العبودية في إثيوبيا

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

استمرت العبودية في إثيوبيا لقرون عدة، ويعود تاريخها إلى عام 1495 قبل الميلاد وانتهت في عام 1942. تشير مصادر إلى تصدير العبيد من إمبراطورية أكسوم (100–940 ميلادي).[1] شكلت هذه الممارسة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الإثيوبي. استقدم العبيد عادةً من المجموعات النيلوتية التي عاشت في الأراضي الداخلية الجنوبية لإثيوبيا ومن الأورومو كان أسرى الحرب مصدرًا آخر للعبيد، إلا أن الإدراك والمعاملة والواجبات المتعلقة بهؤلاء الأسرى اختلفت على نحو واضح رغم حظر القانون الديني على أسياد العبيد المسيحيين المشاركة في تجارة العبيد، شارك العديد من تجار العبيد المسلمين الإثيوبيين في تجارة العبيد العربية عادةً ما خدم العبيد كجواري وحراس شخصيين وخدم وأمناء خزانة.[2][3]

أصبح إلغاء العبودية أولوية عالية بالنسبة لنظام هيلا سيلاسي الذي بدأ في عام 1930. أجبرت الضغوط الدولية على اتخاذ إجراءات، وكان الموضوع شرطًا للعضوية في عصبة الأمم. خلال الحكم الإيطالي، أصدرت حكومة الاحتلال قانونين في أكتوبر 1935 وفي أبريل 1936 ألغت العبودية وحررت 420,000 عبدًا إثيوبيًا. بعد طرد الإيطاليين، عاد الإمبراطور هايلي سيلاسي إلى السلطة وألغى رسميًا العبودية والعمل بالسخرة، بجعلها قانونًا في 26 أغسطس 1942.[4][5][6] لاحقًا، صادقت إثيوبيا على اتفاقية الرق لعام 1926 في عام 1969.[7] عقب إلغاء العبودية في الأربعينيات، عادة ما توظف العبيد المحررين كعمال غير مهرة من قبل أسيادهم السابقين.[8]

تاريخ[عدل]

الإمبراطورية الأكسومية[عدل]

اعتبرت المنطقة الإثيوبية-الإريترية، الواقعة استراتيجيًا بين طريقي تجارة رئيسيين، مركزًا هامًا لتجارة العبيد. كان لها وصول إلى البحر الأحمر من الشرق ووادي النيل من الغرب، مما وصلها بسوق عالمية للعبيد على مر القرون.[9] بالإضافة إلى ذلك، زودت هذه المنطقة العالم الهلنستي والروماني بالعبيد بفضل اتصالاتها بالتجارة المتوسطية. غالبًا ما كانت المناطق الموجودة بين الإمبراطوريات الأكسومية والسودانية، الواقعة في المنطقة النيلو-صحراوية، هدفًا للغارات وأسر العبيد. اشتهر ميناء أدوليس بكونه مركزًا لتجارة العبيد منذ القرن الأول الميلادي، كما ذكر بليني الأكبر.[10] كشفت الحفريات في موقع أكسوم في ماتارا عن هيكل عظمي لإنسان لا يزال يرتدي الأغلال. في القرن السادس، أشار الرحالة اليوناني كوسماس إنديكوبليوستس إلى أن معظم العبيد جاؤوا من الأراضي الداخلية لأكسوم في ساسو (التي تُعتبر اليوم مناطق فازوغلي بالسودان) ومناطق بربرية (الصومال).[11]

الحقبة المتوسطة[عدل]

أدت الفتوحات التي أجراها الإمبراطور أمدا سيون إلى الحصول على عدد كبير من العبيد. ذكر المؤرخ الخاص به مرارًا أسره العديد من الأسرى خلال حملاته العسكرية: «ذهب إلى بلاد هادية وقتل [الكثير من] شعب تلك الأرض والباقي جعلهم أسرى مع ملكهم، الكبار [والصغار]، الرجال والنساء، الكبار والصغار، ونقلهم إلى مملكته».[12] تشير العبارات التي استخدمها مؤرخو أمدا سيون في وصف نجاحاته بوضوح إلى أن الغارات لأسر العبيد كانت منتجًا ثانويًا مهمًا للعديد من حملاته: «في هذا الوقت، جاء جمال الدين ملك المسلمين إلى الملك بالعديد من الهدايا وقال: فقد عينتني حاكمًا لديك، وسأفعل ما تشاء. فإنّ أرض المسلمين الآن قد خُربت. اترك ما تبقى في البلاد ولا تدمرها مرة أخرى، حتى يمكنهم العمل لصالحك من خلال التجارة، لأني أنا وجميع الشعوب المسلمة عبيدك. أجابه الملك بغضب قائلًا: ليس عندما أُعض من الضباع والكلاب، أبناء الأفاعي وأطفال الشر الذين لا يثقون بابن الله، أعود إلى عاصمتي؛ وإذا عدت قبل أن أدمر أرض عدل، فلأصبح مثل من ولدتني، أمي؛ لا يُطلق عليّ اسم رجل بل يُطلق عليّ اسم امرأة».[13] تعطي رواية جعزية من العصور الوسطى صورة عن الاستغلالات التجارية: «أجرى التجار المسلمون معاملات تجارية في الهند ومصر وبين شعوب اليونان بأموال الملك. منحهم العاج والخيول الممتازة من شيوا والذهب الأحمر النقي من إناريا... وهؤلاء المسلمون... ذهبوا إلى مصر واليونان وروما وتبادلوها بدمشقيات شديدة الأناقة، مزينة بالأحجار الخضراء والقرمزية وبأوراق من الذهب الأحمر، التي جلبوها للملك». كان العاج سلعة تجارية ثمينة في المملكة منذ العصور القديمة، حيث كانت أنهار تكازي وبركة وأنسابا ومناطق أخرى غنية بالفيلة والحياة البرية الأخرى. نظم الملوك صيد الفيلة بمنعجية وأوكلوا أنيابها لوكلائهم التجاريين.[12]

في القرن الرابع عشر، وصف العالم المسلم العمري تجارة العبيد والتفاعلات بين الإمارات الإسلامية وممالك المرتفعات المسيحية، مشيرًا إلى أن الخصي كان يمارس في مكان يسمى واشلو، جنوب إثيوبيا المسيحية. ثم يتماثل المخصيون للشفاء في إمارة هادية المسلمة قبل بيعهم بأسعار عالية في شبه الجزيرة العربية حيث كان يُقدّر الخصيان بأثمان باهظة. لاحظ فرانسوا-زافييه فوفيل أن هذا التقسيم للعمل بين واشلو، مكان وثني متخصص في الخصي، وهادية، المتخصصة في الشفاء، «كان مدفوعًا بالعقلانية الاقتصادية أقل منه بالنفاق المشترك الذي سمح للمسيحيين والمسلمين بالتعاون في ممارسة كانوا يفضلون عدم رؤية عمليتها».[14]

أقامت الدولة المسيحية الإثيوبية اتصالًا مع شعب «أسود» آخر عرف باسم «الشنكلة»، عاشوا حول المناطق السفلية للنيل الأزرق. بصورة مشابهة لشعب الباريا، أصبحت بلاد الشنكلة هدفًا لغارات الرق من قبل الحبشيين. حسب أنشودة لجندي من القرن الخامس عشر للإمبراطور يشق الأول، أُجبر الشنكلة على دفع الجزية للحبشة.[3] نحو ذلك الوقت تقريبًا، تُرجم قانون يُعرف باسم «فتح نجست» (قانون الملوك) إلى الجعزية وبدأ يُستخدم كالقانون التقليدي للمسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين. استنادًا إلى هذا القانون، تمتع المسيحيون المولودون أحرارًا بالحرية ولم يجز استرقاقهم، بينما يمكن استرقاق غير المسيحيين ممن أسروا في الحرب. . لذا، كان سبب العبودية هو عدم الإيمان، إلا أن تحول العبيد الوثنيين إلى المسيحية بعد إقامة حق الملكية عليهم من قبل الأسياد لم يؤدي إلى إلغاء العبودية. على هذا النحو، وفر القانون أساسًا لاستبعاد واستعباد غير المسيحيين إلى جانب المسيحيين الذين تسبب عدم إيمانهم السابق في عبوديتهم بمبرر ديني.[15]

خلال حكم سارسا دينجل، تحول العديد من الشعوب الوثنية في الجنوب إلى المسيحية لتجنب المزيد من غارات الرق. من بين الذين طلبوا التحويل كان شعب الغفات في منطقة السابقة في داموت؛ وقد استجاب سارسا دينجل لطلبهم في عام 1581. بالمثل، طلب شعب إناريا التحول، والذي قبله سارسا دينجل أيضًا في عام 1587. خلال هجرات الأورومو في القرن السادس عشر، تحول العديد من الشعوب الأصلية إلى غاباروس (القنانة؛ كانت حالة من الرق أو العبودية). تبنى الأورومو الغاباروس بصورة جماعية، ملحقين إياهم بعشيرة القومو في عملية تُعرف باسم موغاسا وجوديفاتشا. من خلال التبني الجماعي، أُعطيت المجموعات المنتسبة أنسابًا جديدة وبدأت في عد أسلافها المفترضين بنفس الطريقة كأقاربهم بالتبني، ومثل الغابارو، طلب منهم دفع الجزية وتقديم الخدمة لفاتحيهم. في داموت، حسب بهري، حاصرت عشيرة بوران الإقليم «استعبدوا الرجال واستولوا على المواشي».[16][17]

أجرى سوسنيوس الأول ست غارات كبيرة للعبيد ضد الشنكلة في الأراضي المنخفضة الغربية، مما أسفر عن أسر العديد من العبيد من الإناث والذكور. يصف المؤرخ الخاص به بتقليل من قدر لون العبيد بأنه «أسود» وليس «أحمرًا مثل الناس العاديين». حاز سوسنيوس على أعداد كبيرة من العبيد السود الذين نقلهم إلى منطقة جوندار. وفقًا لمانويل دي ألميدا، عُين العديد من هؤلاء العبيد في «أعلى المناصب» في البلاط، وأن الإمبراطور كان يثق بهم أكثر من رعاياه المولودين أحرارًا. يقتبس ألميدا أن الإمبراطور قال مرة إن الرجال الوحيدين الذين كانوا مخلصين له هم الذين «خلقهم وصنعهم من التراب».[18]

المراجع[عدل]

  1. ^ Abir، Mordechai (1968). Ethiopia: the era of the princes: the challenge of Islam and re-unification of the Christian Empire, 1769-1855. Praeger. ص. 57.
  2. ^ Clarence-Smith، William Gervase (1989). The Economics of the Indian Ocean slave trade in the nineteenth century (ط. 1. publ. in Great Britain.). London, England: Frank Cass. ISBN:0714633593.
  3. ^ أ ب Tegegne، Habtamu M. "The Edict of King Gälawdéwos Against the Illegal Slave Trade in Christians: Ethiopia, 1548". مؤرشف من الأصل في 2023-01-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-12.
  4. ^ Hanibal Goitom, "Abolition of Slavery in Ethiopia" On Custodia Legis: Law Librarians of Congress February 14, 2012 نسخة محفوظة 2023-12-04 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Christine Whyte, "‘Everyone Knows that Laws Bring the Greatest Benefits to Mankind’: The Global and Local Origins of Anti-Slavery in Abyssinia, 1880–1942." Slavery & Abolition 35.4 (2014): 652-669.
  6. ^ Ethiopia : the land, its people, history and culture. [S.l.]: New Africa Press. أبريل 2013. ISBN:978-9987160242.
  7. ^ "United Nations Treaty Collection". treaties.un.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2022-12-21. Retrieved 2022-12-19.
  8. ^ Congrès international des sciences anthropologiques et ethnologiques, Pierre Champion (1963). VIe [i.e. Sixième] Congrès international des sciences anthropologiques et ethnologiques, Paris, 30 juillet-6 août 1960: Ethnologie. 2 v. Musée de l'homme. ص. 589. مؤرشف من الأصل في 2022-11-26.
  9. ^ Bonacci، Giulia؛ Meckelburg، Alexander (يناير 2023)، "Slavery and the Slave Trade in Ethiopia and Eritrea"، Oxford Research Encyclopedia of African History، Oxford University Press، DOI:10.1093/acrefore/9780190277734.013.836، ISBN:978-0-19-027773-4، اطلع عليه بتاريخ 2024-01-17
  10. ^ Horn، Ethiopia & The. "Sewasew | Fazoġli (ፋዙቁሎ)". en.sewasew.com. مؤرشف من الأصل في 2024-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-17.
  11. ^ Cosmas (Indicopleustes) (1897). Christian Topography of Cosmas (بالإنجليزية). Hakluyt Society. p. 67. Archived from the original on 2021-08-29.
  12. ^ أ ب Taddesse Tamrat.؛ Thomas Leiper Kane Collection (Library of Congress. Hebraic Section) (1972). Church and state in Ethiopia, 1270-1527.
  13. ^ "Document – Selection from The Glorious Victories of Amda Seyon - Patterns of World History 3e Dashboard Resources - Learning Link". learninglink.oup.com. مؤرشف من الأصل في 2024-01-20. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-20.
  14. ^ Bonacci, Giulia; Meckelburg, Alexander (31 Jan 2023), "Slavery and the Slave Trade in Ethiopia and Eritrea", Oxford Research Encyclopedia of African History (بالإنجليزية), DOI:10.1093/acrefore/9780190277734.013.836, ISBN:978-0-19-027773-4, Archived from the original on 2024-01-17, Retrieved 2024-01-17
  15. ^ Pankhurst، Richard (1997). The Ethiopian Borderlands Essays in Regional History from Ancient Times to the End of the 18th Century. Red Sea Press. ص. 26. ISBN:9780932415196. مؤرشف من الأصل في 2023-04-08.
  16. ^ Paul Trevor William Baxter, Jan Hultin, Alessandro Triulzi. Being and Becoming Oromo: Historical and Anthropological Enquiries. Nordic Africa Institute (1996) pp. 253–256 نسخة محفوظة 2024-03-18 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ Paul Trevor William Baxter, Jan Hultin, Alessandro Triulzi. Being and Becoming Oromo: Historical and Anthropological Enquiries. Nordic Africa Institute (1996) pp. 254 نسخة محفوظة 2024-03-18 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ Pankhurst، Richard (1997). The Ethiopian Borderlands Essays in Regional History from Ancient Times to the End of the 18th Century. Red Sea Press. ص. 353. ISBN:9780932415196. مؤرشف من الأصل في 2023-04-08.