انتقل إلى المحتوى

سميلودون: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 107: سطر 107:
لا زالَ العلماء يتجادلون في كيفية قتل السميلودون لفريسته. كانت النظرية الأكثر انتشاراً فيما مضَى هي أن السميلودون يقفزُ على طريدته ويوُجّه لها عضة عميقة بنابيه أو يُطبِقُ فكيه القويَّيْن على حنجرتها، وذلك ليقطع [[وريد وداجي|الوريد الوداجي]] و/أو [[القصبة الهوائية]] ليقضيَ على طريدته سريعاً جداً.<ref name=forelimbs/><ref>{{cite journal |last1=McHenry |first1=C. R. |last2=Wroe |first2=S. |last3=Clausen |first3=P. D. |last4=Moreno |first4=K. |last5=Cunningham |first5=E. |year=2007 |title=Supermodeled sabercat, predatory behavior in ''Smilodon fatalis'' revealed by high-resolution 3D computer simulation |journal=PNAS |doi=10.1073/pnas.0706086104 |pmid=17911253 |pmc=2042153 |bibcode=2007PNAS..10416010M |volume=104 |issue=41 |pages=16010–16015 |url=http://www.pnas.org/cgi/content/abstract/0706086104v1}}</ref> تقترحُ نظرية أخرى أن السميلودون كان ينقضّ على بطن فريسته ويغرس أنيابه فيه، إلا أنّ هذا مشكوك به بسبب انحناء بطن الفريسة الذي يُسبّب صعوبة للسميلودون بتسديد عضَّة إليه.<ref>{{cite journal |last=Anyonge |first=W. |year=1996 |title=Microwear on canines and killing behavior in large carnivores: saber function in ''Smilodon fatalis'' |journal=Journal of Mammalogy |doi=10.2307/1382786 |jstor=1382786 |volume=77 |issue=4 |pages=1059–1067 |url=http://www.2ndchance.info/bones-Anyonge1996.pdf}}</ref> وأما في كيفية تسديد السميلودون لعضَّته، فيعتقد أن الاحتمال الأرجح هو فرضية "عضّة مقصّ الأنياب"، حيث يثني السميلودون رقبته ويُدير رأسه عمودياً ليُقوّي أثر عضته القاتلة، ولكن مثل هذا الأمر قد يكونُ مستحيلاً ميكانيكياً. ومن المحتمل أن حوافَّ فكّ السميلودون السفلي كانت تساعده بالتشبّث في فريسته ومنعها من الإفلات منه.<ref name="MacchiarelliBrown2014">{{cite journal |last1=Macchiarelli |first1=R. |last2=Brown |first2=J. G. |year=2014 |title=Jaw function in ''Smilodon fatalis'': a reevaluation of the canine shear-bite and a proposal for a new forelimb-powered class 1 lever model |journal=PLoS ONE |issn=1932-6203 |doi=10.1371/journal.pone.0107456 |pmid=25272032 |pmc=4182664 |volume=9 |issue=10 |pages=e107456|bibcode=2014PLoSO...9j7456B }} {{open access}}</ref> كانت القواطع الأمامية في فم السميلودون مُرتّبة على هيئة قوس، وكان يستخدمها في تثبيت فريسته بمكانها ومنعها من الحركة أثناء تسديده لطعنة إليها بنابَيْه الكبيرَيْن. وفي هذه المرحلة كانت تزداد مساحة الاحتكاك بين عظم أنياب السميلودون ولثّته، مما يُساعد في تثبيت أسنانه بجسد ضحيته وفي إدراك السميلودون للمرحلة التي تنغرسُ عندها أنيابه لأقصى حدّ ممكنٍ في جسد الضحية. وقد كانت عند السميلودون، مثل معظم السنوريات سيفية الأنياب، فتحاتٌ في جمجمته تُؤْوي أنسجة عصبية متصلة بشاربيه، ويحتمل أنَّ هذا أدَّى إلى زيادة دقة حواسّ السميلودون وسمحَ له بتسديد عضّة دقيقة إلى طريدته حتى ولو لم يكُن قادراً على رؤيته في لحظة تسديد العضة، وهي مزيَّة شديدة الأهمية لكي يتجنّب السميلودون كسرَ نابيه أثناء العَضّ. وكانت في فم السميلودون أضراسٌ خلفية بحِدّة السكاكين، وكان يستخدمها في تقطيع الجِلْد ليتمكَّن من الوصول إلى اللحم الذي أسفله، وأما قلة عدد الأضراس في فمه فتُشِير إلى أنه كان قليل القدرة على سَحْق عظام الحيوانات مقارنةً بالنمور الحديثة.{{Sfn|Antón|2013|pp=176–216}} ورغم أن نابَيْ السميلودون كبيران جداً، إلا أنه من غير المحتمل أنهما كانا يُصعّبان عليه التهام ضحيَّته: فعندَ مقارنته بالسنوريات الحديثة، نجدُ أن النمور والأسود الحالية لا تستخدم قواطعها الأمامية (الأسنان التي بين النابَيْن) في تقطيع والتهام لحم فريستها، وإنما أضراسها الحادة في الجانب الخلفيّ من فمها، مما يعني أن السميلودون كان يستخدم جانبَ فمه للأكل دون عوائق تذكر.<ref name="Anton"/>
لا زالَ العلماء يتجادلون في كيفية قتل السميلودون لفريسته. كانت النظرية الأكثر انتشاراً فيما مضَى هي أن السميلودون يقفزُ على طريدته ويوُجّه لها عضة عميقة بنابيه أو يُطبِقُ فكيه القويَّيْن على حنجرتها، وذلك ليقطع [[وريد وداجي|الوريد الوداجي]] و/أو [[القصبة الهوائية]] ليقضيَ على طريدته سريعاً جداً.<ref name=forelimbs/><ref>{{cite journal |last1=McHenry |first1=C. R. |last2=Wroe |first2=S. |last3=Clausen |first3=P. D. |last4=Moreno |first4=K. |last5=Cunningham |first5=E. |year=2007 |title=Supermodeled sabercat, predatory behavior in ''Smilodon fatalis'' revealed by high-resolution 3D computer simulation |journal=PNAS |doi=10.1073/pnas.0706086104 |pmid=17911253 |pmc=2042153 |bibcode=2007PNAS..10416010M |volume=104 |issue=41 |pages=16010–16015 |url=http://www.pnas.org/cgi/content/abstract/0706086104v1}}</ref> تقترحُ نظرية أخرى أن السميلودون كان ينقضّ على بطن فريسته ويغرس أنيابه فيه، إلا أنّ هذا مشكوك به بسبب انحناء بطن الفريسة الذي يُسبّب صعوبة للسميلودون بتسديد عضَّة إليه.<ref>{{cite journal |last=Anyonge |first=W. |year=1996 |title=Microwear on canines and killing behavior in large carnivores: saber function in ''Smilodon fatalis'' |journal=Journal of Mammalogy |doi=10.2307/1382786 |jstor=1382786 |volume=77 |issue=4 |pages=1059–1067 |url=http://www.2ndchance.info/bones-Anyonge1996.pdf}}</ref> وأما في كيفية تسديد السميلودون لعضَّته، فيعتقد أن الاحتمال الأرجح هو فرضية "عضّة مقصّ الأنياب"، حيث يثني السميلودون رقبته ويُدير رأسه عمودياً ليُقوّي أثر عضته القاتلة، ولكن مثل هذا الأمر قد يكونُ مستحيلاً ميكانيكياً. ومن المحتمل أن حوافَّ فكّ السميلودون السفلي كانت تساعده بالتشبّث في فريسته ومنعها من الإفلات منه.<ref name="MacchiarelliBrown2014">{{cite journal |last1=Macchiarelli |first1=R. |last2=Brown |first2=J. G. |year=2014 |title=Jaw function in ''Smilodon fatalis'': a reevaluation of the canine shear-bite and a proposal for a new forelimb-powered class 1 lever model |journal=PLoS ONE |issn=1932-6203 |doi=10.1371/journal.pone.0107456 |pmid=25272032 |pmc=4182664 |volume=9 |issue=10 |pages=e107456|bibcode=2014PLoSO...9j7456B }} {{open access}}</ref> كانت القواطع الأمامية في فم السميلودون مُرتّبة على هيئة قوس، وكان يستخدمها في تثبيت فريسته بمكانها ومنعها من الحركة أثناء تسديده لطعنة إليها بنابَيْه الكبيرَيْن. وفي هذه المرحلة كانت تزداد مساحة الاحتكاك بين عظم أنياب السميلودون ولثّته، مما يُساعد في تثبيت أسنانه بجسد ضحيته وفي إدراك السميلودون للمرحلة التي تنغرسُ عندها أنيابه لأقصى حدّ ممكنٍ في جسد الضحية. وقد كانت عند السميلودون، مثل معظم السنوريات سيفية الأنياب، فتحاتٌ في جمجمته تُؤْوي أنسجة عصبية متصلة بشاربيه، ويحتمل أنَّ هذا أدَّى إلى زيادة دقة حواسّ السميلودون وسمحَ له بتسديد عضّة دقيقة إلى طريدته حتى ولو لم يكُن قادراً على رؤيته في لحظة تسديد العضة، وهي مزيَّة شديدة الأهمية لكي يتجنّب السميلودون كسرَ نابيه أثناء العَضّ. وكانت في فم السميلودون أضراسٌ خلفية بحِدّة السكاكين، وكان يستخدمها في تقطيع الجِلْد ليتمكَّن من الوصول إلى اللحم الذي أسفله، وأما قلة عدد الأضراس في فمه فتُشِير إلى أنه كان قليل القدرة على سَحْق عظام الحيوانات مقارنةً بالنمور الحديثة.{{Sfn|Antón|2013|pp=176–216}} ورغم أن نابَيْ السميلودون كبيران جداً، إلا أنه من غير المحتمل أنهما كانا يُصعّبان عليه التهام ضحيَّته: فعندَ مقارنته بالسنوريات الحديثة، نجدُ أن النمور والأسود الحالية لا تستخدم قواطعها الأمامية (الأسنان التي بين النابَيْن) في تقطيع والتهام لحم فريستها، وإنما أضراسها الحادة في الجانب الخلفيّ من فمها، مما يعني أن السميلودون كان يستخدم جانبَ فمه للأكل دون عوائق تذكر.<ref name="Anton"/>


[[ملف:BC-018T-Sabercat-Tarpit-r2-Lo.jpg|تصغير|جمجمة ''سميلودون فتّاك'' معروضة وفكّاه مفتوحان لأقصى حد.]]
[[ملف:BC-018T-Sabercat-Tarpit-r2-Lo.jpg|تصغير|يمين|جمجمة ''سميلودون فتّاك'' معروضة وفكّاه مفتوحان لأقصى حد.]]


يعتقد أن بناء جسد السميلودون كان أقوى من السنوريات كبيرة الحجم الأخرى، إلا أنَّ عضّته - بالرغم من ذلك - كانت أضعف في الغالب. [[قوس وجني|فالقوس الوجني]] (عظم وجنة) في السنوريات الحديثة، مثل النمور والأسود، أكبر منهُ عند السميلودون المنقرض، ممَّا يعني أن [[عضلة صدغية|العضلة الصدغية]] عند السميلودون كانت أقلَّ سماكة وبالتالي أن عضّته كانت أقلّ قوة. تظهر الدراسات المجراة على فكَّيْ السميلودون الضيِّقَيْن أن قوة عضّته كانت لا تزيدُ عن ثُلْث قوة عضة الأسد (إذ بلغ مقدار قوة عضة الأسد، وفقاً لهذه الحسبة، 112). وبصورة عامة، يبدو أن ثمة قاعدة تُفِيد بأن ضخامة حجم أنياب السنوريات ذات الأسنان السيفية تجعلُ عضّاتها أضعف. إلا أنَّ الدراسات التي تقارن قوة الانثناء (وهي قدرة الأنياب الكبيرة على مقاومة قوى الانثناء دون أن تنكسر) بقوّة العض تظهر أن أسنان السميلودون، نسبة لقوّة عضته، كانت أكثر متانةً من أسنان السنوريات الحديثة. أيضاً، من المحتمل أن السميلودون كان قادراً على فتح فمه بزاوية تصلُ إلى 120 درجة، بينما لا يمكن للأسد الحديث أن يفتح فمه لأكثر من 65 درجة، ممَّا يعني أن السميلودون كان قادراً على مباعدة فكَّيْه بما يكفي للإطباق على حيوانات كبيرة الحجم جداً، بالرّغم من ضخامة نابيه وطولهما.
يعتقد أن بناء جسد السميلودون كان أقوى من السنوريات كبيرة الحجم الأخرى، إلا أنَّ عضّته - بالرغم من ذلك - كانت أضعف في الغالب. [[قوس وجني|فالقوس الوجني]] (عظم وجنة) في السنوريات الحديثة، مثل النمور والأسود، أكبر منهُ عند السميلودون المنقرض، ممَّا يعني أن [[عضلة صدغية|العضلة الصدغية]] عند السميلودون كانت أقلَّ سماكة وبالتالي أن عضّته كانت أقلّ قوة. تظهر الدراسات المجراة على فكَّيْ السميلودون الضيِّقَيْن أن قوة عضّته كانت لا تزيدُ عن ثُلْث قوة عضة الأسد (إذ بلغ مقدار قوة عضة الأسد، وفقاً لهذه الحسبة، 112).<ref name="NewscientistOct2007">{{cite journal |last=Hecht |first=J. |date=1 October 2007 |title=Sabre-tooth cat had a surprisingly delicate bite |journal=New Scientist |url=https://www.newscientist.com/article/dn12712-sabretooth-cat-had-a-surprisingly-delicate-bite.html}}</ref><ref name="Wroe et al., 2004">{{cite journal |url=http://intern.forskning.no/dokumenter/wroe.pdf |author=Wroe, S. |author2=McHenry2, C. |author3=Thomason, J. |year=2004 |title=Bite club: comparative bite force in big biting mammals and the prediction of predatory behaviour in fossil taxa |journal=Proceedings of the Royal Society |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20130825231325/http://intern.forskning.no/dokumenter/wroe.pdf |archivedate=2013-08-25 |df= }}</ref> وبصورة عامة، يبدو أن ثمة قاعدة تُفِيد بأن ضخامة حجم أنياب السنوريات ذات الأسنان السيفية تجعلُ عضّاتها أضعف. إلا أنَّ الدراسات التي تقارن قوة الانثناء (وهي قدرة الأنياب الكبيرة على مقاومة قوى الانثناء دون أن تنكسر) بقوّة العض تظهر أن أسنان السميلودون، نسبة لقوّة عضته، كانت أكثر متانةً من أسنان السنوريات الحديثة.<ref>{{cite journal |last=Christiansen |first=P. |year=2007 |title=Comparative bite forces and canine bending strength in feline and sabretooth felids: implications for predatory ecology |journal=Zoological Journal of the Linnean Society |doi=10.1111/j.1096-3642.2007.00321.x |volume=151 |issue=2 |pages=423–437 |url=http://www.ingentaconnect.com/content/bsc/zoj/2007/00000151/00000002/art00007;jsessionid=3fer3dm7dsjm.alexandra}}</ref> أيضاً، من المحتمل أن السميلودون كان قادراً على فتح فمه بزاوية تصلُ إلى 120 درجة،<ref>{{cite journal |last1=Andersson |first1=K. |last2=Norman |first2=D. |last3=Werdelin |first3=L. |year=2011 |title=Sabretoothed carnivores and the killing of large prey |journal=PLoS ONE |doi=10.1371/journal.pone.0024971 |bibcode=2011PLoSO...624971A |pmid=22039403 |pmc=3198467 |volume=6 |issue=10 |page=e24971}} {{open access}}</ref> بينما لا يمكن للأسد الحديث أن يفتح فمه لأكثر من 65 درجة،<ref>{{cite journal |last=Martin |first=L. D. |year=1980 |title=Functional morphology and the evolution of cats |journal=Transactions of the Nebraska Academy of Sciences |volume=8 |pages=141–154 |url=http://digitalcommons.unl.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1286&context=tnas&sei-redir=1}}</ref> ممَّا يعني أن السميلودون كان قادراً على مباعدة فكَّيْه بما يكفي للإطباق على حيوانات كبيرة الحجم جداً، بالرّغم من ضخامة نابيه وطولهما.<ref name="Anton"/>


===الأفخاخ الطبيعيَّة===
===الأفخاخ الطبيعيَّة===

نسخة 12:17، 16 يناير 2018

اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
السِّمِيلُودُون
العصر: 2.5–0.01 مليون سنة


(أوائل العصر الحديث الأقرب–أوائل العصر الحاضر)

هيكلٌ عظميٌّ لِسميلودونٍ فتَّاكٍ في متحف العُلُوم والطبيعة في مدينة طوكيو

المرتبة التصنيفية جنس  تعديل قيمة خاصية (P105) في ويكي بيانات
التصنيف العلمي
النطاق: حقيقيَّات النوى
المملكة: الحيوانات
الشعبة: الحبليَّات
الطائفة: الثدييَّات
الرتبة: اللَّواحم
الفصيلة: السنوريَّات
الجنس: السميلودون
الاسم العلمي
Smilodon
پیتر ويليام لُند، 1842
معرض صور سميلودون  - ويكيميديا كومنز  تعديل قيمة خاصية (P935) في ويكي بيانات

السِّمِيلُودُون أو السَّمَايلُودُون (باللاتينية: Smilodon) هو جنسٌ مُنقرضٌ من السِّنوريَّات سيفيَّة الأسنان. وهو أحد أشهر الثدييَّات القبتاريخيَّة، وأبرز سنورٍ سيفيّ الأنياب بين جميع الأجناس البائدة الأُخرى. يُعرفُ الفردُ من هذه الحيوانات بِـ«الببر سيفيّ الأنياب» (بالإنگليزيَّة: Saber-toothed Tiger) في الوسط العامِّي، وتُرجم هذا الاسم خطأً إلى اللُغة العربيَّة فأصبح «النمر سيفيّ الأنياب»، تماشيًا مع الخطأ الدارج المُتمثل في الخلط بين الببر والنمر،(1) لكنَّها في الواقع ليست وثيقة الصلة بِالبُبُور أو غيرها من السنوريَّات المُعاصرة. عاشت السميلودونات في الأمريكتين خلال العصر الحديث الأقرب (العصر الپليستوسيني)، أي خلال الفترة المُمتدَّة بين 2.5 ملايين سنة إلى حوالي 10,000 سنة. أُطلقت التسمية المُعاصرة على هذا الجنس في سنة 1842 استنادًا إلى بعض المُستحاثات المُكتشفة في البرازيل. يعترفُ العُلماء حاليًّا بِثلاثة أنواعٍ من السميلودون، هي: السميلودون النَّحيل (باللاتينية: Smilodon gracilis) والسميلودون الفتّاك (باللاتينية: Smilodon fatalis) والسميلودون المُدمِّر (باللاتينية: Smilodon populator). يُحتملُ أنَّ النوعان الأخيران يتحدران من السميلودون النَّحيل، الذي يُحتمل تحدُّره بدوره من الميگانتيرون. أكبر مجموعة من مُستحاثات السميلودون اكتُشفت في حُفر قطران لابريا قُرب مدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا، بِالولايات المُتحدة.

كانت السميلودونات أغلظ جسدًا من جميع أنواع وأجناس السنوريَّات الباقية اليوم، وتميَّزت عنها بأطرافها الأماميَّة الأكثر تطوُّرًا وناباها العُلويان فائقا الطول. وكانت فتحة أشداقها أوسع من فتحة أشداق جميع السنوريَّات الأُخرى، على أنَّ أنيابها الطويلة سالفة الذِكر كانت نحيله وهشَّة، ومُخصصة لِطعن طرائدها في أماكن مُحددة، كمواضع الأوردة والشرايين الحيويَّة. كان السميلودون النَّحيل (باللاتينية: Smilodon gracilis) أصغر الأنواع على الإطلاق، وتراوح وزنه بين 55 و100 كيلوگرام (ما بين 120 و220 رطلًا)، يليه السميلودون الفتّاك (باللاتينية: Smilodon fatalis) بِوزنٍ تراوح ما بين 160 إلى 280 كيلوگرامًا (ما بين 350 إلى 620 رطلًا) وارتفاعٍ وصل إلى 100 سنتيمتر (39 إنشًا). كلا النوعان سالِفا الذِكر عُثر على بقاياها في أمريكا الشماليَّة، على أنَّ بعض المُستحاثات المُكتشفة في أمريكا الجنوبيَّة تُنسب أحيانًا إليها. أمَّا السميلودون المُدمِّر (باللاتينية: Smilodon populator) فقد اكتُشفت بقاياه في أمريكا الجنوبيَّة، ويُحتمل أنَّهُ أكبر السنوريَّات التي عاشت قديمًا وحديثًا، إذ تراوحت زنته ما بين 220 إلى 400 كيلوگرام (ما بين 490 إلى 880 رطلًا) ووصل ارتفاعه عند الكتفين إلى 120 سنتيمترًا (47 إنشًا). ولا يُعرفُ على وجه الدقَّة كيف كان نمطُ فراء هذه الحيوانات، أو إن كان لديها أيَّةُ أنماطٍ على الإطلاق، على أنَّ الكثير من الرسَّامين والفنانين المُتخصصين بِرسم الكائنات البائدة رسموا السميلودون بأنماطٍ فرويَّة شبيهة بِأنماط بعض السنوريَّات المُعاصرة، كالنُمُور واليغاور والأسلوت، أو دون أنماطٍ فرويَّة كما الأُسُود.

اقتاتت السميلودونات على طائفةٍ واسعةٍ من العواشب الضخمة في أمريكا الشماليَّة، من شاكلة الأحصنة البريَّة والبياسن والجِمال وصغار المواميث، ولمَّا عبرت إلى أمريكا الجنوبيَّة افترست أنواعًا جديدةً من الطرائد المحليَّة التي لم تعرفها في أمريكا الشماليَّة، مما يُؤكِّد قُدرتها على التأقلُم من الظُروف البيئيَّة الجديدة ويُوضح سبب نجاحها وانتشارها الواسع. يُعتقدُ بِأنَّ السميلودون كان يفتك بِطريدته عبر تثبيتها أرضًا بِقائمتيه الأماميتين القويتين، ثُمَّ يعُضُّها ويقتُلها، وما زال العُلماء مُحتارون في كيفيَّة تسديد السميلودون عضَّته القاتلة لِطريدته، نظرًا لِطول نابيه وهشاشتها، بحيثُ كانت عُرضةً لِلكسر لو ضربت العظم. كذلك، ما زال النقاشُ قائمًا بين العُلماء حول ما إذا كانت السميلودونات كائنات اجتماعيَّة (تعيش في مجموعات) أم انفراديَّة، وكثيرًا ما يُلجأ إلى دراسة مُستحاثاتها ومُقارنتها بِعظام السنوريَّات الحيَّة وطريقة معيشتها لِتحديد ذلك. يُحتمل أنَّ السميلودونات قطنت الموائل الطبيعيَّة كثيفة الغطاء النباتي، من شاكلة الغابات وأراضي الأشجار القمئيَّة، للاستعانة بِذلك الغطاء في سبيل الكمن لِلفرائس. انقرضت السميلودونات في ذات الوقت الذي شهد انقراض كُل الحيوانات الپليستوسينيَّة الضخمة في أمريكا الشماليَّة، مُنذُ حوالي 10,000 سنة، ويُعزى انقراضها إلى اعتمادها المُفرط على الفرائس الضخمة، بِالإضافة إلى التغيُّر المُناخي السريع، والمُنافسة مع الضواري الأُخرى، غير أنَّ السبب الفعلي والدقيق وراء اندثارها ما يزال غير معلوم.

التصنيف

الاكتشاف والتسمية

جُمجُمة سميلودون مُدمِّر وإلى جانبها ناب أصليَّة من مجموعة پیتر ويليام لُند، محفوظة في متحف علم الحيوان في مدينة كوپنهاگن.

خلال عقد الثلاثينيَّات من القرن التاسع عشر، كان عالم الطبيعيَّات الدنماركي پیتر ويليام لُند ومُساعديه يُنقبون عن الأحافير في سلسلة كُهُوف «كالسيروس» الواقعة بِالقُرب من بلدة «لاگوا سانتا» في ولاية ميناس گرايس بِالبرازيل، فوقعوا على آلاف المُستحاثات ونبشوها من الصخر، وتمكَّن لُند من التعرُّف على بضعة أسنانٍ وجنيَّة مُتحجِّرة من بينها، واعتقد أنها تعود لِنوعٍ بائدٍ من الضباع، سمَّاه «ضبع الأرض الجديدة» (باللاتينية: Hyaena neogaea) بعد أن أجرى بضعة دراساتٍ على تلك العيِّنات، وانتهى منها بِحُلُول سنة 1839. مع الوقت، أظهرت عمليَّات الحفر والتنقيب وُجود المزيد من العظام العائدة إلى هذا الكائن، بما فيها أعظُم القائمتين والنابين، فعاد لُند إلى تفحُصها ودراستها لِيتبيَّن لهُ أنها تعود في الواقع إلى جنسٍ من السنوريَّات، اعتبرهُ يُمثِّلُ جنسًا انتقاليًّا بين السنوريَّات والضبعيَّات. قال لُند أنَّ هذا الكائن لا بُد أنهُ ماثل في حجمه أكبر الضواري الحيَّة اليوم، وأنَّ جسدهُ كان أغلظ من جسد السنوريَّات المُعاصرة. رغب لُند بِتسمية هذا الجنس المُكتشف حديثًا بِـ«ضبعيَّات الأسنان» (باللاتينية: Hyaenodon)، ولكن نظرًا لأنَّ التسمية الأخيرة استُعملت سلفًا وأُطلقت على جنسٍ آخر من الضواري المُنقرضة، أطلق لُند على اكتشافه تسمية «مُسيَّف الأنياب المُدمِّر» (باللاتينية: Smilodon populator)، في سنة 1842. أوضح لُند أنَّ اسم الجنس «سميلودون» مُكوَّن من شقين يونانيين: «سْمَيْلِه» (باليونانية: σμίλη)‏ وهي تعني «مشرط» أو «مبضع» أو سكين مشحوذة الجانبين، و«أُوْدُوْيُوسْ» (باليونانية: ὀδoύς)‏ وتعني «سن». وترجم البعض هذه الكلمة فجعل معناها: «السن شبه السكين ذات الحدين». وأضاف لُند أنَّ اسم النوع «populator» يعني «المُدمِّر»، وترجمهُ آخرون على أنَّهُ يعني «جالب الدمار والخراب». بِحُلُول سنة 1846، كان لُند قد استحوذ على جميع أجزاء الهيكل العظمي العائد لِهذا الكائن، وإن من عيناتٍ مُختلفة مُكتشفة في أماكن شتَّى، وفي ذلك الوقت اكتُشفت عيِّناتٌ أُخرى من هذه الكائنات في الدُول المُجاورة لِلبرازيل على يد عُلماءٍ ومُستكشفين مُختلفين.[1][2] عاد بعض العُلماء اللاحقين إلى استخدام اسم النوع «neogaea» الذي استعملهُ لُند قبلًا، عوض «populator» عند وصفهم النوع المذكور، لكنَّ التسمية الأولى يعتبرها العُلماء المُعاصرون «اسمًا مُعرَّى» (باللاتينية: Nomen nudum)، وبتعبيرٍ آخر هي غير سليمة، نظرًا لأنها استُعملت في وقتٍ لم يحظى فيه الكائن بِوصفٍ علميٍّ دقيق، كما لم تُلصق بها تسمية جنسٍ مُلائمة آنذاك.[3] كما قال عُلماءٌ آخرون أنَّ بعض العيِّنات المُكتشفة في أمريكا الجنوبيَّة يصح اعتبارها أجناسًا مُختلفةً، أو جُنيساتٍ أو أنواعٍ أو نُويعاتٍ من السميلودون، لكنَّ الرأي الغالب يتجه إلى اعتبارها مُجرَّد أفرادٍ مُختلفةٍ من السميلودون المُدمِّر، وقد تكون جمهرات مُتنوعة أو بِمراحل عُمريَّة مُختلفة.[4]

طبعة حجريَّة تعود لِسنة 1869، تُظهر قسم الفك العُلُوي الأصلي والضرس الأصليَّة التي استند إليها جوزيف ليدي لِوصف السميلودون الفتَّاك وصفًا علميًّا لِأوَّل مرَّة.

اكتُشفت مُستحاثات السميلودون في أمريكا الشماليَّة أوَّل مرَّة خِلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر،[1] ففي سنة 1869 اكتشف عالم الأحياء القديمة الأمريكي جوزيف ليدي قسمًا من فكٍ عُلُويٍّ يحوي ضرسًا، في حقلٍ نفطيٍّ بِمُقطاعة هاردين في ولاية تكساس، ولمَّا تفحَّصهُ ودرسهُ قرَّر أنَّهُ يعود لِحيوانٍ من جنس القُططيَّات (باللاتينية: Felis)، وهو ذات الجنس الذي كان العُلماء آنذاك يضعون فيه كُل السنوريَّات الباقية والبائدة، لكنَّهُ عدل عن رأيه بعد أن عاود دراسة المُستحاثة وقرَّر أنَّ هذا الكائن يستحق أن يُدرج ضمن جُنيسٍ خاصٍ به، وسمَّى هذا الجنس «القُططيَّات المُتجهمة» (باللاتينية: Trucifelis)، وسمَّى النوع المُكتشف «السنَّور المُتجهم الفتَّاك» (باللاتينية: Felis Trucifelis fatalis).[5] ويُلاحظ أنَّ اسم النوع «fatalis» يعني في الحقيقة «القدر» أو «المصير»، لكن يُعتقد بأنَّ ليدي كان يعني به «الفتَّاك»، فالتسمية ليست لاتينيَّة محض وإنما نحتٌ بين كلمةٍ إنگليزيَّةٍ (fatal) ولاحقةٍ لاتينيَّةٍ (is).[6] وفي منشورٍ علميٍّ من سنة 1880، أشار عالم الأحياء القديمة الأمريكي إدوارد درينكر كوپ إلى أنَّ ضرس «السنَّور المُتجهم الفتَّاك» مُتطابق مع ضرس السميلودون، واقترح إعادة تسمية الكائن بِـ«السميلودون الفتَّاك» (باللاتينية: Smilodon fatalis).[7] كانت أغلب الاكتشافات الأمريكيَّة الشماليَّة غثَّة وضئيلة، إلى أن بدأ العُلماء يُنقبون عن المُستحاثات في حُفر قطران لابريا قُرب مدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا، فكشفوا النقاب عن مئات بقايا السميلودونات الفتَّاكة، بدايةً من سنة 1875 وُصولًا إلى اليوم.[1] وكما هو الحال مع السميلودون المُدمِّر، اكتُشفت بقايا أفرادٍ منهُ مُتابينة الأحجام ومُختلفة في بعض السمات، ويُرجَّح أنها مُجرَّد جمهرات أو نُويعات مُختلفة.[4] من جهةٍ أُخرى، قالت العالمة الأمريكيَّة «أناليزا برتا» أنَّ السميلودون الفتَّاك لا يصح اعتباره نوعًا نمطيًّا أو نوعًا مُنفصلًا بِذاته لِأنَّ المعلومات المُتوافرة عنه ما تزال غير كاملة ولا تُؤكد هذا الكلام، والأرجح أنَّ هذا النوع عبارة عن جمهرة أو نُويعة من السميلودون المُدمِّر الأمريكي الجنوبي.[3] لكنَّ العالمان السُويديَّان «بيورن كورتن» و«لارس وردلين»، عادا وأجريا دراسة مُفصلة عن الكائنان في سنة 1990، وخلصا إلى أنَّ كُلٌ منهُما يُشكِّلُ نوعًا مُنفصلًا.[8]

عاد كوپ المذكور، وسمَّى نوعًا جديدًا من السميلودون في مقالٍ علميٍّ نُشر سنة 1880، ودعاه بِـ«السميلودون النَّحيل» (باللاتينية: Smilodon gracilis). استند كوپ في تحديده النوع الجديد سالف الذِكر على جُزءٍ من نابٍ عُثر عليه في كهفٍ بِالقُرب من نهر سكوكل في ولاية پنسلڤانيا، ولمَّا تفحَّصهُ اكتشف أنهُ يختلف عن أنياب النوعان المُكتشفان قبلًا، إذ كان أصغر حجمًا وكانت قاعده أكثر انضغاطًا.[7] أمَّا تسمية النوع بِالنحيل فتعود لِبُنيته الضئيلة مُقارنةً بِالنوعان السابقان.[9] لم يكتشف العُلماء سوى بضعة عيِّناتٍ مُتفرقة من السميلودون النَّحيل، تقلُّ كثيرًا عن عيِّنات أنسبائه المُكتشفة،[10] واقترح بعض العُلماء أنَّهُ يُشكِّلُ جنسًا مُنفصلًا بِذاته، تمامًا مثل الميگانتيرون والهوموثيريوم.[11] يعترفُ العُلماء حاليًّا بِالسميلودون النَّحيل والسميلودون الفتّاك والسميلودون المُدمِّر بِصفتها الأنواع الوحيدة المُعترف بها من هذا الجنس، أمَّا سائر ما وُصف من السميلودونات المُختلفة فيُتفق على أنها مُجرَّد جمهرات أو نُويعات من الأنواع الثلاثة سالفة الذِكر.[4][3] أصبحت السميلودونات ركائز بارزة في الثقافة الشعبيَّة كونها إحدى أبرز الثدييات القبتاريخيَّة، واختارتها ولاية كاليفورنيا لِتكون أُحفورتها الرسميَّة.[1]

النُشُوء والتطوُّر

هيكلٌ عظميٌّ لِسميلودونٍ مُدمِّرٍ، وهو النوع الأمريكي الجنوبي من السميلودون وأكبر تلك الأنواع بلا مُنازع، معروضٌ في متحف لاپلاتا في مدينة بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين.

كان السميلودون آخر أجناس السنوريَّات سيفيَّة الأنياب التي عاشت على وجه الأرض، وهو أيضًا أشهرها، ويبلغ من مقدار شُهرته أنَّ عامَّة الناس تعتقد بأنَّ تسمية «السنُّور سيفيّ الأنياب» و«السميلودون» مُترادفتان وتعنيان شيئًا واحدًا، على الرُغم من أنَّ الأولى اسمٌ عامٌ يُستخدم في وصف عدَّة أجناس سنوريَّات بائدة تمتعت بِأنيابٍ عُلويَّةٍ فائقة الطول. ويُلاحظ أنَّ مُعظم تلك الأجناس تطوَّرت ونشأت تقارُبيًّا نتيجة تشابه ظُرُوف معيشتها، دون أن تكون وثيقة الصلة ببعضها بِالضرورة. ويُلاحظ أيضًا أنَّ حيواناتٍ أُخرى من غير السنوريَّات ظهرت لديها تلك الميزة كونها عاشت حياةً شبيهةٍ بِحياة السنوريَّات سيفيَّة الأنياب. من أبرز تلك الحيوانات: غورغونيَّات الوجه (باللاتينية: Gorgonopsia) والثايلاكوسميليدات (باللاتينية: Thylacosmilidae) وخنجريَّات الأسنان (باللاتينية: Machaeroides) والنمرڤيديَّات (باللاتينية: Nimravidae) والباربروفيلسات (باللاتينية: Barbourofelidae) وسيفيَّات الأسنان (باللاتينية: Machairodontinae).[1][12] تشتملُ فصيلة السنوريَّات الحقيقيَّة على سيفيَّات الأسنان بِصفتها فُصيلة ضمنها، فهي تصنيفٌ فرعيٌّ أدنى منها، والأخيرة تُقسم بدورها إلى ثلاث قبائل: سيفيَّات الأسنان المُزيفة (باللاتينية: Metailurini)، والسنوريَّات حرابيَّة الأسنان (باللاتينية: Homotherini)، والسنوريَّات طعَّانة الأسنان (باللاتينية: Smilodontini)، والقبيلة الأخيرة هي ماينتمي إليها جنس السميلودون.[4] تتميَّز السنوريَّات المُنتمية لِقبيلة طعَّانة الأسنان بأنيابها الطويلة النحيلة المُسننة، أو عديمة التسنين في بعض الحالات، بِالمُقابل تتميَّز السنوريَّات حرابيَّة الأسنان بِأنيابٍ أقصر وأعرض وأشد تفلطُحًا وأخشن تسنينًا.[13] أمَّا السنوريَّات المُنتمية إلى قبيلة سيفيَّات الأسنان المُزيفة، فكانت أقل تخصُصًا، وأنيابها أقصر وأقل تفلطُحًا، حتَّى أنَّ بعض الباحثين يُخرجونها من نطاق فُصيلة سيفيَّات الأسنان لافتقادها لِما يُميِّزُ أعضاء هذه الفُصيلة.[4]

نابُ سميلودون مُدمِّر. طرفه السُفلي مُوجَّهٌ ناحية اليمين.

ظهرت أقدم السنوريَّات على وجه الأرض خِلال العصر الضُّحوي (الأوليغوسيني) في أوروپَّا، ومنها على سبيل المِثال السنَّور الأسبق (باللاتينية: Proailurus)، أمَّا أقدم سنورٍ سيفيّ الأسنان فيعودُ إلى العصر الثُلثي الأوسط (الميوسيني)، وتمثَّلت هذه الكائنات آنذاك بِجنسٍ يُعرف باسم «السنوريَّات الزائفة» (باللاتينية: Pseudaelurus).[4] كانت جماجم السنوريَّات سيفيَّة الأسنان البدائيَّة وأفكاكها السُفليَّة شبيهة بِتلك الخاصَّة بِالنُمُور المُلطَّخة. وبِمُرور الوقت، تأقلم هذا النسل من السنوريَّات مع صيد الطرائد الضخمة حصرًا، فتطاولت أنيابها العُلُويَّة مع تعاقب الأجيال، واتسعت فتحات أشداقها، في سبيل تمكينها من قتل الفرائس التي تفوقها حجمًا، لكنها خسرت بِالمُقابل قُوَّة عضَّاتها.[14] وبِمُرور الزمن، أصبحت أجساد هذه الحيوانات أثخن فأثخن، تماشيًا مع تطاول أنيابها أكثر فأكثر، وذلك كي تتمكَّن من تطويع طرائدها والإمساك بها مسكًا متينًا ريثما تطعنها.[13] وفي حالة أعضاء قبيلتيّ طعَّانة الأسنان وحرابيَّة الأسنان، فإنَّ فقراتها القُطنيَّة بِعواميدها الفقريَّة وأذيالها قصُرت تدريجيًّا إلى جانب قوائمها الخلفيَّة.[4] يعتقد العُلماء أنَّ طعَّانة الأسنان (السميلودونات) وحرابيَّة الأسنان انشقَّت عن بعضها مُنذُ حوالي 18 مليون سنة، وفق ما أظهرته نتائج تحليل سلاسل الحمض النووي لِلمُتقدِّرات المُستخرجة من المُستحاثات.[15] أقدمُ أنواع السميلودون المعروفة هو السميلودون النحيل، الذي عاش مُنذُ ما بين 2.5 ملايين سنة إلى نحو 500,000 سنة، ويبدو أنهُ كان خليفة الميگانتيرون في أمريكا الشماليَّة، ويُحتمل أن يكون قد تطوَّر منه. ومن المعروف أنَّ الميگانتيرون نفسه عبر إلى أمريكا الشماليَّة آتيًا من أوراسيا خِلال العصر الحديث القريب (الپليوسيني)، وسُرعان ما تبعتهُ السنوريَّات حرابيَّة الأسنان في ذات الوقت تقريبًا. وصل السميلودون النحيل إلى المناطق الشماليَّة من أمريكا الجنوبيَّة خِلال أوائل العصر الحديث الأقرب (الپليستوسيني)، وكان دُخُوله القارَّة الجديدة جُزءٌ من عمليَّة التبادل الأمريكي العظيم.[16][13] يُحتمل أن يكون نوعا السميلودون الآخران مُتحدران من السميلودون النحيل، نظرًا لأنهما عاشا في فترةٍ لاحقة.[17] فالسميلودون الفتَّاك عاش خِلال الفترة المُمتدَّة ما بين 1.6 ملايين سنة إلى نحو 10,000 سنة، وحلَّ مكان السميلودون النحيل في أمريكا الشماليَّة.[8] أمَّا السميلودون المُدمِّر فقد عاش خِلال الفترة المُمتدَّة ما بين مليون إلى 10,000 سنة، ووُجد في المناطق الشرقيَّة من أمريكا الجنوبيَّة.[18]

رُغم أنَّ عامَّة الناس تُطلقُ على السميلودون اسم «الببر سيفيّ الأنياب» (بالإنگليزيَّة: Saber-toothed Tiger) الذي تُرجم خطأً إلى اللُغة العربيَّة فأصبح «النمر سيفيّ الأنياب»، تماشيًا مع الخطأ الدارج المُتمثل في الخلط بين الببر والنمر،(1) فإنَّ السميلودونات لا ترتبط بِالبُبُور ولا بِالنُمُور المُعاصرة (التي تنتمي إلى الفُصيلة النمريَّة) ولا بِأيِّ سنَّورٍ مُعاصرٍ آخر.[19] أظهرت دراسةٌ تحليليَّةٌ لِأحماضٍ نوويَّةٍ عتيقةٍ، في سنة 1992، أنَّ السميلودونات يصحُّ تصنيفها ضمن فصيلة السنوريَّات الحقيقيَّة (بِفُصيلتيها القطيَّة والنمريَّة)،[20] بينما أظهرت دراسةٌ أُخرى من سنة 2005 أنَّ نسب السميلودون مُختلفٌ عن أنساب غيره من السنوريَّات.[21] وفي سنة 2006 نُشرت دراسةٌ أُخرى تؤكد هذا الكلام، فتبيَّن أنَّ سيفيَّات الأسنان انشقَّت عن أسلاف السنوريَّات المُعاصرة في وقتٍ مُبكرٍ من تاريخ نُشوئها، وبالتالي لا يصح القول أنها وثيقة الصلة بها وبأيِّ نوعٍ من الأنواع السنوريَّة الباقية.[22] تُظهرُ الشجرة التاريخيعرقيَّة التالية موضع جنس السميلودون بين سائر أجناس السنوريَّات الباقية والبائدة:[16]

تمثالٌ لِسميلودونٍ مُدمِّرٍ في حديقة حيوانات تيرپارك برلين. نُحت بِيد أريك أوهم، سنة 1964.
السنوريَّات

السنَّوريَّات السابقة




السنوريَّات الزائفة





النمريَّات (البُبُور، والأُسُود، واليغاور، والنُمُور)




عنَّاق الأرض




القطط النمريَّة (الأسلوت وأنسباؤه)




القُططيَّات (القطط المُستأنسة وأنسباؤها)




اليغورنديَّات (اليغورندي)




الفُهُود الأمريكيَّة



الفوميَّات (الكوجر)










السنوريَّات الرهيبة - الدينوفيليسات





النمرڤيديَّات




سيفيَّات الأسنان




حرابيَّة الأسنان



إزميليَّة الأسنان







مخايراويَّة الأسنان




الميگانتيرون




السميلودون النحيل




السميلودون المُدمِّر



السميلودون الفتَّاك











الوصف

القد

السميلودون المُدمِّر (بالأخضر)، والسميلودون الفتّاك (بالأرجواني)، والسميلودون النّحيل (بالبرتقالي) بحسب تناسُب الحجم الواقعي بينهم.

كان حجم السميلودون قريباً من أحجام السنوريات الكبيرة الحديثة، مثل النمور والأسود، ولكنَّ بنيته الجسدية كانت أكثر قوَّة. فقد كان له بطنٌ أصغر، وعظم كتف عالٍ، وذيل قصير جداً، وأرجلٌ كبيرة.[23][24] إلا أن أشهر سِمَات السميلودون هي أنيابه الطويلة، التي تتجاوزُ في طولها عنده أيَّ نوعٍ معروفٍ آخر من السنوريات سيفية الأنياب، حيثُ كان يصلُ طول الناب الواحد إلى حوالي 28 سنتيمتراً في النوع الأكبر من السميلودون، وهو السميلودون المُدمِّر،[23] وامتازت هذه الأنياب بأنها رفيعة ومُسنَّنة من الجهتين الأمامية والخلفية.[25] كانت جمجمة السيملودون كثيفة البنية والخطمُ فيها قصير وكبير، وأما عظم الوجنتينعنده فقد كان مُقوَّساً وسميكاً، وعرفه السهمي بارز، وأما عظم جبهته فمُحدَّبٌ قليلاً. كان في كلّ واحدٍ من جانبي فكه السفلي بروز كبير، وامتازت قواطعهُ بأنها طويلة وحادَّة ومائلة للأمام، إلا أن ثمة فجوة تفصلُ بينها وبين طواحن الفك السفليّ. كانت الأسنان القاطعة عند السميلودون عريضة ومُقوَّسة ومصفوفة بخطّ مستقيم. وقد كانت الأسنان المعروفة بالضواحك موجودة في الفكّ السفلي للسميلودون بمعظم مستحاثاته القديمة، إلا أنها اختفت من المستحاثات الأحدث، إذ لم يعثَر عليها إلا في 6% من عظام السميلودون المكتشفة ببحيرة قطران لابريا.[3] ثمة اختلافٌ في الرأي بين العلماء بما إذا كانت إناث وذكور السميلودون متطابقة أم مختلفة المظهر. فالكثيرُ من الدراسات المجراة على أحافير السميلودون الفتّاك لم تجِد فرقاً يذكر بين جنسيه،[26][27] ولكن على العكسِ من ذلك، وجدت دراسة من سنة 2012 أن بينَ إناث وذكور السميلودون الفتّاك فروقاتٍ قريبة جداً من تلك الموجودة بين إناث وذكور النمور الحديثة، وذلك على الرّغم من أن حجم السميلودون لا يختلفُ كثيراً بين الجنسين.[28]

رسم تخيلي للسميلودون المُدمِّر بفراءٍ ذي لونٍ واحد. بريشة تشارلز ر. نايت، عام 1903.

كان السميلودون النّحيل أصغار أنواع هذا الحيوان، إذ يُقدِّر العلماء أن وزنه تراوح ما بينَ 55 إلى 100 كيلوغرام، أي ما يعادل حجم يغور الآن تقريباً.[29] وقد كان حجمُ هذا النوع من السميلودون مقارباً لسنوريّ آخر منقرض يُسمَّى الميجانتيريون، ولكن الاختلافَ الأساسي يكمنُ بأن جمجمته وأنيابه تعطيهِ طولاً إضافياً، بحيثُ يصبحُ أقرب للسميلودون الفتّاك.[23][4] وأما السميلودون الفتاك فقد كان يشغلُ مرحلة وسطى بالحجم بين النوعين الآخرين،[23] إذ تراوحُ وزنه - تقديراً - من 160 إلى 280 كيلوغرام،[29] وبلغ ارتفاعه عند الكتف متراً كاملاً، وطولُ جسمه 175 سنتيمتراً.[30] وهذا يعني أن قدَّ السميلودون الفتاك كان معادلاً تقريباً لقدِّ الأسد الحديث، إلا أنه - على الأرجح - امتاز بكُتلة عضليَّة أكبر وجُثّة أضخم قليلاً. تشبهُ جمجمة هذا النوع جمجمة الميجانتيريون، ولكن أنيابه الأكبر بكثيرٍ تعطيها مظهراً مختلفاً.[4] أخيراً، كان أكبر الأنواع الثلاثة هو السميلودون المُدمِّر، والذي يعتبر واحداً من أكبر الحيوانات السنوريَّة المعروفة التي عاشت على الأرض، إذ من المحتمل أن وزنه كان يصل إلى 400 كيلوغرام، ولم يكُن يقلّ عن 220 كيلوغراماً،[29] بل وقد قدَّرت إحدى الدراسات وزنه بـ470 كيلوغراماً، وهو ما يقاربُ نصف طُنّ.[31] بلغ ارتفاعُ هذا الحيوان عندَ الكتف 120 سنتيمتراً،[23] وكان جسمه أكثر قُوَّة من النوعين الآخرين، وأما جمجمته فنحيلة وذاتُ شكلٍ طوليّ، وعظم أنفي أعلى، وعظم قذالي أكثر أفقية، وعظام أصابع أكبر حجماً، وساقين أماميتين طويلتين مقارنةً بالخلفيتين.[4][8] اكتشفت في الأرجنتين آثار أقدامٍ لحيوان سنوريّ ضخم جداً، يبلغ طولها 17.6 سم وعرضها 19.2 سم.[32] من المحتمل أن تكون هذه الآثار لنوعٍ جديد (والذي اقتُرِحَ له اسم السميلودونيشيوم أو Smilodonichium)، ولكن لو صحَّت نسبتُها من قبل البعض للسميلودون المُدمِّر، فهذا يعني أن أقدامهُ كانت أكبراً حجماً من أقدام الببر البنغالي.[33]

الهيئة الخارجيَّة

رسم تخيليّ للسميلودون الفتّاك بفراءٍ مُرقَّط.

تعاون الكثير من الفنَّانين - مثل تشارلز نايت - مع علماء للأحافير، خلال بداية القرن العشرين، لإعادة بناء هيئة السميلودون الخارجية في صور ولوحات فنية، وقد جرت العادة بين هؤلاء على تخيّل السميلودون بهيئة مقاربة لهيئة السنوريات الحديثة (مثل النمور والببور). في عام 1969، اقترح عالم المستحاثات ج. غ. ميلر، عوضاً عن ذلك، أن مظهر السميلودون ربما كان مختلفاً جداً عن السنوريات المعتادة وأكثر شبهاً بكلب البولدوغ، على أن يكون ارتفاعُ فمه أقلّ (والغرضُ من هذا أن يستطيع فتح فمه على نطاقٍ واسعٍ دُون أن تتأذّى أنسجة وجهه العضليَّة)، وأنفه أقلّ نتوءاً، وأذناه أقلّ ارتفاعاً.[34] ولكن الفنّان موريشيو أنطون وبعضَ الباحثين الآخرين شكَّكُوا بهذا الاقتراح في سنة 1998، فقد تمسَّكُوا بأن يكون مظهر وجه السميلودون مقارباً جداً لوجوهِ السنوريات الحديثة. واستشهدَ أنطون بمثال فرس النهر وغيره من الحيوانات الحديثة، التي تستطيعُ فتح فمها إلى عرضٍ واسعٍ جداً دونَ إيذاء أنسجتها الوجهيَّة، وذلك بطيِّ وتقليل مساحة عضلة الفم الدائرية عند فتح الفم، وهذه العضلةُ نفسها موجودة عندَ السنوريات الحالية كبيرة الحجم (القريبة من السميلودون).[35] وزعمَ أنطون بأن أدقَّ وسيلة لدراسة هيئة الحيوانات المنقرضة هي مقارنتها بحيوانات حيَّة قريبة منها في المظهر والسلسلة التطورية، وبالتالي فإنَّ وسيلة تشارلز نايت - الذي رسمَ السميلودون بمظهرٍ شبيه للنمور وغيرها من السنوريات - في رسم هذا الحيوان لا تزال الأكثر صحَّة.[36]

رُسِمَ السميلودون، وغيره من أنواع السنوريات سيفية الأنياب، في لوحات الفنَّانين الحاليين إما بفراءٍ ذي لون واحدٍ أو فراءٍ مُرقَّط (وهي صفة تبدُو متوارثة لدى فصيلة السنوريات)، ويعتبر هذان الشكلان مُرجَّحَين من وجهة نظرٍ علمية. تُظهِرُ دراسات السنوريات الحديثة أنَّ أنواعها التي تعيشُ في مساحات واسعة ومفتوحة يُغطّي جسمها فراء ذا لونٍ واحد، وأما تلك التي تعيشُ في بيئات مُغطّاة بالأشجار والأحراش فتكونُ مُبقَّعة أو مُرقَّطة (مع وجود استثناءات من كلتا الحالتين).[37] إلا أن بعضَ الصفات الشكلية في السنوريات، مثل خطوط البَبْر ولُبدَة الأسد (شعر رقبته)، تعتبر استثنائية جداً من ناحية تطورية بحيثُ يستحيلُ التنبّؤ بها أو معرفة ما لو كانت موجودة أم لا عندَ حيوانٍ منقرض.[36]

السُلُوكات الأحيائيَّة البائدة

الصيد والافتراس

سميلودون نحيل يواجهُ ذئاباً رهيبة تنافسه على جثّة ماموث كولومبي في حفر قطران لابريا. بريشة روبرت بروس هورسفول، عام 1913.

كان يعتبر السميلودون مفترساً يتربَّعُ على قمة الهرم الغذائي، إذ كان يتغذّى بشكل أساسي بصيد الحيوانات كبيرة الحجم. أظهرت دراسات النظائر الكيميائية المحفوظة في عظام السميلودون الفتّاك المكتشفة قربَ لوس أنجلوس بالولايات المتحدة أن أهمَّ طرائده كانت من الحيوانات المجترة ضخمة الحجم، مثل ثيران البيسون (من نوع البيسون العتيق، الذي كان أكبر حجماً بكثيرٍ من البيسون الأمريكي الموجود حالياً)، والجمال المنقرضة (من نوع كاميلوبس).[38] وأما النظائر المحفوظة في مينا أسنان السميلودون النحيل فتظهرُ أنه كان يصطادُ خنازير منقرضة من فصيلة البيكارية، وحيواناتٍ شبيهة باللاما تُسمّى هيمياشوينيا.[39] من المحتمل أن السميلودون - في أحيان نادرة - كان يصطادُ أيضاً أخدوديات الأسنان (أقرباء الأرماديلو)، وذلك نظراً لاكتشاف جُمجمة من أحد هذه الحيوانات تحملُ آثار ثقوبٍ دائرية[40] مماثلةٍ في حجمها وهيئتها لأنياب السميلودون[41] (وكانت هذه الجمجمة تعودُ إلى مدرَّعٍ غير بالغ، ولذلك لم يكُن درع رأسه صلباً بما فيه الكفاية).[40] تظهرُ دراسات النظائر المماثلة، التي أُجرِيَت على مستحاثات الذئب الرهيب والأسد الأمريكي أنهما كانا يصطادان نفس الطرائد التي يصطادها السميلودون، وبالتالي فربَّما كانت ثمة منافسة بينهم على الغذاء.[38] ولكن من المُرجَّح أن الطرائد كانت متوافرة في حفر قطران لابريا بكثرة شبيهة بالسافانا في شرق أفريقيا الآن.[42] هاجرَت جماعاتٌ من السميلودون لاحقاً إلى أمريكا الجنوبية، ممَّا أدى إلى تغيّر غذائها كثيراً، فهناكَ لم تكُن تعيش ثيران البيسون على الإطلاق، وكانت الأحصنة والخرطوميات مختلفة جداً، ومع ذلك ازدهرَ السميلودون المُدمِّر (الذي عاشَ في هذه القارة الجديدة) تماماً مثل أقاربه في الشمال.[13] وقد تكونُ اختلافات المظهر بين أنواع السميلودون في الأمريكيَّتين ناتجةً عن اختلاف طرائده التي تعيشُ في كلّ من القارَّتين.[8] ومن حيث عادات التغذية، يحتمل أن السميلودون كان يتجنَّبُ أكل عظام الحيوانات، مما يعني أنه كان يتركُ عليها الكثير من بواقي اللحم التي تستفيدُ منها الحيوانات القمَّامَة،[43] كما من المحتمل أن السميلودون نفسَهُ كان يُقمِّمُ الجيف التي تتركُها الذئاب الرهيبة.[44] وقد اقترحَ بعضُ العلماء أن السميلودون كان حيواناً قماماً يستفيدُ من أنيابه الهائلة في إفزاعِ الحيوانات التي تنافسُهُ على الجيف، ولكن هذه النظرية لا تحظى بالتأييد اليوم، نظراً لعدمِ وجود أيّ حيوانٍ ثدي معروف الآن يعيشُ على اليابسة ولا يقتاتُ سوى على الجِيف.[45]

كانت تتشابه أنماط التلوم في دماغ السميلودون معها أدمغة السنوريات الحديثة، ممَّا يوحي بأنَّ المناطق التي تتحكَّم بوظائف الرؤية والسمع وتحريك الأرجل لديه كانت متطوّرة. بصورة عامة، كانت للسميلودون وأقاربه من السنوريات سيفية الأنياب عيونٌ صغيرة الحجم وذات رؤية مزدوجة، أي أن مساحة التقاطع في الرؤية بين العينين كانت قليلة، ممَّا كان يساعدُ السميلودون على الحركة بين أشجار الغابة.[45] من المُرجَّح أن السميلودون كان يعتمدُ على الصيد بالمباغتة، حيث يختبئ بين الأشجار الكثيفة منتظراً اقتراب فريسته، ومن المُرجَّح - لذلك - أن تناسب طول أرجله مع جسده كان مماثلاً للسنوريات الحديثة التي تسكنُ الغابات،[46] كما أن هذا يُفسِّر قصر ذيله الذي لن يحتاجه لموازنة جسمه أثناء الجَرْي.[47] وقد كان السميلودون، على عكس سلفه المسمَّى الميغانتيريون (الذي كان قادراً على تسلّق الأشجار والمرتفعات)، حيواناً برياً تماماً على الأرجح، إذ إنَّ وزنه الكبير وبنية جسمه لم تكُن لتسمح له بالتسلّق.[48] كان عظم عَقْب السميلودون طويلاً بعض الشيء، مما يعني أنه كان قادراً على القفز لمسافات كبيرة.[23] كما كانت عضلات ساعده القابضة والباسطة قوية بما يكفي لتُمكِّنَهُ من التشبث بالحيوانات كبيرة الحَجْم وطرحها أرضاً. وتظهر الدراسات المُجرَاة على المقاطع الجانبية لعَضْد السميلودون الفتّاك أنها كانت سميكة بما يكفي لتتحمَّل أوزاناً أكبرَ من التي تحتملها أرجلُ السنوريات الحديثة، أو الأسد الأمريكي المنقرض، وأما سُمْك عظم الفخذ لديه فكانَ قريباً في الغالبِ من الاسود والنمور حالياً.[49] كانت أنيابُ السميلودون كبيرة جداً، وهي لم تكُن قادرة على أن تعضَّ العظام خوفاً من كَسْر أنيابها، ولذلك فقد كان السميلودون مضطراً لتثبيت فريسته بأرجله الأربعة وطرحها أرضاً قبل أن يستطيع طعنها بنابيه الضخمين، وعلى الأرجح أنَّهُ استغلَّ نابَيْه في تسديد طعناتٍ سريعة ومتلاحقة في جسده ضحيَّته عوضاً عن ضربة واحدة قاضية وبطيئة مثل النمور الحديثة.[49] ولكنَّ الدلائل الأحفورية تثبتُ أن السميلودون كان مستعداً، في أوقات نادرة ومُحدَّدة، للمخاطرة بغرز نابَيْه في عظام الحيوانات، ومن المحتمل أن هذا كان يحدث أثناء قتاله مع منافسيه من نمور السميلودون الأخرى أو الحيوانات المفترسة، وليسَ أثناء القضاء على فريسته ذاتها.[48]

أقصى انفراجٍ ممكن لفم السميلودون (الصورة A)، ورسمان تخطيطيَّان لسميلودون يعضّ رقبة حيوانَيْن آخرين من حجمَيْن مختلفين (B وC).
الأضراس الخلفية الحادة (Carnassials) لدى كلب حديث. كان يعتمد السميلودون على هذه الأضراس في تمزيق لحَم وجِلد فريسته، نظراً لأن نابيه الكبيرين بعيدان عنها ولا يُعيقان استعمالها.

لا زالَ العلماء يتجادلون في كيفية قتل السميلودون لفريسته. كانت النظرية الأكثر انتشاراً فيما مضَى هي أن السميلودون يقفزُ على طريدته ويوُجّه لها عضة عميقة بنابيه أو يُطبِقُ فكيه القويَّيْن على حنجرتها، وذلك ليقطع الوريد الوداجي و/أو القصبة الهوائية ليقضيَ على طريدته سريعاً جداً.[49][50] تقترحُ نظرية أخرى أن السميلودون كان ينقضّ على بطن فريسته ويغرس أنيابه فيه، إلا أنّ هذا مشكوك به بسبب انحناء بطن الفريسة الذي يُسبّب صعوبة للسميلودون بتسديد عضَّة إليه.[51] وأما في كيفية تسديد السميلودون لعضَّته، فيعتقد أن الاحتمال الأرجح هو فرضية "عضّة مقصّ الأنياب"، حيث يثني السميلودون رقبته ويُدير رأسه عمودياً ليُقوّي أثر عضته القاتلة، ولكن مثل هذا الأمر قد يكونُ مستحيلاً ميكانيكياً. ومن المحتمل أن حوافَّ فكّ السميلودون السفلي كانت تساعده بالتشبّث في فريسته ومنعها من الإفلات منه.[52] كانت القواطع الأمامية في فم السميلودون مُرتّبة على هيئة قوس، وكان يستخدمها في تثبيت فريسته بمكانها ومنعها من الحركة أثناء تسديده لطعنة إليها بنابَيْه الكبيرَيْن. وفي هذه المرحلة كانت تزداد مساحة الاحتكاك بين عظم أنياب السميلودون ولثّته، مما يُساعد في تثبيت أسنانه بجسد ضحيته وفي إدراك السميلودون للمرحلة التي تنغرسُ عندها أنيابه لأقصى حدّ ممكنٍ في جسد الضحية. وقد كانت عند السميلودون، مثل معظم السنوريات سيفية الأنياب، فتحاتٌ في جمجمته تُؤْوي أنسجة عصبية متصلة بشاربيه، ويحتمل أنَّ هذا أدَّى إلى زيادة دقة حواسّ السميلودون وسمحَ له بتسديد عضّة دقيقة إلى طريدته حتى ولو لم يكُن قادراً على رؤيته في لحظة تسديد العضة، وهي مزيَّة شديدة الأهمية لكي يتجنّب السميلودون كسرَ نابيه أثناء العَضّ. وكانت في فم السميلودون أضراسٌ خلفية بحِدّة السكاكين، وكان يستخدمها في تقطيع الجِلْد ليتمكَّن من الوصول إلى اللحم الذي أسفله، وأما قلة عدد الأضراس في فمه فتُشِير إلى أنه كان قليل القدرة على سَحْق عظام الحيوانات مقارنةً بالنمور الحديثة.[45] ورغم أن نابَيْ السميلودون كبيران جداً، إلا أنه من غير المحتمل أنهما كانا يُصعّبان عليه التهام ضحيَّته: فعندَ مقارنته بالسنوريات الحديثة، نجدُ أن النمور والأسود الحالية لا تستخدم قواطعها الأمامية (الأسنان التي بين النابَيْن) في تقطيع والتهام لحم فريستها، وإنما أضراسها الحادة في الجانب الخلفيّ من فمها، مما يعني أن السميلودون كان يستخدم جانبَ فمه للأكل دون عوائق تذكر.[35]

جمجمة سميلودون فتّاك معروضة وفكّاه مفتوحان لأقصى حد.

يعتقد أن بناء جسد السميلودون كان أقوى من السنوريات كبيرة الحجم الأخرى، إلا أنَّ عضّته - بالرغم من ذلك - كانت أضعف في الغالب. فالقوس الوجني (عظم وجنة) في السنوريات الحديثة، مثل النمور والأسود، أكبر منهُ عند السميلودون المنقرض، ممَّا يعني أن العضلة الصدغية عند السميلودون كانت أقلَّ سماكة وبالتالي أن عضّته كانت أقلّ قوة. تظهر الدراسات المجراة على فكَّيْ السميلودون الضيِّقَيْن أن قوة عضّته كانت لا تزيدُ عن ثُلْث قوة عضة الأسد (إذ بلغ مقدار قوة عضة الأسد، وفقاً لهذه الحسبة، 112).[53][54] وبصورة عامة، يبدو أن ثمة قاعدة تُفِيد بأن ضخامة حجم أنياب السنوريات ذات الأسنان السيفية تجعلُ عضّاتها أضعف. إلا أنَّ الدراسات التي تقارن قوة الانثناء (وهي قدرة الأنياب الكبيرة على مقاومة قوى الانثناء دون أن تنكسر) بقوّة العض تظهر أن أسنان السميلودون، نسبة لقوّة عضته، كانت أكثر متانةً من أسنان السنوريات الحديثة.[55] أيضاً، من المحتمل أن السميلودون كان قادراً على فتح فمه بزاوية تصلُ إلى 120 درجة،[56] بينما لا يمكن للأسد الحديث أن يفتح فمه لأكثر من 65 درجة،[57] ممَّا يعني أن السميلودون كان قادراً على مباعدة فكَّيْه بما يكفي للإطباق على حيوانات كبيرة الحجم جداً، بالرّغم من ضخامة نابيه وطولهما.[35]

الأفخاخ الطبيعيَّة

الحياة الاجتماعيَّة

النُمُوّ

الأمراض

الانتشار والموئل

سميلودونٍ فتَّاكٍ في وضعيَّة التسلُّق، معروضٌ في متحف كليڤلاند لِلتاريخ الطبيعي، في مدينة كليڤلاند بِولاية أوهايو الأمريكيَّة.

عاشت السميلودونات على وجه الأرض خلال العصر الحديث الأقرب (الپليستوسيني)، أي خِلال الفترة المُمتدَّة بين 2.5 ملايين سنة و10,000 سنة، ويغلب الظن أنها كانت آخر السنوريَّات سيفيَّة الأسنان.[23] يُحتملُ أنَّ السميلودونات عاشت في موائل طبيعيَّة كثيفة الغطاء النباتي، كالغابات وأراضي الأشجار القمئيَّة،[58] وقد اكتُشفت مُستحاثاتها عبر مُختلف المناطق والأقاليم في الأمريكتين.[3] سمح تنُّوع الأقاليم المُناخيَّة والموائل الطبيعيَّة في أمريكا الشماليَّة بِإمكانيَّة عيش السميلودون إلى جانب سنوريَّاتٍ أُخرى سيفيَّة أسنان، من شاكلة السنوريَّات حرابيَّة الأسنان والسنوريَّات إزميليَّة الأسنان، وتقاسمت هذه الكائنات الموائل الطبيعيَّة المُختلفة في أمريكا الشماليَّة، من الغابات شبه الاستوائيَّة والسڤناء في الجنوب، إلى سُهُوب الماموث الجرداء في الشمال. كان نصيب السميلودونات من هذه الموائل المناطق المُعتدلة في جنوب غرب القارَّة، ذات المزيج الفُسيفسائي من الأحراج والآجام والأعشاب، حيثُ استوطنت طائفةٌ واسعةٌ من العواشب الضخمة، من شاكلة: الأحصنة البريَّة، والبياسن، والوُعُول شائكة القُرُون، والأيائل، والجِمال، والمواميث، والصناجات (المستدونات)، والبهاضم (الكسلانات الأرضيَّة). شاركت السميلودونات موطنها الأمريكي الشمالي هذا مجموعاتٌ أُخرى من اللواحم، أبرزها الذئاب الرهيبة والدببة قصيرة الوجه والأُسُود الأمريكيَّة.[13][59][60] ويُعقد أنَّ التنافس الشرس على الطرائد، بين هذه اللواحم، حال دون ازدياد حجم السميلودون الفتَّاك في أمريكا الشماليَّة، وبُلُوغه ذات حجم نسيبه المُدمِّر في أمريكا الجنوبيَّة. تماثُل أحجام السميلودونات الفتَّاكة والأُسُود الأمريكيَّة يُفيد بِأنَّ كلا النوعان كانا يقومان بِذات الدور البيئي، وبتعبيرٍ آخر كانت تفترس نفس أنواع الطرائد، ومعنى هذا أنها كانت في تنافُسٍ مُباشرٍ مع بعضها.[61]

عبر السميلودون النحيل إلى أمريكا الجنوبيَّة خلال الفترة المُمتدَّة بين أوائل وأواسط العصر الحديث الأقرب (الپليستوسيني)، ويغلب الظن أنَّ هذه الجمهرة العابرة إلى تلك القارَّة نشأت منها السميلودونات المُدمِّرة، التي عاشت في القسم الشرقي من القارَّة المذكورة. بِدورها، عبرت السميلودونات الفتَّاكة إلى أمريكا الجنوبيَّة في أواخر العصر سالف الذِكر، فاستوطنت القسم الغربي من القارَّة، فكانت جبال الأنديز الحد الفاصل بين موطني النوعين.[8][16][23] نجم عن اتصال الأمريكتين حُصُول تبادلٍ أحيائيٍّ بين القارَّتين، فعبرت أنواعٌ من الحيوانات من أمريكا الشماليَّة إلى الجنوبيَّة والعكس، ومن الأنواع الدخيلة على أمريكا الجنوبيَّة: الفيلة والأحصنة والجمال والأيائل، التي عاشت في مُروج القارَّة الجديدة جنبًا إلى جنب مع الأنواع البلديَّة. وفي تلك الفترة كانت اللواحم الأمريكيَّة الجنوبيَّة المُنتمية لِفرع فوق الوحشيَّات قد انقرضت، فوجدت اللواحم الأمريكيَّة الشماليَّة الفُرصنة سانحة لِتحُل مكانها، فعبرت الكلبيَّات والدببة والسنوريَّات الكبيرة - بما فيها السميلودون - إلى موطنها الجديد، وانتشرت في مُختلف أرجائه.[13]

نموذجٌ تخيُليٌّ عن السميلودون المُدمِّر الأمريكي الجنوبي.

عرف السميلودون المُدمِّر نجاحًا كبيرًا في أمريكا الجنوبيَّة، كان بِمثابة إشارةٍ إلى نجاح هذا الجنس ككُل مُقارنةً بِغيره من السنوريَّات سيفيَّة الأسنان، من شاكلة حرابيَّة الأسنان، التي لم تعبر إلى أمريكا الجنوبيَّة على الإطلاق. اعتبر بعض العُلماء أنَّ نجاح السميلودون في أمريكا الجنوبيَّة أدَّى إلى انقراض جُمهرتها من الجرابيَّات اللاحمة سيفيَّة الأسنان، غير أنَّ هذا يبدو غير صحيحًا، إذ يظهر بِأنَّ تلك اللواحم انقرضت قبل مجيء السنوريَّات بِفترة، ويجوز أنَّ عُبُور السميلودونات أثَّر على طُيُور الرُعب اللاحمة الكبيرة، كونها حلَّت مكان الجرابيَّات المُفترسة كضوارٍ رئيسيَّةٍ في أمريكا الجنوبيَّة بعد انقراض الأخيرة، وما أن أتت السميلودونات حتَّى نافستها مُباشرةً على الفرائس.[13] يُحتمل أنَّ السميلودون المُدمِّر فاق نسيبهُ الفتَّاك حجمًا كونه لم يتعرَّض لِمُنافسةٍ شرسةٍ من الضواري البلديَّة الأمريكيَّة الجنوبيَّة، فالجرابيَّات اللاحمة اندثرت، وطُيُور الرُعب لم تكُن مُنافسة قديرة لِلسنوريَّات، وكانت الأنواع المحليَّة من الدببة العملاقة قصيرة الوجه قد انقرضت هي الأُخرى، فوجدت السميلودونات الميدان خاليًا أمامها، وهيمنت على كائنات القارَّة، وأصبحت المُفترسة العُظمى فيها.[61] تُظهرُ الاكشافات الأُحفوريَّة أنَّ السميلودونات المُدمِّرة كانت تُفضِّلُ صيد الطرائد الضخمة ساكنة الموائل الطبيعيَّة المكشوفة، كالأراضي العُشبيَّة والسُهُول، وأكَّدت هذا الأمر نتائج دراساتٍ أُجريت على نسب النظائر الكيميائيَّة المُستخرجة من المُستحاثات، لِتحديد طبيعة غذاء هذه الحيوانات. بناءً على هذا، يصحُّ القول أنَّ سميلودونات أمريكا الجنوبيَّة كانت تعيشُ حياةً أشبه بِحياة الأُسُود المُعاصرة. يُعتقدُ أنَّ أبرز مُنافسات السميلودون في أمريكا الجنوبيَّة كانت كلبيَّاتٌ بائدة تنتمي إلى جنس «الكلاب العتيقة» (باللاتينية: Protocyon)، ولا يبدو أنَّ اليغور كان منضمن مُنافسيها، إذ أنَّ اليغاور اقتاتت على فرائس أصغر حجمًا لم تُعيرها السميلودونات أهميَّة.[62][63]

الانقراض

رسمٌ من سنة 1880 لِهيكلٍ عظميّ لِسميلودونٍ مُدمِّرٍ.

انقرضت جميع أنواع السميلودونات إلى جانب كُل الحيوانات الپليستوسينيَّة الضخمة مُنذُ حوالي 10,000 سنة، في حدث انقراضٍ جماعيٍّ يُطلق عليه حدث انقراض الدهر الرُباعي. يُعزى انقراضُ هذه الحيوانات إلى اختفاء طرائدها الضخمة وحُلُول أُخرى أصغر حجمًا وأكثر رشاقةً منها، كالأيائل. ونظرًا لِأنَّ السميلودونات كانت مُتخصصة في صيد الطرائد الكبيرة وتعتمد عليها اعتمادًا كُليًا في غذائها، يبدو أنها فشلت في التأقلم مع الأوضاع البيئيَّة الجديدة، ولم تعد قادرة على تأمين حاجتها من القوت، فنفقت تدريجيًّا حتَّى اختفت عن وجه الأرض.[49] غير أنَّ إحدى الدراسات التي أُجريت سنة 2012 على سن سميلودونٍ، خلُصت إلى أنَّ هذه الكائنات لم تتأثَّر بِتراجع أعداد الطرائد، وأنها كانت تتغذى بِشكلٍ جيِّد،[64] لِذا رأى العُلماء أنَّ انقراض السميلودون قد يكون بِسبب التغيُّر المُناخي والمُنافسة المُباشرة مع البشر على الفرائس،[64] لا سيَّما وأنَّ البشر عبروا في تلك الفترة إلى أمريكا الشماليَّة، وقد يجوز أن يكون انقراضُها نتيجة تضافر عوامل عدَّة عوض أن يكون نتيجة عاملٍ واحدٍ فقط، وقد تكون هذه العوامل مُجتمعةً هي ما أدَّى إلى انقراض كُل البهائم الضخمة في أمريكا الشماليَّة في آنِ، بما فيها السنوريَّات سيفيَّة الأسنان.[65]

افترض بعض العُلماء قديمًا أنَّ آخر السنوريَّات سيفيَّة الأسنان، أي السميلودونات وحرابيَّات الأسنان، انقرضت نتيجة تنافُسها على الغذاء مع السنوريَّات الحديثة الأسرع والأكثر اعتمادًا على طوائف مُتنوِّعة من الطرائد، فحلَّت هذه الأخيرة مكانها رويدًا رويدًا. حتَّى أنَّ البعض الآخر من العُلماء اعتبر السنوريَّات سيفيَّة الأنياب أقل شأنًا من نظيراتها المُعاصرة، وقال أنها لم تكن تتغذى جيدًا بفعل حيلولة أنيابها الطويلة دون اقتياتها بِالشكل المُلائم. لكنَّ انقراض سنوريَّاتٍ أُخرى لا سيفيَّة الأسنان شاركت السميلودون موطنه، من شاكلة الأُسُود والفُهُود الأمريكيَّة، في نفس الفترة الزمنيَّة التي انقرضت خلالها السميلودونات، يُؤكِّد عدم صحَّة نظريَّة تفوُّق السنوريَّات المُعاصرة على سيفيَّات الأسنان، كما أنَّ تطوُّر ونُشوء هذه السمة الأحيائيَّة عدَّة مرَّات عبر التاريخ، يُؤكِّد بأنها ليست سمة فاشلة أحيائيًّا.[65]

أحدث مُستحاثات السميلودون الفتَّاك المُستخرجة من حُفر قطران لابريا، قُدِّر عُمرها بحوالي 13,025 سنة.[66] أمَّا أحدث مُستحاثات السميلودون المُدمِّر المُكتشفة فقد عُثر عليها في كهف «كويڤا دل ميدو» على مقرُبة من بلدة «سوريا» شمال شرق مُحافظة أولتيما إسپرانزا في إقليم ماجلَّان بِأقصى جنوب التشيلي، وقُدِّر عُمرها بما بين 10,935 و11,209 سنة.[67]

انظر أيضًا

مراجع

حاشية

بِاللُغة الإنگليزيَّة

  1. ^ ا ب ج د ه Antón 2013، صفحات 3–26.
  2. ^ Lund, P. W. (1842). Blik paa Brasiliens Dyreverden för sidste Jordomvæltning (بالدنماركيَّة). Copenhagen: Det Kongelige Danske Videnskabernes Selskabs Naturvidenskabelige og Matematiske Afhandlinger. pp. 54–57.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  3. ^ ا ب ج د ه Berta، A. (1985). "The status of Smilodon in North and South America" (PDF). Contributions in Science, Natural History Museum of Los Angeles County. ج. 370: 1–15.
  4. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي Antón 2013، صفحات 108–154.
  5. ^ Leidy، J. (1869). "The extinct mammalian fauna of Dakota and Nebraska: Including an account of some allied forms from other localities, together with a synopsis of the mammalian remains of North America". Journal of the Academy of Natural Sciences of Philadelphia. ج. 7: 366–367. DOI:10.5962/bhl.title.20910.
  6. ^ Hulbert، R. C. (23 أبريل 2013). "Smilodon fatalis Leidy, 1868". Florida Museum of Natural History. اطلع عليه بتاريخ 2013-05-01.
  7. ^ ا ب Cope، E. D. (ديسمبر 1880). "On the extinct cats of America". The American Naturalist. ج. 14 ع. 12: 833–858. DOI:10.1086/272672. JSTOR:2449549.
  8. ^ ا ب ج د ه Kurtén، B.؛ Werdelin، L. (1990). "Relationships between North and South American Smilodon". Journal of Vertebrate Paleontology. ج. 10 ع. 2: 158–169. DOI:10.1080/02724634.1990.10011804. JSTOR:4523312.
  9. ^ Kurten، B.؛ Anderson، E. (1980). Pleistocene Mammals of North America. New York: Columbia University Press. ص. 186–188. ISBN:978-0-231-03733-4.
  10. ^ Berta، A. (1987). "The sabercat Smilodon gracilis from Florida and a discussion of its relationships (Mammalia, Felidae, Smilodontini)". Bulletin of the Florida State Museum. ج. 31: 1–63.
  11. ^ Churcher، C. S. (1984). "The status of Smilodontopsis (Brown, 1908) and Ischyrosmilus (Merriam, 1918): a taxonomic review of two genera of sabretooth cats (Felidae, Machairodontinae)". Royal Ontario Museum Life Sciences Contributions. ج. 140: 14–34. DOI:10.5962/bhl.title.52222. ISBN:978-0-88854-305-9.
  12. ^ Meehan، T.؛ Martin، L. D. J. (2003). "Extinction and re-evolution of similar adaptive types (ecomorphs) in Cenozoic North American ungulates and carnivores reflect van der Hammen's cycles". Die Naturwissenschaften. ج. 90 ع. 3: 131–135. Bibcode:2003NW.....90..131M. DOI:10.1007/s00114-002-0392-1 (غير نشط 29 يوليو 2017). PMID:12649755.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: وصلة دوي غير نشطة منذ 2017 (link)
  13. ^ ا ب ج د ه و ز Antón 2013، صفحات 65–76.
  14. ^ Christiansen، P. (2008). "Evolution of skull and mandible shape in cats (Carnivora: Felidae)". PLoS ONE. ج. 3 ع. 7: e2807. Bibcode:2008PLoSO...3.2807C. DOI:10.1371/journal.pone.0002807.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link) open access publication - free to read
  15. ^ Paijmans، J. L. A.؛ Barnett، R.؛ Gilbert، M. T. P.؛ Zepeda-Mendoza، M. L.؛ Reumer، J. W. F.؛ de Vos، J.؛ Zazula، G.؛ Nagel، D.؛ Baryshnikov، G. F.؛ Leonard، J. A.؛ Rohland، N.؛ Westbury، M. V.؛ Barlow، A.؛ Hofreiter، M. (19 أكتوبر 2017). "Evolutionary History of Saber-Toothed Cats Based on Ancient Mitogenomics". Current Biology. DOI:10.1016/j.cub.2017.09.033.
  16. ^ ا ب ج Rincón، A.؛ Prevosti، F.؛ Parra، G. (2011). "New saber-toothed cat records (Felidae: Machairodontinae) for the Pleistocene of Venezuela, and the Great American Biotic Interchange". Journal of Vertebrate Paleontology. ج. 31 ع. 2: 468–478. DOI:10.1080/02724634.2011.550366. JSTOR:25835839.
  17. ^ Ascanio، D.؛ Rincón، R. (2006). "A first record of the Pleistocene saber-toothed cat Smilodon populator Lund, 1842 (Carnivora: Felidae: Machairodontinae) from Venezuela". Asociación Paleontologica Argentina. ج. 43 ع. 2: 499–501. ISSN:1851-8044.
  18. ^ de Castro، Mariela Cordeiro؛ Langer، Max Cardoso (2008). "New postcranial remains of Smilodon populator Lund, 1842 from South-Central Brazil" (PDF). Revista Brasileira de Paleontologia. ج. 11 ع. 3: 199–206. DOI:10.4072/rbp.2008.3.06.
  19. ^ "What Is a Sabertooth?". University of California Museum of Paleontology. ديسمبر 2005. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-12.
  20. ^ Janczewski، D. N.؛ Yuhki، N.؛ Gilbert، D. A.؛ Jefferson، G. T.؛ O'Brien، S. J. (1992). "Molecular phylogenetic inference from saber-toothed cat fossils of Rancho La Brea". Proceedings of the National Academy of Sciences. ج. 89 ع. 20: 9769–9773. Bibcode:1992PNAS...89.9769J. DOI:10.1073/pnas.89.20.9769. PMC:50214. PMID:1409696.
  21. ^ Barnett، R.؛ Barnes، I.؛ Phillips، M. J.؛ Martin، L. D.؛ Harington، C. R.؛ Leonard، J. A.؛ Cooper، A. (2005). "Evolution of the extinct sabretooths and the American cheetah-like cat". Current Biology. ج. 15 ع. 15: R589–R590. DOI:10.1016/j.cub.2005.07.052. PMID:16085477.
  22. ^ van den Hoek Ostende، L. W.؛ Morlo، M.؛ Nagel، D. (2006). "Majestic killers: the sabre-toothed cats (Fossils explained 52)". Geology Today. ج. 22 ع. 4: 150–157. DOI:10.1111/j.1365-2451.2006.00572.x.
  23. ^ ا ب ج د ه و ز ح Turner، A.؛ Antón، M. (1997). The Big Cats and Their Fossil Relatives: An Illustrated Guide to Their Evolution and Natural History. Columbia University Press. ص. 57–58, 67–68. ISBN:978-0-231-10229-2. OCLC:34283113.
  24. ^ "What Is a Sabertooth?". University of California Museum of Paleontology. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-08.
  25. ^ Slater، G. J.؛ Valkenburgh، B. V. (2008). "Long in the tooth: evolution of sabertooth cat cranial shape". Paleobiology. ج. 34 ع. 3: 403–419. DOI:10.1666/07061.1. ISSN:0094-8373.
  26. ^ Van Valkenburgh، B.؛ Sacco، T. (2002). "Sexual dimorphism, social behavior and intrasexual competition in large Pleistocene carnivorans". Journal of Vertebrate Paleontology. ج. 22 ع. 1: 164–169. DOI:10.1671/0272-4634(2002)022[0164:sdsbai]2.0.co;2. JSTOR:4524203.
  27. ^ Meachen-Samuels، J.؛ Binder، W. (2010). "Sexual dimorphism and ontogenetic growth in the American lion and sabertoothed cat from Rancho La Brea". Journal of Zoology. ج. 280 ع. 3: 271–279. DOI:10.1111/j.1469-7998.2009.00659.x.
  28. ^ Christiansen، Per؛ Harris، John M. (2012). "Variation in Craniomandibular Morphology and Sexual Dimorphism in Pantherines and the Sabercat Smilodon fatalis". PLoS ONE. ج. 7 ع. 10: e48352. Bibcode:2012PLoSO...748352C. DOI:10.1371/journal.pone.0048352. PMC:3482211. PMID:23110232.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  29. ^ ا ب ج Christiansen، Per؛ Harris، John M. (2005). "Body size of Smilodon (Mammalia: Felidae)". Journal of Morphology. ج. 266 ع. 3: 369–84. DOI:10.1002/jmor.10384. PMID:16235255.
  30. ^ "Saber-Toothed Cat, Smilodon fatalis". San Diego Zoo Global. يناير 2009. اطلع عليه بتاريخ 2013-05-07.
  31. ^ Sorkin، B. (2008). "A biomechanical constraint on body mass in terrestrial mammalian predators". Lethaia. ج. 41 ع. 4: 333–347. DOI:10.1111/j.1502-3931.2007.00091.x.
  32. ^ "Hallazgo inédito en Miramar: huellas fosilizadas de un gran tigre dientes de sable". 0223.com.ar (بالإسپانية). 0223. 26 May 2016. Retrieved 2016-05-28.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  33. ^ Perkins، Sid (10 يونيو 2016). "First fossil footprints of saber-toothed cats are bigger than Bengal tiger paws". Science. DOI:10.1126/science.aag0602 (غير نشط 3 يناير 2017).{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: وصلة دوي غير نشطة منذ 2017 (link)
  34. ^ Miller، G. J. (1969). "A new hypothesis to explain the method of food ingestion used by Smilodon californicus Bovard". Tebiwa. ج. 12: 9–19.
  35. ^ ا ب ج Antón، M.؛ García-Perea، R.؛ Turner، A. (1998). "Reconstructed facial appearance of the sabretoothed felid Smilodon". Zoological Journal of the Linnean Society. ج. 124 ع. 4: 369–386. DOI:10.1111/j.1096-3642.1998.tb00582.x.
  36. ^ ا ب Antón 2013، صفحات 157–176.
  37. ^ Allen، W. L.؛ Cuthill، I. C.؛ Scott-Samuel، N. E.؛ Baddeley، R. (2010). "Why the leopard got its spots: relating pattern development to ecology in felids". Proceedings of the Royal Society B. ج. 278 ع. 1710: 1373–1380. DOI:10.1098/rspb.2010.1734. PMC:3061134. PMID:20961899.
  38. ^ ا ب Coltrain، J. B.؛ Harris، J. M.؛ Cerling، T. E.؛ Ehleringer، J. R.؛ Dearing، M.-D.؛ Ward، J.؛ Allen، J. (2004). "Rancho La Brea stable isotope biogeochemistry and its implications for the palaeoecology of late Pleistocene, coastal southern California" (PDF). Palaeogeography, Palaeoclimatology, Palaeoecology. Elsevier. ج. 205 ع. 3–4: 199–219. DOI:10.1016/j.palaeo.2003.12.008. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2013-05-29. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  39. ^ Fennec، R. S. (2005). "Growth rate and duration of growth in the adult canine of S. gracilis and inferences on diet through stable isotope analysis". Feranec Bull FLMNH. ج. 45 ع. 4: 369–377.
  40. ^ ا ب Gillette، D. D.؛ Ray، C. E. (1981). "Glyptodonts of North America". Smithsonian Contributions to Paleobiology ع. 40: 28–34. DOI:10.5479/si.00810266.40.1.
  41. ^ Antón 2013، صفحات 203–204.
  42. ^ Vanvalkenburgh، B.؛ Hertel، F. (1993). "Tough times at la brea: tooth breakage in large carnivores of the late Pleistocene". Science. ج. 261 ع. 5120: 456–459. Bibcode:1993Sci...261..456V. DOI:10.1126/science.261.5120.456. PMID:17770024.
  43. ^ Van Valkenburgh، B.؛ Teaford، M. F.؛ Walker، A. (1990). "Molar microwear and diet in large carnivores: inferences concerning diet in the sabretooth cat, Smilodon fatalis". Journal of Zoology. ج. 222 ع. 2: 319–340. DOI:10.1111/j.1469-7998.1990.tb05680.x.
  44. ^ Van Valkenburgh، B. (1991). "Iterative evolution of hypercarnivory in canids (Mammalia: Carnivora): evolutionary interactions among sympatric predators". Paleobiology. ج. 17 ع. 4: 340–362. JSTOR:2400749.
  45. ^ ا ب ج Antón 2013، صفحات 176–216.
  46. ^ Gonyea، W. J. (1976). "Behavioral implications of saber-toothed felid morphology". Paleobiology. ج. 2 ع. 4: 332–342. JSTOR:2400172.
  47. ^ "What Is a Sabertooth?". Berkely.edu. اطلع عليه بتاريخ 2017-06-01.
  48. ^ ا ب Anton، Mauricio (2013). Sabertooth.
  49. ^ ا ب ج د Meachen-Samuels، J. A.؛ Van Valkenburgh، B. (2010). "Radiographs reveal exceptional forelimb strength in the sabertooth cat, Smilodon fatalis". PLoS ONE. ج. 5 ع. 7: e11412. Bibcode:2010PLoSO...511412M. DOI:10.1371/journal.pone.0011412. ISSN:1932-6203. PMC:2896400. PMID:20625398.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link) open access publication - free to read
  50. ^ McHenry، C. R.؛ Wroe، S.؛ Clausen، P. D.؛ Moreno، K.؛ Cunningham، E. (2007). "Supermodeled sabercat, predatory behavior in Smilodon fatalis revealed by high-resolution 3D computer simulation". PNAS. ج. 104 ع. 41: 16010–16015. Bibcode:2007PNAS..10416010M. DOI:10.1073/pnas.0706086104. PMC:2042153. PMID:17911253.
  51. ^ Anyonge، W. (1996). "Microwear on canines and killing behavior in large carnivores: saber function in Smilodon fatalis" (PDF). Journal of Mammalogy. ج. 77 ع. 4: 1059–1067. DOI:10.2307/1382786. JSTOR:1382786.
  52. ^ Macchiarelli، R.؛ Brown، J. G. (2014). "Jaw function in Smilodon fatalis: a reevaluation of the canine shear-bite and a proposal for a new forelimb-powered class 1 lever model". PLoS ONE. ج. 9 ع. 10: e107456. Bibcode:2014PLoSO...9j7456B. DOI:10.1371/journal.pone.0107456. ISSN:1932-6203. PMC:4182664. PMID:25272032.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link) open access publication - free to read
  53. ^ Hecht، J. (1 أكتوبر 2007). "Sabre-tooth cat had a surprisingly delicate bite". New Scientist.
  54. ^ Wroe, S.؛ McHenry2, C.؛ Thomason, J. (2004). "Bite club: comparative bite force in big biting mammals and the prediction of predatory behaviour in fossil taxa" (PDF). Proceedings of the Royal Society. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2013-08-25. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  55. ^ Christiansen، P. (2007). "Comparative bite forces and canine bending strength in feline and sabretooth felids: implications for predatory ecology". Zoological Journal of the Linnean Society. ج. 151 ع. 2: 423–437. DOI:10.1111/j.1096-3642.2007.00321.x.
  56. ^ Andersson، K.؛ Norman، D.؛ Werdelin، L. (2011). "Sabretoothed carnivores and the killing of large prey". PLoS ONE. ج. 6 ع. 10: e24971. Bibcode:2011PLoSO...624971A. DOI:10.1371/journal.pone.0024971. PMC:3198467. PMID:22039403.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link) open access publication - free to read
  57. ^ Martin، L. D. (1980). "Functional morphology and the evolution of cats". Transactions of the Nebraska Academy of Sciences. ج. 8: 141–154.
  58. ^ Meloro، C.؛ Elton، S.؛ Louys، J.؛ Bishop، L. C.؛ Ditchfield، P. (2013). "Cats in the forest: predicting habitat adaptations from humerus morphometry in extant and fossil Felidae (Carnivora)". Paleobiology. ج. 39 ع. 3: 323–344. DOI:10.1666/12001.
  59. ^ Antón 2013، صفحات 30–33.
  60. ^ DeSantis، L.R.G.؛ Schubert، B.W.؛ Schmitt-Linville، E.؛ Ungar، P.؛ Donohue، S.؛ Haupt، R.J. (15 سبتمبر 2015). John M. Harris (المحرر). "Dental microwear textures of carnivorans from the La Brea Tar Pits, California and potential extinction implications" (PDF). Science Series 42. Natural History Museum of Los Angeles County. Contributions in Science (A special volume entitled La Brea and Beyond: the Paleontology of Asphalt-Preserved Biotas in commemoration of the 100th anniversary of the Natural History Museum of Los Angeles County's excavations at Rancho La Brea): 37–52. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  61. ^ ا ب Sherani, S. (2016). A new specimen-dependent method of estimating felid body mass (No. e2327v2). PeerJ Preprints.
  62. ^ Bocherens، H.؛ Cotte، M.؛ Bonini، R.؛ Scian، D.؛ Straccia، P.؛ Soibelzon، L.؛ Prevosti، F. J. (24 أبريل 2016). "Paleobiology of sabretooth cat Smilodon population in the Pampean Region (Buenos Aires Province, Argentina) around the Last Glacial Maximum: Insights from carbon and nitrogen stable isotopes in bone collagen". Palaeogeography, Palaeoclimatology, Palaeoecology. ج. 449: 463–474. DOI:10.1016/j.palaeo.2016.02.017.
  63. ^ Hays، B. (21 مارس 2016). "Saber-toothed cats were the lions of prehistoric South America". UPI Science News. UPI. اطلع عليه بتاريخ 2016-04-19.
  64. ^ ا ب DeSantis، L. R. G.؛ Schubert، B. W.؛ Scott، J. R.؛ Ungar، P. S. (2012). "Implications of diet for the extinction of saber-toothed cats and American lions". PLoS ONE. ج. 7 ع. 12: e52453. Bibcode:2012PLoSO...752453D. DOI:10.1371/journal.pone.0052453. PMC:3530457. PMID:23300674.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link) open access publication - free to read
  65. ^ ا ب Antón 2013، صفحات 217–230.
  66. ^ O'Keefe، F.R.؛ Fet، E.V.؛ Harris، J.M. (2009). "Compilation, calibration, and synthesis of faunal and floral radiocarbon dates, Rancho La Brea, California". Contributions to Science. ج. 518: 1–16.
  67. ^ Prieto، Alfredo؛ Labarca، Rafael؛ Sierpe، Víctor (2010). "New evidence of the sabertooth cat Smilodon (Carnivora: Machairodontinae) in the late Pleistocene of southern Chilean Patagonia". Revista chilena de historia natural. ج. 83 ع. 2. DOI:10.4067/S0716-078X2010000200010.

بِاللُغة العربيَّة

  1. ^ البعلبكي، مُنير (1994). قاموس المورد: قاموس إنكليزي - عربي (ط. الثامنة والعُشرون). بيروت - لُبنان: دار العلم للملايين. ص. 523 و970. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  2. ^ پمبرتون، جون لي؛ الخطيب، أحمد شفيق (1997). الأُسُود والنُمُور. بيروت - لُبنان: مكتبة لُبنان ناشرون. ص. 22 - 23 و36 - 37. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  3. ^ الخطيب، أحمد شفيق (2002). موسوعة الطبيعية المُيسَّرة (ط. الثانية). بيروت - لُبنان: مكتبة لُبنان ناشرون. ص. 216 و218. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)

طالع أيضًا

Antón، M. (2013). Sabertooth (ط. الأولى). Bloomington: Indiana University Press. ISBN:978-0-253-01042-1. OCLC:857070029. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)

وصلات خارجيَّة