بولس بطرس مسعد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مار بولس بطرس مسعد

معلومات شخصية
الميلاد 15 فبراير 1806   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
عشقوت  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 18 أبريل 1890 (84 سنة)   تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
بكركي  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
مواطنة لبنان
الدولة العثمانية  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الحياة العملية
الكنيسة الكنيسة السريانية الأنطاكية المارونية
الانتخاب بطريرك أنطاكية
تاريخ الانتخاب 12 نوفمبر 1854
نهاية العهد 18 أبريل 1890 (35 سنوات و157 أيام)
السلف جوزيف بطرس الخازن
الخلف يوحنا بطرس الحاج
المراتب
سيامته الكهنوتية 13 يونيو 1830
سيامته الأسقفية 28 مارس 1841
معلومات شخصية
الاسم عند الولادة بولس مسعد
الولادة 15 فبراير 1806
عشقوت، كسروان،  الدولة العثمانية
الوفاة 18 أبريل، 1890
بكركي،  لبنان
المثوى الأخير مدرسة القديس بطرس، عشقوت
الملة ماروني كاثوليكي
مكان السكن الصرح البطريركي الماروني، بكركي
الأبوان مبارك مسعد
المركز السابق أمين سر البطريركية المارونية (1830 - 1854)
رئيس أساقفة طرسوس (نائب بطريركي)(1854 - 1841)
النشيد مجد لبنان على يوتيوب
المجد لمراحمك أيها المسيح الملك، ܫܘܼܒܼܚܵܐ ܪ̈ܲܚܡܹܐ ܡܫܝܼܚܵܐ ܡܲܠܟܵܐ على يوتيوب(ملاحظة)
المدرسة الأم مدرسة عين ورقة اللاهوتية،  لبنان
مدرسة مجمع نشر الإيمان، روما،  إيطاليا
المهنة كاهن كاثوليكي،  وأسقف كاثوليكي  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

بولس بطرس مسعد (1806 - 1890) البطريرك الماروني السبعون بدءًا من 1854 وحتى وفاته عام 1890 في أطول حبرية للبطريركية المارونية منذ القرن التاسع عشر، شهدت حبريته العديد من الأحداث البارزة كقيام متصرفية جبل لبنان والفتنة بين الموارنة والدروز عام 1860، كما شهدت حبريته أول زيارة للبطريرك ماروني للآستانة عاصمة الدولة العثمانية وأول لقاء بين بطريرك الموارنة والسلطان العثماني، وكذلك أول زيارة لروما منذ القرن الثالث عشر. وهو أيضًا مؤرخ وأديب وله عدد من المؤلفات.

حياته[عدل]

ولد بولس مسعد ابن مبارك مسعد في عشقوت عام 1806 من عائلة غنية يتصل نسبها بخاطر الحصروني مقدّم بشري، والمقدّم هو المسؤول المحلي عن منطقته وقد شاع استعمال هذه اللقب في جبل لبنان منذ القرن السادس عشر. تلقى العلوم الابتدائية في مدرسة عينطورة في كسروان، ثم التحق بمدرسة عين ورقة أولى الكليات اللاهوتية المارونية وفيها درس مسعد العربية والسريانية والإيطالية واللاتينية إلى جانب العلوم اللاهوتية، ولتفوقه في الدراسة أوفده البطريرك يوسف حبيش إلى روما لاستكمال دروسه اللاهوتية في مدرسة مجمع نشر الإيمان التي يديرها الكرسي الرسولي، إلى جانب عدد من الطلاب الموارنة عن طريق تمويل المدرسة المارونية في روما، وفيها أتمّ الدروس في الفلسفة واللاهوت وسيم فيها كاهنًا عام 1830 وإثر ذاك قفل راجعًا إلى لبنان، ويقول المطران يوسف الدبس أنه عرف عنه في روما التقى والذكاء.[1]

بعد عودته إلى لبنان، عينه البطريرك يوسف بطرس حبيش أمينًا لسره «واعتمد عليه في مشاغله كلها، وكان مجيبًا لرغبات البطريرك مجتهدًا في خدمته أمينًا على أسراره»،[1] ثم رقي إلى درجة الأسقفية في 28 مارس 1841 بمنصب مطران طرسوس شرفًا ونائبًا بطريركيًا للشؤون الروحيّة.[2]

في 23 مايو 1845 توفي البطريرك يوسف حبيش، واجتمع الأساقفة في ميفوق لانتخاب خلفه، ومال أكثر الأساقفة لانتخاب يوسف الخازن بما لعائلته من نفوذ سياسي، وذلك لضبط الوضع في جبل لبنان بين الموارنة والدروز إذ إن اقتتالات طائفية وقعت في عام انتخاب الخازن عام 1845، وقد كان مسعد من بين مؤيدي انتخاب الخازن، الذي أبقاه في منصب النائب البطريركي للشؤون الروحية حتى وفاته في 3 نوفمبر 1854.[2]

بطريركيته[عدل]

بعد وفاة البطريرك الخازن، وفي 12 نوفمبر 1854 التأم مجمع الأساقفة في بكركي واختير مسعد بالإجماع بطريركًا، وقد نظم مارون النقاش في المناسبة قصيدة خاصة. وقد نال البطريرك مسعد درع التثبيت المعروف باسم «الباليوم» في مارس 1855 خلال حبرية بيوس التاسع وذلك على يد وكيل البطريرك القس أمبروسيوس الدرعوني. في عام 1856 عقد مجمعًا عرف في تاريخ الكنيسة المارونية باسم «مجمع بكركي»، وخلال أحداث فتنة 1860 انتقل من بكركي إلى دير القمر في الشوف ليكون على مقربة من الحوادث، ولعب دورًا في التوصل إلى التسوية التي حقنت الدماء في جبل لبنان. كذلك فقد شهدت حبريته تأسيس «المدرسة البطريركية المارونية» التي اعتبرت واحدة من أهم مدارس القرن التاسع عشر وخرجت عددًا من أعلام ذلك القرن من أمثال ميخائيل نعيمة.

مجمع بكركي 1856[عدل]

انعقد مجمع بكركي بناءً على دعوة البطريرك مسعد بعيد انتخابه بناءً على طلب من البابا بيوس التاسع،[3] ويسمى أيضًا «مجمع بكركي الثاني» و«المجمع البلدي» وهو الاسم الذي أطلقه عليه البطريرك مسعد،[3] وكأغلب المجامع الخاصة بالكنيسة المارونية فقد ترأسه الموفد الرسولي بول برونوفي وليس البطريرك الذي قام بالدعوة.[3] انعقد المجمع في الصرح البطريركي بين 11 أبريل و13 أبريل وحضره الأساقفة ورؤساء الرهبانيات إضافة إلى حشد من الأعيان الموارنة ومشايخهم بناءً على دعوة البطريرك، الهدف الأساسي من دعوة المجمع مراجعة أعمال المجمع اللبناني وهو أكبر المجامع المارونية الذي انعقد عام 1736 فلطف مجمع بكركي من بعض القضايا والقوانين التي وضعها المجمع اللبناني.[4] وقد بدأ المجمع بكلمة للبطريرك شرح فيها المجامع المحليّة المارونية منذ القرن السادس عشر وأسباب الدعوة إليها، وقد أرفق بمقررات المجمع التي صادق عليها مجموعة من الرسائل التي كان البطاركة الموارنة قد تبادولها وباباوات روما.[4] علمًا أن آخر مجمع قد انعقد قبلاً هو مجمع اللويزة عام 1818. ويقول المونسينيور منير خير الله أن الفتنة عام 1860 «أسدلت الستار» على هذا المجمع ونتائجه.[5]

ثورة الفلاحين 1858[عدل]

في عام 1858 ثار الفلاحين الموارنة في كسروان ضد المشايخ الموارنة خصوصًا من آل الخازن وآل حبيش إلى جانب قائممقام الجبل بشير أحمد بسبب الظلم الإقطاعي المتفاقم، وقد امتدت الثورة إلى قضاء المتن بقيادة طانيوس شاهين، وتخللها إعلان جمهورية شعبية. لم يكن البطريرك الجديد ذو سلطة معنوية قويّة فلم يستطع إنهاء الفوضى، وسعت الدولة العثمانية من ناحية وبريطانيا من ناحية ثانية إلى محاولة كسب الأحداث لمصلحتها، فمول كلاهما عصابات لنشر الفوضى. توجه طانيوس شاهين نحو نهر الكلب محاطًا بمحاربين موارنة ما دفع الدروز لاتهامه بالهجوم عليهم، فقاموا بالهجوم على دير القمر وبيت مري وبالمحصلة أحرقت أربعين قرية مسيحية، في أول اقتتالات طائفية في جبل لبنان. سعى البطريرك لدرء الفتنة، وتم التوصل لاتفاق مع والي بيروت خورشيد باشا لإنهاء الفتنة وهو ما تمّ فعلاً بجهود البطريرك،[6] غير أن الانشقاقات في صفوف الموارنة ظلّت مستمرة، فواجه البطريرك بولس مسعد مصاعب جمّة داخل الطائفة استطاع أن يعالجها تدريجيًا.[7] ويقول المؤرخ في الشؤون المارونية الأباتي بولس نعمان، أن من النتائج الهامة لهذه الثورة تقليص نفوذ النظام الإقطاعي وإلغاء قسم كبير من الامتيازات العائلية سيّما للمشايخ من آل الخازن وآل حبيش وآل جميّل وآل الخوري، وبدء العمل على فرض المساواة بين المواطنين.[8]

الزيارات الخارجية[عدل]

بعد سبعة سنوات في 1867 سافر البطريرك إلى روما للمشاركة في احتفالات ذكرى مرور 1800 عام على وفاة القديسين بطرس وبولس،[9] وذلك يكون البطريرك هو ثاني بطريرك ماروني يزور روما منذ أن زارها البطريرك أرميا العمشيتي في القرن الثالث عشر. ومن روما انتقل البطريرك إلى باريس حيث استقبله إمبراطورها نابليون الثالث،[9] وخلال طريق عودته مرّ بالآستانة عاصمة الدولة العثمانية والتقى السلطان عبد العزيز في 11 سبتمبر 1867، وخلال اللقاء منح السلطان البطريرك الوسام المجيدي من الطبقة الأولى، إلى جانب «حجر ثمين مرصع بالألماس».[9] كذلك فقد منح ألقابًا وجوائز للوفد الموافق للبطريرك من مطارنة وكهنة، وكان من بين المرافقين المطران يوسف الدبس والذي دوّن تفاصيل الرحلة بدءًا من بكركي مرورًا بروما وباريس وإسطنبول في كتاب أسماه «سِفر الأخبار في سَفر الأحبار»،[10] كذلك فقد أمرّ السلطان بأن يمنح البطريرك جناحًا في أحد القصور السلطانية وأن تحوّل إحدى غرفه إلى كنيسة لتأدية الطقوس، ووضع تحت تصرف البطريرك عربتان وأربع فرسان كمرافقة،[10] واستمرت الزيارة ثلاثة وعشرين يومًا دفع الباب العالي جميع مصاريفها، ما دفع يوسف الدبس للقول بأن الإكرام والتجلّة التي رافقت الزيارة لم تقدّم لأي بطريرك آخر زار الآستانة.[10] كذلك فقد طلب البطريرك خلال لقاءه السلطان إعفاء مسلمي لبنان من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية التي كانت معروفة باسم «السفربرلك» وتستمر لمدة خمسة سنوات لمساواتهم بمسيحي لبنان، فأجابه السلطان لطلبه. في 23 سبتمبر عاد البطريرك إلى لبنان ووصل طرابلس ثم انتقل إلى الديمان، ونظمت له استقبالات شعبية على طول الطريق بين طرابلس والكرسي البطريركي في الديمان.

أساقفة حبريته[عدل]

بلغ عدد الأساقفة الذين سيموا خلال حبرية البطريرك مسععد الطويلة التي دامت ستة وثلاثين عامًا، ستة عشر أسقفًا، من بينهم اثنين من خلفاءه هما يوحنا الحاج وإلياس الحويك، وهم:[11]

مؤلفاته[عدل]

وصف البطريرك مسعد بكونه متضلعًا بالتاريخ الشرقي الديني والعالمي إلى جانب معارفه في اللاهوت والفلسفة،[12] وله عدد من المؤلفات منها «بالدّر المنظوم»، الذي ناقش به تاريخ الكنيسة المارونية ولاهوتها خصوصًا في القرون الوسطى، وكتابًا آخر اسمه «التحفة الغرّاء في دوام بتولية العذراء» دافع بها عن عقيدة الحبل بلا دنس التي اعتمدتها الكنيسة الكاثوليكية،[13] وكتاب ثالث في اللاهوت حول انبثاق الروح القدس والتي تعتبر من القضايا الخلافية لاهوتيًا بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية؛[13] أما على صعيد التأريخ فله «السجل الكبير» الذي جمع فيه وثائق وبيانات متداولة في بكركي، وتاريخ الأسرة الخازنية وكتاب بعنوان «الملكية والمارونية» يشرح به وجهة نظره حول قيام البطريركية المارونية وانقسام الكرسي الخليقدوني فيها، وغيرها من الكتب والمقالات.[13]

إثارة الجدل[عدل]

تم اتهامه في كتاب "حسر اللثام عن نكبات الشام" (الصفحة 130)، الصادر عام 1895، بأنه اضطهد المسيحيين من غير طائفته وساعد قومه على اغتصاب كنائس الارذوثوكس وتدمير مدارس البروتسنانت. [14]

انظر أيضًا[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ أ ب الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، المطران يوسف الدبس، دار المشرق، بيروت 1905، ص.551
  2. ^ أ ب الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المفصل، مرجع سابق، ص.552
  3. ^ أ ب ت الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، مرجع سابق، ص.565
  4. ^ أ ب الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، مرجع سابق، ص.566
  5. ^ مجامع الكنيسة المارونية، المجمع البطريركي الماروني، 27 آب 2011. نسخة محفوظة 12 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ محطات مهمة في تاريخ الشعب المسيحي اللبناني التنظيم الآرامي الديموقراطي، 27 آب 2011. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 09 نوفمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ البطريركية المارونية عبر التاريخ، المتن فايلز، 27 آب 2011. نسخة محفوظة 5 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ محطات مارونية من تاريخ لبنان، بولس نعمان، غوسطا 1998، ص.127
  9. ^ أ ب ت الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، مرجع سابق، ص.553
  10. ^ أ ب ت الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، مرجع سابق، ص.554
  11. ^ الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، مرجع سابق، ص.555 - 557
  12. ^ [ أدباء النصرانية خلال تلك الفترة]، الحكواتي، 27 آب 2011. [بحاجة لمراجعة المصدر]
  13. ^ أ ب ت تذكار الموتى المؤمنين، موقع الآب غبرييل، 27 آب 2011. نسخة محفوظة 26 مايو 2020 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  14. ^ https://tinyurl.com/268tmk3f نسخة محفوظة 2023-07-20 على موقع واي باك مشين.

مواقع خارجية[عدل]

سبقه
جوزيف بطرس الخازن
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة

1854 - 1890

تبعه
يوحنا بطرس الحاج