انتقل إلى المحتوى

كهف رئوي

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كهف رئوي

الكهف الرئوي أو التجويف الرئوي، مساحة غير طبيعية سميكة الجدران ومليئة بالهواء داخل الرئة.[1] قد تحدث الكهوف في الرئة بسبب الالتهابات أو السرطان أو أمراض المناعة الذاتية أو الرض أو العيوب الخلقية[2] أو الانصمام الرئوي.[3] يعد سرطان الرئة السبب الأكثر شيوعًا للكهف الرئوي.[4] تعتبر الالتهابات الجرثومية والمتفطرية والفطرية من الأسباب الشائعة للكهوف الرئوية.[5] على الصعيد العالمي، يُرجح أن مرض السل هو العدوى الأكثر تسببًا بحدوث كهوف الرئة.[6] يمكن أن تسبب العدوى الطفيلية التكهف ولكنها أقل شيوعًا.[5] من النادر أن تؤدي الالتهابات الفيروسية إلى حدوث التكهف.[7] يُبدل مصطلحا كهف وكيس ببعضهما؛ ولكن يكون الكهف سميك الجدران (5 مم على الأقل)، في حين أن الكيس رقيق الجدران (4 مم أو أقل). من المهم التمييز بينهما إذ يُستبعد احتمال الخباثة في الآفات الكيسية، في حين أن آفات التكهف غالبًا ما تكون ناجمة عن السرطان.[3]

يُشخص الكهف الرئوي عبر تصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب للصدر،[2] ما يساعد على استبعاد كيسات الرئة وانتفاخ الرئة والفقاعات وتوسع القصبات الكيسي.[5] بمجرد وضع التشخيص بالتصوير، يمكن استخدام الأعراض الموجودة لدى الشخص لتضييق دائرة التشخيص التفريقي. على سبيل المثال، يشير ظهور الحمى والسعال المنتج إلى حدوث عدوى، في حين يشير السعال المزمن والتعب وفقدان الوزن غير المتعمد إلى الإصابة بالسرطان أو السل.[2] قد تشمل أعراض الكهف الرئوي الناجم عن العدوى الحمى والقشعريرة والسعال.[5] قد تساعد معرفة مدة ظهور الأعراض لدى الشخص أو مدة وجود الكهف في التصوير في تضييق نطاق التشخيص. إذا استمرت الأعراض أو الموجودات التصويرية لمدة تقل عن ثلاثة أشهر، يرجح أن السبب يعود لعدوى حادة؛ أما إذا استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، فمن المرجح أن السبب هو عدوى مزمنة أو سرطان أو مرض مناعي ذاتي.[5]

يرتبط الكهف الرئوي بنتائج أسوأ في سرطان الرئة[7] والسل.[8] لكن، يشير تطور التكهف في سرطان الرئة عقب العلاج الكيميائي والاستئصال الراديوي إلى استجابة جيدة للعلاج.[2]

التعريف الرسمي

[عدل]

عرفت جمعية فلايشنر لعام 2008 «مسرد مصطلحات التصوير الصدري» الكهف شعاعيًا على أنه «مساحة مملوءة بالغاز، تظهر على شكل منطقة شفافة أو منخفضة الكثافة ضمن تكثف رئوي، أو كتلة، أو عقدة». من الناحية المرضية، يتشكل الكهف «عادة عبر لفظ جزء متنخر من الآفة أو نزحه عبر الشجرة القصبية».[9]

مشابهات الكهف الرئوي

[عدل]

تتمثل الخطوة الأولى في تقييم آفة مشتبهة بالكهف الرئوي في استبعاد الأنواع الأخرى من الفراغات غير الطبيعية المليئة بالهواء في الرئة، بما في ذلك كيسات الرئة وانتفاخ الرئة والفقاعات وتوسع القصبات الكيسي.[5] تعد كيسات الرئة أكثر مشابهات الكهوف الرئوية شيوعًا.[2] تتشابه الكهوف والكيسات في كون كليهما مساحات غير طبيعية تحتوي على الهواء مع جدران واضحة الحدود.[3] يتجلى الفرق بين الكهوف والكيسات في سماكة الجدران، إذ إن الكهوف سميكة الجدران على عكس الكيسات التي تكون رقيقة الجدران.[3] تتميز الكهوف عمومًا بجدران لا تقل سماكتها عن 5 مم، في حين تقدر سماكة جدران الكيسات بنحو 4 مم أو أقل،[3] وغالبًا ما تكون أقل من 2 مم.[2]

يعد التمييز بين الكيسات والكهوف أمرًا مهمًا، فكلما زادت سماكة الجدار، زاد التوجه نحو احتمال السرطان. بالتالي، من غير المرجح أن تكون الآفات الكيسية سرطانية، في حين أن الآفات التكهفية غالبًا ما تكون ناجمة عن السرطان.[3] في دراسة من عام 1980، استُخدمت الأشعة السينية للصدر لتقييم 65 حالة من الكهوف الرئوية المعزولة، تبين أن 0% من الكهوف ذات سماكة الجدران 1 مم أو أقل كانت خبيثة (أي سرطانية)، في حين شكلت نسبة الخباثة 8% في الكهوف ذات الجدران 4 مم أو أقل، و49% في الكهوف ذات الجدران من 5 إلى 15 مم، و95% في الكهوف ذات الجدران 15 مم أو أكثر.[3] لكن، أظهرت دراسة أجريت عام 2007 واستخدمت التصوير المقطعي المحوسب لتقييم كهوف الرئة عدم وجود علاقة بين سماكة الجدار واحتمال الإصابة بورم خبيث.[5] أظهرت الدراسة أن الكهوف الخبيثة تتميز عن الكهوف الحميدة أغلب الأحيان بوجود جدار داخلي غير منتظم (49% مقابل 26%)، وبكون الجدار الخارجي للكهف متعرجًا (54% مقابل 29%).[5]

تعتبر مناطق انتفاخ الرئة مساحات غير طبيعية مملوءة بالهواء لا تتمتع بجدران واضحة عادةً،[5] وتكون الفقاعات رقيقة الجدران (أقل من 1 مم).[2] يعد توسع القصبات الكيسي توسعًا قصبيًا غير عكوس، أي توسعًا دائمًا في القصيبات (الممرات الهوائية الصغيرة) في الرئة.[2] يمكن تمييزه في التصوير عبر ملاحظة غياب استدقاق الشعب الهوائية، ما يعني أن القصيبات لا تتضيق كلما تعمقت داخل الرئة. يرتبط توسع القصبات الكيسي أيضًا بزيادة النسبة القصبية الشريانية، أي أن القصيبات تصبح أكبر من الأوعية الدموية التي تجري بمحاذاتها.[5]

مراجع

[عدل]
  1. ^ Bell, Daniel, Gaillard, Frank. "Pulmonary cavities". Radiopedia. مؤرشف من الأصل في 2021-04-16. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-12.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  2. ^ ا ب ج د ه و ز ح Canan A، Batra K، Saboo S، Landay M، Kandathil A (15 سبتمبر 2020). "Radiological approach to cavitary lung lesions". Postgraduate Medical Journal: 1–11. DOI:10.1136/postgradmedj-2020-138694. PMID:32934178.
  3. ^ ا ب ج د ه و ز Ryu J، Swensen S (يونيو 2003). "Cystic and Cavitary Lung Diseases: Focal and Diffuse". Mayo Clinic Proceedings. ج. 78 ع. 6: 744–752. DOI:10.4065/78.6.744. PMID:12934786.
  4. ^ Parkar AP، Kandiah P (19 نوفمبر 2016). "Differential Diagnosis of Cavitary Lung Lesions". Journal of the Belgian Society of Radiology. ج. 19 ع. 100: 1–8. DOI:10.5334/jbr-btr.1202. PMID:30151493.
  5. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي Gafoor K، Patel S، Girvin F، Gupta N، Naidich D، Machnicki S، Brown KK، Mehta A، Husta B، Ryu JH، Sarosi GA، Franquet T، Verschakelen J، Johkoh T، Travis W، Raoof S (يونيو 2018). "Cavitary Lung Diseases: A Clinical-Radiologic Algorithmic Approach". Chest. ج. 153 ع. 6: 1443–1465. DOI:10.1016/j.chest.2018.02.026. PMID:29518379.
  6. ^ Holt MR، Chan ED (سبتمبر 2018). "Chronic Cavitary Infections Other than Tuberculosis: Clinical Aspects". Journal of Thoracic Imaging. ج. 33 ع. 5: 322–333. DOI:10.1097/RTI.0000000000000345. PMID:30036298.
  7. ^ ا ب Gadkowski، L. Beth؛ Stout، Jason E. (9 أبريل 2008). "Cavitary pulmonary disease". Clinical Microbiology Reviews. ج. 21 ع. 2: 305–333. DOI:10.1128/CMR.00060-07. PMC:2292573. PMID:18400799.
  8. ^ Urbanowski ME، Ordonez AA، Ruiz-Bedoya CA، Jain SK، Bishai WR (يونيو 2020). "Cavitary tuberculosis: the gateway of disease transmission". The Lancet Infectious Diseases. ج. 20 ع. 6: e117–e128. DOI:10.1016/S1473-3099(20)30148-1. PMC:7357333. PMID:32482293.
  9. ^ Hansell DM، Bankier AA، MacMahon H، McLoud TC، Müller NL، Remy J (مارس 2008). "Fleischner Society: glossary of terms for thoracic imaging". Radiology. ج. 246 ع. 3: 697–722. DOI:10.1148/radiol.2462070712. PMID:18195376.