بوابة:تاريخ معاصر
يُعتبر التاريخ المعاصر، في علم تأريخ اللغة الإنكليزية، فرعًا من التاريخ الحديث، والذي يصف الفترة التاريخية من عام 1945 وحتى الوقت الحالي. يُعتبر التاريخ المعاصر إما فرعًا من الحقبة الحديثة المتأخرة، أو أحد الفروع الثلاث الرئيسية من التاريخ الحديث، جنبًا إلى جنب مع الحقبة الحديثة المبكرة والحقبة الحديثة المتأخرة. وُضع مصطلح «التاريخ الحديث» موضع الاستخدام على الأقل منذ بدايات القرن التاسع عشر.
يُحكم التاريخ المعاصر سياسيًا بالحرب الباردة (1945-1991) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي لُمست تأثيراتها عبر جميع أرجاء العالم. انتهت المواجهة، التي تجلت بشكل أساسي عن طريق القتال بحروب الوكالة وعبر التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للبلدان الصغيرة، بشكل نهائي مع تفكك الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو عام 1991، وذلك عقب ثورة عام 1989. مكنت المراحل الأخيرة من الحرب وما تلاها من إضفاء الطابع الديمقراطي على معظم أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. في الشرق الأوسط، حُكمت الفترة التي تلت عام 1945 بالصراع الذي تضمن دولة إسرائيل الحديثة وصعود السياسيات النفطية، بالإضافة إلى نمو الإسلاموية بعد الثمانينيات من القرن العشرين. ظهرت أولى المنظمات العالمية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في فترة ما بعد عام 1945، في حين انهارت الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية في أفريقيا وآٍسيا، واختفت نهائيًا عام 1975. ظهرت الثقافة المضادة، وغيرت الثورة الجنسية العلاقات الاجتماعية في المجتمعات الغربية بين الستينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وتجسدت من خلال احتجاجات عام 1968. ارتفعت معايير المعيشة بحدة في العالم المتطور نتيجة الاتساع الاقتصادي ما بعد الحرب العالمية الثانية، في حين انبثقت بعض الاقتصادات الكبرى في العالم مثل اليابان وألمانيا الغربية. انتشرت ثقافة الولايات المتحدة، خصوصًا الاستهلاكية، على نطاق واسع. بحلول الستينيات من القرن العشرين، بدأت معظم البلدان الغربية عملية إزالة المصانع. أدت العولمة إلى ظهور مراكز صناعية جديدة، مثل اليابان وتايوان، وفي وقت لاحق الصين؛ التي صدرت السلع الاستهلاكية إلى البلدان المتقدمة.
الإرهاب الأبيض أو القمع الفرانكوي عرفه التاريخ الإسباني بأنه قمع سياسي بما في ذلك عمليات الإعدام والاغتصاب، التي نفذها الفصيل القومي خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، وكذلك خلال السنوات التسع الأولى من حكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو. ففي الفترة 1936-1945 كان لإسبانيا الفرانكوية العديد من الأعداء: الموالون للجمهورية الإسبانية الثانية (1931-1939) والليبراليون والاشتراكيون من مختلف المشارب والبروتستانت والملحدين والمثقفين والمثليين والماسونيين واليهود والغجر الرومان والقوميات الباسكية والكتالونية والغاليسية.
كان الدافع وراء قمع الفرانكو هو المفهوم اليميني عن تطهير المجتمع، وهو يعني أن قتل الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم أعداء للدولة يبدأ فور استيلاء القوميين على منطقة ما. من الناحية الأيديولوجية، شرعنت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية جرائم الحرس المدني (الشرطة الوطنية) والفلانخي بأنه دفاع عن العالم المسيحي.
صورة من الحرب العالمية الثانية
أدولف هتلر حاكم ألمانيا النازية، ولد في الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكان زعيم ومؤسس حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم الحزب النازي. حكم ألمانيا النازية في الفترة ما بين عامي 1933 و1945 حيث شغل منصب مستشار الدولة في الفترة ما بين عامي 1933 و1945، والفوهرر في الفترة ما بين عامي 1934 و1945. واختارته مجلة تايم واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين.
وباعتباره واحدًا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرًا لجهودهم في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيمًا له في عام 1921. وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما (أو الجاذبية) التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية.
في عام 1933، تم تعيينه مستشارًا للبلاد حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية. وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي (ويُقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي) وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف. وقد قام الجيش الألماني (فيرماخت) الذي قام هتلر بإعادة بنائه بغزو بولندا في عام 1939 مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال ثلاث سنوات، احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا، (عدا بريطانيا)، وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، وثلث مساحة الاتحاد السوفياتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد). ومع ذلك، نجحت دول الحلفاء في أن تكون لها الغلبة في النهاية.