مستخدم:حساب ملغى 123321/ملعب/الاندلس

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

قائمة مدن الاندلس[عدل]

الاسم العربي القديم الاسم العربي القديم الانجليزية الاسبانية الاحداثيات مراجع
إبارية
أبره
باطقة
قرطبة (بالإسبانية:Córdoba)
إشبانية
إشبارية
الأندلس
نربونة
غاليش
الأندلس
بطرّش
طليوشة
مقلونة
نومشو
قرقشونة
برشلونة
براقرة
برطقال
توذي
أورية
لكّه
برطانية
أشتيرقية
شنتا ياقو
إيرية
بطقة
شارة
طركونة طراغونة Tarragona
سرقسطة سرقسطة Zaragoza Zaragoza
أشقة
لاردة لاردة
طرطوشة طرطوشة Tortosa Tortosa
تطيلة تطيلة بالإسبانية: Tudela)
بلد ابن شانجو
بليارش
برشلونة
جرندة
أنبوريش
بنبلونة
أوقة
قلهرّة
طرسونة
أماية
طليطلة
أوريط
شقوبية
أركبيقة
وادي الحجارة
شقونسة
أكشومة
بلنسية
بلازية
أوريولة
آلش
شاطبة Xàtiva
دانية
بياسة (بالإسبانية: Baeza)
قسطلونة
منتيشة
[[وادي آش]
بسطة
أرش
بجّانة
ماردة
باجة
أكشونبة
صيوتلة
يابرة
شنترة
شنترين
الأشبونة
قلنبرية
قورية
شلمنقة
صمورة
شنت ياقوب
إشبيلية
لبلة
قرطبة
قرمونة Carmona
مورون
مرشانة
الجزيرة
تاكرنا وريه
أشبونة
استجة
قبرة
بجّانة
إلبيرة
جيان
منتيشة
بيرة
أرجونة
ملكونة
أبدة
بياسة
نربونة
برذيل
جزيرتي ميورقة
منورقة
مدينة برذيل
مدينة نربونة
رغشية
البشكنش
شنت مرية
إفرنجة
جزيرة قادس
سمورة (إسبانية:Zamora)

أربونة 👈 إرون

البلاذری[عدل]

قال البلاذری:

قال الواقدي:غزا طارق بن زياد عامل موسى بن نصير الأندلس و هو أول من غزاها و ذلك فى سنة اثنتين و تسعين فلقيه أليان و هو وال على مجاز الأندلس فآمنه طارق على أن حمله و أصحابه إلى الأندلس فى السفن، فلما صار إليها حاربه أهلها ففتحها و ذلك فى سنة اثنتين و تسعين، و كان ملكها فيما يزعمون من الأشبان و أصلهم من أصبهان، ثم أن موسى بن نصير كتب إلى طارق كتابا غليظا لتغريره بالمسلمين و افتتانه عليه بالرأى فى غزوه و أمر أن لا يجاوز قرطبه و سار موسى إلى قرطبه من الأندلس فترضاه طارق فرضي عنه فافتتح طارق مدينة طليطله و هي مدينة مملكة الأندلس و هي مما يلي فرنجة و أصاب بها مائدة عظيمة أهداها موسى بن نصير إلى الوليد بن عبد الملك بدمشق حين قفل سنة ست و تسعين و الوليد مريض، فلما ولى سليمان بن عبد الملك أخذ موسى بن نصير بمائة ألف دينار فكلمه فيه يزيد بن المهلب فأمسك عنه، ثم لما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز رضى اللّه عنه ولى المغرب إسماعيل بن عبد اللّه بن أبى المهاجر مولى بنى مخزوم، فسار أحسن سيره و دعى البربر إلى الإسلام و كتب إليهم عمر بن عبد العزيز كتبا يدعوهم بعد إلى ذلك فقرأها إسماعيل عليهم فى النواحي فغلب الإسلام على المغرب. قالوا: و لما ولى يزيد بن عبد الملك ولى يزيد بن أبى مسلم مولى الحجاج ابن يوسف افریقیه و المغرب، فقدم افریقیه فى سنة اثنتين و مائة و كان حرسه البربر فوسم كل امرئ منهم على يده حرسى، فأنكروا ذلك و ملوا سيرته فدب بعضهم إلى بعض و تضافروا على قتله فخرج ذات عشية لصلاة المعرب فقتلوه فى مصلاه فولى يزيد بشر بن صفوان الكلبي فضرب عنق عبد اللّه بن موسى بن نصير بيزيد، و ذلك أنه اتهم بقتله و تأليب الناس عليه، ثم ولى هشام بن عبد الملك بشر بن صفوان أيضا فتوفى بالقيروان سنة تسع و مائة فولى مكانه عبيدة بن عبد الرحمن القيسي، ثم استعمل بعده عبد اللّه بن الحبحاب مولى بنى سلول فأغزى عبد الرحمن بن حبيب بن أبى عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري السوس و أرض السودان فظفر ظفرا لم ير أحد مثله قط، و أصاب جاريتين من نساء ما هناك ليس للمرأة منهن إلا ثدي واحد و هم يسمون تراجان ثم ولى بعد ابن الحبحاب كلثوم بن عياض القشيري فقدم افریقیه فى سنة ثلاث و عشرين فقتل، ثم ولى بعده حنظلة بن صفوان الكلبي أخا بشر بن صفوان فقاتل الخوارج و توفى هناك و هو وال، و قام الوليد بن يزيد بن عبد الملك فخالف عليه عبد الرحمن بن حبيب الفهري و كان محببا فى ذلك الثغر لما كان من آثار جده عقبه بن نافع فيه فغلب عليه و انصرف عنه حنظلة فبقى عبد الرحمن عليه، و ولى يزيد بن الوليد الخلافة فلم يبعث إلى المغرب عاملا و قام مروان بن محمد فكاتبه عبد الرحمن بن حبيب و أظهر له الطاعة و بعث إليه بالهدايا، و كان كاتبه خالد بن ربيعة الإفريقي. و كان بينه و بين عبد الحميد بن يحيى مودة و مكاتبة فأقر مروان عبد الرحمن على الثغر ثم ولى بعده الياس بن حبيب ثم حبيب بن عبد الرحمن ثم غلب البربر و الإباضية من الخوارج، ثم دخل محمد بن الأشعث الخزاعي افریقیه واليا عليها فى آخر خلافة أبى العباس فى سبعين ألفا و يقال فى أربعين ألفا فوليها أربع سنين فرم مدينة القيروان، ثم وثب عليه جند البلد و غيرهم، و سمعت من تحدث أن أهل البلد و الجند المقيمين فيه وثبوا به فمكث يقاتلهم أربعين يوما و هو فى قصره حتى اجتمع إليه أهل الطاعة ممن كان شخص معه من أهل خراسان و غيرهم و ظفر بمن حاربه و عرضهم على الأسماء، فمن كان اسمه معاوية أو سفيان أو مروان أو اسما موافقا لأسماء بنى أمية قتله، و من كان اسمه خلاف ذلك استبقاه فعزله المنصور. و ولى عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبى صفرة العتكي، و هو الذي سمى هزار مرد، و كان المنصور به معجبا فدخل افریقیه و غزا منها حتى بلغ أقصى بلاد البربر و ابتنى هناك مدينة سماها العباسية، ثم أن أبا حاتم السدراتى الإباضي من أهل سدراتة و هو مولى لكندة قاتله فاستشهد و جماعة من أهل بيته و انتقض الثغر و هدمت تلك المدينة التي ابتناها، و ولى بعد هزار مرد يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب، فخرج فى خمسين ألفا، و شيعه أبو جعفر المنصور إلى بيت المقدس و أنفق عليه مالا عظيما فسار يزيد حتى لقى أبا حاتم باطرابلس فقتله و دخل إفريقية فاستقامت له، ثم ولى بعد يزيد بن حاتم روح بن حاتم ثم الفضل بن روح فوثب الجند عليه فذبحوه. و حدثني أحمد بن ناقد مولى بنى الأغلب، قال: كان الأغلب بن سالم التميمي من أهل مرو الروز فيمن قدم مع المسودة من خراسان فولاه موسى الهادي المغرب فجمع له حريش، و هو رجل كان من جند الثغر من تونس جمعا، و سار إليه و هو بقيروان إفريقية فحصره، ثم أن الأغلب خرج إليه فقاتله فأصابه فى المعركة سهم فسقط ميتا و أصحابه لا يعلمون بمصابه و لم يعلم به أصحاب حريش، ثم أن حريشا انهزم و جيشه فاتبعهم أصحاب الأغلب ثلاثة أيام فقتلوهم و قتلوا حريشا بموضع يعرف بسوق الأجد فسمى الأغلب الشهيد، قال: و كان ابراهيم بن الأغلب من وجوه جند مصر فوثب و اثنا عشر رجلا معه فأخذوا من بيت المال مقدار أرزاقهم لم يزدادوا على ذلك شيا و هربوا فلحقوا بموضع يقال له الزاب، و هو من القيروان على مسيرة أكثر من عشرة أيام، و عامل الثغر يومئذ من قبل الرشيد هارون هرثمة ابن أعين و اعتقد ابراهيم بن الأغلب على من كان من تلك الناحية من الجند و غيرهم الرياسة و أقبل يهدى إلى هرثمة و يلاطفه و يكتب إليه يعلمه أنه لم يخرج يدا من طاعة و لا اشتمل على معصية و أنه إنما دعاه إلى ما كان منه الإحواج و الضرورة فولاه هرثمة ناحيته و استكفاه أمرها، فلما صرف هرثمة من الثغر وليه بعده ابن العكي فساء أثره فيه حتى انتقض عليه فاستشار الرشيد هرثمة فى رجل يوليه إياه و يقلده أمره فأشار عليه باستصلاح ابراهيم و اصطناعه و توليته الثغر فكتب إليه الرشيد يعلمه أنه قد صفح له عن جرمه و أقاله هفوته و رأى توليته بلاد المغرب اصطناعا له ليستقبل به الإحسان و يستقبل به النصيحة، فولى ابراهيم ذلك الثغر و قام به و ضبطه، ثم أن رجلا من جند البلد يقال له عمران بن مجالد خالف و نقض فانضم إليه جند الثغر و طلبوا أرزاقهم و حاصروا ابراهيم بالقيروانفلم يلبثوا إن أتاهم العراض و المعطون و معهم مال من خراج مصر فلما أعطوا تفرقوا فابتنى ابراهيم القصر الأبيض الذي فى قبلة القيروان على ميلين منها و خط للناس حوله فابتنوا و مصر ما هناك و بنى مسجدا جامعا بالجص و الآجر و عمد الرخام و سقفه بالأردن و جعله مائتي ذراع فى نحو مائتي ذراع و ابتاع عبيدا أعتقهم فبلغوا خمسة آلاف و أسكنهم حوله و سمى تلك المدينة العباسيه و هي اليوم آهلة عامرة.و كان محمد بن الأغلب بن ابراهيم بن الأغلب أحدث فى سنة تسع و ثلاثين و مائتان مدينة بقرب تاهرت سماها العباسية أيضا فأخربها أفلح بن عبد الوهاب الإباضي، و كتب إلى الأموى صاحب الأندلس يعلمه ذلك تقربا إليه به فبعت إليه الأموى مائة ألف درهم.و بالمغرب أرض تعرف بالأرض الكبيرة و بينها و بين برقة مسيرة خمسة عشر يوما أو أقل من ذلك قليلا أو أكثر قليلا و بها مدينة على شاطئ البحر تدعى بارة، و كان أهلها نصارى و ليسوا بروم غزاها حبلة مولى الأغلب فلم يقدر عليها، ثم غزاها خلفون البربري، و يقال: أنه مولى لربيعة ففتحها فى أول خلافة المتوكل على اللّه، و قام بعده رجل يقال له المرج بن سلام ففتح أربعة و عشرين حصنا و استولى عليها و كتب إلى صاحب البريد بمصر يعلمه خبره و أنه لا يرى لنفسه و من معه من المسلمين صلاة إلا بأن يعقد له الامام على ناحيته و يوليه إياها ليخرج من حد المتغلبين، و بنى مسجدا جامعا، ثم أن أصحابه شغبوا عليه فقتلوه، و قام بعده سوران فوجه رسوله إلى أمير المؤمنين المتوكل على اللّه يسأله عقدا و كتاب ولاية، فتوفى قبل أن ينصرف رسوله إليه و توفى المنتصر بالله.و كانت خلافته ستة أشهر، و قام المستعين بالله أحمد بن محمد بن المعتصم بالله فأمر عامله على المغرب و هو أو تامش مولى أمير المؤمنين بأن يعقد له على ناحيته فلم يشخص رسوله من سر من رأى حتى قتل أو تامش و ولى الناحية و صيف مولى أمير المؤمنين فعقد له و أنفذه.




الیعقوبی[عدل]

قال الیعقوبی:

اندلس ومدنها

ومن أراد جزيره الأندلس نفذ من القيروان إلى تونس على ما ذكرنا وهي على ساحل البحر المالح فركب البحر المالح يسير فيه مسيره عشره أيام مسحلا غير موغل حتى يحاذي جزيره الأندلس من موضع يقال له تنس بينه وبين تاهرت مسيره أربعه أيام، أو صار إلى تاهرت يوافي الجزيره (جزيره الأندلس) فيقطع اللج في يوم وليله حتى يصير إلى بلد تدمير وهو بلد واسع عامر فيه مدينتان يقال لإحداهما العسكر وللأخرى لورقه في كل واحده منبر.

ثم يخرج منها إلى المدينه التي يسكنها المتغلب من بني أميه وهي مدينه يقال لها قرطبه فيسير سته أيام من هذا الموضع في قرى متصله وعمارات ومروج وأوديه وأنهار وعيون ومزارع، وقبل أن يصير إلى مدينه قرطبه من تدمير يصير إلى مدينه يقال لها إلبيره نزلها من كان قدم البلد من جند دمشق من مضر وجلهم قيس وأفناء قبائل العرب، بينها وبين قرطبه مسيره يومين، وغربيها مدينه يقال لها رؤيه نزلها جند الأردن وهم يمن كلهم من سائر البطون.

وغربي ريه مدينه يقال لها شدونه نزلها جند حمص وأكثرهم يمن وفيهم من نزار نفر يسير، وغربي شدونه مدينه يقال لها الجزيره نزلها البربر وأخلاط من العرب قليل، وغربي المدينه التي يقال لها الجزيره مدينه يقال لها إشبيليه على نهر عظيم.

وهو نهر قرطبه دخلها المجوس الذين يقال لهم الروس سنه تسع وعشرين ومائتين فسلبوا ونهبوا وحرقوا وقتلوا. وغربي إشبيليه مدينه يقال لها البسله نزلها العرب أول ما دخل البلد مع طارق مولى موسى بن نصير اللخمي، وغربيها مدينه يقال لها باجه نزلها العرب أيضا مع طارق، وغربيها على البحر المالح المحيط مدينه يقال لها الأشبونه ، وغربيها على البحر أيضا مدينه يقال لها أحسونبه وهي الأندلس في الغرب على البحر الذي يأخذ إلى بحر الخزر. ومما يلي الشرق من هذه المدينه يقال لها مارده على نهر عظيم وبينها وبين قرطبه أربعه أيام وهي غربي قرطبه وهي تحاذي أرض الشرك وجنس منهم يقال لهم الجلالقه وهي في الجزيره.

ثم يخرج من قرطبه مشرقا إلى مدينه يقال لها جيان وبها من كان من جند قنسرين والعواصم وهم أخلاط من العرب من معد واليمن، ومن جيان ذات الشمال إلى مدينه طليطله وهي مدينه منيعه جليله ليس في الجزيره مدينه أمنع منها وأهلها يخالفون على بني أميه، وهم أخلاط من العرب والبربر والموالي ولها نهر عظيم يقال له دوير.

ومن طليطله لمن أخذ مشرقا إلى مدينه يقال لها وادي الحجاره كان عليها رجل من البربر يقال له مسل بن فرج الصنهاجي يتولاها يدعو لبني أميه، ثم صار ولده وذريته بعده إلى هذه الغايه في البلد، ثم منها مشرقا إلى مدينه سرقصطه وهي من أعظم مدائن ثغر الأندلس على نهر يقال له أبره، وذات الشمال منها مدينه يقال لها نطيله محاذيه لأرض الشرك الذين يقال لهم البسكنس، وذات الشمال من هذه المدينه مدينه يقال لها وشقه وهي محاده من الإفرنج لجنس يقال لهم الجاسقس.

ومن سرقصطه إلى القبله مدينه يقال لها طرطوشه وهي آخر ثغر الأندلس في الشرق محاده للإفرنجيين وهي على هذا النهر المنحدر من سرقصطه. ومن طرطوشه لمن أخذ مغربا إلى بلد يقال له بلنسيه وهو بلد واسع جليل نزله قبائل البربر ولم يعطوا بني أميه الطاعه ولهم نهر عظيم ببلد يقال له الشقر، ومنها إلى بلد تدمير البلد الأول، فهذه جزيره الأندلس ومدنها.[1]


الطبری[عدل]

قال الطبری:

فتح الاندلس

وفيها غزا طارق بن زياد مولى موسى بن نصير الأندلس في اثني عشر ألفا، فلقي ملك الأندلس- زعم الواقدي أنه يقال له أدرينوق، وكان رجلا من أهل أصبهان، قال: وهم ملوك عجم الأندلس- فزحف له طارق بجميع من معه، فزحف الأدرينوق في سرير الملك، وعلى الأدرينوق تاجه وقفازه وجميع الحلية التي كان يلبسها الملوك، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قتل الله الأدرينوق، وفتح الأندلس سنة اثنتين وتسعين.


قدامه بن جعفر[عدل]

قال قدامه بن جعفر:

فتح الاندلس

وغزا طارق بن زياد الاندلس، وهو أول من غزاها وذلك في سنة اثنين وتسعين فلقيه اليان، وكان واليا على مجاز الاندلس، فأمنه طارق على ان حمله وأصحابه الى الاندلس في السفن فلما صاروا اليها حاربه أهلها وكان ملكها فيما يزعمون من الاسبان وأصلهم من أصبهان ففتحها طارق فكتب موسى الى طارق كتابا غليظا يلومه فيه وافتتانه بالرأي عليه وتغريره بالمسلمين وأمره الا يجاوز قرطبة وسار موسى اليها فتلقاه طارق واعتذر اليه فصفح عنه. وافتتح طارق مدينة طليطلة وهي مدينة مملكة الاندلس وهي مما يلي فرنجة.[2]


المسعودی[عدل]

قال المسعودی:

وصاحب الاندلس كان يدعى لذريق، وهذا كان اسم سائر ملوك الاندلس، وقد قيل: إنهم كانوا من الاشبان، وهم أمة من ولد يافث بن نوح، دثرت واتصلت هنالك هنالك، والأشهر عند من سكن الأندلس من المسلمين أن لذريق كان من ملوك الأندلس الجلالقة، وهم نوع من الإفرنجة، وآخر لذريق الذي كان بالأندلس قتله طارق مولى موسى بن نصير حين افتتح بلاد الأندلس ودخل إلى مدينة طليطلة وكانت قصبة الأندلس، ودار مملكتهم، ويشقها نهر عظيم يدعى تاجة يخرج من بلاد الجلالقة والوشكند، وهي أمة عظيمة لهم ملوك، وهم حرب لأهل الأندلس كالجلالقة والافرنجة، ويصب هذا النهر في البحر الرومي، وهو موصوف بأنه من أنهار العالم، وعليه على بعد من طليطلة مدينة طلبيرة، ثم قنطرة عظيمة تدعى قنطرة السيف بنتها الملوك السالفة، وهي من البنيان المذكور الموصوف وإنها أعجب عقوداً من قنطرة سنجة من الثغر الخزري من الثغر المضري مما يلي سميساط من بلاد سرجة، ومدينة طليطلة ذات منعة وعليها أسوار منيعة، وأهلها بعد أن فتحت وصارت لبني أمية قد كانوا عصوا على الأمويين، فأقامت مدة سنين ممتنعة، لا سبيل للأمويين إليها، فلما كان بعد الخمس عشرة وثلثمائة فتحها عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي وعبد الرحمن هذا هو صاحب الاندلس في هذا الوقت، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة، وقد كان غيَّر كثيراً من بنيان هذه المدينة حين افتتحها، وصارت دار مملكة الأندلس قرطبة الى هذا الوقت، ومن قرطبة الى مدينة طليطلة نحو من سبع مراحل، ومن قرطبة إلى البحر مسيرة نحو من ثلاثة أيام، ولهم على يوم من ساحل البحر مدينة يقال لها إشبيلية، وبلاد الاندلس يكون مسيرة عمائرها ومدنها نحواً من شهرين، ولهم من المدن الموصوفة نحو من أربعين مدينة، وتدعى بنو أمية بها ببني الخلائف، ولا يخاطبون بالخلفاء، لأن الخلافة لا يستحقها عندهم الا من كان مالكاً للحرمين، غير أنه يخاطب بأمير المؤمنين.

بنو أمية بالأندلس:

وقد كان عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان سار إلى الأندلس في سنة تسع وثلاثين ومائة فملكها ثلاثاً وثلاثين سنة وأربعة أشهر، ثم هلك، فملكها ابنه هشام ابن عبد الرحمن سبع سنين، ثم ملكها ابنه الحكم بن هشام نحوا من عشرين سنة، وولده وُلاتُها الى اليوم على ما ذكرنا أن صاحبها عبد الرحمن بن محمد، ووليُّ عهد عبد الرحمن في هذا الوقت فتاه الحكم أحسن الناس سيرة، وأجملهم عدلا، وقد كان عبد الرحمن صاحب الأندلس في هذا الوقت المقدم ذكره غزا سنة سبع وعشرين وثلثمائة في أزيد من مائة ألف فارس من الناس، فنزل على دار مملكة الجلالقة، وهي مدينة يقال لها سمورة، عليها سبعة أسوار من عجيب البنيان قد أحكمتها الملوك السالفة، بين الأسوار فصلان وخنادق ومياه واسعة، فافتتح منها سورين، ثم إن أهلها ثاروا على المسلمين فقتلوا منهم- ممن أدرك الإحصاء وممن عُرف- أربعين ألفاً، وقيل: خمسين ألفاً، وكانت للجلالقة والوشكند على المسلمين، وآخر ما كان بأيدي المسلمين من مدن الأندلس وثغورها مما يلي الإفرنجة مدينة أربونة، خرجت من أيدي المسلمين سنة ثلاثين وثلاثمائة مع غيرها مما كان في أيديهم من المدن والحصون، وبقي ثغر المسلمين في هذا الوقت- وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة- من شرقي الاندلس طرطوشة، وعلى ساحل بحر الروم مما يلي طرطوشة آخذاً في الشمال أفراغة على نهر عظيم، ثم لارده، ثم بلغني عن هذه الثغور أنها تلاقي الإفرنجة، وهي أضيق مواضع الأندلس، وقد كان قبل الثلثمائة ورد الى الاندلس مراكب في البحر فيها ألوف من الناس أغارت على سواحلهم، زعم أهل الأندلس أنهم ناس من المجوس تطرأ اليهم تظهر إليهم في هذا البحر في كل مائتين من السنين، وأن وصولهم إلى بلادهم من خليج يعترض من بحر أوقيانوس، وليس بالخليج الذي عليه المنارة النحاس، وأرى- والله أعلم- أن هذا الخليج متصل ب بحر ما يطس ونيطس وأن هذه الأمة هم الروس الذين قدمنا ذكرهم فيما سلف من هذا الكتاب، إذ كان لا يقطع هذه البحار المتصلة ببحر أوقيانوس غيرهم، وقد أصيب في البحر الرومي فيما بين جزيرة أقريطش ألواح المراكب الساج المثقبة المخيطة بليف النارجيل من مراكب قد عطبت تقاذفت بها الأمواج في مياه البحار، وهذا لا يكون الا في البحر الحبشي، لأن مراكب البحرالرومي والعرب كلها ذوات مسامير، ومراكب البحر الحبشي لا يثبت فيها الحديد، لأن ماء البحر يذيب الحديد فترق المسامير في البحر وتضعف، فاتخذ أهلها الخياطة بالليف بدلا منها، وطُليت بالشحوم والنورة، فهذا يدل- والله أعلم- على اتصال البحار، وأن البحر مما يلي الصين و بلاد السيلي يدور على بلاد الترك، ويفضي الى بحار المغرب من بعض خلجان أوقيانوس المحيط.

وقد كان وجد بساحل بلاد الشام عنبر قذف به البحر، وهذا من المستنكر في البحر الرومي الذي لم يعهد فيه من قديم الزمان مثل ذلك، ويمكن أن يكون سبيل وقوع العنبر الى هذا البحر سبيل ما ذكرناه من ألواح مراكب البحر الصيني، والله أعلم بكيفية ذلك وعلمه.

ولبحر المغرب وما قرب منه من عمائر السودان وأقاصي أرض المغرب أخبار عجيبة.


قال المسعودی ایضاً:

وقد قيل: إن اللَّذَارقة وهم ملوك الاندلس من الأشبان أول من لعب بالشواهين وصاد بها، وكذلك اليونانيين أول من صاد بالعقبان ولعب بها، وقد ذكر أن ملوك الروم أول من صاد بالعقبان.


قال المسعودی ایضاً:

وقد كان بين الأندلس وبين الموضع الذي يسمى الخضراء- وهو قريب من فاس المغرب وطنجة- قنطرة مبنية بالحجارة والطوب تمر عليها الإبل والدواب من ساحل المغرب من بلاد الأندلس الى المغرب، وماء البحر تحت تلك القنطرة متقطع خلجانات صغاراً تجري تحت قناطرها وما عقد من الطاقات تحتها على صخور صُمّ، وقد عقد من كل حجر الى حجر طاق، وهو مبدأ بحر الروم الآخذ من أوقيانوس، وهو البحر المحيط الأكبر، فلم يزل البحر يزيد ماؤه ويعلو أرضاً فأرضاً في طول ممر السنين، يرى زيادته أهل كل زمان، ويتبينه أهل كل عصر،ويقفون عليه، حتى علا الماء الطريق الذي كان بين العريش وبين قبرس وعلا القنطرة التي كانت بين الأندلس وبر طنجة، وما وصفْتُ فبينٌ ظاهر عند أهل الأندلس وأهل فاس من بلاد المغرب من خبر هذه القنطرة، وربما بدا الموضع لأهل المراكب تحت الماء، فيقولون: هذه القنطرة، وكان طولها نحو اثني عشر ميلًا، في عرض واسع، وسمو بين.


قال المسعودی ایضاً:


عبد الرحمن و الجلالقة:


قال المسعودي: وأشد ما على الأندلس من الأمم المحاربة لهم الجلالقة، كما أن الإفرنجة حرْبٌ لهم، غير أن الجلالقة أشد بأسا، وقد كان لعبد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس في هذا الوقت وزير من ولد أمية يقال له أحمد بن إسحاق فقبض عليه عبد الرحمن لأمر كان منه استحق عليه في الشريعة العقوبة، فقتله عبد الرحمن، وكان للوزير أخ يقال له أمية في مدينة من ثغور الأندلس، يقال لها شنترين، فلما نمي إليه ما فعل بأخيه عصي على عبد الرحمن، فصار في حيز رذمير ملك الجلالقة، فأعانه على المسلمين، ودَلَّه على عوراتهم، ثم خرج أمية في بعض الأيام من المدينة يتصيد في بعض متنزهاتها، فغلب على المدينة بعض غلمانه ومنعوه من الدخول إليها، وكتبوا الى عبد الرحمن، ومضى أمية ابن إسحاق أخو الوزير المقتول إلى رذمير، فاصطفاه، واستوزره، وصيره في جملته وغزا عبد الرحمن صاحب الأندلس سمورة مملكة الجلالقة المتقدمة صفة بنيانها وأسوارها في باب جمل الأخبار عن البحار وما فيها وما حولها من العجائب والأمم ومراتب الملوك وأخبار الأندلس وغير ذلك، وكان عبد الرحمن في مائة الف او يزيدون، فكانت الواقعة بينه وبين رذمير ملك الجلالقة في شوال سنة سبع وعشرين وثلثمائة بعد الكسوف الذي كان في هذا الشهر بثلاثة أيام، وكانت للمسلمين عليهم، ثم أنابوا بعد أن حوصروا وأولجوا الى المدينة فقتلوا من المسلمين- بعد عبورهم الخندق- خمسين الفاً، وقيل: ان الذي منع رذمير من طلب من نجا من المسلمين أمية بن إسحاق، وخوَّفه الكمين، ورغبه فيما كان في معسكر المسلمين من الأموال والعدد والخزائن، ولو لا ذلك لأتى على جميع المسلمين، ثم إن أمية بعد ذلك استأمن الى عبد الرحمن، وتخلص من رذمير، فقبله عبد الرحمن أحسن قبول، وقد كان عبد الرحمن صاحب الأندلس بعد هذه الواقعة جهز عساكر مع عدة من قواده الى الجلالقة، وكانت لهم معهم حروب هلك فيها من الجلالقة ضعف ما قتل من المسلمين في الوقعة الأولى، وكانت للمسلمين عليهم إلى هذه الغاية، ورذمير ملك الجلالقة الى هذا الوقت- وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة- وكان قبله على الملك أردون وكان قبل أردون أذبوشن، والجلالقة والافرنجة تدين بدين النصرانية على رأى الملكية.


قال المسعودی ایضاً:

عمل الاندلس لعبد الرحمن بن معاوية ثلثمائة فرسخ في ثمانين فرسخا.[3]


الاصطخری[عدل]

قال الاصطخری:

وأما الغربى من المغرب فهو الأندلس والأندلس بلدان عريضه كثيره المدن خصبه واسعه، ومدينتها العظمى تسمى قرطبه، وهى من الأندلس فى وسطها، والذي يحيط بالأندلس البحر المحيط، ثم يطوف بحر الروم بها إلى أرض افرنجه، فيأخذ من مدينه شنترين إلى أخشنبه ثم إلى إشبيليه ثم إلى سدونه ثم إلى الجزيره ثم إلى مالقه ثم إلى بجّانه ثم إلى بلاد مرسيه على مدينه لقنت إلى بلاد بلنسيه ثم إلى طرطوشه وهى آخر المدن التى على البحر، ثم يتصل من جهه البحر ببلاد الافرنجه، ومن جهه البرّ يتصل ببلاد علجسكس، وهى بلاد حرب من 0ارى، ثم يتصل ببلاد بسكونس وهم أيضا نصارى، ثم يتصل ببلاد الجلالقه وهم نصارى أيضا، فينتهى من الأندلس حدّان إلى دار الكفر وحدّان إلى البحر، وهذه المدن التى ذكرناها على الشط كلها مدن كبار عامره، والأندلس فى أيدى بنى أميه ما افتتحت لبنى العباس ولا قدر عليها عبيد الله، ولما زالت دوله بنى مروان، عبر إليها من أزيله المغرب إلى جزيره جبل طارق بعض بنى أميه فتغلّب عليها، فهى فى أيديهم إلى وقت تصنيفنا هذا الكتاب. ومن مشاهير مدن الأندلس جيّان وطليطله ونفزه وسرقصطه ولا رده ووادى الحجاره وترجاله وقوريه ومارده وباجه وغافق ولبله وقرمونه ومورور واستجه وريّه، وهي كلها مدن عظام، وليس فيها ما يقارب قرطبه فى العظم والكبر، وأكثر أبنيتها من حجاره، وهى أبنيه جاهليه لا تعرف فيها مدينه محدثه إلا بجّانه، فإنّها محدثه فى حدّ بلاد يقال لها البيره وشنترين التى على البحر المحيط بها يقع العنبر، ولم نعلم ببحر الروم والبحر المحيط موضع عنبر إلا بشنترين وشىء وقع فى أيام مقامى بالشام بسواحل الروم، وتقع بشنترين فى وقت من السنه من البحر دابّه، تحتك بحجاره على شط البحر فيقع منها وبر فى لين الخز، لونه لون الذهب لا يغادر منه شيئا، وهو عزيز قليل فيجمع وتنسج منه ثياب، فتتلوّن فى اليوم ألوانا، ويحجر عليها ملوك بنى أميه، ولا ينقل إلا سرا، وتزيد قيمه الثوب عن ألف دينار لعزّته وحسنه؛ ومالقه سكانها عرب، وبها السّفن الذي تتخذ منه مقابض السيوف؛ وجزيره جبل طارق منها افتتح الأندلس فى أول الإسلام، وجبل طارق جبل عامر حصين بالقرى والمدن، وهو آخر المعابر بالأندلس؛[4]


ابن فقیه[عدل]

قال ابن فقیه:

و من مدينة تونس إلى الأندلس ستّة فراسخ، و إلى قرطبة مدينة الأندلس مسيرة خمسة أيّام.

قال ابن فقیه ایضاً:

و في يدي محمّد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أميّة ما وراء بحر الأندلس، و في يديه قرطبة و بينها و بين الساحل مسيرة خمس ليال، و من ساحل قرطبة إلى أربونة آخر الأندلس ممّا يلي فرنجة ألف ميل، و طليطلة و بها كان ينزل الملك، و من طليطلة إلى قرطبة عشرون ليلة، و للأندلس أربعون مدينة، و يجاور الأندلس فرنجة و ما والاها من بلاد الشرك، و الأندلس مسيرة أكثر من شهر في شهر، و هي خصبة كثيرة الخير و الفواكه و ممّا يلي الشمال و الروم فرنجة، و الأندلس افتتحها طارق بن زياد و موسى بن نصير، فأصاب بها مائدة سليمان (عليه السلام) فيها جواهر لم ير خلق مثلها فقطع طارق قائمة من قوائم المائدة و صيّر مكانها أخرى لا تشبهها، فلمّا قدموا بها على الوليد بن عبد الملك و كان موسى وجّهها إليه فقال طارق: أنا أصبتها فكذّبه موسى فقال طارق للوليد: ادع بالمائدة فنظر إلى قائمته فإذا هي لا تشبه القوائم، فقال طارق: سله عنها، فسأله فقال: كذا أصبتها فأخرج طارق إليه القائمة فصدّقه الوليد و قوّمت المائدة مائتي ألف دينار.

و من العجائب بيتان وجدا بالأندلس عند فتحها في مدينة الملوك، في أحدهما عدد تيجان لملوكها، و في هذا البيت وجد مائدة سليمان بن داود (عليه السلام)، و على البيت الآخر أربعة و عشرون قفلا، كلّما ملك منهم ملك زاد عليه قفلا، و لا يدرون ما في البيت حتى ملك لدريق، و هو آخر ملوكهم فقال: لا بدّ أن أعرف ما في هذا البيت، و توهّم أن فيه مالا، فاجتمعت الأساقفة و الشمامسة و أعظموا ذلك عليه فأبى فقالوا له: انظر ما يخطر ببالك من مال تراه فيه، فنحن ندفعه إليك و لا تفتحه، فعصاهم و فتح الباب فإذا في البيت تصاوير العرب على خيولهم بعمائمهم و نعالهم و قسيّهم و نبلهم، فدخلت العرب بلدهم في السنة التي فتح فيها ذلك البيت، و كان ملك الأندلس حين فتحت يسمّى لوذريق من أهل إصبهان، و بأصبهان يسمّى أهل قرطبة الأسبان، و يسلّم على الأمويّ بها السلام عليك يا ابن الخلائف، و ذلك أنهم لا يرون اسم الخلافة إلّا لمن ملك الحرمين.[5]


ابن حوقل[عدل]

قال ابن حوقل:

وأمّا الاندلس فهى جزيره تتّصل بالبرّ الأصغر من جهه جليقيه وافرنجه وهى فى جمله المغرب ويحيط بها الخليج المذكور من مغربها والبحر المحيط من بعض شمالها وشرقها وحدّها من نحو بلد جليقيه على كوره شنترين الى لشبونه الى اكشنبه والى نواحى جبل العيون وما لديه من النواحى الى جزيره جبل طارق الى مالقه والى المريّه ثمّ الى بلاد مرسيه وبلنسيه الى نواحى طرطوشه ثمّ يتّصل ببلاد الكفر ممّا يلى البحر بناحيه افرنجه وممّا يلى المغرب ببلاد غلجشكش وهم جيل من الانكبرذه ثمّ الى بلاد بشكونس ثمّ بلاد الجلالقه حتّى ينتهى الى البحر.وقد صوّرتها بذاتها ورسمت فيها مواقع مياهها ومجاريها وأمكنه مدنها ومواقعها من شرقها وغربها وجنوبها وشمالها فى جمله صوره المغرب، وابتدأت منها بصوره ما بين مصر الى القيروان والمهديّه وما فى أضعاف ذلك وأتبعتها بباقى صورته من القيروان والمهديّه الى طنجه ممّا يحتاج الى رسمه وذكره ومثاله والى الله الرغبه فى التوفيق لما جانس الحقّ وواقف الصدق وهو حسبى ونعم المعين،

قال ابن حوقل ایضاً:

فأمّا الاندلس فهى من نفائس جزائر البحر ومن الجلاله فى القدر بما حوته واشتملت عليه بحال سآتى بأكثرها ودخلتها فى أوّل سنه سبع وثلثين وثلثمائه والقيّم بها أبو المطرّف عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معويه بن هشام بن عبد الملك بن مروان، وطولها شهر فى عرض نيّف وعشرين يوما وفيها غامر وأكثرها عامر مأهول ويغلب عليها المياه الجاريه والشجر والثمر والأنهار العذبه والرخص والسعه فى جميع الأحوال الى نيل النعيم والتملّك الفاشى فى الخاصّه والعامّه فينال ذلك أهل مهنهم وأرباب صنائعهم لقلّه مؤنهم وصلاح بلادهم ويسار ملكهم بقلّه كلفه ولوازمه وسقوط شغله بشىء يحذره وحال تخيفه إذ لا رقبه عليه لأحد من أهل جزيرته ولا خشيه له من عدوّ ينصب لمملكته مع عظم مرافقه وجباياته ووفور خزائنه وأمواله وممّا أدلّ بالقليل منه على كثيره وغزيره أنّ سكّه دار ضربه على الدنانير والدراهم ضمانها فى كلّ سنه مائتا ألف دينار ويكون عن صرف سبعه عشر بدينار ثلثه آلف ألف وأربع مائه ألف درهم هذا الى صدقات البلد وجباياته وخراجاته وأعشاره وضماناته ومراصده وجواليه وما يقبض من الأموال الوافره على المراكب الوارده اليهم والصادره عنهم والرسوم على بيوع الأسواق، [ومن أعجب أحوال هذه الجزيره بقاؤها على من هى فى يده مع صغر أحلام أهلها وضعه نفوسهم ونقص عقولهم وبعدهم من البأس والشجاعه والفروسيّه والبساله ولقاء الرجال ومراس الأنجاد والأبطال وعلم موالينا عليهم السلام بمحلّها فى نفسها ومقدار جباياتها ومواقع نعمها ولذّاتها،] فأمّا مغرب هذه الجزيره فمن مدخل خليج المغرب المذكور ومصبّ مائه على البحر المحيط من نواحى لبله وجبل العيون آخذا على لب وشلب الى أن يتّصل بشنتره والنهر الآخذ من سموره مدينه الجلالقه الى موضع مصبّه من البحر المحيط، وشمالها فمن شنتره ذاهبا على نواحى سموره وليون ويونه من بلاد جليقيه الى أقاصى بلد جليقيه، ومشرقها فمن مشارق جليقيه الى الخليج المغربىّ على نواحى سرقصه وضواحى وشقه وطرطوشه وجميع بلاد الافرنجه من جهه البرّ، وجنوبيّها الخليج المذكور من بجانه الى تجاه جزيره صقليه على بلاد بلنسيه ومرسيه والمريّه ومالقه والجزيره الى ركن البحر المحيط، وأوّل أرضها المعموره على الخليج الرومىّ فمن اشبيليه ثمّ الجزيره ويستمرّ على المريّه الى افرنجه ويعود على أرض جليقيه الى شنتره الى احشنبه على البحر المحيط، وأمّا حدّ شدونه ومرسيه وما صاقبها من أرض بلنسيه الى طرطوشه وهى آخر المدن التى على البحر المتّصل ببلد الافرنجه فهى ثغور تتّصل من جهه البرّ ببلاد غلجشكش وهى بلاد حرب للروم ثمّ تتّصل ببلد بشكونس وهم أيضا نصارى الجلالقه، فينتهى من الاندلس حدّان حدّ الى دار الكفر وحدّ الى البحر المحيط، وجميع ما ذكرته من المدن على البحر فمدن كبار عامره مشحونه بالمرافق التى يفتخر بها أهل النواحى فى بلادهم ومنابرهم، ولم تزل الاندلس فى أيدى بنى مروان الى هذه الغايه،


قال ابن حوقل ایضاً:

مشاهير الاندلس: ومن مشاهير مدنها القديمه جيان وطليطله ووادى الحجاره وجميع مدنها قديمه أزليّه لم يحدث بها فى الإسلام غير مدينه بجانه [وهى المريّه] وهى على حدود رستاق لبيره وشنترين أيضا على ظهر البحر المحيط محدثه،


قال ابن حوقل ایضاً:

وبالاندلس غير طراز يرد الى مصر متاعه وربّما حمل منه شىء الى أقاصى خراسان وغيرها، ومن مشهور جهازهم الرقيق من الجوارى والغلمان الروقه من سبى افرنجه وجليقيه والخدم الصقالبه وجميع من على وجه الأرض من الصقالبه الخصيان فمن جلب الاندلس لأنّهم عند قربهم منها يخصون ويفعل ذلك بهم تجّار اليهود والصقالبه قبيل من ولد يافث وبلدهم مستطيل واسع ولغزاه خراسان من ناحيه البلغار بهم اتّصال فهم إذا سبوا الى هنالك تركوا فحوله على أحوالهم مقرورين على صحّه أجسامهم [وذلك أنّ بلد الصقالبه طويل فسيح] والخليج الآخذ من البحر المحيط بنواحى ياجوج وماجوج يشقّ بلدهم ويستمرّ مغرّبا الى نواحى اطرابزنده ثمّ الى القسطنطينيّه ويقطع ناحيتهم بنصفين، [فنصف بلدهم بالطول يسبيه الخراسانيّون ويصلون والنصف الشمالىّ يسبيه الاندلسيّون من جهه جليقيه وافرنجه وانكبرده وقلوريه وبهذه الديار من سبيهم الكثير باق على حاله،] وسأذكر جميع ما بها من المجالب فى جمله ما يرد من المغرب من التجاره والجهاز،

قال ابن حوقل ایضاً:

وبالاندلس غير ضيعه فيها الألوف من الناس لم تمدّن وهم على دين النصرانيّه روم وربّما عصوا فى بعض الأوقات ولجأ بعضهم الى حصن فطال جهادهم لأنّهم فى غايه العتوّ والتمرّد وإذا خلعوا ربقه الطاعه صعب ردّهم إلّا باستئصالهم وذلك شىء يصعب ويطول،


قال ابن حوقل ایضاً:

ومارده وطليطله من أعظم مدن الاندلس وأشدّها منعه، وثغور الجلالقه مارده ونفزه و وادى الحجاره وطليطله تلى مدينتى الجلالقه التى تعرف بسموره وليون وليون مسكن سلطانهم وعدّتهم بعد سموره واوبيط من كبار مدنهم وهى بعيده عن بلد الإسلام، وليس فى أصناف الكفر الذين يلون الاندلس أكثر عددا من الافرنجه غير أنّ الذي يلى المسلمين منهم ضعيفه شوكتهم قليله عدّتهم وعدّتهم وفيهم إذا ملكوا طاعه وحسن نصيحه ومحاسن كثيره، واليهم يرغب أهل الاندلس عن الجلالقه بأولادهم والجلالقه أحسن وأصدق محاسن وأقلّ طاعه وأشدّ بأسا وقوّه وبساله وفيهم غدر وهم فى عرض طريق الافرنجه.

قال ابن حوقل ایضاً:

وبالاندلس الزيبق والحديد والرصاص ومن الصوف قطع كأحسن ما يكون من الأرمنىّ المحفور الرفيع الثمن الى حسن ما يعمل بها من الأنماط ولهم من الصوف والأصباغ فيه وفيما يعانون صبغه بدائع بحشائش [تختصّ] بالاندلس تصبغ بها اللبود المغربيّه المرتفعه الثمينه والحرير وما يؤثرونه من ألوان الخزّ والقزّ ويجلب منها الديباج ولم يساوهم فى أعمال لبودهم أهل بلد على وجه الأرض وربّما عمل لسلطانهم لبود ثلاثينيّه يقوّم اللبد منها بالخمسين والستّين دينارا غير أنّه قد جعل عروضها خمسه وستّه أشبار فهى من محاسن الفرش، ويعمل عندهم من الخزّ السكب والسفيق ما يزيد ما استعمل منه للسلطان على ما بالعراق ويكون منه المشمّع فيمنع المطر أن يصل الى لابسه، وأمّا أسعارهم فتضاهى النواحى الموصوفه بالرخص وكثره الخير والسعه وفواكههم مع طيبه فيها وسطه فكالمباحه التى لا ثمن لها، ويعمل فى أقطار بلدهم من الكتّان الدنىّ للكسوه ويجلب الى غير مكان حتّى ربّما وصل الى مصر منها الكثير فأمّا أرديتهم المعموله ببجانه فتحمل الى مصر ومكّه واليمن وغيرها ويستعمل عندهم للعامّه وللسلطان من الكتّان ثياب لا يقصّر عن الدبيقىّ ما كان منها صفيقا ومن السلس الدقيق ما يستحسنه من لبس الشرب ويضاهى رفيع الشطوىّ الجيّد، وقلّ سوق بها يصير اليه أهله إلّا على الفاره من المركوب [ولا يعرف فيهم المهنه والمشى إلّا أهل الصنائع والأرذال] وتختصّ بالبغال الفره وبها يتفاخرون ويتكاثرون، ولهم منها نتاج ليس كمثله فى معادن البغال المذكوره وأصقاعها المشهوره من ارمينيه والران وباب الأبواب وتفليس وشروان لأنّها تبدن وتصنع وتنجب ويجلب اليهم منها شىء حسن الشيه عظيم الخلق كثير الثمن من جزيره ميرقه وهى جزيره لعبد الرحمن بن محمّد فيها المسلمون منقطعه تلى ناحيه افرنجه واسعه الخير كثيره الثمار رخيصه الماشيه لكثره المراعى غزيره النتاج والمواشى معدومه الجوائح قليله الآفه وليس بها عاهه ولا وحش يؤذيهم فى سائمتهم ورأيت منها غير بغل بيع بخمس مائه دينار واليها يرغب ملوكهم بمراكبهم وإيّاها يستوطئون ويؤثرون فيما يركبون فأمّا ما يبلغ منها المائه والمائتى دينار فأكثر من أن يحصى وليس ذلك لأنّها أزيد على البغال الموصوفه بحسن السير وسرعه المشى فقط بل جمعت مع ذلك عظم الخلق وحسن الشيه الى اختلاف الألوان الصافيه والشعور الدهينه المشرقه والصحّه على مرّ الأيّام مع الصبر على الكدّ والعسف،


قال ابن حوقل ایضاً:

المسافات الاندلس

ذكر المسافات بها، فمن قرطبه الى مراد مرحله ومن مراد الى غرغيره مرحله ومن غرغيره الى اشبيليه يومان وهى مدينه كثيره الخير والفواكه والكروم والتين خاصّه وهى على وادى قرطبه ومن اشبيليه الى لبله يومان وهى مدينه قديمه أزليّه كثيره الخير صالحه القدر عليها سور ومنها الى جبل العيون يومان وهى أيضا قديمه أزليّه كثيره الخير ومن جبل العيون الى لب ثلثه أيّام وهى مدينه قديمه ذات سور ومن لب الى اخشنبه مدينه مشهوره عظيمه غزيره الخير كثيرته أربعه أيّام ومن اخشنبه الى مدينه شلب ستّه أيّام ومن شلب الى قصر بنى ورداسن خمسه أيّام وهى أيضا مدينه حصينه ومنها الى المعدن وهو فم النهر ثلثه أيّام وهى فى نفسها صالحه القدر ومن فم النهر الى لشبونه يوم ومن لشبونه الى شنتره يومان ومن شنتره الى شنترين يومان ومن شنترين الى بيزه أربعه أيّام ومن بيزه الى جل مانيه [يومان ومن جل مانيه] الى البش يوم ومن البش الى بطليوس يعبر النهر يوم ومن بطليوس الى قنطره السيف أربعه أيّام ومن قنطره السيف الى مارده يوم ومن مارده الى مدلّين يومان ومن مدلين الى ترجيله يومان ومن ترجيله الى قصراش يومان ومن قصراش الى مكناسه يومان ومن مكناسه الى مخاضه البلاط يوم ومن المخاضه الى طلبيره خمسه أيّام ومن طلبيره الى طليطله ثلثه أيّام، ومن قرطبه الى بطليوس على الجادّه ستّ مراحل ومن قرطبه الى بلنسيه اثنا عشره مرحله ومن قرطبه الى المريّه فرضه بجانه سبعه أيّام ومن المريّه الى مرسيه خمسه أيّام، وجميع هذه المدن المذكوره مشهوره بالغلّات والتجارات والكروم والعمارات والأسواق والبيوع والحمّامات والخانات والمساجد الحسنه يقام فيها جميع الصلوات وليس بجميع الاندلس مسجد خراب وفيها مدن يزيد بعضها على بعض فى المحلّ والجبايه والارتفاع والولاه والقضاه والمخلّفين على رفع الأخبار ويقال لأحدهم مخلّف وليس بها مدينه غير معموره ذات رستاق فسيح الى كوره فيها ضياع عداد وأكره وسعه وماشيه وسائمه وعدّه وعتاد وكراع وزروعهم فإمّا بخوس حسنه الربع كثيره الدخل أو أسقاء على غايه الكمال وحسن الحال، ومن قرطبه الى كركويه المدينه وفيها منبر وأسواق وحمّامات وفنادق أربعه أيّام والمنزل فى كلّ ليله بقريه آهله ومن كركويه الى قلعه رباح مدينه كبيره ذات سور من حجاره وهى على واد لها كبير منه شرب أهلها ويزرعون عليه وبها أسواق وحمّامات ومتاجر مرحله والطريق على قرى ذات عماره ومن قلعه رباح الى ملقون مدينه على نهر لها سور من تراب وهى دون قلعه رباح فى الكبر ونهرها يعرف باسمها ومنه شرب أهلها [مرحله] ومنها الى ابنش قريه فيها فندق وعين منها شربهم كثيره الأهل مرحله ومن ابنش الى طليطله مرحله وهى مدينه كبيره جليله مشهوره أكبر من بجانه ذات سور منيع وهى على وادى تاجو وعليه قنطره عظيمه طولها خمسون باعا ويصير واديها الى الوادى المنصبّ الى شنتره، ومن طليطله الى مغام قريه كبيره وبها معدن الطفل الاندلسىّ مرحله ومن مغام الى الغرّاء مدينه كبيره ذات أسواق ومحالّ ويكون نحو وادياش مرحله، ومنها الى وادى الحجاره مدينه كبيره وثغر مشهور الحال مسوّر بجحاره ذات أسواق وفنادق وحمّامات وحاكم ومخلّف وبها يسكن ولاه الثغور كأحمد بن يعلى وغالب وعليها أكثر جهاد جليقيه، ومنها الى شعراء القوارير وفيها منهل تنزله الرفاق مرحله، ومنها الى مدينه سالم مرحله ومنها غالب بن عبد الرحمن صاحب الجيش ولها سور عظيم ورستاق وإقليم واسع وناحيه كثير الماشيه رفهه فى جميع أسبابها فائضه الخير واسعته وهى أكثر الاندلس حربا وغزوا، فهذه جمله من أخبار جزيره الاندلس،[6]


المقدسی[عدل]

قال المقدسی:

اندلس

ومن مذكورات بلدان قرطبه طليطله لارده تطيله سرقسطه طرطوشه بلنسيه مرسيه بجّانه مالقه استجه ريّه جيّان شنتره غافق ترجاله قوريه مارده باجه شنترين اخشنبه اشبيليه سدونه جبل طارق قرمونه مورور الجزيره، ولو كنت دخلت الأندلس لكوّرتها لكثره المدن والأعمال والنواحي بها وهي نظير هيطل بل اجلّ وقد بقي يسير من مدن الإسلام لم نذكرها لجهلنا إيّاها والأندلس مثل هذا الجانب الافريقىّ أو قريبه منه وذكر ابن خرداذبه انها أربعون مدينه يعنى المذكورات


قال المقدسی ایضاً:

واما الأندلس فنظيرها هيطل من جانب المشرق غير انّا لا نقف على نواحيها فنكوّرها ولم ندخلها فنقسمها ويقال انها ألف ميل وقال ابن خرداذبه الأندلس أربعون مدينه يعنى المشهور منها لان أحدا لم يسبقنا الى تفصيل الكور ووضع القصبات فبعض المدن التي ذكر قصبات على قياس ما رتبنا وسالت بعض العقلاء منهم على الرساتيق المحيطه بقرطبه والمنسوبه اليها والمدن فقال انّا نسمّى الرستاق إقليما فالاقاليم المحيطه بقرطبه ثلاثه عشر مع مدنها فذكر أرجونه قسطلّه شوذر مارتش قنبانش فجّ ابن لقيط بلاط مروان حصن بلكونه الشنيده وادي عبد الله قرسيس المائده جيّان وعلى ما دلّ آخر الاسم هي ناحيه مدنها الجفر بيغوا مارتش قانت غرناته منتيشه بيّلسه ، وسائر مدن أندلس المذكوره طرطوشه بلنسيه مرسيه بجّانه مالقه جزيره جبل طارق شدونه إشبيليه أخشنبه مريّه شنترين باجه لبله قرمونه مورور إستجه [7]

اسحاق بن حسین[عدل]

قال اسحاق بن حسین:

جزيرة الأندلس: [[و هي كبيرة، قد أحاطت بها البحار، و هي آخذة من البحر المغربي في الطول عند مدينة أخشنبة إلى منفرج البحر الجنوبي و المحيط، عند جبل هيكل الزهرة ، فيما يجاوره، و مدينة تركونة و مدينة برشلونة، و هناك باب الأندلس. و هي آخذة في عرض الإقليم الخامس و السادس من البحر الشامي في الجنوب إلى البحر المحيط في الشمال. و قاعدة الأندلس، مدينة قرطبة ، و هي دار السّنة، و مجمع كل آية، و ليس في الدنيا مثلها، فاغنى ذلك عن ذكرها. و من مدائن الأندلس، مدينة إشبيلية ، و هي في الغرب. و هي مدينة كثيرة الخيرات و شجر الزيتون. و هي على النهر العظيم الذي [يمر في] قرطبة . و من مدائنها: مدينة طليطلة ، و هي جليلة قديمة. و هي كانت القاعدة و دار المملكة للقوطيين، و هي حصينة. و من مدائنها: مدينة سرقسطة ، و هي عظيمة عجيبة كثيرة الأنهار و البساتين و الأشجار على وادي شلون. و جلق ، و هي تضاهي العراق، و تحكي السدير و الخورنق، و الثغر الأعلى فيما يجاور بلاد الشماكسة. و من الثغر الشرقي و شقة ، و يقابلها بلاد الإفرنج،

و تطيلة ، و يقابلها بلاد شلون، و قلعة أيوب و مدينة سالم و يقابلها أرغون، و بربشتر و لاردة و مسسون و قلهّرة ، و يقابلها بلاد قشتالة. و من مدائن الأندلس مدينة ماردة ، و هي كانت قاعدة القوطيين، و ما خلف بلاد جيلقية ، آخذ في الشمال الى البحر المحيط الجنوبي. و من مدائنها مدينة بلنسية ، و هي على قرب البحر، و قاعدتها اليوم المريّة ، و هي على البحر الشامي. و كذلك

مدينة مالقة ، و هي كثيرة الخير، و مدينة طرطوشة، و هي على البحر الشامي مجاورة لبلاد الإفرنج، و مدينة ابرارة ، و قاعدتها اليوم دانية، مقابلة لجزيرتي منورقة و ميورقة. و افتتحت جزيرة الأندلس في شهر رمضان سنة اثنتين و تسعين ، افتتحها طارق بن زياد النفزي ، عامل موسى بن نصير، عامل الوليد بن عبد الملك على بلاد إفريقية. و كان ملك القوطيين بالأندلس يسمى غطيشة ، و كان له أربع مدائن يتنقل إليها في فصول السنة الأربعة، و كان في فصل الشتاء بمدينة طليطلة و هي دار مملكته. و كان في أيام الصيام بأشبيلية لأجل الحوت. إذ اللحم محرم عليهم في صيامهم. و كان في أيام الربيع بمدينة ماردة لكثرة الصيد بها و السمن و العسل. و كان بقرطبة في أيام العنصرة للفواكه و الأشربة. فلما دخل اشبيلية [بعد حصارها أشهرا] فضامها على نفسها فعزّ ذلك على أهل مملكته، فخرج العامل على الجزيرة و عمّر هناك. و أتى موسى بن نصير و أعلنه بخبر الأندلس و طيبها و أمره بالنهوض إليها لمحاربتها ، فلم يعزم على ذلك حتى نهض إلى الوليد، و أعلمه بذلك، فمنعه الوليد و قال: ثغور المسلمين في البحر. فقال: يا أمير المؤمنين، أنا أرسل بجندي طارقا مع البرابرة، فإن أصابوا فلنا، و إن أصيبوا فليس علينا، فكأنهم أعداء، فأمره بالنهوض على ذلك. فلما عبر طارق البحر، خرج إلى الجبل المنسوب إليه، ثم قدم السودان للحرب. فلما رأى القوطيون صورا هائلة

أفزعهم ذلك، و كان السودان يأخذون الأسرى من القوطيين و النصارى و يذبحونهم، و يظهرون أنهم يأكلونهم. فكان ذلك زيادة في خوفهم و جزعهم. فكان طارق لا يمر بمدينة إلّا فرّ أهلها خوفا منه، حتى انتهى إلى طليطلة، و كان قد قتل الملك، و استخلف بعده لذريق مكانه، فقتله طارق أيضا. فانهزمت النصرانية من البلدان و السهول، حتى اعتصموا بالوعور و الجبال. و بلغت الطاعة للمسلمين إلى جليقية، و افرنجة فصالح أهلها، فكانوا يؤدون الجراية حتى قلّت أموالهم، فافتقروا و امتنعوا من ذلك، فأخرج إليهم الجيوش، و أدخلهم في أقاصي البلدان فهم بها.

الروم و الإفرنج : [[و هي بلاد كثيرة واسعة، آخذة في طول، من باب الأندلس مع البحر الشامي إلى مدينة القسطنطينية. و في العرض، إلى بلاد الصقالبة في عرض الإقليم السابع. و هم يحاربون الصقالبة و يسرقونهم. و هم في جزائر للبحر كثيرة، و بلادهم باردة، كثيرة الأمطار و الأثمار و الجبال و الوعور. [و من] ضمن مدائنهم: مدينة رومية الكبرى، و هي على البحر. [8]


ناصر خسرو[عدل]

قال ناصر خسرو:

وَ هِي فِي هَذِه الْأَيَّام تَابِعَه لسلطان مصر وَيسْقط الْبرد فِي القيروان وَلكنه لَا يمْكث على أرْضهَا وَيتَّجه الْبَحْر شمالا ويسير نَاحيَه الْيَمين الى الأندلس وَبَين مصر والأندلس ألف فَرسَخ وسكانها جَمِيعًا مُسلمُونَ وَهِي ولَايَه كَبِيرَه جبليه ينزل فِيهَا الْبرد ويتجمد سكانها بيض وشعرهم أَحْمَر وَأَكْثَرهم كالصقالبه عيونهم كعيون القطط وَتَقَع الأندلس فِي نِهَايَه بَحر الرّوم. [9]


ابن طباطبا علوى اصفهانى[عدل]

قال ابن طباطبا علوى اصفهانى:

الأندلس

من أرض المغرب، ذكر من ورد أندلس من أولاد الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام، ثم من أولاد الحسن بن الحسن ابن على بن أبى طالب «ع»، ثم من ولد عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب «ع».

(بأندلس) أبو عبد اللّه ادريس بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن ابن على بن أبى طالب عليه السلام، امّه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب، عقبه ادريس بن ادريس، امّه ام ولد، و فاطمة.

ذكر من ورد بأندلس من أولاد الحسين بن على بن أبى طالب «ع»، ثم من أولاد محمد الباقر بن على بن الحسين «ع» منهم من ولد على العريضى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر عليهم السلام.

(بأندلس) أبو عبد اللّه محمد بن على بن الحسين بن عيسى الرومى بن محمد الأزرق بن عيسى الأكبر بن محمد الاكبر بن على العريضى بن جعفر الصادق عليه السلام. (ص 5-4)


بضم الدال و فتحها مع ضم اللام و يلزمها الالف و اللام و ربما حذفت: جزيرة كبيرة فيها عامر و غامر طولها نحو الشهر فى نيف و عشرين مرحلة. (ص 365) [10]


البکری[عدل]

قال البکری:

ذكر بلاد الأندلس و خواصّها و المشهور من مدنها

ذكر أنّ اسمها في القديم إبارية من وادي أبره ، ثمّ سمّيت بعد ذلك باطقة من وادي بيطى ، و هو نهر قرطبة ، ثمّ سمّيت إشبانية من أجل رجل ملكها في القديم كان اسمه إشبان. و قيل إنّما سميّت بالاشبان لأنّ الأشبان سكنوها في أوّل الزمان على جرية النهر و ما والاه . و قال قوم إنّ اسمها على الحقيقة إشبارية مسمّاة من بشيرى، و هو الكوكب المعروف بالأحمر. و سمّيت بعد ذلك بالأندلس من أسماء الأندليش الّذين سكنوها على ما يأتي ذكره. و حدّث الأوائل عن الأندلس بعبارات مختلفة، و حدّها قسطنطين حدودا ستّة جعل الجزء الأوّل من حدودها من مدينة نربونة ، و هو حدّ ما بين غاليش و بين الأندلس ، و أضاف إليها سبع مدن بما حواليها و هي بطرّش و طليوشة و مقلونة و نومشو و قرقشونة . و في قرقشونة هذه الكنيسة العظمى عندهم تسمّى شنت مرية غراثية فيها سبع سوار من فضّة و لها يوم عيد يرده العجم من الآفاق. و بينها و بين برشلونة مسيرة خمسة و عشرين يوما. و جعل الجزء الثاني من مدينة براقرة و هو حوز جليقية و شلطيانة و هو بلد ابن غومس، و جعل لها اثنتي عشرة مدينة (بما حواليها، منها مدينة) برطقال و مدينة توذي و مدينة أورية و مدينة لكّه و مدينة برطانية و مدينة أشتيرقية و مدينة شنتا ياقو ، و فيها كنيسة الذهب و لها يوم يرد فيه من إفرنجة و من رومة و من جميع نواحيهم كلّها، و مدينة إيرية و مدينة بطقة و مدينة شارة . و جعل الجزء الثالث من مدينة طركونة و أضاف إليها مدينة سرقسطة و أشقة و لاردة و طرطوشة و تطيلة و أعمال بلد ابن شانجو كلّها و بلد بليارش و برشلونة و جرندة و مدينة أنبوريش و مدينة بنبلونة و مدينة أوقة و مدينة قلهرّة و مدينة طرسونة و مدينة أماية. و جعل الجزء الرابع عشرين مدينة قاعدتها مدينة طليطلة و أضاف إليها مدينة أوريط و مدينة شقوبية و مدينة أركبيقة و مدينة وادي الحجارة و مدينة شقونسة و مدينة أكشومة و مدينة بلنسية و مدينة بلازية و مدينة أوريولة و مدينة آلش و مدينة شاطبة و مدينة دانية و مدينة بياسة و مدينة قسطلونة (و مدينة منتيشة و مدينة وادي آش ) و مدينة بسطة و مدينة أرش و هي بجّانة. و جعل الجزء الخامس قاعدته مدينة ماردة و أضاف إليها اثنتي عشرة مدينة و هي باجة و مدينة أكشونبة (و مدينة صيوتلة ) و مدينة يابرة و شنترة و شنترين و الأشبونة و قلنبرية و قورية و شلمنقة و صمورة و هي محدثة برّا إلى شنت ياقوب . و جعل الجزء السادس قاعدته مدينة إشبيلية و أضاف إليها لبلة و قرطبة و قرمونة و مورون و مدينة مرشانة و الجزيرة و تاكرنا وريه و أشبونة و استجة و قبرة و أعمالها إلى بجّانة و إلبيرة و جيان و منتيشةبيرة و أرجونة) و ملكونة و أبدة و بياسة. و بلد الأندلس مثلّث الشكل، فالركن الواحد منها الموضع الّذي فيه صنم قادس بين المغرب و القبلة بإزاء جبل إفريقية المسمّى أدلانية ، و منه يخرج إلى البحر المتوسّط الخارج إلى الشام الآخذ بقبلي الأندلس . و الركن الثاني هو بشرقي الأندلس بين مدينة نربونة و مدينة برذيل بإزاء جزيرتي ميورقة و منورقة بمجاورة البحرين البحر المحيط و البحر الشامي المتوسّط ، و بينهما المدخل الّذي يعرف بالأبواب ، و هو المدخل إلى الأندلس من الأرض الكبيرة على بلد إفرنجة ، و مسافته بين البحرين مسيرة يومين، و يقابل مدينة برذيل مدينة نربونة على البحر المحيط . و الركن الثالث حيث ينعطف البحر من الجوف إلى الغرب حيث المنارة في الجبل الموفي على البحر، فيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس، و هو البلد الطالع على بلد برطانية . و قال أوروشيوش : يسمّى البلد الّذي فيه الصنم ب رغشية ، و حيث هذا الصنم ينقطع حوز جليقية. فمن جوفي الأندلس و غربيه البحر المحيط ، و في قبليه البحر الشامي و هو البحر المعروف ببحر تيران ، و معناه الّذي يشقّ دائرة الأرض. و في شرقيه منحرفا إلى الجوف يسيرا بلد البشكنش آخذا مع نهر أبره إلى بلد شنت مرية . و ذكر بطليموس أنّ قلوباطرة فتحت في الجبل الحاجز بين الأندلس و إفرنجة طريقا بالحديد و النار و الخلّ، و كان فعلها ذلك من العجائب.


قال البکری ایضاً:

ذكر فضل الأندلس و غريب أخبارها.

و الأندلس شامية في طيبها و هوائها، يمانية في اعتدالها و استوائها، هندية في عطرها و ذكائها، أهوازية في عظيم جبايتها ، صينية في جواهر معادنها، عدنية في منافع سواحلها. فيها آثار عظيمة (للأوّل من اليونانيّين) أهل الحكمة و حاملي الفلسفة. و كان من ملوكهم (الّذين أثروا) الآثار بالأندلس هرقلش، و له الأثر في الصنم بجزيرة قادس و صنم جليقية و الآخر في مدينة طركونة الّذي لا نظير له.


[ذكر جبال الأندلس ]

و من الجبال المشهورة بالعظم في بلد الأندلس، منها جبل إلبيرة و هو جبل الثلج، و هو متّصل بالبحر المتوسّط منتظم بجبل ريه و لاصق بالجزيرة مع البحر. و يذكر ساكنوه أنّهم لا يزالون يرون الثلج نازلا فيه شتاء وصيفا. و هذا الجبل يرى من أكثر بلاد الأندلس و يرى من عدوة البحر ببلاد البربر. و في هذا الجبل أصناف الفواكه العجيبة، و في قراه المتّصلة به يكون أفضل الحرير و الكتّان الّذي يفضّل على كتّان الفيوم. و منها جبل ألبرت، و هو الحاجز بين بلاد الإسلام و بلد غاليش و مبتدأه من البحر القبلي (المتوسّط المجاور) طرطوشة و منتهاه إلى البحر الغربي بين الأشبونة و جليقية. و منها الجبل الحاجز بين بلاد إفرنجة و بلاد الصقالبة.


قال البکری ایضاً:

ذكر ما خصّت به الأندلس من الأشجار و المعادن و الأحجار

يوجد في ناحية دلاية من إقليم البشرة عود النضوح لا يقارنه العود الهندي ذكاء و عطرا، و قد سيق منه إلى خيران الصقلبي صاحب ألمرية أصل كان منبته بين أحجار هناك. و بأكشنبة جبل يعرف بجبل الجنّة كثيرا ما يتضوّع منه ريح العود الذكي إذا أرسلت فيه النار. و ببحر شحذونة يوجد أطيب العنبر العربي الوردي، و في جبل المنتلون المحلب الّذي لا يعدل به. قال أحمد بن محمّد بن موسى الرازي: و هو المقدم في الأفاوه المفضّل في أنواع الاشنان لا ينبت بشيء من الأرض إلّا بالهند و بالأندلس. و في جبل بإلبيرة السنبل الفائق الطيب، و بنواحي المنتلون يكون البرباريس العجيب. و بجبل أندة يوجد القسط الطيّب المرّ المذاق، و يوجد أيضا بالجبل المنسوب إليه جبل القسط، و هو بين حصن قاشتروا و مارتش . و الجنطيانا يجلب من الأندلس إلى جميع الآفاق، و هو عقير رفيع يوجد بلبلة. و بجزيرة سطين الزبد النفيس المصمّغ الطرفين، و يوجد بجبال قلعة أيوب المرّ الطيّب، و أطيب كهرباء الأرض بشذونة درهم منها يعدل دراهم من المجلوبة. و أطيب القرمز قرمز الأندلس و أكثر ما يكون بنواحي إشبيلية و لبلة و شذونة و بلنسية ، و من الأندلس يحمل إلى الآفاق. و بناحية لورقة من ناحية تدمير يكون حجر الأزورد الجيّد، و قد يوجد في غيرها. و على مقربة من حصن منتون من عمل قرطبة معدن البلّور بجبل شجيران، و هو بشرقي قبرة . و حجر البجادي موجود بناحية مدينة الأشبونة ، في جبل هناك يتلألأ فيه ليلا كالسرج. و الياقوت الأحمر يوجد في ناحية حصن منت ميور من عمالة مالقة، إلّا أنّه دقيق جدّا لا يصلح للاستعمال لصغره. و حجر يشبه الياقوت الأحمر في ناحية مدينة بجّانة في خندق بقرب قرية ناشر يوجد أشكالا مختلفة كأنّه مصنوع حسن اللون صبورا على النار. و حجر المغنطيس الجاذب للحديد يوجد بموضع يعرف بالصنهاجيّين من كورة تدمير . و حجر الشادنة بجبل قرطبة كثير، و هو يرقي الدم و يستعمل في ذلك التذاهيب. و الحجر اليهودي في ناحية حصن البونت ، و هو أنفع شيء للحصى. و حجر المرقشيتا الذهبية في جبال أنطاندة الّتي لا نظير لها في الدنيا و من الأندلس يحمل إلى جميع الآفاق لفضلها. و المغنيسيا بالأندلس كثير، و كذلك حجر الطلق، و يوجد اللؤلؤ بناحية مدينة برشلونة ، إلّا أنّه جامد اللون. و المرجان يخرج من بحر الأندلس، و قد خرج منه في ساحل بحر إلبيرة من عمل المرية ما لقط منه في أقلّ من شهر نحو ثمانين قنطارا. و معدن الذهب بنهر لادرة يجمع بها منه كثير، و يجمع أيضا في ساحل الأشبونة . و معادن الفضّة بالأندلس كثيرة في كورة تدمير و جبال حمّة بجّانة ، و بإقليم كرتيش من عمل قرطبة معدن فضّة جليل. و بأكشونبة معدن القصدير لا نظير له يشبه الفضّة، و له معادن بناحية إفرنجة و ليون . و معدن الزئبق في جبل البرانس و من هناك يتجهّز به إلى الآفاق. و معدن الكبريت الأحمر بالأندلس و معادن الأصفر كثيرة. و معادن التوتيا الطيّبة بساحل إلبيرة بقرية تسمّى بطرنة ، و هي أزكى توتيا و أقوى في صنع النحاس، و بجبال قرطبة توتيا و ليست كالبطرنية. و معدن الكحل المشبه بالاصبهاني بناحية مدينة طرطوشة يحمل منها إلى جميع البلاد. و معادن الشبوب و الحديد و النحاس و الرصاص بالأندلس أكثر من أن تحصى. و الأندلس دار جهاد و موطن رباط قد أحاط بشرقها و شمالها و بعض غربها أصناف أهل الكفر. و روي عن عثمان بن عفان رضه أنّه كتب إلى من انتدب إلى غزو الأندلس: أمّا بعد فإنّ القسطنطينية إنّما تفتح من قبل الأندلس و إنّكم إن استفتحتموها كنتم شركاء من يفتحها في الأجر و السلام. و روي عن كعب الأحبار أنّه قال: يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها يعرفون بنورهم يوم القيامة. و دخل الأندلس رجل واحد من أصحاب النبي صلعم، و قال عبدالملك بن حبيب: اسمه المنيذر الإفريقي. و يروى عن النبي صلعم أنّه قال: من قال رضيت بالله ربّا إلى آخرها فأنا الزعيم له لآخذنّ بيده فأدخله الجنّة. و دخلها من التابعين حنش بن عبداللّه بن عمرو بن حنظلة بن نهر بن قنان بن ثعلبة بن ثامر النسائي يكنّى أبا راشد، و هو صنعاني من صنعاء الشام و يعدّ في المقرّبين، و يقال حنشن بن علي، و الصواب بن عبداللّه، و هو الّذي أسّس المسجد الجامع بسرقسطة ، و كان مع علي بالرّقة . فلمّا قتل انتقل إلى مصر ، و موضع محرابه و قبره بسرقسطة معلوم. و منهم علي بن ربّاح اللخمي البصري و يكنّى أبا موسى، لقي أبا هريرة و عمرو بن العاص و علقمة بن عامر و روى عنهم، و قبره أيضا بمدينة سرقسطة معلوم. و منهم حيوة بن رجاء التميمي و أبو عبدالرحمان بن عبداللّه بن يزيد الجبلي الأنصاري و عياض بن عقبة الفهري و موسى بن نصير بن عبدالرحمان بن يزيد يقال بكري و يقال لخمي. و يقال إنّ نصيرا و حمدان مولى عثمان من سبي عين التمر و إنّ نصيرا أعتقه صبيح مولى أبي العاص بن أميّة. و من كتب الخزانة غير المترجم أنّ نصيرا أصابه خالد بن الوليد في علوج عين التمر و ادّعوا أنّهم رهن و أنّهم من بكر بن وائل، فصار نصير و صيفا لعبد العزيز بن مروان فأعتقه، فمن أجل هذا يختلف فيه. و عقد الوليد لموسى على إفريقيّة سنة ثلاث و ثمانين، و كان مولد موسى سنة تسع عشرة في خلافة عمر بن الخطّاب رضه. و كان معاوية قد جعل نصيرا أبا موسى على حرسه ، فلم يقاتل معه عليّا رضه. فقال له معاوية: ما منعك في الخروج معي على علي و لم تكاف يدا لي عليك؟ فقال له: لم يمكنّي أن أشكرك بكفر من هو أولى بشكري منك. قال: و من هو؟ قال: اللّه تعالى. و مسافة ما يملك المسلمون من الأندلس- و ذلك من أكشونبة إلى مدينة أشقة - فذلك ثلاثمائة فرسخ طولا، و من قرطاجنة الحلفاء إلى الفهمين ثلاثون فرسخا عرضا. ذكر مدينة قرطبة

ذكر مدينة إشبيلية

ذكر الجزيرة ]

ذكر ماردة و بطليوس

ذكر مدينة طليطلة

ذكر طلبيرة ]

ذكر تطيلة ]

ذكر مدينة بربشتر ]

ذكر مدينة برشلونة ] [11]


زهرى[عدل]

زهرى نوشته است:

أندلس

ناحيه اندلس جزء سرزمين شام است، و آخرين ناحيه از نواحى آن است. درازاى آن از مشرق به مغرب بر ساحل دريا از كوههاى أطريجرش تا منطقه معروف به طرف الأغّر به سوى أشبونه بر ساحل درياى اعظم و از آنجا تا ابتداى كوههاى شارات نود فرسخ است و تا نزديك جزيره طريف كه از كوههاى معروف به جبال الصّوف مى باشد، به قدر نه روز راه است. در اين جزيره (طريف)، هر منطقه از مناطق ديگر سيصد فرسخ فاصله دارد، و درازاى آن از مغرب تا مشرق بر ساحل درياى رومى از آغاز [ش] تا بر ساحل درياى بزرگ [اقيانوس اطلس] تا اوّل كوههاى مشرق هفتاد فرسخ و برابر هفت روز راه است، و از أطريجرش تا برت ياقه كه مدخل ورود به سرزمين نبارّه است هشتاد فرسخ و برابر هشت روز راه مى باشد.

كوه أطريجرش

اين كوه معروف به أطريجرش، جدا كننده بلاد اندلس از بلاد فرنگ است، و آن از شمال شروع مى شود و به سوى جنوب ادامه مى يابد، تا اينكه به دريا وارد مى شود و اين كوه به «طرف يهودى» نيز شهرت دارد. در اين كوه درختان كهن بسيار بزرگى همچون صنوبر و احتمالا بلوط و شمشاد وجود دارد. همچنين درختانى دارد كه هزار سوار در زيرش نمايان نيستند. از همين كوه است كه عود شمشاد به اندلس و مغرب فرستاده مى شود. در آنجا معدن سنگ سرمه قرطجنّى نيز وجود دارد كه از آنجا به سرزمينهاى مشرق فرستاده مى شود. از اين كوه عسل زيادى جمع آورى مى گردد كه در هيچ جاى ديگر زمين به آن فراوانى جمع نمى شود، زيرا در آنجا زنبور عسل بسيار است. در آنجا قلعهاى است كه از لحاظ حفاظتى و بلندى مانند آن در زمين يافت نمى شود.

بركت اندلس

هواى سرزمين اندلس نيكو و آب آن پاكيزه است و طول آن به اندازه چهل روز راه مى باشد و چهل رودخانه به آن مى ريزد. اين پديده در هيچ كجاى زمين جز در آنجا يافت نمى شود. آنجا پربركت ترين و كثير النسل ترين مناطق روى زمين است و سبب اين امر اينكه ناحيه كوچكى است كه هشتاد شهر بزرگ دارد و به همين تعداد يا بيشتر از آن داراى شهرهاى كوچك هم هست، و حال آنكه در قسمت آباد زمين ناحيه اى به اين كوچكى جز در اندلس يافت نمى شود كه مسافر بتواند در آن سه يا چهار شهر نزديك به يكديگر را بيابد. از بركت آن ناحيه، اينكه انسان دو فرسخ را بدون آب در آن راه نمى رود و هنوز سه فرسخ نرفته در طول سفرش نان و روغن را در دكانها مى يابد. از بركت اندلس اينكه، فقيه علّامه ابو محمّد عبد الملك بن حبيب با سلسله اسناد از رسول اكرم (ص) روايت كرد كه حضرت فرمود: «پس از من جزيرهاى فتح خواهد شد كه به آن اندلس گويند، زنده آن سعادتمند و مرده آن شهيد است.» اگر اين حديث صحيح باشد فخر آن براى اندلس كافى است، و اگر صحّت آن ثابت نشده باشد، با كتاب خدا و سنّت رسول (ص) موافق است. اين بدان خاطر است كه هركه در اندلس زندگى مى كند به منزله كسى است كه عنان اسبش را در راه خدا به دست گرفته و اين در حالى است كه آنان با وجود بودن دشمن- كه خدا نابودشان كند- در آنجا ساكنند، و آنها به دليل وجود دشمن و مجاورتى كه با آنان دارند از يكسو و كمى تعدادشان و جدايى شان از همكيشان خود از سوى ديگر هر روز جنگها و غارتهايى دارند، چرا كه پيش رويشان دريايى هراسناك و پشت سرشان دشمنى توانا (دانا) است، و دشمنى كه خدا نابودشان سازد- زيادند و سرزمينشان به هم پيوسته است. پس در خاك اندلس ديده نمى شود مگر چشم گريانى براى خدا يا جهادگرى در راه خدا يا رزمندهاى كه به خاطر خدا با دشمن در نبرد است، كه از دين اسلام جدا نمى شوند و پيوسته ملزّم اطاعت خدا هستند. پس كسى كه به اين حالت بميرد، شهيد از دنيا رفته و هركه به اين حالت زندگى كند سعادتمند است، چرا كه جهاد بهترين وسيله تقرّب به خداست، و جهادگران نزد خداوند تعالى از پاكترين مقرّبين هستند و به همين جهت خداوند كه راستگوترين گويندگان است فرمود: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ ... تا آخر آيه ، پس اين مطلب موافق كتاب و سنّت است و منّت از آن خداوند است.

زهری همیچنین نوشته است:

رودهای اندلس

رودهاى اندلس بسيار است؛ بزرگترينش وادى إبره است كه 160 فرسخ مساحت دارد. گويند، إبره و وادى دورو يك سرچشمه دارند. يكى از رودهاى سمت غربى اندلس رود شقوره است با مساحت 80 فرسخ، و ديگر رود تنداير با مساحت 60 فرسخ است همه اين رودها به دریاى روم مى ريزند. اما رودهاى شمال اندلس؛ يكى از آنها رود تاجه است كه بر طليطله مى ريزد و 140 فرسخ مساحت دارد. ديگرى رود وادىيانه است كه به (سمت) قلعه رباح سرازير مى شود تا بطليوس جريان يافته و به درياى بزرگ مى ريزد مساحت آن 130 فرسخ است. سومى رود وادى الكبير است كه به شهر قرطبه مى گذرد و تا شهر اشبيليه واقع در كوه شلير پيش مى رود و 100 فرسخ مساحت دارد. وادى شنيل بر شهر غرناطه جارى است و به وادى الكبير مى ريزد، پنجاه فرسخ مساحت دارد. ديگر رود وادى لكّه است كه از كوههاى تاكروفه سرچشمه مى گيرد و به درياى بزرگ مىريزد. مساحت اين رود 40 فرسخ است.[12]


ادریسی[عدل]

قال الادریسی:

الإقليم الرابع الجزء الأوّل: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى آله رب يسر برحمتك إن هذا الجزء الأول من الإقليم الرابع مبدؤه من المغرب الأقصى حيث البحر المظلم ومنه يخرج خليج البحر الشامي مارا إلى المشرق وفي هذا الجزء المرسوم بلاد الأندلس المسماة باليونانية اشبانيا وسميت جزيرة الأندلس بجزيرة لأنها شكل مثلث وتضيق من ناحية المشرق حتى تكون بين البحر الشامي والبحر المظلم المحيط بجزيرة الأندلس خمسة أيام ورأسها العريض نحو من سبعة عشر يوما وهذا الرأس هو في أقصى المغرب في نهاية انتهاء المعمور من الأرض محصور في البحر المظلم ولا يعلم أحد ما خلف هذا البحر المظلم ولا وقف بشر منه على خبر صحيح لصعوبة عبوره وظلام أنواره وتعاظم موجه وكثرة أهواله وتسلط دوابه وهيجان رياحه وبه جزائر كثيرة ومنها معمورة ومغمورة وليس أحد من الربانيين يركبه عرضا ولا ملججا وإنما يمر منه بطول الساحل لا يفارقه وأمواج هذا البحر تندفع منغلقة كالجبال لا ينكسر ماؤها وإلا فلو تكسر موجه لما قدر أحد على سلوكه.


قال الادریسی ایضاً:

ولنرجع الآن إلى ذكر الأندلس ووصف بلادها ونذكر طرقاتها وموضوع جهاتها ومقتضى حالاتها ومبادي أوديتها ومواقعها من البحر ومشهور جبالها وعجائب بقعها ونأتي من ذلك بما يجب بعون الله تعالى. فنقول أما الأندلس في ذاتها فشكل مثلث يحيط بها البحر من جهاتها الثلاث فجنوبها يحيط به البحر الشامي وغربها يحيط به البحر المظلم وشمالها يحيط به بحر الانقليشين من الروم والأندلس طولها من كنيسة الغراب التي على البحر المظلم إلى الجبل المسمى بهيكل الزهرة ألف ميل ومائة ميل وعرضها من كنيسة شنت ياقوب التي على أنف بحر الانقليشين إلى مدينة المرية التي على بحر الشام ست مائة ميل. وجزيرة الأندلس مقسومة من وسطها في الطول بجبل طويل يسمى الشارات وفي جنوب هذا الجبل تأتي مدينة طليطلة [13]


ابن وصیف شاه[عدل]

قال ابن وصیف شاه:

و في بحر الأندلس:

المرجان خاصة ينبت في قعره مثل الشجر، و قيل أن بحيرة تنين تغدوا وقت مجيء النيل يكون ستة أشهر حلوة، ثم تملح.

قال ابن وصیف شاه ایضاً:


و من عجائب مملكة الأندلس


قال أهل التاريخ:

إن في مملكة الأندلس أربعة و عشرين مدينة كان يملكها رجل واحد، و كان دينهم دين الروم الصابئة، و في هياكلهم أصنام الكواكب، ثم تنصرت الروم، و تنصروا، و كانت لهم حكم و معرفة، و كان في مملكتهم بيت مغلوق قد احتكمه من كان قبلهم، و قالوا: ما دام هذا مغلقا لا يملكنا عدو، و عرف ذلك بينهم جيل بعد جيل، و كان كل من ملك بلدهم و سمع بذلك احتكم عليه قفلا هكذا/ إلى أربعة و عشرين قفلا على عدد من وليهم من الملوك، ثم بعد ذلك، وليهم رجل اسمه: لذريق، و كان طماعا شرها قد ابتلي بمحبة المال و جمعه، فلما استقر به الحال طاف بالمملكة و عرض آلة القتال، ثم خزائن الذخائر، و بيت المال، و رأى ذلك الباب، فأمر بفتحه فأخبروه بما قد تسامعوا به من قديم الزمان، و تداول بينهم، و أن يخلّيه على حاله مصلحة و صونا له و لبقاء مملكته، فلم يلتفت إلى كلامهم، و أبى إلا فتحه أو كسره، فبلغ أهل المدينة فضاق بهم ذرعا و تشاءموا، ثم أنهم اجتمعوا إليه و بذلوا له كثيرا من الأموال على أن يتركه على حاله، فلم يقبل منهم، فتفرقوا عنه، فأحضر أرباب الصنائع فعجزوا، فعالجوه أياما فلما فتحه وجد داخله فرسانا و ركبانا فوق خيل شهب على صور العرب عليها عمائم حمر، و في تلك السنة فتحت الأندلس، و تولى فتحها طارق بن نصير في سنة اثنين و تسعين أيام عبد الملك بن مروان، و مسك لذريق فقتله، و سبى و غنم. و من جملة ما وجدوه داخل ذلك البيت مرآة سليمان عليه السلام، و كانت من ذهب عليها أطواق من جوهر، مفصلة كالمرآة العجيبة التي ينظر منها الأقاليم السبعة، و هي مدبرة من أخلاط، و أواني من ذهب كأنه لسليمان عليه السلام، و الزبور مكتوب بخط يوناني جليل دفاته ذهب مفصل بجوهر، و اثنين و عشرين مصحفا من النورية محلاة بالذهب، و مصحف محلى بفضة يتضمن منافع الأشجار و الأحجار و الدواب و الطلسمات العجيبة، فحملوا ذلك إلى الوليد. و أيضا مصحف فيه عمل الصنعة، و أصناف اليواقيت، و وجدوا فقاعة عظيمة من حجر أخضر مملوءة بإكسير الكيمياء مختومة بالذهب، و لما فتحت هذه المدينة نزلها المسلمون فتفرقوا بمدنها إلى أن جاء إليها عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك في سنة/ ثلاث و ثلاثين و مائة، فغلب عليها و ذريته فيها إلى اليوم.[14]


قال ابن وصیف شاه ایضاً:

ذكر فتح الأندلس و ما وجد فيها

في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان فتحت على يد الأمير طارق [بن زياد] في سنة ثلاث و تسعين. وجد في مدينة طليطلة من أعمال الأندلس بيتين مغلقين فتح أحدهما فوجد فيه أربعة و عشرون تاجا لم يعلم أحد/ قيمة الواحد منها. و على كل تاج اسم صاحبه، و كم مدة ملك، و وجد فيه مائدة سليمان [عليه السلام] لم يعلم لها أحد قيمة. فحمل الجميع الوليد فيما أخذ من الغنائم، و فتح البيت الثاني، و كان عليه أربعة و عشرون قفلا، فسأل عنه، فقيل له: إن كل من ملك هذه المدينة من الملوك أصحاب التيجان التي في ذلك البيت الأول يضع على هذا البيت قفلا و لا يفتحه و لا يعلم ما فيه.

فلما كان هذا قيل لهذا الملك: إن في هذا البيت كنوزا و ذخائر لمن سلف من الملوك، فأحب أخذ ذلك. فنهاه العقلاء فلم يقبل، ففتحه، فإذا فيه قيمة صور العرب على صفاتهم و هيئاتهم، عندهم لوح من ذهب مكتوب فيه: من فتح هذا البيت ملكت العرب هذا الإقليم في عامه. فكان كذلك. فضمت الغنائم و التيجان و المائدة و جهزوا الأمير. [15]


یاقوت الحموی[عدل]

قال یاقوت الحموی:

يقال بضم الدال وفتحها، وضم الدال ليس إلّا: وهي كلمه عجميه لم تستعملها العرب في القديم وإنما عرفتها العرب في الإسلام، وقد جرى على الألسن أن تلزم الألف واللام، وقد استعمل حذفهما في شعر ينسب الى بعض العرب، فقال عند ذلك:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر

و أندلس بناء مستنكر فتحت الدال أو ضمّت، وإذا حملت على قياس التصريف وأجريت مجرى غيرها من العربي فوزنها فعللل أو فعللل، وهما بناءان مستنكران ليس في كلامهم مثل سفرجل ولا مثل سفرجل، فإن ادّعى مدّع انها فنعلل فليس في أبنيتهم أيضا ويخرج عن حكم التصريف لأن الهمزه إذا كانت بعدها ثلاثه أحرف من الأصل لم تكن إلا زائده، وعند سيبويه أنها إذا كان بعدها أربعه أحرف فهي من الأصل كهمزه إصطبل وإصطخر، ولو كانت عربيه لجاز أن يدّعى لها أنها أنفعل، وإن لم يكن له نظير في كلامهم فيكون من الدّلس والتدليس، وإن الهمزه والنون زائدتان، كما زيدتا في إنقحل وهو الشيخ المسنّ، ذكره سيبويه وزعم أن الهمزه والنون فيه زائدتان، وأنه لا يعرف ما في أوله زائدتان مما ليس جاريا على الفعل غيره، قال ابن حوقل التاجر الموصلي، وكان قد طوّف البلاد وكتب ما شاهده: أما الأندلس فجزيره كبيره فيها عامر وغامر، طولها نحو الشهر في نيف وعشرين مرحله، تغلب عليها المياه الجاريه والشجر والثمر والرخص والسعه في الأحوال، وعرض فم الخليج الخارج من البحر المحيط قدر اثني عشر ميلا بحيث يرى أهل الجانبين بعضهم بعضا ويتبينون زروعهم وبيادرهم، قال: وأرض الأندلس من على البحر تواجه من أرض المغرب تونس، والى طبرقه الى جزائر بني مزغنّاي ثم إلى نكور ثم إلى سبته ثم إلى أزيلي ثم إلى البحر المحيط، وتتصل الأندلس في البر الأصغر من جهه جلّيقيه وهي جهه الشمال ويحيط بها الخليج المذكور من بعض مغربها وجنوبها، والبحر المحيط من بعض شمالها وشرقها من حدّ الجلالقه إلى كوره شنترين ثم إلى أشبونه ثم إلى جبل الغور ثم إلى ما لديه من المدن إلى جزيره جبل طارق المحاذي لسبته ثم الى مالقه ثم إلى المريه فرضه بجايه ثم إلى بلاد مرسيه ثم إلى طرطوشه ثم تتصل ببلاد الكفر مما يلي البحر الشرقي في ناحيه أفرنجه، ومما يلي المغرب ببلاد علجسكس، وهم جيل من الأنكبرده، ثم إلى بلاد بسكونس وروميه الكبرى في وسطها ثم ببلاد الجلالقه حتى تنتهي إلى البحر المحيط، ووصفها بعض الأندلسيّين بأتمّ من هذا وأحسن، وأنا أذكر كلامه على وجهه، قال: هي جزيره ذات ثلاثه أركان مثل شكل المثلّث قد أحاط بها البحران، المحيط والمتوسط، وهو خليج خارج من البحر المحيط قرب سلا من برّ البربر، فالركن الأول هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس، وعنده مخرج البحر المتوسط الذي يمتدّ إلى الشام وذلك من قبلي الأندلس، والركن الثاني شرقي الأندلس بين مدينه أربونه ومدينه برديل، وهي اليوم بأيدي الأفرنج بإزاء جزيرتي ميورقه ومنورقه المجاوره من البحرين المحيط والمتوسط، ومدينه أربونه تقابل البحر المتوسط، ومدينه برديل تقابل البحر المحيط، والركن الثالث هو ما بين الجوف والغرب من حيّز جلّيقيه حيث الجبل الموفي على البحر وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس، وهو البلد الطالع على برباط، فالضّلع الأول منها أوله حيث مخرج البحر المتوسط الشامي من البحر المحيط، وهو أول الزّقاق في موضع يعرف بجزيره طريف من برّ الأندلس يقابل قصر مصموده بإزاء سلا في الغرب الأقصى من البرّ المتصل بإفريقيه وديار مصر، وعرض الزّقاق ههنا اثنا عشر ميلا ثم تمرّ في القبله إلى الجزيره الخضراء من برّ الأندلس المقابله لمدينه سبته، وعرض الزقاق ههنا ثمانيه عشر ميلا وطوله في هذه المسافه التي ما بين جزيره طريف وقصر مصموده إلى المسافه التي ما بين الجزيره الخضراء وسبته نحو العشرين ميلا، ومن ههنا يتسع البحر الشامي إلى جهه المشرق ثم يمرّ من الجزيره الخضراء إلى مدينه مالقه إلى حصن المنكب إلى مدينه المريّه إلى قرطاجنّه الخلفاء حتى تنتهي إلى جبل قاعون الموفي على مدينه دانيه ثم ينعطف من دانيه إلى شرقي الأندلس إلى حصن قليره إلى بلنسيه، ويمتدّ كذلك شرقا إلى طركونه إلى برشلونه إلى أربونه إلى البحر الرومي، وهو الشامي وهو المتوسط، والضلع الثاني مبدؤه كما تقدم من جزيره طريف آخذا إلى الغرب في الحوز المتّسع الداخل في البحر المحيط فيمرّ من جزيره طريف إلى طرف الأغرّ إلى جزيره قادس، وههنا أحد أركانها، ثم يمرّ من قادس إلى برّ المائده حيث يقع نهر إشبيليه في البحر ثم إلى جزيره شلطيش إلى وادي يانه إلى طبيره ثم إلى شنتره إلى شلب، وهنا عطف إلى أشبونه وشنترين، وترجع إلى طرف العرف مقابل شلب، وقد يقطع البحر من شلب إلى طرف العرف مسيره خمسين ميلا، وتكون أشبونه وشنتره وشنترين على اليمين من حوز وطرف العرف، وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسه الغراب المشهوره، ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمرّ على حوز الريحانه وحوز المدره وسائر تلك البلاد مائلا إلى الجوف، وفي هذا الحيز هو الركن الثاني، والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمرّ على بلاد جليقيه وغيرها حتى ينتهي إلى مدينه برديل على البحر المحيط المقابله لأربونه على البحر المتوسط، وهنا هو الركن الثالث، وبين أربونه وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزّهره الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجه العظمى، ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد، ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيره منقطعه عن البرّ فاعرف ذلك، فإنّ بعض من لا علم له يعتقد أن الأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمّى جزيره، وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيره بالغلبه كما سميت جزيره العرب وجزيره أقور وغير ذلك، وتكون مسيره دورها أكثر من ثلاثه أشهر ليس فيه ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا، وفي هذا الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد

الأفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام، ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبه مسلكه، فذكر بطليموس أن قلوبطره، وهي امرأه كانت آخر ملوك اليونان، أول من فتح هذه الطريق وسهّلها بالحديد والخلّ، قلت: ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيره، فوصفها كثير وفضائلها جمّه وفي أهلها أئمه وعلماء وزهّاد، ولهم خصائص كثيره ومحاسن لا تحصى وإتقان لجميع ما يصنعونه مع غلبه سوء الخلق على أهلها وصعوبه الانقياد، وفيها مدن كثيره وقرى كبار، يجيء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب، حسب ما يقتضيه الترتيب، إن شاء الله تعالى، وبه العون والعصمه.

أندلس: أيضاً محلّه كبيره كانت بالفسطاط في خطّه المعافر، وقال محمد بن أسعد الجوّاني، رحمه الله، في كتاب النّقط من تصنيفه: ومسجد الأندلس هو مصلّى المعافر على الجنائز، وهو ما بين النّقعه والرباط، وكان دكّه وعليه محاريب، وقد ذكره القضاعي في كتابه، قال: وبنته مكنون علم الآمريه أمّ بنيه ستّ القصور مسجدا في سنه 526 على يد المعروف بابن أبي تراب الصّوّاف وكيلها، والرباط إلى جانب الأندلس في غربيه، بنته مكنون أيضا سنه 526 رباطا للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات، وأجرت لهن رزقا، وفي سنه 594 بنى الحاجب لؤلؤ العادليّ، رحمه الله تعالى، في رحبه الأندلس بستانا وحوضا ومقعدا، وجمع بين مصلّى الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دار بقر للساقيه التي تستقي الماء الذي يجري إلى البستان.

[16]


عبدالمومن البغدادی[عدل]

قال عبدالمومن البغدادی:

يقال بضمّ الدال و فتحها ، مع ضم اللام، و يلزمها الألف و اللام، و ربما حذفت: جزيره كبيره فيها عامر و غامر، طولها نحو الشهر فى نيّف و عشرين مرحله، يغلب عليها المياه الجاريه و الشجر و الثمر. و قيل: هى جزيره لها ثلاثه أركان على شكل مثلّث، فالأول قبليّها و عنده فم الخليج الذي من البحر المحيط إلى البحر الرومى، و قدر سعته اثنا عشر ميلا.

و الثانى شرقىّ الأندلس بين أربونه و برديل. و الثالث بين الجنوب و الغرب من حدّ جلّيقيّه. قلت: و أما الآن فقد استولى الفرنج على أكثر بلادها فلم يبق للمسلمين بها إلا بلدان يسيره. و الأندلس أيضا: محلّه كبيره بفسطاط مصر كانت خربت و بنى مكانها مسجد و رباط للنساء المصونات ، معروف. [17]


محمد بن احمد ذهبی[عدل]

قال محمد بن احمد ذهبی :

اندلس

عنی الخلفاء و الملوک الأندلسیون عنایه فائقه بنشر العلم و المعرفه فی ربوع جزیرتهم الواسعه، فبنوا المعاهد العلمیه، و أنشئوا المکتبات العظیمه، و شجعوا العلماء. فالأمیر عبد الرحمن بن الحکم بن هشام الأموی شغف بجمع الکتب، و بعث الرسل إلى المشرق لانتقائها، و ابتیاعها، و استنساخها، حتى أنشأ فی قصر قرطبه مکتبه کبیره کانت حینئذ أجل مکتبات الأندلس، و یعتبر ابن الحکم هذا أول أمراء الأندلس الذین اعتنوا بجمع الکتب. و قد سار على منواله فی هذا الشأن الخلیفه الناصر عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه، فأثرى مکتبه القصر بمجموعات کبیره من الکتب جمعت له من الآفاق. ثم تولى الملک من بعده ابنه الخلیفه الحکم المستنصر بن عبد الرحمن بن محمد فتقدمت فی عهده الحرکه العلمیه تقدما عظیما لم یعهد من قبل فی الأندلس، فقد أنشأ المدارس الکثیره، حتى صار معظم أهل قرطبه متعلمین، و شغف بجمع الکتب شغفا لم یبلغه أحد من أسلافه، فقد أرسل الوفود الکثیره إلى دمشق، و بغداد، و القاهره، و خراسان و غیرها من البلاد ینتقون له الکتب، و یشترونها، کما کان له وراقون فی کثیر من مدن المشرق یستنسخون له الکتب النفیسه، و الأسفار الثمینه، حتى استطاع أن یجعل مکتبه القصر فی قرطبه من أعظم مکتبات الدنیا، و کان کثیر من علماء الشرق و الغرب یهدون کتبهم للحکم المستنصر لما یرون من علمه، و حبه للکتب، و قد قدر عدد الأسفار فی مکتبه القصر القرطبی ب 400000 و قیل 600000 مجلد. و قد أشار القلقشندی إلى عظم هذه المکتبه فقال: «و یقال إن أعظم خزائن الکتب فی الإسلام ثلاث خزائن: إحداها: خزانه الخلفاء العباسیین ببغداد ... الثانیه: خزانه الخلفاء الفاطمیین بمصر ... الثالثه: خزانه خلفاء بنی أمیه بالأندلس، و کانت من أجل خزائن الکتب أیضا، و لم تزل إلى انقراض دولتهم باستیلاء ملوک الطوائف على الأندلس، فذهبت کتبها کل مذهب» . أما ملوک الطوائف فقد اهتموا کثیرا بإنشاء المراکز العلمیه، و خاصه المکتبات. ففی إشبیلیه کانت مکتبه بنی عبّاد العظیمه. و فی بطلیوس کانت مکتبه المظفر بن الأفطس الزاخره بنفائس الأسفار. و فی طلیطله کانت مکتبه بنی ذی النون الجلیله. و فی منطقه المریه وجدت المکتبات القیمه، و کذلک فی سائر مدائن الأندلس. و اهتم بهذا الأمر أیضا بنو الأحمر ملوک غرناطه.

قال محمد بن احمد ذهبی ایضا :

اندلس

- و فی الأندلس: لما سقطت غرناطه سنه 897 بید الأسبان الصلیبیین، فرّ کثیر من علمائهم إلى بلاد المغرب، و کان أصحاب السلطان فی غرناطه قد اتفقوا مع النصارى المحاصرین لبلدهم، على تسلیم المدینه بشروط منها: عدم التدخل فی شئون المسلمین، و منحهم الحریه المطلقه فی أداء شعائر دینهم، و الاحتفاظ بأملاکهم، و مراکزهم العلمیه و معاهدهم، لکن الأسبان الحاقدین لما تمکنوا من المدینه خرقوا کل المواثیق، و نقضوا جمیع العهود، و قد أمر أحد کبرائهم و هو الکاردینال خمنیس سنه 905 بجمع الکتب من الأمصار ذوات الآثار، ص: 113 جمیع المکتبات الإسلامیه الخاصه و العامه بغرناطه- مع إیعاده لکل من تستّر على کتاب بالعذاب الشدید، و القتل- و لما جمعت له انتقى منها بعض الکتب الطبیه، و الهندسیه و غیرها و أرسلها إلى إحدى الجامعات، ثم أضرم النار فی البقیه التی تعد بمئات الآلاف فی أحد میادین غرناطه. و لم یقتصر الحقد الصلیبی الدفین على هذا العمل المشین بل ضیقوا على المسلمین، و هدموا مساجدهم، و مدارسهم، و أجبروهم على التنصر تحت العذاب الألیم، و منعوهم من التکلم بالعربیه. و کان النصارى الأسبان قد ارتکبوا مثل هذه الجرائم فی المدن الأندلسیه الأخرى التی استولوا علیها من قبل، لکن عملهم فی غرناطه کان أشد و أقسى لأن هذه المدینه کانت آخر معقل للمسلمین فی جزیره الأندلس. و لم یبرح النصارى منذ الحروب الصلیبیه و إلى الآن یظهرون کل عداء للمسلمین، و یعملون على القضاء على حضارتهم بکل وسیله ممکنه، فعندما استولى الفرنجیون (الفرنسیون) على قسنطینیه إحدى مدن الجزائر فی منتصف القرن الثالث عشر، أحرقوا کل ما وقفوا علیه من کتب فیها، کما أن منظمه التحریر الفرنسیه السریه التی تشکلت فی الجزائر قبیل استقلالها قامت بحرق مکتبه جامعه الجزائر التی کانت تحتوی على أکثر من خمس مئه ألف کتاب. فهذا هو حال النصارى فی القدیم و الحدیث، فما أحرى المسلمین الیوم أن یتنبهوا لمکاید هذه الفئه الضاله، التی بدلت دینها، و تنکبت عن جاده طریقها، و دأبت على تدبیر الدسائس، و تحین الفرص للنیل من المسلمین، و الانتقاص من دینهم، لکن اللّه ربنا لهم بالمرصاد إن استقمنا على هدیه، و احتکمنا لشرعه وَ یمْکرُونَ وَ یمْکرُ اللَّهُ، وَ اللَّهُ خَیرُ الْماکرِینَ .[18]


العمری[عدل]

قال العمری:

(في مملكة الأندلس)

المملكة الإسلامية بالأندلس حماها الله تعالى طول مسافتها عشرة أيام، و عرضها ثلاثة أيام، و سلطانها الآن أعني عام ثمانية و ثلاثين و سبع مئة هو يوسف بن إسماعيل بن فرج بن نصر وسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء.، مستقرّه غرناطة ، و هي الآن دار هذه المملكة، و أضخم بلادها.

قال العمری ایضاً:

و أهل الأندلس لا يتعمّمون بل يتعهدون شعورهم بالتنظيف و الحنّاء ما لم يغلب الشيب، و يتطيلسون فيلقون الطّيلسان على الكتف و الكتفين مطويا طيّا ظريفا، و يلبسون الثياب الرفيعة الملونة من الصوف و الكتّان و نحو ذلك، و اكثر لباسهم في الشتاء الجوخ، و في الصيف البياض، و المتعمم منهم قليل. و أرزاق الجند بها ذهب بحسب مراتبهم، و أكثرهم من برّ العدوة من بني مرين و بني عبد الواد و غيرهم، و السّلطان يسكنهم القصور الرفيعة و بينهم و بين الإفرنج حروب و وقائع جمة في كلّ سنة إلّا أن يكون بينهم صلح إلى أمد، و حروبهم سجال تارة [لهم و تارة] عليهم، و النصر في الأغلب للمسلمين على قلّتهم و كثرة عدوّهم بقوة الله تعالى. و قد كانت لهم وقيعة في الإفرنج سنة تسع عشرة و سبع مئة على مرج (567) غرناطة قتل فيها من الإفرنج أكثر من ستين ألفا و ملكان بطره و جوان عمّه، و بطره الآن معلق جسده في تابوت على باب الحمراء، و افتديت جبفة [جوان] بأموال عظيمة، و حاز المسلمون غنيمة من أموالهم قلّما يذكر مثلها في تاريخ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. و بالبلاد البحرية أسطول حراريق للغزو في البحر الشاميّ يركبها الأنجاد من الرّماة و المغاورين و الرؤساء المهرة فيقاتلون العدوّ على ظهر البحر، و هم الظافرون في الغالب، و يغيرون على بلاد النصارى بالساحل أو بقرب [الساحل] فيستأصلون أهلها ذكورهم و إناثهم و يأتون بهم بلاد المسلمين فيبرزون بهم و يحملونهم إلى غرناطة إلى السلطان فيأخذ منهم ما يشاء و يهدي ما يشاء و يبيع. و البلاد البحرية أولها من جهة المشرق المريّة ، و هي ذات مرسى على البحر الشاميّ ، و هو أول مراسي البلاد الإسلامية بالأندلس ، و كانت العمارة قبل [ البجّانة ] فانتقلت إلى الساحل لمنافع الناس. و يلي المريّة من البلاد البحرية من جهة المغربين شلوبين، و هي معدّة لإرسال من يغضب عليه السلطان من أقاربه و يرسل، و يزرع بها [قصب] السكّر، و تقاربها ]]منکب|المنكّب]]، و هي مدينة دون المريّة، و بها أيضا دار صناعة لإنشاء السفن، و بها قصب السكر، و الموز، و لا يوجد شيء في بلد من البلاد الإسلامية هناك إلّا فيها إلا ما لا يعتبر، و يحمل منها السكّر إلى البلاد، و بها زبيب مشهور الاسم. ويلي المنكّب بلّش و هي كثيرة التين و العنب و الفواكه، قال أبو عبد الله بن السّديد: إنه ليس في الأندلس أكثر عنبا و تينا يابسا منها. ويلي مالقة مدينة مربلّة، و هي صغيرة كثيرة الفواكه و السمك. و تليها أشبونة وسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء. ، و هي مثلها ساحلية كثيرة الفواكه. ويلي أشبونة (569) جبل الفتح وسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء.و هو طود شامخ يخرج في بحر الزّقاق ستة أميال، و بحر الزّقاق أضيق مكان في البحر الغربيّ سعته ستة فراسخ و جرية الماء به قوية، و لا يكاد يركد، و يسمى بحر القنطرة، و القنطرة جسر أخضر من شلش إلى ألش يراه المسافرون إذا سكن البحر و شلش و ألش وسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء.ما بين طريف وسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء. و الجزيرة وسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء.، و قد كان هذا الجبل تملكه الإفرنج منذ سنين، ثم أعلاه الله إلى الإسلام منذ قريب و عمّره السلطان أبو الحسن المرينيّ، و اتخذه عتادا لجنده إذا دخلوا الجزيرة لحرب الكفار، و قد كان أسكنه طائفة من عسكره، و أخذ الجزيرة الخضراء من السلطان يوسف بن الأحمر ملك الأندلس ليكون مستقرا لجيشه، و أعاضه عنها زروعا تؤدّى إليه، و مالا يؤدّى عنه، هكذا حدثني الثقات من بني مرين، و القاضي الفقيه إبراهيم بن أبي سالم، ثم أخذت الفرنج الجزيرة الخضراء حين قتل أبو مالك بن السلطان المرينيّ و انهزم جيشه بعد النصرة العظمىوسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء. ، و حينئذ زادت الهمم المرينيّة في تشييد هذا الجبل و تحصينه و تعمير ما عمّر منه، و الله يحمي هذا الملك لإكمال ما شرع فيه من غزو الفرنج و استعادة ... الإسلام منهم، و ينصره النصر المؤزّر، و يفتح عليه الفتح المبين، و هذا الجبل جبل منيع جدا يتمكن من حازه من الجزيرة و سبتة و ما بينهما.


قال العمری ایضاً:

و من البلاد الكبار غير البحرية رندة، و هي و الجزيرة الخضراء و الجبل و مربلّه و ما والاهم تحت يد صاحب برّ العدوة السلطان أبي الحسن أحسن الله إليه مراعاته، و بين رندة و الجزيرة الخضراء مسيرة ثلاثة أيام و هي جبلية كثيرة الفواكه و المياه و الحرث (570) و الماشية، و أهلها موصوفون بالجمال و رقّة البشرة و اللّطافة. و يليها بلدة أنتقيرة وسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء. ثم أرحصونة ثم لوشة وسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء. و بين المريّة و غرناطة مدينة وادي آشوسم الفتح <ref> غير صحيح أو له اسم سييء.، و هي بلدة حسنة بديعة منيعة جدا كثيرة المياه و الفواكه و المزارع قريبة من شنّيل، فلذلك هي شديدة البرد بسبب الثلوج، و هي بلدة مملكة و أهلها موصوفون بالشّعر، و يحكم بها الرؤساء و هم من قرابة السلطان أو من يستقلّ بها [سلطانا] أو من خلع من سلطان بنفسه، و المياه تشقّ أمام أبوابها كغرناطة. و يليها مشرقا بسطة ، و هي كثيرة الزرع، و اختصّت بالزعفران، و بها [منه مايكفي] أهل الملة الإسلامية بالأندلس على كثرة ما يستعملونه. و بهذه المملكة من البلاد برجة و بيرة و أندرش ، و هي مدينة ظريفة كثيرة الخصب و تختصّ بالفخار لجودة تربتها، فلا يوجد في الدنيا مثل فخّارها للطبخ. و أما الثغور البحرية كالمريّة فليس لها حاجة بالخيل إلا قليلا، و حاجتها إلى الحراريق آكد لأنّ بلاد البرّ تغزو و تغزى من البرّ، و بلاد البحر بالعكس، و أخبار الأندلس كثيرة مما سبق عليه الكتاب، و سلف حديثه في سلف هذه الأبواب مما فيه كفاية، و إليه انتهت الغاية.


قال العمری ایضاً:

[جزيرة الأندلس و من تولى عليها]

و أما جزيرة الأندلس فهي قطعة عظيمة انقسمت على سلطنتين، سلطنة للمسلمين، و سلطنة للنصارى، فكانت سلطنة المسلمين من أولها عند الباب الذي يدخل منه إليها من الأرض الكبيرة مع الساحل الجنوبي، و كان السرير فيها قبل الإسلام إشبيلية و ماردة و طليطلة ، و في الإسلام إشبيلية قليلا. ثم استقر بقرطبة ، و توالت عليها ولاة بني أمية من المشرق إلى أن ملكها عبد الرحمن ابن معاوية المرواني، و توارثها بنوه، ثم خطب لهم بالخلافة ، و استولى المنصور ابن أبي عامر على خلافة المؤيد المرواني، فلم يكن له أمر ، و ورث السلطنة عنهابنه المظفر ثم الناصر بن المنصور، فقتل و انقرضت سلطنتهم . و لم تجتمع بعد ذلك سلطنة الأندلس لغير خلفاء بني مروان إلى أن ملكها بنو عبد المؤمن. و لما ثار عليهم المتوكل بن هود اجتمعت سلطنة الإسلام بها، و لم يشذّ عنه إلى مملكة بلنسية و كورة طبيرة و ما انضاف إليها فاستحق اسم السلطنة بمعظمها، و لما مات توزعها ملوك.[19]


ابن بطوطه[عدل]

ابن بطوطه نوشته است:

رفتن ابن بطوطه به غزاى كفار اسپانيا اينك بازگرديم به داستان مسافرت خود؛ چون توفيق زيارت مولاى ما حاصل شد و از فضل و احسان وى برخوردار گشتيم عزم كردم به زيارت قبر والده بروم. لذا به شهر طنجه رفته خاك مادر را زيارت كردم. از آنجا به شهر سبته رفتم و چند ماه در آن شهر ماندم. در اينجا مرضى گريبان گيرم شد كه مدت سه ماه طول كشيد. بعد از آنكه شفا يافتم خواستم من هم سهمى در جهاد و جنگ با كفار داشته باشم و بهمين نيت از سبته سوار كشتى كوچكى شده حركت كردم، (1) اين كشتى متعلق به اهالى اصيلا بود. بوسيله اين كشتى به اندلس يعنى سرزمينى كه براى ساكنين و مقيمان و مسافران آن ثواب و اجر فراوان مقرر است رفتم. اين مسافرت بلافاصله بعد از مرگ ادفونس (2) (الفونس ششم) فرمانرواى جبّار روم (طاغية الرّوم) انجام گرفت كه پيش از مرگ مدت ده ماه جبل الطارق را در محاصره گرفت و نقشه كشيده بود كه ممالك اسلامى مجاور اندلس را تحت تسلط خود دربياورد ولى خداوند او را از جائيكه به گمان كس نمىرسيد گرفت و به مرض وبا كه خيلى از آن مىترسيد وفات يافت.

اول شهرى كه از كشور اندلس ديدم جبل الفتح يا جبل الطارق بود. در اين شهر با خطيب فاضل آن ابو زكريا يحيى بن سراج الرّندى ملاقات كردم و همچنين با قاضى شهر عيسى بربرى ديدار كرده در خانه وى منزل گزيدم و باتفاق او آن ناحيه را گردش كرديم، عجائب ساختمانهائى را كه به همت مولاى ما ابو الحسن (خداوند از او خشنود باد) صورت گرفته و تداركاتى كه انجام يافته و اضافاتى كه بعدا به دست مولاى ما بر آنها شده بازديد كرديم. بعد از ديدن آنها آرزو كردم كه اى كاش جزو كسانى بودم كه تا آخر عمر در آن مواضع به مرزبانى و دفاعى از حوزه اسلام مشغولاند. از جبل الفتح به شهر رنده (3) رفتم. [20]


ابن خلدون[عدل]

قال ابن خلدون:

سلفه بالأندلس: ولمَّا دخل خَلدون بن عُثمان جدُّنا إلى الأَندلس، نزل بِقَرْمُونَة في رَهط من قومه حَضْرَمَوت، ونَشَأَ بيتُ بَنِيه بِها، ثم انتَقلوا إلى إِشْبِيلِيةَ. وكانوا في جُند اليَمَن، وكان لكُرَيب من عقِبِه وأخيه خالد، الثورةُ المعروفةُ بأشبيلية أَيام الأَمير عبد الله المرواني، ثار على ابن أبي عَبْدة، وملكها من يَده أعواماً، ثم ثار عليه إبراهيم ابن حجَّاج، بإِملاءِ الأمير عبد الله وقَتله، وذلك في أَواخر المائة الثالثة.

وتلخيص الخبر عن ثورته، على ما نقله ابن سَعيد عن الحِجَاري وابن حَيَّان وغيرهما، وينقلونَهُ عن ابن الأَشعث مؤَرخ إِشْبِيلِيةَ: أن الأَندلس لما اضطربت بالفتن أيام الأمير عبد الله تطاول رؤساء إِشْبِيلِيةَ إلى الثَّورة والاستبداد، وكان رؤَساؤها المتطاولون إلى تلك في ثلاثة بيوت: بيت بَني أبي عَبْدَة، ورئيسهم يومئذ أُمَيَّة بن عبد الغافر بن أبي عَبْدَة، وكان عبدُ الرحمن الداخل ولَّى أبا عبده إِشْبِيلِيةَ وأَعمالها، وكان حَافدُه أُمَيةُ من أعلام الدولة بقرطبة، ويولونه الممالك الضخمة. وبيت بني خلدون هؤلاءِ، ورئيسُهم كُرَيْب المذْكور، ويَردفه أخوه خالد.

قال ابن حَيَّان: وبيت بني خَلدون إلى الآن في إِشْبِيلِيةَ نهاية في النَّباهة، ولم تزل أعلامُه بين رياسة سلطانية ورياسة علمية. ثم بيت بني حجَّاج، وَرَئيسهم يومئذ عبد الله. قال ابن حَيَّان: هم - يعني بني حجَّاج - من لَخْم، وبيتُهم إِلَى الآن في إِشْبِيلِيةَ ثَابِت الأصل، نَابت الفرع موسوم بالرياسة السلطانية والعلمية. فلما عظمت الفتنة بالأندلس أعوامَ الثمانين والمائتين، وكان الأَمير عبد الله قد ولَّى على إِشْبِيلِيةَ أُمَيَّة بن عبد الغافر، وَبعَثَ معه ابنَه محمداً، وجعله في كفالته، فاجتمع هؤُلاء النَّفَر، وثارُوا بِمحمَّد بن الأمير عبد الله وبأمية صاحبهم، وهو يمالئهم على ذلك، ويكيد بابن الأمير عبد الله. وحاصروهما في القَصْر، حتَّى طلب منهم الّلحاق بأبيه فأَخرجوه، واستبدّ أُمية إِشْبِيلِيةَ، ودَسَّ على عبد الله بن حجَّاج من قَتَله، وأَقام أخاه إبراهيمَ مكانه. وضبط إِشْبِيلِيةَ، واسترهنَ أولادَ بَنِي خَلدون وبني حجَّاج، ثم ثاروا به، وهمَّ بقتل أبنائهم فراجَعوا طاعتَه. وحلفوا له، فأَطلق أبناءَهم فانتقضوا ثانية. وحاربوه فاستَمات وقَتَل حُرَمه، وعَقَر خُيولَه، وأحرق موجودَه. وقاتَلهم حتى قَتلوه مقبلاً غيرَ مدبر، وعاثت العامَّة في رأْسِه. وكتبوا إلى الأَمير عبد الله بأنه خَلَع فقتَلوه، فقبل منهم مداراة، وبعث عليْهم هشامَ بن عبد الرحمن من قَرابته، فاستبدُّوا عليه، وفتكوا بابنه، وتولَّى كِبر ذَلك كريب بن خَلدون، واستقلَّ بإِمارتها.

وكان إبراهيم بن حجَّاج بعد ما قُتل أخوه عبدُ الله - على ما ذَكَرَهُ ابن سَعيد عن الحِجَاري - سَمَت نفسُه إلى التَّفَرد، فظاهر ابْنَ حَفصُون أعظم ثوار الأندلس يومئذ، وكان بمَالَقَة وأعمالها إلى رُنْدَة، فكان له منه ردْءٌ. ثم انصرف إلى مُداراة كُرَيْب بن خَلدون وملابسته، فَردَفه في أمره، وشَركَه في سلطانه، وكان في كُرَيب تحامل على الرَّعية وتعصُّب، فكان يتجَهُّم لهم، ويغلظ عليهم، وابن حَجَّاج يَسْلك بهم الرفق والتلطف في الشفاعة لهم عنده، فانحرفوا عن كُريبِ إلى إبراهيم. ثم دسَّ إلى الأمير عبد الله يطلب منه الكتاب بولاية إِشْبِيلِيةَ، لتسكن إِليه العامَّة، فكتب إليه العهدَ بذلك. وأَطلع عليه عُرَفَاءَ البلد، مع ما أشربوا من حُبِّه، والنَّفرة عن كُريْب، ثم أجمع الثورة، وهاجت العامة بكُرَيْب فقتلوه، وبعث برأْسه إلى الأمير عبد الله، واستقرَّ بإِمارة إِشْبِيلِيةَ. قال ابن حَيَّان: وحَصَّن مدينة قَرمُونَة من أَعظم معاقل الأندلس، وجعلها مُرْتَبَطا لخيوله، وكان ينتقل بينها وبين إِشْبِيلِيةَ. واتخذ الجُند ورتَّبهم طبقات، وكان يصانع الأميرَ عبد الله بالأموال والهَدايا، وببعث إليه المَدَدَ في الصَّوائف. وكان مقصوداً مُمَدَّحاً، قصده أهل البيوتات فوصلهم، وَمَدحَهُ الشعراء فأجازَهم، وانتجعه أبو عمر ابن عبد ربِّه صاحب العِقد، وقصدَهُ من بين سائر الثوار، فعرَفَ حقه، وأعظم جائزتَهُ.

وَلَم يزل بيت بني خَلدون بإِشْبِيلِيةَ - كما ذكَرَهُ ابن حَيَّان وابنُ حَزْم وغيرُهما - سائرَ أَيام بني أمية إلى أَزمان الطَّوائف -، وانْمَحت عنْهم الإمارة بما ذهب لهم من الشوكة. ولما علا كعبُ بن عَبَّاد بإِشْبِيلِية، واستبدَّ على أهلها، استوزر من بني خَلدون هؤلاء، واستَعملهم في رُتَب دولته، وحضروا معه وقعة الزَّلاََّقة كانت لابن عَبَّاد وليوسف بن تَاشِفين على مَلِكِ الجلالقة، فاستشهد فيها طائفةٌ كبيرة من بني خَلدون هؤلاء، ثبتوا في الجولة مع ابن عَبَّاد فاستُلْحِموا في ذلك الموقف. ثم كان الظُهور للمسْلمين، ونصَرهم الله على عدوّهم. ثم تَغلب يوسف بن تَاشِفين والمُرابِطُون على الأَندلس، واضمحلَّت دولةُ العَرَب وَفِنيتْ قبَائلُهم.

قال ابن خلدون ایضاً:

الرحلة إلى الأندلس: ولما أجمعت الرحلة إلى الأندلس، بعثت بأهلي وولدي إلى أخوالهم بقسنطينة، وكتبت لهم إلى صاحبها السلطان أبي العباس، من حفدة السلطان أبي يحيى، وأني أمر على الأندلس، وأجيز إليه من هنالك. وسرت إلى سبتة فرضة المجاز، وكبيرها يومئذ الشريف أبو العباس أحمد بن الشريف الحسني، ذو النسب الواضح، السالم من الريبة عند كافة أهل المغرب، انتقل سلفه إلى سبتة من صقلية، وأكرمهم بنو العزفي أولاً وصاهروهم. ثم عظم صيتهم في البلد، فتنكروا لهم. وغربهم يحيى العزفي آخرهم إلى الجزيرة، فاعترضتهم مراكب النصارى في الزقاق، فأسروهم. وانتدب السلطان أبو سعيد إلى فديتهم، رعاية لشرفهم، فبعث إلى النصارى في ذلك فأجابوه. وفاس هذا الرجل وأباه على ثلاثة آلاف دينار، ورجعوا إلى سبتة. وانقرض بنو العزفي ودولتهم، وهل والد الشريف، وصار هو إلى رياسة الشورى. ولما كانت واقعة القيروان، وخلع أبو عنان أباه، واستولى على المغرب، وكان بسبتة عبد الله بن علي الوزير، والياً من قبل السلطان أبي الحسن، فتمسك بدعوته، ومال أهل البلد إلى السلطان أبي عنان. وبث فيهم الشريف دعوته، فثاروا بالوزير وأخرجوه، ووفدوا على أبي عنان. وأمكنوه من بلدهم ة فولى عليها من عظماء دولته سعيد بن موسى العجيسي، كافل تربيته في صغره. وأفرد هذا الشريف برياسة الشورى في سبتة، فلم يكن يقطع أمر دونه. ووفد على السلطان بعض الأيام، فتلقاه من الكرامة بما لا يشاركه فيه أحد من وفود الملوك والعظماء. ولم يزل على ذلك سائر أيام السلطان وبعد وفاته. وكان معظماً وقور المجلس، هش اللقاء، كريم الوفادة، متحلياً بالعلم والأدب، منتحلاً للشعر، غاية في الكرم وحسن العهد، وسذاجة النفس، ولما مررت به سنة أربع وستين، أنزلني ببيته إزاء المسجد الجامع، وبلوت منه ما لا يقدر مثله من الملوك، وأركبني الحراقة ليلة سفري، يباشر دحرجتها إلى الماء بيده، إغراباً في الفضل والمساهمة. وحططت بجبل الفتح وهو يومئذ لصاحب المغرب. ثم خرجت منه إلى غرناطة، وكتبت إلى السلطان ابن الأحمر ووزيره ابن الخطيب بشأني. وليلة بت بقرب غرناطة على بريد منها، لقيني كتاب ابن الخطيب يهنئني بالقدوم ويؤنسني، ونصه:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر أقسمت بمن حجت قريش لبيته، وقبر صرفت، أزمة الأحياء لميته، ونور ضربت الأمثال بمشكاته وزيته. لو خيرت أيها الحبيب الذي زيارته الأمنية السنية، والعارفة الوارفة، واللطيفة المطيفة، بين رجع الشباب يقطر ماء، ويرف نماء، ويغازل عيون الكواكب، فضلاً عن الكواعب، إشارة وإيماء، بحيث لا الوخط يلم بسياج لمته، أو يقدح ذباله في ظلمته، أو يقدم حواريه في ملته، من الأحابش وأمته، وزمانة روح وراح، ومغدى في النعيم ومراح، وقصف صراح، ورقى وجراح، وانتخاب واقتراح، وصدور ما بها إلا انشراح، ومسرات تردفها أفراح، وبين قدومك خليع الرسن، ممتعاً - والحمد لله - باليقظة والوسن، محكماً في نسك الجنيد أو فتك الحسن، ممتعاً بظرف المعارف، مالئاً أكف الصيارف، ماحياً بأنوار البراهين شبه الزخارف لما اخترت الشباب وإن شاقني زمنه، وأعياني ثمنه، وأجرت سحاب دمعي ثمنه. فالحمد لله الذي رقى جنون اغترابي، وملكني أزمة آرابي، وغبطني بمائي وترابي، ومألف أترابي، وقد أغصني بلذيذ شرابي، ووقع على سطوره المعتبرة إضرابي. وعجلت هذه مغبطة بمناخ المطية، منتهى الطية، وملتقى للسعود غير البطية، وتهني الآمال الوثيرة الوطية. فما شئت من نفوس عاطشة إلى ريك، متجملة بزيك، عاقلة خطا مهريك، ومولى مكارمه نشيدة أمثالك، ومظان مثالك، وسيصدق الخبر ما هنالك، ويسع فضل مجدك في التخلف عن الإصحار، لا، بل للقاء من وراء البحار، والسلام.

ثم أصبحت من الغد قادماً على البلد، وذلك ثامن ربيع الأول عام أربعة وستين، وقد اهتز السلطان لقدومي، وهيأ لي المنزل من قصوره، بفرشه وماعونه، وأركب خاصته للقائي، تحفياً وبراً، ومجازاة بالحسنى؛ ثم دخلت عليه فقابلني بما يناسب ذلك، وخلع علي وانصرفت. وخرج الوزير ابن الخطيب فشيعني إلى مكان نزلي؛ ثم نظمني في علية أهل مجلسه، واختصني بالنجي في خلوته، والمواكبة في ركوبه، والمواكلة والمطايبة والفكاهة في خلوات أنسه، وأقمت على ذلك عنده، وسفرت عنه سنة خمس وستين إلى الطاغية ملك قشتالة يومئذ، بتره بن الهنشه بن أذفونش، لإتمام عقد الصلح ما بينه وبين ملوك العدوة، بهدية فاخرة، من ثياب الحرير، والجياد المقربات بمراكب الذهب الثقيلة، فلقيت الطاغية بإشبيلية، وعاينت آثار سلفي بها، وعاملني من الكرامة بما لا مزيد عليه، وأظهر الاغتباط بمكاني، وعلم أولية سلفنا بإشبيلية. وأثنى علي عنده طبيبه إبراهيم بن زَرْزَرَ اليهودي، المقدم في الطب والنجامة، وكان لقيني بمجلس السلطان أبي عنان، وقد استدعاه يستطبه، وهو يومئذ بدار ابن الأحمر بالأندلس. ثم نزع - بعد مهلك رضوان القائم بدولتهم - إلى الطاغية، فأقام عنده، ونظمه في أطبائه. فلما قدمت أنا عليه، أثنى علي عنده، فطلب الطاغية مني حينئذ المقام عنده، وأن يرد علي تراث سلفي بإشبيلية، وكان بيد زعماء دولته، فتفاديت من ذلك بما قبله. ولم يزل على اغتباطه إلى أن انصرفت عنه، فزودني وحملني، واختصني ببغلة فارهة، بمركب ثقيل ولجام ذهبيين، أهديتهما إلى السلطان، فأقطعني قرية إلبيرة من أراضي السقي بمرج غرناطة، وكتب بها منشوراً كان نصه: ثم حضرت المولد النبوي لخامسة قدومي، وكان يحتفل في الصنيع فيها والدعوة، وإنشاد الشعراء، اقتداء بملوك المغرب، فأنشدته ليْلتئذ:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر

ومنها في وصف الإيوان الذي بناه لجلوسه بين قصوره:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر

ومنها في التعريض بمُنصَرَفي من العدوة:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر

وأنشدته سنة خمس وستين في إعذار ولده، والصنيع الذي احتفل لهم فيه، ودعا إليه الجفلى من نواحي الأندلس، ولم يحضرني منها إلا ما أذكره:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر

ومنها في تقدم ولده للأعذار من غير نكول:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر

ومنها في الثناء على ولديه:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر

وأنشدته ليلة المولد الكريم من هذه السنة:

{{{1}}}

قالب:پایان شعر

ولما استقر، واطمأنت الدار، وكان من السلطان الاغتباط والاستئثار وكثر الحنين إلى الأهل والتذكار، أمر باستقدام أهلي من مطرح اغترابهم بقسنطينة، فبعث عنهم من جاء بهم إلى تلمسان. وأمر قائد الأسطول بالمرية، فسار لاجازتهم في أسطوله، واحتلوا بالمرية. واستأذنت السلطان في تلقيهم، وقدمت بهم على الحضرة، بعد أن هيأت لهم المنزل والبستان، ودمنة الفلح، وسائر ضرورات المعاش.

وكتب الوزير ابن الخطيب عندما قاربت الحضرة، وقد كتبت إليه استأذنه في القدوم، وما أعتمده في أحواله: سيدي، قدمت بالطير الميامين، على البلد الأمين، واستضفت الرفاء إلى البنين، ومتعت بطول السنين. وصلتني البَراءة المعربة عن كثب اللقاء، ودنو المزار، وذهاب البعد، وقرب الدار؛ واستفهم سيدي عما عندي في القدوم على المخدوم، والحق أن يتقدم سيدي إلى الباب الكريم، في الوقت الذي يجد المجلس الجمهوري لم يفض حجيجه، ولا صَوَّح بهيجه، ويصل الأهل بعده إلى المحل الذي هيأته السعادة لاستقرارهم، واختاره اليمن قبل اختيارهم، والسلام. ثم لم يلبث الأعداء وأهل السعايات أن خيلوا الوزير ابن الخطيب من ملابستي للسلطان، واشتماله علي، وحركوا له جواد الغيرة فتنكر. وشممت منه رائحة الانقباض، مع استبداده بالدولة، وتحكمه في سائر أحوالها، وجاءتني كتب السلطان أبي عبد الله صاحب بجاية، بأنه استولى عليها في رمضان خمس وستين.

واستدعاني إليه، فاستأذنت السلطان ابن الأحمر في الارتحال إليه. وعميت عليه شأن ابن الخطيب إبقاء لمودته، فارتَمَض لذلك، ولم يسعه إلا الإسعاف، فودع وزود، وكتب لي مرسوم بالتشييع من إملاء الوزير ابن الخطيب نصه: هذا ظهير كريم، تضمن تشييعاً وترفيعاً، وإكراماً وإعظاماً، وكان لعمل الصنيعة ختاماً، وعلى الذي أحسن تماماً، وأشاد للمعتمد به بالاغتباط الذي راق قساماً وتوفر أقساماً، وأعلن له بالقبول إن نوى بعد النوى رجوعاً أو آثر على الظعن المزمع مقاماً.

أمر به، وأمضى العمل بمقتضاه وحسبه، الأمير عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر، أيد الله أمره، وأعز نصره، وأعلى ذكره، للولي الجليس، الحظي المكين، المقرب الأود الأحب، الفقيه الجليل، الصدر الأوحد، الرئيس العلم، الفاضل الكامل، المرفع الأسمى، الأظهر الأرضى، الأخلص الأصفى، أبي زيد عبد الرحمن بن الشيخ الجليل، الحسيب الأصيل، الفقيه المرفع المعظم، الصدر الأوحد الأسنى، الأفضل الأكمل، الموقر المبرور، أبي يحيى أبي بكر، ابن الشيخ الجليل الكبير، الرفيع الماجد، القائد الحظي، المعظم الموقر، المبرور المرحوم، أبي عبد الله بن خلدون. وصل الله له أسباب السعادة، وبلغه من فضله أقصى الإرادة، أعلن بما عنده، أيده الله، من الاعتقاد الجميل في جانبه المرفع، وإن كان غنياً في الإعلان. وأعرب عن معرفته بمقداره، في الحسباء العلماء الرؤساء الأعيان، وأشاد باتصال رضاه عن مقاصده البرة وشيمه الحسان، من لدن وفد بابه، وفادة العز الراسخ البنيان، وأقام المقام الذي عين له رفعة المكان، وإجلال الشان، إلى أن عزم على قصد وطنه، أبلغه الله ذلك في ظل اليمن والأمان، وكفالة الرحمن بعد الاغتباط المربى على الخبر بالعيان، والتمسك بجواره بجهد الإمكان، ثم قبول عذره بما جبلت الأنفس عليه من الحنين إلى المعاهد والأوطان. وبعد أن لم يذخر عنه كرامة رفيعة، ولم يحجب عنه وجه صنيعة، فولاه القيادة والسفارة، وأحله جليساً معتماً بالإشارة، وألبسه من الحظوة والتقريب أبهى الشارة، وجعل محله من حضرته مقصوداً بالمثل معنياً بالإشارة، ثم أصحبه تشييعاً يشهد بالضنانة بفراقه، ويجمع له بر الوجهة من جميع آفاقه، ويجعله بيده رتيمة خنصر، ووثيقة سامع أو مبصر، فمهما لوى أخدعه إلى هذه البلاد بعد قضاء وطره، وتمليه من نهمة سفره، أو نزع به حسن العهد وحنين الود، فصدر العناية به مشروح، وباب الرضا والقبول مفتوح، وما عهده من الحظوة والبر ممنوح. فما كان القصد في مثله من أمجاد الأولياء ليتحول، ولا الاعتقاد الكريم ليتبدل، ولا الأخير من الأحوال لينسخ الأول. على هذا فليطو ضميره، وليرد متى شاء نميره، ومن وقف عليه من القواد والأشياخ والخدام، براً وبحراً، على اختلاف الخطط والرتب، وتباين الأحوال والنسب، أن يعرفوا حق هذا الاعتقاد، في كل ما يحتاج إليه من تشييع ونزول، وإعانة وقبول، واعتناء موصول، إلى أن يكمل الغرض، ويؤدى من امتثال هذا الأمر الواجب المفترض، بحول الله وقوته. وكتب في التاسع عشر من جمادى الأولى عام ستة وستين وسبع مائة. وبعد التاريخ العلامة بخط السلطان، ونصها: صح هذا.

{{{1}}}

قالب:پایان شعر [21]


حافظ ابرو[عدل]

حافظ ابرو نوشته است:

(اندلس) ولايتى فراخ است و شهرهاى بسيار و آبادان. و بزرگترين شهرهاى اندلس، قرطبه است در ميانه ولايت. و درياى محيط از جانب غربى و شمالى به زمين اندلس متصل است (و) از جانب جنوب آن درياى روم است. و از جانب شرقى، هر دو طرف شمال و جنوب دريا پيشتر آمده است. و وسط شرقى، كوهى است كه بر شرقى آن فرنگستان است و بر غربى، اندلس. و شمال اين كوه به بحر محيط پيوسته و جنوبش به درياى روم. ابتداى آن از جانب غرب، شهر شنترين است تا اخشنبّه و اشبيليه و سدونه و مالقه و بجّانه ، تا ولايت مرسيه تا ديار بلنسيه تا طرطوشه كه بازپسين شهر اندلس است از جانب شرق بر ساحل درياى روم. بعد از آن از جانب شرقى، آنچه ساحل درياى روم است به ديار فرنگ پيوندد، و از جانب خشكى كه ميل به شمال كند ولايت علجسكس است كه در آن حدود نصرانيان باشند. [بعد از آن از

جانب شمال ولايت بسكونس باشد ، بعد از آن به ديار جلالقه پيوندد. و از جانب غربى، جلالقه ساحل محيط است و اهل اندلس باشند]. و مردم اندلس مسلمان باشند. و در اواخر دولت بنواميه ( [يكى از بنواميه] كه در ايله بودى [از فرزندان] هشام بن عبد الملك، به سوى جزيره جبل طارق رفت و به تدريج اكثر بلاد اندلس فتح كرد و از آن وقت) [اندلس فتح شده است؛ و در زمان دولت عباسيان نيز فرزندان بنو اميه داشتند. و زمين]1]] اندلس را به غير از اين كوه كه ميان ايشان و فرنگ است بر شرقى اندلس، هيچ جانب ديگر با خشكى نيست و سه طرف ديگر دريا است چنانكه ذكر كرده شد. و عبيد الله مهدى از خلفاى بنو فاطمه كه زمين مغرب مسخر گردانيد ، بر اندلس دست نيافت. شهرهاى مشهور در اندلس: اشبونه و شنترين و اخشنبه و بطليوس و قرطبه و جزيرة الخضراء و اشبيليه و سدونه و غرناطه و جيان و بجّانه و مرسيه و وادى الحجارة و غيرهم. اين همه شهرهاى بزرگ است و بيشتر بناهاى آن از سنگ. مجموع، بناهائى است كه قبل از اسلام بوده (است) بجّانه كه گويند آن شهرى محدث است.]]

حافظ ابرو همچنین نوشته است:

ديار اندلس: [[قصبه اندلس را قرطبه گويند. از آنجا تا اشبيليه سه روزه راه است [و تا استجه بر سمت قبله يك روزه راه است] و تا طليطله پانزده روز ؛ و از قرطبه تا مارده چهار روز؛ و تا بطليوس شش روز ؛ و تا شنترين ده روز1]] ؛ و تا كنار محيط از جانب مغرب پانزده روز؛ و از جانب شمال تا كنار محيط و ديار جلالقه بيست روز؛ و تا جزيرة الخضراء ده روز؛ و از جزيرة الخضراء تا سبته يك روز، و ميان سبته و طنجه بحر زقاق است كه كشتى به يك روز مىگذرد. و از سبته تا اشبيليه چهار روز ؛ و از آنجا تا مالقه چهار روز ؛ و از مالقه تا سدونه يك هفته؛ و از سدونه تا غرناطه پنج روز ؛ و از غرناطه تا مرسيه شش روز ؛ و از مرسيه تا طرطوشه ده

روز ؛ و از آنجا تا هيكل الزهره [كه شرقى بلاد اندلس است (و) بعد از آن بلاد افرنج است (يك) هفته راه باشد. از جزيرة الخضرا تا هيكل الزهره] جانب جنوب بلاد اندلس است؛ و از هيكل الزهره، بر جانب شمال اندلس تا بدين موضع دو ماهه راه باشد. آنچه از مسافات اندلس معلوم شده از هر موضع اين است. و تمامت بلاد اندلس از شرق به غرب، سيصد فرسخ باشد و از شمال به جنوب، دويست فرسخ. و صورت آن را بر طريق مثلثى گيرند كه يك ضلع از جزيرة الخضرا است تا هيكل الزهره كه آن ميانه جنوب و شرق است، اكثر جنوبى؛ و يك ضلع از هيكل الزهره تا شنتياقو ساحل بحر محيط كه بر شمال اندلس است. و اين ضلع [شرقى شمالى است و اكثر شرقى؛ و يك ضلع از شنتياقو تا جزيرة الخضراء؛ و اين ضلع ] تمامت ساحل بحر محيط است از جانب شمال و مغرب، و اكثر مغربى است، و العلم عند اللّه. [22]


== ابن الوردی ==

قال ابن الوردی:

به جزائر عظيمة كالخضراء، وجزيرة قادس، وجزيرة طريف، وكلها عامرة مسكونة آهلة. ومن مدنه إشبيلية وهي مدينة عامرة على ضفة النهر الكبير المعروف بنهر قرطبة، وعليه جسر مربوطة به السفن، وبها أسواق قائمة وتجارات رابحة وأهلها ذوو أموال عظيمة وأكثر متاجرهم في الزيت، وهي تشتمل على كثير من أقاليم الشرق، واقليم الشرق على تل عال من تراب أحمر مسافته أربعون ميلاً في مثلها، يمشي فيها المسافر في ظل الزيتون والتين، ولها على ما ذكر التجار ثمانية آلاف قرية عامرة بالأسواق العامرة والديار الحسنة والفنادق والحمامات. ومن أقاليم الأندلس اقليم الكنانية ومن مدنه المشهورة قرطبة. [23]


الحمیری[عدل]

قال الحمیری:

هذه الجزيرة في آخر الاقليم الرابع إلى المغرب، هذا قول الرازي، و قال صاعد بن أحمد في تأليفه في طبقات الحكماء : معظم الأندلس في الاقليم الخامس و جانب منها في الرابع، كاشبيلية و مالقة و قرطبة و غرناطة و المرية و مرسية. و اسم الأندلس في اللغة اليونانية اشبانيا، و الأندلس بقعة كريمة طيبة التربة كثيرة الفواكه، و الخيرات فيها دائمة و بها المدن الكثيرة و القواعد العظيمة و فيها معادن الذهب و الفضة و النحاس و الرصاص و الحديد و الزئبق و اللازورد و الشب و التوتيا و الزاج و الطفل. و الأندلس آخر المعمور في المغرب لأنها متصلة ببحر أقيانس الأعظم الذي لا عمارة وراءه. و يقال إن أول من اختط الأندلس بنو طوبال بن يافث بن نوح سكنوا الأندلس في أول الزمان، و ملوكهم مائة و خمسون ملكا. و يقال إن الأندلس خربت و أقفرت و انجلى عنها أهلها لمحل أصابهم فبقيت خالية مائة سنة، ثم وقع ببلاد إفريقية محل شديد و مجاعة عظيمة فرقت أهلها، فلما رأى ملك افريقية ما وقع ببلده اتخذ مراكب شحنها بالرجال و قدّم عليهم رجلا من افريقية و وجّههم، فرمى بهم البحر إلى حائط افرنجة و هو يومئذ مجوس، فوجههم صاحب افرنجة إلى الأندلس.

و قيل اسمها في القديم ابارية ثم سميت بعد ذلك باطقة ثم سميت اشبانية من اسم رجل ملكها في القديم كان اسمه اشبان، و قيل سميت بالاشبان سكنوها في الأول من الزمان و سميت بعد ذلك بالأندلس من أسماء الأندليش الذين سكنوها.

و سميت جزيرة الأندلس جزيرة لأنها شكل مثلث و تضيق من ناحية شرق الأندلس حتى يكون بين البحر الشامي و البحر المظلم المحيط بالأندلس خمسة أيام و رأسه العريض نحو من سبعة عشر يوما، و هذا الرأس هو في أقصى المغرب في نهاية انتهاء المعمور من الأرض محصور في البحر المظلم، و لا يعلم أحد ما خلف هذا البحر المظلم و لا وقف منه بشر على خبر صحيح لصعوبة عبوره و إظلامه و تعاظم موجه و كثرة أهواله و تسلط دوابه و هيجان رياحه حسما يرد ذلك في موضعه اللائق به إن شاء اللّه تعالى. و بلد الأندلس مثلث الشكل كما قلناه و يحيط بها البحر من جميع جهاتها الثلاث، فجنوبها يحيط به البحر الشامي و جوفيها يحيط به البحر المظلم و شمالها يحيط به بحر صنف من الروم.

و طول الأندلس من كنيسة الغراب التي على البحر المظلم إلى الجبل المسمى هيكل الزهرة ألف ميل و مائة ميل و عرضها ستمائة ميل. و الأندلس أقاليم عدة و رساتيق جملة و في كل اقليم منها عدة مدن، و الركن الواحد من أركانها الثلاثة هو الموضع الذي فيه صنم قادس بين المغرب و القبلة، و الركن الثاني شرقي الأندلس بين مدينة نربونة و مدينة برذيل بازاء جزيرتي ميورقة و منورقة، و الركن الثالث حيث ينعطف البحر من الجوف إلى الغرب حيث المنارة في الجبل الموفي على البحر و فيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس و هو في البلد الطالع على بلد برطانية. و الأندلس شامية في طيبها و هوائها يمانية في اعتدالها و استوائها هندية في عطرها و ذكائها أهوازية في عظم جناتها صينية في جواهر معادنها عدنية في منافع سواحلها. و فيها آثار عظيمة لليونانيين أهل الحكمة و حاملي الفلسفة، و كان من ملوكهم الذين أثروا الآثار بالأندلس هرقلش و له الأثر في الصنم بجزيرة قادس و صنم جليقية و الأثر في مدينة طركونه الذي لا نظير له. و في غربي شنترين على مقدار خمسين ميلا فيما بين الاشبونة و شنترة في جبل هناك كان حصنا فيما مضى يوجد الحجر المعروف بالحجر اليهودي، و هو على شكل البلوط سواء و من خاصيته تفتيت الحصا التي تكون في المثانة و الكلية و يقع في الاكحال، و في جوفي بطليوس على قدر أربعين ميلا معدن المها. و الأندلس دار جهاد و موطن رباط قد أحاط بشرقيها و شمالها و بعض غربها أصناف أهل الكفر، و روي عن عثمان رضي اللّه عنه أنه كتب إلى من انتدب إلى غزو الأندلس: أما بعد، فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس، و انكم إن فتحتموها كنتم شركاء من يفتحها في الأجر و السّلام. و عن كعب الحبر أنه قال: يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها يعرفون بنورهم يوم القيامة. و دخل الأندلس رجل واحد من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال عبد الملك بن حبيب: اسمه المنيذر الإفريقي و انه يروي عنه عليه السّلام أنه قال: من قال رضيت بالله ربا إلى آخرها فأنا الزعيم لآخذن بيده فأدخله الجنة؛ و دخلها من التابعين حنش ابن عبد اللّه الصنعاني و هو الذي أسس جامع سرقسطة و كان مع علي رضي اللّه عنه بالكوفة، فلما قتل علي رضي اللّه عنه انتقل إلى مصر، و قبره بسر قسطة معروف، و منهم علي بن رباح اللخمي و عمرو بن العاصي و علقمة بن عامر و أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن زيد الحبلي الأنصاري و عياض بن عقبة الفهري و موسى بن نصير، يقال بكري و يقال لخمي، و يقال إن نصيرا من سبي عين التمر أعتقه صبيح مولى أبي العاص بن أميّة، يقال أصابه خالد في علوج عين التمر و ادعوا أنهم من بكر بن وائل فصار نصير وصيفا لعبد العزيز بن مروان و أعتقه فمن أجل هذا يختلف فيه؛ و عقد الوليد لموسى على افريقية سنة ثلاث و ثمانين و كان مولد موسى سنة تسع عشرة في خلافة عمر رضي اللّه عنه و كان معاوية رضي اللّه عنه قد جعل نصيرا أبا موسى على حرسه فلم يقاتل معه عليا رضي اللّه عنه، فقال له معاوية رضي اللّه عنه: ما منعك من الخروج على علي رضي اللّه عنه و لم تكاف يدي عليك، قال: لم يمكن أن أشكرك بكفر من هو أولى بشكري منك، قال: و من هو؟ قال:اللّه عز و جل.

و مسافة ما يملكه المسلمون من الأندلس ثلثمائة فرسخ طولا في ثمانين فرسخا عرضا و الذي يملك منها النصارى مثل ما يملك المسلمون أو أشفّ. ثم حدث فيها من تغلب الثوار ما أضاع ثغورهم و أذهب أكثر بلادهم و لم يبق من تلك إلا الأقل؛ و بها الجبال المشهورة و الحمّامات الكثيرة. قال الرازي: أول من سكن الأندلس بعد الطوفان على ما يذكره علماء عجمها قوم يعرفون بالأندلش بالشين معجمة بهم سمي البلد ثم عرّب، و كانوا أهل تمجس فحبس اللّه تعالى عنهم المطر حتى غارت عيونها و يبست أنهارها فهلك أكثرهم و فرّ من قدر على الفرار منهم، فأقفرت الأندلس و بقيت خالية مائة عام و ملكهم اشبان بن طيطش و هو الذي غزا الأفارقة و حصر ملكهم بطالقة ، و نقل رخامها إلى اشبيلية و به سميت فاتخذها دار مملكة و كثرت جموعه، فعلا في الأرض و غزا من اشبيلية ايليا بعد سنتين من ملكه، خرج إليها في السفن و هدمها و قتل من اليهود مائة ألف و استرق مائة ألف و فرّق في البلاد مائة ألف، و انتقل رخام ايليا و آلاتها إلى الأندلس؛ و الغرائب التي أصيبت في مغانم الأندلس كمائدة سليمان التي الفاها طارق بن زياد بكنيسة طليطلة، و قليلة الدر التي ألفاها موسى بن نصير بكنيسة ماردة و غيرهما من الذخائر كانت مما حازه صاحب الأندلس من غنيمة بيت المقدس إذ حضر فتحها مع بخت نصر.

و ذكروا أن الخضر وقف بأشبان هذا و هو يحرث الأرض بفدن له أيام حداثته، فقال له: يا أشبان إنك لذو شان و سوف يحظيك زمان و يعليك سلطان فإذا أنت تغلبت على ايليا فارفق بورثة الأنبياء. فقال له أشبان: أساخر رحمك اللّه أنّى يكون هذا و أنا ضعيف مهين فقير حقير، فقال: قدر ذلك لك من قدّر في عصاك اليابسة ما تراه، فنظر أشبان إلى عصاه فرآها قد أورقت فريع لما رأى، و ذهب الخضر عنه و قد وقر ذلك الكلام في نفسه و الثقة بكونه، فترك الامتهان و داخل الناس و صحب أجل الناس، و سما به جدّه فارتقى في طلب السلطان حتى نال منه عظيما، و كان ملكه عشرين سنة، و اتصلت مملكة الأشبان بعده إلى أن ملك منهم الأندلس خمسة و خمسون ملكا، ثم دخل عليهم من حجر رومة أمّة أخرى تعرف بالشبونقات و ذلك زمان مبعث المسيح عليه السّلام، فملكوا الأندلس و افرنجة معها و اتخذوا دار مملكتهم مدينة ماردة و اتصلت مملكتهم إلى أن ملك منهم أربعة و عشرون ملكا، و يقال إن منهم كان ذو القرنين. ثم دخل على هؤلاء الشبونقات أمّة القوط فغلبوا على الأندلس و اقتطعوها من يومئذ عن صاحب رومة و انفردوا بسلطانهم و اتخذوا مدينة طليطلة دار سلطانهم، و خنشوش ملك القوط هو أول من تنصّر من هؤلاء فدعا الحواريين و دعا قومه إلى النصرانية و كان أعدل ملوكهم و أحسنهم سيرة، و هو الذي أصّل النصرانية، و الانجيلات و المصاحف الأربعة من انتساخه و جمعه و تثقيفه، فتنافست ملوك القوط بالأندلس بعده حتى غلبهم عليها العرب، و عدد من ملك منهم إلى آخرهم و هو لذريق ستة و ثلاثون ملكا، و لذريق لم يكن من أبناء الملوك و لا بصحيح النسب في القوط و إنما نال الملك من طريق الغصب و التسور، و لما مات غيطشة الملك و كان أثيرا لديه فاستصغر أولاده و استمال طائفة من الرجال مالوا معه، فانتزع الملك من ولد غيطشة، و غيطشة آخر ملوك القوط بالأندلس ولي سنة سبع و سبعين من الهجرة فملك خمس عشرة سنة. و كانت طليطلة دار المملكة بالأندلس حينئذ و كان بها بيت مغلق متحامى الفتح، يلزمه من ثقات القوط قوم قد و كلوا به لئلا يفتح قد عهد الأول في ذلك إلى الآخر كلّما ملك منهم ملك زاد على البيت قفلا؛ فلما ولي لذريق عزم على فتح الباب و الاطلاع على ما في البيت، فأعظم ذلك أكابرهم و تضرعوا إليه في الكفّ فأبى و ظن أنه بيت مال، ففض الأقفال عنه و دخله فأصابه فارغا لا شيء فيه إلا تابوتا عليه قفل، فأمر بفتحه فألفاه أيضا فارغا لا شيء فيه إلا شقة مدرجة قد صوّرت فيها صور العرب على الخيول و عليهم العمائم متقلدي السيوف متنكبي القسيّ رافعي الرايات على الرماح، و في أعلاها كتابة بالعجمية فقرئت فإذا هي: إذا كسرت هذه الأقفال عن هذا البيت و فتح هذا التابوت فظهر ما فيه من هذه الصور فإن الأمّة المصوّرة فيه تغلب على الأندلس و تملكها، فوجم لذريق و عظم غمه و غم العجم و أمر بردّ الأقفال و اقرار الحراس على حالهم. و كان من سير الاعاجم بالأندلس أن يبعث أكابرهم بأولادهم إلى بساط الملك ليتادبوا بأدبه و ينالوا من كرامته، حتى إذا بلغوا انكح بعضهم بعضا استئلافا لآبائهم و حمل صدقاتهم و تولى تجهيز اناثهم، فاتفق أن فعل ذلك يليان عامل لذريق على سبتة، وجّه ابنة له بارعة الجمال تكرم عليه، فوقعت عين لذريق عليها فأعجبته فاستكرهها على نفسها، و احتالت حتى أعلمت أباها بذلك سرا بمكاتبة خفية، فأحفظه شأنها و قال: و دين المسيح لأزيلن سلطانه، فكان امتعاضه من فاحشة بنته السبب في فتح الأندلس للذي سبق من قدر اللّه سبحانه؛ ثم إن يليان ركب بحر الزقاق من سبتة في أصعب الأوقات في شهر ينير، و أقبل حتى احتلّ بطليطلة حضرة لذريق، فأنكر عليه مجيئه في ذلك الوقت، و سأله عن السبب في ذلك، فذكر له أن زوجته اشتد شوقها إلى ابنتها التي عنده و تمنت لقاءها قبل الموت و ألحت عليه في احضارها و أحبّ إسعافها بها، و سأل الملك إخراجها إليه و تعجل اطلاقه للمبادرة بها ففعل، و أجاز الجارية و توثق منها بالكتمان عليه و أفضل على أبيها، فانقلبت عليه. و ذكر أنه لما دخل عليه قال له لذريق: إذا أنت قدمت علينا فاستفره لنا من الشذانقات، فقال له: أيها الملك، و المسيح لا دخلن عليك شذانقات ما دخل عليك بمثلها قط- يعرض له بما أضمر من السعي في ادخال رجال العرب الأندلس عليه و هو لا يفطن- فلم يتنهنه يليان إذ وصل سبتة أن تهيأ للمسير نحو موسى بن نصير، فأتاه بإفريقية، فحرّضه على غزو الأندلس،

و وصف له حسنها و فوائدها و فضلها و هوّن عليه حال رجالها، فعاقده موسى على الانحراف إلى المسلمين و سامه مكاشفة أهل ملّته من أهل الأندلس، ففعل يليان ذلك و حلّ بساحل الجزيرة الخضراء فقتل و سبى و غنم و أقام بها أيّاما يشن الغارات، و شاع الخبر عند المسلمين، فآنسوا بيليان، و ذلك عقب سنة تسعين. و كتب موسى إلى الوليد يعلمه بما دعاه إليه يليان و يستأذنه في افتتاح الأندلس، فكتب إليه الوليد أن خضها بالسرايا حتى تختبر شأنها و لا تغرّر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال، فراجعه انه ليس ببحر و إنما هو خليج يتبين للناظر ما وراءه، فكتب إليه:

و إن كان فلا بدّ من اختباره بالسرايا؛ فبعث موسى عند ذلك رجلا من مواليه من البربر اسمه طريف بن مالك المعافري يكنى أبا زرعة، في أربعمائة رجل يغير بهم، و نزل في الجزيرة المنسوبة إليه ثم أغار على الجزيرة الخضراء و نواحيها، فأصاب شيئا لم ير موسى و أصحابه مثله حسنا و أصاب مالا جسيما و أمتعة، و ذلك في شهر رمضان من سنة إحدى و تسعين. فلما رأى ذلك الناس تسرعوا إلى الدخول، فدعا موسى مولى له كان على مقدماته يسمى طارق ابن زياد، قيل هو فارسي و قيل هو من الصدف و قيل ليس بمولى و قيل هو بربري من نفزة، فعقد له و بعثه في سبعة آلاف من البربر و الموالي ليس فيهم عربي إلا القليل، فهيأ له يليان المراكب و حلّ بجبل طارق يوم سبت في شعبان من سنة اثنتين و تسعين و هو من شهور العجم شهر أغشت، و قيل في رجب من السنة، في اثني عشر ألفا غير ستة عشر رجلا لم يكن فيهم من العرب إلا قليل . و أصاب طارق عجوزا من أهل الجزيرة قالت: إنه كان لي زوج عالم بالحدثان و كان يحدّث عن أمير يدخل بلدنا هذا و يصفه ضخم الهامة و أنت كذلك، و منها أن بكتفه الأيسر شامة عليها شعر فإن كانت بك هذه الشامة فأنت هو، فكشف طارق ثوبه فإذا بالشامة على كتفه كما ذكرت العجوز، فاستبشر بذلك هو و من معه. و ذكر عن طارق انه كان نائما في المركب فرأى في منامه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و الخلفاء الأربعة يمشون على الماء حتى مروا به فبشّره النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالفتح و أمره بالرفق بالمسلمين و الوفاء بالعهد، و في حكاية أنه لما ركب البحر غلبته عينه فرأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و حوله المهاجرون و الأنصار قد تقلدوا السيوف و تنكبوا القسيّ فيقول له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: يا طارق تقدم لشأنك، و نظر إليه و إلى أصحابه قد دخلوا الأندلس قدامه، فهبّ من نومه مستبشرا و بشّر أصحابه و لم يشك في الظفر، فنزل بالجبل شأنّا للغارات في البسائط و لذريق يومئذ غائب في غزاة له و اتصل به الخبر فعظم عليه أمره و فهم الخبر الذي منه أتي مع يليان، و أقبل مبادرا في جموعه حتى احتل بقرطبة أياما و الجنود تتوافى عليه، و كان لحينه ولى ششبوت بن الملك غيطشة ميمنته و أخاه ميسرته و هما موتوران قد سلبهما ملك أبيهما، فبعثا إلى طارق يسألانه الأمان إذا مالا إليه عند اللقاء بمن معهما و على أن يسلم اليهما ضياع والدهما غيطشة إن ظفر، فأجابهما طارق إلى ذلك، و عاقدهما عليه فلما التقى الجمعان انحاز هذان الغلامان إلى طارق فكان ذلك سبب الفتح، و كان الطاغية لذريق في ستمائة ألف فارس.

و قد خرجت عن حكم الاختصار الذي التزمت في هذا الوضع فلنقتصر على هذا القدر، و أما ذكر بلاد الأندلس فتأتي في مواضعها اللائقة بها إن شاء اللّه تعالى. و افتتحت الأندلس في أيام الوليد بن عبد الملك فكان فتحها من أعظم الفتوح الذاهبة بالصيت في ظهور الملة الحنيفية، و كان عمر بن عبد العزيز معتنيا بها متهمما بشأنها و هو الذي قطعها عن نظر والي إفريقية و جرد لها عاملا من قبله. [24]


بروسوی[عدل]

قال محمد بن على، بروسوى :

الأندلس

بفتح الألف و فتح الدّال و سکون النّون بینهما و ضمّ اللام ثمّ سین مهمله. فی مراصد الإطلاع : یقال بضمّ الدّال و فتحها مع ضمّ اللام و یلزمها الألف و اللام و ربما حذفت، قیل: لم یتعرض إلی ضبط الهمزه و هی مفتوحه علی الأشهر و تضمّ لکن مع ضمّ الدّال اسم بلاد تقابل بلاد المغرب و بینهما بحر الزقاق، و أتساعه بینهما عند سبته نحو ثمانیه عشر میلا. فی تحفه الآداب: سمّیت بأندلس بن یونان بن یافث بن نوح، و جزیره الأندلس مثلثه الشکل ، و للأندلس ثلاثه أرکان رکن جنوبی غربی و هناک جزیره قادس و فم بحر الزقاق، و رکن شرقی بین طرکونه و هی شمالی الرکن و بین برشلونه و هی فی جنوبیه و بالقرب من طرطوشه و الحاجز و جزیره منورقه ، و الرکن الثّالث شمالی بمیله إلی الغرب علی البحر المحیط حیث الطّول عشر درجات و دقائق، و العرض ثمان و أربعون، و هناک بالقرب من الرکن المذکور مدینه شنتیاقو ؛ و هی علی البحر المحیط فی شمالی الأندلس و غربیها و سیأتی ذکرها. قال ابن سعید و نقله عن ابن عبد البرّ: أنّ الأندلس أحد الممالکالثلاث التی للرّوم، و مسیره کل مملکه منها شهر، و هی مملکه قسطنطینیه و مملکه رومیه و مملکه الأندلس، و هذه الممالکالثلاث متّصله. قال ابن سعید: و ما سوی الأندلس من شمالی المغرب یعرف بالأرض الکبیره، و إذا عرفت ثلاثه أرکان الأندلسو أنها علی صوره المثلّث عرفت ثلاثه أضلاع المثلّث؛ فالضلع الأوّل من الرکن الجنوبی الغربی و هو الذی عند جزیره قادس إلی الرکن الشّرقی الذی عند جزیره منورقه و هذا الضلع هو ساحل الأندلس الجنوبی الشّرقی الممتدّ علی بحر الزقاق، و الضلع الثّانی من الرکن الشّرقی المذکور إلی الرکن الشّمالی الغربی عند شنتیاقو و هذا الضلع هو حدّ الأندلس الشّمالی، و یشتمل علی الجبل الحاجز بین الأندلس و الأرض الکبیره، و علی ساحل الأندلس الممتدّ علی بحر بردیل، و الضلع الثّالث من الرکن الشّمالی المذکور إلی الرکن الأوّل الجنوبی المتقدّم ذکره و هذا الضلع هو ساحل الأندلس الغربی الممتدّ علی البحر المحیط، و إذا تصورت ذلکلم یخف عنکأنّ الحدّ الشّرقی [هو الرکن الشرقی] مع طرفی الضلعین الجنوبی و الشّمالی المتصلین به، و بالأندلس الغزال و حمار الوحش و أمّا الأسد فلا یوجد به البته، و بالأندلس مقاطع رخام لألوان شتّی من الخمری و الأحمر و الأبیض المجزّع و غیر ذلک.[25]


حسینی حنبلی[عدل]

قال عبدالرحمن بن ابراهیم حسینى حنبلى :

الأندلس [ثلاثة]

الأول: الجزیرة العظیمة المشتملة على الممالک و البلاد، و هی معروفة بالمغرب، الثانی: مصلى المغافر بالفسطاط.[26]


شیروانی[عدل]

شیروانی نوشته است:


ذكر اندلس

بضم اوّل و سكون نون و بضمّ دال مهمله و لام و سكون سين ولايتى است خلد قرين از بلاد مغرب و سكنه‌اش طايفه عرب اكنون قرب سيصد سالست كه فرقه اسپانيا از جماعت فرنكان تصرّف نموده‌اند مشتملست بر اقليم چهارم و[اقلیم] پنجم و بعض بلادش در كنار دريا واقع و بلاد و نواحى خرّم‌بنياد بسيار دارد اكرچه راقم نديده امّا سيّاحان چند ديده و از ايشان شنيده است شيخ محى الدّين اعرابى كه از اكابر صوفيّه بوده از آن كشور ظهور نموده است.[27]


قره چانلو[عدل]

قره چانلو نوشته است:

اندلس

ولايت اول، شامل اقليم يا ناحيت اندلس بود؛ سرزمينى كه ميان درياى مديترانه و رود وادى الكبير و از آنجا تا نهر وادىيانه (نهر وادىانه) گسترده شده بود. شهرهاى مشهورش عبارت بودند از: اشبيليه، قرطبه، مالقه، استجه (اسيجه) و جيّان. در اين ولايت دو شهر مهم اشبيليه و قرطبه به ترتيب دو پايتخت مهم دوران اسلامى اندلس بودهاند. اين تقسيم اندلس به چهار ولايت تا پايان دوران فرمانروايى امويان برقرار بوده است؛ ولى پس از انقراض آنان و سقوط دولت عامرى در پايان قرن چهارم هجرى دولتهاى متعدد و كوچكترى در بيشتر شهرهاى شرقى و غربى و مركزى اندلس تشكيل شد. بنابراين، سرزمين بزرگ اندلس پس از روى كار آمدن اين دولتهاى كوچك كه به نام ملوك الطوايف مشهورند به شش منطقه اصلى تقسيم شد كه عبارتند از: نخست، منطقه پايتخت قديمى قرطبه و بلاد و اراضى مركزى متعلق به آن؛ دوم، منطقه طليطله كه به مرز اوسط معروف بود؛ سوم، منطقه اشبيليه و مغرب اندلس و اراضى پيوسته به آن تا اقيانوس اطلس؛ چهارم، منطقه غرناطه و ريّه و فرونتره؛ پنجم، منطقه مشرق اندلس يا ناحيه بلنسيه و زمينهايى كه از شمال و جنوب به آن پيوسته است و ششم، منطقه سرقسطه يا مرز بالا. اينها مجموعه بسيارى از شهرها و مراكز اندلس بودند كه هريك حكومتى مستقل داشتند و در درون هريك از اين مناطق، يك يا چند امارتنشين بود كه برخى از آنها پس از چندى در امارت بزرگتر حل مى شدند. اين امارات هم از نظر اراضى و هم از نظر اهميت سياسى و نظامى و اجتماعى از هم تمايز داشتند؛ مثلا دولت قرطبه اگر از جهت وسعت خاك و منابع اقتصادى و نظامى مهمترين دولت ملوك الطوايف نبود، از برخى جهات نسبت به ديگر امارات از اهميت بيشترى برخوردار بود، زيرا مقر خلافت و مركز حكومت بود و به دليل همين برترى بر ديگر امارات و شهرهاى اندلس دعوى ولايت مى كرد.[28]

قالب:ارجاعات قالب:پاورقی (1-) هو الملك السابع من ملوك بني نصر بن الأحمر في الأندلس، ولي الملك بعد مقتل أخيه أبي عبد الله محمد في ذي الحجة سنة 733 ه/ أيلول 1332 م، حتى مقتله غيلة يوم الفطر في سنة 755 ه/ أيلول 1354 م

(2-) أشبونة: هي لشبونة (Lisbonne) عاصمة البرتغال، انظر: الزهري: ص 85، ياقوت: 1/ 195، ابن سعيد: المغرب 1/ 410- 411، الحميري: ص 65، القلقشندي: صبح 5/ 214- 215

(3-) يقصد جبل طارق، و إنما سمي بجبل الفتح لأن مبدأ الفتح الأكبر إنما كان منه، و يعرف اليوم باسم (Gibraltar)، انظر: ابن سعيد: الجغرافيا، ص 139، الحميري: ص 382، ابن بطوطة: ص 665

(4-) ألش: مدينة بالأندلس من أعمال تدمير، مشهورة بزبيبها، و بصناعة البسط الفاخرة، و تعرف اليوم باسم (Elche)، انظر: ابن سعيد: المغرب 2/ 273، ياقوت: 1/ 245، الحميري: ص 30

(5-) طريف: تنسب إلى طريف بن مالك أحد موالي موسى بن نصير، نزل بها في سنة 91 ه/ 710 م في إطار التخطيط لفتح الأندلس، و تعرف اليوم باسم (Tarifa)، انظر: ابن سعيد: الجغرافيا، ص 139، و المغرب 1/ 319، الحميري: ص 92

(6-) كذا و السياق يقتضي أن تكون ألش وحدها ما بين طريف و الجزيرة الخضراء على الساحل الأندلسي، أما شلش فيتعين وجودها على ساحل المغرب طالما أن القنطرة المذكورة تصل ما بينهما على ما تقدم في العبارة السابقة.

(7-) يقصد بعد النصرة العظمى المقدم ذكرها في استرداد جبل الفتح من الفرنجة، حيث كان أبو مالك المذكور أحد أبطالها.

(8-) أنتقيرة: حصن بين مالقة و غرناطة، انظر: ياقوت: 1/ 259.

(9-) لوشة: من أعمال البيرة بينها و بين غرناطة مرحلة من أحسن المراحل بين أنهار و ظلال و أشجار في بساط بديع في حسنه، و تعرف اليوم باسم (Loja)، انظر: ياقوت: 5/ 26، ابن سعيد: المغرب 2/ 157، الحميري: ص 513.

(10-) وادي آش: كورة من أعمال البيرة، تعرف حاليا باسم (Guadix)، انظر: الحميري: ص 604- 605، لسان الدين: معيار الاختيار، ص 112- 113

  1. ^ یعقوبی ، البلدان ، ص ١٩٤-١٩٢.
  2. ^ قدامه بن جعفر ، الخراج و صناعه الکتابه ، ص ٣٤٩.
  3. ^ مسعودی، مروج الذهب و معادن الجوهر ،جلد1، صص182-185، 334، 385 و386، جلد2، ص8-10، 223 .
  4. ^ اصطخری ، المسالك والممالك ، ص ٣٥.
  5. ^ ابن فقیه، احمد بن محمد ، البلدان، ص132، صص 134 و 135 .
  6. ^ ابن حوقل ، صوره الارض ، صص 65و 104 و 105 و 106و 109 و 110-112
  7. ^ المقدسی ، أحسن التقاسيم في معرفه الأقاليم ، ص 57، ٢٢٣-٢٢٢
  8. ^ اسحاق بن الحسین المنجم ، آکام المرجان فی ذکر المدائن المشهوره فی کل مکان ، ص ١١٢-١٠٦
  9. ^ ناصر خسرو ، سفرنامه ناصر خسرو ، ص ٨٥
  10. ^ ابن طباطبا علوى اصفهانى، ابراهيم بن ناصر، منتقلة الطالبية، ص 5-4، 365.
  11. ^ بکری، عبدالله بن عبدالعزیز ، المسالک و الممالک، ج 2، صص 890-894، صص 894 و 895، صص 896-900 .
  12. ^ زهرى،الجغرافية ،ترجمه حسین قره چانلو، صص 261-260و 164-161.
  13. ^ ادریسی ، نزهه المشتاق في اختراق الآفاق ، جلد ٢، ص 525و ٥٣٥
  14. ^ ابن وصیف شاه، ابراهیم ، مختصر عجایب الدنیا ، ص 24 و ص 68.
  15. ^ ابن وصیف شاه، ابراهیم ، مختصر عجایب الدنیا ، ص 195 .
  16. ^ یاقوت الحموی ، معجم البلدان ، جلد ١، ص ٢٦٣-٢٦٢
  17. ^ عبد المومن البغدادی ، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، جلد ١، ص ١٢٣.
  18. ^ ذهبی، الأمصار ذوات الآثار، صص102-104 وصص112و113.
  19. ^ العمری، احمد بن یحیی ، مسالک الابصار فی ممالک الامصار،ج4، ص 227، صص 231-236، صص237و 238 ؛ ج5، صص 186-188.
  20. ^ ابن بطوطه ، رحله ابن بطوطه ، جلد ٢، ص ٣٣٤.
  21. ^ ابن خلدون ، رحله ابن خلدون ، ص ٣١-٢٩.
  22. ^ شهاب الدین عبدالله خوافی ( حافظ ابرو) ، جلد ١، صص ٢٦٥و ٢٧٨-٢٧٧.
  23. ^ ابن الوردی البكري القرشي، المعري ثم الحلبي ، خريده العجائب وفريده الغرائب ، ص ٦٠.
  24. ^ ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری ، الروض المعطار فی خبر الاقطار ، ص ٣٤-٣٢.
  25. ^ بروسوی، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان و الممالك، صص 172و173.
  26. ^ حسینى حنبلى ، قلائد الأجیاد ،ص56 .
  27. ^ شیروانی، بستان السیاحه، ص150 .
  28. ^ حسین قره چانلو، جغرافیای تاريخی كشورهای اسلامی، ج2، ص 458-457.