الأزمة العراقية الكويتية (1961): الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
سطر 18: | سطر 18: | ||
== الخلفية التاريخية == |
== الخلفية التاريخية == |
||
منذ عام 1704 كان والي بغداد يمارس حكما شبه مستقل ضمن [[الإمبراطورية العثمانية]] وكان العراق يتألف من 4 ولايات (بغداد ٬ البصرة ٬ الموصل ٬ شهرزور) واستطاع حاكم بغداد ان يضم إلي حكمه ولايتي البصرة وشهرزور في حين ظلت ولاية الموصل تحت حكم أسرة آل الجليلي شبه المستقلة ظل هذا الوضع في العراق قائما حتى عام [[1831]] حينما انتهى [[مماليك العراق|حكم المماليك في العراق]] واصبحت ولاية بغداد تحت الحكم المباشر للدولة العثمانية وبات منصب والي بغداد يعين مباشرة من اسطنبول ٬ ولما استتب الحكم المركزي في بغداد انهى العثمانيون حكم أل الجليلي بالموصل في 1834. |
منذ عام 1704 كان والي بغداد يمارس حكما شبه مستقل ضمن [[الإمبراطورية العثمانية]] وكان العراق يتألف من 4 ولايات (بغداد ٬ البصرة ٬ الموصل ٬ شهرزور) واستطاع حاكم بغداد ان يضم إلي حكمه ولايتي البصرة وشهرزور في حين ظلت ولاية الموصل تحت حكم أسرة آل الجليلي شبه المستقلة ظل هذا الوضع في العراق قائما حتى عام [[1831]] حينما انتهى [[مماليك العراق|حكم المماليك في العراق]] واصبحت ولاية بغداد تحت الحكم المباشر للدولة العثمانية وبات منصب والي بغداد يعين مباشرة من اسطنبول ٬ ولما استتب الحكم المركزي في بغداد انهى العثمانيون حكم أل الجليلي بالموصل في 1834<ref>Ottoman Origins of Modern Iraq, Ebubekir Ceylan I.B.Tauris, 2011 p.47 |
||
</ref> |
|||
في عام 1869 ضمت جميع ولايات العراق إلى ولاية بغداد وعين [[مدحت باشا]] واليا عليه<ref>Ottoman Origins of Modern Iraq, Ebubekir Ceylan I.B.Tauris, 2011 p.124 |
|||
</ref> والذي وسع رقعة ولايته جنوبا عبر شن حملة عسكرية على مدينتي الاحساء والقطيف التابعتين لامارة نجد مستغلا الحرب الاهلية الدائرة بين ورثة الامام فيصل آل سعود ٬ وخلال الحملة ساند حاكم [[الكويت]] العثمانيين بقواته البرية وباسطول بحري لتنتهي الحملة بضم منطقة شرق الجزيرة العربية وتأسيس [[متصرفية الأحساء (1871-1913)|متصرفية الاحساء]] وقد سجل مدحث باشا ملاحظته حول الوضع السياسي للكويت في مذكراته قائلا:<ref>مذكرات مدحت باشا، الدار العربية للعلوم، 2002، ص.238</ref>{{اقتباس|تبعد الكويت عن البصرة 60 ميلا في البحر وهي كائنة على الساحل بالقرب من نجد وأهلها كلهم مسلمون وعدد بيوتها 6,000 وليست بتابعة لأية حكومة وكان الوالي السابق [[محمد نامق باشا|نامق باشا]] يريد إلحاقها بالبصرة فأبى أهلها لأنهم قد اعتادوا عدم الإذعان للتكاليف والخضوع للحكومات فبقى القديم على قدمه (...) والأهالي هناك شوافع وهم يديرون أمرهم معتمدين على الشرع الشريف وحاكمهم وقاضيهم منهم فهم يعيشون شبه جمهورية وموقعهم يساعدهم على الاحتفاظ بحالتهم الحاضرة وهم لا يشتغلون بالزراعة بل بالتجارة البحرية وعندهم ألفان من المراكب التجارية الكبيرة والصغيرة فهم يشتغلون بصيد اللؤلؤ في البحرين وفي عمان وتسافر سفائنهم الكبيرة إلى الهند وزنجبار للتجارة وقد رفعوا فوق مراكبهم راية مخصوصة بهم واستعملوها زمنا طويلا.}} |
|||
وبعد اتمام مدحت باشا ضم منطقة الاحساء جعل كل من إمارة قطر وإمارة الكويت اقضية عثمانية تتبع ولاية بغداد ومنح حكام الامارتين منصب قائم مقام وبذلك اصبحت الكويت منذ عام 1870 قضاءً عثمانيا يتمتع بالحكم الذاتي إلا انه وبالرغم من ذلك كانت العلاقات الكويتية العثمانية تتسم بالشكلية ففيما عدا رفع العلم العثماني لم يكن للعثمانيين بالكويت إدارة مدنية عثمانية ولا حتى [[حامية عسكرية]] بل ولم يخضع الكويتيون للتجنيد في خدمة [[الجيش العثماني (1826-1922)|الجيش العثماني]] ولم يدفعوا أي ضربية مالية للدولة العثمانية.<ref>Shifting lines in the sand: Kuwait's elusive frontier with Iraq By David H. Finnie. P.7</ref> وحتى لقب "قائم مقام" الذي منح لحكام الكويت ظل ينظر له كمنصب شرفي لاسيما مع تعهد [[الدولة العثمانية]] باستمرار [[الكويت]] ذاتية الحكم.<ref>The Kuwait Crisis: Basic Documents By E. Lauterpacht, C. J. Greenwood, Marc Weller P.12</ref> في عام 1899 دفع النزاع السياسي مع العثمانيين حاكم الكويت إلي طلب الحماية البريطانية لتصبح الكويت محمية بريطاية تحت الحكم العثماني ، وبعد اندلاع [[الحرب العالمية الأولى]] وانهيار الإمبراطورية العثمانية اصبحت الكويت إمارة مستقلة تحت الحماية البريطانية ، استمر هذا الوضع قائما حتى [[19 يونيو]] [[1961]] حينما ألغيت [[اتفاقية 1899|إتفاقية الحماية الموقعة لعام 1899]] بين بريطانيا والكويت واعلنت الكويت استقلالها الكامل. |
وبعد اتمام مدحت باشا ضم منطقة الاحساء جعل كل من إمارة قطر وإمارة الكويت اقضية عثمانية تتبع ولاية بغداد ومنح حكام الامارتين منصب قائم مقام وبذلك اصبحت الكويت منذ عام 1870 قضاءً عثمانيا يتمتع بالحكم الذاتي إلا انه وبالرغم من ذلك كانت العلاقات الكويتية العثمانية تتسم بالشكلية ففيما عدا رفع العلم العثماني لم يكن للعثمانيين بالكويت إدارة مدنية عثمانية ولا حتى [[حامية عسكرية]] بل ولم يخضع الكويتيون للتجنيد في خدمة [[الجيش العثماني (1826-1922)|الجيش العثماني]] ولم يدفعوا أي ضربية مالية للدولة العثمانية.<ref>Shifting lines in the sand: Kuwait's elusive frontier with Iraq By David H. Finnie. P.7</ref> وحتى لقب "قائم مقام" الذي منح لحكام الكويت ظل ينظر له كمنصب شرفي لاسيما مع تعهد [[الدولة العثمانية]] باستمرار [[الكويت]] ذاتية الحكم.<ref>The Kuwait Crisis: Basic Documents By E. Lauterpacht, C. J. Greenwood, Marc Weller P.12</ref> في عام 1899 دفع النزاع السياسي مع العثمانيين حاكم الكويت إلي طلب الحماية البريطانية لتصبح الكويت محمية بريطاية تحت الحكم العثماني ، وبعد اندلاع [[الحرب العالمية الأولى]] وانهيار الإمبراطورية العثمانية اصبحت الكويت إمارة مستقلة تحت الحماية البريطانية ، استمر هذا الوضع قائما حتى [[19 يونيو]] [[1961]] حينما ألغيت [[اتفاقية 1899|إتفاقية الحماية الموقعة لعام 1899]] بين بريطانيا والكويت واعلنت الكويت استقلالها الكامل. |
نسخة 01:36، 21 يوليو 2018
الأزمة العراقية الكويتية | |||||
---|---|---|---|---|---|
المدمرة كامبرداون واحدة من 4 مدمرات وحاملتي طائرات و6 فرقاطات شكلت الاسطول البريطاني الذي أجابت به بريطانيا على طلب أمير الكويت للمساعدة العسكرية في 30 يونيو 1961.
| |||||
معلومات عامة | |||||
| |||||
المتحاربون | |||||
الكويت المملكة المتحدة السعودية الأردن الجمهورية العربية المتحدة السودان |
العراق | ||||
القادة | |||||
الشيخ عبدالله السالم الصباح | عبد الكريم قاسم | ||||
القوة | |||||
3,000 عسكري 5,000 متطوع 5,000 عسكري 1,281 عسكري 785 عسكري 159 عسكري 112 عسكري |
60,000 مجموع القوات المسلحة العراقية | ||||
تعديل مصدري - تعديل |
الأزمة العراقية الكويتية أو أزمة عبد الكريم قاسم هي أزمة حدثت بين دولتي العراق والكويت في عام 1961 أثناء فترة حكم عبد الكريم قاسم والذي طالب بضم الكويت بعد أن أعلنت استقلالها من بريطانيا.
الخلفية التاريخية
منذ عام 1704 كان والي بغداد يمارس حكما شبه مستقل ضمن الإمبراطورية العثمانية وكان العراق يتألف من 4 ولايات (بغداد ٬ البصرة ٬ الموصل ٬ شهرزور) واستطاع حاكم بغداد ان يضم إلي حكمه ولايتي البصرة وشهرزور في حين ظلت ولاية الموصل تحت حكم أسرة آل الجليلي شبه المستقلة ظل هذا الوضع في العراق قائما حتى عام 1831 حينما انتهى حكم المماليك في العراق واصبحت ولاية بغداد تحت الحكم المباشر للدولة العثمانية وبات منصب والي بغداد يعين مباشرة من اسطنبول ٬ ولما استتب الحكم المركزي في بغداد انهى العثمانيون حكم أل الجليلي بالموصل في 1834[1]
في عام 1869 ضمت جميع ولايات العراق إلى ولاية بغداد وعين مدحت باشا واليا عليه[2] والذي وسع رقعة ولايته جنوبا عبر شن حملة عسكرية على مدينتي الاحساء والقطيف التابعتين لامارة نجد مستغلا الحرب الاهلية الدائرة بين ورثة الامام فيصل آل سعود ٬ وخلال الحملة ساند حاكم الكويت العثمانيين بقواته البرية وباسطول بحري لتنتهي الحملة بضم منطقة شرق الجزيرة العربية وتأسيس متصرفية الاحساء وقد سجل مدحث باشا ملاحظته حول الوضع السياسي للكويت في مذكراته قائلا:[3]
وبعد اتمام مدحت باشا ضم منطقة الاحساء جعل كل من إمارة قطر وإمارة الكويت اقضية عثمانية تتبع ولاية بغداد ومنح حكام الامارتين منصب قائم مقام وبذلك اصبحت الكويت منذ عام 1870 قضاءً عثمانيا يتمتع بالحكم الذاتي إلا انه وبالرغم من ذلك كانت العلاقات الكويتية العثمانية تتسم بالشكلية ففيما عدا رفع العلم العثماني لم يكن للعثمانيين بالكويت إدارة مدنية عثمانية ولا حتى حامية عسكرية بل ولم يخضع الكويتيون للتجنيد في خدمة الجيش العثماني ولم يدفعوا أي ضربية مالية للدولة العثمانية.[4] وحتى لقب "قائم مقام" الذي منح لحكام الكويت ظل ينظر له كمنصب شرفي لاسيما مع تعهد الدولة العثمانية باستمرار الكويت ذاتية الحكم.[5] في عام 1899 دفع النزاع السياسي مع العثمانيين حاكم الكويت إلي طلب الحماية البريطانية لتصبح الكويت محمية بريطاية تحت الحكم العثماني ، وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية اصبحت الكويت إمارة مستقلة تحت الحماية البريطانية ، استمر هذا الوضع قائما حتى 19 يونيو 1961 حينما ألغيت إتفاقية الحماية الموقعة لعام 1899 بين بريطانيا والكويت واعلنت الكويت استقلالها الكامل.
في المقابل ظلت الأراضي العراقية خاضعة للحكم العثماني حتى الحرب العالمية الأولى 1914-1918 حينما اصبح العراق خاضعا للاحتلال البريطاني وفي عام 1921 أعلن عن تأسيس المملكة العراقية وبويع الملك فيصل ملكا على العراق ولم يحصل العراق على استقلاله إلا عام 1931 وظل النظام الملكي قائما حتى اطاحت به ثورة 14 تموز 1958 لتأسس الجمهورية العراقية.
تطور الأزمة
قامت الحكومة الكويتية في 19 يونيو 1961 بإلغاء إتفاقية الحماية الموقعة لعام 1899 بين بريطانيا والكويت واعلنت الاستقلال الكامل للكويت ٬ وبعد هذا الحدث بادر رئيس وزراء العراق عبد الكريم قاسم بعقد مؤتمر صحفي في بغداد بعد أقل من أسبوع من اعلان استقلال الكويت يطالب فيه بضم الكويت إلى العراق.
وكانت الكويت قد تقدمت بطلب إلى جامعة الدول العربية في 23 يونيو لطلب قبول عضويتها بالجامعة أي قبل يومين من إعلان عبد الكريم قاسم بضم الكويت إلى العراق، وقد تقرر البت في الطلب بتاريخ 4 يوليو إلا ان الجامعة أخفقت في اتخاذ قرار في الموضوع، وقرر تأجيل الجلسة إلى يوم الأربعاء، 12 يوليو، ريثما ينتهي أمين عام الجامعة العربية من الاتصال مع الحكومات المعنية بالأزمة.
في 20 يوليو أصدرت الجامعة العربية قراراً بقبول الكويت في الجامعة وطلبت الكويت من بريطانيا ان تسحب قواتها لأحلال قوات عربية محلها ووصلت قوات من الجمهورية العربية المتحدة والأردن والسودان.
قرر العراق قطع علاقاته الدبلوماسية بعدة دول منها لبنان، وتونس والأردن وإيران والولايات المتحدة واليابان كنتيجة لأعترافهم بالكويت.
تحشد القوات العراقية والكويتية على منطقة الحدود الدولية
قامت القيادة العراقية بتحريك اللواء الأول مشاة الموجود في منطقة المسيب واللواء 14 مشاة الموجود في محافظة الناصرية إلى منطقة الحدود الكويتية، كما نقلت كتيبتي الدبابات الأولى والثانية من اللواء المدرع الرابع التابع للفرقة الأولى في بغداد إلى محافظة البصرة.
وعلى الرغم من قلة تعداد الجيش الكويتي الذي يبلغ ما بين 2,000 و3,000 جندي مقارنة بـ 60,000 جندي هو تعداد الجيش العراقي[6] فقد تم اعلان حالة الاستنفار في صفوف الجيش وانتشترت قطاعاته في مواقع دفاعية وتشكل غالب هذه الوحدات من عناصر اللواء السادس إضافة إلى بعض الوحدات المستقلة.
طلب المساعدة العسكرية (30 يونيو)
تأخر أمير الكويت 6 أيام قبل أن يطلب المساعدة العسكرية من بريطانيا في 30 يونيو 1961 بموجب اتفاقية الصداقة البريطانية الكويتية المعقودة في 19 يونيو 1961[7] كذلك قام أمير الكويت بطلب المساعدة العسكرية من المملكة العربية السعودية تفعيلا لاتفاقية الدفاع المشترك بين الكويت والسعودية الموقعة عام 1948.
وصول القوات السعودية (1 يوليو)
وصلت في 1 يوليو قوة سعودية مؤلفة من 100 مظلي، وقد بلغ مجموع القوات السعودية 1,000 فرد.
وصول القوات البريطانية (2 يوليو)
وقد نفذت بريطانيا عملية فانتاج العسكرية وقد بلغ مجموع حجم القوات البريطانية بالكويت 5,000 عسكري.
وصول قوات الجامعة العربية
في 20 يوليو أصدرت الجامعة العربية قراراً بقبول الكويت في الجامعة وطلبت الكويت من بريطانيا ان تسحب قواتها لأحلال قوات عربية محلها ووصلت قوات من الجمهورية العربية المتحدة والأردن والسودان.
- 1.القوة السعودية: تتكون من 1281 جندياً (كتيبة مشاة 785 جندياً + كتيبة مدرعة 496 جندياً + سرية مدفعية ميدان "6 مدافع 105مم" + وحدات خدمات فنية).
- 2.القوة الأردنية: تتكون من 785 جندياً (كتيبة مشاة + فصيل مدفعية مضادّة للطائرات "6 مدافع 40مم" + وحدة خدمات طبية).
- 3.القوة السودانية: تتكون من 112 جندياً (سرية مشاة).
- 4.قوة الجمهورية العربية المتحدة: تتكون من 159 جندياً، (سرية مهندسين عسكريين + سرية إشارة + وحدة سكرتارية عسكرية).
في 28 سبتمبر أنفصلت سوريا عن الجمهورية العربية فسحبت مصر قواتها من الكويت في 12 أكتوبر.
في يناير 1963، قلصت هذه القوات لتحل محلها قوات رمزية من 15 إلى 20 جندي من جميع الدول العربية.
انتهاء الأزمة
أنتهت الأزمة بمقتل عبد الكريم قاسم نتيجة انقلاب عسكري حدث في 8 فبراير 1963، وجراء ذلك انسحبت القوات العربية نهائياً من الكويت في 20 فبراير من نفس العام.
هوامش
- ^ Ottoman Origins of Modern Iraq, Ebubekir Ceylan I.B.Tauris, 2011 p.47
- ^ Ottoman Origins of Modern Iraq, Ebubekir Ceylan I.B.Tauris, 2011 p.124
- ^ مذكرات مدحت باشا، الدار العربية للعلوم، 2002، ص.238
- ^ Shifting lines in the sand: Kuwait's elusive frontier with Iraq By David H. Finnie. P.7
- ^ The Kuwait Crisis: Basic Documents By E. Lauterpacht, C. J. Greenwood, Marc Weller P.12
- ^ موسوعة مقاتل نسخة محفوظة 03 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ Britain and the Middle East: Economic History, 1945-87, p.136