هانيء بن عروة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 35: سطر 35:
وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانئا قد قتل، فأقبل في مذحج حتى أحاط بالقصر ومعه جمع عظيم<ref> الدينوري، ص ۲۳۸؛ الطبري، ج ۵، ص ۳۶۷؛ إبن أعثم الکوفي، ج ۵، ص ۴۸</ref> فقيل لعبيدالله بن زياد: وهذه فرسان مذحج بالباب؟ فقال لشريح القاضي: أدخل على صاحبهم فانظر إليه ثم اخرج وأعلمهم أنّه حي لم يقتل، فدخل شريح فنظر إليه، ثم خرج إليهم فقال لهم: إن الأمير لما بلغه كلامكم ومقالتكم في صاحبكم أمرني بالدخول إليه، فأتيته فنظرت إليه فأمرني أن ألقاكم واعرفكم أنّه حي، وأن الذي بلغكم من قتله باطل. فلما سمعوا مقالة شريح وشهادته انصرفوا.<ref>الدينوري؛ ص ۲۳۷ـ ۲۳۸؛ الطبري؛ ج ۵، ص ۳۶۵ـ ۳۶۷؛ إبن أعثم الکوفي؛ج ۵، ص ۴۸، ابن الاثير، ج ۴، ص ۲۸</ref>
وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانئا قد قتل، فأقبل في مذحج حتى أحاط بالقصر ومعه جمع عظيم<ref> الدينوري، ص ۲۳۸؛ الطبري، ج ۵، ص ۳۶۷؛ إبن أعثم الکوفي، ج ۵، ص ۴۸</ref> فقيل لعبيدالله بن زياد: وهذه فرسان مذحج بالباب؟ فقال لشريح القاضي: أدخل على صاحبهم فانظر إليه ثم اخرج وأعلمهم أنّه حي لم يقتل، فدخل شريح فنظر إليه، ثم خرج إليهم فقال لهم: إن الأمير لما بلغه كلامكم ومقالتكم في صاحبكم أمرني بالدخول إليه، فأتيته فنظرت إليه فأمرني أن ألقاكم واعرفكم أنّه حي، وأن الذي بلغكم من قتله باطل. فلما سمعوا مقالة شريح وشهادته انصرفوا.<ref>الدينوري؛ ص ۲۳۷ـ ۲۳۸؛ الطبري؛ ج ۵، ص ۳۶۵ـ ۳۶۷؛ إبن أعثم الکوفي؛ج ۵، ص ۴۸، ابن الاثير، ج ۴، ص ۲۸</ref>


==استشهاده==
== شيء من سيرته وسبب قتله ==
في الثامن من ذي الحجّة سنة ستين للهجرة وبعد شهادة [[مسلم بن عقيل]] أمر عبيد الله بن زياد بضرب عنق هانئ بن عروة فضربه مولى لعبيد الله بن زياد تركي، إسمه رشيد بالسّيف في سوق القصابين بعد أن شدّ كتافا.<ref>إبن سعد، ج 5، ص 122 ؛ الطبري، ج 5، ص 365- 367؛ ؛ إبن أعثم الكوفي، ج 5، ص 61 الطبرسي، ج1، ص 444</ref> و لما أخرج ليقتل جعل يقول وا مذحجاه و أين مني مذحج وآ عشيرتاه و أين مني عشيرتي.<ref> الطبري؛ج 5 ص 365- 367؛ إبن أعثم الكوفي؛ج 5 ص 61؛ الطبرسي، ج 1 ص 444</ref>


===جسد هانئ في سوق الكناسة===
:لجأ إلى [[كثير بن شهاب المذحجي|كُثير بن شهاب المذحجي]]، والي [[خراسان]] أيام [[معاوية بن أبي سفيان]]، وكان كثير قد اختلس أموالاً، فطلبه معاوية، وذهب هانيء إلى الخليفة في [[دمشق]]، ودخل مجلسه ومعاوية لا يعرفه، ثم سأله معاوية عن نفسه فعرفه بنفسه، ثم قال معاوية: "'''أين المذحجي'''؟"، فقال: "'''هو عندي في عسكرك يا أمير المؤمنين'''"، فرد معاوية: "ا'''نظر ما اختانه فخذ منه بعضاً، وسوغه بعضاً'''".<ref name="Termanini">د.عبد السلام الترمانيني، " أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين: الجزء الأول من سنة 1 هـ إلى سنة 250 هـ"، المجلد الأول (من سنة 1 هـ إلى سنة 131 هـ) دار طلاس ، دمشق.</ref>
لم يكتف عبيد الله بن زياد بقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة بل أمر بقطع رأسيهما وبعث بهما إلى يزيد بن معاوية مع هانئ بن أبي حيّة الوداعي والزبير بن الأروح. فكتب اليه يزيد: أما بعد فإنك لم تعدُ ان كنت كما اُحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش، فقد أغنيت و كفيت.<ref> البلاذري، ج ۲، ص ۳۴۱ـ ۳۴۲؛ الدينوري، ص ۲۴۰ـ ۲۴۱؛ الطبري، ج ۵، ص ۳۸۰</ref> و أمر إبن زياد بجثّتي مسلم وهاني فجرتا بالحبال<ref> ابن کثير، ج ۸، ص ۱۵۷</ref> ثم صلبتا في سوق الكناسة.<ref>ابن خلدون، ج ۳، ص ۲۹</ref>


===وصول خبر شهادة هانئ الى الحسين===
:وفي أواخر سنة [[60 هـ]] نزل في بيته [[مسلم بن عقيل]]، رسول [[الحسين بن علي]] إلى أهل [[الكوفة]]، عندما أتى من [[الحجاز]] ليتأكد من رسالة سابقة منهُم يبايعون فيها الحسين بالخلافة والإمامة, فَكان أهل الكوفة يأتون إلى بيت هانئ أفراداً وجماعات لكي يُبايعون [[مسلم بن عقيل]] على نصرة [[آل البيت]] وخلافة [[الحسين بن علي بن ابي طالب|الحسين بن علي بن أبي طالب]]. ثمّ عندما اكتشف [[يزيد بن معاوية]] ما يجري بِ[[الكوفة]] ولاحظ أنّ والي الكوفة الصحابي [[النعمان بن بشير]] يعلم ما يحدث ولم يخبره أو يُحرك ساكِناً عزله عن ولاية [[الكوفة]] وأمر [[عبيد الله بن زياد]] الذي كان آنذاك والي [[البصرة]] بِتركها والذهاب إلى [[الكوفة]] وفعل كُلّ ما يستطيع من أجل إخماد ثورة [[الحسين بن علي]] وأنصارهـ, وعِندما وصل ابن زياد إلى الكوفة استطاع إقناع أغلب الذين بايعوا [[آل البيت]] بخيانتهُم والتخلي عن بيعة الحُسين بالأموال والعطايا والهدايا, بعدئذٍ جّد [[عبيد الله بن زياد]] في طلب [[مسلم بن عقيل]] وأولئك الذين لّم يقبلوا خيانة الإمام [[الحسين بن علي بن ابي طالب|الحسين بن علي بن أبي طالب]] ونقض بيعته، ولمّا سأل ابن زياد هانيء وطلب منه فضح مكان [[مسلم بن عقيل|مُسلم]] رفض ذلك وأنكر أن يكون عنده، لكن ابن زياد حين واجهه بالمخبر اعترف، ورفض تسليمه، فما كان من ابن زياد إلاّ أنه قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وأشخاصاً أخرين رفضوا خيانة الإمام [[الحسين بن علي]] ثُمّ قطع رؤسهم وأرسلها إلى [[يزيد بن معاوية]] في [[دمشق]].<ref name="Termanini"/>
وصل خبر شهادة مسلم بن عقيل و هانئ بن عروة الى الحسين و هو في منطقة الثعلبية<ref> إبن الأثير، ج ۴، ص ۴۲</ref> أو زرود<ref>الدينوري، الأخبار الطوال.</ref> أو القادسية<ref> المسعودي،ج ۳، ص ۲۵۶</ref> أو القطقطانة<ref>اليعقوبي، ج ۲، ص ۲۴۳</ref> فخنقته العبرة ، ثمّ قال: اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك إنّك على كل شيء قدير.<ref> راجع الدينوري، الأخبار الطوال؛ الطبري، تاريخ الطبري</ref>

==مرقده==

دفن هانئ بن عروة الى جنب دار الإمارة في الكوفة و قد شيّد المؤمنون له ضريحا متصلا بمسجد الكوفة خلف قبر مسلم بن عقيل من الجهة الشمالية.<ref>البراقي النجفي، ص ۸۴</ref> و يعد ضريحة اليوم أحد المزارات والأضرحة المعروفة التي يقصدها المؤمنون من أتباع المذهب الإمامي.

===متن الزيارة===

يزار هانئ بن عروة بزيارة خاصة جاء فيها: سلام الله العظيم وصلواته عليك يا هاني بن عروة السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع الناصح لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن والحسين عليهم السلام أشهد أنك قتلت مظلوما فلعن الله من قتلك واستحل دمك...<ref>راجع القمي، ذيل "زيارة هاني بن عروة"</ref>

===يحيى بن هانئ بن عروة===
يحيى بن هانئ كان سيد أهل الكوفة. وقال يحيى بن معين: يحيى بن هانئ بن عروة المرادي ثقة. وحدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن يحيى بن هانئ بن عروة فقال: ثقة صالح.<ref> إبن سعد، ج ۱، ص ۳۳۰؛ الذهبي، ج ۸، ص ۳۰۲، حوادث و الوفيات ۱۲۱ـ ۱۴۰ هـ؛ إبن الأثير، أسد الغابة، ج ۲، ص ۱۵؛ إبن حجر العسقلاني، ج ۶، ص ۱۸۸ و الأمين، ج ۷، ص ۳۴۴ و الطوسي، ص ۸۵ وانظر: الإمام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، الجرح والتعديل، رقم الترجمة 814</ref>


== المراجع ==
== المراجع ==

نسخة 18:27، 3 ديسمبر 2015

مرقد هانئ بن عروة (إلى اليمين من الصورة) في الكوفة.

هانيء بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش بن حصر بن غنم بن مالك بن عوف بن منبه بن غطيف بن مراد بن مذحج. أبو يحيى المذحجي المرادي الغطيفي. تابعي جَّليل من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, حارب معه في الجمل وصفين والنهروان, وهو من أعلام القرن الأول الهجري. كان هانيء من وجهاء أنصار علي بن أبي طالب في مدينة الكوفة ومن المناصرين لمسلم بن عقيل وثورته. ألقى عبيد الله بن زياد القبض عليه وأُعدم في يوم عرفة التاسع من ذو الحجة سنة 60 للهجرة وأرسل رأسه إلى يزيد بن معاوية وكان عمره آنذاك بِضعاً وتسعين.[1][2] بينما لا تذكر رواية الطبري إرسال الرأس إلى يزيد.[3]

نسبه

هو هانئ بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قماس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي يرجع نسبه إلى بني مراد من قبيلة مَذحِج[4] و كان وجه بني مراد وسيدهم[5] من أشراف الكوفة ومتقدميهم.[6]

نبذة عن حياتة ما قبل ورود مسلم بن عقيل إلى الكوفة

لم تسعفنا المصادر التاريخية بمعلومات وافرة عن حياته قبل دخول سفير الحسين بن علي مسلم بن عقيل الكوفة، واكتفت بالإشارة إلى اشتراكه في معركة الجمل[7] و صفين [8] و كان أحد الوجوه التي كان علي بن أبي طالب يستشيرها في معركة صفين. ولما دعا علي بن أبي طالب حسان بن مخدوج، فجعل له رياسة كندة وربيعة التي كانت للأشعث بن قيس، فتكلم في ذلك أناس من أهل اليمن، منهم الأشتر، وعدي الطائي، وزحر بن قيس وهانئ بن عروة، فقاموا إلى علي فقالوا: يا علي، إن رياسة الأشعث لا تصلح إلا لمثله، وما حسان بن مخدوج مثل الأشعث.[9]

و كان هانئ أحد اقطاب ثورة حجر بن عدي ضد إبن زياد.[10] و كان من المعترضين على ولاية يزيد فقد أشارت بعض المصادر التاريخية والحديثية الى أن وفداً من أهل الكوفة وفد على معاوية حين خطب لابنه يزيد بالعهد بعده وفي أهل الكوفة هانئ بن عروة المرادي وكان سيداً في قومه، فقال يوما في مسجد دمشق والناس حوله: العجب لمعاوية يريد أن يقسرنا على بيعة يزيد وحاله حاله وما ذاك والله بكائن.[11]

قبيلته

كان هانئ سيداً في قومه وقد سجل لنا المسعودي في تاريخه وغيره من المؤرخين ما يشير الى عظم مكانة الرجل في قومه بأن هانئ بن عروة كان شيخ مراد وزعيمها إذا ركبَ ركبَ معه أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل ، فإذا أجابتها أحلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع.[12] و مع ذلك ترك وحيداً حينما اقتيد من قبل زبانية إبن زياد ولم يستجب دعوته أحد من تلك الجموع الغفيرة.[13] و كان علي بن أبي طالب قد تنبأ بمصير هانئ وشهادته.[14]

دوره في حركة مسلم بن عقيل

داره مركز للثورة

لعب هانئ بن عروة دوراً بارزاً في حركة مسلم بن عقيل وذلك بعد انتقال مسلم الى دار هانئ وتركه لبيت المختار بن أبي عبيد الثقفي بعد انكشاف أمره من قبل رجال عبيد الله بن زياد.[15] و جاء في رواية الطبري أنه لمّا سمع مسلم بن عقيل بمجئ عبيدالله ومقالته التي قالها وما أخذ به العرفاء والناس فخرج من دار المختار وقد علم به حتى انتهى إلى دار هانئ بن عروة المرادى فدخل بابه وأرسل إليه أن اخرج فخرج إليه هانئ فكره هانئ مكانه حين رآه فقال له مسلم أتيتك لتجيرني وتضيفنى فقال رحمك الله لقد كلفتني شططا ولولا دخولك دارى وثقتك لاحببت ولسألتك أن تخرج عنى غير أنه يأخذني من ذلك ذمام وليس مردود مثلى على مثلك عن جهل أدخل فآواه وأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ بن عروة.[16] و إنما اختيرت دار هانئ مركزاً للثورة بعد دار المختار لما يتمتع به هانئ من نفوذ اجتماعي ومكانة مرموقة في الوسط الكوفي.[17]


وجاء شريك بن الأعور الهمداني- وكان من خواص علي بن أبي طالب[18] و من سادات الشيعة في البصرة- مع عبيد الله بن زياد، فمرض فنزل (في) دار هانئ أياما وكان صديقا له[19] و دعا هانئ بن عروة لمؤازرة مسلم بن عقيل والدفاع عنه، ثم قال لمسلم: إن عبيد الله بن زياد يعودني و إني مطاوله الحديث، فاخرج إليه بسيفك فاقتله، [20] و علامتك أن أقول: اسقوني ماء، و نهاه هانئ عن ذلك، فلما دخل عبيد الله على شريك وسأله عن وجعه و طال سؤاله ورأى أن أحدا لا يخرج فخشي أن يفوته فأخذ يقول: ما الانتظار بسلمى أن تحييها * " كأس المنية بالتعجيل اسقوها " فتوهم إبن زياد وخرج... فلما خرج إبن زياد دخل مسلم والسيف في كفه، قال له شريك: ما منعك من الأمر؟ فذكر له مسلم مبررات امتناعه عن قتله.[21]

جواسيس السلطة تراقب حركة الثورة

ولمّا شعر عبيد الله بن زياد بخطر الثورة دسّ عبداً شاميّا له يسمى معقل لمراقبة دار هانئ بن عروة [22] فخاف هانئ بن عروة عبيدالله على نفسه فانقطع عن حضور مجلسه وتمارض، فقال إبن زياد لجلسائه: ما لي لا أرى هانئا؟ فقالوا: هو شاك، فقال: لو علمت بمرضه لعدته، ودعا محمد بن الاشعث، وأسماء بن خارجة[23] ، و عمرو بن الحجاج الزبيدي[24] ، و كانوا من أقرباء هانئ وأصدقائه، فقال لهم: ما يمنع هانئ بن عروة من إتياننا ؟ فقالوا: ما ندري وقد قيل: إنه يشتكي، قال: قد بلغني أنه قد برئ، وهو يجلس على باب داره، فالقوه و مروه أن لا يدع ما عليه من حقنا ، فإنّي لا أحب أن يفسد عندي مثله من أشراف العرب. فأتوه حتى وقفوا عليه عشية، وهو جالس على بابه وقالوا له: ما يمنعك من لقاء الأمير؟ فإنه قد ذكرك وقال: لو أعلم أنه شاك لعدته. فقال لهم: الشكوى تمنعني. وما زالوا به حتى اقنعوه بالذهاب الى دار الإمارة فلما دخل قال له عبيد الله بن زياد: إيه يا هانئ بن عروة، ما هذه الامور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين؟ جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له الجموع، و السلاح و الرجال في الدور بحولك وظننت أن ذلك يخفى علي؟ فانكر هانئ ذلك، فدعا إبن زياد معقلا- ذلك الجاسوس- فجاء حتى وقف بين يديه، فقال له: أتعرف هذا ؟ ...فلما كثر الكلام بينهما قال عبيد الله: أدنوه مني فادني منه، فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسالت الدماء على وجهه ولحيته، ونثر لحم جبينه وخده على لحيته، حتى كسر القضيب.[25] فكانت شهادة هانئ بن عروة عاملا مؤثراً في فشل حركة مسلم بن عقيل وتفرق الناس عنه.

شريح القاضي و شهادة الزور

وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانئا قد قتل، فأقبل في مذحج حتى أحاط بالقصر ومعه جمع عظيم[26] فقيل لعبيدالله بن زياد: وهذه فرسان مذحج بالباب؟ فقال لشريح القاضي: أدخل على صاحبهم فانظر إليه ثم اخرج وأعلمهم أنّه حي لم يقتل، فدخل شريح فنظر إليه، ثم خرج إليهم فقال لهم: إن الأمير لما بلغه كلامكم ومقالتكم في صاحبكم أمرني بالدخول إليه، فأتيته فنظرت إليه فأمرني أن ألقاكم واعرفكم أنّه حي، وأن الذي بلغكم من قتله باطل. فلما سمعوا مقالة شريح وشهادته انصرفوا.[27]

استشهاده

في الثامن من ذي الحجّة سنة ستين للهجرة وبعد شهادة مسلم بن عقيل أمر عبيد الله بن زياد بضرب عنق هانئ بن عروة فضربه مولى لعبيد الله بن زياد تركي، إسمه رشيد بالسّيف في سوق القصابين بعد أن شدّ كتافا.[28] و لما أخرج ليقتل جعل يقول وا مذحجاه و أين مني مذحج وآ عشيرتاه و أين مني عشيرتي.[29]

جسد هانئ في سوق الكناسة

لم يكتف عبيد الله بن زياد بقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة بل أمر بقطع رأسيهما وبعث بهما إلى يزيد بن معاوية مع هانئ بن أبي حيّة الوداعي والزبير بن الأروح. فكتب اليه يزيد: أما بعد فإنك لم تعدُ ان كنت كما اُحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش، فقد أغنيت و كفيت.[30] و أمر إبن زياد بجثّتي مسلم وهاني فجرتا بالحبال[31] ثم صلبتا في سوق الكناسة.[32]

وصول خبر شهادة هانئ الى الحسين

وصل خبر شهادة مسلم بن عقيل و هانئ بن عروة الى الحسين و هو في منطقة الثعلبية[33] أو زرود[34] أو القادسية[35] أو القطقطانة[36] فخنقته العبرة ، ثمّ قال: اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك إنّك على كل شيء قدير.[37]

مرقده

دفن هانئ بن عروة الى جنب دار الإمارة في الكوفة و قد شيّد المؤمنون له ضريحا متصلا بمسجد الكوفة خلف قبر مسلم بن عقيل من الجهة الشمالية.[38] و يعد ضريحة اليوم أحد المزارات والأضرحة المعروفة التي يقصدها المؤمنون من أتباع المذهب الإمامي.

متن الزيارة

يزار هانئ بن عروة بزيارة خاصة جاء فيها: سلام الله العظيم وصلواته عليك يا هاني بن عروة السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع الناصح لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن والحسين عليهم السلام أشهد أنك قتلت مظلوما فلعن الله من قتلك واستحل دمك...[39]

يحيى بن هانئ بن عروة

يحيى بن هانئ كان سيد أهل الكوفة. وقال يحيى بن معين: يحيى بن هانئ بن عروة المرادي ثقة. وحدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن يحيى بن هانئ بن عروة فقال: ثقة صالح.[40]

المراجع

  1. ^ "هاني بن عروة المذحجي (رضي الله عنه)". مركز آل البيت العالمي للمعلومات. {{استشهاد ويب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغs: |شهر= و|المؤلفين المشاركين= (مساعدة)
  2. ^ السماوي، محمد. إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام. ص. ٢٩٩. {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |المؤلفين المشاركين= (مساعدة)
  3. ^ أبو جعفر بن جرير الطبري. محمد بن طاهر البرزنجي (المحرر). صحيح تاريخ الطبري. دار ابن كثير. ص. 66 من الجزء 4.
  4. ^ ابن عبدربه، ج 3 ، ص 363 ؛ ابن حزم اندلسي، ص 406
  5. ^ التستري، ج 10 ، ص 490
  6. ^ ابن قتيبة، ج 2، ص 4
  7. ^ إبن أعثم الکوفي، ج 5، ص 40
  8. ^ إبن مزاحم، ص 137
  9. ^ إبن مزاحم، ص ۱۳۷
  10. ^ البلاذري، ج ۵، ص ۲۵۵
  11. ^ أبو علي مسکويه، ج ۲، ص ۳۲؛ إبن أبي الحديد، ج ۱۸، ص ۴۰۷؛ التستري، ج ۱۰، ص ۴۹۱
  12. ^ ج ۳، ص ۲۵۵
  13. ^ إبن اعثم الکوفي، ج ۵، ص ۶۱؛ الطبري، تاريخ؛ التستري، ج ۱۰، ص ۴۹۳ ، الزرکلي، ج ۸، ص ۶۸
  14. ^ الأمين، ج ۷، ص ۷
  15. ^ راجع البلاذري، ج ۲، ص ۳۳۶؛ الدينوري، ص ۲۳۳؛ الطبري، ج ۵، ص ۳۶۲؛ إبن أعثم الکوفي، ج ۵، ص ۴۰؛ المسعودي، ج ۳، ص ۲۵۲؛ الطبرسي، ج ۱، ص ۴۳۸؛ قس المقدسي، ج ۶، ص ۹ فلقد أرسله الحسين عليه السلام الى الکوفة فاستقر في بيت هاني بن عروة.
  16. ^ الطبري، تاريخ؛ إبن الأثير، الکامل في التاريخ، ج 4، ص 25
  17. ^ راجع الدينوري، ص 233 ؛ ابو الفرج الإصفهاني، ص 97 ـ 98 تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة ↑ 1. الثقفي، ج ۲، ص ۷۹۳
  18. ^ الثقفي، ج ۲، ص ۷۹۳
  19. ^ راجع الثقفي، ج ۲، ص 793 ـ 794 ؛ البلاذري، ج 2،ص 337؛ الدينوري، ص 333 ـ 334
  20. ^ البلاذري، ج ۵، ص ۲۵۵، الدينوري، ص ۲۳۴ـ ۲۳۵؛ الطبري، ج ۵، ص ۳۶۳؛ ابن أعثم الکوفي، ج ۵، ص ۴۲ـ ۴۳؛ أبو الفرج الأصفهاني، ص ۹۸ـ ۹۹
  21. ^ البلاذري، ج ۵، ص ۲۵۵؛ إبن قتيبة، ج ۲، ص۴؛ اليعقوبي، ج ۲، ص ۲۴۳؛ قس الطبري، تاريخ، حيث أشار هناك الى أن عمارة بن عبيد السلولي هو من اقترح ذلك و البلاذري؛ج ۵، ص ۲۵۵، الدينوري؛ ص ۲۳۴ـ ۲۳۵؛ الطبري؛ ج ۵، ص ۳۶۳؛ ابن أعثم الکوفي، ج ۵، ص ۴۲ـ ۴۳؛ ؛ قس ابو الفرج الأصفهاني، ص ۹۹، حيث ذكر أن زوجة هاني لم تكن موافقة على ذلك.
  22. ^ راجع البلاذري، ج ۲، ص ۳۳۶ـ ۳۳۷؛ الدينوري، ص ۲۳۵ـ
  23. ^ الدينوري ص ۲۳۶
  24. ^ الطبري، ج ۵، ص ۳۴۹؛ إبن أعثم الكوفي، ج ۵، ص ۴۵؛ إبن الاثير، ج ۴، ص ۲۸ ؛ الطبرسي، ج ۱، ص ۴۴۰
  25. ^ راجع البلاذري، الأخبار الطوال؛ الدينوري، ص ۲۳۷ـ ۲۳۸؛ الطبري، ج ۵، ص ۳۶۵ـ ۳۶۷؛ المسعودي، ج ۲، ص ۲۵۲؛ إبن أعثم الکوفي،ج ۵،ص ۴۶ـ ۴۷
  26. ^ الدينوري، ص ۲۳۸؛ الطبري، ج ۵، ص ۳۶۷؛ إبن أعثم الکوفي، ج ۵، ص ۴۸
  27. ^ الدينوري؛ ص ۲۳۷ـ ۲۳۸؛ الطبري؛ ج ۵، ص ۳۶۵ـ ۳۶۷؛ إبن أعثم الکوفي؛ج ۵، ص ۴۸، ابن الاثير، ج ۴، ص ۲۸
  28. ^ إبن سعد، ج 5، ص 122 ؛ الطبري، ج 5، ص 365- 367؛ ؛ إبن أعثم الكوفي، ج 5، ص 61 الطبرسي، ج1، ص 444
  29. ^ الطبري؛ج 5 ص 365- 367؛ إبن أعثم الكوفي؛ج 5 ص 61؛ الطبرسي، ج 1 ص 444
  30. ^ البلاذري، ج ۲، ص ۳۴۱ـ ۳۴۲؛ الدينوري، ص ۲۴۰ـ ۲۴۱؛ الطبري، ج ۵، ص ۳۸۰
  31. ^ ابن کثير، ج ۸، ص ۱۵۷
  32. ^ ابن خلدون، ج ۳، ص ۲۹
  33. ^ إبن الأثير، ج ۴، ص ۴۲
  34. ^ الدينوري، الأخبار الطوال.
  35. ^ المسعودي،ج ۳، ص ۲۵۶
  36. ^ اليعقوبي، ج ۲، ص ۲۴۳
  37. ^ راجع الدينوري، الأخبار الطوال؛ الطبري، تاريخ الطبري
  38. ^ البراقي النجفي، ص ۸۴
  39. ^ راجع القمي، ذيل "زيارة هاني بن عروة"
  40. ^ إبن سعد، ج ۱، ص ۳۳۰؛ الذهبي، ج ۸، ص ۳۰۲، حوادث و الوفيات ۱۲۱ـ ۱۴۰ هـ؛ إبن الأثير، أسد الغابة، ج ۲، ص ۱۵؛ إبن حجر العسقلاني، ج ۶، ص ۱۸۸ و الأمين، ج ۷، ص ۳۴۴ و الطوسي، ص ۸۵ وانظر: الإمام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، الجرح والتعديل، رقم الترجمة 814