متلازمة الجيب الرصغي

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

متلازمة الجيب الرصغي اضطراب سريري يسبب الألم في الجيب الرصغي، وهو عبارة عن نفق جانبي في القدم عند تقاطع مؤخر القدم ووسط القدم، بين الكاحل والكعب.[1][2] في معظم الأحيان، تبدأ متلازمة الجيب الرصغي بعد التواء الكاحل، ولكن، قد تكون هناك أسباب أخرى.[3] هناك مجموعة متنوعة من العلاجات، تنقسم إلى علاجات تحفظية مثل العلاج الطبيعي والتركيبات التقويمية، وعلاجات أكثر توغلًا مثل حقن الكورتيزون.[4] تعد هذه الحالة غير مفهومة إلى حد ما وتخضع لنقاش حاد في المجتمع الطبي.[5]

الأسباب[عدل]

قد يكون لمتلازمة الجيب الرصغي مجموعة متنوعة من الأسباب. أكثر هذه الأسباب شيوعًا هو التواء الكاحل الانقلابي، والذي يشكل 70-80% من الحالات، يليه كب القدم، وهو المسؤول عن نحو 20-30% من الحالات. في حالات نادرة، يُعتقد أن النشاط البدني المفرط والأشكال الأخرى من إصابات القدم/الكاحل المزمنة هي السبب.[6]

في حالة الخلل الوظيفي في وتر العضلة الظنبوبية الخلفية الذي يسبب القدم المسطحة، قد تتطور متلازمة الجيب الرصغي أيضًا بسبب الخلل في بنية القدم بأكملها.

يُعتقد أيضًا أن هذه الحالة ناجمة عن عدم استقرار مفصل الكاحل/تحت الكاحل ما يسبب التهابًا في المنطقة.[7]

الأعراض[عدل]

تتميز متلازمة الجيب الرصغي بالألم والمضض وعدم الاستقرار/تفاقم الألم عند المشي على أسطح غير مستوية أو أثناء نشاط يتطلب حمل الوزن. يتفاقم الألم أيضًا عند حركات الانقلاب للداخل أو للخارج. يمكن أيضًا أن يحدث ارتخاء في مفاصل الكاحل والقدم. غالبًا ما يحدث تمزق في الأربطة أو تليف مفصلي أو تكيسات عقدية أو ارتكاس المفاصل. في بعض الأحيان، قد تظهر أيضًا تشنجات شظوية وأروح القدم الخلفية مع محدودية حركة التقوس.[8]

التشخيص[عدل]

قد تظهر الأشعة السينية بعض الانحشار في منطقة الجيب الرصغي. تشمل الاختبارات التشخيصية الأخرى: تصوير العظام بالأشعة الملونة والأشعة المقطعية والتقييم بالتصوير بالرنين المغناطيسي. قد يحقن الأطباء مخدرًا موضعيًا لحصر المشكلة ضمن الجيب الرصغي. يمكن أيضًا استخدام الأدوية المشعة لتحديد الالتهاب. يمكن إجراء تنظير لمفصل الكاحل لتحديد موقع الأنسجة التالفة. غالبًا ما يتم التشخيص بالاستبعاد لأن متلازمة الجيب الرصغي نادرًا ما تشكل تشخيصًا حاسمًا.

العلاج[عدل]

العلاجات التحفظية[عدل]

غالبًا ما تُستخدم العلاجات التحفظية (غير الجراحية) أولًا. تشمل العلاجات الممكنة ما يلي:[9]

  • أخذ فترة سكون (الراحة)
  • الاعتدال في النشاط
  • الأحذية الداعمة
  • دعامات الكاحل
  • العلاج التقويمي
  • الأدوية المضادة للالتهابات
  • العلاج الطبيعي

مع ذلك، رغم أن العلاجات التحفظية غالبًا ما تكون فعالة، قد تتطلب الحالات المقاومة علاجات أكثر توغلًا مثل:

  • حقن الكورتيكوستيرويد في القناة الرصغية
  • الستيرويدات الفموية
  • الأجهزة التقويمية المخصصة
  • العلاج بالتبريد

تعد هذه الأشكال من العلاج فعالة للغاية، رغم كونها توغلية ومكلفة.

العلاجات الجراحية[عدل]

العلاجات الجراحية نادرة جدًا ومخصصة للحالات شديدة المقاومة. قد تكون الجراحة مفتوحة (عن طريق إجراء شق) أو مغلقة (عن طريق تنظير المفصل). في حالات القدم المسطحة، تكون متلازمة الجيب الرصغي معقدة بسبب انهيار الأقواس. في هذه الحالات، تتضمن الجراحة إنضار (تنظيف) الجيب الرصغي وإمكانية إعادة بناء هيكل القدم. قد تشمل الجراحة أيضًا إنضار النتوءات العظمية.

في الحالات التي يسبب فيها خلل المفاصل هذه المتلازمة، غالبًا ما تكون الجراحة فعالة جدًا.

المآل[عدل]

إذا عولجت متلازمة الجيب الرصغي، يكوم مآلها ممتازًا. يتوقع الشفاء التام، رغم أن بعض المرضى قد يحتاجوا إلى إعادة تأهيل. مع ذلك، قد يحدث الانتكاس في بعض الأحيان، خاصةً إذا خضع المرضى للعلاجات التحفظية فقط. يمكن تشخيص متلازمة الجيب الرصغي بشكل خاطئ على أنها التواء مزمن في الكاحل. قد تتطور متلازمة الجيب الرصغي غير المعالجة إلى ألم مزمن في الكاحل وإعاقة.[10]

التاريخ[عدل]

دُرست متلازمة الجيب الرصغي لأول مرة من قبل الطبيب دينيس أوكونور في عام 1957. ادعى أوكونور أن العلاج التحفظي لم يكن فعالًا وأن الجراحة كانت الخيار الفعال الوحيد، واصفًا عملية جراحية يستأصل فيها الجراح أرضية الرباط السطحية وينظف الوسادة الدهنية. ادعى أوكونور أن جميع المرضى الأربعة عشر الذين خضعوا لهذه الجراحة أبلغوا عن تحسن أعراضهم. رغم عدم وجود الكثير من الإجماع في المجتمع الطبي (يزال هذا الاضطراب غير مدروس جيدًا)، أُثبت أن خيارات العلاج الأخرى، بما في ذلك العلاجات التحفظية، مفيدةً منذ ذلك الحين.

منذ وصفها لأول مرة، كانت أسباب المتلازمة محل نزاع أيضًا. في عام 1960، اقترح براون أن الفتق يسبب الألم والانزعاج المرتبط بالمتلازمة. في عام 1981، وصف تيلارد وآخرون تمزق الأربطة كونه سببًا محتملًا. بالإضافة إلى ذلك، ذكر شوارزنباخ وآخرون أن الندبات حول الأوردة قد تشكل مصدر الألم.[11]

المراجع[عدل]

  1. ^ Schubert, Roberto. "Sinus tarsi syndrome | Radiology Reference Article | Radiopaedia.org". Radiopaedia (بالإنجليزية الأمريكية). DOI:10.53347/rid-16623. Archived from the original on 2022-12-22. Retrieved 2022-12-22.
  2. ^ Khan، Imran؛ Peters، Jonathan؛ Welck، Matt؛ Saifuddin، Asif (أبريل 2023). "Sinus tarsi and sinus tarsi syndrome: An imaging review". European Journal of Radiology. ج. 161: 110725. DOI:10.1016/j.ejrad.2023.110725. ISSN:0720-048X. PMID:36773427. S2CID:256591305. مؤرشف من الأصل في 2023-06-03.
  3. ^ "What is Sinus Tarsi Syndrome, Testing and Treatment". www.aapsm.org. مؤرشف من الأصل في 2023-05-31. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-22.
  4. ^ "Sinus Tarsi Syndrome". The Foot and Ankle Clinic (بالإنجليزية الأسترالية). Archived from the original on 2023-11-06. Retrieved 2022-12-22.
  5. ^ Arshad, Z; Bhatia, M (Aug 2021). "Current concepts in sinus tarsi syndrome: A scoping review". Foot and Ankle Surgery (بالإنجليزية). 27 (6): 615–21. DOI:10.1016/j.fas.2020.08.013. PMID:32978087. S2CID:221937877. Archived from the original on 2023-11-08.
  6. ^ Helgeson، Kevin (فبراير 2009). "Examination and intervention for sinus tarsi syndrome". North American Journal of Sports Physical Therapy. ج. 4 ع. 1: 29–37. ISSN:1558-6162. PMC:2953318. PMID:21509118.
  7. ^ Pisani, Giacomo; Pisani, Pier Carlo; Parino, Enrico (Jan 2005). "Sinus tarsi syndrome and subtalar joint instability". Clinics in Podiatric Medicine and Surgery (بالإنجليزية). 22 (1): 63–77. DOI:10.1016/j.cpm.2004.08.005. PMID:15555844. Archived from the original on 2023-12-14.
  8. ^ Yang، C؛ Huang، Q؛ Cao، Y؛ Li، X؛ Zhu، Y؛ Xu، X (أغسطس 2021). "Staged surgical management of sinus tarsi syndrome: our experience of 273 cases". Annals of Palliative Medicine. ج. 10 ع. 8: 8909–18. DOI:10.21037/apm-21-1694. ISSN:2224-5839. PMID:34488378. S2CID:237431608.
  9. ^ Klausner، VB؛ McKeigue، ME (مايو 2000). "The sinus tarsi syndrome: a cause of chronic ankle pain". The Physician and Sportsmedicine. ج. 28 ع. 5: 75–80. DOI:10.3810/psm.2000.05.900. ISSN:0091-3847. PMID:20086641. S2CID:207670085. مؤرشف من الأصل في 2023-11-03.
  10. ^ "Sinus Tarsi Syndrome". FootCareMD (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-02-20. Retrieved 2022-12-22.
  11. ^ Akiyama, Koichi; Takakura, Yoshinori; Tomita, Yasuharu; Sugimoto, Kazuya; Tanaka, Yasuhito; Tamai, Susumu (Jul 1999). "Neurohistology of the sinus tarsi and sinus tarsi syndrome". Journal of Orthopaedic Science (بالإنجليزية). 4 (4): 299–303. DOI:10.1007/s007760050107. PMID:10436278. S2CID:24051350. Archived from the original on 2023-12-14.