انتقل إلى المحتوى

مستخدم:EmmaLucaK/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هو الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد، تلقى دروس المرحلة الابتدائية والثانوية في صلالة، حيث أشرف على تعليمه أ. حفيظ بن سالم الغساني (لاحقًا أصبح مستشاره الصحفي) مدير المدرسة السعيدية التي تركها في سبتمبر من عام 1958، بعد أن قرّر والده إرساله إلى المملكة المتحدة حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة سافوك، ثم التحق في عام 1379هـ الموافق 1960م بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خلالها العلوم العسكرية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري.

بعدها عاد إلى المملكة المتحدة حيث تلقى تدريباً في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، ثم هيأ له والده الفرصة التي شكلت جزءاً من اتجاهه بعد ذلك فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر زار خلالها العديد من دول العالم، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م حيث أقام في مدينة صلالة. على امتداد السنوات الست التالية التي تلت عودته، تعمق السلطان قابوس في دراسة الدين الإسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة سلطنة عُمان دولة وشعباً على مر العصور وقد أشار في أحد أحاديثه إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الإسلامي وتاريخ وثقافة عُمان كان لها الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العُماني والإنسانية عموماً. كما أنه استفاد كثيراً من التعليم الغربي الذي تلقاه وخضع لحياة الجندية ولنظام العسكرية في المملكة المتحدة، ثم كانت لديه الفرصة في السنوات التي تلت عودته إلى صلالة لقراءة الكثير من الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من المفكرين الذين شكلوا فكر العالم.

تولي الحكم

[عدل]

تسلم السلطان قابوس مقاليد حكم سلطنة عُمان في 23 يوليو 1970م إثر انقلاب أبيض على والده السلطان سعيد بن تيمور، وأُطيح بوالده في انقلاب قاده أنصار ابنه قابوس في 23 يوليو 1970 وخُلع من الحكم ونصب قابوس سلطاناً، وعاش والده بعدها في المنفى بلندن إلى أن توفي في 19 أكتوبر 1972 ودفن في مقبرة بروكود. وقد سمي هذا اليوم بيوم النهضة المباركة. وامتدت فترة حكم السلطان قابوس ما يقرب من 50 عاماً من 23 يوليو 1970 وحتى وفاته في 10 يناير 2020 م، وتولى بعده الحكم ابن عمه السلطان هيثم بن طارق .

إنجازاته

[عدل]

بدأت سلطنة عمان منذ بداية عهده بالتصدير التجاري للنفط والذي اكتشف بكميات تجارية عام 1968 وشهدت البلاد انتعاشاً اقتصادياً مع بداية حكمه، قسم برنامجه السياسي إلى مشاريع تنمية وطنية لكل خمس سنوات أسماها بالخطط الخمسية، عام 1975 قضى على الثورة الاشتراكية في محافظة ظفار التي استمرت عشر سنين، السلطان قابوس هو ناقل البلاد من الحكم القبلي التقليدي إلى الحكم النظامي الديمقراطي، وأنشأ المجلس الاستشاري للدولة وبعد عدة أعوام استبدله بمجلس الشورى يمثل أعضاؤه جميع الأقاليم، وهو مجلس استشاري تشرف عليه هيئة أعلى تنفيذية تُعرف بمجلس عمان.

الخارجية

[عدل]

تتلخّص أهم إنجازات السلطان قابوس في أنه أسس حكومة على النظام الديمقراطي، فبدأ بتكوين سُلطة تنفيذية مؤلفة من جهاز إداري يشمل مجلس الوزراء والوزارات المختلفة، إضافة إلى الدوائر الإدارية والفنية والمجالس المتخصصة ومن أولى الوزارات التي أسَّسها السلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم مباشرة وزارة الخارجية. فقد أسسها بعد فترة قصيرة من توليه الحكم عام 1970م محققاً بذلك روابط وصلات بالعالم الخارجي مبنية على أسس مدروسة وبعد عام واحد من توليه عام 1970م انضمت عُمان إلى جامعة الدول العربية وقد أوضح السلطان قابوس الخطوط الرئيسية لسياسته الخارجية وذكر أنها مبنية على حسن الجوار مع جيرانه وأشقائه وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وتدعيم علاقات عُمان معهم جميعاً وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية ومناصرتها في كل المجالات وأوضح بأنه يؤمن بالحياد الإيجابي ويناصره وقام بإرسال بعثات دبلوماسية تمثل عُمان في أغلب أقطار العالم، كما فتح أبواب عُمان أمام البعثات الأجنبية وأنشئت فيها القنصليات والسفارات والهيئات الدولية والإقليمية، حققت سياسة السلطان قابوس الإستقرار والأمن وهما الدعامتان الأساسيتان لبناء السلطنة ولتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.

الداخلية

[عدل]

بعد أن أمن السلطان قابوس سياسته الخارجية وأقام علاقات ودية مع كل أقطار العالم اتجه إلى الجبهة الداخلية وعمل على رفعتها وقد شهدت عُمان خلال عهده نهضة سريعة في سائر المجالات، ففي مجال التعليم أنشأ المدارس في كل أرجاء البلاد وجعلها للجنسين، البنين والبنات. وفي المجال الصحي، أمر بإنشاء أعداد كبيرة من المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية في كل أرجاء عُمان وأمدها بكل احتياجاتها من أطباء ومعدات وأدوات وأدوية وأمن بذلك صحة العُمانيين في المدن والقرى والأرياف على حد سواء، أما في المجال الصناعي فقد وسع إنتاج البترول وطوره فانتشرت مصانع تكرير النفط في البلاد، إضافة إلى مصانع الإسمنت ومصانع تعليب الأسماك والتمور وغير ذلك من المنتجات. وشجع السلطان قابوس المزارعين وعمل على تطوير طرق الزراعة ونقلها من الطرق التقليدية القديمة إلى الطرق الحديثة التي تعتمد على الآلات والمعدات الحديثة، لا على المجهود الإنساني فقط وقد قدَّم ولا يزال يقدم المساعدات السخية للمزارعين ليتمكنوا من استغلال الأرض واستثمارها ليتحقق لعُمان الاستقلال الغذائي، فأصبحت البلاد تنتج كل ما تحتاجه من غذاء، من قمح وخضراوات وفواكه وغيرها ويصدر ما يفيض عن حاجتها طازجاً أو بعد تعليبه إلى البلدان المجاورة وازدهرت التجارة في عهد السلطان قابوس في المجالين الداخلي والخارجي وارتبط ازدهار التجارة بتطور المواصلات التي تنقل المنتجات الزراعية من مناطق الإنتاج إلى سائر أرجاء عُمان وإلى الخارج كما تقوم وسائل المواصلات بنقل المنتجات الصناعية من وإلى الدول المجاورة وبقية الأقطار الآسيوية والإفريقية والغربية خاصة إنجلترا وفرنسا وأمريكا.

وارتبطت عُمان بشبكة من المواصلات البرية والبحرية، كما تم إنشاء موانئ بحرية وجوية للاتصالات الداخلية والخارجية وتم افتتاح ميناءين كبيرين هما ميناء السلطان قابوس في مطرح وميناء ريسوت في المنطقة الجنوبية وفي عام 1981م انضمت عُمان إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحقق السلطان قابوس بذلك تعاون بلاده مع بقية دول الخليج العربي في المجال الدفاعي المشترك وفي تحقيق المشاريع الاقتصادية المختلفة وتعيش عُمان اليوم فترة ازدهار وأمان وبناء متصل تحت قيادة السلطان قابوس وتعد عُمان من أكثر الدول استقراراً وأمناً في العالم.

اهتماماته وهواياته

[عدل]

لعل اهتمام السلطان قابوس بدفع عُمان إلى حالة متقدمة من المعاصرة مع الإبقاء على الأصالة العُمانية التقليدية بحيث لا تفقد عُمان هويتها وفي إطار ذلك يكون اهتمام قابوس بالثقافة هو الشيء الأبرز والذي ترك آثاره الواضحة في عُمان فبفضل قراره أصبح لدى السلطنة جامعة السلطان قابوس، وللسلطان قابوس اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة، حيث يظهر ذلك في الدعم الكبير والمستمر للعديد من المشروعات الثقافية وبشكل شخصي ومحلياً وعربياً ودولياً، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية. من أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية ودعم مشروعات تحفيظ القرآن سواء في السلطنة أو في عدد من الدول العربية وكذلك بعض مشروعات جـامعة جامعة الأزهر وجامعة الخليج وعدد من الجامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن ( جائزة السلطان قابوس لصون البيئة ) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو ودعم مشروع دراسة طريق الحرير والنمر العربي والمها العربي وغيرها.