المسعر (أسماء الله الحسنى)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المسعِّر هو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه أن الله هو الذي يرخص الأشياء ويغليها.

الدليل[عدل]

حديث أنس بن مالك: «غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، سَعِّرْ لَنَا! فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ هُوَ ‌الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَبِّي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلِمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ»، أخرجه أحمد (12591)،[1] الترمذي (1314)،[2] وأبوداود (3451)[3]، وابن ماجه (2200).[4]

والحديث صححه جماعة من المحدثين منهم الترمذي[2]، والمقدسي في المختارة[5]، والألباني[6]، والوادعي،[7] وشعيب الأرناءوط.[1]

معنى الاسم[عدل]

قال أبو عبد الله القرطبي: «والرخص: انحطاط السعر، والغلاء ارتفاعه، وكلاهما تقدير الله وتدبيره، ومقلبه ورافعه وخافضه، وذلك من أعظم البلاء والامتحان. ومن أعظم أسباب الغلاء اجتياح الزرع بالجوائح، وتعطيل الزراعة بالفتن، وقحط السماء إلى غير ذلك مما يتفرد سبحانه باختراعه، وكذلك ما يخلقه الله النفوس من الرغبة في اشتراء الأقوات وادخارها حتى لا يقدر عليها، وكذلك أسباب الرخص وهو ضدها من الخصب ونمو الزرع ونحوهما.»[8]

قال أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي: «فيه دلالة على ان المسعر من أسماء الله تعالى وكذا الرازق وأنها لا تنحصر في التسعة والتسعين المعروفة ومعناه أنه تعالى هو الذي يرخص الأشياء ويغليها، أي فمن سعر فقد نازعه فيما له تعالى، وليس لأحدٍ أن ينازعه جل شأنه».[9]

من أثبت هذا الاسم لله[عدل]

من العلماء الذين صرحوا بإثبات هذا الاسم لله عز وجل:

  1. ابن حزم الأندلسي(ت 456هـ).[10]
  2. عبد الحق الإشبليلي (ت 581هـ).[11]
  3. أبو عبد الله القرطبي (ت 671ه)، قال: «ومنها المسعر جل جلاله وتقدست أسماؤه، لم يرد في القرآن اسمًا ولا فعلا، ولا في عداد الأسماء، وإنما في حديث حماد عن قتادة عن أنس.»[8]
  4. ابن رسلان (ت 844هـ)، قال في شرح حديث أنس: «ثبت في هذا الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والدارمي والبزار وأبويعلى: أن المسعر من أسماء الله تعالى؛ فإن أسماء الله تعالى ليست منحصرة في التسعة والتسعين».[12]
  5. أحمد بن إسماعيل بن عثمان بن محمد الكوراني (ت 893هـ)، قال «فإن قلت: أسماء الحسنى لا تنحصر في المائة ألا ترى إلى قوله: "مقلب القلوب" فإنه ليس منها. وفي الحديث: "قالوا يا رسول الله سَعّر لنا، فقال: إن الله هو ‌المسعر"؟».[13]
  6. محمد بن علي الشوكاني (ت 1250ه)، قال في شرح حديث أنس: «قَوْلُهُ: (‌الْمُسَعِّرُ) فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ ‌الْمُسَعِّرَ مِنْ ‌أَسْمَاءِ ‌اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّهَا لَا تَنْحَصِرُ فِي التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ الْمَعْرُوفَةِ».[14]
  7. أحمد بن عبد الرحمن البنا (ت 1378هـ).[9]
  8. عبد العزيز بن عبدالله بن باز(ت1420هـ).[15]
  9. محمد ناصر الدين الألباني(ت1420هـ).[16]
  10. مقبل بن هادي الوادعي (ت 1422هـ).[17]
  11. سعيد بن علي بن وهف القحطاني صاحب حصن المسلم.[15]
  12. عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.[18]
  13. عبد الرحمن بن ناصر البراك.[19]
  14. محمد بن خليفة بن علي التميمي.[20]

من نفى الاسم[عدل]

نفى بعض العلماء أن يكون المسعر من أسماء الله منهم:

  1. محمد بن صالح العثيمين قال: «فالذي يظهر لي أن هذا من باب الخبر وليس من باب التسمية».[21]
  2. صالح بن فوزان الفوزان.[22]
  3. عبد المحسن العباد.[23]

المراجع[عدل]

  1. ^ أ ب أحمد بن حنبل (1421هـ). مسند الإمام أحمد بن حنبل (ط. الأولى). مؤسسة الرسالة. ج. 20. ص. 46.
  2. ^ أ ب الترمذي (1395 هـ). سنن الترمذي (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر. ج. 3. ص. 597. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  3. ^ أبو داود السجستاني. سنن أبي داود. تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد. المكتبة العصرية. ج. 3. ص. 272.
  4. ^ ابن ماجه. سنن ابن ماجه. دار إحياء الكتب العربية - القاهرة. ج. 2. ص. 741.
  5. ^ ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (1420هـ). الأحاديث المختارة أو المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (ط. الثالثة). دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان. ج. 5. ص. 27.
  6. ^ محمد ناصر الدين الألباني. صحيح الجامع الصغير. المكتب الإسلامي. ج. 1. ص. 377.
  7. ^ مقبل بن هادي الوادعي (1428 هـ). الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (ط. الرابعة). دار الآثار - صنعاء. ج. 1. ص. 93. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  8. ^ أ ب أبو عبد الله القرطبي (1416هـ). الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (ط. الأولى). دار الصحابة للتراث -طنطا. ج. 1. ص. 502–504.
  9. ^ أ ب أحمد عبد الرحمن البنا. الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومعه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني (ط. الثانية). دار إحياء التراث - بيروت. ج. 15. ص. 65.
  10. ^ ابن حزم الأندلسي. المحلى. درا الفكر-بيروت. ج. 6. ص. 282.
  11. ^ عبد الحق الإشبيلي (1422 هـ). الأحكام الكبرى (ط. الأولى). مكتبة الرشد - الرياض. ج. 1. ص. 218. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  12. ^ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسين بن علي بن رسلان المقدسي الرملي الشافعي (1437هـ). شرح سنن أبي داود (ط. الأولى). دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، الفيوم - جمهورية مصر العربية. ج. 14. ص. 351.
  13. ^ أحمد الكوراني (1429هـ). الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (ط. الأولى). دار إحياء التراث - بيروت. ج. 11. ص. 210.
  14. ^ الشوكاني (1413هـ). نيل الأوطار (ط. الأولى). دار الحديث، مصر. ج. 5. ص. 260.
  15. ^ أ ب د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني. شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسُّنَّة. مطبعة سفير الرياض. ص. 12.
  16. ^ د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان (2015). جامع تراث الألباني في الفقه (ط. الأولى). مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، صنعاء - اليمن. ج. 13. ص. 254.
  17. ^ مقبل بن هادي الوادعي (1434هـ). الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (ط. الرابعة). دار الآثار - صنعاء. ج. 6. ص. 344.
  18. ^ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي (1438هـ). تقييد الشوارد من القواعد والفوائد (PDF) (ط. الثالثة). ص. 50.
  19. ^ "ص160 - كتاب فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - الضابط في أسماء الله الحسنى - المكتبة الشاملة". shamela.ws. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-22.
  20. ^ محمد بن خليفة بن علي التميمي (1419هـ). معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (ط. الأولى). أضواء السلف - الرياض. ص. 167.
  21. ^ "ص17 - كتاب لقاء الباب المفتوح - الضابط في تحديد أسماء الله وهل المسعر من أسماء الله - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2021-11-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-22.
  22. ^ "موقع الشيخ صالح الفوزان". www.alfawzan.af.org.sa. مؤرشف من الأصل في 2021-07-19. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-22.
  23. ^ "ص8 - كتاب شرح سنن أبي داود للعباد - شرح حديث إن الله هو المسعر - المكتبة الشاملة". shamela.ws. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-22.