تاريخ جزر فوكلاند

يرجى إضافة قالب معلومات متعلّقة بموضوع المقالة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
خريطة جزر فوكلاند

يعود تاريخ جزر فوكلاند إلى خمسمئة عام على الأقل، مع أعمال الاستكشاف والاستعمار التي حدثت فقط في القرن الثامن عشر. مع ذلك، كانت جزر فوكلاند موضع جدل، لأنه كان قد طالب بهم كل من الفرنسيون والبريطانيون والإسبان والأرجنتينيون في مراحل مختلفة من تاريخها.

كانت الجزر غير مأهولة بالسكان عندما اكتشفها الأوروبيون. أنشأت فرنسا مستعمرةً على الجزر في عام 1764. في عام 1765، طالب قبطان بريطاني بالجزر لصالح بريطانيا. وصل في أوائل عام 1770 قائد إسباني من الأرجنتين برفقة خمسة سفن و1400 جندي ليُجبر البريطانيين على مغادرة ميناء إيغمونت. كانت بريطانيا وإسبانيا على وشك خوض حرب على الجزر، لكن الحكومة البريطانية قررت أن عليها سحب وجودها من العديد من المستوطنات الخارجية في عام 1774. كانت إسبانيا، التي تمتلك موقعًا عسكريًا في بويرتو سوليداد في شرق فوكلاند، تدير ذلك الموقع من مونتيفيديو حتى عام 1811 عندما اضطرت إلى الانسحاب بسبب الضغوط الناتجة عن حرب الاستقلال الإسبانية. في عام 1833، عاد البريطانيون إلى جزر فوكلاند. غزت الأرجنتين الجزر في 2 أبريل 1982. رد البريطانيون بقوة مشاة أجبرت الأرجنتينيين على الاستسلام.

قبل الاكتشاف الأوروبي[عدل]

عندما كان مستوى سطح البحر في العالم أقل في العصر الجليدي، كانت جزر فوكلاند على الأغلب جزءًا من البر الرئيسي لأمريكا الجنوبية. في حين كان يمكن للهنود الأمريكيين زيادة فوكلاند،[1][2] فإن الجزر كانت غير مأهولة بالسكان عندما اكتشفها الأوروبيون. تعتبر الاكتشافات الحديثة لرؤوس السهام في لافونيا (في النصف الجنوبي من فوكلاند الشرقية) إضافة إلى بقايا الزوارق الخشبية دليلًا على أن شعب الياغان في تييرا ديل فويغو يمكن أن يكونوا قد وصلوا إلى الجزر. لم يُعرف إن كانت هذه الدلائل من رحلات ذات اتجاه واحد، لكن لا يوجد دليل معروف على الهياكل أو الأبنية ما قبل الكولومبية. من ناحية ثانية، ليس مؤكدًا إن كان هذا الاكتشاف يسبق وصول الأوروبيين. أُنشئت محطة إرسالية للجمعية الباتاغونية التبشيرية على جزيرة كيبيل (قبالة الساحل الغربي في فوكلاند الغربية) في عام 1856. كان الهنود الياغانيون متواجدون في هذه المحطة منذ عام 1856 حتى عام 1898 وبالتالي قد يكون ذلك مصدر القطع الأثرية التي وُجدت.

يُعتبر وجود ذئب جزر فوكلاند، دوسيكون أوستاراليس، غالبًا دليلًا على الاحتلال ما قبل الأوروبي للجزر. لكن، دُحضت هذه الفرضية في عام 2009 عندما حدد تحليل الدنا أن أقرب أقرباء ذئب جزيرة فوكلاند الأحياء هو الذئب ذو العرف (كريسوسيون براكيوروس) –وهو حيوان من أمريكا الجنوبية يشبه الثعلب طويل الأرجل بشكل غير اعتيادي، وكان قد انفصل عنه منذ نحو 6.7 مليون عام.[3] يبدو أن سلالات الذئب ذو العرف وذئب جزر فوكلاند انفصلا في أمريكا الشمالية؛ لم تظهر الكلبيات في أمريكا الجنوبية إلا منذ نحو 3 ملايين عام في حدث جغرافي حيواني قديم يُدعى التبادل الحيوي الأمريكي العظيم، وفيه ارتبطت قارات شمال وجنوب أمريكا حديثًا من خلال تشكيل برزخ بنما. هذا يعني أنه من المحتمل أن ذئب جزر فوكلاند وصل إلى الجزر قبل الإنسان بوقت طويل.

لم يكن للجزر أشجار أصلية عند اكتشافها لكن يوجد بعض الأدلة الغامضة على التشجير في الماضي، والذي ربما حدث بسبب نقل الأخشاب بواسطة التيارات المحيطية من باتاغونيا. أُدخلت جميع الأشجار الحديثة على يد الأوروبيين.

الاكتشاف الأوروبي[عدل]

ظهر أرخبيل في منطقة جزر فوكلاند على الخرائط البرتغالية منذ أوائل القرن السادس عشر. أشار الباحثين بيبر وباسكو إلى احتمالية أن تكون قد أبصرت إحدى الرحلات الاستكشافية البرتغالية هذه الجزر، وذلك بناءً على وجود نسخة فرنسية من الخرائط البرتغالية منذ عام 1516.[4] تُظهر الخرائط العائدة لهذه الحقبة الجزر المعروفة باسم جزر سانسون في موقع من الممكن ترجمته على أنه جزر فوكلاند. تُنسب المشاهد إلى فرناندو ماجلان أو إستيبان جوميز من سان أنطونيو، أحد قادة الرحلة، وتتناسب جزر فوكلاند مع وصف تلك الجزر التي كانوا قد زاروها للتزود بالإمدادات. تُكذّب الرواية التي قدمها بيغافيتا مؤرخ رحلة ماجيلان نسب ذلك لأي من جوميز أو ماجيلان، وذلك لأنها تصف موقع الجزر بأنه قريب على ساحل باغاتونيا، وتصف أيضًا الرحلة التي تتبعت زيارة ساحل البر الرئيسي والجزر الواقعة بين خط عرض 49 درجة و51 درجة وتشير أيضًا إلى لقاء «العمالقة» (وصفهم بسانسون أو سامسون في سجله) والذي يُعتقد أنهم هنود التيهوليش.[5] على الرغم من الاعتراف بأن رواية بيغافيتا تثير الشكوك حول الادعاءات، فقد أكد المؤرخ الأرجنتيني لوري إتش. ديستيفاني بأنه من المحتمل أن سفينةً من رحلة ماجيلان اكتشفت الجزر مُشيرًا إلى صعوبة قياس خط الطول بدقة،[6] مما يعني أن الجزر التي وُصفت بأنها أقرب إلى الساحل يمكن أن تكون أبعد من ذلك. يرفض ديستيفاني نسب ذلك إلى جوميز لأن المسار الذي سلكه في عودته ليس بإمكانه تمرير السفن بالقرب من جزر فوكلاند.

يتحدث ديستيفاني أيضًا عن زيارة مبكرة لسفينة إسبانية غير معروفة إلى جزر فوكلاند، على الرغم من تكذيب استنتاجات ديستيفاني من قبل مؤلفين توصلوا إلى أن المشاهدات تُشير إلى قناة بيغل.[7]

عندما انفصل المستكشف الإنجليزي جون ديفيس، قائد سفينة ديزاير التي هي واحدة من السفن التابعة للرحلة الاستكشافية لتوماس كافينديش إلى العالم الجديد، عن كافينديش قبالة ساحل ما يُعرف حاليًا بجنوب الأرجنتين، قرر أن يتجه إلى مضيق ماجلان من أجل العثور على كافينديش. في 9 أغسطس، 1592، ضربت عاصفة شديدة سفينته، وانجرف ديفيس تحت الصواري العاريات، ولجأ إلى «بعض الجزر التي لم تُكتشف سابقًا». لم يكشف ديفيس عن خط عرض هذه الجزر، مشيرًا إلى أنها كانت على بعد 50 درجة (240 كيلومتر) من الساحل الباتاغوني (تبعد في الواقع 75 درجة، 360 كيلومتر).[8] بقيت الأخطاء الموضعية الناتجة عن مشكلة خطوط الطول مشكلةً حتى نهاية القرن التاسع عشر، وذلك عندما صُنع أول جهاز كرونوميتر دقيق لأول مرة،[9] على الرغم من أن ديستيفاني أكد على أن الخطأ هنا «كبير بشكل غير عادي».

في عام 1594، ربما كون قد زارهم القائد الإنجليزي ريتشارد هوكينز بسفينته التي تُدعى ذا دينتي، والذي دمج اسمه مع الملكة إليزابيث الأولى، «الملكة العذراء»، وأعطى مجموعة من الجزر اسم «Hawkins' Maidenland». مع ذلك، كان خط العرض الذي حُدد بعيدًا بنحو 3 درجات ويُسبب الوصف الذي قدمه للشاطئ (بما في ذلك رؤية الحرائق) الشك في اكتشافه.[10] يمكن أن تُعزى الأخطاء في قياس خطوط الطول إلى خطأ بسيط في قراءة مقياس مدرج مصلّب مقسم إلى دقائق يُفضي إلى أن قياس خط الطول يمكن أن يكون 50 درجة و48 دقيقة.[5] يمكن أن يُعزى وصف الحرائق إلى حرائق الخث الناجمة عن الصواعق، وهو أمر شائع في الجزر الخارجية من فوكلاند في شهر فبراير.[5] في عام 1925، حلل كنور أوبراين رحلة هوكنز واستنتج أن الأرض الوحيدة التي من الممكن أنه قد شاهدها هي جزيرة ستيبل جيسون.[5] أشارت المؤرخة البريطانية ماري كوكيل أيضًا إلى أن حقيقة أن نقد رواية اكتشاف هوكنز كُتب بعد تسع سنوات من الحدث يجب أن تُخفف من نقدها؛ اعتقل الإسبانيون هوكنز وقضى ثماني سنوات في السجن.[11]

في تاريخ 24 يناير 1600، زار الهولندي سيبالد دي فيرت جزر جيسون وسماهم جزر سيبالد (بالإسبانية: «Islas Sebaldinas» أو «Sebaldes»). بقي هذا الاسم قيد الاستخدام لجزر فوكلاند بأكملها لفترة طويلة، واستخدم ويليام دامبير اسم سيبيل دو وورد في تقاريره عن زياراته في عامي 1684 و1703،[12] بينما كان جيمس كوك ما يزال يشير إليها باسم جزر سيبالديني في سبعينيات القرن الثامن عشر.[13] كان خط الطول الذي قدمه دي فيرت (50 درجة و40 دقيقة) قريبًا بما يكفي ليُعتبر، لأول مرة وبدون شكوك، بأنه موقع جزر فوكلاند.[14]

أبحر القبطان الإنجليزي، قائد سفينة ويلفير جون سترونغ، بين الجزيرتين الرئيسيتين في عام 1690 وأطلق على القناة اسم «قناة فوكلاند» (فوكلاند ساوند حاليًا)، بعد أن موّل أنطوني كاري، فيسكونت فوكلاند الخامس (1656-1694)، باعتبار أنه كان مفوضًا للأميرالية، الرحلة الاستكشافية وأصبح فيما بعد اللورد الأول للأميرالية. أخذت مجموعة الجزر اسمها الجماعي من هذا المسطح المائي.

انظر أيضًا[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ G. Hattersley-Smith (يونيو 1983). "Fuegian Indians in the Falkland Islands". Polar Record. Cambridge University Press. ج. 21 ع. 135: 605–606. DOI:10.1017/S003224740002204X. مؤرشف من الأصل في 2016-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-01.
  2. ^ Buckland، Paul C.؛ Edwards، Kevin J. (1998). "Palaeoecological Evidence for Possible Pre-European Settlement in the Falkland Islands". Journal of Archaeological Science. Elsevier. ج. 25 ع. 6: 599–602. DOI:10.1006/jasc.1998.0297.
  3. ^ "New Clues To Extinct Falklands Wolf Mystery". EurekAlert. Science Daily. 3 نوفمبر 2009. مؤرشف من الأصل في 2020-10-09. اطلع عليه بتاريخ 2011-09-03.
  4. ^ "Archived copy" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2014-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2014-01-31.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link) Getting it right: the real history of the Falklands/Malvinas. A reply to the Argentine seminar of 3 December 2007 by Graham Pascoe and Peter Pepper © 2008
  5. ^ أ ب ت ث Mary Cawkell (2001). The History of the Falkland Islands. Nelson. ص. 15. ISBN:978-0-904614-55-8. مؤرشف من الأصل في 2020-09-28.
  6. ^ Laurio Hedelvio Destéfani (1982). The Malvinas, the South Georgias, and the South Sandwich Islands, the conflict with Britain. Edipress. ص. 41. ISBN:978-950-01-6904-2. مؤرشف من الأصل في 2020-11-25.
  7. ^ Destéfani, p.42
  8. ^ Laver, Roberto (2001). The Falklands/Malvinas Case. Martinus Nijhoff Publishers. ص. 240. ISBN:978-90-411-1534-8.
  9. ^ Brian Williams (1 أغسطس 2002). Latitude & Longitude. Black Rabbit Books. ص. 22–. ISBN:978-1-58340-209-2. مؤرشف من الأصل في 2020-11-25.
  10. ^ Goebel, Julius. La Pugna por las Islas Malvinas. Yale University Press. ص. 53.
  11. ^ Cawkell, p.14
  12. ^ William Funnell, A voyage round the world, London, 1707 نسخة محفوظة 29 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ John Rickman, Journal of Captain Cook's Last Voyage to the Pacific Ocean on Discovery, London, 1781 نسخة محفوظة 25 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Goebel, Julius. La Pugna por las Islas Malvinas. Yale University Press. ص. 59.