ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/287

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ريفيون سنة 1912
ريفيون سنة 1912

الريفيون (بالأمازيغية: إيريفيان Irifiyyen) أو الريافة، هم الأمازيغيون القاطنون في منطقة الريف، شمال المغرب، أو الذين ترجع أصولهم إلى هذه المنطقة. نظراً لموجات هجرة تاريخية، يتواجد الريفيون في مناطق أخرى من المغرب (كطنجة وتطوان وفاس) وفي الخارج، مشكلين الجاليات الريفية المتواجدة خصوصًا في هولندا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا. اللغة الأم للريفيين هي الأمازيغية بلهجتها تريفيت، ومن أهم لغاتهم الثانية العربية والإسبانية والهولندية. يتميز الريفيون بتنوع روافدهم العرقية، وبتنوع تركيبتهم القبلية. يتأرجح مصطلح "الريفيين" أو "ريافة" بين المعنيين الثقافي والجغرافي، فنظراً لعوامل الهجرة والتأثيرات التاريخية والثقافية المتعاقبة التي عرفتها منطقة الريف، إذ لا يوجد تطابق كامل بين الريف الجغرافي (جبال الريف) وفضاء انتشار الناطقين بالأمازيغية الريفية. على الرغم من أن المناطق الجبلية المحيطة بتطوان وشفشاون تنتمي جغرافياً إلى الريف، إلا أن ساكنتها، المعروفة بجبالة (أو الجبليين) هي مزيج عرقي من الأمازيغ والعرب، تعتبر من الناطقين بالعربية (بلهجتها الجبلية). بالمقابل، هناك العديد من المناطق الجغرافية الواقعة خارج المجال الجغرافي للريف، يعتبر سكانها من الريفيين، وخصوصاً في المغرب الشرقي، بين واد كيس ونهر ملوية، وهو فضاء قبائل آيت إيزناسن. في نفس السياق، يصنف الأنثروبولوجيون أيضا سكان منطقة بني سنوس في الجزائر ضمن العنصر الريفي. تصنف أيضا ضمن المحيط الثقافي الريفي، جزر سكانية عربية، مثل كتامة وصنهاجة السراير، تتميز بثنائية لغوية عربية/أمازيغية، ويفسرها المؤرخون بموجات الهجرة العربية التي رافقت المرحلة الإسلامية، إضافة للهجرات اللاحقة لمكونات عربية، اندمجت وتمزغت في الفضاء الريفي، ومنها على سبيل المثال الأدارسة الذين هاجروا إلى الريف ومنطقة غمارة. بصفة عامة، القاسم المشترك بين الريفيين هو اللغة والتاريخ والهوية المشتركة، وارتباطهم بمجال جغرافي، ظل نسبيا معزولا عن التأثيرات الحضارية الأخرى، ومقاوما للاستيعاب الثقافي، وهي إحدى الأسباب الرئيسية التي جعلت لغتهم ذات استقلالية خاصة، مقارنة بباقي اللهجات الأمازيغية. كما ساهمت الاستقلالية التي ميزت تاريخ الريفيين في علاقتهم مع الدول المتعاقبة عبر الزمن.

تابع القراءة