ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/663

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بردية 52 وهي أقدم نسخة معروفة عن إنجيل يوحنا، تعود لحوالي عام 125م
بردية 52 وهي أقدم نسخة معروفة عن إنجيل يوحنا، تعود لحوالي عام 125م

إنجيل يوحنا، ويسمى أيضًا الإنجيل وفقًا ليوحنا هو رابع الأناجيل القانونية، ورابع كتب العهد الجديد، وهو سرد تخطيطي للغاية لفترة خدمة يسوع، يحوي سبع «آيات» تنذر بقيامة يسوع، بلغت ذروتها في إحياء لعازر، وسبع خطابات «أنا هو»، تُتوّج بإعلان توما عن يسوع القائم قائلًا «ربي وإلهي». حددت الآيات الختامية للإنجيل الغرض من كتابته، «لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ». هناك اختلاف حول تاريخ كتابة الإنجيل، والرأي الأرجح أنه كُتب بين عامي (90–115م)، ويقول آخرون أنه وصل إلى شكله النهائي بين عامي (90 - 110م)، على الرغم من أنه يحتوي على علامات نشأة تعود إلى عام 70 ميلادي وربما قبل ذلك. مثل الأناجيل الثلاثة الأخرى، فهو مجهول الهوية، على الرغم من أنه يحدد «تلميذًا أحبه يسوع» بصفته مصدراً لتقاليده. على الأرجح نشأ داخل «مجتمع يوحناوي»، وبما أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا من حيث الأسلوب والمحتوى برسائل يوحنا الثلاث، فإن معظم العلماء يتعاملون مع الكتب الأربعة، إلى جانب كتاب الرؤيا، كمجموعة واحدة تُدعى أدب يوحنا، وإن لم يكن من نفس المؤلف. يبدو أن هذه المؤلفات معنية بقضايا الجدل بين الكنيسة والكنيس في وقت كتابتها. قسّمَ العلماء إنجيل يوحنا إلى أربعة أقسام حسب موضوع كل منها: المقدمة، سفر الآيات، سفر المجد، والخاتمة التي تتضمن الإصحاح 21 المُثير للجدل. يتحدث الإنجيل بشكل مباشر عن ألوهية يسوع ويُعرفّه في المقدمة على أنه «كلمة الله» أي اللوغوس، ويُصوّر صلب يسوع بأنه تمجيد له من خلال عودته إلى الآب. لا يتضمن الإنجيل معلومات مفصلة عن الأسرار المقدسة المسيحية، بل يحوي عدداً قليلاً من الإشارات التي تدل على المعمودية، وأخرى تدل على الأفخارستيا تتلخص في عظة خبز الحياة و‌غسل المسيح لأرجل تلاميذه. يركّز إنجيل يوحنا على الفرد وعلاقته بيسوع بدلًا من الجماعة، ويدعو إلى «الثبات في المسيح»، وبدلًا من تفسير الآخرة على أنها نهاية الزمان، يُظهر إيمانًا بالأخرويَّات المحققة التي تعني خدمة يسوع والحفاظ على إرثه الدائم. يتحدث الإنجيل بشكل مُختلف عن العلاقة بين يسوع و‌يوحنا المعمدان، ويجعل خدمتيهما متداخلتين، ولا يذكر معمودية يسوع على يد يوحنا، بل يجعل يوحنا خاضعًا ليسوع. يُجادل بعض العلماء كذلك أن إنجيل يوحنا يرتبط مع المسيحية الغنوصية، ويتجلّى ذلك في عدة آيات تُشير إلى أفكار ومعتقدات تتبناها الغنوصية، مثل فكرتي أن الخلاص يأتي من الإيمان والمعرفة، والمخلّص الذي جاء من عالم آخر ووعد بأخذ المؤمنين به إلى مسكن سماوي.

تابع القراءة