هجوم المحمرة 1837

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هجوم المحمرة 1837
معلومات عامة
التاريخ 1253هـ/1837م
الموقع المحمرة - إيران
النتيجة تدمير المدينة واستباحتها ثلاثة أيام.
المتحاربون
الدولة العثمانية إيالة بغداد بني كعب
القادة
الوزير علي رضا باشا جابر بن مرداو

هجوم المحمرة هو هجوم صاعق جرى سنة 1253هـ/1837م دبره والي بغداد الوزير علي رضا باشا على مدينة المحمرة، ولم يتركها إلا بعد تدميرها بالكامل. وسبب الهجوم غير مؤكد، فقد ذكر حسين خزعل في كتابه تاريخ الكويت السياسي أن الهجوم سببه تنامي المدينة وميناؤها، والخوف من أن تنافس ميناء البصرة القريب منها، لذلك قرر العثمانيون الهجوم عليها وتدميرها.[1] أما الرأي الآخر فقد ذكر بأن المحمرة امتنعت عن دفع الضرائب المقررة، وأبدى حاكمها الاستعداد للزحف على البصرة والاعتداء على بعض أملاكها،[2]

الخلفية[عدل]

شيدت مدينة المحمرة سنة 1229هـ/1812م على يد يوسف بن مرداو شيخ قبيلة البوكاسب من بني كعب (إمارة المحمرة)، وسبب تسميتها بالمحمرة هو زراعتها للأرز الأحمر. فبدأت مرافئها التجارية تأخذ حيزا في المدينة، بسبب اتصال نهر كارون بشط العرب عندها ثم يصب في الخليج.[3] وقد توسعت باطراد خلال فترة قصيرة، فتحولت الی أحد أکبر الموانئ للسفن التجارية والشراعية، حيث تفرغ فيها بعض الأموال التجارية العائدة إلى الكويت وإيران وغيرهما، وظهرت فيها علائم التقدم حيث تمكنت من جذب جزءًا كبيرًا من تجارة البصرة، لاسيما بعد أن ضربتها الكوليرا سنة 1821م، ثم اندلاع النزاع الداخلي بين داود باشا وعلي رضا باشا سنة 1831م مما أصاب البصرة وميناؤها بأضرار كبيرة استفادت منها حتى الكويت. ولكن ذلك لم يرق للدولة العثمانية خوفا من تقليل أهمية ميناء البصرة، وبالذات عندما لم تُظهر المحمرة جليًا تبعيتها، إذ كانت تتنازع ملكيتها كل من الدولة العثمانية والفرس.[4] وكانت كعب في وقت الهجوم منقسمة على نفسها إلى قسمين: قسم في المحمرة وعبادان برئاسة الحاج جابر بن مرداو وتتألف قبائلها من المحيسن والدريس والنصار، والقسم الآخر في الفلاحية برئاسة الشيخ «ثامر بن غضبان» وعشائرها من البوغبيش ومقدم والعساكرة وغيرها. ولم تكن كلمتها مجتمعة حتى تعد للهجوم المفاجئ عدته لردعه.[5]

البداية[عدل]

في سنة 1253هـ/1837م امتنعت المحمرة عن دفع الضرائب لبغداد، وأبدى حكامها استعدادهم للزحف على البصرة والتعدي على أملاكها، خصوصًا بعد أن نالوا زوارق من الشيخ جابر الصباح ووضعوها في نهر بهمشير، وكان ذلك في عهد والي بغداد الوزير علي باشا اللاظ.[6] فخرج علي باشا من بغداد إلى البصرة سنة 1253هـ/1837م بجيش يتكون من الجيوش النظامية ومن الأرناؤوطيين ومن العشائر العربية مثل عشيرة عقيل ورئيسها سلمان وعشيرة طيء ورئيسها فارس وعشيرة زبيد ورئيسها وادي وعشيرة حمير، إلا أنه لم يعلن رسميًا الجهة التي يريد الزحف عليها، فظن البعض أنه يريد عشائر الجنوب المحيطة بالبصرة لتأديبها، حيث كانت كثيرًا ما تحدث القلاقل والاضطرابات وتكدر صفو الأمن.[7]

وعندما شارف علي باشا البصرة التحقت به بعض العشائر النجدية بقيادة ابن مشاري شيخ الزبير، وبعض عشائر المنتفق بقيادة طلال، فعسكرت تلك الجموع في نهر المعقل شمالي البصرة، وأخذت تعد العدة لمهاجمة المحمرة. ولما كان الهجوم على ميناء المحمرة يتطلب قدرًا من السفن فقد كتب علي باشا إلى جابر الصباح أمير الكويت يطلب منه العون اللازم دون أن يشرح له غرض ذلك.[8][9]

الهجوم على المحمرة[عدل]

وعندما استكملت القوات -قيل أن تعدادها 70,000 مقاتل-[6] نصب الوزير جسرًا على شط العرب قريبًا من معسكره، وأمر الجيش بالعبور والتوجه إلى المحمرة، وعندما وصلت القوات إلى نهر الدربند قسمها إلى قسمين، قسم يهاجم المحمرة من البر والقسم الآخر يهاجمها من البحر وهو الذي التحقت به القوة الكويتية.[10]

وفي صباح الإثنين 20 رجب 1253هـ/1837م هوجمت المحمرة من الجهتين، ودام القتال على أشده 3 أيام، وفي يوم الأربعاء 22 رجب تم لعلي باشا الاستيلاء على المحمرة فأمر بدك حصونها وهدم دورها وأباح النهب والسلب لثلاثة أيام. ولم يدر بخلد كعب يومها أن علي باشا سيفاجئهم بمثل تلك القوات ليدمر بها مدينتهم دونما ذنب أو إساءة اقترفوها تدعو لتلك القسوة. فقد كان الدمار ليس اقتصاديًا فحسب بل كان دمارًا في المباني والأسوار. ولما رأى الشيخ ثامر «شيخ بني كعب» قوات علي باشا تقف في مواجهة عاصمته الفلاحية فر إلى الكويت حيث احتمى مؤقتا بالشيخ جابر (وقيل فر إلى هنديان[10])، إلى أن عاد بعد اتفاقه مع علي رضا باشا باعلان تبعيته للبصرة وليس لبوشهر. إلا أن الشيخ جابر بن مرداو لم يرضخ لواقعه بعد أن رأى خراب بلدته المحمرة، فالتجأ إلى بوشهر طالبًا مساعدة الفرس، وعاد إلى المحمرة ليعيد بناؤها.[11][10]

المراجع[عدل]

  1. ^ حسين خلف الشيخ خزعل، (1962). تاريخ الكويت السياسي. بيروت: دار ومكتبة الهلال. ص:107-108
  2. ^ موسوعة تاريخ البصرة، أحمد باش أعيان، دار الحكمة لندن، 2019، الجزء الثاني، ص:528-829
  3. ^ الأحواز، الإقليم العربي المغتصب، صباح الموسوي. ص:173
  4. ^ تاريخ إمارة كعب العربية في القبان والدورق الفلاحية. تحقيق وتعليق: علي نعمة الحلو. ص:86
  5. ^ الحلو. ص:88
  6. أ ب أحمد باش أعيان، ص:528
  7. ^ الحلو. ص:87
  8. ^ خزعل. ص:107
  9. ^ تاريخ الكويت الحديث، أحمد مصطفى أبوحاكمة. ص:225
  10. أ ب ت خزعل. ص:108
  11. ^ أبوحاكمة. ص:225