمان بجعلهم يعتقدوا ان الحلفاء أجلوا زمن الغزو لعام اخر, وبدلا من ذلك سيركزوا على مسرح عمليات البلقان والقصف الجوى على ألمانيا وحتى عام 1944، تلقت الخطة قبول متفاوت من القيادة العليا للحلفاء، وبحلول شهر اكتوبر أجل الحلفاء اتخاذ قرار بشأن المسودة الى ما بعد مؤتمر طهران، بشهر لاحق.[8]

فى ذلك الوقت، كان رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء COSSAC يعمل على خطته الخاصة لتضليل الالمان: باسم "الملحق واى Appendix Y" التابع لخطة عملية اوفرلورد. خرجت تلك الخطة والمعروفة ايضا باسم السيل Torrent فى أوائل سبتمبر فى مقر رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء – حيث ظهرت كنموذج حى لهجوم مخادع على منطقة كاليه بفترة قصيرة قبل اليوم الفعلى للهجوم D-Day وتشكلت نهائيا (بعد فشل مخطط مماثل خلال عملية الشريط) إلى خطة لصرف الإنتباه عن بناء القوات فى جنوب غرب انجلترا.[9] مثل هذه الأفكار المبدئية، والتى تكونت لاحقا باسم عملية الحارس الشخصى جعلت الألمان يتوقعون هجوما، متماشياً مع جوهر الخطة الذى يقضى بتضليل العدو بوقت الهجوم ومكانه المحدد وتأخير العدو عندما يقع الهجوم.

خلال شهرى نوفمبر وديسمبر لعام 1943، اجتمع قادة الحلفاء مرتين، ألاولى فى القاهرة (من 23 الى 27 نوفمبر) والثانية فى طهران (من 28 نوفمبر الى 1 ديسمبر) لإتخاذ قرار بشأن الاستراتيجية المتبعة للعام القادم، حضر بيفان مؤتمر طهران وحصل على التعليمات النهائية بحلول السادس من ديسمبر. متبوعة باّخر التفاصيل عن عملية اوفرلورد، عاد بيفان إلى لندن لاستكمال المسودة. ووافقت قيادة الحلفاء على عملية الخداع الاستراتيجى والتى أصبح اسمها الحارس الشخصى فى يوم عيد الميلاد عام 1943. الاسم الجديد تم اقتباسه من إحدى جمل وينستون تشرشل لجوزيف ستالين خلال مؤتمر طهران: "فى وقت الحرب، الحقيقة ثمينة للغاية بما يتوجب حمايتها دائماً بحارس شخصى من الأكاذيب."[10][11]

التخطيط المبكر فى عام 1944

كانت أهداف عملية الحارس الشخصى هى خداع العدو بالتوقيت، وحجم واتجاه غزو الحلفاء لفرنسا، كان للعملية ثلاثة أهداف رئيسية: جعل ممر كاليه الهدف ألاساسى للهجوم، تزييف التاريخ الفعلى لوقت الهجوم وعرقلة وصول التعزيزات الألمانية فى ممر كاليه (وأجزاء أخرى فى أوروبا) لمدة أربعة عشر يوما لما بعد الإنزال.[12] حددت العملية سيناريو مفصل بشأن عمليات الخداع التى ستحاول " تضليل" الألمان. ومنها جعلهم يظنوا أن الحلفاء يعتقدوا بأن القصف الجوى وسيلة فعالة لكسب الحرب – ولهذا بدأوا بالتركيز على بناء أساطيل القاذفات عام 1944. ومن ثم حددت العملية أماكن مضللة للهجوم عبر الساحل الأوروبى كله – بما فى ذلك النرويج، وفرنسا والبحر المتوسط. وفى يناير، بدأ المخططون فى الانخراط اكثر فى تفاصيل الحارس الشخصى، بانتاج عمليات فرعية للتغطية على كل هجوم مزيف ومكانه.[13]

وقع عاتق تنفيذ المهمة على قسمين رئيسيين، قسم القوة 'أيه' تحت إدارة دودلى كلارك، والذى حقق نجاحا سابقاً، فى مسرح عمليات البحر المتوسط. أما فى أوروبا، فقد استبعدت المسؤلية بعيداً عن قسم مراقبة لندن (الذى قام بدور التنسيق). وقبل تعيين إيزنهاور كقائد أعلى، خضع كل التخطيط لعملية اوفرلورد لفردريك أ. مورجان رئيس أركان القائد الأعلى لقوات الحلفاء، وبتلقيه موارد محدودة خلال فترة رئاسته لقسم 'بى' Ops B، فقد ترك معظم التخطيط فى متناول قسم مراقبة لندن بشكل كبير. ومع وصول إيزنهاور توسعت مكانة قسم 'بى' وعين له نائب دودلى كلارك للقوة 'أيه' نويل ويلد رئيساً. وبفضل هذه المصادر الجديدة أصبح القسم فى مقدوره تنفيذ أكبر جزء من عملية الحارس الشخصى: عملية الثبات.[13]

الجبهة الغربية

ركزت عملية الحارس الشخصي على التشويش عند حدوث إنزال النورماندي الوشيك، والمخطط له في ربيع / صيف عام 1944، وهكذا ركزت الجهود الرئيسية حول الجبهة الغربية. ولهذا خطط لإنشاء عملية الثبات، بناءًا على نتائج عملية الشريط السابقة، والتى وضعت خطة غزو الحلفاء الوهمية بأكملها ضد أهداف في فرنسا والنرويج. كان هدف العملية الرئيسي، استخدام تقنيات تضليل متباينة، المبالغة في تقدير حجم قوات الحلفاء في بريطانيا حتى أوائل عام 1944، مما يمكنها من خلق تهديدات بغزو أهداف متعددة في وقت واحد.

عملية الثبات (بالإنجليزية Operation Fortitude)

بالنسبة لسيناريو عملية الثبات، انتوى الحلفاء غزو كل من النرويج وممر كاليه. باستخدام تقنيات مماثلة لعملية الشريط التى جرت عام 1943 (جيوش ميدانية وهمية، عمليات وهمية، ومعلومات مزيفة "مسربة") كانت الغاية زيادة الحجم الظاهر لقوات الحلفاء لجعل هجوم واسع النطاق يبدو ممكناً. وللإبقاء على الخطة منظمة قسمت إلى عمليتين رئيسيتين، لكلا منهما العديد من الخطط الفرعية، عملية الثبات الشمالية والجنوبية.

إستهدفت عملية الثبات الشمالية القوات الألمانية في اسكندنافيا واعتمدت على وجود الجيش الرابع البريطانى الوهمى، ومقره في أدنبره. والذى استحدث في العام السابق، كجزء من عملية الشريط للتهديد بغزو النرويج والإبقاء على فرق العدو المتمركزة هناك فى حالة تأهب. اختلق الحلفاء وجود هذا الجيش الوهمى من خلال بث الإذاعة المزيف (عملية سكاي) وعن طريق التسريبات عبر العملاء المزدوجين.[14][15]

استخدمت عملية الثبات الجنوبية خداعًا مماثلًا في جنوب إنجلترا، مهددة بغزو ممر كاليه من قبل مجموعة الجيش الأول الأمريكي الوهمى (بالإنجليزية First United States Army Group) بقيادة الجنرال الأمريكي جورج باتون. ولأن فرنسا كانت جوهر خطة الحارس الشخصي: كخيار منطقي للغزو، كان على القيادة العليا للحلفاء تضليل الدفاعات الألمانية في منطقة جغرافية صغيرة جدًا. بحيث أظهرت منطقة ممر كاليه مزايا لموقع مميز للغزو، مثل أقصر طريق لعبور للقناة الإنجليزية وأسرع طريق للوصول إلى ألمانيا. ونظرًا لكون باتون يحظى بتقدير القيادة الألمانية، وخاصة روميل، فقد اتخذت خطوات لتحصين هذه المنطقة الساحلية بشكل كبير. وحينها قرر الحلفاء تضخيم هذا الاعتقاد بأن الإنزال الحقيقى سيحدث عند كاليه.[16]

كان الجنرال بيرنارد مونتغمري، قائد قوات إنزال الحلفاء، يعلم أن الجانب الحاسم لأي غزو هو القدرة على بناء رأس جسر على طول جبهة كاملة. كان لديه أيضاً فرق محدودة فقط في قيادته، 37 مقارنة مع حوالي 60 من التشكيلات الألمانية. كانت الأهداف الرئيسية لعملية الثبات الجنوبية الإيحاء بوجود قوة غزو أكبر مما يعتقد متمثلة فى الجيش الأول الامريكى الوهمى (FUSAG) في جنوب شرق إنجلترا، وذلك لتحقيق المفاجأة التكتيكية لإنزال النورماندي، بحيث عندما يقع الغزو، يظن الألمان أنه هجوم مضلل وأن الإنزال الحقيقى سيقع عند كاليه.[16]

عملية الشجاع (بالإنجليزية Operation Ironside)

بينما مثلت عملية الثبات العنصر الرئيسي لعملية اللحارس الشخصى لدعم إنزال النورماندي، أضيفت عدة خطط أصغر لتسهيل الصورة الكبيرة المعقدة. أكبرها كان عملية الشجاع على الجبهة الغربية. فقد أشارت الإتصالات التي تم اعتراضها خلال يناير 1944 إلى أن القيادة العليا الألمانية خشيت إمكانية حدوث إنزال عسكرى على طول خليج بسكاي، ولا سيما بالقرب من بوردو. وفي الشهر التالي أمرت بتنفيذ مناورات مضادة للغزو في المنطقة. وللعب على هذه المخاوف نفذ الحلفاء عملية الشجاع.[17] كانت حبكة العملية تقضى بأن تبحر فرقتين من المملكة المتحدة وتنزل عند مصب نهر غارون بعد عشرة أيام من يوم الغزو الفعلى D-Day. وبعد إنشاء رأس جسر، ستنضم إليهما ست فرق أخرى مباشرة من الولايات المتحدة. بعدها تستولى هذه القوة على بوردو قبل الإتصال بالقوات المفترض وصولها من جنوب فرنسا (تحت خطة خداع أخرى) باسم عملية الانتقام (بالانجليزية Operation Vendetta).[18][19]

كان العملاء المزدوجون هم الذين نفذوا عملية الشجاع كلياً، على وجه التحديد تيت، برونكس وغاربو.[17] ولأن لجنة العشرين، المسؤولة عن عمليات مكافحة التجسس والخداع التي تقوم بها المخابرات العسكرية البريطانية، كانت حذرة بشأن مدى معقولية القصة، فلم تروج لها بشدة من خلال عملائها. وذلك بإيصال رسائل غير متيقن من صحتها إلى مسؤليهم الألمان.[20] هذا، بالإضافة إلى إنه فى الحقيقة كانت بوردو هدفاً غير قابل للتصديق (كان موقع الهبوط بعيد عن نطاق الغطاء الجوى للمملكة المتحدة)، بمعنى أن الألمان انتبهوا إلى القليل جدً من الإشاعات بل وذهب بهم الأمر بعيداً للاحتمال بوصف بوردو كمكان لعملية خداع محتملة. وبالرغم من ذلك، واصلت المخابرات الألمانية Abwher سؤال عملائها فيما يتعلق بعمليات الإنزال حتى أوائل يونيو، وبعد يوم الهجوم الفعلى D-Day ظل الألمان على حالة التأهب في المنطقة.[17]

الضغط السياسي

كانت إحدى الأساليب المتكررة لعملية الحارس الشخصي هى استخدام الخداع السياسي. كان لدى بيفان مخاوف بشأن مدى تأثير الخداع المادي واللاسلكي. في أوائل عام 1944، اقترح خطة الخداع السياسى كلياً باسم العملية غرافام كوسيلة لتعزيز عناصر خطة الحارس الشخصي.[21] وسع رونالد وينجيت هذه الأفكار لإنشاء عملية أكبر وهى عملية الحمية الملكية بعد بضعة أشهر.[22] وعلى الرغم من قلة المكاسب من خلال التعاون مع الحكومات المستهدفة، إلا أن عملية غرافام أثرت على تفكير القادة الألمان ودفعتهم نحو قبول النواحى الأخرى لخطة الحارس الشخصي.[23] وبالرغم من ذلك، كانت عملية الحمية الملكية أقل نجاحًا، ففى تقرير للمخابرات الألمانية وصفت الدول المستهدفة من عملية غرافام بأنها "مراكز خداع صريحة". لتصبح آخر محاولة سياسية جارية كجزء من عملية الحارس الشخصى.[24]

عملية غرافام (بالإنجليزية Operation Graffham)

كان الهدف السياسي لعملية غرافام هو السويد، بينما هدفها الرئيسي هو دعم أهداف عملية الثبات الشمالية. كان المقصود به ضمنياً هو أن الحلفاء يبنون روابط سياسية مع السويد، استعدادًا للغزو القادم للنرويج. شملت العملية اجتماعات بين العديد من المسؤولين البريطانيين والسويديين، وكذلك شراء الأوراق المالية النرويجية واستخدام عملاء مزدوجين لنشر الشائعات. خلال الحرب العالمية الثانية، كانت السويد على الحياد، وكان من المأمل أنه إذا اقتنعت الحكومة السويدية  بغزو الحلفاء الوشيك للنرويج، فإن ذلك سوف يتسرب إلى المخابرات الألمانية.[21][25][26]

بدأ التخطيط للعملية في فبراير 1944. كان بيفان يشعر بالقلق من أن عملية الثبات الشمالية لم تكن كافية لخلق تهديد بغزو النرويج، ولذلك اقترح عملية غرافام كإجراء إضافي. وعلى نقيض العمليات الفرعية للحارس الشخصي، فقد خطط ونفذ البريطانيين هذه العملية، دون تدخل أمريكي.[21] وكان تصور عملية غرافام امتدادًا للضغط القائم الذي كان الحلفاء ينشدونه من السويد لإنهاء موقفهم المحايد، ومن أمثلة ذلك طلبات إنهاء تصدير حاملات الكريات (أحد المكونات المهمة في المعدات العسكرية) إلى ألمانيا. وبزيادة هذا الضغط مع طلبات أخرى مضللة، أمل بيفان في إقناع الألمان بأن السويد تستعد للإنضمام إلى جانب الحلفاء.[25]

كان تأثير جرافام محدوداً. فقد وافقت حكومة السويد على عدد قليل من التنازلات المرجوة خلال الاجتماعات، وقلة من المسؤولين رفيعي المستوى كانوا على اقتناع بأن الحلفاء سيغزون النرويج. وبشكل عام، فإن تأثير عمليتى غرافام والثبات الشمالية على الاستراتيجية الألمانية تجاه اسكندنافيا هو موضع جدل.[27][28]

عملية الحمية الملكية (بالإنجليزية Operation Royal Flush)

اقترح عملية الحمية الملكية ونفذها رونالد وينجيت مسؤل مكتب مراقبة لندن في أبريل عام 1944. وبناء على اقتراب تنفيذ عملية غرافام أمل وينجيت في دعم خطط تضليل أخرى للحارس الشخصى في المسرح الغربى والمتوسط من خلال تقديم عروض سياسية إلى السويد وإسبانيا وتركيا. بحيث تصبح العملية مكملة لعملية غرافام في السويد وذلك من خلال مطالبة تلك الدول عبر سفراء المملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا بعدم السماح للألمان بالنفاذ إليها بعد غزو الحلفاء للنرويج.[22][29]

مسرح عمليات البحر المتوسط

بخروج عملية الحارس الشخصي عن نطاق إدارة لندن، ترك التنفيذ المحلي لمناطق عمليات البحر المتوسط ​​إلى القوة 'أيه'. وبحلول هذا الوقت، قسم كلارك الفريق إلى عدة قطاعات، بين مصر وإيطاليا، مشتركة فى مسؤولية الخداع الاستراتيجي أو التكتيكي.[13] منذ البداية، ركزت عملية الحارس الشخصى على أبعاد عملية الثبات التى تطورت على الجبهة الغربية. كان المقصود من تلك التصورات المخططة في البحر المتوسط ​​أن تقيد قوات العدو من خلال خلق تهديدات تبدو واقعية بالقدر الكافي.[30] في أواخر عام 1943، فتح الحلفاء جبهة في إيطاليا، وعقب الإنزال في النورماندي عام 1944 عاد التركيز إلى البحر الأبيض المتوسط ​​حيث نوقش فتح جبهة أخرى.[31][32] في نهاية المطاف كان لا بد من ملائمة عمليات الخداع إلى خطط غزو الحلفاء الجديدة، مشتملة على خلق تهديدات لأول مكان حددته العمليات الأولى كهدف.[33][34]

عملية زيبلين (بالإنجليزية Operation Zepplin)

كانت عملية زيبلين عبارة عن عملية مكافئة لعملية الثبات جرت فى منطقة البحر المتوسط، هدفت العملية إلى إعاقة القوات الألمانية في المنطقة من خلال الإيحاء بإنزال عسكرى في منطقة البلقان، وخاصة فى كريت أو رومانيا. استخدمت القوة 'أيه' تكتيكات مماثلة سابقة، محاكية لوجود الجيش التاسع والعاشر والثاني عشر في مصر من خلال التدريبات والبث اللاسلكي. وبالرغم من اعتقاد القيادة العليا الألمانية أن هذه القوات حقيقية، إلا أنه فى الواقع لم يكن هناك سوى ثلاث فرق محدودة القوة كانت موجودة بالفعل في المنطقة.[30]

عملية ألافعى (بالإنجليزية Operation Copperhead)

كانت عملية ألافعى عملية صغيرة ضمن نطاق عمليات الحارس الشخصى، اقترحها كلارك وخطط لها من قبل قسم القوة 'أيه'.[35] كانت عمليات الخداع التى أجريت قبل يوم D-Day تهدف إلى تضليل المخابرات الألمانية فيما يتعلق بمكان مونتغمرى فمن المفترض أنه قائد ميدانى معروف للغاية وبوجوده خارج إنجلترا سيوحى إلى الألمان بأنه لن يحدث هجوم وشيك، ولهذا ظهر الممثل م. كليفتون جيمس والذى يحمل تشابها قوياً مع الجنرال مونتغمرى، بشكل علنى فى جبل طارق وشمال افريقيا. كان الحلفاء يأملون من وراء ذلك الإشارة إلى التحضير لغزو قادم من جهة البحر المتوسط، ومع ذلك فمن غير المعروف أن العملية أحدثت اثراً ملموساً، فطبقاً لأقوال جنرالات العدو الذين أسروا فإن المخابرات الألمانية صدقت فى أن الممثل هو مونتغمرى فعلاً فى حين شككوا هم فى أن ألامر كان خدعة.[36]

إنزال النورماندي

بدأ تنفيذ ملامح خطة الحارس الشخصي فى العمل في 6 يونيو 1944 دعماً لعملية نبتون Operation Neptune (الهجوم البرمائي على النورماندي). بحيث أجريت عمليات تضليل بحرية متقنة (عمليات جليمر Glimmer، تكسيبل Taxable و بيج درم Big Drum) في القنال الإنجليزى.[37] حاكت السفن الصغيرة والطائرات أساطيل الغزو القابعة قبالة ممر كاليه وكاب دانتيفير والجانب الغربي من قوة الغزو الحقيقية.[38] في الوقت نفسه شاركت القوات الجوية الملكية فى عملية تيتانيك في إسقاط دمى لمظليين وهميين فى شرق وغرب مناطق إنزال النورماندي.

استطاع العميل المزدوج الإسبانى خوان بوجول غارسيا (اسمه الرمزى "غاربو") الذى يعمل لصالح المخابرات البريطانية ويحظى بمكانة عالية لدى الألمان، فى نقل معلومات عن خطة الغزو للحلفاء محذراً بأن غزو النورماندي ليس مزيفاً. نقلت هذه المعلومات بناء على طلب من القيادة العليا البريطانية من أجل زيادة مصداقيته لدى الألمان وحدث في وقت فات فيه الأوان لتحصين نورماندي.

بعد الإنزال فى النورماندى، استخدمت بعض الخدع التكتيكية الصغيرة لإضافة المزيد من الارتباك. حيث أنشأت عملية برادايس (I - V) عدداً من المخارج التمويهية ومناطق تجمع وهمية حول شواطئ نورماندي لإبعاد الهجمات الألمانية.[39]

أساليب الخداع

نفذت خطط خداع عملية الحارس الشخصى بعدة طرق، بما في ذلك استخدام العملاء المزدوجين، وحركة البث الإذاعى والخداع البصري. وبمجرد الإنتهاء من التخطيط لكل مرحلة، كلفت وحدات للعمليات المتعددة بتنفيذ خطط التضليل. في بعض الحالات، تكونت وحدات متخصصة لذلك ألامر، مثل القوة اّر (بالانجليزية R Force وهى عبارة عن قسم عسكرى بريطانى كان يستخدم معدات عسكرية وهمية للتضليل بأنه قوة غزو حقيقية)، ولكن في بعض الحالات الأخرى ، وقع التنفيذ على عاتق وحدات عادية.

الوسائل الخاصة

جزء كبير من العمليات المتعددة للحارس الشخصي اقتصرعلى استخدام عملاء مزدوجين. فعندما أثبتت عملية مكافحة "التجسس المزدوج" البريطانية نجاحًا كبيرًا منذ بداية الحرب.[40] تمكن مكتب مراقبة لندن من استخدام هؤلاء العملاء لإرسال معلومات مضللة بخصوص خطط غزو الحلفاء.[41]

وبالإضافة إلى ذلك، كانت معلومات الحلفاء جيدة للغاية. حيث أكدت استخبارات الإشارة التابعة لعملية ألترا للمخططين، عقب فك تشفير البث الإذاعى الألمانى، أن القيادة العليا الألمانية صدقت فى خطط تضليل عملية الحارس الشخصي على أن العدو يحشد للمعركة.[42][43]

الخداع البصري

تطور أسلوب استخدام الدبابات الوهمية وغيرها من المعدات العسكرية خلال حملة شمال أفريقيا، وخاصة في عملية بيرترام (بالإنجليزية Operation Bertram) خلال هجوم العلمين. ولكن طبقاً لعملية الحارس الشخصي، فقد أبدى الحلفاء اهتماماً أقل من حيث الاعتماد على هذه الأشكال كأحد أساليب الخداع، وذلك بسبب الاعتقاد بأن القدرة الألمانية على الاستطلاع المباشر لإنجلترا كان محدوداً. ومع ذلك، فقد صممت بعض المعدات الزائفة، وعلى وجه الخصوص مركبات الإنزال الوهمية التي خزنت في مناطق تعبأة مجموعة الجيش الأول الأمريكى المفترض.

الخلاصة

تعتبر عملية "الحارس الشخصي" بمثابة نجاح تكتيكي، فقد أدت إلى تأخير الجيش الخامس عشر الألمانى عند ممر كاليه لمدة سبعة أسابيع، مما سمح للحلفاء ببناء رأس جسر لهم، وفي النهاية كسب معركة النورماندي. وصف الجنرال عمر برادلي عملية الحارس الشخصي فى مذكراته بأنها "أكبر خدعة فى الحرب".[44]

عزا ثاديوس هولت نجاح عملية الثبات في كتابه لعام 2004، باسم المخادعون (The Deceivers)، إلى التشغيل التجريبي لـعملية الشريط في عام 1943، وأن عملية الثبات لعام 1944 لم تكن  لتسير بسلاسة كما حدث لو لم يقم قسم مراقبة لندن وشركائه بتنفيذ عملية الشريط في العام السابق."[45]

المصادر

المراجع

  1. ^ Hutchison، David (23 سبتمبر 2004). Cruickshank, Andrew John Maxton (1907–1988), actor. Oxford Dictionary of National Biography. Oxford University Press.
  2. ^ Swann، PG؛ Shuley، V. (1989-09). "Case report: Salzmann's nodular degeneration". Clinical and Experimental Optometry. ج. 72 ع. 5: 148–149. DOI:10.1111/j.1444-0938.1989.tb03075.x. ISSN:0816-4622. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  3. ^ Stoneberg Holt، Sierra؛ Holt، Jason A (2004). BMC Bioinformatics. ج. 5 ع. 1: 173. DOI:10.1186/1471-2105-5-173. ISSN:1471-2105 http://dx.doi.org/10.1186/1471-2105-5-173. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  4. ^ Surace، Jason A.؛ Sanders، D. B. (2001). QSO Hosts and Their Environments. Boston, MA: Springer US. ص. 205–208. ISBN:9781461351993.
  5. ^ Schucher، B؛ Brinkmann، G؛ Petermann، C؛ Lankisch، PG (2001-07). "The heavy smoking football fan who had an epileptic fit". The Lancet. ج. 358 ع. 9277: 206. DOI:10.1016/s0140-6736(01)05409-5. ISSN:0140-6736. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  6. ^ Holt، J. C. Magna Carta. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 478–480. ISBN:9781107049956.
  7. ^ Apter، Michael J. (2004-08). "Taking Humor Seriously". Contemporary Psychology. ج. 49 ع. 4: 494–496. DOI:10.1037/004412. ISSN:0010-7549. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  8. ^ ا ب Navigating Problem Based Learning. Elsevier. 2008. ص. 226–228. ISBN:9780729538275.
  9. ^ Dermatology Therapy. Berlin, Heidelberg: Springer Berlin Heidelberg. 2004. ص. 502–503. ISBN:9783540008644.
  10. ^ Dermatology Therapy. Berlin, Heidelberg: Springer Berlin Heidelberg. 2004. ص. 504–505. ISBN:9783540008644.
  11. ^ Bruneton، J.؛ Cave، A. (1975-01). "Cryptophorine et cryptophorinine". Tetrahedron Letters. ج. 16 ع. 10: 739–742. DOI:10.1016/s0040-4039(00)71971-x. ISSN:0040-4039. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  12. ^ "William Cowper to Harriot Hesketh, Lady Hesketh [née Cowper], Wednesday, 12 October 1785 [cowpwiOU0020380a1c]". Electronic Enlightenment document collection. 2000. اطلع عليه بتاريخ 2018-07-31.
  13. ^ ا ب ج "Books Received". Hispanic Review. ج. 76 ع. 2: 229–230. 2008. DOI:10.1353/hir.0.0003. ISSN:1553-0639.
  14. ^ van Horck، Francis PG؛ Weinl، Christine؛ Holt، Christine E (2004-02). "Retinal axon guidance: novel mechanisms for steering". Current Opinion in Neurobiology. ج. 14 ع. 1: 61–66. DOI:10.1016/j.conb.2004.01.002. ISSN:0959-4388. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  15. ^ "News from the American Heart Association". Stroke. ج. 6 ع. 4: 464–466. 1 يوليو 1975. DOI:10.1161/01.str.6.4.464. ISSN:0039-2499.
  16. ^ ا ب Pleijsier، Arthur (2001). Intertax. ج. 29 ع. 6/7: 218–232. DOI:10.1023/a:1010685514478. ISSN:0165-2826 http://dx.doi.org/10.1023/a:1010685514478. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  17. ^ ا ب ج Holt (1861-06). "WESTMINSTER HOSPITAL". The Lancet. ج. 77 ع. 1971: 560–561. DOI:10.1016/s0140-6736(02)44870-2. ISSN:0140-6736. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  18. ^ Collis، Jill؛ Holt، Andrew؛ Hussey، Roger (2017). Business Accounting. London: Macmillan Education UK. ص. 536–559. ISBN:9781137521491.
  19. ^ Hesketh، Robin. Introduction to Cancer Biology. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 103–152. ISBN:9781139012904.
  20. ^ Spiro، Howard M. (1990-04). "About This Issue". Journal of Clinical Gastroenterology. ج. 12 ع. 2: 125–126. DOI:10.1097/00004836-199004000-00001. ISSN:0192-0790. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  21. ^ ا ب ج "Barbier-Wieland Degradation". Hawley's Condensed Chemical Dictionary. Hoboken, NJ, USA: John Wiley & Sons, Inc. 15 مارس 2007. ISBN:0470114738.
  22. ^ ا ب SHOUP، M؛ AARON، J؛ BORGE، M؛ ANDERSON، J؛ BREMS، J؛ HOLT، D (1 أبريل 2005). "A Role for radiofrequency ablation of unresectable liver malignancies". Journal of Gastrointestinal Surgery. ج. 9 ع. 4: 558–558. DOI:10.1016/j.gassur.2005.01.102. ISSN:1091-255X.
  23. ^ Barbier، Edward B. (2013). Encyclopedia of Biodiversity. Elsevier. ص. 45–54. ISBN:9780123847201.
  24. ^ Cody، Howard (1990). "BOOK REVIEWS". Publius: The Journal of Federalism. ج. 20 ع. 2: 127–128. DOI:10.1093/oxfordjournals.pubjof.a037870. ISSN:1747-7107.
  25. ^ ا ب Levine، D. N. (1 فبراير 1980). "Language after bilateral cerebral infarctions". Neurology. ج. 30 ع. 2: 219–219. DOI:10.1212/wnl.30.2.219-a. ISSN:0028-3878.
  26. ^ Glucina، PG؛ Logan، LA (1983). Plant Breeding in New Zealand. Elsevier. ص. 103–110. ISBN:9780409701371.
  27. ^ "Barbier-Wieland Degradation". Hawley's Condensed Chemical Dictionary. Hoboken, NJ, USA: John Wiley & Sons, Inc. 15 مارس 2007. ISBN:0470114738.
  28. ^ "Barbier-Wieland Degradation". Hawley's Condensed Chemical Dictionary. Hoboken, NJ, USA: John Wiley & Sons, Inc. 15 مارس 2007. ISBN:0470114738.
  29. ^ Bährle-Rapp، Marina (2007). Springer Lexikon Kosmetik und Körperpflege. Berlin, Heidelberg: Springer Berlin Heidelberg. ص. 289–289. ISBN:9783540710943.
  30. ^ ا ب Dolgachev، Igor (2010). Algebraic Surfaces. Berlin, Heidelberg: Springer Berlin Heidelberg. ص. 97–215. ISBN:9783642110863.
  31. ^ Holt، G. Richard (2016-10). "Editor's Response". Southern Medical Journal. ج. 109 ع. 10: 620–620. DOI:10.14423/smj.0000000000000547. ISSN:1541-8243. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  32. ^ Partridge، L. Donald؛ Partridge، Lloyd D. (2003). Nervous System Actions and Interactions. Boston, MA: Springer US. ص. 93–111. ISBN:9781461350705.
  33. ^ "July 2005". Child's Nervous System. ج. 21 ع. 7: 602–602. 2005-07. DOI:10.1007/s00381-005-1249-7. ISSN:0256-7040. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  34. ^ Cook، Francis R. (1 يوليو 2008). "Omissions: 121(4) News; 122(2) pg 155". The Canadian Field-Naturalist. ج. 122 ع. 3: 290. DOI:10.22621/cfn.v122i3.618. ISSN:0008-3550.
  35. ^ Rankin، David M. (2009). Winning the White House 2008. New York: Palgrave Macmillan US. ص. 153–178. ISBN:9780230619333.
  36. ^ ORiON. ج. 18 ع. 0. 1 ديسمبر 2003. DOI:10.5784/18-0. ISSN:2224-0004 http://dx.doi.org/10.5784/18-0. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  37. ^ Raeburn، Paul (2007-09). "Can Fat Be Fit?". Scientific American. ج. 297 ع. 3: 70–71. DOI:10.1038/scientificamerican0907-70. ISSN:0036-8733. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  38. ^ Fischetti، Mark (2007-10). "Heating Up". Scientific American. ج. 297 ع. 4: 108–109. DOI:10.1038/scientificamerican1007-108. ISSN:0036-8733. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  39. ^ TOHNAI، Norimitsu (2005). Kobunshi. ج. 54 ع. 8: 578–578. DOI:10.1295/kobunshi.54.578. ISSN:0454-1138 http://dx.doi.org/10.1295/kobunshi.54.578. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  40. ^ Poulton، G.T.؛ Lim، S.H.؛ Masterman، P.H. (1972). "Calculation of input-voltage standing-wave ratio for a reflector antenna". Electronics Letters. ج. 8 ع. 25: 610. DOI:10.1049/el:19720442. ISSN:0013-5194.
  41. ^ "Isaac Ambrose". Notes and Queries. ج. s3-I ع. 14: 269–269. 5 أبريل 1862. DOI:10.1093/nq/s3-i.14.269a. ISSN:1471-6941.
  42. ^ "Shanidar: The Cave with Soul". Science News. ج. 108 ع. 22: 343. 29 نوفمبر 1975. DOI:10.2307/3960290. ISSN:0036-8423.
  43. ^ Altschuler، Eric Lewin (2001-02). "Cleidocranial Dysostosis and the Unity of the Homeric Epics". Clinical Orthopaedics and Related Research. ج. 383: 286–292. DOI:10.1097/00003086-200102000-00033. ISSN:0009-921X. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  44. ^ Prince، Alan R. (2001-07). "Covering sets of spreads in PG(3,q)". Discrete Mathematics. ج. 238 ع. 1–3: 131–136. DOI:10.1016/s0012-365x(00)00416-7. ISSN:0012-365X. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  45. ^ van Horck، Francis PG؛ Weinl، Christine؛ Holt، Christine E (2004-02). "Retinal axon guidance: novel mechanisms for steering". Current Opinion in Neurobiology. ج. 14 ع. 1: 61–66. DOI:10.1016/j.conb.2004.01.002. ISSN:0959-4388. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)