آثار الاحتباس الحراري على المحيطات: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
(لا فرق)

نسخة 09:09، 2 ديسمبر 2019

يؤثر الاحتباس الحراري على المحيطات من عدة نواحٍ، إذ يمكن أن تكون له أثار على مستويات سطح البحر، والسواحل، وتحمض المحيطات، وتيارات المحيط، ومياه البحر، ودرجات حرارة سطح البحر، والمد والجزر، وقاع البحر، والطقس، بالإضافة لتحفيز العديد من التغييرات في الكيمياء الحيوية للمحيطات؛ وكل هذه الأمور تؤثر على سير المجتمع.[1][2]

مستوى سطح البحر

السواحل

يؤثر عدد من العوامل على ارتفاع مستوى سطح البحر، بما في ذلك التمدد الحراري لمياه البحر، وذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية على الأرض، وربما التغييرات البشرية لمخزون المياه الجوفية.

أجمعت العديد من الدراسات حول سجلات قياس المد والجزر الساحلية على أنه خلال القرن الماضي ارتفع مستوى سطح البحر في جميع أنحاء العالم بمعدل يتراوح بين 1-2 ملم في السنة، مما يعكس تدفقًا صافيًا للحرارة إلى سطح الأرض والمحيطات. تشير الدراسات المشابهة المستندة إلى قياس ارتفاع القمر الصناعي إلى أن هذا المعدل قد ارتفع إلى نحو 3 ملم في السنة خلال العشرين عامًا الماضية التي كانت مراقبة بشكل كامل. تشير مراجعة حديثة للأدبيات إلى أن 30٪ من ارتفاع مستوى سطح البحر منذ عام 1993 يرجع إلى التمدد الحراري، و55٪ بسبب ذوبان الجليد القاري، وكلاهما ناجم عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم. كما تُقدّر دراسة أخرى أن المحتوى الحراري للمحيط في الـ 700 متر العلوي قد زاد بشكل كبير من 1955 إلى 2010. لكن يجب التذكير أنه في هذا السياق يعد استخدام كلمة حرارة «heat» غير مناسب على الإطلاق، حيث لا يمكن تخزين الحرارة في الجسم ولكن يتم تبادلها فقط بين الأجسام. وتعد مراقبة التغيرات في «المحتوى الحراري» للمحيط مهمة لتقديم تقديرات واقعية لكيفية تغير المحيط مع ارتفاع درجة حرارة الأرض. وهناك دراسة أحدث حول الزيادة في مستوى سطح البحر العالمي بسبب ذوبان الصفيحتين الجليديتين الكبيرتين بناءً على قياسات الأقمار الصناعية لتذبذبات الجاذبية، تقترح هذه الدراسة أن ذوبان الصفيحتين وحدهما يسبب ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي إلى نحو 1 ملم سنويًا. في دراسة حديثة للنماذج استخدم العلماء نموذجًا لنظام الأرض لدراسة عدة متغيرات للمحيط، كان أحدها «المحتوى الحراري» للمحيطات على مدار عدة مئات من السنين. وقد دمج نموذج النظام الأرضي الغلاف الجوي وعمليات سطح الأرض ومكونات الأرض الأخرى لجعله أكثر واقعية ومشابهًا للرصد. أظهرت نتائج محاكاة هذا النموذج أن «المحتوى الحراري» للمحيط في الجزء العلوي البالغ 500 متر في ازدياد منذ العام 1500.[3][4][5][6][7]

تتبع العلاقة بين ارتفاع مستوى سطح البحر وبين التمدد الحراري للمحيطات قانون شارل «المعروف أيضًا باسم قانون الأحجام»، والذي ينص ببساطة على أن حجم كتلة معينة يتناسب مع درجة حرارتها. تُراقب هذه الزيادة في مستوى سطح البحر من قبل علماء المحيطات باستخدام سلسلة من أدوات تحديد درجة الحرارة التي تُجمع بعد ذلك في مراكز البيانات الوطنية مثل المركز الوطني لبيانات المحيطات في الولايات المتحدة. يقدر تقرير التقييم الخامس للجنة الدولية للتغيرات المناخية «أي بّي سي سي» أن طبقات المحيط العليا «من السطح إلى عمق 750 مترًا» قد ارتفعت درجة حرارتها من 0.09 إلى 0.13 درجة مئوية كل عقد على مدار الأربعين عامًا الماضية. تشمل العمليات الأخرى المهمة في التأثير على مستوى سطح البحر العالمي التغييرات في تخزين المياه الجوفية بما في ذلك السدود والخزانات.

يلعب الاحتباس الحراري أيضًا دورًا في ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية. حيث تذيب درجات الحرارة العالمية العالية الأنهار الجليدية مثل تلك الموجودة في غرينلاند،[8] والتي تصب في المحيطات مما يزيد من كمية مياه البحر. يشكل الارتفاع الكبير في مستويات سطح البحر العالمية العديد من التهديدات. وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية «إي بّي إيه»: «من شأن هذا الارتفاع أن يغمر المناطق الرطبة الساحلية والأراضي المنخفضة، ويؤدي إلى تعرية الشواطئ، ويزيد من خطر الفيضانات، ويزيد ملوحة مصبات الأنهار ومستودعات المياه الجوفية والمناطق الرطبة».[9]

تباين الارتفاع العالمي في مستوى سطح البحر، هي تقلب قوي إقليمي وعشري (كل عشرة أعوام) قد يتسبب في انخفاض مستوى سطح البحر على طول ساحل معين مع مرور الوقت (على سبيل المثال على طول الساحل الشرقي الكندي)، أو الارتفاع بشكل أسرع من المتوسط ​​العالمي. تشمل المناطق التي أظهرت ارتفاعًا سريعًا في مستوى سطح البحر خلال العقدين الماضيين منطقة المحيط الهادئ الاستوائية الغربية والساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة. هذه الاختلافات الإقليمية في مستوى سطح البحر هي نتيجة للعديد من العوامل، مثل معدلات الترسيب المحلية، ومورفولوجيا الأرض، والارتداد بعد الجليدي والتعرية الساحلية. ويمكن أن تؤثر الأعاصير الكبرى، مثل إعصار ساندي في شرق المحيط الأطلسي، على خط الساحل كما تؤثر على ارتفاع مستوى سطح البحر.

المناطق الساحلية هي الأكثر تضررًا من ارتفاع منسوب مياه البحر. وتمتد هذه الزيادة في مستوى سطح البحر على طول سواحل القارات، وخاصة سواحل أمريكا الشمالية التي تعد الزيادة فيها أكثر بكثير من المتوسط ​​العالمي. وفقًا لتقديرات عام 2007 من اللجنة الدولية للتغيرات المناخية «أي بّي سي سي»، «سوف يرتفع متوسط ​​مستوى سطح البحر في العالم بين 0.6 و2 قدم (0.18 إلى 0.59 متر) في القرن القادم. على طول سواحل الولايات المتحدة في منتصف المحيط الأطلسي وسواحل الخليج، وقد ارتفع مستوى سطح البحر في القرن الماضي بما يتراوح بين 5 و6 بوصات عن المتوسط ​​العالمي. ويرجع ذلك إلى انحسار الأراضي الساحلية. كما ارتفع مستوى سطح البحر على طول ساحل المحيط الهادي للولايات المتحدة أكثر من المتوسط ​​العالمي ولكن أقل من ساحل المحيط الأطلسي. يمكن تفسير ذلك من خلال الهوامش القارية (الحواف) المختلفة على طول السواحل؛ حيث يتصف الهامش القاري في المحيط الأطلسي بجرف قاري عريض منحدر بلطف، بينما يتكون الهامش القاري في المحيط الهادئ من جرف ضيق ينحدر إلى خندق عميق. ونظرًا لكون المناطق الساحلية قليلة الميل تتراجع بشكل أسرع من المناطق ذات الميل الكبير، فإن ساحل المحيط الأطلسي أكثر عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر من ساحل المحيط الهادئ. [10][11][12]

المجتمع

يحمل ارتفاع مستوى سطح البحر على طول المناطق الساحلية آثارًا على مجموعة واسعة من الموائل والسكان. أولاً، سيكون لارتفاع مستوى سطح البحر تأثير خطير على الشواطئ وهي المكان الذي يحب البشر زيارته للترفيه وموقع رئيسي للعقارات. كما تُعد الشواطئ مكانًا مثاليًا للعيش بسبب المناخ المعتدل والمناظر طبيعية، لكن الممتلكات الموجودة على الشاطئ معرضة لخطر تآكل الأراضي وارتفاع مستويات البحر. منذ أن أصبح التهديد الذي يمثله ارتفاع منسوب مياه البحر أكثر بروزًا، اتخذ أصحاب العقارات والحكومة المحلية تدابيرًا للتحضير للأسوأ. على سبيل المثال، «وضعت ولاية مين سياسة تعلن أن المباني الساحلية يجب أن تُنقل لتمكين الشواطئ والمناطق الرطبة من الهجرة الداخلية إلى أراضٍ أكثر ارتفاعًا». بالإضافة إلى ذلك، تضيف العديد من الدول الساحلية الرمال إلى شواطئها لتعويض التعرية التي تصيب الشاطئ، كما رفع العديد من مالكي العقارات أبنيتهم في المناطق المنخفضة. نتيجة لتآكل وتدمير الممتلكات بسبب العواصف الكبيرة على المناطق الساحلية، نظرت الحكومات في شراء الأراضي وجعل السكان ينتقلون إلى أماكن أخرى داخل البلاد. تمتص البحار الآن الكثير من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الإنسان، مما يؤثر على تغير درجة الحرارة. تخزن المحيطات 93% من تلك الطاقة، مما يساعد على إبقاء الكوكب صالحًا للعيش من خلال تعديل درجات الحرارة.[13][14]

أما الموائل الساحلية المهمة الأخرى التي يهددها ارتفاع مستوى سطح البحر فهي المناطق الرطبة «التي تتموضع على طول المصبات والمناطق الساحلية الأخرى المحمية من المحيطات المفتوحة وتشمل المستنقعات والمسطحات المدية والمستنقعات الساحلية والبايو (المنخفضات المائية)». هذه المناطق الربطة عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر بشكل كبير، لأنها تقع ضمن عدة أقدام من مستوى سطح البحر. إن التهديد الذي تشكله المناطق الرطبة تهديد جدي نظرًا لكونها أنظمة بيئية عالية الإنتاجية، ولها تأثير هائل على اقتصاد المناطق المحيطة. تختفي المناطق الرطبة في الولايات المتحدة بسرعة بسبب زيادة الإسكان والصناعة والزراعة، كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر يساهم في هذا الاتجاه الخطير. نتيجة لارتفاع مستوى سطح البحر تميل الحدود الخارجية للمناطق الرطبة إلى التآكل، بحيث تتشكل أراضٍ رطبة جديدة أكثر داخليةً. وفقًا لوكالة حماية البيئة، «يمكن أن تكون مساحة المناطق الرطبة التي تنشأ حديثًا أقل بكثير من مساحة المناطق الرطبة المفقودة، خاصة في المناطق المتقدمة المحمية بحواجز، وخنادق، وغيرها من الهياكل التي تمنع الأراضي الرطبة الجديدة من التكون في الداخل». عند تقدير ارتفاع مستوى سطح البحر خلال القرن القادم بـ 50 سم (20 بوصة)، سوف تخسر الولايات المتحدة نحو 38٪ إلى 61٪ من أراضيها الرطبة الساحلية الحالية.[15][16][17]

سيكون لارتفاع مستوى سطح البحر تأثير سلبي ليس فقط على الممتلكات الساحلية والاقتصاد ولكن أيضًا على إمداداتنا من المياه العذبة. وفقًا لوكالة حماية البيئة، «يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى زيادة ملوحة كل من المياه السطحية والمياه الجوفية من خلال تسرب المياه المالحة». بالتالي فإن مصبات الأنهار الساحلية وخزانات المياه الجوفية معرضة لخطر كبير لأن تصبح مالحة للغاية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. فيما يتعلق بمصبات الأنهار فإن زيادة الملوحة تهدد الحيوانات والنباتات المائية التي لا تستطيع تحمل مستويات عالية من الملوحة. غالبًا ما تعمل طبقات المياه الجوفية كمصدر رئيسي للمياه في المناطق المحيطة بها، مثل المياه الجوفية في بيسكاين في فلوريدا، والتي تتلقى المياه العذبة من إيفرجلادز ثم تقوم بتزويد المياه إلى فلوريدا كيز. سيؤدي ارتفاع منسوب البحر إلى غمر المناطق المنخفضة في إيفرجلادز، وستزداد الملوحة بشكل كبير في أجزاء من طبقة المياه الجوفية. ومن شأن الارتفاع الكبير في مستوى سطح البحر وتناقص كميات المياه العذبة على طول سواحل المحيط الأطلسي والخليج أن يجعل هذه المناطق غير صالحة للسكن. يتوقع العديد من الاقتصاديين أن الاحتباس الحراري سيكون أحد التهديدات الاقتصادية الرئيسية للساحل الغربي، وتحديداً في كاليفورنيا. «المناطق الساحلية المنخفضة، مثل ساحل الخليج، معرضة بشكل خاص لارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف القوية، وتنعكس تلك المخاطر في ارتفاع معدلات التأمين والأقساط. في فلوريدا، على سبيل المثال، ازداد متوسط ​​سعر بوليصة تأمين المنازل بنسبة 77% بين عامي 2001 و2006».[18][16]

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ Where's the heat? In the oceans! April 11, 2013 USA Today
  2. ^ Mora، C.؛ وآخرون (2013). "Biotic and Human Vulnerability to Projected Changes in Ocean Biogeochemistry over the 21st Century". PLOS Biology. ج. 11 ع. 10: e1001682. DOI:10.1371/journal.pbio.1001682. PMC:3797030. PMID:24143135.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  3. ^ Nicholls، Robert J.؛ Cazenave، Anny (18 يونيو 2010). "Sea-Level Sea-Level Rise and Its Impact on Coastal Zones". Science Magazine. ج. 328 ع. 5985: 1517–1520. Bibcode:2010Sci...328.1517N. DOI:10.1126/science.1185782. PMID:20558707.
  4. ^ Cazenave، Anny؛ Llovel، William (2010). "Contemporary Sea Level Rise". Annu. Rev. Mar. Sci. ج. 2: 145–173. Bibcode:2010ARMS....2..145C. DOI:10.1146/annurev-marine-120308-081105. PMID:21141661.
  5. ^ State of the Climate in 2008
  6. ^ Gardner، Alex S.؛ Moholdt، Geir؛ Cogley، J. Graham؛ وآخرون (2013). "A Reconciled Estimate of Glacier Contributions to Sea Level Rise: 2003 to 2009" (PDF). Science. ج. 340 ع. 6134: 852–857. Bibcode:2013Sci...340..852G. DOI:10.1126/science.1234532. PMID:23687045.
  7. ^ Sedláček، Jan؛ Mysak، Lawrence A. (2009). "A model study of the Little Ice Age and beyond: changes in ocean "heat content", hydrography and circulation since 1500" (PDF). Climate Dynamics. ج. 33 ع. 4: 461–475. Bibcode:2009ClDy...33..461S. DOI:10.1007/s00382-008-0503-6.
  8. ^ Rare Burst of Melting Seen in Greenland’s Ice Sheet July 24, 2012 New York Times
  9. ^ (Titus 1989)
  10. ^ "Coastal Zones and Sea Level Rise," U.S. Environmental Protection Agency, 14 April 2011
  11. ^ "National Assessment of Coastal Vulnerability to Sea-Level Rise: Preliminary Results for the U.S. Pacific Coast," U.S. Geological Survey, 2001
  12. ^ Tripati, Aradhna, Lab 5¬-Istostasy, Physiography Reading, E&SSCI15-1, UCLA, 2012
  13. ^ Robertson، Ricky. "Crop Changes National Geographic". National Geographic. ”Madison”. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-03.
  14. ^ (Titus 1989)
  15. ^ (Trujillo & Thurman 2005, p. 335)
  16. ^ أ ب "Coastal Zones and Sea Level Rise," EPA
  17. ^ (Trujillo & Thurman 2005, p. 336)
  18. ^ Coplin، Kelly. "How Climate Change Will Affect Home Value". Standord University. اطلع عليه بتاريخ 2013-10-27.