انتقل إلى المحتوى

المسيحية في جنوب إفريقيا: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.5 (تجريبي)
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[ملف:Groote Kerk, Adderley Street, Cape Town.JPG|250px|thumb|يسار|الكنيسة الكالفينية في [[كيب تاون]].]]
[[ملف:Groote Kerk, Adderley Street, Cape Town.JPG|250px|thumb|يسار|كنيسة جروت كيرك الكالفينية في [[كيب تاون]]، بنيت في عام [[1678]] وهي أقدم كنيسة في البلاد.]]
[[المسيحية]] هي الديانة السائدة في [[جنوب أفريقيا]]، مع ما يقرب من 80% من السكان أي 44 مليون يعتنقون المسيحية وذلك حسب كتاب حقائق العالم لعام 2001.<ref>[https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sf.html جنوب أفريقيا (بالإنجليزية) - كتاب حقائق العالم]، وكالة الاستخبارات الإمريكية، 9 نيسان 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180128152157/https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sf.html |date=28 يناير 2018}}</ref> النصيب الأكبر من السكان يعتنق الكنائس البروتستانتية والكنائس [[الخمسينية]] والكنائس الأفريقية، و[[الكنيسة الكاثوليكية]] والتي لديها عدد كبير من الأتباع. وبحسب دراسة تعود إلى عام 2015 حوالي 6,500 [[مسلمون تحولوا إلى المسيحية|مواطن مُسلم جنوب أفريقي]] تحول إلى المسيحية.<ref>{{cite journal|الأخير1=Johnstone|الأول1=Patrick|الأخير2=Miller|الأول2=Duane Alexander|العنوان=Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census|journal=IJRR|التاريخ=2015|volume=11|الصفحة=14|المسار=https://www.academia.edu/16338087/Believers_in_Christ_from_a_Muslim_Background_A_Global_Census|تاريخ الوصول=6 December 2015}}</ref>
[[المسيحية]] هي الديانة السائدة في [[جنوب أفريقيا]]، مع ما يقرب من 80% من السكان أي 44 مليون يعتنقون المسيحية وذلك حسب التعداد السكاني لعام 2001.<ref>[https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sf.html جنوب أفريقيا (بالإنجليزية) - كتاب حقائق العالم]، وكالة الاستخبارات الإمريكية، 9 نيسان 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180128152157/https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sf.html |date=28 يناير 2018}}</ref> النصيب الأكبر من السكان يعتنق الكنائس البروتستانتية خصوصاً الكنائس [[الخمسينية]] والكنائس الأفريقية، و[[الكنيسة الكاثوليكية]] والتي لديها عدد كبير من الأتباع.


يتبع عدد كبير من السكان السود في [[جنوب أفريقيا]] الكنيسة [[الميثودية]] و[[الأنجليكانية]] و[[الإنجيلية]]، وهي كنائس ساهمت في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]] وقد لعب العديد من رجال الكنيسة أدورًا هامًا في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]]، أبرزهم [[ديزموند توتو]] كبير أساقفة [[جنوب أفريقيا]] السابق الحائز على [[جائزة نوبل للسلام]] العام [[1984]] دور هام في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]].<ref name="Assafir">[http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=503&ChannelId=10673&ArticleId=3235&Author= Assafir]</ref>
لعبت الطوائف المسيحية دوراً هاماً في تاريخ البلاد،<ref>{{cite book|author=Richard Elphick|title=Christianity in South Africa: A Political, Social, and Cultural History|url=https://books.google.com/books?id=ZyZYTCpnyKsC |year=1997|publisher=University of California Press|isbn=978-0-520-20940-4|pages=11–15}}</ref> ويتبع عدد كبير من السكان في [[جنوب أفريقيا]] الكنيسة [[الميثودية]] و[[الأنجليكانية]] و[[الإنجيلية]]، وهي كنائس ساهمت في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]] وقد لعب العديد من رجال الكنيسة أدورًا هامًا في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]]، أبرزهم [[ديزموند توتو]] كبير أساقفة [[جنوب أفريقيا]] السابق الحائز على [[جائزة نوبل للسلام]] العام [[1984]] دور هام في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]].<ref name="Assafir">[http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=503&ChannelId=10673&ArticleId=3235&Author= Assafir]</ref> بالقابل دعمت بعض الطوائف المسيحية بين المجتمعات البيضاء في البلاد [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]].<ref name=rita1996/><ref>{{cite book|author1=Adrian Hastings|author2=Alistair Mason|author3=Hugh Pyper|title=The Oxford Companion to Christian Thought|url=https://books.google.com/books?id=ognCKztR8a4C |year=2000|publisher=Oxford University Press |isbn=978-0-19-860024-4|page=29}}</ref>


أشار استطلاع أجراه [[معهد غالوب]] الدولي عام [[2012]] إلى أن عدد سكان جنوب أفريقيا الذين يعتبرون أنفسهم متدينين كان حوالي 64% من السكان،<ref>{{cite news|title=Fewer religious people in SA – survey|url=http://www.news24.com/SouthAfrica/News/Fewer-religious-people-in-SA-survey-20120810|publisher=news24.com|date=10 August 2012|accessdate=2 November 2012}}</ref> وأظهر استطلاع ايبسوس موري لعام [[2017]] أنَّ 88% صرَّح [[أهمية الدين حسب البلد|للدين أهميَّة]] في حياتهم.<ref>{{cite news|title=Importance of Religion or Faith|url=https://www.ipsosglobaltrends.com/importance-of-religion-or-faith|accessdate=9 May 2017}}</ref> ووفقًا لمسح القيم العالمي، بين عام [[1981]] وعام [[2001]]، كانت جنوب إفريقيا واحدة من ثلاث مجتمعات فقط شهدت زيادة [[التردد على الكنائس|في المشاركة الدينية]]، وكانت رائدة بين هذه المجتمعات مع زيادة في أعداد المترددين على الكنائس بنسبة 13% في تلك الفترة ، لترتفع من 43% من الأشخاص الذين شملهم الإستطلاع إلى 57%.<ref>{{Cite book|title=Sacred and Secular: Religion and Politics Worldwide|last=Norris|first=Pippa|last2=Inglehart|first2=Ronald|publisher=Cambridge University Press|year=2011|isbn=978-1-107-01128-1|location=United States of America|pages=74}}</ref>
تتكون الأقلية البيضاء والتي تدين بالديانة [[المسيحية]] (86.8%)<ref>{{مرجع ويب |المسار=http://www.statssa.gov.za/timeseriesdata/pxweb2006/Dialog/varval.asp?ma=Religion%20by%20province&ti=Table:+Census+2001+by+province,+gender,+religion+recode+(derived)+and++population+group.+&path=../Database/South%20Africa/Population%20Census/Census%202001%20-%20Demarcation%20boundaries%20as%20at%2010%20October%202001/Provincial%20level%20-%20Persons/&lang=1 |العنوان=Table: Census 2001 by province, gender, religion recode (derived) and population group |العمل=Census 2001 |الناشر=Statistics South Africa |تاريخ الوصول=2 February 2012}}</ref> من سكان جنوب أفريقيا من عناصر أوروبية هاجرت إلى جنوب أفريقيا أثناء احتلال هذه المنطقة، ومن العناصر البيضاء هولنديين، و[[ألمانيا|ألمان]]، و[[بريطانيا|بريطانيون]]، و[[فرنسا|فرنسيين]]، ينتمي غالبيّة الإنجليز إلى الكنيسة الإنجليكانية أما الفرنسيين فهم بالغالب من أصول [[هوغونوتيون|هوغونوت]] الذي ساهموا في تطوير الصناعة والتجارة في البلاد.<ref>Ces Francais Qui Ont Fait L'Afrique Du Sud. Translation: The French People Who Made South Africa. [http://www.amazon.fr/dp/2841000869 Bernard Lugan. January 1996.] ISBN 2-84100-086-9 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110629063805/http://www.amazon.fr/dp/2841000869 |date=29 يونيو 2011}}</ref><ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.museum.co.za/genealogy.html|العنوان=Genealogy|الناشر=The Huguenot Memorial Museum|تاريخ الوصول=2009-04-20}}</ref> ويتبع الهولنديين أو ال[[أفريكان]] [[كالفينية|الكنيسة الإصلاحيّة الكالفينية]] ويعتبر الأفريكان من الجماعات المسيحية البيضاء الأكثر تدينًا حيث أنّ 48% منهم [[التردد على الكنائس|مداومين على حضور الأنشطة الدينية]] في الكنائس.<ref>https://www.facebook.com/sharer.php?u=http://www.rapport.co.za/Nuus/Nuus/Jonges-glo-dog-minder-kerk-toe-20140426&title=Jonges%20glo,%20dog%20minder%20kerk%20toe</ref>


== تاريخ ==
وفقًا ''لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي'' وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين في جنوب أفريقيا المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 6,500 شخص.<ref>{{cite journal|الأخير1=Johnstone|الأول1=Patrick|الأخير2=Miller|الأول2=Duane|العنوان=Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census|journal=Interdisciplinary Journal of Research on Religion|التاريخ=2015|volume=11|الصفحة=16|المسار=https://www.academia.edu/16338087/Believers_in_Christ_from_a_Muslim_Background_A_Global_Census|تاريخ الوصول=28 October 2015}}</ref>
=== العصور المبكرة ===
[[ملف:Huguenot.jpg|تصغير|200بك|يسار|نصب ذكرى عائلات [[كالفينية|الهوجونت]] [[البروتستانت]]، في [[كيب الغربية]]، وكان [[أخلاق العمل البروتستانتية|لأخلاقيتهم العملية]] أثر هام على [[الاقتصاد]].]]
وصلت المسيحية إلى جنوب أفريقيا مع المستوطنين الأوروبيين، مع وصول [[يان فان ريبيك]] في عام [[1652]]، عندما سمحت له [[شركة الهند الشرقية الهولندية]] بتأسيس مكاتب لإعادة تموين الطعام والوقود إلى السفن التي تسافر بين [[الإمبراطورية الهولندية]] وجنوب شرق وجنوب آسيا.<ref name="Harrison2004p11">{{cite book|author=Philip Harrison|title=South Africa's Top Sites: Spiritual|url=https://books.google.com/books?id=lfIauldNnD4C |year=2004|publisher=New Africa Books|isbn=978-0-86486-564-9|pages=11–16}}</ref><ref name="Mosimann2014p10"/> وجاء معه ثلاث سفن من المستوطنين الهولنديين، والذين قاموا بتأسيس مدينة [[كيب تاون]] وقاموا ببناء دور العبادة المسيحية، وتم منح [[الكنيسة المصلحة الهولندية]] الحقوق الحصريَّة والحماية من قبل المستوطنين الهولنديين أو ال[[بوير]] حتى عام [[1806]].<ref name="Harrison2004p11"/><ref name="Fahlbusch2008p131">{{cite book|author=Erwin Fahlbusch|title=The Encyclodedia of Christianity|url=https://books.google.com/books?id=lZUBZlth2qgC&pg=PA131|year=2008|publisher=Wm. B. Eerdmans Publishing|isbn=978-0-8028-2417-2|pages=131–134}}</ref> ظهر أيضًا التأثير الكالفيني في جنوب أفريقيا وعلى المجتمع والإقتصاد في البلاد، مع هجرة [[هوغونوتيون|الهوغونوتيون]] الذين قدموا من [[فرنسا]]، حيث أدت هذه الهجرات إلى إنشاء العديد من الأعمال المصرفيّة والصناعيّة الكبرى.<ref>Marnef, G. "The towns and the revolt". In: Darby, G. (ed), ''The Origins and Development of the Dutch Revolt'' (Londen/New York 2001) 84–106; 85 and 103.</ref>

في [[يوليو]] من عام [[1737]]، وصل جورج شميت إلى جنوب أفريقيا للعمل بالتبشير، وأسس أول بعثة بروتستانتية [[الكنيسة المورافية|لكنيسة المورافيَّة]].<ref name="Mosimann2014p10">{{cite book|author=Marie-Claude Mosimann-Barbier|title=From Béarn to Southern Africa or The Amazing Destiny of Eugène Casalis|url=https://books.google.com/books?id=DaIxBwAAQBAJ&pg=PA10|year=2014|publisher=Cambridge Scholars|isbn=978-1-4438-6081-9|pages=10–12}}</ref> وبدأ العمل مع قبيلة خوي خوي، وأنشأ جورج شميدت مستوطنة تبشيرية. وفي عام [[1742]] قام بتعميد خمسة من العبيد من قبيلة خوي خوي. تسبب هذا في ضجة لأن [[الكنيسة المصلحة الهولندية]] في ذلك الوقت آمنت بالرأي القائل بأن المسيحيين [[سر المعمودية|المُعمدين]] يجب أن يكونوا أحرارًا وليسوا عبيدًا. وأجبر الجدل والعداء من قبل المستوطنين الأوروبيين جورج شميدت على مغادرة جنوب إفريقيا وبعد ذلك بعامين في عام [[1744]]، مما أدى إلى وقف جميع النشاطات التبشيريَّة المسيحيَّة لمدة خمسين عامًا تقريبًا.<ref name="Harrison2004p11"/><ref>[http://www.sahistory.org.za/dated-event/first-missionary-arrives-cape The first missionary arrives at the Cape] South African History (2011)</ref><ref name="Muller2004p191">{{cite book|author=Carol Ann Muller|title=South African Music: A Century of Traditions in Transformation|url=https://books.google.com/books?id=3IhJmobbZ4wC&pg=PA191 |year=2004|publisher=ABC-CLIO|isbn=978-1-57607-276-9|pages=191–192}}</ref> عاد المبشرين من [[الكنيسة المورافية|الكنيسة المورافيَّة]] إلى جنوب أفريقيا في عام [[1792]]، مع قدوم ثلاثة مبشرين للبلاد.<ref name="Mosimann2014p10"/> وعلى مدى السنوات الثلاثين التالية، وصل عدد كبير من المبشرين المسيحيين إلى جنوب إفريقيا الموسّعة، والتي كانت في ذلك الوقت مركزًا رئيسيًا للتجارة البحرية بين [[آسيا]] و[[العالم الغربي|الغرب]]. وجاء هؤلاء المبشرون من [[إنجلترا]] و[[اسكتلندا]] و[[فرنسا]] و[[الولايات المتحدة]] و[[هولندا]].<ref name="Muller2004p191"/> وبدأ المبشرين في ترجمة [[الكتاب المقدس]] إلى اللغات المحليَّة وأصبحت جنوب أفريقيا بوابة لجيش من المبشرين المسيحيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى [[أفريقيا الجنوبية]]. وكان هدفهم المعلن هو "التبشير والتثقيف والحضارة".<ref name="Muller2004p191"/><ref name="Thorne1999p81">{{cite book|author=Susan Thorne|title=Congregational Missions and the Making of an Imperial Culture in Nineteenth-Century England|url=https://books.google.com/books?id=7WHb8hB6hiIC&pg=PA82|year=1999|publisher=Stanford University Press|isbn=978-0-8047-6544-2|pages=81–83}}</ref><ref name="Eze2016p54"/>

=== العصور الحديثة ===
[[ملف:Tafelberg Dutch Reformed Church Buitenkant Street Cape Town - Frontal view.JPG|200px|thumb|يمين|الكنيسة الكالفينية في [[كيب تاون]].]]
أشار روبرت د. ودبيري عالم اجتماع في [[جامعة بايلور]] أن للمُبشرين البروتستانت في أفريقيا "كان لهم دور فريد في نشر التعليم الشامل" بسبب الأهمية الدينية [[دراسة الكتاب المقدس (مسيحية)|لدراسة وقراءة الكتاب المقدس]]، حيث قام المُبشرين في ترجمة [[الكتاب المقدس]] للغات المحليَّة وفي إنشاء المدارس لتعزيز معرفة القراءة والكتابة،<ref>الدين والتعليم حول العالم، مرجع سابق، ص.120</ref> ويشير ناثان نان أستاذ الاقتصاد في [[جامعة هارفارد]] أنَّ [[التعليم]] "هو المكافأة الرئيسية قبل المبشرين لجذب الأفارقة للمسيحية". كما وشجع المبشرين البروتستانت على تعليم المرأة ومحو الأمية بين النساء.<ref>الدين والتعليم حول العالم، مركز بيو للأبحاث حول الدين والحياة العامة، ديسمبر 2016 ص.129</ref> وبحلول منتصف [[القرن التاسع عشر]]، افتتحت العديد من الطوائف الأوروبية المسيحية بعثات فرعيَّة في جنوب إفريقيا، ووسعت شغفها إلى المتحولين الجدد.<ref name="Harrison2004p11"/> وأدَّت الخلافات الداخليَّة إلى انشقاقات بين عام [[1850]] وعام [[1910]] والتي أدت إلى تأسيس كنائس أفريقية مستقلة منها كنيسة صهيون المسيحية والكنيسة المعمدانية الناصرية. في أوائل عام [[1900]]فتحت الطوائف [[الخمسينية]] المسيحية القادمة من [[الولايات المتحدة الأمريكية]] مكاتبها في جنوب أفريقيا،<ref name="Harrison2004p11"/> وبدأت "الكنائس المسيحية الكاريزمية" العمل في جنوب أفريقيا في [[القرن العشرين]].<ref name="Harrison2004p11"/> خلق هذا النشاط التاريخي العديد من الطوائف المسيحية حيث وعلى الرغم من أن 80% من سكان جنوب إفريقيا مسيحيون، فإن أكبر طائفة مسيحية تضم حوالي 10% من سكان جنوب إفريقيا.
[[ملف:Desmond tutu wef.jpg|تصغير|200بك|يسار|لعب [[ديزموند توتو]] كبير أساقفة [[جنوب أفريقيا]] السابق الحائز على [[جائزة نوبل للسلام]] العام [[1984]] دور هام في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]].]]
كان [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]]، فضلاً عن المقاومة له، مسألة سياسية ولاهوتية على حد سواء.<ref>{{cite book|author=Richard Elphick|title=Christianity in South Africa: A Political, Social, and Cultural History|url=https://books.google.com/books?id=ZyZYTCpnyKsC&pg=PA383 |year=1997|publisher=University of California Press|isbn=978-0-520-20940-4|pages=383–395}}</ref><ref name="Eze2016p54">{{cite book|author=M. Eze|title=Intellectual History in Contemporary South Africa|url=https://books.google.com/books?id=D6YYDAAAQBAJ&pg=PA54|year=2016|publisher=Palgrave Macmillan|isbn=978-0-230-10969-8|pages=54–58}}</ref> وكانت قد تطورت نظرية ثقافية ودينية تطورّت بين [[الأفريكان]] وجمعت بين عناصر العقيدة ال[[كالفينية]] [[البروتستانتية]] في [[القرن السابع عشر]] مع أيديولوجية "[[شعب الله المختار]]"؛ مشابهة لتلك التي يتبناها دعاة الأمة اليهودية.{{sfn|Du Toit|1985|p=209}} وقد جادلت عدد من الدراسات الحديثة أن هذه الأيديولوجية أدّت إلى ''تريك العظمى'' وإلى إخضاع الجماعات العرقية الأخرى في [[جنوب أفريقيا]]، وبالتالي وضعت حجر الأساس للقومية الأفريكانية الحديثة و[[أبارتايد|الفصل العنصري]].{{sfn|Williams|1991}} ودعمت الكنيسة المصلحة الهولندية الفصل العنصري.<ref name=rita1996>Rita M. Byrnes (1996), [http://countrystudies.us/south-africa/53.htm Religion and Apartheid], US Library of Congress, Washington</ref><ref name="Fahlbusch2008p131"/>

يذكر أن عموم الطوائف المسيحية ترفض فكرة تفوق أو الفرق بين شعب وغيره؛ حيث تؤمن [[المسيحية]] بمفهوم «شعب الله» لكن دون كلمة "المختار" لكونها لم ترد بشكل صريح في [[الكتاب المقدس]]. المسيحيّة تعلّم أن شعب الله قد تحوّل مع [[المسيح في المسيحية|المسيح]] إلى جميع البشر ومن كل الأمم دون فرق بين يهودي وغيره. وتعمل الكنيسة، على إدارته من الناحية الروحية وحفظ معتقداته. يقول البابا [[بندكت السادس عشر]]: "من شعوب الأرض كافة، يوجد شعب لا يشبه أي شعب آخر، لا يخضع ذاته لأحد غير الله، وعليه أن يكون مثل الملح في الطعام، ومثل الخميرة في العجين".<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية - بالعربية، مجموعة من الأساقفة بموافقة البابا بندكت السادس عشر، مكتب الشبيبة البطريركي، بكركي 2012، ص.79</ref> ولعب العديد من رجال الكنيسة أدورًا هامًا في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]]، أبرزهم [[ديزموند توتو]] كبير أساقفة [[جنوب أفريقيا]] السابق الحائز على [[جائزة نوبل للسلام]] العام [[1984]] دور هام في إسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]].<ref name="Assafir">[http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=503&ChannelId=10673&ArticleId=3235&Author= Assafir]</ref> وفي عام [[1975]] أصبح [[ديزموند توتو]] أول عميد أسود للكنيسة [[أنجليكانية|الأنجليكانية]] في [[جوهانسبيرغ]]، وطوال سنوات الستينات والسبعينات اشتهر توتو بصوته العالي المناهض للعنصرية، وزادت مجاهرته بأفكاره القوية، بعد أن انتخب رئيسا للأساقفة في كيب تاون عام [[1986]]. وفي [[مارس]] من [[1988]] أعلن رفضه المطلق لأن يعامل الرجل الأسود «كخرقة تمسح بها الحكومة أحذيتها».<ref name="SA">[http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=45&article=427893&issue=10454 Sharq Awsat]</ref> وأعلن دعوته للعمل من أجل السجناء والفقراء والمقهورين والمعزولين والمحتقرين، حتى أصبح في نهاية [[1970]] من أبرز الوجوه المسيحية المعارضة لسياسة التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا.

== ديموغرافيا ==
== الطوائف المسيحية ==
=== البروتستانتية ===
[[ملف:Genadendal Mission.JPG|200px|thumb|يسار|بعثة جيناندال، وهي أقدم بعثة [[الكنيسة المورافية|لكنيسة المورافيَّة]] في البلاد.]]
وفقاً لتعداد السكان عام [[2001]] أكثر من 70% من سكان البلاد من أتباع الكنائس البروتستانتية المختلفة، أكبر المذاهب البروتستانتيَّة هي الكنيسة [[الخمسينية]] مع حوالي 8.2% من مجمل السكان، تليها ال[[ميثودية]] مع حوالي 6.8% من السكان، والكنيسة المصلحة الهولندية مع حوالي 6.7% من السكان، و[[الكنيسة الأنجليكانية]] مع حوالي 3.8% من السكان، ويتبع حوالي 36% من السكان الطوائف البروتستانتية الأخرى. يعود تاريخ البروتستانتية في جنوب أفريقيا إلى وصول الأوروبيين الأوائل إلى [[رأس الرجاء الصالح]] في عام [[1652]]. ومنذ ذلك الحين كانت البروتستانتية هي الديانة السائدة للمستوطنين الأوروبيين وأصبحت الديانة السائدة للسكان الأصليين من السود. وفقًا ''لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي'' وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد [[مسلمون تحولوا إلى المسيحية|المسلمين المتحولين للديانة المسيحية]] في جنوب أفريقيا يبلغ حوالي 6,500 شخص.<ref>{{cite journal|الأخير1=Johnstone|الأول1=Patrick|الأخير2=Miller|الأول2=Duane|العنوان=Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census|journal=Interdisciplinary Journal of Research on Religion|التاريخ=2015|volume=11|الصفحة=16|المسار=https://www.academia.edu/16338087/Believers_in_Christ_from_a_Muslim_Background_A_Global_Census|تاريخ الوصول=28 October 2015}}</ref>

يتبع عدد كبير من السكان السود في [[جنوب أفريقيا]] الكنيسة [[الميثودية]] و[[الأنجليكانية]] و[[الإنجيلية]]، وتتكون الأقلية البيضاء والتي تدين بالديانة [[المسيحية]] (86.8%)<ref>{{مرجع ويب |المسار=http://www.statssa.gov.za/timeseriesdata/pxweb2006/Dialog/varval.asp?ma=Religion%20by%20province&ti=Table:+Census+2001+by+province,+gender,+religion+recode+(derived)+and++population+group.+&path=../Database/South%20Africa/Population%20Census/Census%202001%20-%20Demarcation%20boundaries%20as%20at%2010%20October%202001/Provincial%20level%20-%20Persons/&lang=1 |العنوان=Table: Census 2001 by province, gender, religion recode (derived) and population group |العمل=Census 2001 |الناشر=Statistics South Africa |تاريخ الوصول=2 February 2012}}</ref> من سكان جنوب أفريقيا من عناصر أوروبية هاجرت إلى جنوب أفريقيا أثناء احتلال هذه المنطقة، ومن العناصر البيضاء السكان من ذوي الأصول الهولنديَّة، و[[ألمانيا|ألمانيَّة]]، و[[بريطانيا|البريطانيَّة]]، و[[فرنسا|الفرنسيَّة]]، ينتمي غالبيّة السكان من الأصول الإنجليزيَّة إلى الكنيسة الإنجليكانية أمَّا السكان من ذوي الأصول الفرنسية فهم بالغالب من أصول [[هوغونوتيون|هوغونوت]] الذي ساهموا في تطوير الصناعة والتجارة في البلاد.<ref>Ces Francais Qui Ont Fait L'Afrique Du Sud. Translation: The French People Who Made South Africa. [http://www.amazon.fr/dp/2841000869 Bernard Lugan. January 1996.] ISBN 2-84100-086-9 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110629063805/http://www.amazon.fr/dp/2841000869 |date=29 يونيو 2011}}</ref><ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.museum.co.za/genealogy.html|العنوان=Genealogy|الناشر=The Huguenot Memorial Museum|تاريخ الوصول=2009-04-20}}</ref> ويتبع الهولنديين أو ال[[أفريكان]] [[كالفينية|الكنيسة الإصلاحيّة الكالفينية]] ويعتبر الأفريكان من الجماعات المسيحية البيضاء الأكثر تدينًا حيث أنّ 48% منهم [[التردد على الكنائس|مداومين على حضور الأنشطة الدينية]] في الكنائس.<ref>https://www.facebook.com/sharer.php?u=http://www.rapport.co.za/Nuus/Nuus/Jonges-glo-dog-minder-kerk-toe-20140426&title=Jonges%20glo,%20dog%20minder%20kerk%20toe</ref>

=== الكاثوليكية ===
[[ملف:Maronite Church Mulbarton Outside.jpg|200px|thumb|يسار|الكنيسة المارونية في [[جوهانسبرغ]].]]
الكنيسة الكاثوليكية الجنوب أفريقيَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة في جنوب أفريقيا. وفقاً لتعداد السكان عام [[2001]] حوالي 7.1% من السكان أي حوالي 4.3 هم من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، وذلك بالمقارنة مع حوالي 6% أو 3.3 مليون كاثوليكي في عام [[1996]].<ref>GCatholic.org</ref> ويتوزع كاثوليك البلاد على ستة وعشرين أبرشية، بالإضافة إلى نيابة رسولية. حوالي 2.7 مليون كاثوليكي هم من مختلف المجموعات العرقية الأفريقية السوداء مثل ال[[زولو]] و[[كوسيون]]. ويبلغ عدد الكاثوليك الجنوب أفريقيين من [[ملونون|الملونين]] والبيض حوالي 300,000.<ref>[http://mysite.mweb.co.za/residents/bfnarch/Catholics%20in%20RSA.htm Catholics in RSA] 1996 census statistics posted on the website of the Archdiocese of Bloemfontein.</ref> معظم الكاثوليك البيض من الناطقين [[لغة إنجليزية|باللغة الإنجليزية]]، ومعظمهم ينحدرون من المهاجرين الأيرلنديين. كما وتضم البلاد عدداً من المستوطنين البرتغاليين الذين غادروا [[أنغولا]] و[[موزامبيق]] بعد الإستقلال في عقد [[1970]]. بالمقابل فإن نسبة الكاثوليك من بين البيض [[أفريقان|الأفريكان]] وهم في الغالب من أتباع الكنيسة ال[[كالفينية]]، أو الآسيويين الجنوب الأفريقيين هي نسبة صغير للغاية. ويعتنق العديد من [[لبنانيون|اللبنانيين]] في ساحل العاج المسيحيَّة دينأ، خصوصاًَ على مذهب [[الكنيسة المارونية]]،<ref>{{cite web |url=http://maroniteinstitute.org/MARI/JMS/july00/The_Struggle.htm |title=The Struggle Of The Christian Lebanese For Land Ownership In South Africa |work=The Marionite Research Institute |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20150512161002/http://maroniteinstitute.org/MARI/JMS/july00/The_Struggle.htm |archivedate=2015-05-12 |df= }}</ref> يذكر أن معظم أبناء الجالية اللبنانية يعلمون في التجارة ويسيطرون على نسبة هامة من اقتصاد البلاد.

من المحتمل أن يكون دينيس هيرلي، رئيس أساقفة ديربان وعضو اللجنة التحضيرية [[المجمع الفاتيكاني الثاني]]، أبرز رجال الدين الكاثوليك في تاريخ جنوب أفريقيا. وتم تعيينه أسقفًا في سن 31 وكان قائدًا في معارضة وإسقاط [[أبارتايد|نظام الفصل العنصري]]. وعلى خطاه، عارض العديد من كبار المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية في جنوب أفريقيا التمييز العنصري، لكن شكلَّ مجموعة من الكاثوليك البيض المحافظين رابطة الدفاع الكاثوليكية في جنوب إفريقيا لإدانة المشاركة السياسية للكنيسة، وعلى وجه الخصوص ، للتنديد بفتح المدارس لجميع الأعراق.<ref>Country Studies. [http://countrystudies.us/south-africa/53.htm "Religion and apartheid"]. Source: Rita M. Byrnes, ed. ''South Africa: A Country Study''. Washington: GPO for the [[U.S. Library of Congress|Library of Congress]], 1996.</ref>


== مراجع ==
== مراجع ==
{{مراجع}}
{{مراجع|2}}

== انظر أيضاً ==
* [[الإسلام في جنوب أفريقيا]]
{{المسيحية في أفريقيا}}
{{المسيحية في أفريقيا}}
{{دول العالم المسيحي}}
{{دول العالم المسيحي}}

نسخة 02:21، 9 يوليو 2018

كنيسة جروت كيرك الكالفينية في كيب تاون، بنيت في عام 1678 وهي أقدم كنيسة في البلاد.

المسيحية هي الديانة السائدة في جنوب أفريقيا، مع ما يقرب من 80% من السكان أي 44 مليون يعتنقون المسيحية وذلك حسب التعداد السكاني لعام 2001.[1] النصيب الأكبر من السكان يعتنق الكنائس البروتستانتية خصوصاً الكنائس الخمسينية والكنائس الأفريقية، والكنيسة الكاثوليكية والتي لديها عدد كبير من الأتباع.

لعبت الطوائف المسيحية دوراً هاماً في تاريخ البلاد،[2] ويتبع عدد كبير من السكان في جنوب أفريقيا الكنيسة الميثودية والأنجليكانية والإنجيلية، وهي كنائس ساهمت في إسقاط نظام الفصل العنصري وقد لعب العديد من رجال الكنيسة أدورًا هامًا في إسقاط نظام الفصل العنصري، أبرزهم ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 1984 دور هام في إسقاط نظام الفصل العنصري.[3] بالقابل دعمت بعض الطوائف المسيحية بين المجتمعات البيضاء في البلاد نظام الفصل العنصري.[4][5]

أشار استطلاع أجراه معهد غالوب الدولي عام 2012 إلى أن عدد سكان جنوب أفريقيا الذين يعتبرون أنفسهم متدينين كان حوالي 64% من السكان،[6] وأظهر استطلاع ايبسوس موري لعام 2017 أنَّ 88% صرَّح للدين أهميَّة في حياتهم.[7] ووفقًا لمسح القيم العالمي، بين عام 1981 وعام 2001، كانت جنوب إفريقيا واحدة من ثلاث مجتمعات فقط شهدت زيادة في المشاركة الدينية، وكانت رائدة بين هذه المجتمعات مع زيادة في أعداد المترددين على الكنائس بنسبة 13% في تلك الفترة ، لترتفع من 43% من الأشخاص الذين شملهم الإستطلاع إلى 57%.[8]

تاريخ

العصور المبكرة

ملف:Huguenot.jpg
نصب ذكرى عائلات الهوجونت البروتستانت، في كيب الغربية، وكان لأخلاقيتهم العملية أثر هام على الاقتصاد.

وصلت المسيحية إلى جنوب أفريقيا مع المستوطنين الأوروبيين، مع وصول يان فان ريبيك في عام 1652، عندما سمحت له شركة الهند الشرقية الهولندية بتأسيس مكاتب لإعادة تموين الطعام والوقود إلى السفن التي تسافر بين الإمبراطورية الهولندية وجنوب شرق وجنوب آسيا.[9][10] وجاء معه ثلاث سفن من المستوطنين الهولنديين، والذين قاموا بتأسيس مدينة كيب تاون وقاموا ببناء دور العبادة المسيحية، وتم منح الكنيسة المصلحة الهولندية الحقوق الحصريَّة والحماية من قبل المستوطنين الهولنديين أو البوير حتى عام 1806.[9][11] ظهر أيضًا التأثير الكالفيني في جنوب أفريقيا وعلى المجتمع والإقتصاد في البلاد، مع هجرة الهوغونوتيون الذين قدموا من فرنسا، حيث أدت هذه الهجرات إلى إنشاء العديد من الأعمال المصرفيّة والصناعيّة الكبرى.[12]

في يوليو من عام 1737، وصل جورج شميت إلى جنوب أفريقيا للعمل بالتبشير، وأسس أول بعثة بروتستانتية لكنيسة المورافيَّة.[10] وبدأ العمل مع قبيلة خوي خوي، وأنشأ جورج شميدت مستوطنة تبشيرية. وفي عام 1742 قام بتعميد خمسة من العبيد من قبيلة خوي خوي. تسبب هذا في ضجة لأن الكنيسة المصلحة الهولندية في ذلك الوقت آمنت بالرأي القائل بأن المسيحيين المُعمدين يجب أن يكونوا أحرارًا وليسوا عبيدًا. وأجبر الجدل والعداء من قبل المستوطنين الأوروبيين جورج شميدت على مغادرة جنوب إفريقيا وبعد ذلك بعامين في عام 1744، مما أدى إلى وقف جميع النشاطات التبشيريَّة المسيحيَّة لمدة خمسين عامًا تقريبًا.[9][13][14] عاد المبشرين من الكنيسة المورافيَّة إلى جنوب أفريقيا في عام 1792، مع قدوم ثلاثة مبشرين للبلاد.[10] وعلى مدى السنوات الثلاثين التالية، وصل عدد كبير من المبشرين المسيحيين إلى جنوب إفريقيا الموسّعة، والتي كانت في ذلك الوقت مركزًا رئيسيًا للتجارة البحرية بين آسيا والغرب. وجاء هؤلاء المبشرون من إنجلترا واسكتلندا وفرنسا والولايات المتحدة وهولندا.[14] وبدأ المبشرين في ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغات المحليَّة وأصبحت جنوب أفريقيا بوابة لجيش من المبشرين المسيحيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى أفريقيا الجنوبية. وكان هدفهم المعلن هو "التبشير والتثقيف والحضارة".[14][15][16]

العصور الحديثة

الكنيسة الكالفينية في كيب تاون.

أشار روبرت د. ودبيري عالم اجتماع في جامعة بايلور أن للمُبشرين البروتستانت في أفريقيا "كان لهم دور فريد في نشر التعليم الشامل" بسبب الأهمية الدينية لدراسة وقراءة الكتاب المقدس، حيث قام المُبشرين في ترجمة الكتاب المقدس للغات المحليَّة وفي إنشاء المدارس لتعزيز معرفة القراءة والكتابة،[17] ويشير ناثان نان أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد أنَّ التعليم "هو المكافأة الرئيسية قبل المبشرين لجذب الأفارقة للمسيحية". كما وشجع المبشرين البروتستانت على تعليم المرأة ومحو الأمية بين النساء.[18] وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، افتتحت العديد من الطوائف الأوروبية المسيحية بعثات فرعيَّة في جنوب إفريقيا، ووسعت شغفها إلى المتحولين الجدد.[9] وأدَّت الخلافات الداخليَّة إلى انشقاقات بين عام 1850 وعام 1910 والتي أدت إلى تأسيس كنائس أفريقية مستقلة منها كنيسة صهيون المسيحية والكنيسة المعمدانية الناصرية. في أوائل عام 1900فتحت الطوائف الخمسينية المسيحية القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية مكاتبها في جنوب أفريقيا،[9] وبدأت "الكنائس المسيحية الكاريزمية" العمل في جنوب أفريقيا في القرن العشرين.[9] خلق هذا النشاط التاريخي العديد من الطوائف المسيحية حيث وعلى الرغم من أن 80% من سكان جنوب إفريقيا مسيحيون، فإن أكبر طائفة مسيحية تضم حوالي 10% من سكان جنوب إفريقيا.

لعب ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 1984 دور هام في إسقاط نظام الفصل العنصري.

كان نظام الفصل العنصري، فضلاً عن المقاومة له، مسألة سياسية ولاهوتية على حد سواء.[19][16] وكانت قد تطورت نظرية ثقافية ودينية تطورّت بين الأفريكان وجمعت بين عناصر العقيدة الكالفينية البروتستانتية في القرن السابع عشر مع أيديولوجية "شعب الله المختار"؛ مشابهة لتلك التي يتبناها دعاة الأمة اليهودية.[20] وقد جادلت عدد من الدراسات الحديثة أن هذه الأيديولوجية أدّت إلى تريك العظمى وإلى إخضاع الجماعات العرقية الأخرى في جنوب أفريقيا، وبالتالي وضعت حجر الأساس للقومية الأفريكانية الحديثة والفصل العنصري.[21] ودعمت الكنيسة المصلحة الهولندية الفصل العنصري.[4][11]

يذكر أن عموم الطوائف المسيحية ترفض فكرة تفوق أو الفرق بين شعب وغيره؛ حيث تؤمن المسيحية بمفهوم «شعب الله» لكن دون كلمة "المختار" لكونها لم ترد بشكل صريح في الكتاب المقدس. المسيحيّة تعلّم أن شعب الله قد تحوّل مع المسيح إلى جميع البشر ومن كل الأمم دون فرق بين يهودي وغيره. وتعمل الكنيسة، على إدارته من الناحية الروحية وحفظ معتقداته. يقول البابا بندكت السادس عشر: "من شعوب الأرض كافة، يوجد شعب لا يشبه أي شعب آخر، لا يخضع ذاته لأحد غير الله، وعليه أن يكون مثل الملح في الطعام، ومثل الخميرة في العجين".[22] ولعب العديد من رجال الكنيسة أدورًا هامًا في إسقاط نظام الفصل العنصري، أبرزهم ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 1984 دور هام في إسقاط نظام الفصل العنصري.[3] وفي عام 1975 أصبح ديزموند توتو أول عميد أسود للكنيسة الأنجليكانية في جوهانسبيرغ، وطوال سنوات الستينات والسبعينات اشتهر توتو بصوته العالي المناهض للعنصرية، وزادت مجاهرته بأفكاره القوية، بعد أن انتخب رئيسا للأساقفة في كيب تاون عام 1986. وفي مارس من 1988 أعلن رفضه المطلق لأن يعامل الرجل الأسود «كخرقة تمسح بها الحكومة أحذيتها».[23] وأعلن دعوته للعمل من أجل السجناء والفقراء والمقهورين والمعزولين والمحتقرين، حتى أصبح في نهاية 1970 من أبرز الوجوه المسيحية المعارضة لسياسة التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا.

ديموغرافيا

الطوائف المسيحية

البروتستانتية

بعثة جيناندال، وهي أقدم بعثة لكنيسة المورافيَّة في البلاد.

وفقاً لتعداد السكان عام 2001 أكثر من 70% من سكان البلاد من أتباع الكنائس البروتستانتية المختلفة، أكبر المذاهب البروتستانتيَّة هي الكنيسة الخمسينية مع حوالي 8.2% من مجمل السكان، تليها الميثودية مع حوالي 6.8% من السكان، والكنيسة المصلحة الهولندية مع حوالي 6.7% من السكان، والكنيسة الأنجليكانية مع حوالي 3.8% من السكان، ويتبع حوالي 36% من السكان الطوائف البروتستانتية الأخرى. يعود تاريخ البروتستانتية في جنوب أفريقيا إلى وصول الأوروبيين الأوائل إلى رأس الرجاء الصالح في عام 1652. ومنذ ذلك الحين كانت البروتستانتية هي الديانة السائدة للمستوطنين الأوروبيين وأصبحت الديانة السائدة للسكان الأصليين من السود. وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية في جنوب أفريقيا يبلغ حوالي 6,500 شخص.[24]

يتبع عدد كبير من السكان السود في جنوب أفريقيا الكنيسة الميثودية والأنجليكانية والإنجيلية، وتتكون الأقلية البيضاء والتي تدين بالديانة المسيحية (86.8%)[25] من سكان جنوب أفريقيا من عناصر أوروبية هاجرت إلى جنوب أفريقيا أثناء احتلال هذه المنطقة، ومن العناصر البيضاء السكان من ذوي الأصول الهولنديَّة، وألمانيَّة، والبريطانيَّة، والفرنسيَّة، ينتمي غالبيّة السكان من الأصول الإنجليزيَّة إلى الكنيسة الإنجليكانية أمَّا السكان من ذوي الأصول الفرنسية فهم بالغالب من أصول هوغونوت الذي ساهموا في تطوير الصناعة والتجارة في البلاد.[26][27] ويتبع الهولنديين أو الأفريكان الكنيسة الإصلاحيّة الكالفينية ويعتبر الأفريكان من الجماعات المسيحية البيضاء الأكثر تدينًا حيث أنّ 48% منهم مداومين على حضور الأنشطة الدينية في الكنائس.[28]

الكاثوليكية

الكنيسة المارونية في جوهانسبرغ.

الكنيسة الكاثوليكية الجنوب أفريقيَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة في جنوب أفريقيا. وفقاً لتعداد السكان عام 2001 حوالي 7.1% من السكان أي حوالي 4.3 هم من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، وذلك بالمقارنة مع حوالي 6% أو 3.3 مليون كاثوليكي في عام 1996.[29] ويتوزع كاثوليك البلاد على ستة وعشرين أبرشية، بالإضافة إلى نيابة رسولية. حوالي 2.7 مليون كاثوليكي هم من مختلف المجموعات العرقية الأفريقية السوداء مثل الزولو وكوسيون. ويبلغ عدد الكاثوليك الجنوب أفريقيين من الملونين والبيض حوالي 300,000.[30] معظم الكاثوليك البيض من الناطقين باللغة الإنجليزية، ومعظمهم ينحدرون من المهاجرين الأيرلنديين. كما وتضم البلاد عدداً من المستوطنين البرتغاليين الذين غادروا أنغولا وموزامبيق بعد الإستقلال في عقد 1970. بالمقابل فإن نسبة الكاثوليك من بين البيض الأفريكان وهم في الغالب من أتباع الكنيسة الكالفينية، أو الآسيويين الجنوب الأفريقيين هي نسبة صغير للغاية. ويعتنق العديد من اللبنانيين في ساحل العاج المسيحيَّة دينأ، خصوصاًَ على مذهب الكنيسة المارونية،[31] يذكر أن معظم أبناء الجالية اللبنانية يعلمون في التجارة ويسيطرون على نسبة هامة من اقتصاد البلاد.

من المحتمل أن يكون دينيس هيرلي، رئيس أساقفة ديربان وعضو اللجنة التحضيرية المجمع الفاتيكاني الثاني، أبرز رجال الدين الكاثوليك في تاريخ جنوب أفريقيا. وتم تعيينه أسقفًا في سن 31 وكان قائدًا في معارضة وإسقاط نظام الفصل العنصري. وعلى خطاه، عارض العديد من كبار المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية في جنوب أفريقيا التمييز العنصري، لكن شكلَّ مجموعة من الكاثوليك البيض المحافظين رابطة الدفاع الكاثوليكية في جنوب إفريقيا لإدانة المشاركة السياسية للكنيسة، وعلى وجه الخصوص ، للتنديد بفتح المدارس لجميع الأعراق.[32]

مراجع

  1. ^ جنوب أفريقيا (بالإنجليزية) - كتاب حقائق العالم، وكالة الاستخبارات الإمريكية، 9 نيسان 2011. نسخة محفوظة 2018-01-28 في Wayback Machine
  2. ^ Richard Elphick (1997). Christianity in South Africa: A Political, Social, and Cultural History. University of California Press. ص. 11–15. ISBN:978-0-520-20940-4.
  3. ^ ا ب Assafir
  4. ^ ا ب Rita M. Byrnes (1996), Religion and Apartheid, US Library of Congress, Washington
  5. ^ Adrian Hastings؛ Alistair Mason؛ Hugh Pyper (2000). The Oxford Companion to Christian Thought. Oxford University Press. ص. 29. ISBN:978-0-19-860024-4.
  6. ^ "Fewer religious people in SA – survey". news24.com. 10 أغسطس 2012. اطلع عليه بتاريخ 2012-11-02.
  7. ^ "Importance of Religion or Faith". اطلع عليه بتاريخ 2017-05-09.
  8. ^ Norris، Pippa؛ Inglehart، Ronald (2011). Sacred and Secular: Religion and Politics Worldwide. United States of America: Cambridge University Press. ص. 74. ISBN:978-1-107-01128-1.
  9. ^ ا ب ج د ه و Philip Harrison (2004). South Africa's Top Sites: Spiritual. New Africa Books. ص. 11–16. ISBN:978-0-86486-564-9.
  10. ^ ا ب ج Marie-Claude Mosimann-Barbier (2014). From Béarn to Southern Africa or The Amazing Destiny of Eugène Casalis. Cambridge Scholars. ص. 10–12. ISBN:978-1-4438-6081-9.
  11. ^ ا ب Erwin Fahlbusch (2008). The Encyclodedia of Christianity. Wm. B. Eerdmans Publishing. ص. 131–134. ISBN:978-0-8028-2417-2.
  12. ^ Marnef, G. "The towns and the revolt". In: Darby, G. (ed), The Origins and Development of the Dutch Revolt (Londen/New York 2001) 84–106; 85 and 103.
  13. ^ The first missionary arrives at the Cape South African History (2011)
  14. ^ ا ب ج Carol Ann Muller (2004). South African Music: A Century of Traditions in Transformation. ABC-CLIO. ص. 191–192. ISBN:978-1-57607-276-9.
  15. ^ Susan Thorne (1999). Congregational Missions and the Making of an Imperial Culture in Nineteenth-Century England. Stanford University Press. ص. 81–83. ISBN:978-0-8047-6544-2.
  16. ^ ا ب M. Eze (2016). Intellectual History in Contemporary South Africa. Palgrave Macmillan. ص. 54–58. ISBN:978-0-230-10969-8.
  17. ^ الدين والتعليم حول العالم، مرجع سابق، ص.120
  18. ^ الدين والتعليم حول العالم، مركز بيو للأبحاث حول الدين والحياة العامة، ديسمبر 2016 ص.129
  19. ^ Richard Elphick (1997). Christianity in South Africa: A Political, Social, and Cultural History. University of California Press. ص. 383–395. ISBN:978-0-520-20940-4.
  20. ^ Du Toit 1985، صفحة 209.
  21. ^ Williams 1991.
  22. ^ التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية - بالعربية، مجموعة من الأساقفة بموافقة البابا بندكت السادس عشر، مكتب الشبيبة البطريركي، بكركي 2012، ص.79
  23. ^ Sharq Awsat
  24. ^ Johnstone، Patrick؛ Miller، Duane (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". Interdisciplinary Journal of Research on Religion. ج. 11: 16. اطلع عليه بتاريخ 2015-10-28.
  25. ^ "Table: Census 2001 by province, gender, religion recode (derived) and population group". Census 2001. Statistics South Africa. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-02.
  26. ^ Ces Francais Qui Ont Fait L'Afrique Du Sud. Translation: The French People Who Made South Africa. Bernard Lugan. January 1996. ISBN 2-84100-086-9 نسخة محفوظة 2011-06-29 في Wayback Machine
  27. ^ "Genealogy". The Huguenot Memorial Museum. اطلع عليه بتاريخ 2009-04-20.
  28. ^ https://www.facebook.com/sharer.php?u=http://www.rapport.co.za/Nuus/Nuus/Jonges-glo-dog-minder-kerk-toe-20140426&title=Jonges%20glo,%20dog%20minder%20kerk%20toe
  29. ^ GCatholic.org
  30. ^ Catholics in RSA 1996 census statistics posted on the website of the Archdiocese of Bloemfontein.
  31. ^ "The Struggle Of The Christian Lebanese For Land Ownership In South Africa". The Marionite Research Institute. مؤرشف من الأصل في 2015-05-12. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  32. ^ Country Studies. "Religion and apartheid". Source: Rita M. Byrnes, ed. South Africa: A Country Study. Washington: GPO for the Library of Congress, 1996.

انظر أيضاً

قالب:دول العالم المسيحي