انتقل إلى المحتوى

لجأة المستنقعات: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 74: سطر 74:


=== الحركة ===
=== الحركة ===
[[ملف:Bog turtle sunning.jpg|تصغير|يمين|لجأة مستنقعات شابّة تستدفأ تحت أشعة الشمس]]
[[ملف:Bog turtle sunning.jpg|تصغير|يمين|لجأة مستنقعات يافعة تستدفأ تحت أشعة الشمس.]]
تتحرك لجأة المستنقعات حركة بطيئة جداً، وغالباً ما تكون تستدفأ تحت أشعة الشمس وتنتظر فريستها. وتخف حيوية لجآت المستنقعات في الأيام المشمسة، وتنشط عادة بعد هطول الأمطار.<ref name=ernst265>{{Harvnb|Ernst|2009|p=265}}</ref> وقد رصدت عدّة دراسات مختلفة معدلات مختلفة لحركة لجآت المستنقعات؛ حيث تتفاوت الحركة عند الذكور من 2.1 إلى 23 متر، ومن 1.1 إلى 18 عند الإناث.<ref>{{Harvnb|Ernst|2009|pp=266–267}}</ref> إن لجآت المستنقعات مستعدة للهجرة إلى مسافات طويلة للعثور على موطن جديد إذا أصبح وطنها غير ملائم لها.
حركة لجأة المستنقعات شديدة البطء، وغالبًا ما تمضي نهارها تستدفأ تحت أشعة الشمس بانتظار فريستها. وتخف حيوية لجآت المستنقعات في الأيام المشمسة، وتنشط عادة بعد هطول الأمطار.<ref name=ernst265>{{Harvnb|Ernst|2009|p=265}}</ref> وقد رصدت عدّة دراسات مختلفة معدلات مختلفة لحركة لجآت المستنقعات؛ حيث تتفاوت الحركة عند الذكور من 2.1 إلى 23 متر (بين 6.9 إلى 75 قدمًا)، ومن 1.1 إلى 18 مترًا (بين 3.6 إلى 59 قدمًا) عند الإناث.<ref>{{Harvnb|Ernst|2009|pp=266–267}}</ref> يُعدّ كلا الجنسين قادر على تحديد موقع موطنه الأصلي بحال أطلق سراحه على بعد 0.8 كيلومترات (0.50 ميلاً) من موقع أسره.<ref name=ernst267/> تهاجر لجآت المستنقعات مسافات طويلة بحثًا عن موئل جديد بحال أصبح موئلها القديم غير مؤاتٍ لها. تنشط هذه اللجآت خلال الربيع بشكل أكبر من أي موسم آخر، وتميل الذكور لأن تكون أكثر نشاطًا من الإناث خلال هذه الفترة، إذ أنها تهاجر لمسافات أبعد، وتدافع عن حدود حوزها. أظهرت الدراسات أن ذكور لجآت المستنقعات تهاجر بعيدًا عن موئلها بمسافة 87 مترًا (285 قدمًا)، والإناث بمسافة 260 مترًا (850 قدمًا).<ref name="Lovich92">{{Cite journal | doi = 10.2307/1446649 | last = Lovich | first = J. E. | last2 = Herman | first2 = D. W. | last3 = Fahey | first3 = K. M. | title = Seasonal activity and movements of bog turtles (''Clemmys muhlenbergii'') in North Carolina | journal = Copeia | volume = 1992 | issue = 4 | pages = 1107–1111 | year = 1992 | id = {{JSTOR|1446649}} | jstor = 1446649 }}</ref> يتراوح حجم موئل هذه الزواحف في ولاية [[ماريلاند]] بين 0.0030 هكتارًا (0.0074 فدانًا) و 3.1 هكتار (7.7 فدانات)، ويختلف هذا باختلاف المنطقة والسنة.<ref name="Morrow01">{{Cite journal | doi = 10.2307/1566025 | last = Morrow | first = J. L. | last2 = Howard | first2 = J. H. | last3 = Smith | first3 = S. A. | last4 = Poppel | first4 = D. K. | title = Home range and movements of the bog turtle (''Clemmys muhlenbergii'') in Maryland | journal = Journal of Herpetology | volume = 35 | issue = 1 | pages = 68–73 | year = 2001 | id = {{JSTOR|1566025}} | jstor = 1566025 }}</ref>


=== دورة الحياة ===
=== دورة الحياة ===

نسخة 22:08، 18 أغسطس 2011

اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف

لُجأة المستنقعات

حالة الحفظ

أنواع مهددة بالانقراض (خطر انقراض أقصى) [1]
المرتبة التصنيفية نوع[2]  تعديل قيمة خاصية (P105) في ويكي بيانات
التصنيف العلمي
النطاق: حقيقيات النوى
المملكة: الحيوانات
الشعبة: الحبليات
الطائفة: الزواحف
الفصيلة: السلحفيات
الجنس: اللجآت المنقشة [الإنجليزية]
النوع: لُجأة المستنقعات
الاسم العلمي
Glyptemys muhlenbergii [2]
يوهان دايڤيد شوپف، 1801
موطن لجآت المستنقعات في أمريكا الشمالية.

لُجأة المستنقعات أو لجأة الأبواغ هي إحدى أنواع السلاحف التي تستوطن أمريكا الشمالية. وهي أصغر السلاحف في أمريكا الشمالية حجمًا حيث يبلغ طولها 10 سنتمرات إذا اكتمل نموّها. على الرغم أن لجآت المستنقعات تشبه اللجآت المرقطة واللجآت المطلية؛ إلا أنّها أقرب إلى لجآت الغياض [الإنجليزية] - الكبيرة نسبيًا -. يمكن العثور على لجآت المستنقعات من ولاية فيرمونت في الشمال إلى ولاية جورجيا في الجنوب، وغربا إلى ولاية أوهايو. تقتات لجآت المستنقعات بشكل رئيسي على اللافقاريات الصغيرة.

يصل معدل وزن لجآت المستنقعات البالغة إلى 110 غرامات (3.9 أونصات)، وهي كائنات بنية الجلد والترس، وهذا أكثر أنماطها شيوعًا، ولها بقعة برتقالية مميزة على كل جهة من عنقها. تُعد لجآت المستنقعات حيوانات مهددة بالانقراض على المستوى الوطني، وهي تحظى بحماية كاملة وفق ما نص عليه قانون حماية الأنواع المهددة الأمريكي. أدّى توسّع نطاق النباتات غير البلدية الغازية، بالإضافة لمشاريع التنمية، أدّى إلى تقليص حجم موطن هذه اللجآت، الأمر الذي كان له أثر كبير في تراجع أعدادها. من أبرز المخاطر الأخرى التي تهدد لجآت المستنقعات، تجارة الحيوانات الأليفة، حيث أدّى ارتفاع الطلب عليها بسبب حجمها الصغير وخصائصها الفريدة، إلى نشوء تجارة نشطة بالأفراد الحية منها ضمن نطاق السوق السوداء. بذلت عدّة جمعيات حفاظ على الحياة البرية، وما زالت، الكثير من الجهود للحفاظ على جمهرة هذه اللجآت ورفع أعدادها المتراجعة عبر برامج إكثار خاصة هادفة إلى إعادة توطينها في موائلها الطبيعية، ومن أبرز هذه الجمعيات والمؤسسات، حديقة حيوانات البرونكس، التي حققت نجاحًا باهرًا منذ عام 1973، في تزويج وإكثار لجآت المستنقعات وإعادة إدخالها إلى البرية.

للجآت المستنقعات معدل إنجاب شديد الانخفاض؛ فالإناث تضع حضنة واحدة فقط من البيض سنويًا، تحتوي على 3 بيضات في العادة. تنمو الصغار بسرعة مذهلة، وتبلغ مرحلة النضج الجنسي خلال الفترة الممتدة بين عامها الرابع والعاشر. يتراوح أمد حياة لجآت المستنقعات في البرية بين 20 و 30 عامًا.

التصنيف

اكتُشف هذا النوع من السلاحف خلال القرن الثامن عشر بواسطة رجل دين وعالم نبات هاوٍ، يُدعى "گوتثليف هنريش إرنست مولنبيرغ"، عندما كان يُجري مسحًا لأراضي مقاطعة لانكاستر بولاية پنسلڤانيا، لتحديد عدد الأنواع النباتية البلدية فيها، ومن الجدير بالذكر أن هذا الرجل كان قد اكتشف وسمّى 150 نوعًا جديدًا من النباتات الأمريكية الشمالية. وفي عام 1801، أطلق العالم الألماني "يوهان دايڤيد شوپف" على هذا النوع الجديد من الزواحف تسمية Testudo muhlenbergii، بمعنى "سلحفاة مولنبيرغ".[3][4]

أعاد عالم البيئة الأمريكي ريتشارد هارلن تسمية هذه الحيوانات "حمسة مولنبيرغ" (Emys muhlenbergii) في عام 1829، وأعاد العالم السويسري لويس أغاسي تسميتها مرة أخرى سنة 1857، فأطلق عليها الاسم العلمي Calemys muhlenbergii، قبل أن يقوم المعجمي الإنگليزي هنري واطسون فاولر بتغيير الاسم مرة أخرى ليُصبح Clemmys muhlenbergii في عام 1906.[5] من الأسماء العلمية المرادفة المستخدمة حاليًا في وصف هذه الكائنات: Emys biguttata، الذي استخدمه عالم البيئة الأمريكي طوماس ساي في عام 1824، استنادًا إلى عينة أمسك بها على تخوم ولاية فيلادلفيا؛ وClemmys nuchalis بالاستناد إلى عينة أخرى عُثر عليها بالقرب من بلدة لينڤيل في ولاية كارولينا الشمالية، عام 1917.[6] من الأسماء الشائعة التي يستخدمها العلماء والعامّة على حد سواء، لوصف هذه اللجآت في الوقت الحالي: لجأة الوحل، لجأة السبخات، اللجأة صفراء الرأس أو مجرد "صفراء الرأس"، و"الخاطفة".[7]

نُقلت لجآت المستنقعات، بالإضافة للجآت الغياض (Glyptemys insculpta)، إلى جنس اللجآت المنقشة (باللاتينية: Glyptemys) عام 2001، وقد كانت قبل ذلك تُصنّف في جنس الحمسات المبرقشة (باللاتينية: Clemmys[8] الذي يضم أيضًا اللجآت المرقطة (C. guttata) ولجآت البرك الغربيّة (C. marmorata). غير أن الدراسات الحديثة المتعلقة بتحليل تسلسل النوكليوتيدات والحمض النووي الريباسي، أظهرت أن لجآت المستنقعات ولجآت الغياض قريبة من بعضها من الناحية الوراثية فعليًا، غير أنها لا ترتبط باللجآت المرقطة، وبالتالي كان من الأسلم فصل هذين النوعين في جنس خاص بهما.[9]

وصف النوع

لجأة مستنقعات بالغة. لاحظ البقع الملونة على عنقها.

لجأة المستنقعات هي أصغر أنواع السلاحف في أمريكا الشمالية.[10][11] يبلغ وزن لجآت المستنقعات حوالي 110 غرامات (3.9 أونصات) عند اكتمال نموها،[12] وليس لهذه اللجآت خطم بارز.[4] يتدرج لون الرأس عندها من البني الداكن إلى الأسود؛[4] وتمتلك بقع ملونة على جوانب عنقها، يتراوح لونها بين الأصفر والبرتقالي والأحمر،[7] وغالبًا ما تكون تلك البقع متشعبة، وتواجه الأجزاء الخلفية من الجسد.[4] للجآت المستنقعات جلد داكن اللون، والقسم الداخلي من قوائم بعض الأفراد يتميز بطبقة رقيقة من طلاء أحمر ضارب للبرتقالي. يتخذ ذبل هذه الزواحف شكلاً مقببًا مستطيلاً، ويميل لأن يكون أضيق ناحية الرأس وأوسع ناحية الذيل،[4] ويمكن تمييزه بسهولة عن ذبل اللجآت والسلاحف الأخرى عبر الحلقات المميزة الظاهرة على الحراشف والترس،[13] الذي يمكن أن تظهر عليه خطوط متشعبة أيضًا.[4] يكون الترس ناعمًا عند بعض الأفراد الطاعنة في السن،[14] وهو أسود اللون عادةً، إلا أنه يمكن العثور على بضعة أفراد ذات لون كستنائي على الذبل،[7] أما الصدرة، وهي أسفل الترس، فيتراوح لونها من البني القاتم إلى الأسود، ولها علامات باهتة.

يتشابه الشكل الخارجي للجأة المرقطة واللجأة المطليّة مع ذاك الخاص بلجأة المستنقعات بشكل كبير،[15] إلا أنه لا يزال بالإمكان تمييز لجأة المستنقعات عنها وعن أي نوع آخر من اللجآت والحمسات عن طريق البقع المميزة على عنقها، كذلك فإن الأخيرة عديمة التزوّق على القسم العلوي من ترسها، على العكس من اللجأة المرقطة.[16]

يصل طول ذكور لجآت المستنقعات البالغة إلى 9.4 سنتيمترات (3.7 إنشات)، بينما يصل معدل طول الأنثى البالغة إلى 8.9 سنتيمترات (3.5 إنشات).[14] يقول الخبراء أن سبب تفوّق الذكور في حجمها على الإناث هو على الأرجح لتسهيل تعرفها على الجنس الآخر خلال موسم التزاوج عندما تبحث عن أليف لها.[17][18] تمتلك الإناث ترسًا أعلى وأعرض من ترس الذكور، إلا أن رأس الأخيرة يكون أضخم وأكثر تربيعًا من رأس أي أنثى من نفس الفئة العمرية، كما أن صدرة الذكور أكثر تقعرًا، بينما صدرة الإناث مسطحة. تمتلك ذكور هذه اللجآت ذيولاً أطول وأثخن من ذيول الإناث،[19] وتقع بالوعتها، وهي الفرج، بالقرب من آخر الذيل، بينما تقع داخل الصدرة عند الإناث.[11] يؤدي تضافر جميع هذه الخصائص بالإضافة لحجم هذه المخلوقات الصغير، إلى جعل تحديد جنس اللجآت حديثة الفقس أو اليافعة أمرٌ في غاية الصعوبة.[20]

الموطن

تقتصر لجآت المستنقعات في وجودها على شرقي الولايات المتحدة،[21][22][معلومة 1] وهي تعيش في مستعمرات غالبًا ما تضم أقل من 20 فردًا،[23] وتُفضل سكن أراضي السبخات الجيريّة، بما فيها المروج والأهوار والأبواغ ونزوز الينابيع، حيث يمكن العثور على بقع جافّة دومًا إلى جانب البقع المائية.[19][24] أكثر الموائل الطبيعية شيوعًا التي تستخدمها هذه الكائنات هي أطراف الأحراج،[25] وقد تمت رؤية بعض الأفراد منها في أحيان قليلة في مراعي البقر والبرك الاصطناعية التي تنشئها القنادس.[10]

تُفضل هذه اللجآت المستنقعات متجددة المياه ذات النسبة المنخفضة من الحموضة، إذ أن التشبّع المستمر بالمياه لهذه الأماكن يؤدي إلى نضوب الأكسجين، الأمر الذي ينجم عنه تولّد ظروف لاهوائية في المستنقع من شأنها أن تؤدي إلى نفوق الكثير من الحيوانات.[26] تلجأ لجآت المستنقعات إلى الوحل الطريء العميق لتحمي نفسها من الضواري والعوامل المناخية القاسية، وهي تسبت شتاءًا في نزوز الينابيع والحفر المائية الصغيرة. يختلف حجم حوز هذه الحيوانات باختلاف جنسها، حيت تتراوح مساحة حوز الذكور بين 0.17 و 1.33 هكتارًا (ما بين 0.42 و 3.3 فدّانات)، والإناث بين 0.065 و 1.26 هكتارًا (ما بين 0.16 و 3.1 فدّان).[24] غير أن الأبحاث أظهرت أن كثافة اللجآت يمكنها أن تتراوح بين 5 إلى 125 لجأة في كل 0.81 هكتار (2.0 فدّان).[27] يُلاحظ أن موطن لجأة المستنقعات يتداخل بشكل كبير مع ذاك الخاص بقريبتها، لجأة الغياض.[18]

يمكن العثور على عدّة أنواع من النباتات في الموئل الطبيعي لهذه اللجآت، من شاكلة: الأسليات، السعادي المكتلة، التيفا، الأعشاب البلسمية، الاسفنغون، وعدّة أنواع من النجيليات البلدية، بالإضافة لبعض أنواع الشجيرات والأشجار، مثل الصفصاف، والقيقب الأحمر، والنغت أو جار الماء. ومن الضروري أن تكون ظلّة هذا الموئل ظلّةً مكشوفة بعض الشيء، إذ أن لجآت المستنقعات تمضي وقتًا طويلاً من النهار وهي تتشمس، في سبيل زيادة معدل أيضها عبر رفع درجة حرارة جسدها، مثلها في ذلك مثل باقي أنواع الزواحف، ولو كانت الظلّة كثيفة لما وصل أرض الحرج أو المستنقع ما يكفي من أشعة وحرارة الشمس. تفضّل هذه اللجآت سكن الموائل الطبيعية حديثة الانتعاش، أي تلك التي قامت لتوّها من بين الأنقاض بعد أن حلّت بها كارثة طبيعية، كالحريق مثلاً، إذ أن تلك الموائل تسمح بوصول ما يكفيها ويزيد عن حاجتها من أشعة الشمس، على العكس من الموائل قديمة الانتعاش ذات الأشجار والنباتات الكثيفة.[21] يُلاحظ أن عدد اللجآت في المستنقعات القريبة من الموائل البشرية قليل جدًا أو معدوم حتى، وذلك يعود إلى تسرّب بعض المواد المغذية من تلك المستعمرات إلى المستنقعات، الأمر الذي يؤدي إلى نمو عدّة نباتات بشكل سريع وإعاقة وصول أشعة الشمس التي تحتاجها الزواحف إلى الأرض، فتهجرها بحثًا عن موئل أفضل، أو تنفق.[21]

الجمهرات الشمالية والجنوبية

موئل طبيعي للجآت المستنقعات في موطن الجمهرة الجنوبية منها، وبالتحديد في غرب كارولينا الشمالية.

تفصل فجوة طولها 400 كيلومتر (250 ميلاً) تمتد عبر معظم ولاية ڤرجينيا، بين الجمهرات الشمالية والجمهرات الجنوبية من لجآت المستنقعات، ويُقصد بهذه الفجوة، تلك المنطقة الممتدة بين موطن الجمهرتين ولا تأوي أي لجأة من تلك اللجآت،[11][28] كما يُلاحظ أن مستعمرات اللجآت مبعثرة بشكل كبير داخل هاتين المنطقتين حيث توجد.[23]

تعتبر الجمهرة الشمالية أكبر الجمهرتين، وأقصى انتشار لها شمالاً يصل إلى ولايتيّ ماساتشوستس وكونيتيكت، أما أقصى انتشار جنوبي لها فيصل إلى ولاية ماريلاند. يقول العلماء أن عدد الموائل الطبيعية التي ما زالت ملائمة لعيش هذه اللجآت وتفريخها تصل لأقل من 200 موقع، وما زالت تتناقص.[29]

أما الجمهرة الجنوبية فأقل عددًا بكثير من الشمالية، حيث عُثر على 96 مستعمرة لها فقط حتى الآن،[30] وهي تعيش في ولايات كارولينا الشمالية، وكارولينا الجنوبية، وجورجيا، وڤرجينيا، وتينيسي.[11] شهدت هذه المنطقة بالذات تجفيف حوالي 90% من الاراضي الرطبة الجبلية لغرض إقامة مستوطنات بشرية ومزارع،[31] الأمر الذي كان له أثر مروّع على الحياة البرية الفطرية المقيمة، يتجلّى بكون لجآت هذه الجمهرة أكثر تبعثرًا من لجآت الجمهرة الشمالية، وبسكنها موائل أكثر علوًا، يصل ارتفاعها حتى 1,373 مترًا (4,505 أقدام).[30]

التاريخ التطوري

لم يعثر العلماء سوى على عينتين فقط من أحافير لجآت المستنقعات، اكتُشفت الأولى منها على يد عالم الزواحف والأحياء القديمة، جـ. ألان هولمان، الذي عثر على بعض البقايا المتحجرة في كهف كمبرلاند بالقرب من بلدة كوريگانڤيل في ولاية ماريلاند، وقد قُدّر عمرها بما بين 1.8 ملايين إلى 300,000 سنة. أما العينة الثانية فعُثر عليها في سنة 1998 في مقلع الإسمنت الكبير بالقرب من بلدة هارليڤيل في كارولينا الجنوبية، وهي عبارة عن أجزاء متحجرة من ترس، وقدّر العلماء عمرها بما بين 300,000 و 11,000 سنة.[18]

تتكون النواة الخلوية للجأة المستنقعات من 50 صبغيّة،[4] وقد أظهرت دراسات الحمض النووي للمتقدرات مستويات منخفضة من التنوع المورثي بين المستعمرات المختلفة لهذه الحيوانات، وهذا يُعتبر أمرًا فريدًا غير اعتيادي في نوع مثل لجأة المستنقعات التي تعيش في موطن متجزأ وفي مستعمرات مبعثرة قليلة الأفراد، فإن هذا من شأنه أن يعيق عملية انسياب المورثات أو يحد منها، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور اختلافات ولو طفيفة بين الجمهرات المختلفة المعزولة عن بعضها. تفيد المعطيات أن لجآت المستنقعات عانت من تراجع حاد في أعدادها خلال العصر الجليدي الأخير، حيث دُفعت جنوبًا أكثر فأكثر مع تقدم الطبقات الجليدية، وبعد نهاية العصر الجليدي، عادت الجمهرات لتنتشر شمالاً، في المناطق التي تحتلها الآن، ويقول العلماء أن هذا السبب، أي انتشار مجموعة محدودة أصلاً من اللجآت باتجاه الشمال، قد يكون وراء قلّة تنوعها المورثي.[32] تعتبر كلاً من الجمهرة الشمالية والجمهر الجنوبية معزولة جينيًا عن بعضها في الوقت الحالي، ويُحتمل أن يُعزى سبب عزلها هذا إلى إنشاء المزارع وتدمير الموائل الطبيعية في وادي شيناندواه بڤرجينيا خلال الحرب الأهلية الأمريكية.[30]

الخواص الأحيائية والسلوك

لجأة مستنقعات صغيرة تدبّ بين الخمائل.

لجآت المستنقعات حيوانات نهارية بشكل رئيسي، أي أنها تنشط خلال النهار وتنام أثناء الليل، وهي تمضي قسطًا وفيرًا من أوائل النهار وهي تتشمس، حتى اذا ارتفعت درجة حرارة جسدها، بدأت بالسعي بحثًا عن طعامها.[30] تُعد هذه الحيوانات من الأنواع الانعزالية، فلا يمكن رؤيتها في موئلها الطبيعي إلا نادرًا.[11] تمضي لجآت المستنقعات الأيام الأبرد من السنة مختبأة بين الخمائل أو غاطسة تحت الماء، أو مدفونة بالطين،[10] وهذا السلوك يدل على مقدرة هذه اللجآت بالعيش طويلاً بلا أكسجين.[33] أما خلال الأيام الدافئة والحارّة، فتمضيها اللجآت بالبحث عن الطعام، والتزاوج (خلال أوائل الربيع)، والتشمّس،[21] وبحال كانت أشعة الشمس شديدة الحدّة، فإن اللجآت تحتمي منها تحت النباتات الكثيفة،[30] أما إذا بلغت درجات الحرارة حدًا نادر الارتفاع، فإن اللجآت قد تلجأ إلى البيات الصيفي،[34] أو تقطن الجحور، وفي بعض الأحيان تحتل شبكات من الانفاق المملوئة بالماء.[34] تُقدم لجآت المستنقعات على دفن أنفسها في الأرض خلال الليل.[35]

تمضي اللجآت الفترة الممتدة من أواخر سبتمبر إلى مارس أو أبريل[34] بالسبات وحدها أو في مجاميع صغيرة، داخل نزوز الينابيع،[24] ويمكن لمجموعة واحدة منها أن تحوي 12 لجأة، وفي بعض الأحيان أنواعًا أخرى من اللجآت والحمسات.[29] تنتقي لجآت المستنقعات موقع سباتها الشتوي بعناية فائقة، فهو ينبغي أن يكون مكانًا ذو تربة متماسكة، كموضع كثيف الجذور، وذلك لحماية أنفسها من الضواري الحافرة طيلة تلك الفترة التي تكون فيها عاجزة كليًا،[15] إلا أنه يمكن أن تسبت في مواقع أخرى أيضًا من شاكلة ساق الشجر، وجحور الحيوانات الأخرى، أو بعض الأفاحيص في الوحل.[29] تستفيق لجآت المستنقعات من سباتها عندما ترتفع درجة حرارة الهواء لتتراوح بين 16 و 31 °مئوية (ما بين 61 و 88 °فهرنهايت).[33]

ذكور لجآت المستنقعات حيوانات مناطقيّة تهاجم أي ذكر آخر بحال اقترب منها أكثر من 15 سنتيمترًا (5.9 إنشات). يقوم الذكر العدائي بالزحف نحو غريمه وقد مدّ عنقه نحو الأمام، وفيما يقترب منه، يُميل إليه ذبله عبر إدخاله رأسه ورفع قوائمه الخلفية، وبحال لم يتراجع الذكر الدخيل، فقد يصطدم معه الذكر المقيم ويتدافعان لبضعة دقائق يتخللها بعض العض،[33] وعادةً ما يفوز الذكر الأضخم حجمًا والأكبر سنًا.[17] تعتبر الإناث عدائية عندما تتهدد كذلك الأمر، فهي تدافع عن المنطقة المحيطة بعشها على نطاق قطر يصل إلى 1.2 متر (3.9 أقدام)، ضد الإناث الأخرى الدخيلة، أما الصغار العابرة فلا تعيرها أي اهتمام، وبحال مرور ذكر في منطقتها فهي غالبًا ما تهجرها وتسلمها إليه، عدا في موسم التزاوج.[33]

لجآت المستنقعات حيوانات قارتة، آكلة كل شيء، فهي تقتات على النباتات المائية (من شاكلة عدسيات الماء)، البذور، التوت، ديدان الأرض، الحلازين، البزّاق، الحشرات وغيرها من اللافقاريات، الضفادع، والفقاريات الصغيرة،[22][36] وفي أحيان قليلة تقتات على الجيفة.[27] تعتبر اللافقاريات، وأبرزها الحشرات، أكثر أطعمة لجآت المستنقعات استهلاكًا،[36] وفي الأسر تقتات هذه الحيوانات على أنواع مختلفة من الفاكهة والخضار، بالإضافة لمصادر لحومية مختلفة، مثل الأكباد، قلب الدجاج، وأطعمة الكلاب المعلبة.[22] تقتات لجآت المستنقعات خلال النهار فقط، لكنها نادرًا ما تفعل ذلك خلال الساعات الأكثر حرًا، سواء كان ذلك على البر أو في المياه.[10][12]

ظربانان مخططان، أحد أبرز مفترسات لجآت المستنقعات.

تُشكّل لجآت المستنقعات مصدر غذاء لطائفة متنوعة من الحيوانات بما فيها: اللجآت النهّاشة، وأنواع عديدة من الأفاعي، مثل الأفعى المياه الشمالية وأفعى الغرطر المألوفة، جرذان المسك، الظرابين المخططة، الثعالب، الكلاب، والراكونات.[12][36] بالإضافة إلى هذه الأنواع، تتطفل بضعة أنواع من العلق والذباب مصاص الدم على بعض اللجآت، مما يتسبب لها بضعف شديد وفقدان للدماء. تلجأ لجآت المستنقعات إلى دفن نفسها بالوحل الطريء عندما يتهددها خطر ما، إذ أن ترسها لا يؤمن لها أي حماية من الضواري، وهي نادرًا ما تدافع عن حوزها أو تعضّ مهاجمها.[36]

تُعاني لجآت المستنقعات من بضعة إلتهابات بكتيريّة بين الحين والآخر، بعضها، مثل جنس الغازية والزائفة، يُسبب لها التهابات رئوية،[37] كذلك عُثر في رئات لجأتين نافقتين من الجمهرة الجنوبية، اكتشفتا في عاميّ 1982 و 1995 على التوالي، على مجاميع بكتيرية قاتلة.[38]

الحركة

لجأة مستنقعات يافعة تستدفأ تحت أشعة الشمس.

حركة لجأة المستنقعات شديدة البطء، وغالبًا ما تمضي نهارها تستدفأ تحت أشعة الشمس بانتظار فريستها. وتخف حيوية لجآت المستنقعات في الأيام المشمسة، وتنشط عادة بعد هطول الأمطار.[30] وقد رصدت عدّة دراسات مختلفة معدلات مختلفة لحركة لجآت المستنقعات؛ حيث تتفاوت الحركة عند الذكور من 2.1 إلى 23 متر (بين 6.9 إلى 75 قدمًا)، ومن 1.1 إلى 18 مترًا (بين 3.6 إلى 59 قدمًا) عند الإناث.[39] يُعدّ كلا الجنسين قادر على تحديد موقع موطنه الأصلي بحال أطلق سراحه على بعد 0.8 كيلومترات (0.50 ميلاً) من موقع أسره.[33] تهاجر لجآت المستنقعات مسافات طويلة بحثًا عن موئل جديد بحال أصبح موئلها القديم غير مؤاتٍ لها. تنشط هذه اللجآت خلال الربيع بشكل أكبر من أي موسم آخر، وتميل الذكور لأن تكون أكثر نشاطًا من الإناث خلال هذه الفترة، إذ أنها تهاجر لمسافات أبعد، وتدافع عن حدود حوزها. أظهرت الدراسات أن ذكور لجآت المستنقعات تهاجر بعيدًا عن موئلها بمسافة 87 مترًا (285 قدمًا)، والإناث بمسافة 260 مترًا (850 قدمًا).[40] يتراوح حجم موئل هذه الزواحف في ولاية ماريلاند بين 0.0030 هكتارًا (0.0074 فدانًا) و 3.1 هكتار (7.7 فدانات)، ويختلف هذا باختلاف المنطقة والسنة.[41]

دورة الحياة

حفظ النوع

مصادر

  1. ^ The IUCN Red List of Threatened Species 2022.2 (بالإنجليزية), 9 Dec 2022, QID:Q115962546
  2. ^ ا ب Uwe Fritz; Peter Havaš (2007). "Checklist of Chelonians of the World" (PDF). Vertebrate Zoology (بالإنجليزية). 57 (2): 149–368. ISSN:1864-5755. OCLC:225656260. QID:Q14565809.
  3. ^ Schoepff، J. D. (1801). Historia testudinum iconibus illustrata. Erlangen: Sumtibus Ioannis Iacobi Palm.
  4. ^ ا ب ج د ه و ز Ernst 2009، صفحة 263
  5. ^ Morse, Silas؛ وآخرون (1906). Annual report of the New Jersey State Museum. Trenton, New Jersey: New Jersey State Museum. ص. 242–243. {{استشهاد بكتاب}}: Explicit use of et al. in: |author= (مساعدة)
  6. ^ U.S. Fish and Wildlife Service (2001). Bog Turtle (Clemmys muhlenbergii), Northern Population, Recovery Plan (PDF). Hadley, Massachusetts. ص. 2.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  7. ^ ا ب ج Bloomer 2004، صفحات 1–2
  8. ^ Holman، J. A.؛ Fritz، U. (2001). "A new emydine species from the Middle Miocene (Barstovian) of Nebraska, USA with a new generic arrangement for the species of Clemmys sensu McDowell (1964) (Reptilia: Testudines: Emydidae)". Zoologische Abhandlungen Staatliches Museum für Tierkunde Dresden. ج. 51: 331–354.
  9. ^ Bickham، J. W. T.؛ Lamb، T.؛ Minx، P.؛ Patton، J. C. (1996). "Molecular systematics of the genus Clemmys and the intergeneric relationships of emydid turtles". Herpetologica. ج. 52 ع. 1: 89–97. جايستور 3892960.
  10. ^ ا ب ج د "Bog Turtle – Fact Sheet" (PDF). North Carolina Wildlife Resource Commission. 2006. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-19.
  11. ^ ا ب ج د ه Smith 2006، صفحة 1
  12. ^ ا ب ج "Bog Turtle". Department of Environmental Protection. State of Connecticut. 2002. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-19.
  13. ^ "Bog Turtle Fact Sheet". New York State Department of Environmental Conservation. 2009. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-19.
  14. ^ ا ب Bloomer 2004، صفحة 2
  15. ^ ا ب "Bog Turtle" (PDF). Massachusetts Division of Fisheries & Wildlife Natural Heritage & Endangered Species Program. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-20.
  16. ^ Shiels 2007، صفحة 23
  17. ^ ا ب Lovich، J. E.؛ Ernst، C. H.؛ Zappaloriti، R. T.؛ Herman، D. W. (1998). "Geographic variation in growth and sexual size dimorphism of bog turtles (Clemmys muhlenbergii)" (PDF). American Midland Naturalist. ج. 139 ع. 1: 69–78. DOI:10.1674/0003-0031(1998)139[0069:GVIGAS]2.0.CO;2.
  18. ^ ا ب ج Ernst 2009, p. 264
  19. ^ ا ب "Bog Turtle, Clemmys muhlenbergii" (PDF). New Jersey Endangered and Nongame Species Program. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-20.
  20. ^ Walton 2006، صفحة 32
  21. ^ ا ب ج د Shiels 2007، صفحة 24
  22. ^ ا ب ج Bloomer 2004، صفحة 3
  23. ^ ا ب Walton 2006، صفحة 23
  24. ^ ا ب ج Carter، Shawn L.؛ Haas، Carola A.؛ Mitchell، Joseph C. (1999). "Home range and habitat selection of bog turtles in southwestern Virginia" (PDF). Journal of Wildlife Management. ج. 63 ع. 3: 853–860. DOI:10.2307/3802798. JSTOR:3802798. جايستور 3802798. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-20.
  25. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع SmithP3
  26. ^ Walton 2006، صفحة 28
  27. ^ ا ب Smith 2006، صفحة 4
  28. ^ "Bog Turtles". Keystone Wile Notes. U.S. Fish and Wildlife Service, Pennsylvania Department of Conservation and Natural Resources. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-20.
  29. ^ ا ب ج Smith 2006، صفحة 2
  30. ^ ا ب ج د ه و Ernst 2009، صفحة 265
  31. ^ Walton 2006، صفحة 24
  32. ^ Rosenbaum 2007، صفحة 331
  33. ^ ا ب ج د ه Ernst 2009، صفحة 267
  34. ^ ا ب ج Ernst 2009, p. 266
  35. ^ Bloomer 2004، صفحة 5
  36. ^ ا ب ج د Ernst 2009، صفحة 270
  37. ^ Ernst 2009, p. 271
  38. ^ Carter، Shawn (3 سبتمبر 2005). "Bacterial pneumonia in free-ranging bog turtle, Glyptemys muhlenbergii, from North Carolina and Virginia" (PDF). Journal of the North Carolina Academy of Science. ج. 121 ع. 4: 170–173. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-28. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |coauthors= تم تجاهله يقترح استخدام |author= (مساعدة)
  39. ^ Ernst 2009، صفحات 266–267
  40. ^ Lovich، J. E.؛ Herman، D. W.؛ Fahey، K. M. (1992). "Seasonal activity and movements of bog turtles (Clemmys muhlenbergii) in North Carolina". Copeia. ج. 1992 ع. 4: 1107–1111. DOI:10.2307/1446649. JSTOR:1446649. جايستور 1446649.
  41. ^ Morrow، J. L.؛ Howard، J. H.؛ Smith، S. A.؛ Poppel، D. K. (2001). "Home range and movements of the bog turtle (Clemmys muhlenbergii) in Maryland". Journal of Herpetology. ج. 35 ع. 1: 68–73. DOI:10.2307/1566025. JSTOR:1566025. جايستور 1566025.

معلومات

  1. ^ عُثر على جمهرات من لجأة المستنقعات في عدّة ولايات أمريكية شرقية هي: ڤيرمونت، نيويورك، أوهايو، ماساتشوستس، كونيتيكت، نيو جيرسي، ديلاوير، ماريلاند، ڤرجينيا، كارولينا الشمالية، كارولينا الجنوبية، جورجيا، تينيسي، وپنسلڤانيا.

قالب:وصلة مقالة مختارة