مستخدم:المنذر الراسبيي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

البحر الاحمر[عدل]

البحر الأحمر هي ترجمة مباشرة للكلمة اليونانية إريثرا ثالاسا - Ερυθρὰ Θάλασσα واللاتينية مير روبروم - Mare Rubrum (بدلاً من الكلمة سينوس ارابيكوس Sinus Arabicus، التي تعني حرفياً "الخليج العربي").

وعند العرب قديماً كان يسمى (بحر القلزم)، وكلمة قلزم تعني المضيق وسمي البحر بهذا الاسم نسبة إلى مدينة القلزم، وأسمها القديم كليسما Clysma. وخليج القلزم يعرف في كتب اليونان باسم هيروبوليت Heroopolie. وقد خربت هذه المدينة في القرن 5هـ/11م، وعلى أنقاضها أنشأت مدينة السويس الحالية في القرن 6هـ/12م وسمي الخليج بخليج السويس. وفي الصومالية يسمى بدّا عَس - Badda Cas والتجرينية غايح باحري - ቀይሕ ባሕሪ.

وقد تكون تسمية البحر مأخوذة من خرائط البرتغالية نظراً إلى خطر الدخول به- erythraeum Trichodesmium - الموسمية الحمراء اللون القريبة من سطح الماء.

وكان أهل الحجاز قديماً يسمونه البحر التهامي، نسبة إلى تهامة، حيث يقول الحارث بن عباد اليشكري :

وهناك فرضية أخرى هي أن الاسم قد أتى من قبيلة حمير التي كانت تقطن في اليمن.  وأيضاً أيد بعض العلماء العصريين نظرية أن الأحمر هو اسم يشير إلى اتجاه الجنوب، كما البحر الأسود قد يشير إلى الشمال. وعلى أساس هذه النظرية بعض اللغات الآسيوية تستخدم أسماء الألوان للإشارة إلى الاتجاهات السماوية . وقد كان هيرودوت في المناسبة الواحدة يستخدم كلمة البحر الأحمر وبحر الجنوب بشكل متبادل.

ونظرية أخرى للتسمية لأن حدود البحر الأحمر على الصحراء المصرية، والتي كان القدماء المصريين يسمونها Dashret أو "الأرض الحمراء"  

قد ارتبط البحر الأحمر مع الكتاب المقدس عند عبور الإسرائيليين له قديماً في عهد موسى، وقد وضحت في ترجمة السبعونية في سفر الخروج من العبرية إلى الكوينه اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً في هذا الإصدار، وقد ترجمت (يام صوف - ים סוף - العبرية) لـ(إرثرا ثالاسا - أي البحر الأحمر).

البحر الأحمر أحد الأربعة بحار المسماة باللغة الإنكليزية بعد توحيد أسماء الألوان—والأخرى التي في البحر الأسود، البحر الأبيض والبحر الأصفر.

وتشير كلمة (Erythra thalassa - إرثرا ثالاسا) اليونانية وبالاتينية (Mare Erythraeum - مير إرثريوم ) وهي تشير إلى الجزء الشمال الغربي من المحيط الهندي، وكذلك إلى منطقة على سطح المريخ.

تاريخ البحر الأحمر[عدل]

هذا الفيديو فوق جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط نزولا على شاطئ البحر الأحمر، وقد أخذت من قبل طاقم الرحلة 29 على متن محطة الفضاء الدولية.

قام بأول رحلة استكشاف للبحر الأحمر قدماء المصريين، لأنهم كانوا يسعَون إلى إقامة الطرق التجارية إلى بلاد البونت. ووقعت إحدى هذه الحملات حوالي 2500 ق.م، وأخرى حوالي 1500 ق.م (بواسطة حتشبسوت). وكانت كلا الرحلتين على طول البحر الأحمر.

وقد ذكر المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم: أن بحر القلزم هو البحر الذي طَرَحت فيه أم موسى تابوت موسى لمّا خافت عليه من فرعون. وقد عبر بنو إسرائيل البحر الأحمر برفقة نبي الله موسى كما ورد في القرآن الكريم ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ [26:63] ﴿وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى﴾ [20:77]

في القرن السادس قبل الميلاد، أرسل داريوس الأول من بلاد فارس بعثات الاستطلاع إلى البحر الأحمر، وقد حسن ووسع نطاق التنقل عن طريق تحديد أماكن الكثير من الصخور الخطرة والتيارات المائية. وقد تم بناء قناة بين النيل والطرف الشمالي للبحر الأحمر عند مدينة السويس. أرسل الإسكندر الأكبر في أواخر القرن الرابع ق.م رحلات يونانية بحرية لأسفل البحر الأحمر تجاه المحيط الهندي. واصل البحارة اليونانيين استكشاف وجمع البيانات من البحر الأحمر. جمع المؤرخ اغاثارشيدس  المعلومات حول البحر في القرن الثاني ق.م. يبين الدليل "Periplus of the Erythraean Sea"الذي كتب بواسطة الأغريق في القرن الأول وصف تفصيلي لموانئ البحر الأحمر والطرق البحرية. يصف أيضاً كيف اكتشف هبالوس  لأول مرة الطريق المباشر من البحر الأحمر إلى الهند.

كان البحر الأحمر المفضل للتجارة الرومانية مع الهند  بدءاً من عهد الإمبراطور أغسطس، عندما كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على البحر المتوسط ومصر وشمال البحر الأحمر. وقد كان يستخدم الطريق من جانب الدول السابقة ولكن زادت في حجم حركة المرور في ظل الرومان. قدمت السلع الصينية من الموانئ الهندية إلى العالم الروماني. يعتمد الاتصال بين روما والصين على البحر الأحمر، ولكن تم كسر الطريق من قبل إمبراطورية أكسوم في القرن الثالث الميلادي تقريبا.

خلال العصور الوسطى، كان البحر الأحمر جزءاً هاماً من طريق تجارة التوابلكان البحر الأحمر مدخلاً لتجميع السلع الشرقية وغيرها، حيث تنتقل إلى عدن ثم السويس أو عيذاب والقيصر في الغرب، لتحمل براً في القوافر فتذهب إلى القاهرة ثم الأسكندرية أو دمياط، لينتهي المطاف بها إلى البندقية وجنوة لتوزع على تجار التجزئة الأوروبيين. وقد سيطر المماليك على الشام ومصر والحجاز وبعض أجزاء اليمن في نهاية العصور الوسطى بين 1250-1517م مما مكنهم من ربح أموال طائلة بسبب الضرائب الكثيرة التي يفرضونها على السلع لتمر من أراضيهم، وقد حصروا تجارة التوابل لهم فقط، حيث كانت المراكب غير الإسلامية لا يمكنها العبور بحجة أن البحر الأحمر يؤدي إلى الأماكن الإسلامية المقدسة في الحجاز.

في عام 1513، فرض ألفونسو دي ألبوكيرك الحصار على عدن لمحاولة تأمين تلك الطريق إلى البرتغال. لكنه اضطر إلى التراجع. وطاف البحر الأحمر داخل باب المندب، وكان الأسطول الأوروبي أول من أبحر في هذه المياه.

عام 1798، أمرت فرنسا القائد بونابرت على اجتياح مصر والسيطرة على البحر الأحمر. ورغم أنه فشل في مهمته، فإن المهندس جان باتيست لوبير، الذي شارك في هذه المهمة اعاد فكرة القناة الذتي كانت متصورة في عهد الفراعنة. تم بناء العديد من القنوات في العصور القديمة من النيل إلى البحر الأحمر على طوله أو بالقرب من خط قناة المياه الحلوة الحالية، ولكنها لم تدم لفترة طويلة. وكان فتح قناة السويس في نوفمبر 1869. في ذلك الوقت تقاسم البريطانيون، الإيطاليون والفرنسيون المراكز التجارية. وتم تفكيك هذه المراكز تدريجياً في أعقاب الحرب العالمية الأولى. بعد الحرب العالمية الثانية، سيطرت نفوذ الأميركيين والسوفيات في حجم حركة ناقلات النفط المكثفة. ومع ذلك، فإن حرب الأيام الستة بلغت ذروتها في إغلاق قناة السويس في ما بين 1967 حتي 1975. اليوم، على الرغم من الدوريات التي تقوم بها أساطيل البحرية الكبرى في مياه البحر الأحمر وقناة السويس لم تتخلص من سيادتها على المسار الأخضر، والتي يعتقد أنها أقل عرضة للخطر.