ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/680

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
السفينة إنديورانس في رحلتها عبر المحيط المتجمد الجنوبي، ح. 1915، تصوير فرانك هيرلي.
السفينة إنديورانس في رحلتها عبر المحيط المتجمد الجنوبي، ح. 1915، تصوير فرانك هيرلي.

البعثة الإمبراطورية العابرة للقارة القطبية الجنوبية خلال الفترة من 1914 إلى 1917 هي آخر بعثة استكشافية كبرى في العصر البطولي لاستكشاف القطب الجنوبي. وكانت هذه البعثة التي رتب لها السير إرنست شاكلتون محاولةً للقيام بأول عبور بري للقارة القطبية الجنوبية. فبعد البعثة التي قادها روال أموندسن في عام 1911 إلى القطب الجنوبي، ظل هذا الاِجتياز، على حد تعبير شاكلتون، «الهدف الرئيس الوحيد لرحلات القطب الجنوبي». وقد فشلت بعثة شاكلتون في تحقيق هذا الهدف، بيدَ أنها أصبحت معروفة بأنها إنجاز ملحمي ومثال تاريخي للقدرة على التحمل. شارك شاكلتون في القطب الجنوبي ضمن بعثة استكشافية من عام 1901 إلى 1904، وقاد بعثة نمرود من عام 1907 حتى عام 1909، وفي هذه المغامرة الجديدة، اقترح شاكلتون الإبحار إلى بحر ودل، وإنزال فريق مهمة تسهيل الإنزال على الشاطئ بالقرب من خليج فاهسل، استعدادًا لمسيرة عابرة للقارة عبر القطب الجنوبي إلى بحر روس، وأثناء ذلك، أقامت إحدى الفرق الداعمة، معسكرًا في ماكموردو ساوند، وأقامت من هناك سلسلة من مستودعات الإمداد عبر جرف روس الجليدي حتى سفح نهر بيردمور الجليدي، وكانت هذه المستودعات ضرورية لبقاء الفريق العابر للقارة على قيد الحياة حيث لم تكن المجموعة قادرة على حمل المُؤن الكافية للعبور بأكمله، وتطلبت البعثة سفينتين: إنديورانس بقيادة شاكلتون لفريق بحر ودل، وأورورا بقيادة إينيس ماكنتوش لفريق بحر روس. حُوصرت سفينة إنديورانس في جليد بحر ودل قبل أن تصل إلى خليج فاهسل، وانجرفت شمالًا وعلقت في جليد غطائي في القارة القطبية الجنوبية طوال شتاء عام 1915. وفي النهاية، سُحقت السفينة وغرقت وجنحت إلى الجليد وعلى متنها 28 رجلًا. وبعد قضاء شهور في المعسكرات المؤقتة مع استمرار انحراف الجليد شمالًا، استقل الفريق قوارب النجاة للوصول إلى جزيرة إليفانت غير المأهولة، ثم استخدم شاكلتون وخمسة آخرون قاربًا مفتوحًا برحلة طولها 800 ميل (1300 كم) في رحلة الجيمس كايرد للوصول إلى جورجيا الجنوبية، ومن هناك، تمكن شاكلتون في النهاية من إنقاذ الرجال المنتظرين في جزيرة إليفانت وإعادتهم إلى منازلهم دون خسائر في الأرواح. على الجانب الآخر من القارة، تغلب فريق بحر روس على مصاعب كبيرة لإنجاز مهمته. واندفعت السفينة أورورا من مراسيها أثناء عاصفة، ولم تتمكن من العودة، تاركة فريق مهمة تسهيل الإنزال على الشاطئ محاصرًا بدون إمدادات أو معدات مناسبة، ومع ذلك، أُقيمت المستودعات وفُقد ثلاثة أشخاص قبل إنقاذ الفريق في النهاية.

تابع القراءة