حرب الكوم هي رواية للكاتب محمد المعزوز صدرت عن المركز الثقافي للكتاب، سنة 2022 وحصلت على جائزة القراء الشباب للكتاب المغربي سنة 2024[1]’ وهي عمل يَندرجُ، على صعيد النوع الأدبي، ضمن روايات ما بعد الاستعمار.[2] سبق للكاتب أن فازت روايته “رفيف الفصول” بجائزة المغرب للكتاب، ورشحت روايته “بأي ذنب رحلت” في القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية “بوكر”[3]
"حرب الكوم" هي رواية تاريخية اجتماعية تروي قصة الجنود المغاربة الذين جندتهم فرنسا قسرا للقتال في جيشها خلال الحرب العالمية الثانية، ضدّ ألمانيا النازية. كما مسلطت الضوء على التضحيات الكبيرة التي قدموها في ميادين القتال، وعلى إيمانهم وشجاعتهم وصمودهم أمام أهمال الحرب، كما سلطت الرواية الضوء على الجوانب المظلمة من الحرب، ومنها عدم الاعتراف ببطولات الجنود المغاربة وتشويه سمعتهم بعد الحرب، حيث تم تصويرهم بشكل سلبي والافتراء عليهم، رغم تضحياتهم الكبيرة في ميادين القتال.[2][4]
عيسى، وهو شخصية أساسية في الرواية، بعرف نفسه "كواحد من عبيد اليونان الذين كان يتفرّج عليهم في السينما، مقيّد الأرجل واليدين، محشوًّا في عربة متهالكة تحمله إلى حرب لا يعرف عنها شيئًا"(الرواية، ص91).
موسى الأخ التوأم لعيسي
عليّ : عاش حياة تراجيدية، درس في فرنسا الرياضيات والفيزياء. وانتسب وعيا مكنه من معرفة النوايا الاستعمارية لفرنسا التي تدمّرالشعوب حيث قال عنها الكاتب
"تقودها إلى حشود من الأشباح لا تعرف بعضها البعض، ولا ترى الوطن وطنها، بل مجرد عدم أو عدوان" (الرواية، ص77)،
زوليخا اذأخت عيسى وموسى
سليمان ابن فقيه الحي عبد السّلام الصّوفي، رب أسرة مكونة من ستة أفراد،
"يحاذي وادي إيسلي الذي تفرّعت عنه غدران تعانق البقاع. أهلته قبائل مختلفة من مدينة وجدة كبني يزناسن وأنجاد ولماهية. أغلب أفرادها أجراء وخمّاسة عند المعمّرين. يسكنون بيوتًا من طين، إما متزاحمة أو متلاصقة على امتداد دروب ضيّقة، وإمّا متفرّقة ومشتتة يبعد بعضها عن بعض وسط الحقول والأراضي المزروعة والبور المهملة" (الرواية، ص8)
و في أوروبا دارت أحذاث الرواية في منطقة مونتي كاسينو" في إيطاليا، حيث شارك الجنود المغاربة في معركة مونتي كاسينو التي كانت حاسمة في الحرب العالمية الثانية، وهي معركة استمرت لفترة طويلة في الفترة من يناير إلى مايو 1944. شاركت القوات المغربية في هذه الجبهة الإيطالية، حيث تم تكليفهم بمهام مختلفة بما في ذلك الدفاع عن مواقع مهمة والمشاركة في الهجمات العسكرية ضد القوات الألمانية والإيطالية. واجهت القوات المغربية تحديات كبيرة وتحملت خسائر جسيمة. لكنها قدمت أداءً بارزًا في المعركة وساهمت في نجاح العمليات العسكرية التي أدت في النهاية إلى تحرير المنطقة.[5]
وفي كتاب "نصر دون مجد"، للمؤرخة الفرنسية جولي لوغاك، تقول : "من شهر يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار 1944، شهد موقع كاسينو أربع معارك قاسية شارك فيها الجيش الفرنسي بجانب القوات الأمريكية ومقاتلين من أفريقيا ومن شمال أفريقيا التي كانت أنذك مستعمرات فرنسية". وتابعت: "60 بالمئة من عناصر الجيش الفرنسي كانوا ينحدرون من المستعمرات كالجزائر والمغرب وتونس".[6]