زابج

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

زابج (الإندونيسية: Sabak؛ الصينية: 阇婆 أو 闍婆 "She-bó"، "Shepo"؛ السنسكريتية: Javaka؛ اللاتينية: Jabad)، يُعتقد أنها كانت منطقة قديمة تقع جنوب الصين في مكان ما في جنوب شرق آسيا، بين مملكة شينلا (كمبوديا حاليًا) وجاوة. ربط العديد من المؤرخين هذه المملكة بسريفيجايا واعتقدوا أن موقعها كان في مكان ما في سومطرة أو جاوة أو شبه جزيرة ملايو.[1] يتوقع المؤرخون الإندونيسيون أن زابج مرتبط بمنطقة موارا ساباك الحالية، مصب نهر باتانغ هاري في منطقة وصاية شرق تانجونج جابونج، مقاطعة جمبي.[2] من الممكن أيضًا أن يكون موقع زابج في جاوة، وليس سريفيجايا لأن زابج يلاحظ أنها تابعة لسريفيجايا، وحجم زابج لا يتجاوز نصف حجم جزيرة تسمى رامني (سومطرة).[3](ص.30–31)

يتوقع صمويل بوخارت أن زابج هي جزيرة إياباديو كما ذكر بطليموس: "تقرأ (ἰαβαδίου)، وهي إيابا-ديو، أو جزيرة جاوة".[4] ويرى أن "إيابا ديو" تعني جزيرة الشعير، وكلمة "إيابا" (iaba) مبنية على الكلمة العربية "جباد" أو "عيباد"، والتي تعني عشبًا أو حبة شعير خاصة لتسمين الماشية.[4] ويقول بوخارت كذلك بأن التفسير الصحيح لإياباديو هو (νῆσος) (nesos، وتعني العديد من الجزر) وليس (νήσου) (nísou، جزيرة). في الطبعة الانتقادية لستيفان البيزنطي، يقول "أبراهام بيركليوس" بأن جزيرة إياباديو، كما قدمها بطليموس، هي "إيابا ديو"، أو جزيرة جاوة؛ ولايوجد عند الفرس والهنود من لا يعلم أن "ديو" تعني الجزيرة، و"إيابا" تعني العشب أو حبة الشعير.[5][6]

ومع ذلك، فإن موقعها الدقيق لا يزال محير بين العلماء. كما تم اقتراح مواقع محتملة أخرى مثل شمال بورنيو والفلبين.[7]

المصادر التاريخية[عدل]

المصدر الرئيسي لوجود مملكة الزابج هو البحار الفارسي سليمان التاجر السيرافي، في كتابه "رحلة السيرافي" الذي سجل فيه رحلته إلى الهند والصين وجزر الزابج في الفترة 851م. وفيما يلي مقتطفات من رحلة سليمان التاجر السيرافي:[8]

ثم نبتدى بذكر مدينة الزابج اذ كانت تحاذى بلاد الصّين وبينهما مسيرة شهر في البحر وأقلّ من ذلك اذا ساعدت الرّياح، وملكها يعرف بالمهراج، ويقال: أنّ تكسيرها تسعمائة فرسخ، وهذا الملك مملك على جزائر كثيرة يكون مقدار مسافة ملكه ألف فرسخ وأكثر، وفي مملكته جزيرة تعرف بسريرة تكسيرها على ما يذكرون أربعمائة فرسخ، وجزيرة أيضا تعرف بالرامى تكسيرها ثمانمائة فرسخ، فيها منابت البقّم والكافور وغيره، وفي مملكته جزيرة كله وهى المنصّف بين أراضى الصّين وأرض العرب وتكسيرها على ما يذكرون ثمانون فرسخا، وبكله مجمع الأمتعة من الأعواد والكافور والصّندل والعاج والرّصاص القلعي والأبنوس والبقّم والأفاويه كلها، وغير ذلك ممّا يتسع ويطول شرحه، والجهاز من عمان في هذا الوقت اليها، ومنها إلى عمان واقع، وأمر المهراج نافذ في هذه الجزائر، وجزيرته التي هو بها في غاية الخصب وعمارتها منتظمة.وذكر من يوثق بقوله: أن الديكة اذا غردت في الاسحار للأوقات كتغريدها عندنا تجاوبت إلى مائة فرسخ وما فوقها يجاوب بعضها بعضا لاتصال القرى وانتظامها، وانه لا مفاوز فيها، ولا خراب، وان المتنقل في بلادهم اذا سافر وركب الظهر سار إذا شاء، فإذا مل وكل الظهر نزل حيث شاء.

ومن عجيب ما بلغنا من أحاديث هذه الجزيرة المعروفة بالزابج أن ملكا من ملوكهم في قديم الأيام، وهو المهراج وقصره على ثلاج يأخذ من البحر، ومعنى الثلاج واد كدجلة مدينة السلام، والبصرة، يغلب عليه ماء البحر بالمد وينضب عنه الماء العذب بالجزر، ومنه غدير صغير يلاصق قصر الملك، فإذا كان في صبيحة كل يوم دخل قهرمان الملك ومعه لبنة قد سبكها من ذهب فيها أمنا، قد خفى عني مبلغها، فيطرحها بين يدي الملك في ذلك الغدير، فإذا كان المد علاها وما كان مجتمعا معها من أمثالها غمرها، فإذا كان الجزر نضب عنها فأظهرها فلاحت في الشمس، والملك مطلع عليها عند جلوسه في المجلس المطل عليها، فلا تزال تلك حالة يطرح في كل يوم في ذلك الغدير لبنة من ذهب ما عاش ذلك الملك من الزمان لا يمس شيء، منه فاذا مات الملك أخرجها القائم من بعده كلها فلم يدع منها شيئا، وأحصيت ثم أذيبت وفرقت على أهل بيت المملكة رجالهم ونسائهم وأولادهم وقوادهم وخدمهم على قدر منازلهم ورسوم لهم في كل صنف منهم، فما فضل بعد ذلك فض على أهل المسكنة والضعف، ثم دون عدد اللبن الذهب ووزنه، وقيل ان فلانا ملك من الزمان كذا وكذا سنة، وخلف من لبن الذهب في غدير الملوك كذا وكذا لبنة، وانها فرقت بعد وفاته في أهل مملكته، فالفخر عندهم لمن امتدت أيام ملكه وزاد عدد اللبن الذهب في تركته.

وذكر إسحاق بن الحسين المنجم في كتابه آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان:[9]

[مدينة الزابج في الهند]

وهي مدينة عظيمة، وعليها سور ولها أربعة أبواب، وملكهم يعمر مدينة يقال لها ملجمان، وهي مدينة الزابج، على مسيرة عشرين يوما. وهم يحاربون الزبج ويعرف ببلاد الذهب، وبها جبال فيها معادن الذهب والرصاص، ومنها يحمل الرصاص إلى البلاد. ولهم دنانير يتعاملون بها، وعلى الدنانير صورة الملك، وأهلها يشبهون الترك، إلّا أنهم سمر طوال، وعندهم القرنفل والجوز وأنواع الصندل وشحم الطيب.

وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية:[10]

وَفِيهِ هناك جزائر الزابج وَعَلَى سَوَاحِلِهِ خَرَابٌ كَثِيرٌ ثُمَّ يَمْتَدُّ شَرْقًا وَشَمَالًا حَتَّى يَتَّصِلَ بِبَحْرِ الصِّينِ وَالْهِنْدِ ثُمَّ يَمْتَدُّ شَرْقًا حَتَّى يُسَامِتَ نِهَايَةَ الْأَرْضِ الشَّرْقِيَّةِ الْمَكْشُوفَةِ. وَهُنَاكَ بِلَادُ الصِّينِ.

وذكر في كتاب حدود العالم من المشرق إلى المغرب لمؤلف مجهول :[11]

القول في بلاد الزابج ومدنها

بلاد غربيها وبعض جنوبيها بلاد الزنج؛ وشماليها بحر؛ أما ما بقي فكله مفازة الجنوب. أهلها كالزنوج لكنهم نصف عراة، يسمون ملكهم منحب ، وهم دائما في حرب مع الزنج. وفي جبالها توجد أشجار الكافور. وبها أفاع يقال إن إحداها تبتلع الإنسان والجاموس والفيل مرة واحدة. وفيها قليل من المسلمين والتجار.

وذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان:[12]

الزَّابجُ: بعد الألف باء موحدة تفتح وتكسر، وآخره جيم: هي جزيرة في أقصى بلاد الهند وراء بحر هركند في حدود الصين، وقيل: هي بلاد الزنج، وبها سكّان شبه الآدميّين إلّا أن أخلاقهم بالوحش أشبه، وبها نسناس لهم أجنحة كأجنحة الخفافيش، وقد ذكر عنها عجائب دوّنها الناس في كتبهم، وبها فأر المسك والزّباد دابة شبه الهرّ، يجلب منها الزباد، والذي بلغني من جهة المسافرين إلى تلك النواحي أن الزباد عرق دابّة إذا حمي الحرّ عليها عرقت الزباد فجرد عنها بالسكين، والله أعلم.

أسطورة مهراجا الزابج[عدل]

ذكر أبو عبيد البكري في كتابه المسالك والممالك:[13]

ومن طريف أخبارهم أن ملكا من ملوك قمار ولي هذا الصقع الذي يضاف العود القماري إليه- وهو شاطئ بحر وجبال لا جزيرة له، وهم يجتنبون كثيرا من القاذورات مثل الزناء وغيره ويتشبهون كثيرا من خلق الإسلام، وهذه المملكة موازية لمملكة المهراج صاحب الجزائر، وبين موضع ملك صاحب قمار والبحر مسيرة يوم- فتذوكر عنده يوما عظم مملكة المهراج وجلالها. فقال لوزيره: في نفسي شهوة أحب بلوغها، وكان حدثا متسرعا. فقال:ما هي؟ فقال: كنت أحب أن أرى رأس المهراج بين يدي. فعلم الوزير أن الحسد أثار ذلك الفكر في نفسه، فأنكر الوزير ما سمع منه وقال: إنه لم يتقدم منا ومنهم خلاف ولا ترة ولا رأى فريق منا ومنهم سوءا من الآخر، وينبغي أن لا يعيد الملك هذا القول ولا يأخذ فيه مع أحد. وبين موضع مملكة المهراج ومملكة قمار نحو عشرة أيام في البحر. فلم يسمع منه وأذاع ذلك في قواده حتى اتصل بصاحب المهراج وكان جزلا محنكا. فأمر بإعداد ألف مركب بآلتها وتجهيزها بأكمل السلاح وأهل العناء والنجدة بما تحمله كل مركب فيها، وأشاع أنه يريد التنزه في جزائر مملكته وكتب إلى ملوك الجزائر بما عزم عليه من زيارتهم وأمر بتلقيه محتفلين ليرهب من والاه. فلما استتمت أموره دخل المراكب فعمد إلى قمار واتصل بدار مملكة صاحبها، وله نهر يصب في البحر، فصير فيه رجاله فأتوه على حال غرة وأحدقوا به، فاحتوى على مملكته وأمر مناديا أن ينادي بالأمان في الناس، وقعد على سرير المملكة وقد أخذ صاحب السرير أسيرا. فأحضره وأحضر وزيره وقرره على تمنيته، فلم يجد جوابا. فقال له المهراج: أما إنك لو تمنيت [مع ما تمنيته من إباحة أرضي وملكها لاستعملت ذلك فيك، لكنك تمنيت شيئا بعينه فأنا فاعله بك] لتكون عظة لمن بعدك. وضرب عنقه وجعله في طست بين يديه وقال للوزير: جزيت من وزير خيرا، فانظر من يصلح للملك بعد هذا الجاهل فأقمه مقامه. وانصرف راجعا إلى بلاده من غير أن يمد هو أو أحد من أصحابه [يده] إلى شيء مما كان في بلاده وحمل الرأس معه. فلما قعد في مملكته وعلى سريره على غدير لبن الذهب وضع الرأس بين يديه في طست ودعا وجوه أهل مملكته وأخبرهم خبره. ثم أمر بالرأس فغسل وطيب ووجه به إلى الملك القائم بمدينة قمار وكتب إليه: إنما حملنا على ما فعلنا بصاحبك بغيه علينا، وقد بلغنا منه ما أردنا ورأينا رد رأسه إليك إذ لا درك لنا في حبسه والسلام. واتصل الخبر بالملوك فعظم المهراج في أعينهم، وصارت بعد ذلك ملوك قمار تقوم بوجوهها كل صباح [نحو] بلاد الزابج فتسجد تعظيما للمهراج.

الموقع[عدل]

سريفيجايا[عدل]

يعرّف العديد من المؤرخين بأن الزابج هي سريفيجايا، وهي إمبراطورية مركزها سومطرة. الزابج هي الكلمة العربية لسومطرة وجاوا، وتتوافق تقريبًا مع سريفيجايا.[1] وقد نشر الباحث الفرنسي "جورج كوديس" اكتشافاته وتفسيراته في الصحف الناطقة بالهولندية والإندونيسية.[14] وأشار "كوديس" إلى أن الإشارات الصينية إلى "سانفوجي" (Sanfoqi) أو "سانفوتسي" (Sanfotsi)، كانت تُقرأ سابقًا باسم"سريبهوجا" (Sribhoja)، وتشير النقوش باللغة الملايو القديمة إلى نفس الإمبراطورية.[15] وهذا يتناقض مع رأي موليانا ولومبارد، اللذان حددا سانفوتسي وسانفوجي باسم سريفيجايا/سومطرة، على عكس جاوة.[16][17]

مراجع[عدل]

  1. ^ أ ب St Julian, James (مارس 2014). The tale of the Khmer king and the Maharaja of Zabag. ج. 48. ص. 59–63. مؤرشف من الأصل في 2023-11-17. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  2. ^ Slamet Muljana (2006). Sriwijaya (بالإندونيسية). PT LKiS Pelangi Aksara. pp. 114–116. ISBN:9789798451621. Archived from the original on 2023-04-06.
  3. ^ Nugroho، Irawan Djoko (2011). Majapahit Peradaban Maritim. Suluh Nuswantara Bakti. ISBN:9786029346008.
  4. ^ أ ب Bochart, Samuel (1692). Samuelis Bocharti Geographia sacra, seu Phaleg et Canaan: cui accedunt variæ dissertationes philologicæ, geographicæ, theologicæ &c. Antehac ineditæ, ut et tabulæ geographicæ et indices, longè quam ante luculentiores & locupletiores (باللاتينية). apud Cornelium Boutesteyn, & Jordanum Luchtmans. Archived from the original on 2023-11-08.
  5. ^ Byzantinus, Stephanus (1825). Stephanus Byzantinus cum annotationibus L. Holstenii, A. Berkelii et Th. de Pinedo: 3 (باللاتينية). Kühn. Archived from the original on 2023-04-06.
  6. ^ Johann Karl Eduard Buschmann to Wilhelm von Humboldt, March 28, 1833. In: Wilhelm von Humboldt: Online Edition of Linguistic Correspondence. Berlin. Version of 10/18/2021. URL: https://wvh-briefe.bbaw.de/291 نسخة محفوظة 2024-02-20 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ The Medieval Geography of Sanfotsi and Zabag نسخة محفوظة 2023-04-05 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ كتاب رحلة السيرافى - السيرافي ص66-67 نسخة محفوظة 2024-02-21 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ كتاب آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان - إسحاق بن الحسين المنجم ص120 نسخة محفوظة 2024-02-21 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ ابن كثير الدمشقي (1982)، البداية والنهاية، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ج. 1، ص. 25، OCLC:28144426، QID:Q114679727
  11. ^ حدود العالم من المشرق الى المغرب ص202 نسخة محفوظة 2024-02-21 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ ياقوت الحموي (1977)، معجم البلدان (ط. 1)، بيروت: دار صادر، ج. 3، ص. 124، OCLC:1014032934، QID:Q114913343
  13. ^ أبو عبيد الله البكري (1992)، المسالك والممالك، بيروت: دار الغرب الإسلامي، ج. 1، ص. 252-253، OCLC:32650380، QID:Q120885797
  14. ^ Taylor، Jean Gelman (2003). Indonesia: Peoples and Histories. New Haven and London: Yale University Press. ص. 8–9. ISBN:0-300-10518-5.
  15. ^ Krom، N.J. (1938). "Het Hindoe-tijdperk". في F.W. Stapel (المحرر). Geschiedenis van Nederlandsch Indië. Amsterdam: N.V. U.M. Joost van den Vondel. vol. I p. 149.
  16. ^ Mulyana، Slamet (1960). Sriwijaya. Ende-Flores N.T.T.: Pertjetakan Arnolus.
  17. ^ Lombard، Denys (1990). Le carrefour javanais. Essai d'histoire globale (The Javanese Crossroads: Towards a Global History) vol. 2. Paris: Éditions de l'École des Hautes Études en Sciences Sociales.