باراسيتامول: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 98: سطر 98:
عند مقارنة الباراسيتامول بمضادات الالتهاب اللا ستيرودية الأخرى، تُظهر الدراسات نتائج متناقضة. فقد وجدت دراسة معتمدة على تجربة عشوائية لعلاج ألم [[خشونة المفاصل]] المزمن في البالغين أن الباراسيتمول له نفس فائدة وتأثير [[آيبوبروفين|الإيبوبروفين]].<ref name="pmid2052056">{{cite journal |author=Bradley JD, Brandt KD, Katz BP, Kalasinski LA, Ryan SI |title=Comparison of an antiinflammatory dose of ibuprofen, an analgesic dose of ibuprofen, and acetaminophen in the treatment of patients with osteoarthritis of the knee |journal=N. Engl. J. Med. |volume=325 |issue=2 |pages=87–91 |year=1991 |pmid=2052056 |doi=}}</ref> وعلى الرغم من ذلك فأن تجربة عشوائية أخرى لعلاج ألم العظام في الأطفال وجدت أن جرعة الإيبوبروفين القياسية الموجودة في [[أدوية فوق الطاولة|المنتجات فوق الطاولة]] (400 مغم) تعطى تسكين أعلى للألم من جرعة الباراسيتامول القياسية (1000 مغم).<ref name="pmid17332198">{{cite journal |author=Clark E, Plint AC, Correll R, Gaboury I, Passi B |title=A randomized, controlled trial of acetaminophen, ibuprofen, and codeine for acute pain relief in children with musculoskeletal trauma |journal=Pediatrics |volume=119 |issue=3 |pages=460–7 |year=2007 |pmid=17332198 |doi=10.1542/peds.2006-1347}}</ref>
عند مقارنة الباراسيتامول بمضادات الالتهاب اللا ستيرودية الأخرى، تُظهر الدراسات نتائج متناقضة. فقد وجدت دراسة معتمدة على تجربة عشوائية لعلاج ألم [[خشونة المفاصل]] المزمن في البالغين أن الباراسيتمول له نفس فائدة وتأثير [[آيبوبروفين|الإيبوبروفين]].<ref name="pmid2052056">{{cite journal |author=Bradley JD, Brandt KD, Katz BP, Kalasinski LA, Ryan SI |title=Comparison of an antiinflammatory dose of ibuprofen, an analgesic dose of ibuprofen, and acetaminophen in the treatment of patients with osteoarthritis of the knee |journal=N. Engl. J. Med. |volume=325 |issue=2 |pages=87–91 |year=1991 |pmid=2052056 |doi=}}</ref> وعلى الرغم من ذلك فأن تجربة عشوائية أخرى لعلاج ألم العظام في الأطفال وجدت أن جرعة الإيبوبروفين القياسية الموجودة في [[أدوية فوق الطاولة|المنتجات فوق الطاولة]] (400 مغم) تعطى تسكين أعلى للألم من جرعة الباراسيتامول القياسية (1000 مغم).<ref name="pmid17332198">{{cite journal |author=Clark E, Plint AC, Correll R, Gaboury I, Passi B |title=A randomized, controlled trial of acetaminophen, ibuprofen, and codeine for acute pain relief in children with musculoskeletal trauma |journal=Pediatrics |volume=119 |issue=3 |pages=460–7 |year=2007 |pmid=17332198 |doi=10.1542/peds.2006-1347}}</ref>


== الآثار الجانبية ==
=== الآثار الجانبية ===
من النادر ظهور أعراض جانبية عند تناول الباراسيتامول بجرعات صحيحة، و لكن قد يحدث أن يصاب الشخص بحكة جلدية،أو اضطراب في الدم،كما سجلت حالات من التهاب ال[[بنكرياس]] في الأشخاص الذين داوموا على استعماله لفترات طويلة. إلا أن من حسناته على المسكنات الأخرى أنه لا يسبب تهيج ال[[معدة]] أو نزفها.


عند تناول الباراسيتامول بالجرعات الموصي بها فأنه لا يهيج جدار [[معدة|المعدة]] أو يؤثر على [[جلطة دموية|تجلط الدم]] كما تفعل مضادات الالتهاب اللاستيرودية الأخرى أو حتى يؤثر على وظائف [[كلية|الكلية]]. ولكن أظهرت بعض الدراسات أن الجرعة العالية (أكثر من 2,000 مغم في اليوم) يمكنها أن تزيد من احتمالية التعرض لمضاعفات في [[جهاز هضمي|الجهاز الهضمي]] العلوي.<ref>{{cite journal | author= García Rodríguez LA, Hernández-Díaz S | title = The risk of upper gastrointestinal complications associated with nonsteroidal anti-inflammatory drugs, glucocorticoids, acetaminophen, and combinations of these agents | journal = Arthritis Research and Therapy | date = [[December 15]], [[2000]] | doi = 10.1186/ar146 | accessdate = 2006-12-29 | pmid= 11178116 | volume = 3 | pages = 98}}</ref>

والباراسيتامول آمن أثناء [[حمل|الحمل]]، ولا يؤثر على غلق القناة الشريانية الجنينة كما تفعل مضادات الالتهاب اللاستيرودية. وبالتناقض مع [[أسبرين|الأسبرين]]، فإن الباراسيتامول آمن للأطفال لأنه لا يسبب [[متلازمة راي]] في الأطفال المصابين [[مرض|بأمراض]] [[فيروس|فيروسية]].

وبالتماثل مع مضادات الالتهاب اللاستيرودية وبالتناقض مع المسكنات [[أفيون|الأفيونية]]، فأن الباراسيتامول لايسبب غبطة (يوفوريا) أو يغير المزاج بأي شكل من الأشكال. وبينما يمكن للباراسيتامول ومضادات الالتهاب اللاستيرودية أن تضر [[كبد|الكبد]]، إلا أن لها احتمالية ضعيفة في أن تسبب [[إدمان]]، إعتماد حيوي، تحمل أو أعراض إنسحاب.

يمكن للباراسيتامول، خصوصاُ بالإشتراك مع الأفيونات الضعيفة، أن يسبب [[صداع]] مرتد أكثر من مضادات الالتهاب اللاستيرودية (صداع بسبب كثرة استخدام الدواء) على الرغم من ذلك فإن هذه الإحتمالية أقل بالمقارنة مع الإرغوتامين أو التريبتانات التي تستخدم لعلاج [[صداع نصفي|الشقيقة]].<ref>{{cite journal | author=Colás Chacartegui R, Temprano González R, Gómez Arruza C, Muñoz Cacho P, Pascual Gómez J | title=[Abuse pattern of analgesics in chronic daily headache: a study in the general population] | journal=Rev Clin Esp | volume=205 | issue=12 | pages=583–87 | year=2005 | pmid= 16527179}}</ref>

وفي عام [[2008]]، قدمت دراسة حالة أولية معتمدة على بحث أولي الدليل على أن تعاطي الباراسيتامول بعد [[تطعيم]] ([[حصبة|الحصبة]]، [[نكاف|النكاف]] والحصبة الألمانية) مرتبط بظهور [[توحد|التوحد]] في الأطفال من 1-5 سنوات. ويبدو أن هذا يظهر فقط في [[طفل|الأطفال]] الذين يظهرون إرتداد يصاحبه عواقب ما بعد التطعيم مثل [[حمى]]. ولم يظهر هذا التأثير مع [[مسكن ألم|مسكنات الألم]] الأخرى مثل [[آيبوبروفين|الإيبوبروفين]]. ولم يتم تأكيد هذه الدراسة من مصدر مستقل.<ref>{{cite journal |journal=Autism |date=2008 |volume=12 |issue=3 |pages=293–307 |title= Acetaminophen (paracetamol) use, measles-mumps-rubella vaccination, and autistic disorder: the results of a parent survey |author= Schultz ST, Klonoff-Cohen HS, Wingard DL, Akshoomoff NA, Macera CA, Ji M |doi=10.1177/1362361307089518 |pmid=18445737}}</ref>


== المراجع ==
== المراجع ==

نسخة 22:14، 12 سبتمبر 2008

قالب:عقار الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين هو مسكن ومخفض للحرارة واسع الاستخدام. مُستخلص من القطران، وهو المُستقلب النشط للفيناسيتين، وعلى عكس الفيناسيتين فأن الباراسيتامول لم يًظهر أنه مسرطن بأي شكل من الأشكال. الباراسيتامول يُتحمل جيداً، وليس له العديد من الأعراض الجانبية للأسبرين، وهو متاح فوق الطاولة. وهو يُستخدم عموماً لعلاج الحمى، الصداع، والآم والأوجاع الخفيفة. يكون الباراسيتامول مفيداً أيضاً في التعامل مع الآم الشديدة الأخرى بالاشتراك مع مضادات الالتهاب غير الستيرودية أو مع مسكنات افيونية[1]. ويدخل الباراسيتامول كمكون أساسي في العديد من وصفات البرد والإنفلونزا. وعلى الرغم من أنه آمن للبشر في حدود الجرعات المُوصى بها، إلا أن الجرعات الزائدة يحتمل أن تسبب تسمم كبدي؛ والسبب الأول للفشل الكبدي في الغرب هو تسمم بالباراسيتامول، وهو وراء معظم حالات زيادة الجرعة في الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، أستراليا ونيوزيلاند.[2][3][4][5] ويزيد خطره بتناول المشروبات الكحولية.

وأُبتدعت كلمتي أسيتامينوفين وباراسيتامول من الأسماء الكيميائية للمركب : بارا-أسيتـيل امينوفين وباراسيتـيل أمـينوفينـول. وفي بعض السياقات، يمكن اختصاره لـ أباف من ن-أستيل-بـارا-أمينوفـينول.

التاريخ

عُرفت المواد المخفضة للحرارة في العصور الوسطى والقديمة بأنها مركبات موجودة في القشور البيضاء لأشجار الصفصاف (عائلة من الكيماويات اسمها ساليسينات، أدت فيما بعد إلى تطور وظهور الأسبرين)، ومركبات محتواه داخل قشر الكينا.[6] واستخدم جذع الكينا في إنتاج الكينين لعلاج الملاريا. وللكينين ذات نفسه صفات مخفضة للحرارة. وأخذت جهود تكرير وعزل الساليسين وحمض السالسيلك سنوات عديدة أمتدت من منتصف إلى أخر القرن التاسع عشر، وأتمها فيليكس هوفمان (بالألمانية:Felix Hoffmann) الكيميائي التابع لمعامل باير الشهيرة في ألمانيا (وقد فعلها من قبله بأربعين عام الكيميائي الفرنسي شارل فريدريك جيرهارد (بالفرنسية:Charles Frédéric Gerhardt)، ولكنه أهمل هذا العمل لأنه أعتقد حينها أن فصل هذه المواد غير عملي).[7]

وعندما ندرت أشجار الكينا في ثمانينات القرن التاسع عشر، بدأ البحث عن بدائل. وقد ظهر بديلان مخفضان للحرارة في ثمانينات نفس القرن: الأسيتانيليد في عام 1886 و الفيناسيتين عام 1887. وفي عام 1878، قام هارمون نورثروب مورسه (بالألمانية:Harmon Northrop Morse) لأول مرة بتخليق الباراسيتامول عن طريق اختزال البارا-نيتروفينول مع القصدير في حمض الخليك الثلجي.[8] وعلى الرغم من ذلك فلم يُستخدم الباراسيتامول في العلاج الطبي حتى عام 1893. وفي هذا العام، أُكتشف الباراسيتامول في بول الأفراد الذين تعاطوا الفيناسيتين، فقام الكيميائيون بتركيزه إلى مركب أبيض ومتبلر ذي طعم مر. وفي عام 1899، وُجد أن الباراسيتامول هو مُستقلب من الأسيتانيليد. وقد تم تجاهل هذا الاكتشاف وقتها.

وفي عام 1946، أُعطي معهد دراسات المسكنات والأدوية المهدئة منحة من السلطات الصحية بمدينة نيويورك لدراسة المشاكل المرتبطة باستخدام المسكنات. وقد عين كلا من بيرنارد برودي (بالإنجليزية:Bernard Brodie) و جوليوس أكسلرود (بالإنجليزية:Julius Axelrod) للتحري عن سبب ظهور متلازمة عوز الميتهيموغلوبين، وهي حالة تؤدي إلى نقص قدرة الدم على حمل الأكسجين ويمكن أن تؤدي للوفاة. وفي عام 1948، ربط برودي وأكسلرود بين استخدام الأسيتانيليد ومتلازمة عوز الميتهيموغلوبين وأكدا أن التأثير المسكن للأسيتانيليد يرجع إلى مُستقلبه النشط الباراسيتامول. وقد دافعوا عن استخدام الباراستامول طالما أنه لايمتلك التأثيرات الضارة للأسيتانيليد.[9]

وقد طرحت شركة معامل ماكنيل (بالإنجليزية:McNeil Laboratories) الدواء لأول مرة في الأسواق عام 1955 كمعالج للحمى والألم للأطفال، تحت الاسم التجاري إكسير تايلينول للأطفال.[10]

وفي عام 1956، طرح فريدريك ستيرنز وشركاه (بالإنجليزية:Frederick Stearns & Co) أقراص الباراسيتامول 500 مغم في أسواق المملكة المتحدة تحت الاسم التجاري بندول. وكان البندول يُصرف فقط بأمر الطبيب لتسكين الألم والحمى. وكانت دعايته "لطيف على المعدة" لأن باقي المسكنات الأخرى كانت تحتوي على الأسبرين وقتها وهو مهيج معوي. وفي يونيو 1958، تم طرح إكسير بندول للأطفال.

وفي عام 1963، تم إضافة الباراسيتامول إلى دستور الأدوية البريطاني، وأكتسب شعبية حينها كمسكن قليل الأعراض الجانبية وقليل التفاعل مع الأدوية الأخرى.

وقد انتهت صلاحية براءة اختراع الباراسيتامول في الولايات المتحدة منذ زمن طويل، ويُسمح بإنتاجه في الدول الأخرى بأسماء عامة مختلفة.

كيمياء

التركيب والتفاعلية

تمثيل عصوي ثلاثي البعاد لجزئ الباراسيتامول الذي يتكون من حلقة بنزين مستبدلة بمجموعة هيدروكسيل ومجموعة أميد في الوضع بارا.

يتكون الباراسيتامول اساساً من حلقة بنزين، أستبدلت بمجموعة هيدروكسيل وذرة نيتروجين مجموعة أميد (الأسيتاميد) في الموقعين بارا (1،4). وهو نظام مترافق بشكل كبير إذ أن زوج الإلكترونات الوحيد على أكسجين مجموعة الهيدروكسيل، سحابة الإلكترونات على حلقة البنزين، زوج إلكترونات النيتروجين الوحيد، والمدار الذري ب على ذرة كربون مجموعة الكربونيل و الزوج الوحيد على أكسجين مجموعة الكربونيل كلهم مترافقون. ويزيد تواجد مجموعتان محفزتان أيضاً من قابلية حلقة البنزين للاستبدال الحلقي المحب للإلكترونات. وبما أن كلا المستبدلين على الحلقة البنزنية يقومان بالتوجيه لمواقع أرثو و بارا وكانا في وضعية بارا بالنسبة لبعضهما البعض فإن جميع المواقع على الحلقة تكون مفعلة كيميائياً بشكل متساو. ويقلل الترافق من قاعدية ذرات الأكسجين والنيتروجين بصورة كبيرة، بينما يزيد من حامضية مجموعة الهيدروكسيل عبر نقل الشحنة التي تظهر على الدالف (الأنيون) السالب فينوكسيد.

التخليق

تخليق الباراسيتامول، تفاعل البارا أمينوفينول مع حمض الخليك اللامائي

يمكن تخليق الباراسيتامول من الفينول بالطريقة الآتية :

1- نيترة الفينول باستخدام حمض الكبريتيك ونترات الصوديوم (ولأن الفينول نشط جداً، فإن عملية نيترته تتطلب ظروف خفيفة جداً بالمقارنة مع البنزين الذي يتطلب حمض نيتريك ساخن).

2- يتم فصل المتماكب بارا من المتماكب أرثو بالتقطير التجزيئي (سيكون هناك القليل من متماكبات ميتا، لأن الهيدروكسيل يوجه الاستبدال للموقعين أرثو وبارا).

3- يُختزل 4-نيتروفينول إلى 4-أمينوفينول باستخدام عامل مختزل مثل بوروهيدرد الصوديوم في وسط قاعدي.

4- يتفاعل الـ 4-أمينوفينول مع حمض خليك لامائي ليعطي الباراسيتامول.

لاحظ أن تخليق الباراسيتامول لايمر بالمراحل الصعبة والعويصة التي تمر بها تقريباً كل الأدوية الأخرى: فعدم وجود مراكز فراغية يعندي عدم الحاجة لتصميم نظام تخليق إختياري لمركز فراغي معين. ولذلك يسهل صناعة الباراسيتامول.

آلية عمل الباراسيتامول

لاتزال الآلية التي يقلل بها الباراسيتامول الحمى والألم مثار الكثير من النقاش.[11] وسبب هذا الجدل يرجع بصورة كبيرة إلى تشابه كلاً من الباراسيتامول والأسبرين في منع إنتاج المركبات الكيماوية البروستاغلاندية المسببة للإلتهاب. ولكن على عكس الأسبرين فأن الباراسيتامول لايمتلك الكثير من الصفات المضادة للإلتهاب. وكذلك فأن الباراسيتامول - على عكس الأسبرين أيضاً - لايقوم بمنع المركبات الثرومبوكسانية التي تسبب تجلط الدم. ومن المعروف أن الأسبرين يقوم بمنع عائلة إنزيمات السيكلوأكسجيناز (كوكس) وبسبب التشابه الجزئي بين تأثير الأسبرين وتأثير الباراسيتامول، فقد ركز الباحثون على تحري إذا كان الباراسيتامول يقوم بمنع عائلة السيكلوأكسجيناز أيضاً. وأقترح العلماء طريقتين يعمل بهما الباراسيتامول ولكن لايوجد تأكيد على صحتهما حتى الآن.[12][13][14][15]

وعائلة إنزيمات الكوكس هي المسئولة عن أيض حمض الأراكيدونيك إلى بروستاغلاندين هـ2، وهو جزئ غير ثابت ولذلك يتحول إلى العديد من المركبات الأخرى المسببة للالتهاب. وتقوم مضادات الالتهاب التقليدية - مثل مضادات الالتهاب اللا ستيرودية - بغلق هذه الخطوة. وتعتمد فاعلية إنزيم الكوكس على وجوده في الحالة المتأكسدة ليقوم بنشاطه المتخصص في أيض حمض الأراكيدونيك.[16][17] وقد تبين أن الباراسيتامول يختزل إنزيم الكوكس المتأكسد ليمنعه من تكوين الكيماويات المسببة للالتهاب.[13][18]

وقد أظهرت دراسة أن الباراسيتامول يعمل على الجهاز الكانابينويدي الداخلي.[19] فالباراسيتامول يُستقلب إلى ن-أراكيدونويل فينول أمين (AM404)، وهو مركب له العديد من التأثيرات؛ أكثرها أهمية أنه يمنع الخلايا العصبية من امتصاص الأنانداميد الكانابينويدي/الفانيلويدي الداخلي. فامتصاص الأنانداميد يمكن أن ينتج عنه تفعيل مستقبل الألم الرئيسي في الجسم وهو المستقبل الفانيلويدي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الـ ن-أراكيدونويل فينول أمين يغلق قنوات الصوديوم بطريقة مماثلة لطريقة المخدرين ليدوكائين وبروكائين.[20] ولكن لم يُثبت حتى الأن أن هاتين الآليتين السابقتين يمكنهما تسكين الألم، ولايزالا من الآليات المحتملة لعمل الباراسيتامول. على الرغم ذلك فعند غلق مستقبلات الكانابينويد فأن الباراسيتامول يفقد مفعوله المسكن للألم، وهذا يرجح فرضية أن الباراسيتامول يعمل فعلاً على الجهاز الكانابينويدي الداخلي لتسكين الألم.[21]

وتقترح أحدى النظريات أن الباراسيتامول يعمل عن طريق منع الكوكس-3 وهو (أيزوفورم) من عائلة إنزيمات السيكلوأكسجيناز. ولدى هذا الإنزيم - عند إفرازه في الكلاب - تشابه قوي مع إنزيمات الكوكس الأخرى، ويقوم بإنتاج الكيماويات المسببة للالتهاب. ويقوم الباراسيتامول بمنعه إنتقاءياً.[22] ولكن بعض الأبحاث تقول أن إنزيم الكوكس-3 لا يسبب الالتهابات في البشر والفئران[12]. ويُحتمل أيضاً أن الباراسيتامول يغلق مفعول السيكلوأكسجيناز بنفس طريقة الأسبرين ولكن في منطقة الالتهاب توجد البيروكسيدات الذي تمنع التأثير المأكسد للباراسيتامول. وهذا يعني أن هذه الاحتمالية غير صحيحة وأن الباراسيتامول لايعمل في منطقة الالتهاب ولكنه يعمل على الجهاز العصبي المركزي حيث لاتوجد عوامل مؤكسدة.[22] ولاتزال الآلية التي يؤثر بها الباراسيتامول على الكوكس-3 محل جدل بين الباحثين.

حركية الدواء

الطرق المختلفة لطرح الباراسيتامول، في الأعلي إلى اليسار الطريق الأساسي للترافق مع حمض الغلوكورونيك وإلى اليمين الترافق مع الكبريتات. وفي الأسفل إلى اليسار الطريق المؤدي إلى النبقي المسئول عن التسمم، وفي الأسفل على اليمين المركب الهامشي 3-هيدروكسي باراسيتامول.

يُمتص الباراسيتامول بصورة سريعة وكاملة عند تعاطيه بالفم: ويصل إلى أعلى مستوياته في البلازما خلال 15 دقيقة (الأقراص الفوارة) وخلال 30-60 دقيقة (الأقراص أو المسحوق). وينتشر الباراسيتامول سريعاً في جميع أنسجة الجسم.

يُستقلب الباراسيتامول بصورة أساسية في الكبد، حيث تتضمن مستقلباته الأساسية مترافقات الكبريتات والغلوكورونيد الخاملة التي تُطرح كلوياً. ولكن تبقى كمية صغيرة نسبياً تستقلب بنظام السيتوكروم ب450 الكبدي وينتج المستقلب الهامشي (ن-أسيتيل-بارا-بنزو-كينون إمين، ويُختصر نبقي NAPQI) المسئول عن التأثيرات السامة للباراسيتامول. ويقوم الحمض الأميني جلوتاثيون باختزال النبقي ثم يخرج في البول بعد ترافقه مع السيستايين وحمض المركابتوبوريك.

ويُطرح الباراسيتامول بصورة أساسية في البول : تُطرح 90% من الجرعة عن طريق الكلية خلال 24 ساعة، في صورة مترافق غلوكورونيد بصورة أساسية (60-80%) و مترافق كبريتات (20-30%) وأقل من 5% في صورة باراسيتامول. وعمر النصف الحيوي ساعتان تقريباً.

المقارنة مع مضادات الالتهاب اللاستيرودية

على عكس المسكنات الشائعة الأخرى مثل الأسبرين والإيبوبروفين، فأن الباراسيتامول لديه نشاط مضاد للالتهاب ضئيل نسبياً، ولذلك لا يُعتبر مضاد التهاب لا ستيرودي.

الكفاءة

عند مقارنة الباراسيتامول بمضادات الالتهاب اللا ستيرودية الأخرى، تُظهر الدراسات نتائج متناقضة. فقد وجدت دراسة معتمدة على تجربة عشوائية لعلاج ألم خشونة المفاصل المزمن في البالغين أن الباراسيتمول له نفس فائدة وتأثير الإيبوبروفين.[23] وعلى الرغم من ذلك فأن تجربة عشوائية أخرى لعلاج ألم العظام في الأطفال وجدت أن جرعة الإيبوبروفين القياسية الموجودة في المنتجات فوق الطاولة (400 مغم) تعطى تسكين أعلى للألم من جرعة الباراسيتامول القياسية (1000 مغم).[24]

الآثار الجانبية

عند تناول الباراسيتامول بالجرعات الموصي بها فأنه لا يهيج جدار المعدة أو يؤثر على تجلط الدم كما تفعل مضادات الالتهاب اللاستيرودية الأخرى أو حتى يؤثر على وظائف الكلية. ولكن أظهرت بعض الدراسات أن الجرعة العالية (أكثر من 2,000 مغم في اليوم) يمكنها أن تزيد من احتمالية التعرض لمضاعفات في الجهاز الهضمي العلوي.[25]

والباراسيتامول آمن أثناء الحمل، ولا يؤثر على غلق القناة الشريانية الجنينة كما تفعل مضادات الالتهاب اللاستيرودية. وبالتناقض مع الأسبرين، فإن الباراسيتامول آمن للأطفال لأنه لا يسبب متلازمة راي في الأطفال المصابين بأمراض فيروسية.

وبالتماثل مع مضادات الالتهاب اللاستيرودية وبالتناقض مع المسكنات الأفيونية، فأن الباراسيتامول لايسبب غبطة (يوفوريا) أو يغير المزاج بأي شكل من الأشكال. وبينما يمكن للباراسيتامول ومضادات الالتهاب اللاستيرودية أن تضر الكبد، إلا أن لها احتمالية ضعيفة في أن تسبب إدمان، إعتماد حيوي، تحمل أو أعراض إنسحاب.

يمكن للباراسيتامول، خصوصاُ بالإشتراك مع الأفيونات الضعيفة، أن يسبب صداع مرتد أكثر من مضادات الالتهاب اللاستيرودية (صداع بسبب كثرة استخدام الدواء) على الرغم من ذلك فإن هذه الإحتمالية أقل بالمقارنة مع الإرغوتامين أو التريبتانات التي تستخدم لعلاج الشقيقة.[26]

وفي عام 2008، قدمت دراسة حالة أولية معتمدة على بحث أولي الدليل على أن تعاطي الباراسيتامول بعد تطعيم (الحصبة، النكاف والحصبة الألمانية) مرتبط بظهور التوحد في الأطفال من 1-5 سنوات. ويبدو أن هذا يظهر فقط في الأطفال الذين يظهرون إرتداد يصاحبه عواقب ما بعد التطعيم مثل حمى. ولم يظهر هذا التأثير مع مسكنات الألم الأخرى مثل الإيبوبروفين. ولم يتم تأكيد هذه الدراسة من مصدر مستقل.[27]

المراجع

  1. ^ Control of Pain in Patients with Cancer Sign Guidelines 40Section 6 [1].
  2. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع DalyMJA
  3. ^ Khashab M, Tector AJ, Kwo PY (2007). "Epidemiology of acute liver failure". Curr Gastroenterol Rep. ج. 9 ع. 1: 66–73. PMID:17335680. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |month= تم تجاهله (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  4. ^ Hawkins LC, Edwards JN, Dargan PI (2007). "Impact of restricting paracetamol pack sizes on paracetamol poisoning in the United Kingdom: a review of the literature". Drug Saf. ج. 30 ع. 6: 465–79. PMID:17536874.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  5. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Larson
  6. ^ Gormley, James J. "White willow bark is a gentle, effective pain-reliever." Better Nutrition. March, 1996. Retrieved on August 17, 2007.
  7. ^ "The Aspirin story". Did You Know?. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |accessday= تم تجاهله (مساعدةالوسيط غير المعروف |accessmonth= تم تجاهله يقترح استخدام |access-date= (مساعدة)، والوسيط غير المعروف |accessyear= تم تجاهله يقترح استخدام |access-date= (مساعدة)
  8. ^ H. N. Morse (1878). "Ueber eine neue Darstellungsmethode der Acetylamidophenole". Berichte der deutschen chemischen Gesellschaft. ج. 11 ع. 1: 232–233. DOI:10.1002/cber.18780110151.
  9. ^ Brodie BB, Axelrod J (1948). "The fate of acetanilide in man" (PDF). J Pharmacol Exp Ther. ج. 94 ع. 1: 29–38.
  10. ^ "A Festival of Analgesics." Chemical Heritage Foundation. 2001. Retrieved on August 17, 2007.
  11. ^ Rossi, S. (ed.) (2008). Australian Medicines Handbook 2008. Adelaide: Australian Medicines Handbook. ص. 30. ISBN:0-9757919-6-7. {{استشهاد بكتاب}}: |author= باسم عام (مساعدة) وتأكد من صحة |isbn= القيمة: checksum (مساعدة)
  12. ^ أ ب Kis B, Snipes JA, Busija DW (2005). "Acetaminophen and the cyclooxygenase-3 puzzle: sorting out facts, fictions, and uncertainties". J. Pharmacol. Exp. Ther. ج. 315 ع. 1: 1–7. DOI:10.1124/jpet.105.085431. PMID:15879007.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  13. ^ أ ب Aronoff DM, Oates JA, Boutaud O (2006). "New insights into the mechanism of action of acetaminophen: Its clinical pharmacologic characteristics reflect its inhibition of the two prostaglandin H2 synthases". Clin. Pharmacol. Ther. ج. 79 ع. 1: 9–19. DOI:10.1016/j.clpt.2005.09.009. PMID:16413237.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  14. ^ Bertolini A, Ferrari A, Ottani A, Guerzoni S, Tacchi R, Leone S (2006). "Paracetamol: new vistas of an old drug". CNS drug reviews. ج. 12 ع. 3–4: 250–75. DOI:10.1111/j.1527-3458.2006.00250.x. PMID:17227290.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  15. ^ Graham GG, Scott KF (2005). "Mechanism of action of paracetamol". American journal of therapeutics. ج. 12 ع. 1: 46–55. DOI:10.1097/00045391-200501000-00008. PMID:15662292.
  16. ^ Ohki S, Ogino N, Yamamoto S, Hayaishi O (1979). "Prostaglandin hydroperoxidase, an integral part of prostaglandin endoperoxide synthetase from bovine vesicular gland microsomes". J. Biol. Chem. ج. 254 ع. 3: 829–36. PMID:104998.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  17. ^ Harvison PJ, Egan RW, Gale PH, Nelson SD (1986). "Acetaminophen as a cosubstrate and inhibitor of prostaglandin H synthase". Adv. Exp. Med. Biol. ج. 197: 739–47. PMID:3094341.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  18. ^ Roberts, L.J II. & Marrow, J.D. "Analgesic-antipyretic and Antiinflammatory Agents and Drugs Employed in the Treatment of Gout" in, "Goodman & Gilman's The Pharmacological Basis of Therapeutics 10th Edition" by Hardman, J.G. & Limbird, L.E. Published by McGraw Hill, 2001, p.687–731.
  19. ^ Högestätt ED, Jönsson BA, Ermund A؛ وآخرون (2005). "Conversion of acetaminophen to the bioactive N-acylphenolamine AM404 via fatty acid amide hydrolase-dependent arachidonic acid conjugation in the nervous system". J. Biol. Chem. ج. 280 ع. 36: 31405–12. DOI:10.1074/jbc.M501489200. PMID:15987694. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Explicit use of et al. in: |author= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  20. ^ Köfalvi A (2008). "Chapter 9: Alternative interacting sites and novel receptors for cannabinoid ligands. In: 'Cannabinoids and the Brain' Springer-Verlag": 131–160. DOI:10.1007/978-0-387-74349-3_9. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  21. ^ Ottani A, Leone S, Sandrini M, Ferrari A, Bertolini A (2006). "The analgesic activity of paracetamol is prevented by the blockade of cannabinoid CB1 receptors". Eur. J. Pharmacol. ج. 531 ع. 1–3: 280–1. DOI:10.1016/j.ejphar.2005.12.015. PMID:16438952.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  22. ^ أ ب Chandrasekharan NV, Dai H, Roos KL؛ وآخرون (2002). "COX-3, a cyclooxygenase-1 variant inhibited by acetaminophen and other analgesic/antipyretic drugs: cloning, structure, and expression". Proc. Natl. Acad. Sci. U.S.A. ج. 99 ع. 21: 13926–31. DOI:10.1073/pnas.162468699. PMID:12242329. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Explicit use of et al. in: |author= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  23. ^ Bradley JD, Brandt KD, Katz BP, Kalasinski LA, Ryan SI (1991). "Comparison of an antiinflammatory dose of ibuprofen, an analgesic dose of ibuprofen, and acetaminophen in the treatment of patients with osteoarthritis of the knee". N. Engl. J. Med. ج. 325 ع. 2: 87–91. PMID:2052056.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  24. ^ Clark E, Plint AC, Correll R, Gaboury I, Passi B (2007). "A randomized, controlled trial of acetaminophen, ibuprofen, and codeine for acute pain relief in children with musculoskeletal trauma". Pediatrics. ج. 119 ع. 3: 460–7. DOI:10.1542/peds.2006-1347. PMID:17332198.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  25. ^ García Rodríguez LA, Hernández-Díaz S (December 15, 2000). "The risk of upper gastrointestinal complications associated with nonsteroidal anti-inflammatory drugs, glucocorticoids, acetaminophen, and combinations of these agents". Arthritis Research and Therapy. ج. 3: 98. DOI:10.1186/ar146. PMID:11178116. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة) والوسيط |accessdate بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  26. ^ Colás Chacartegui R, Temprano González R, Gómez Arruza C, Muñoz Cacho P, Pascual Gómez J (2005). "[Abuse pattern of analgesics in chronic daily headache: a study in the general population]". Rev Clin Esp. ج. 205 ع. 12: 583–87. PMID:16527179.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  27. ^ Schultz ST, Klonoff-Cohen HS, Wingard DL, Akshoomoff NA, Macera CA, Ji M (2008). "Acetaminophen (paracetamol) use, measles-mumps-rubella vaccination, and autistic disorder: the results of a parent survey". Autism. ج. 12 ع. 3: 293–307. DOI:10.1177/1362361307089518. PMID:18445737.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)

قالب:وصلة مقالة مختارةقالب:وصلة مقالة مختارةقالب:وصلة مقالة مختارةقالب:وصلة مقالة مختارة قالب:وصلة مقالة مختارة

قالب:وصلة مقالة مختارة قالب:وصلة مقالة مختارة قالب:وصلة مقالة جيدة