تقييم ديسك

تقييم ديسك (بالإنجليزية: DISC assessment) هو أداة لتقييم السلوك، حيثُ تعتمد على نظرية ديسك التي صاغها عالم النفس وليام مولتون مارستون والتي تُركز على أربعة صفات سلوكية مُختلفة وهي: السيطرة والتأثير و الثبات و الالتزام .^[1] طُورت هذه النظرية فيما بعد، حيثُ أصبحت أداةً لتقييم السلوك بواسطة عالم النفس الصناعي والتر فيرنون كلارك.

التسمية

كلمة ديسك (DISC) هي اختصار لأربعة كلمات وهي: Dominance (الهيمنة)، Inducement (الدافع)، Submission (الخضوع)، Compliance (الامتثال).

التاريخ

كان وليام مارستون محاميًا وعالم نفس، كما ساهم في أول اختبار لجهاز كشف الكذب (بولي غراف)، وألفَ كتب الاعتماد على الذات (self-help)، وأيضًا أنشئ شخصية المرأة المعجزة. بدأت مساهماته الرئيسية في علم النفس. بعد إجراء وليام مارستون بحثًا عن العواطف البشرية، نشر نتائجه في كتابه عام 1928 تحت عنوان «عواطف الناس الطبيعيين»، حيثُ شرحَ فيه أنَّ الناس يشرحون عواطفهم باستخدام أربعة أنواعٍ من السلوكيات: الهيمنة، والتأثير ، الثبات ، و الالتزام . جادلَ وليام مارستون بأنَّ هذه الأنواع السلوكية جاءت من إحساس الناس بالذات وتفاعلهم مع البيئة.^[2] ضمنَ وليام مارستون بُعدينِ يؤثرانِ على سلوك الناس العاطفي، البعد الأول هو ما إذا كان الشخص ينظر إلى بيئته على أنها ملائمة أو غير ملائمة، والبعد الثاني هو ما إذا كان الشخص يرى نفسه مُسيطرًا أو غير مسيطر على بيئته.

على الرغم من أنَّ وليام مارستون ساهمَ في إنشاء تقييم ديسك، إلا أنهُ لم يكن المُنشئ الأساسي له، ففي عام 1956، قام عالم النفس الصناعي والتر فيرنون كلارك ببناء تقييم ديسك، وذلك باستخدام نظرية وليام مارستون لنموذج ديسك، وقام بذلك عبر نشرِ نشاط تحليل المتجهات، وهو عبارة عن قائمة من الصفات، حيثُ طلب من الأشخاص توضيح الأوصاف الدقيقة حول أنفسهم. أُعد تقييم ديسك للاستخدام في الشركات التي تحتاجُ إلى مساعدة في اختيار الموظفين المؤهلين.

بعد حوالي 10 سنواتٍ، طورت زمالة والتر كلارك نسخةً جديدة من هذه الأداة، وكان يُطلق عليها وصف الذات. بدلًا من استخدام قائمة تحقق، فقد أَجبَر هذا التقيم الخاضعين له على الاختيار بين مصطلحين أو أكثر، كما أضاف تحليلًا للعامل في هذه الأداة. استُخدم وصف الذات بواسطة جون غيير لإنشاءِ نظامِ الملف الشخصي الأصلي في عقد 1970.

استُخدمَ نظام ديسك للمساعدةِ في تحديد مسارِ العمل عند التعامل مع المشاكل كفريقٍ قيادي، أي تؤخذ الجوانب المختلفة لجميع الأنواعِ في الحُسبان عند حل المشكلات أو تعيين المهام.^[3]

النظرية

تصف نظرية DISC الشخصية من خلال أربعة سمات رئيسية:^[4]

السيطرة (Dominance): الاستخدام النشط للقوة للتغلب على المقاومة في البيئة.
التأثير (Influence ): استخدام الجاذبية الشخصية للتعامل مع العقبات.
الثبات (Steadiness ): القبول الدافئ والطوعي للحاجة إلى تلبية طلب ما.
الالتزام (Compliance): التكيّف الخائف مع قوة أعلى

. وصف مارستون (Marston) خصائص DISC في كتابه عام 1928 بعنوان «عواطف الأشخاص العاديين»، والذي استخلصه من دراسة مشاعر وسلوك الناس في عموم المجتمع. ووفقًا لمارستون، فإن الناس يعبّرون عن مشاعرهم من خلال أربعة أنماط سلوكية: السيطرة، التحفيز، الخضوع، والامتثال.^[5] جادل مارستون بأن هذه الأنماط السلوكية تنشأ من إحساس الفرد بذاته وتفاعله مع بيئته.^[6]

وقد بنى هذه الأنواع الأربعة على بعدين أساسيين يؤثران في السلوك العاطفي للناس:

ما إذا كان الشخص يرى بيئته ملائمة أو غير ملائمة. وما إذا كان الشخص يشعر بأنه يمتلك السيطرة على بيئته أو يفتقر إليها.^[7]

**مقارنة أنماط DISC الأربعة**
البند	D – Dominance (السيطرة)	I – Influence (التأثير)	S – Steadiness (الثبات)	C – Compliance (الالتزام / الدقة)
الدافع الأساسي	تحقيق النتائج والسيطرة	التفاعل الاجتماعي والتقدير	الأمان والاستقرار	الدقة والجودة
التركيز الرئيسي	الإنجاز والسرعة	الناس والعلاقات	التعاون والانسجام	القواعد والمعايير
أسلوب التواصل	مباشر – مختصر – حازم	ودود – متحمّس – متفائل	لطيف – متفهّم – هادئ	رسمي – دقيق – منطقي
نقطة القوة الأساسية	القيادة والحزم	الإقناع والعلاقات	الصبر والولاء	التحليل والانضباط
السرعة في العمل	سريع ومندفع	سريع ومتحمّس	متأنٍ وثابت	بطيء ومنهجي
طريقة اتخاذ القرار	سريعة وذاتية	عفوية ومبنية على الحدس	تشاورية ومتأنية	تحليلية ومنطقية
نقطة الضعف أو التحدي	قد يكون متسلّطًا أو غير صبور	قد يتشتّت أو يتجاهل التفاصيل	قد يتجنّب المواجهة	قد يبالغ في التحليل ويخاف الخطأ
ما يحتاجه في بيئة العمل	حرية، تحديات، نتائج واضحة	تفاعل، حماس، تقدير	استقرار، دعم، وضوح	نظام، معايير، تعليمات دقيقة
كيف يُحفَّز؟	الإنجاز والتفوّق	الاعتراف والتقدير	الثقة والأمان	الدقة والإتقان
كيف يُتعبه الآخرون؟	البطء أو النقاش الزائد	الجدية الزائدة	الصراع أو التغيير المفاجئ	الفوضى أو الغموض
نظرتهم إلى السيطرة	🟥 يحب السيطرة على القرارات والنتائج – يرى نفسه قائدًا طبيعيًا.	🟨 لا يهتم بالسيطرة، بل بالتأثير والإقناع.	🟩 يتجنّب السيطرة – يفضل التعاون والانسجام.	🟦 لا يسعى للسيطرة على الناس، بل للسيطرة على النظام والجودة والدقة.
ردّة الفعل تحت الضغط	يميل إلى فرض السيطرة بشكل أكبر، وقد يصبح حادًا أو متطلّبًا.	يحاول لفت الانتباه أو المزاح لتخفيف التوتر.	ينسحب أو يصمت لتجنّب الصراع.	يصبح أكثر نقدًا وتدقيقًا، أو يتجمّد خوفًا من الخطأ.
أفضل طريقة للتعامل معهم	كن مباشرًا وواضحًا، ركّز على النتائج، ولا تُضِع وقتهم بالتفاصيل.	استخدم أسلوبًا ودودًا ومتحمّسًا، وأظهر التقدير لإنجازاتهم.	كن هادئًا ومتفهّمًا، قدّم الدعم وأظهر الصبر والاستقرار.	قدّم معلومات دقيقة ومنظمة، تجنّب المفاجآت، وكن منطقيًا وواضحًا.
المهن الأنسب	الإدارة، ريادة الأعمال، المبيعات، التخطيط الاستراتيجي، التفاوض	العلاقات العامة، التسويق، خدمة العملاء، الإعلام، التدريب	الموارد البشرية، التعليم، الدعم الفني، التمريض، الأعمال الاجتماعية	المحاسبة، التحليل المالي، الهندسة، البحث العلمي، الجودة والقانون
القيمة التي يضيفها كل نمط للفريق	اتخاذ القرارات بسرعة، دفع الفريق لتحقيق الأهداف، القيادة والتوجيه.	خلق بيئة إيجابية، بناء العلاقات، تحفيز الآخرين، التواصل الفعّال.	الحفاظ على الاستقرار، تقديم الدعم، تعزيز التعاون، تقليل الصراعات.	ضمان الجودة، تحليل المعلومات بدقة، الالتزام بالمعايير، تفادي الأخطاء.

الاستخدامات

يشيع استخدام تقييم ديسك في عدة مجالات، من أبرزها:

إدارة الموارد البشرية: اختيار الموظفين وتطوير مهارات التواصل.
القيادة والإدارة: تحسين فهم القائد لأنماط موظفيه وتحسين التعاون.
تطوير الفرق: تعزيز الانسجام داخل الفريق وتقليل الصراعات.
الإرشاد المهني: مساعدة الأفراد على اختيار الوظائف التي تتناسب مع أسلوبهم السلوكي.
المبيعات وخدمة العملاء: فهم سلوك العملاء وتكييف أسلوب التواصل.

ويُستخدم تقييم ديسك في آلاف الشركات حول العالم، ويعد من أكثر أدوات التحليل السلوكي انتشارًا بجانب نماذج مثل MBTI. وتتوفر العديد من الإصدارات التجارية والبحثية للتقييم بلغات متعددة، ومن بينها اللغة العربية.

انظر أيضًا

المراجع

^ "تاريخ الديسك – اختبار ديسك". ryada.sa. مؤرشف من الأصل في 2018-09-10. اطلع عليه بتاريخ 2018-07-31.
^ Marston، William M. (1928). Emotions of Normal People. K. Paul, Trench, Trubner & Co. Ltd. ص. 405. مؤرشف من الأصل في 2016-10-29.
^ Beamish, G. (2005). How chief executives learn and what behavior factors distinguish them from other people. Industrial and Commercial Training, 37(3), 138–144.
^ Martinussen، Monica؛ Richardsen، Astrid M.؛ Vårum، Helge W. (5 أغسطس 2003). "Validation of an ipsative personality measure (DISCUS)". Scandinavian Journal of Psychology. ج. 42 ع. 5: 411–416. DOI:10.1111/1467-9450.00253. PMID:11771810.
^ Marston، William Moulton (1928). Emotions Of Normal People. Kegan Paul Trench Trubner And Company., Limited. ص. viii–x. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-07.
^ Marston، William M. (1928). Emotions of Normal People. K. Paul, Trench, Trubner & Co. Ltd. ص. 405.
^ Ahn, Rebecca (20 Nov 2023). "Knowing Yourself and the DiSC Profile". Careerminds (بالإنجليزية). Archived from the original on 2025-06-16. Retrieved 2024-08-26.

مراجع إضافية

Duck, J. (2006). "Making the connection: Improving virtual team performance through behavioral assessment profiling and behavioral cues". Developments in Business Simulation and Experiential Learning, 33, 358–9. Retrieved from https://absel-ojs-ttu.tdl.org/absel/index.php/absel/article/view/544

[1] "تاريخ الديسك – اختبار ديسك". ryada.sa. مؤرشف من الأصل في 2018-09-10. اطلع عليه بتاريخ 2018-07-31.

[Emotions_of_Normal_People-2] Marston، William M. (1928). Emotions of Normal People. K. Paul, Trench, Trubner & Co. Ltd. ص. 405. مؤرشف من الأصل في 2016-10-29.

[3] Beamish, G. (2005). How chief executives learn and what behavior factors distinguish them from other people. Industrial and Commercial Training, 37(3), 138–144.

[SJoP-2003-4] Martinussen، Monica؛ Richardsen، Astrid M.؛ Vårum، Helge W. (5 أغسطس 2003). "Validation of an ipsative personality measure (DISCUS)". Scandinavian Journal of Psychology. ج. 42 ع. 5: 411–416. DOI:10.1111/1467-9450.00253. PMID:11771810.

[5] Marston، William Moulton (1928). Emotions Of Normal People. Kegan Paul Trench Trubner And Company., Limited. ص. viii–x. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-07.

[مولد_تلقائيا1-6] Marston، William M. (1928). Emotions of Normal People. K. Paul, Trench, Trubner & Co. Ltd. ص. 405.

[7] Ahn, Rebecca (20 Nov 2023). "Knowing Yourself and the DiSC Profile". Careerminds (بالإنجليزية). Archived from the original on 2025-06-16. Retrieved 2024-08-26.

[1]

[2]

[3]

[4]

[5]

[6]

[7]