عدوى المشاعر

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المشاعر[عدل]

تعريف المصطلح[عدل]

هو تزامن حسي أو شعوري بين بني البشر فالإنسان ينقل الشعور الذي يحمله للأشخاص القريبين منه من حيث البعد الجغرافي. الباحث جرولد شنوولف درس هذه الظاهرة بتعمق وعرّفها كمرحلة يمر بها الفرد أو المجموعة يؤثرون بعلم أو دون علم على مشاعر وسلوكيات شخص آخر مما يجعله يشعر بنفس الشعور.

عدوى المشاعر البدائية[عدل]

الباحثة ب. هيلين هاتفيلد هي عالمة نفس، بدأت ابحاثها في موضوع عدوى المشاعر عندما لاحظت انه في نهاية جلساتها النفسية العلاجية لمرضاها، كانت تشعر نفس المشاعر التي كان المريض يشعر ويعبر عنها. [1]

في أعقاب ذلك، وصفت عملية العدوى الشعورية البدائية كالتقاط العدوى من خلال تقليد تلقائي ودون وعي وبالتالي قسمت هذه العملية إلى مرحلتين: 

1- في المرحلة الأولى، نقلد الشخص الذي نتواصل معه، جسديا (مثال: ابتسامة وجملة "صباح الخير"، نردها بابتسامة وتحية منّا) 2- في المرحلة الثانية، التقليد الجسدي يؤثر على مشاعرنا دون وعي، وبالتالي نشعر نفس الشعور الذي يشعره الشخص الآخر الذي نتواصل معه.

العوامل التي تؤثر على "عدوى المشاعر في المجموعات" هناك العديد من العوامل التي تحدد وتيرة ومدى التقاء وتناغم المشاعر في المجموعة. بعض هذه العوامل هي: ثبات الاندماج الاجتماعي، قواعد وقوانين التعديل الشعوري، الترابط المناسب لإنهاء المهمة والعلاقات الشخصية في داخل المجموعة. الاستعداد للتعبير عن مشاعرنا أو استقبال المشاعر شخص آخر، العوامل الديموغرافية، الحساسية العاطفية، والميول العاطفية. كل العوامل المذكورة اعلاه تؤثر على مدى وشدة العدوى الشعورية بين مختلف أعضاء المجموعة. [2]

أبحاث في موضوع عدوى المشاعر[عدل]

عدوى المشاعر في شبكات التواصل الاجتماعي[عدل]

في عام 2014، أجرى الباحث آدم كرامر إلى جانب باحثين آخرين بحثا موسعا شمل 700,000 متصفح في موقع فيس بوك الذي فحص تأثير سلبية أو ايجابية مشاركات متصفحين آخرين في صفحتهم الرئيسية في الموقع. سؤال البحث كان هل قراءة المشاركات الإيجابية والسلبية تؤدي بالقراء إلى تغيير مشاركاتهم تبعا لنوع المشاركة التي قرأوها. ادعى الباحثون أن الذي يقرأ المشاركات الإيجابية تكون مشاركاته هو إيجابية أيضا والعكس صحيح. أكدت النتائج وجد أن تقليل كمية المشاركات الإيجابية يؤدي إلى زيادة المشاركات السلبية وتقليل المشاركات الإيجابية، والعكس صحيح، عند تقليل كمية المشاركة السلبية تزداد المشاركات الإيجابية وتقل المشاركات السلبية. ليس هذا فحسب، فقد أثبت البحث أيضا، بأن عدم كتابة مشاركات تعبر عن المشاعر والعاطفة تؤذي بالمتصفح إلى عدم مشاركة عواطفه ومشاعره مع الاخرين أيضا. وبالتالي، أثبت البحث أن ظاهرة عدوى المشاعر موجودة أيضا في شبكات التواصل الاجتماعي. [3]

في الصورة أعلاه، تظهر نتائج البحث الذي أجراه أ. كرامر وشركائه في موقع فيسبوك. يظهر في الرسم البياني تأثير تخفيض الكلمات السلبية أو الايجابية في مشاركات متصفحين آخرين على مشاركات المتصفح نفسه.

عدوى المشاعر في المجموعات وعملها: بحث[عدل]

أجرت الباحثة سيچال بار سادي بحث سنة 2002، التي فحصت تأثير عدوى المشاعر المختلفة (إن كانت ايجابية أو سلبية أو مشاعر مُثارة أو خاملة) على المجموعات، عملها والتناغم بينها. نتائج البحث أكدت على أن عضو المجموعة الذي نشر المشاعر الايجابية أثر على مشاعر باقي أعضاء المجموعة ايجابياُ وبالتالي زادت نجاعة ونجاح عمل المجموعة وزاد التناغم والتعاون بين أعضاء المجموعة. من جهة أخرى، المجموعة التي تم نشر المشاعر السلبية فيها انخفضت نسبة التناغم والتعاون بين أعضاء المجموعة وبالتالي انخفضت نجاعة وفعالية عمل المجموعة. من الجدير بالذكر، أن نتائج البحث لم تجد تأثير لشدّة وقوّة المشاعر الايجابية منها أو السلبية [4] أو بكلمات أخرى، خمول أو اثارة المشاعر لم تؤثر على عدوى المشاعر في المجموعات المختلفة – بحسب نموذج ثنائي الابعاد لتصنيف المشاعر للباحث جيمس راسل) .[5]

عدوى المشاعر في عالم الخدمات والشركات الخدماتية[عدل]

لطالما كان العميل (الزبون) أساس عالم الخدمات والشركات الخدماتية، اذ ان هذه الشركات وهذا العالم تأسس اصلا من اجل الزبائن، بدون زبائن لا يوجد عالم خدماتي. وبالتالي، فأن الشركات الخدماتية تبذل قصارى جهدها من أجل ان ترضي زبائنها وتضمن لهم خدمة ممتازة. د. ستيفن دوچلاس بيو، باحث في الدراسات التنظيمية والادارة، أجرى بحث في سنة 2001 عن عدوى المشاعر في العالم الخدماتي. البحث فحص بالأساس تأثير الابتسامة على اللقاء الخدماتي بين الموظف والزبون في إحدى البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية. نتائج البحث أكدت على أهمية إظهار مشاعر إيجابية أمام الزبون; فكلما أظهر الموظف مشاعر إيجابية للزبون خلال تقديم الخدمة\الخدمات، كلّما ارتفع رضى الزبون من اللقاء الخدماتي. 7% من رضى الزبون نفسه، تتعلق بسواء أظهر الموظف ابتسامة أمام الزبون أم لا [6]

عدوى المشاعر وتأثيرها على عملية تنظيم اظهار المشاعر[عدل]

في الصورة أعلاه، نموذج الباحثتين جراندي وجابرييل لعملية تنظيم المشاعر (2015). ا

بنوا الباحثتان اليشا والسون جبرييل نموذج لعملية تنظيم اظهار المشاعر في العمل، في النموذج تم تحديد العوامل المؤثرة على عملية تنظيم اظهار المشاعر عند اعطاء الخدمة. تأثير هذه العوامل يكون على مرحلتين: .[7] في المرحلة الأولى تؤثر:

1.مواصفات الإنسان الشخصية: شخصيته، ذكاءه العاطفي ومحفزاته للعمل.

2.مواصفات البيئة\ الحدث: المناخ العاطفي أو ما يميز تفديم الخدمة للزبون.

في المرحلة الثانية تؤثر:

1.متطلبات العمل في ما يخص اظهار أو اخفاء المشاعر امام الزبائن أو الأشخاص الاخرين المتواجدين في بيئة العمل.

2.اداء المشاعر أي تطبيق متطلبات العمل المذكورة أعلاه.

كل العوامل المذكورة أعلاه تؤثر على تنظيم عملية اظهار المشاعر. كما وأنه على كل مرحلة هناك عوامل قد تؤثر، فعلى المرحلة الأولى تؤثر: درجة الاستقلالية، دعم البيئة المحيطة، المعتقدات الشخصية، الرتبة في العمل وما إلى ذلك. هذا التأثير قد يؤدي إلى لبس في المشاعر ولكن هذا الأمر يتعلق بكمية الموارد المستخدمة في عملية تنظيم اظهار المشاعر، الأمر الذي يؤثر على مستوى رضا الموظف عن عمله وأداءه. أو أنه قد يؤدي إلى ظاهرة عدوى المشاعر التي قد تساعد في عملية تنظيم اظهار المشاعر (هذا يتعلق بالقدرة على السيطرة على المشاعر). عدوى المشاعر تؤثر بصورة ايجابية على عملية تنظيم اظهار المشاعر لدينا، وكلما كانت هذه العملية ملائمة للبيئة، كان مستوى رضا كل من الزبائن والإدارة وحتى العامل نفسه عن نفسه أعلى

المصادر[عدل]

  1. ^ Hatfield, E., Cacioppo, J. T., & Rapson, R.L. (1994). Emotional contagion. Cambridge university press.
  2. ^ Bartel, C.A. and Saavedra, R.(2000) The Collective Construction of Work Group Moods. Administrative Science Quarterly, 45, p.197-231
  3. ^ Kramer, A. D., Guillory, J. E., & Hancock, J. T. (2014). Experimental evidence of massive-scale emotional contagion through social networks. Proceedings of the National Academy of Sciences, 111(24), 8788-8790.
  4. ^ 1. Barsade S.G.(2002). The Ripple Effect: Emotional Contagion and Its Influence on Group Behavior. Administrative Science Quarterly; 47, 644-675
  5. ^ Russell, James (1980). "A circumplex model of affect". Journal of Personality and Social Psychology 39: 1161–1178. doi:10.1037/h0077714.
  6. ^ Pugh, D. (2001). Service With a Smile: Emotional Contagion in the Service Encounter. Academy of Management Journal, 44(5), 1018-1027..
  7. ^ ?Grandey, A. A., & Gabriel, A. S. (2015). Emotional labor at a crossroads: Where do we go from here.