مستخدم:Nayrouz Aly/حب الانسانية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


حب الانسانية (بالإنجليزية: Philanthropy) هو جهدٌ مبذولٌ لزيادة رفاهية البشرية عن طريق المساعدات أو الهبات الخيرية.

أصل الكلمة[عدل]

صاغ الكاتب المسرحي إسكلس الكلمة منذ 2500 سنة في اليونان القديمة. كما استخدم الكلمة أي شخص قام بكتابة كتاب "قيود بروميثيوس" (السطر الحادى عشر). حيث ذكر الكاتب أسطورة تحكى عن المخلوقات البدائية التي خُلقت لتكون من بنى الإنسان. فلم تكن تمتلك في البداية أي نوع من أنواع المعرفة أو المهارات أو الثقافة. لذلك فقد عاشوا في الكهوف، والظلام، والخوف الدائم. وقرر ملك الآلهة المستبد زيوس تدميرهم. بينما قام بروميثيوس العملاق (ويعنى اسمه "التَّدَبُّر" أو "الشخصية المُحبة للإنسانية") بمنح هذه المخلوقات قُوَّتان لتحسين حياتهم: النار التى ترمز إلى المعرفة والمهارات والتكنولوجيا والفنون والعلوم؛ و"الأمل الأعمى" أو التفاؤل. ويُمكن استخدام القوتان معاً. حيث يُمكن للانسان أن يكون متفائلاً باستخدام النار، ويمكن للتفاؤل أن يساعد الانسان على استخدام النار في البناء، من أجل تحسين أحوال البشر.

وتَنقسم الكلمة الجديدة philanthropos إلى كلمتين: philos أو "المحبة"، بمعنى الاستفادة، والرعاية، والتغذية؛ وanthropos بمعنى "البشرية"، أو "الإنسانية". ولم "يُحب" بروميثيوس الانسان البدائي لأن في تلك المرحلة الأسطورية، لم تكن كلمة الفردية موجودة. ولكنه "أَحَبَّ" رغبتهم في أن يُصبحوا بشراً. حيث يُمكنهم تحقيق الكثير باستخدام "النار" و"التفاؤل". فقد ساعدت تلك الأشياء في تحويل هذا الانسان البدائي إلى حيوان متحضر. ومن ثم أصبحت كلمة 'Philanthropia' تعني حب الانسانية. ويُعتقد أنها مفتاح الحضارة. [1]

اعتبر الإغريق "حب الإنسانية" نموذجاً تعليمياً مثالياً يهدف إلى التفوق (arête)؛ أي تنمية الجسد والعقل والروح بأقصى حد ممكن، وهذا هو جوهر التعليم الليبرالي. ويُعرِّف القاموس الفلسفي لأكاديمية أفلاطون كلمة Philanthropia على النحو التالي: "مجموعة من العادات المُتحضرة النابعة من حب الانسانية. وهي القدرة على الإنتاج لخدمة البشرية". كما تَرجم الرومان كلمة Philanthropia لاحقاً إلى اللاتينية بمعنى humanitas، أي الإنسانية. ولأن هدايا بروميثيوس للإنسان مَكَّنَته من التمرد على طغيان زيوس، ارتبطت كلمة philanthropia أيضاً بالحرية والديمقراطية. ووُصفت قوانين سقراط وأثينا بأنها "إنسانية وديمقراطية". حيث يمكن للبشر حكم أنفسهم بأنفسهم إذا ما أحب الخير للانسانية.

وإذا وضعنا كل هذا معاً بشكل حديث، نجد أن هناك أربع تعريفات مُوثَّقة نسبياً "لحب الانسانية" تقترب من المفهوم الكلاسيكي: جون دبليو غاردنر، "المبادرات الشخصية من أجل الصالح العام"؛ روبرت بايتون، "الأعمال التطوعية من أجل الصالح العام"؛ ليستر سالامون، "تخصيص الوقت أو أشياء ثمينة... لأغراض عامة"؛ روبرت بريمنر، "الهدف من حب الانسانية... هو تحسين نوعية الحياة البشرية". ومن خلال الجمع بين مفهوم حب الانسانية الحديث وتاريخه السابق، يُمكن تعريف "حب الانسانية" بأنه "المبادرات الشخصية من أجل الصالح العام، مع التركيز على نوعية الحياة".

وذلك يُميزه عن الحكومة (المبادرات العامة للصالح العام) والأعمال (المبادرات الشخصية للصالح الخاص). ويُؤدي حذف أداة التعريف من كلمة "الصالح العام" إلى تجنب الافتراض الذي يؤمن بوجود صالح عام فردي معروف. ونادراً ما يتفق الناس على هذا التعريف: يعتزم المتبرع تحقيق منفعة "عامة" وليس منفعة "خاصة". ويضمن إدراج "نوعية الحياة"، التركيز الانساني القوي على الإبداع البدائي.

اختفت وجهة النظر الكلاسيكية تجاه حب الانساسية في العصور الوسطى، ثم أُعيد إكتشافها وإِحيائها في عصر النهضة، ثم دخلت إلى اللغة الإنجليزية في أوائل القرن السابع عشر. وكتب السير فرانسيس بيكون في عام 1592 في إحدى رسالاته أن "تأملاته الواسعة" تُعبر عن "حبه للإنسانية". كما تُعَرٍّف المقالة التى كتبها في عام 1608 بعنوان حول الخير موقفه بأنه "تأثير الرجال... على ما يسميه الإغريق بالدعوة إلى حب الانسانية". واستشهد هنري كوكرام، في قاموسه الإنجليزي عام (1623)، بكلمة "philanthropie" كمرادف لكلمة "humanitie" (باللغة اللاتينية: الجنس البشري) -- مما يُؤكد على الصياغة الكلاسيكية.

حب الانسانية في الولايات المتحدة الأمريكية[عدل]

"الجمعيات التطوعية"[عدل]

جاء المستعمرون الإنجليز إلى أميركا، مما أدى إلى ازدهار حب الانسانية بوصفه ضرورة عملية. كانت الأرض وفيرة ورخيصة، ومن ثم كان العمل نادراً وباهظ التكاليف. ولا يملك المستعمرون نقوداً كافية لدفع ثمنها. وكان يجب بناء مجتمعات كاملة من الصفر، وذلك من خلال بناء مشاريع كبيرة مثل: الحظيرة، والطرق، والمدارس، والمستشفيات، ودور الأيتام، ومراكز إطفاء الحريق، والسلامة العامة وغيرها. وإذا لم يتبرع أحد من المتطوعين ببناء تلك المشاريع، لن يتم انشاؤها. وأصبح يتم التعبير عن حب الانسانية في أمريكا باعتباره التطوع، مع عدم توافر النقدية الكافية للتبرعات الخيرية والحاجة الماسة لخدمة الصالح العام.

ومن ثم ظهرت ثقافة التعاون. وبُنِيَ المجتمع الاستعماري من قبل المتطوعين، أو "الجمعيات التطوعية" كما أَطلق عليها لاحقاً ألكسيس دو توكفيل -- وهي "المبادرات الشخصية من أجل الصالح العام، مع التركيز على نوعية الحياة". حيث لاحظ أن حب الانسانية قد إخترق الحياة الأميركية، وأصبح سمة مميزة للشخصية والثقافة الأميركية، وعنصر رئيسي من عناصر الديمقراطية الأميركية. كما أضاف أن الأميركيين لا يعتمدون على الآخرين -- الحكومة، أو الأرستقراطية، أو الكنيسة -- لحل مشاكلهم العامة، وإنما يعالجوها بأنفسهم من خلال الجمعيات التطوعية. وهذا هو مفهوم حب الانسانية الذي كان يُميز الديمقراطية.

وكانت أول من طَبَّقت هذا المفهوم هي إتفاقية ماي فلاور في 1620. وأعلن الحجاج، الذين كانوا في المياه الأميركية، أنهم جمعوا أنفسهم "رسميا وبصورة متبادلة أمام الله وأمام أنفسهم ليكونوا جسد مدني وسياسي واحد لصالح أنفسهم". وكانت جامعة هارفارد (1636)، في مستعمرة خليج ماساتشوستس، واحدة من الجمعيات الخيرية التطوعية لتدريب الشباب كي يُصبحوا رجال دين.

وكما هو المعتاد في تلك الفترة، كانت الجمعيات الخيرية الأمريكية تمتلك أبعاد أيديولوجية. وأُنشأت ثلاث مستعمرات إنجليزية -- ماساتشوستس وبنسلفانيا وفرجينيا -- تحت اسم "الكومنولث". وهو ما يعني أنه مجتمع مثالي يتعاون فيه الأفراد للصالح العام.

ويُعتبر الواعظ كوتون ماثر واحداً من مروجي هذا الفكر الكلاسيكي والمسيحي. كما نشر كتاب في عام 1710 بعنوان Bonifacius أو فعل الخير. ويبدو أن ماثر كان قلقاً من تآكل المثالية الأصلية، ولذلك دعا إلى حب الانسانية باعتباره وسيلة للحياة. على الرغم من كون سياق الكتاب مسيحيّ، كانت فكرته ذات طابع أميركي كلاسيكي صريح في بداية عصر التنوير.

"لا يجب أن يَدَّعي رجل أنه مسيحيّ، وهو لا يقبل اقتراح السعى الدائم لفعل الخير في العالم.... المسيحيون الذين لا يطمحون لتحقيق الفائدة، يُعتبروا مشركين؛ ومن بين أهم التكريمات أن يحصل شخص على لقب المتبرع؛ لأنه فعل خير كثير أدى إلى تكريمه. سُئِل الفيلسوف أرسطو لماذا يطلب البشر وقتاً طويلاً للتأكد من الشيء الصحيح! وأجاب أرسطو أن هذا سؤال لرجل أعمى. إذا سأل أي رجل، ما هي قيمة فعل الخير في العالم! يجب أن أقول، لا يبدو هذا سؤال لرجل خَيِّر." (ص. 21)

ركزت العديد من الإقتراحات العملية لفعل الخير على المُجتمع المدني من خلال تأسيس المدارس، والمكتبات، والمستشفيات، والمنشورات المفيدة وما إلى ذلك. ولا يُعتبر ذلك مساعدة الأغنياء للفقراء ، ولكن المبادرات الخاصة من أجل الصالح العام مع التركيز على نوعية الحياة. كان بنجامين فرانكلين وبول ريفير اثنين من الشبان الأميركيين البارزين الذين تأثروا بكتابات ماثر.

بنجامين فرانكلين[عدل]

كان يُعرف في حياته بأنه "أول عظيم أميركي". كما كان يُحتفى به في القرن الثامن عشر في أوروبا وأميركا باعتباره نموذجاً للقيم الأميركية، خاصةً في عصر التنوير. كانت الكلاسيكية الأمريكية وحب الانسانية مفتاح حياة بنجامين. وقد وجَّه وعيه الذاتيّ وحياته بشكل هادف نحو التطوع للخدمة العامة. واعترف خصمه السياسي في فرنسا، جون آدامز، أنه "نادراً ما تجد فلَّاح أو مواطن لا يَعتبر بنجامين صديقاً للبشرية". وأطلق إيمانويل كانت، فيلسوف عصر التنوير في ألمانيا، على فرانكلين لقب "بروميثيوس الجديد"، لأنه سرق النار من السماء في تجاربه العلمية باستخدام الكهرباء (البرق) لصالح البشرية. ارتبط فرانكلين مباشرةً بعصر التنوير الأسكتلندي. وكان يُطلق عليه "الدكتور فرانكلين" لأنه مُنح درجة الدكتوراة الفخرية من ثلاث جامعات أسكتلندية: سانت أندروز، وجلاسجو، وإدنبره؛ بالإضافة إلى لقاءاته مع مفكري التنوير الأسكتلندى.

وفي فيلادلفيا، أَنشأ فرانكلين أول نظام شخصي للأعمال الخيرية المدنية في أميركا. فكان تاجر شاب في عام 1727، وشَكَّل "الزُمرة". وهي تتكون من 12 عضو يجتمعون مساء يوم الجمعة من كل أسبوع لمُناقشة القضايا والأحداث الراهنة. ومن ضمن المؤهلات للحصول على العضوية هو "حب البشرية بصفة عامة". وبعد مرور عامين (1729)، أَسس جريدة فيلادلفيا. وعلى مدى السنوات الثلاثين التالية، استخدم الزمرة كمركز لأبحاث توليد وتحليل الأفكار الخيرية وأفكار الجريدة، وذلك لإختبار وجمع الدعم العام والمتطوعين، والأموال. وكان هذا النظام مُنتِج ومُفِيد بشكل كبير، حيث أدى إلى إنشاء أول مكتبة للاكتتاب في أميركا (1731)، وأول مركز حريق تطوعي، وجمعية تأمين ضد الحريق، والجمعية الفلسفية الأمريكية (1743)، و"أكاديمية" (1750، التي أصبحت جامعة بنسلفانيا فيما بعد)، ومستشفى (1752، من خلال جمع التبرعات)، ورصف الشوارع العامة، وتمويل وتشييد دور الإجتماع المدني وغيرها.

وفي عام 1747، تأثرت مستعمرة بنسلفانيا بصراعات عنيفة مع الهنود في الغرب، ومع السفن المسلحة الكندية الفرنسية جنوب نهر ديلاوير. وتنتمي الحكومة في فيلادلفيا إلى جماعة الصداقة الدينية المُسالمة، وبالتالي لم تفعل شيء. واستشار فرانكلين الزمرة ونشر كُتيب بعنوان الحقيقة الواضحة، مُعلناً أن ولاية بنسلفانيا ستظل بدون حماية حتى ينهض شعبها للدفاع عنها. واقترح إنشاء "جمعية عسكرية" لجمع الأموال اللازمة وميليشيا خاصة. وخلال بضعة أسابيع، جَنَّدت المنظمة أكثر من مائة شركة، وأكثر من 10،000 رجل، وأكثر من 6،500 جنيه إسترليني في ياناصيب عام. وهذا هو نموذج الثورة الأمريكية.

الثورة الأمريكية[عدل]

فدمت وجهة النظر الكلاسيكية للأعمال الخيرية النموذج النظري، بينما قدمت الجمعيات التطوعية النموذج الإجرائي للثورة الأميركية. بدأت الثورة في كونكورد، ماساتشوستس. وهي واحدة من مراكز العمل الخيري الأمريكي. "حيث وقف المزارعون المُحَاصَرُون ضد الظلم، وأطلقو صرخة "وصل صداها إلى العالم كله". -- "ترنيمة السلام" بقلم رالف والدو إمرسون.

وتُشير كلمة "المزارعون" في هذا السطر إلى "الجنود": الجمعيات التطوعية للمزارعين المستعدين لمغادرة مزارعهم وحمل السلاح ضد البريطانيين. ولقد حذرهم المراقبون والراكبون، أشهرهم بول ريفير المتطوع الرائد في العديد من القضايا المدنية. حيث نظم رابطة تطوعية للمراقبين والراكبين مثله لحشد الناس من البلدات المحيطة ببوسطن.

كان يعمل المتطوعون بالجيش القاري، وتُموله التبرعات الخاصة. كما عمل به القائد العام، جورج واشنطن، كمتطوع بدون أجر من أجل الصالح العام. وكان كثيراً ما يُوقِّع رسائله: "مُحب الانسانية".

وفي جميع أنحاء المستعمرات، تم إنماء الالتزام بالاستقلال من خلال عدد لا يُحصى من الجمعيات التطوعية السياسية مثل أبناء الحرية.

وكان مؤسسو قاعة الاستقلال في فيلادلفيا يعملون كجمعيات خيرية تطوعية. وكان إعلان الاستقلال أول تشكيل رسمي لحكومة وطنية في التاريخ، يسبقه بيان مثالي حول رسالة تلك الحكومة مُوجَّه للانسانية نيابةً عن البشرية جمعاء. وانتهى الإعلان بتعهد المؤسسيين بالحفاظ على الحياة الشخصية، والثروات، والشرف المقدس.

سُمي أول شكل من أشكال الحكومة المُقترحة للأمة جديدة "الرابطة". بينما لُقب الشكل النهائي: دستور الولايات المتحدة الأمريكية. حيث تَكَوَّن كجمعية تطوعية بدأت ببيان يُعد "الأول" من نوعه في التاريخ، صَدَّق عليه كل فرد من أفراد "الشعب" بالتصويت. وصفت "مقدمة" الدستور المبادرة الشخصية، والصالح العام، ونوعية الحياة:

" لقد أصدرنا نحن - شعب الولايات المتحدة - هذا الدستور للولايات المتحدة الأمريكية من أجل تشكيل اتحاد كامل، وتحقيق العدل، وضمان الاستقرار الداخلي، وتوفير الدفاع المشترك، وتعزيز الصالح العام، وتأمين الحرية لأنفسنا وللأجيال القادمة".

وأخيراً، في أول ورقة من الأوراق الفيدرالية، الصفحة 1، الفقرة 1، أطلق ألكسندر هاملتون حجة المؤسسين ليُصدق عليها الدستور مشيراً إلى أنه "من الشائع" في إنشاء تلك الأمة الجديدة أن يتصرف الأميركيون نيابةً عن الانسانية لصالح البشرية جمعاء. وأضاف: "أن ذلك يضيف إلى دوافع العمل الخيري إلى الوطنية."

وفي عام 1776، كتب توماس بين في كتاب الحس السليم الأكثر شعبيةً وتأثيراً في الاستقلال:

"إن سبب وجود أميركا هو سبب وجود البشرية كلها. هناك ظروف كثيرة، نشأت وستنشأ، ولكنَّها لم تكن محلية بل كانت عالمية. والتي يمكن من خلالها أن تتأثر مبادئ محبى البشرية.

وكما قال بن فرانكلين للفرنسيين حول الثورة الأمريكية: "نحن نُقاتل من أجل كرامة وسعادة البشر."

إن "حب الانسانية" الذي تحدث عنه هاميلتون لا يعنى "مساعدة الأغنياء للفقراء"، ولكن المبادرات الشخصية من أجل الصالح العام مع التركيز على نوعية الحياة. وأصبح مفهوم العمل الخيري الكلاسيكي أمريكياً. لم تنشأ الولايات المتحدة من خلال حب الانسانية فقط، ولكن من أجل تحقيق حب البشرية. وذلك لتكون أمة محبة للانسانية، وهدية للبشرية.

القرن التاسع عشر: التفكك[عدل]

لم يحتفظ المؤسسون على القيادة الثقافية، وذلك من وجهة النظر الكلاسيكية لحب الانسانية من خلال الجمعيات الأمريكية الوطنية التطوعية. وقضت الثورة الفرنسية ونابليون والحركة الرومانسية على عصر التنوير في أوروبا. وفي أمريكا، شهد التاريخ المبكر للجمهورية نمو سريع، بالإضافة إلى فرز تدريجي لما تم إنجازه. ساعد كل من بداية الثورة الصناعية، والهجرة، والنمو الحضري، والتوسع غرباً، وتعديل الممارسات السياسية والقيادات السياسية إلى ذوبان ثقافة حب الانسانية.

وقد تم ملاحظة هذا التفكك، وندم الشعب عليه. وكان إزدهار الأدب الأمريكي في القرن التاسع عشر من خلال ظهور هوثورن وإيمرسون وثورو وميلفيل وغيرهم، بمثابة احتجاج على التكنولوجيا، والتحضر، والصناعة؛ بالإضافة إلى ندمهم على فقدان القيم الأميركية التقليدية. وهذا يدل على أن حركة حب الانسانية والمثالية لم تَمُتْ مع مؤسسيها. {{استشهاد}}: استشهاد فارغ! (مساعدة) وفي عام 1837، احتفل رالف والدو إمرسون بروح حب الانسانية للثورة في "ترنيمة كونكورد" المذكورة أعلاه؛ بالإضافة إلى مقالته التى كتبها في عام 1844: "أمريكا الصغيرة".

"يبدو أنه من السهل على أميركا التعبير عن أكثر أنواع الروح توسعاً وإنسانيةً؛ وهي الروح المولودة الجديدة، الحرة، الصحيحة، القوية؛ أرض العمل، والديمقراطية، وروح مُحبي البشرية، والمؤمنين، والقديسين. حيثُ يجب عليها أن تخاطب الجنس البشري كله. فهي بلد المستقبل".

كانت الشعلة لا تزال حية في عام 1863، كما أوضح غاري ويلز. حيث جعل الرئيس إبراهام لينكولن المفهوم الكلاسيكي لمهمة بلدنا خاصة برجال الدين فقط، وذلك في خطاب جيتيسبرج عندما تحدث عن "الأمة الجديدة التى نشأت بالحرية، ويعيش فيها جميع الناس متساويين".

مساهمات حب الانسانية في الحياة في أميركا[عدل]

انتقلت روح حب الانسانية والضرورة العملية للجمعيات التطوعية وما يُصاحبها من ثقافة تعاونية إلى الغرب عن طريق الحدود خلال القرن التاسع عشر. مما يُعزز تنمية "العمل الخيري والديمقراطية" للشخصية الأميركية. {{استشهاد}}: استشهاد فارغ! (مساعدة) يتمتع التعليم الخاص والدين في أمريكا بحب الانسانية، كما بدأت جميع الحركات الإصلاحية في تاريخنا كمنظمات للأعمال الخيرية مثل: حركة مكافحة الرق، وحق المرأة في الإقتراع، والحفاظ على البيئة، والحقوق المدنية، وحقوق المرأة، وحركات السلام المختلفة. واعتُبِرت العديد من تلك الحركات ضد الثقافة الأمريكية وفاحشة عندما ظهرت لأول مرة. ولكن كانت جميعها "مبادرات شخصية من أجل الصالح العام، مع التركيز على نوعية الحياة".

عاني العمل الخيري الأمريكي من تحديات عظيمة، كما استفاد من الفرص المُتاحة له. ولقد أثرت القطاعات الأخرى في نوعية الحياة الأميركية، ولكن يركز العمل الخيري عليها.

يُعتبر العمل الخيري مصدر رئيسي من مصادر الدخل للفنون التشكيلية والمسرحية، والدينية، والإنسانية، فضلاً عن المؤسسات التعليمية. {{استشهاد}}: استشهاد فارغ! (مساعدة)

محبي الانسانية الحديث[عدل]

وفي عام 1982، شارك بول نيومان في تأسيس شركة نيومان أون للمواد الغذائية، وتبرع بكل أرباحها بعد خصم الضرائب إلى الجمعيات الخيرية المختلفة. وبعد وفاته في عام 2008، تبرعت الشركة بأكثر من 250 مليون دولار أمريكي لآلاف من الجمعيات الخيرية.

وخلال السنوات القليلة الماضية، شملت بعض الأمثلة البارزة في العمل الخيري: حملة مغني الروك الأيرلندي بونو لإلغاء ديون العالم الثالث المستحقة للدول المتقدمة؛ حملات مؤسسة بيل ومليندا غيتس للقضاء على مرض الملاريا ومرض العمى النهرى؛ وتبرعات المستثمر الملياردير ورئيس شركة بيركشاير هاثاواي وارن بافت في عام 2006 لمؤسسة جيتس، التى بلغت 31 مليار دولار. [2]

وتم تيسير العمل الخيري من خلال الأخصائيين في مجال التنمية وجمع التبرعات. كما تم تدعيم العلاقات مع المتبرعين وأخصائي الإشراف على عملية التبرع [3] من خلال التعرف على الجهات المانحة وشكرهم بطريقة تُساعد على ظهور منظمات غير هادفة للربح في المستقبل. وتعتبر رابطة محترفي العلاقات مع المتبرعين (ADRP) [4] أول رابطة من نوعها في الولايات المتحدة وكندا.

آراء[عدل]

الفلسفة[عدل]

هناك جدل كبير حول الغرض من العمل الخيري. وساوى البعض بين العمل الخيري والإحسان للفقراء. بينما يعتقد آخرون بأن العمل الخيري هو أي عمل من أعمال الإيثار التي تفى بحاجة إجتماعية لا تجد من يحققها.

ويرى البعض أن العمل الخيري يُمكن أن يكون وسيلة لبناء المجتمع من خلال تزايد مصادر تمويل المجتمع. وعندما تُصبح المجتمعات غنية بالموارد بدلاً من أصولها الفقيرة، يتسنى للمجتمع حل مشاكله بشكل أفضل.

ويستجيب العمل الخيري إما لإحتياجات الحاضر أو المستقبل. [5] حيث تُعتبر الاستجابة الخيرية لكارثة وشيكة نوع من أنواع العمل الخيري. [5] فهو يُوفر شرف فوري للمتبرع، ولكنه لا يَتطلب قدرة عالية على التبصر. ومع ذلك، تعتمد الاستجابة لاحتياجات المستقبل على حكمة الجهات المانحة وبُعد نظرها. [5] وستُقلل الوقاية من احتياجات المستقبل من المشقات أكثر من الاستجابة لها. [5] فعلى سبيل المثال، يتم الإعتراف سريعاً بالمؤسسات الخيرية التى تستجيب للمجاعة الناتجة عن الاكتظاظ السكاني في إفريقيا. [6] وفي الوقت نفسه، لم يتعرف أحد على أهل الخير في الولايات المتحدة، الذين سيطروا على حركة السكان في الستينيات والسبعينيات، حيث ضاعوا في التاريخ.

السياسة[عدل]

غالباً ما يحظى أهل الخير بشعبية كبيرة، ويعرفهم الجمهور بأنهم "عظماء". وتتشكك بعض الحكومات من تحول الأنشطة الخيرية إلى تحقيق مصلحة شخصية. ولكنها لا تزال تسمح لمجموعات معينة بتشكيل منظمات غير حكومية.

استخدامات الكلمة[عدل]

الاستخدام التقليدي[عدل]

وفقاً للتعريف التقليدي لكلمة حب الانسانية، يتم تخصيص التبرعات لقضية محددة بدقة. حيث يهدف هذا التبرع إلى إحداث تغيير ملحوظ في الظروف الاجتماعية. وغالباً ما يستلزم ذلك كمية كبيرة من التبرعات والدعم المالي المستمر على مر الزمن.

تُؤدي الحاجة إلى وجود التزام مالي كبير إلى ظهور اختلاف بين حب الانسانية والعمل الخيري، الذي يلعب دوراً هاماً في دعم المنظمات الخيرية التى بدأها شخصٌ آخر. وبالتالي، ينطبق الاستخدام التقليدي لكلمة حب الانسانية بشكل كبير على الأثرياء. وأحياناً يُشير إلى ثقة الأثرياء في قضية معينة أو هدف محدد.

كما يُكرس غير الأثرياء جزءً من وقتهم وجهدهم وأموالهم للأعمال الخيرية. ولا يُوصف هؤلاء بمحبي الانسانية، لأن الجهد الفردي نادراً ما يُحدث تغيير كبير. بينما يُعتبر هؤلاء مساهمين في العمل الخيري. ولكن يرغب البعض في وصفهم بمحبي الانسانية تكريماً لجهودهم.

هُناك إتجاه متزايد في العمل الخيري يهدف إلى تطوير مجموعات المتبرعين، حيث تقوم مجموعة من الأصدقاء بجمع التبرعات الخيرية، ثم يقرر الأعضاء معاً كيفية استخدام هذه الأموال لصالح القضايا التي يهتموا بها. ظهر العمل الخيري في السنوات الأخيرة من جديد بقيادة بيل غيتس ووارن بافيت، والذي ينطوي على تطبيق أساليب حب الانسانية. [7] ومن ثم أطلق عليه philanthrocapitalism.

أكبر التبرعات الفردية[عدل]

أنظر أيضا[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ [3] ^ اهتم الكثير من العلماء بدراسة الأصل الكلاسيكي لكلمة philanthropia وتاريخها. أنظر ماكلى، جورج: إعادة النظر في مفهوم حب الانسانية، كتالوج لنشر الأعمال الخيرية، بوسطن، 2008؛ سوليك، مارتي: حول المعنى الكلاسيكي لكلمة Philanthropia، في القطاع غير الربحي والتطوعي، 13 مارس 2009: 10.1177/0899764009333050.
  2. ^ "Gates: Buffett gift may help cure worst diseases". MSNBC. 26 يونيو 2006. اطلع عليه بتاريخ 2008-05-20.
  3. ^ [13] ^ "الإشراف والعلاقات مع المتبرعين"، Entrepreneur.com
  4. ^ [14] ^ رابطة متخصصي العلاقات مع المتبرعين
  5. ^ أ ب ت ث Rohe، John F. (1 يناير 2002). "Chapter 6: Prophesy and Charity". Mary Lou and John Tanton: A Journey into American Conservation. FAIR Horizon Press. ISBN:978-0971007901.
  6. ^ "Buzz (news and commentary blog)". onPhilanthrophy.
  7. ^ [28] ^ الإيكونومست
  8. ^ "Implementing Warren Buffett's Gift". Bill and Melinda Gates Foundation.
  9. ^ أ ب "Billions and Billions Served, Hundreds of Millions Donated". New York Times. 7 نوفمبر 2003. اطلع عليه بتاريخ 2008-07-28. National Public Radio announced yesterday that it had received a bequest worth at least $200 million from the widow of the longtime chairman of the McDonald's restaurant chain. ... Few cultural institutions have been the beneficiaries of gifts as large as that received by NPR, according to The Chronicle of Philanthropy. One of the largest, worth $424 million, was given to the Metropolitan Museum of Art by foundations built on the Reader's Digest fortune. {{استشهاد بخبر}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |coauthors= (مساعدة)
  10. ^ مؤسسة روكفلر
  11. ^ [35] ^ غرني، كايتلين. "بعد مرور 10 سنوات، لا يزال روان يحصد المكافآت على هداياه -- معالم روان"، فيلادلفيا انكوايرر فى 9 يوليو 2002. تم الوصول إليه في 6 أغسطس 2007. "قفزت جامعة روان على خشبة المسرح الوطني منذ عقد من الزمان، عندما تبرع هنري روان بـ100 مليون دولار إلى كلية ولاية جلاسبورو. وهو أكبر مبلغ يتم التبرع به لصالح مؤسسة عامة.... حيث أعطى روان وزوجته الراحلة بيتي المال في 6 يوليو عام 1992 بشرط واحد فقط: بناء أول مدرسة للهندسة. وتكريماً لهما، غيرت ولاية جلاسبورو اسم الكلية ليصبح كلية روان."

وصلات خارجية[عدل]

  • ULIB.IUPUI.edu، مكتبة دراسات جوزيف وماثيو بايتون الخيرية
  • ULIB.IUPUI.edu، فهرس الدراسات الخيرية
  • NPtrust.org، تاريخ حب الانسانية، جَمَعَهُ وحرَّرَه مجلس أمناء حب الانسانية الوطني
  • MCCORD-museum.qc.ca، "واجب بورجوازيّ: حب الانسانية، 1896-1919؛ مقالة تاريخية
  • GPR.hudson.org، ملف بصيغة الPDF من معهد هدسون في مؤشر حب الانسانية العالمي في عام 2006 صفحة 83.
  • EDRP.net، رابطة متخصصي العلاقات مع المتبرعين
  • Donating2save.com، تبرعوا إلى مجتمعكم مقابل الحصول على تخفيضات ضريبية كبيرة
  • ULIB.IUPUI.edu، مصادر لحب الانسانية
  • MyGivingPoint.org

تصنيف:حب الانسانية