ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/449

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عشاء بوكير، يظهر فيها بونابرت أثناء العشاء في بوكير في 28 يوليو 1793، بريشة جان لوكومت دو نوي
عشاء بوكير، يظهر فيها بونابرت أثناء العشاء في بوكير في 28 يوليو 1793، بريشة جان لوكومت دو نوي

عشاء بوكير هو كُتيّبٌ سياسيٌّ كتبه نابليون بونابرت عام 1793، أي بعد 4 أربعة أعوام من اندلاع الثورة الفرنسية، إبان انتشار الحرب الأهليّة في شتى أنحاء فرنسا بين فصائل سياسيّة مُتعدّدة. كان نابليون مُشاركاً في ذلك الوقت في أعمالٍ عسكريّةٍ لصالح الحكومة ضدّ بعض المدن المُتمرّدة في جنوب البلاد، وفي عام 1793 التقى بأربعة تُجّارٍ من الجنوب الفرنسيّ وتبادلوا وجهات النظر. كان موقف نابليون في هذا الحوار موقف الجُنديّ المُخلص للجمهوريّة، فردّ على ما طرحه التُجّار بما من شأنه أن يُبدّد مخاوفهم ويُظهر الغلط في آرائهم. وكتب هذه المُحادثة فيما بعد على شكل كُتيّبٍ داعياً إلى إنهاء الحرب الأهليّة. قرأ هذا الكُتيّب أوغسطين روبسبيار شقيق ماكسميليان روبسبيار وأُعجب بسياقه الثوريّ. ومع أنّ تأثير الكُتيّب في نفوس المُتمرّدين كان ضئيلاً، إلّا أنّه أسهم في دفع مسيرة نابليون المهنيّة للأمام. كما جذب طموح نابليون السياسيّ كما ظهر في عشاء بوكير اهتمام كريستوف ساليسيتي، وهو سياسيٌّ من مواليد جزيرة كورسيكا وصديقٌ لعائلة نابليون، فعمل على نشر الكُتيّب وتوزيعه. وبذلك كان لكريستوف، بالإضافة إلى أوغسطين روبسبيار، دوراً في ترقية نابليون ليُصبح من كبار جنود المدفعيّة في تولون. ذكر سكرتير نابليون الخاص لويس دي بورين في سيرة نابليون الذاتيّة (مُذكّرات نابليون بونابرت) أنّ عشاء بوكير طُبعت على شكل كتاب، وصدرت الطبعة الأولى منه على حساب خزينة الدولة في شهر أغسطس من سنة 1798، في حين صدرت الثانية عام 1821 بٌعيْد وفاة نابليون. وقال لويس أيضاً: "عندما قام بونابرت -الذي كان برتبة قائد كتيبة- بأولى حملاته، والتي تكلّلت بإسهامه إسهاماً جوهريّاً في الاستيلاء على تولون كنتُ أنا غائباً عن فرنسا. وبالتالي فإنّه ليس لديّ معرفةٌ شخصيّةٌ بهذه الفترة من حياته، ولن أتحدّث عنها بصفتي شاهد عيان. ولكنّني سأقتصر على ذكر بعض الحقائق التي من شأنها أن تملأ هذه الفجوة الزمنيّة (1793 - 1795)، ومصدر هذه الحقائق أوراقٌ سلّمني إيّاها نابليون شخصيّاً. وهناك من بين هذه الأوراق عملٌ صغيرٌ بعنوان "عشاء بوكير" كلّف نابليون شراء نُسَخِه ثمناً كبيراً، ولكنّه تخلّص منها عندما بات القنصل الأول".

تابع القراءة