المعاهدة البيزنطية والبندقية لعام 1268

الإمبراطورية البيزنطية المستعادة لميخائيل الثامن باليولوجو، وجيرانها في 1265 (وليام ر. شيبرد، أطلس تاريخي، 1911).

أ ُبرمت المعاهدة البيزنطية-البندقية فى عام1268 اتفاقاً بين الأمبراطورية البيزنطية و جمهورية البندقية ينص على إيقاف مؤقت للأعمال العدائية والقتالية بين الدولتين، والتى اندلعت بعد استعادة البيزنطية من القسطنطينية من قِبل الأمبراطور مايكل الثامن باليولوجوس.

وكانت وقتها البندقية تتمتع بموقع متميز فى الأمبراطورية اللاتينية والتى كانت وقتها حينها القسطنطينية , وقد تحالف باليولوجوس مع المنافس التجارى الرئيسى لمدينة البندقية ، وكانت ايضاً جمهورية جنوة ضدهم . وكانت خسارة القسطنطينية بمثابة ضربة قاضية لباليولوج وذلك بسبب أهمية موقع فينيسيا السياسى و التجارى فى الشرق؛ حيث بذلك يكون قد تم قطع الوصول إلى البحر الأسود ، وأعطت جنوة ميزة الاتصال بدلاً منها واستمرت الحرب البحرية بين جنوة وبيزنطة؛ وبالرغم من انتصار فينسيا فى المعركة فى عام 1263 ولكن أخفق فى الوصول إلى نتائج حاسمة. ومع ذلك أصبح باليولوج غير راضٍ عن الأداء العسكرى لجنوة وتوطدت العلاقة بين الحليفان؛ مما أدى إلى سعى الإمبراطور البيزنطى في التقرب مع البندقية.

أ ُبرمت أول معاهدة فى عام 1265 ولكن لم يتم التصديق عليها من قِبل البندقية .

وأخيراً ظهر تشارلو انجلو فى إيطاليا وطموحاته المهيمنة فى المنطقة - التى هددت كلاً من البندقية وبيزنطة - وكانت بمثابة حافزاً إضافياً لكلتا السلطتين وذلك من أجل السعى إلى إقامة واستقرار .

وأ ُبرمت معاهدة جديدة فى أبريل 1268 بشروط أثر ملائمة للبيزنطيين. ونصت على هدنة متبادلة مدتها خمس سنوات والإفراج عن السجناء واعادة تنظيم التجار فى الأمبراطورية والبندقية؛ كما أنه تم تعديل العديد من الامتيازات التجارية التى كانت تتمتع بها سابقاً ولكن بشروط بها فائدة أقل للبندقية حيث كان باليولوج على استعداد تام للتنازل فى عام 1265 .كما أ ُجبر البيزنطيون على الإعتراف بامتلاك البندقية لجزيرة كيريت وغيرها من المناطق التى استولت عليها بعد الحملة الصليبية الرابعة ولكنها نجحت فى تجنب  خلاف كامل مع جنوة بينما زال لفترة وجيزة من الوقت تهديد أسطول البندقية الذى كان يساعد تشارلز انجلو فى خططه للاستيلاء على القسطنطينية .

مرجعية

فى أعقاب سلب ونهب القسطنطينية من قِبل الحملة الصليبية الرابعة فى عام 1204 ، نالت جمهورية البندقية والتى قد مدت بدورها الصلبيين بأسطولهم ، العديد من غنائم الأمبراطورية البيزنطية الساقطة: ثلاثة أرباع العاصمة البيزنطية ،والعديد من المستعمرات ذات الموقع الاستراتيجى ، بما فى ذلك جزيرة كيريت وكان لنتيجة هذا الحدث فتح البحر الأحم أمام تجارة البندقية، فى حين أنه كفل للبندقية مكانة و تأثير فى جميع أنحاء الإمبراطورية اللاتينية ،وحصلت على هيمنتها التجارية القديمة بين المنافسين والجمهوريات الإيطالية البحرية وجنوة .

العلاقات البيزنطية - البندقية – جنوة بعد عام 1261

استرداد القسطنطسنية على يد الأمبراطور مايكل الثامن فى عام 1261، وإعادة تأسيس الأمبراطورية البيزنطية فى عهد أسرة باليولوجوس كانت بمثابة ضربة قوية لموقف ومصالح البندقية علاوة على ذلك لم يمنح هذا الأتفاق جنوة امتيازات كبيرة فحسب؛ بل أسند لها ملكيات الممتلكات الفينيسية فى القسطنطينية مما هدد بإستبعاد الفنيسيين من تجارة البحر الأسود.

فى البداية دعمت البندقية الامبراطور اللاتينى المنفى بالدولين الثانى فى تشكيل حملة صليبية جديدة وذلك لإستعادة عرشه ومن هنا عملت دبلوماسية البندقية على ربط المشاريع اللاتينية وذلك من أجل استعادة العاصمة ،وعلى ذكر كلام دينوجينا كوبلس تم منع البندقية من قِبل منافسيها من البحر الأحمر والأسود والقسطنطينية ، واتبعت البندقية استراتيجية ذات شقين وذلك عن طريق استخدام الباباوية والحصول على مساعدة من القوى الغربية الأخرى مثل مانفريد من صقلية، أيضاً لم يجد النشاط البحرى لمدينة البندقية أى نتائج ملموسة، وفى صيف 1262 طلب الفينيسيون اسطولاً فى بحر إيجهة حيث قابل أسطول جنوة المكون من ستين سفينة فى تسالونيكى ولكنهم رفضو الاشتباك، ومن ثم واجه غزو أسطورى من قِبل النبلاء المتحالفة مع فينيسيا فى بحر مرمرة وبالفعل قد هُزم من غزو بيزنطية –جنوة.

وفى عام 1263 انتهت معركة سيتبوزى بانتصار واضح على مدينة جنوة، مما أدى الى اضمحلال قيمة التحالف فى أعين باليولوجوس، والذى كان أيضاً منزعجاً بدوره من قباطنة جنوة وذلك بسبب رغبتهم فى الهجوم من أجل الغنائم بدلاً من إمداد قواته التى تقاتل فى موريا، وبعد فترة وجيزة من معركة مايكل الثامن رفض مساعدة ستين سفينة من جنوة وهكذا أهتزت الثقة بين كلا الجانبين بشكل متزايد .وبدأ مايكل فى تأخير الإمدادات لأطقم سفن جنوة، وقد تفاقمت المشاكل بين البيزنطيين وجنوة أكثر فى عام 1264.