كنيسة والدة الإله الجديدة

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
إحداثيات: 31°46′24.3″N 35°13′53.64″E / 31.773417°N 35.2315667°E / 31.773417; 35.2315667
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كنيسة والدة الإله الجديدة
الجزء المتبقي من الكنيسة
الجزء المتبقي من الكنيسة
الجزء المتبقي من الكنيسة
إحداثيات 31°46′24″N 35°13′54″E / 31.773416666667°N 35.231555555556°E / 31.773416666667; 35.231555555556   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
خريطة
خريطة مادبا التي توضح موضع الكنيسة على طريق كاردو ماكسيموس

كانت كنيسة والدة الإله الجديدة أو المعروفة بـ نيا كنيسة بيزنطية أسسها الإمبراطور جستينيان الأول (527-565) في القدس. تشبه هذه الكنيسة Nea Ekklesia التي بنيت لاحقا في القسطنطينية. أُكملت الكنيسة في عام 543 لكنها تضررت بشدة أو دُمرت خلال الغزو الساساني للمدينة في عام 614، استخدم الأمويين حجارتها لاحقًا كمواد بناء،[1] عثر على بقايا ضئيلة من الكنيسة الضخمة في الحي اليهودي بالبلدة القديمة.[2]

البناء[عدل]

بقي ذكرين فقط للكنيسة تصفان بنائها. يذكر كيرلس من سكيثوبوليس وهو راهب مسيحي عاش في 525-558 أن البطريرك إلياس هو من بدأ بناء الكنيسة لكن لم يكتمل بنائها حتى خصص جستنيان الأموال لإتمامها بناءً على طلب القديس ساباس في عام 531.[3] يُفصل بروكوبيوس القيسراني المؤرخ البارز من القرن السادس وصفًا مفصلًا للكنيسة وبنائها في كتابه De Aedificiis مشيرًا إلى أن جستنيان «كرس في القدس مزارًا لوالدة الإله لا يقارن بأي مزار آخر».[4] تقع الكنيسة على جبل صهيون أعلى تل في المدينة، بالقرب من كنيسة الرسل المقدسين (بنيت عام 347) وكنيسة رقاد السيدة العذراء (التي بنيت عام 390). بسبب التضاريس الوعرة للتل كان على المهندس المعماري ثيودوروس تدعيم الجزء الجنوبي الشرقي من التل ودعم الكنيسة نفسها بأساسات ضخمة. تتطابق هذه الرواية مع الحفريات التي أجراها يورام تسافرير ولوح يؤرخ المبنى يعود للعام 543.[5]

العمارة[عدل]

عمارة نيا معقدة للغاية. فبينما كانت العمارة البازيليكية الطولية شائعة في كنائس القرن السادس في فلسطين، لكن ترتيب الفناء الأمامي وموقع النزل المجاور والمستشفى والدير ما زال مجهولا. يذكر بروكوبيوس أن المبنى من جميع جهاته ما عدا الشرق كان يحيط به أروقة. أمام المدخل الغربي كان هناك عمودان ضخمان تسبقهما ردهة، أمامها فناء دائري يفتح على الكاردو. نظرا للأدلة الأثرية المحدودة والوصف الغامض لبروكوبيوس يصعب إعادة تخطيط الكنيسة. يقترح تسافرير أنه غرب الردهة كانت هناك بوابات ضخمة تؤدي إلى منطقة بها بوابة وقوس. كما افترض تسافرير وجود نصف دائرتين: واحدة تربط مجمع الكنيسة بالكاردو والأخرى تسهل الوصول للمستشفى ودار العجزة.[6]

ينتهي الصحن بحنية كبيرة محاطة بغرفتين صغيرتين على جدرانها الشرقية أيضا حنيات، ليس من الواضح ما إذا كان الصحن فيه ثلاثة أو خمسة ممرات لكن بالنظر إلى الحجم الكبير للكنيسة (طولها حوالي 100 متر وعرضها 52 مترا) يتفق علمي الآثار يورام تسافرير ونحمان أفيغاد على أنه من المحتمل أن يكون هناك حاجة إلى إضافة صفين إضافيين من الأعمدة الداخلية لكي تدعم السقف.[7] كانت أكبر كنيسة معروفة في فلسطين وكان بها دير ونزل ومستشفى، فذكر أنطونيوس من بياتشينزا الذي زار بازيليك القديسة مريم في عام 570 عن الكنيسة «يوجد بها جماعة كبيرة من الرهبان وبيوت ضيافة للرجال والنساء وعدد كبير من الطاولات لتقديم الطعام للمسافرين وأكثر من ثلاثة آلاف سرير للمرضى».[8]

الأهمية[عدل]

ذكر جراهام (2008) «أظهرت نيا من خلال العمارة رسالة تلخص سياسات الإمبراطور جستنيان والحضور الإمبراطوري في فلسطين.»[9] يعتقد عالم الآثار الإسرائيلي أورين جوتفيلد استنادًا إلى نتائج الحفريات التي قادها أفيغاد أن جستنيان هو من وسع الكاردو الروماني القديم جنوبًا ليربط كنيسة نيا الخاصة به بكنيسة القيامة الأكثر أهمية ولكن الأصغر،[10] يعتقد جوتفيلد أيضًا أن جستنيان بنى نيا في جنوب المدينة لكي توازي كنيسة القيامة في الشمال.[10]

مد جستنيان طريق للكنيسة ليضعها على الطريق الرئيسي للحجاج الذين يسافرون بين كنيسة القيامة وكنيسة الرسل القديسين. لكي تصبح كنيسة مهمة لكن لم يعتبرها الحجاج المسيحيين موقع مقدس مثل الكنيستين الرئيسيتين الأخريين.[11] يذكر أنطونيوس من بياتشينزا أن الحجاج كانوا يذهبون من كنيسة القبر المقدس إلى كنيسة رقاد العذراء فقط ليزورا الكنيسة.[12] لم يذكر البطريرك صفرونيوس في عام 630 الكنيسة كأحد مواقع الحج في القدس.[13]

سعى الإمبراطور جستنيان لترك بصمة له في القدس من خلال بناء مبنى عظيم الحجم وشديد الجمال. يُعد كتاب بروكوبيوس "De Aedificiis" أهم المصادر التي تذكر دوافع عمارة جستنيان في القدس، فذكر أن المبنى يركز أكثر على تمجيد الإمبراطور الذي أمر بالبناء على عظمة المباني نفسها. يُرجح بروكوبيوس أنه استلهم عظمة الكنيسة من الوصف التوراتي لهيكل سليمان، فكان حجم نيا كانت تقريبًا ضعف حجم الهيكل.[14]

قام مهندسو هيرودس الأول بتوسيع الجانب الجنوبي للهيكل فعل مهندسو جستنيان الشيء نفسه.[15] ومثلما استورد سليمان شجرة الأرز من حيرام الأول ملك صور لسقف الهيكل استورد جستنيان الأرز من لبنان.[16][17] يُظهر بروكوبيوس صلة لغوية بين نيا والهيكل في كتاباته، يستخدم العهد الجديد كلمتين يونانيتين مختلفتين للإشارة إلى الهيكل هيرون للمناطق العامة منه وناووس للجزء الداخلي منها فيذكر بروكوبيوس أن اسم الكنيسة نيا مأخوذ من ناووس.

الزوال[عدل]

لا يُعرف بدقة تاريخ تدمير كنيسة نيا. وفقًا للروايات الموثقة في الاستيلاء على القدس دمر الفرس الغزاة وحلفاؤهم اليهود الكنيسة وقتلوا رجال الدين في عام 614. لم يتضح مدى الضرر الذي لحق بالكنيسة، إذ أن البطريرك صفرونيوس ألقى خطبة المهد فيها في عام 634. من المحتمل أن الكنيسة تضررت أيضا بسبب زلزال عام 746. أُشير للكنيسة في عام 808 في Commemoratorium de casis Dei، ذكرها الراهب برنارد الذي أقام في دير بجوار الكنيسة في عام 870. أما في القرن العاشر ذكر أوطيخيوس بطريرك الإسكندرية الملكيين إلى أن الكنيسة دمرت. يُعتقد أن الفرس كانوا يبحثون عن كنز يُشاع أنه مخبأ داخل الكنيسة استنادًا إلى تقارير بروكوبيوس عن إرسال الإمبراطور جستنيان لأشياء ثمينة إلى القدس.[18]

المراجع[عدل]

  1. ^ Ben-Dov (1977).
  2. ^ Murphy-O'Connor, Jerome  [لغات أخرى]‏ (2008). The Holy Land: An Oxford Archaeological Guide from Earliest Times to 1700. Oxford Archaeological Guides (ط. 5th). Oxford: دار نشر جامعة أكسفورد. ص. 19–20, 83–84. ISBN:9780199236664. مؤرشف من الأصل في 2022-07-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-15.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  3. ^ Cyril Sc. V. Euth. 175.1
  4. ^ Procopius, Buildings 5.6.1.
  5. ^ The tablet reads: "And this is the work which our most pious Emperor Flavius Justinianus carried out with munificence, under the care and devotion of the most holy Constantinus, Priest and قمص, in the thirteenth [year of the] إندكتيون."
  6. ^ Tsafrir (2000), pp. 149-164. Tsafrir tentatively proposes this reconstruction, making sure to note that "the complex of the propylaea, the arch, the الشرقية (عمارة)e on the western side of the atrium, and the arrangement of the hospice and hospital are still unclear" (163).
  7. ^ Tsafrir (2000)، ص. 162.
  8. ^ Piacenza Pilgrim, Itinerary 23.1-3.
  9. ^ Graham (2008)، ص. 62.
  10. ^ أ ب Gutfeld (2013).
  11. ^ Tsafrir (2000), p. 160. The 6th century date for the construction of the southern cardo is based on the size of the flagstones, pottery evidence, and the bases of the capitals that belong to the Byzantine period.
  12. ^ Antoninus Placentinus, Itin., 19-24.
  13. ^ Sophronios, Anacr., 20.51-82.
  14. ^ GrahamNew York, (2008), p. 57. The Nea’s size is estimated at 224 x 110 ذراع (وحدة قياس), as compared to the Temple's measurements of 100 x 50 royal cubits.
  15. ^ يوسيفوس فلافيوس, War, 5.184-89; Procopius, Buildings 5.6.9-13.
  16. ^ Procopius, Buildings 5.6.22; 1 Kings 7.15-22.
  17. ^ 1 Kings 6.9-10; Procopius, Buildings 5.6.14-15.
  18. ^ Taylor (2008), pp. 51-59.

ثبت المراجع[عدل]

31°46′24.3″N 35°13′53.64″E / 31.773417°N 35.2315667°E / 31.773417; 35.2315667