مسرح عصر النهضة الإنجليزي[عدل]

خلفية[عدل]

يشمل مسرح عصر النهضة الإنجليزي الفترة بين عامي 1562 (عرض مسرحية جوربودوك في الهيكل الداخلي في موسم عيد الميلاد عام 1561، أول مسرحية إنجليزية تستخدم الشعر الحر) و1642 (حظر العروض المسرحية من قبل البرلمان الإنجليزي) يستخدم تعبير المسرح الإيليزابيثي أحياناً بشكل خاطئ، خاصة في اللغات الأخرى غير الإنجليزية، للدلالة إلى مسرح عصر النهضة الإنجليزي، مع أنّ ذلك التعبير ينطبق بشكل أدقّ على المسرح حتى عام 1603 فقط. يمكن التمييز ضمن مسرح عصر النهضة الإنجليزي بالتحديد بين المسرح الإليزابيثي من عام 1562 إلى 1603، المسرح الجاكوبي من عام 1603 إلى 1635 والمسرح الكاروليني من عام 1625 إلى 1642. بالإضافة إلى اقتصاديات المهنة، فإن شخصية الدراما قد تغيرت في نهاية هذه الفترة الزمنية. إذ أنّ الدراما تحت حكم الملكة إليزابيث كانت تعبيراً موحّداً بالنسبة للطبقات الاجتماعية: حيث كان أهل البلاط الملكي يشاهدون نفس المسرحيات التي يشاهدها عامة الناس في المسارح العامّة. ومع تطور المسارح الخاصة، أصبحت الدراما أكثر توجهاً نحو أذواق وقيم جمهور الطبقة الأرستقراطية. ومع أواخر حكم الملك تشارلز الأول، كان يُكتب للمسارح العامة القليل من المسرحيات الجديدة، حيث أنّها اعتمدت على الأعمال المتراكمة من العقود السابقة.

الأزياء المسرحية[عدل]

كانت الأزياء في هذه الفترة الزمنية ذات ألوان زاهية، جذّابة بصرياً، وغالية الثمن. تبعاً للطبيعة السريعة الخطى للمسرحيات وعرضها، لم يتوفر الوقت الكافي، أحياناً، لصنع أزياء مسرحية للممثلين خاصة بالفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث المسرحية. نتيجة لذلك، كان الممثلون يرتدون ملابس معاصرة وليست خاصة بالفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث المسرحية. في بعض الأحيان كانت الأزياء تبرّعاً للممثلين من رعاة المسرحيات، لكن، في أغلب الوقت، كان الممثلون يرتدون ملابسهم اليومية. كانت الأزياء تستخدم أيضاً لتمييز الشخصيات. حيث كانت الألوان ترمز للطبقة الإجتماعية، وكانت الأزياء تصممّ لتعكس ذلك. مثلاً، إذا كانت الشخصية من العائلة المالكة فإنّ الزيّ كان يضم اللون البنفسجي. بذلك، كانت ألوان بالإضافة إلى أنواع أقمشة الأزياء تتيح للحضور فرصة معرفة دور كل ممثل عند ظهوره على المسرح. ومع أن قانون تحديد النفقات الإنجليزي لعام 1574 كان نافذاً، وهو قانون يحدد اللون، الطراز، والقماش المحدد للملابس التي تستطيع الطبقات الأجتماعية المختلفة ارتداءها، فقد ضم هذا القانون بنداً يسمح للممثلين بارتداء أزياء لطبقات اجتماعية أعلى من خاصتهم شرط انتمائهم إلى فرقة مسرحية مرخصة.

الأنواع الأدبية[عدل]

ضمت الأنواع الأدبية لهذه الفترة المسرحية التاريخية، التي صوّرت التاريخ الإنجليزي أو الأوروبي. وتنتمي مسرحيات شيكسبير عن حياة الملوك، مثل مسرحية ريتشارد الثالث ومسرحية هنري الخامس، إلى هذه الفئة. بالإضافة إلى مسرحية إدوارد الثاني لكريستوفر مارلو ومسرحية التاريخ الشهير للملك إدوارد الأول لجورج بيل. تطرّقت المسرحيات التاريخية إلى أحداث أكثر حداثة، مثل إنذار للندن التي مثّلت سلب مدينة انتويرب عام 1576. كانت التراجيديا نوعاً أدبياً واسع الإنتشار. وكانت مسرحيات مارلو التراجيدية ذات شعبية استثنائية، مثل مسرحية د. فاوستوس ومسرحية يهودي مالطا. كانت الجماهير تميل لمسرحيات الانتقام، مثل مسرحية المأساة الاسبانية لتوماس كيد. وكُتبت المسرحيات التارجيدية الأربعة التي تعتبر من أعظم أعمال شيكسبير (هاملت، عطيل، الملك لير، ومكبث) في هذه الفترة، بالإضافة الى غيرها الكثير. (انظر التراجيديا الشكسبيرية) شاعت في تلك الفترة المسرحيات الكوميدية أيضاً. فمن الأنواع الأدبية الفرعية التي تطورت في هذه الفترة، كوميديا المدينة، التي تتطرق بسخرية إلى الحياة في لندن ،على غرار الكوميديا الرومانية الحديثة. مثل مسرحية عطلة صانع الأحذية لتوماس ديكر ومسرحية الفتاة العفيفة في تشيبسايد لتوماس ميدلتون. على الرغم من تهميشها، كان للأنواع الأدبية القديمة مثل المسرحيات الرعوية (الراعية المخلصة، 1608)، وحتى المسرحيات الأخلاقية (أربع مسرحيات في واحدة، حوالي 1608-13) القدرة على التأثير. وازدهر النوع الأدبي الفرعي المهجّن التراجيكوميديا بعد عام 1610 تقريباً. كما ازدهرت مسرحيات الماسك خلال حكم أوّل ملوك عائلة ستيوارت، جيمس الأول وتشارلز الأول.