بوابة:الدولة المملوكية/مقدمة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فارس مملوكي 1810

توسع السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب في شراء المماليك، واستعان بهم ضد منافسيه الأيوبيين في الشام، واسكنهم معه في جزيرة الروضة وسط نيل القاهرة وسماهمم المماليك البحرية نسبة لسكنتهم في " بحر النيل " أو ربما لأنهم قدموا من خلف البحر. بعد أن توفى الصالح أيوب أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا في عام 1249م، نصب مماليكه أرملته شجر الدر سلطانة على مصر. ولما إحتج إيوبيي الشام على تنصيب شجر الدر سلطانة على البلاد ورفضوا الإعتراف بسلطتها وتبعهم الخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد بحجة أنها امرأة، تزوجت شجر الدر من عز الدين أيبك أحد أمراء زوجها المتوفي الصالح أيوب، والذي كان يشغل منصب أتابك الجيش (القائد العام)، وتنازلت له عن العرش، فأنتقلت السلطة إلى المماليك ودشنت دولة المماليك البحرية، ومع اعتراض الايوبيين في دمشق وبعد أن زالت وانتهت الخلافة العباسية في بغداد ودخول المغول المنطقة.

الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار كان مقدم المماليك البحرية، إلا أن السلطان عز الدين أيبك إغتاله في قلعة الجبل بالتعاون مع مماليكه وكبير أمراءه سيف الدين قطز، بعد أن صار لأقطاي ومماليكه سطوة كبيرة في البلاد، رأى أيبك أنها تهدد عرشه. ففر عدد كبير من البحرية إلى دمشق والكرك وغيرها، خوفاً من السلطان أيبك وبقوا هناك إلى أن إستولى المغول على الشام فعادوا إلى مصر في عهد السلطان قطز وإنضموا إلى جيشه الذي هزم جيش المغول في معركة عين جالوت التاريخية. وبعد وفاة السلطان قطز الذي أغتيل بعد معركة عين جالوت وهو في طريق عودته إلى مصر - ربما إنتقاماً لإشتراكه في مؤامرة اغتيال مقدم البحرية فارس الدين أقطاي - نصب الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري سلطاناً على البلاد ولقب بالسلطان الظاهر بيبرس. وفي عهده صارت الشام وغيرها جزء من الدولة المملوكية، وأحيت الخلافة العباسية في القاهرة عاصمة الدولة المملوكية مما منح سلاطينها شرعية دينية وخاض بيبرس حروب عديدة ضد الصلبيين والمغول وهزمهم وأقام علاقات سياسية مع مغول القبيلة الذهبية التي إعتنقت الإسلام فتمكن من ضرب وحدة المغول في مقتل. ولذا فإنه يعتبر المؤسس الفعلى للدولة المملوكية.

الدولة المملوكية البحرية حكمت من سنة 1250م وحتى سنة 1381م وتلتها دولة المماليك البرجية (المماليك الشراكسة) والتي تعد إمتداداً لدولة المماليك البحرية.

لعب المماليك دوراً كبيراً في تاريخ منطقة الشرق الأوسط لعقود من الزمان وتصدوا للصليبيين والمغول وتمكنوا من حماية العالم الإسلامي من مخاطر جسيمة كادت أن تعصف به لولا صلابتهم. وتمكن السلطان المنصور قلاوون من تحرير طرابلس من أيدي الصليبيين وأكمل إبنه الأشرف صلاح الدين خليل عملية تحرير سواحل سوريا وفلسطين ففتح عكا في سنة 1291 وتبع ذلك بتحرير مدن وقلاع عديدة مثل بيروت وصور وصيدا وقلعة الروم.

في العصر المملوكي تطورت الحياة الاقتصادية والثقافية وفنون العمارة ولا يزال العديد من أثارهم ومساجدهم ومدارسهم باقية في مصر والشام. ويعد عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون من أزهى عصور الدولة المملوكية نتيجة للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والنشاط العمراني الضخم.

إنتهت الدولة المملوكية بعد استيلاء العثمانيين على مصر والشرق الأوسط في سنة 1516، فتحولت مصر والشام وغيرها إلى ولايات عثمانية تحكم من الأستانة بعد أن تمتعت باستقلال لعقود طويلة خلال عصر الدولة المملوكية.