انتقل إلى المحتوى

أمازيغ: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
يرجى الانتباه إلى أن هذه الصفحة تم إفراغها
ط استرجاع تعديلات 196.217.148.127 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة VolkovBot
سطر 1: سطر 1:
الامازيغ البربر الشلوح

{{مجموعة عرقية
| مجموعة=أمازيغ
| صورة = [[صورة:Augustine of Hippo.jpg|70px]][[صورة:Abd el-Krim.jpg|70px]][[صورة:Zidane_in_Poznan.jpg|75px]]
| تعليق =
| منطقة = '''أساسا في :'''</BR>{{المغرب}}، {{الجزائر}}</BR>{{النيجر}}، {{مالي}}</BR>'''وأقلية في كل من :'''</BR>{{ليبيا}}، {{ تونس}}</BR>{{موريتانيا}}، {{بوركينا فاسو}}</BR>>'''وعلى شكل جاليات في كل من :'''</BR>[[فرنسا]]، [[بلجيكا]]، [[هولندا]]، [[إسبانيا]]، ...
| لغة = [[لغة عربية]] (لهجات [[شمال أفريقيا]])، [[لغة أمازيغية]] ([[لهجات أمازيغية]])، [[لغة فرنسية]].
| دين = [[إسلام]] (غالبية [[أهل السنة والجماعة|سنية]] مع أقلية [[إباضية]]) وأقلية [[مسيحية]] (و أقلية [[يهودية]]{{حقيقة}})
| تقارب = ال[[أقباط]]، ال[[عرب]]، ال[[أفارقة]]
}}

[[Image:Grandes-aires-linguistiques-berbères-v2.png|تصغير|التوزيع اللغوي للمجموعات الأمازيغية]].

يعتبر '''الأمازيغ''' أو '''البربر''' الشعب الذي سكن شمال أفريقيا وغالب الأمم عليها. وأثبت علماء الجينات أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش فقط ل 5600 سنة مضت، مما يفتح سؤالا عن الشعب القديم الذي انبثقت منه هذه السلالة، وفي عام [[2007]] اكتشف باحثون أوروبيون مجوهرات حجرية ملونة بمادة نباتية قرب مدينة فكيك Figuig المغربية، وقدروا عمر المستويات الأركيولوجية التي وجدت فيها هذه المجوهرات البدائية ب 82.000 سنة<ref name="الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية">http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=31&article=469759&issueno=10753</ref>. وهذا يؤشر على قدم وجود الإنسان بشمال أفريقيا، ويطرح سؤال عن السلالات التي مرت عبر شمال إفريقيا في الزمن الغابر.

== تسمية الأمازيغ والبربر ==
عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور (Moors / Mauri) وهي الكلمة التي اشتقت منها كلمة "موريتانيا". وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني [[هيرودوتس]] فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش". أما الرومان فقد استعملوا ثلاث كلمات لتسمية الشعب الأمازيغي وهي النوميديون Numidians ، الموريتانيون Mauretanians ، والريبو أو ال[[ليبو]] Libue . وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم البربر أو أهل المغرب. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات. ويجدر الذكر أن لقب البربر والبرابرة أطلقه الرومان أيضا على القبائل [[جرمان|الجرمانية]] والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية. كما يعتقد البعض ان سبب التسمية يعود إلى الموروث العربي على اعتبار ان اصول البربر عربية فسمواا بالعرب البربر أي الرحل عن طريق البر طبقا للنظرية القائلة أنهم عرب رحلوا من بلاد اليمن إلى شمال أفريقيا برا ..

ووقد ذكر العلامة [[ابن خلدون|ابن خلدون]] في تاريخه الخلاف حول أصل البربر إن كانوا ينتمون لبلاد [[اليمن]] أو لحام بن نوح.

== الدراسات العلمية الحديثة ==
أثبتت الدراسات<ref name="Origin, Diffusion, and Differentiation of Y-Chromosome Haplogroups E
and J: Inferences on the Neolithization of Europe and Later Migratory
Events in the Mediterranean Area">http://hpgl.stanford.edu/publications/AJHG_2004_v74_p1023-1034.pdf</ref> على عينات من [[الحمض النووي]] لعدد كبير من سكان [[شمال أفريقيا]] بالمغرب والجزائر أن الصفة E-M81 هي الصفة المميزة بشكل خاص لذوي الأصول الأمازيغية الناطقين بها وذلك بنسبة 60 إلى 80 في المائة، وعند عرب المغرب بنسبة 30 إلى 50 في المائة، والصفة E-M78 بنسبة 2 إلى 12 في المائة عند الناطقين بالأمازيغية، وبنسبة 10 إلى 44 في المائة عند عرب المغرب، والصفة E-M35 عند الناطقين بالأمازيغية بنسبة 8 في المائة وكذلك بالنسبة للصفة J-M267 ، وهذا يجعلنا نستنج أن الإنتماء اللغوي لا يعكس تماما الإنتماء العرقي.<ref name="Arredi ">A Predominantly Neolithic Origin for Y-Chromosomal DNA Variation in North Africa
Barbara Arredi, Estella S. Poloni, Silvia Paracchini, Tatiana Zerjal, Dahmani M. Fathallah, Mohamed Makrelouf, Vincenzo L. Pascali, Andrea Novelletto, and Chris Tyler-Smith
Am J Hum Genet. 2004 August; 75(2): 338–345. Published online 2004 June 16">http://www.pubmedcentral.nih.gov/articlerender.fcgi?artid=1216069</ref>
<ref name="الجمعية الأمريكية لعلم الوراثة البشرية">http://www.pubmedcentral.nih.gov/articlerender.fcgi?artid=1182266</ref>

كما أن العلماء يقدرون عمر هذه السلالة ب 5600 سنة فقط، أي أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش قبل 5000 سنة فقط.

== انتشار الأمازيغ ==
يعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر إلى [[جزر الكناري]]، ومن ساحل [[البحر الأبيض المتوسط]] شمالاً إلى أعماق [[الصحراء الكبرى]] في ال[[نيجر]] و [[مالي]] جنوباً.

مع حلول ال[[إسلام]] في [[أفريقيا]] ، استعرب جزء من الأمازيغ بتبنيهم اللغة ال[[عربية]] لغة الدين الجديد. وبقي جزء آخر محتفظ باللغة الأمازيغية. وبسبب ذلك أثرت اللغة الأمازيغية في العربية الوافدة فنشأت اللهجات المغاربية والتي تختلف عن لهجات الشرق الأوسط.

والمتحدثون حاليا باللغة الأمازيغية ينتشرون في العديد من الحواضر الكبرى ( [[الدار البيضاء]]، [[أكادير]]، [[طنجة]]، [[الناظور]]، [[الحسيمة]]، [[الرباط]]، [[الخميسات]]، [[إفران]]، [[جادو]]، [[نالوت]]، [[كاباو]]،[[ تاغما]]،[[زنزور]]،[[ورفله]]،[[سوكنة]]، [[اوجلة]]، [[تيزي وزو]]، [[بجاية]]، [[باتنة]]، [[خنشلة]]، [[غرداية]]، [[تمنراست]]، [[مطماطه]]،[[تطاوين]]،[[جزيرة جربة]]، [[تبسة]] ) وأيضا وينتشرون على شكل تكتلات لغوية أو قبلية كبيرة الحجم واسعة الإنتشار ببوادي وقرى شمال أفريقيا.

=== المغرب ===
يتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة.
المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي :

1 - '''منطقة الريف الشرقي والأوسط شمال المغرب''' : رغم تعرب الريف الغربي، احتفظ الريف الشرقي والأوسط بلغته الأمازيغية. ويمتد الريف الشرقي والأوسط الناطق بالأمازيغية على مساحة حوالي 40.000 كيلومتر مربع ويسكنه حوالي 4 ملايين ونصف المليون من الناطقين بالأمازيغية الريفية. ويوجد الناطقون بأمازيغية الريف أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم المهم بمدن الريف الغربي (طنجة، تطوان، الفنيدق، الشاون والعرائش) ومدن الشرق (وجدة، السعيدية، بركان، تاوريرت). (ويقدر العدد الإجمالي لأمازيغ المغرب الناطقين بأمازيغية الريف (تاريفيت) بحوالي 5 ملايين ونصف المليون نسمة{{حقيقة}}). وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والإنخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.

2 - '''منطقة الأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير والصحراء الشرقية''' : هي منطقة واسعة متنوعة جغرافيا ومناخيا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 70.000 كيلومتر مربع. وتتميز بقساوة نسبية في المناخ تتراوح ما بين البرد القارس في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية. (ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية (تازايانيت) فيها حوالي 6 ملايين نسمة{{حقيقة}}).

3- '''مناطق سهل سوس وغرب الأطلس الكبير والأطلس الصغير ومشارف الصحراء الجنوبية''': وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافيء قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 100.000 كيلومتر مربع. وتنتشر في هذه المناطق أمازيغية الجنوب (تاشلحيت / تاسوسيت). (ويبلغ عدد السكان الناطقين بأمازيغية الجنوب هناك حوالي 10 ملايين ونصف المليون نسمة{{حقيقة}}).

وتنتشر الأمازيغية أيضا بكل المدن المغربية ولكن بنسب متفاوتة. وتنتشر أيضا بالعديد من الواحات في الصحارى الشرقية والجنوبية المغربية.

أما المناطق المغربية المتبقية فهي إما تنتشر فيها العربية المغربية الدارجة وإما تنتشر فيها اللغة الأمازيغية بنسب منخفضة.

=== شمال أفريقيا ===
تنتشر اللغة الأمازيغية بتنوعاتها المختلفة : [[لهجة الريف]]، [[تشلحيت]]، [[تامازيغت]]، [[الترقية]]، [[الشناوية]]، [[المزابية]]، [[الشاوية]]، [[النفوسية]]، لهجة جزيرة جربة في تونس،لهجة اهل تطاوين وخاصة اهل [[الدويرات]], [[قبائلية]] ... ) في 10 من البلدان الإفريقية أهمها :
* [[المغرب]] : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة معتبرة من السكان البالغ مجموعهم أكثر من 30 مليون نسمة.
* [[الجزائر]] :
اما في ليبيا فنسبة الامازيغ الناطقون بالامازيغية 27 % من الليبيون و هنالك العديد من القبائل و المدن لايتسعملون اللغة الامازيغية ولكنهم يفتخرون بوصولهم الامازيغية مثل غريان - ككلة - ام الجرسان ورفلة وجزء كبير من مصراته [[مالي]]، [[النيجر]]، [[تونس]]، [[موريتانيا]]، [[بوركينافاسو]] و [[مصر]]،
مع ملاحظة أن أكبر نسبة للأمازيغ في المغرب والجزائر، والباقي عبارة عن عرب وأفارقة وحتى أوروبيون أو خليط منهم بالإضافة إلى أجناس أخرى.
* في [[أوروبا]] الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لايقل تعدادها عن المليونين نسمة{{حقيقة}} تنتشر في 9 بلدان أوروبية أهمها فرنسا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا وألمانيا.

=== مصر ===
هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد. والطريق المغربي الذي يصل بلاد المغرب بمصر؛ كان معبراً مفتوحاً منذ أقدم العصور، ولكن بعد نزول الفاتحين العرب المسلمين في بلاد المغرب واحتكاكهم بالبربر، قام التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دوراً هاماً في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق.

وكان ل [[الفاطميين]] أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل البربر المتعربة إلى مصر، فمن المعلوم أن الفاطميين قد اعتمدوا في تأسيس دولتهم في المغرب على قبيلة كتامة، وكانوا وجوه الدولة الفاطمية وأكابر أهلها. وكان أن انتقلت أغلب قبائل كتامة إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها. وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. كما وكانت منازل زويلة بحارة زويلة والباب المعروف بباب زويلة. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر. وربما اتجهت بعض قبائل المغرب شرقا، كما فعلت " لواتة " فتجاوزت شرقاً وعبرت منقطع الرمل، ثم نزلت في الجيزة وبلاد البهنسا التي تصاقب الفيوم من جهة الشرق.

ومن الملاحظ أن قبائل المغرب المهاجرة، جاءت تحمل أنساباً عربية، مثل قبائل [[لواتة]] وبعضهم ينتسب إلى قبائل [[هوارة]]. فهذه القبائل التي ترجع أصلاً إلى البربر، قد اختلطت نزحت من بلاد المغرب، من طريق الحلف، أو الولاء، أو المصاهرة، أو هذه جميعاً، وتجلت ثمرة هذا الاختلاط، في التعرب الثقافي .<ref name="البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب ص 45">البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب للمقريزي ص 45</ref>

== كتابة الأمازيغ ==
[[صورة:Tamazgha.png|تصغير|حروف من تيفيناغ]]
''للمقال الكامل اقرأ [[تيفيناغ]]''

استخدم الطوارق خط ال[[تيفيناغ]] وهو من أقدم الأبجديات التي عرفتها الإنسانية وقد قام المعهد الملكي للثقافة ال[[أمازيغية]] بمعيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتعليم الأمازيغية في بعض المدارس الإبتدائية.
[[صورة:An 036a.jpg|تصغير|تشابه حروف التيفناغ مع خط الحبشة كتاب الفهرست]][[صورة:Tinifagh intedeni.jpg|تصغير||الثلاث نقط التي ذكرها ابن النديم تظهر بوضوح في الصورة وتؤكد صلة التيفيناغ بالحبشة]]
تجدر الأشارة إلى أن كتابة التيفيناغ بقيت مستعملة بدون انقطاع من طرف ال[[طوارق]] في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرى، ولايوجد دليل على أن التيفناغ كان خطا لكل الأمازيغ خصوصا وأن قبيلة المشوش قد احتكت بالحضارة المصرية فقد يكون لها خط مغاير شبيه بالهيروغريفية. كما أن التيفناغ قد يكون هو نفسه الخط الموصوف في كتاب [[ابن النديم]] [[الفهرست]] وقد نسبه إلى الحبشة أي [[إثيوبيا]]، حيث أنه قال: وأما [[الحبشة]]، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة [[المأمون]]، غير الخط.

كما أن علم الجينات أثبت أن 62 في المائة من طوارق نيجيريا لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان نيجيريا و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b = M81 وهو عند بربر مزاب بالجزائر بنسبة 80 في المائة، وعند بربر الأطلس المتوسط بالمغرب بنسبة 71 في المائة، وعند بربر الأطلس الكبير مراكش 72 في المائة، هذا يعني أن من ذاب جنسهم في الجنس النيجيري بهذا الشكل لا يمكن أن يحفظ كتابة، أو أن لا يستعمل كتابة أخرى<ref name="familytreedna.hape3b">http://www.familytreedna.com/pdf/hape3b.pdf</ref>.

== تاريخ الأمازيغ ==
ينسب النسابة الأمازيغ أصلهم إلى مازيغ بن كنعان بن [[حام]] بن [[نوح ]]{{حقيقة}}. وهم أخوة ال[[مصريون]]، فالأمازيغ عرق ينحدر من [[السلالة الحامية]] ومن فروعها [[الحامية الشرقية]] التى ينتسب إليها الأمازيغ والمصريون.

بالعودة إلى تاريخ[[ ابن خلدون]]، ينقسم البربر إلى برانس وبتر. وكانت القبائل التي فيها الكثرة والغلب بعد دخول الإسلام أوربة وهوارة وصنهاجة من البرانس، ونفوسة و[[زناتة]] ومطغرة ونفزاوة من البتر وكان التقدم لعهد الفتح لاوربة هؤلاء بما كانوا أكثر عدداً وأشد باساً وقوة‏، فهي التي حاربت العرب مع زعيمها [[أكسيل]] الذي كان ملكا على البرانس كلهم، وهي التي استقبلت [[إدريس الأول]] وبايعته وجمعت الأمازيغ على دعوته‏،‏ واجتمعت عليه زواغة ولواتة وسدراتة وغياتة ونفزة ومكناسة وغمارة وكافة بربر المغرب فبايعوه وائتمروا بأمره‏،‏ وتم له الملك والسلطان بالمغرب وكانت له الدولة التي ورثها أعقابه، وكان ملك أوربة من ملك [[الأدارسة]] إلى حين انقراضه على يد قبيلة كتامة التي قامت بدعوة [[الفاطميين]]. وفي الوقت الحاضر فإن لغة أبنائها هي العربية وهي من بين القبائل التي تعرف بالبرانس، وقبائل أخرى كغياتة وهوارة وكتامة وصنهاجة لغتهم أيضا العربية. وهذا أمر عرف قديما وليس خاصا بالأمازيغية و ابن تيمية الذي عاش في القرن 13 الميلادي قال في كتابه اقتضاء الصراط: "ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم".

هناك بعض العرب المهاجرين قدموا من الشرق يحسبون حاليا على الأمازيغ وليس لهم لسان إلا الأمازيغية ولولا احتفاظهم بشجرة العائلة لما علموا أصلهم، كبعض الأدارسة والجعفريين، لذلك يمكننا الجزم بأن هناك بعض العرب ليست لهم شجرة العائلة لأنهم ليسوا من آل البيت وهم من الأمازيغ حاليا.

ومن الأمازيغ الذين لم يعرف أصلهم ونسبهم بعد قبائل بني صمغون جنوب غرب الجزائر في ولاية البيض الجزائرية ويقال أن جدهم الأكبر من اليهود الفارين من بيت المقدس بعد غزوه من طرف الملك بختنصر الدي طاردهم حتى إلى بلاد المغرب بعد مقتل النبي زكريا فوجدوا في أرض بلاد المغرب ملاذا آمنا ومستقرا هادئا بعد أن تم الترحيب بهم من قبل سكان بلاد المغرب المسالمين منذ الأزل فوفرت لهم البيئة المناخ المناسب للتعايش السلمي والمشاركة في نشاط الحياة اليومية فامتزجوا بهم واختلطوا لكن دونما تحريف للعادات والتقاليد فاسم جدهم الأكبر لم يغير إلا بعض الشيء في النطق المحرف من شمعون إلى سمغون كما أن اللهجة المحلية فيها الكثير من المصطلحات مغايرة للهجة البربر.

== التقويم الأمازيغي ==
يحتفل العديد من الأمازيغ وبعض القبائل المعربة برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية، ويستعمل الأمازيغ الأسماء الغريغورية .{{حقيقة}}

التقويم إختراع بربريستي حديث لاعلاقة له مطلقا بتاريخ البربر، وحكاية شوشنق انتصر على رمسيس هي أكذوبة لم يستحي البربريست في إطلاقها.

يعتقد الأمازيغ أن السنة الأمازيغية تبتدئ بعد تمكن ملكهم [[شيشنق]] من هزم جيوش ال[[فرعون]] المصري الذي أراد أن يحتل بلدهم، وحسب القصة فإن المعركة تمت شرق ال[[مغرب]] أو غرب ال[[جزائر]] قرب مدينة [[تلمسان]] الأمازيغية.

يعود أصل [[شيشنق]] إلى قبيلة [[المشواش]]، وهذه القبيلة من [[ليبيا]] الحالية وفي المغرب قبيلة تحمل اسم تمشوش قبيلة هي الأخرى معربة بطن من بطون القبيلة الأم أوربة قد تكون هي نفس القبيلة [[المشواش]] .

يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي المتداول للتقويم ليس تاريخيا علميا، فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود ألى آلاف السنين.

إن [[الأمازيغ]] [[إسلام|مسلمون]] [[أهل السنة والجماعة|سنة]]، يتبع أغلبهم [[المذهب المالكي]] و هناك أقلية من [[إباضية|الإباضيين]] وهم من [[بني ميزاب]] في الجزائر والشلوح في [[جزيرة جربة]] بتونس وكذلك في [[جبل نفوسة]] ب[[ليبيا]] بالإضافة إلى وجود أقليات صغيرة جدا من [[مسيحية|المسيحيين]] عند [[القبائل]] في [[الجزائر]]

تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم [[تانيث]] و[[آمون]] و[[أطلس]] و[[عنتي]] و[[بوصيدون]]. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن أعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري.

=== آمون ===
يرى [[غابرييل كامبس]] أن آمون هو إله أمازيغي الأصل، لكن وجود شواهد على وجود إرهاصات عبادته في النوبة منذ عصور ماقبل التاريخ ترجح أنه إله أفريقي قديم عرفته في وقت مبكر جدا من تاريخ البشرية شعوبُ شمال أفريقيا ذات الأصل المشترك من مصريين وأمازيغ وربما [[نوبيون|النوبيين]] الذين نزحوا إلى المنطقى لاحقا.

عبد ال[[أغريق]] [[آمون]] الأمازيغي (حمون)، وفي مابعد شخصوه بكبير آلهتهم [[زيوس]] كما شخصه ال[[رومان]] في كبير ألههم [[جوبيتر]] وفي مابعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه ال[[بونيقيون]] بكبير آلهتهم [[بعل]].

كما يُعتقد أن الإله الذي مثل أمامه الإسكندر الأكبر في معبد سيوة كان هو [[حمون]]، التجلي الأمازيغي لآمون، والذي لازال اسمه مستعملا إلى اليوم كاسم عائلات سيوية مصرية.
=== تانيث ===
'''تانيث''' هي ربة الخصوبة وحامية مدينة [[قرطاج]]، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم [[بعل]]، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم [[نيث]]، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت بإسم [[آثينا]] بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية [[أثينا]].

ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة [[تريتونيس]] حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة.

إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا ال[[شمس]] وهو ماذكره [[هيرودوت]] و[[ابن خلدون]] كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوتس.

من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن ال[[يهود]] قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية.

يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال إفريقيا ويذكر [[ابن خلدون]] أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.

===المسيحية ===
[[صورة:Augustine of Hippo.jpg|تصغير|القديس أوغسطين]]
آمن الأمازيغ أيضا بالديانة ال[[مسيحية]] ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس و[[أرنوبيوس]]، كما برز [[أوغسطين]] كأحد أعظم آباء الكنيسة، وكذلك تحكي المراجع العربية أن كسيلة بن لزم كان على النصرانية وقد تكون قبائل البرانس التي كان على رأسها كذلك كانت على هذا الدين.

=== الاسلام ===
وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة [[الإسلام]]ية وقاموا بنشرها حتى أن أول المسلمين الذين غزوا [[الأندلس]] كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة [[طارق ابن زياد]]، وكان عميد فقهاء [[قرطبة]] صاحب [[الإمام مالك]] من البربر وهو [[يحيى بن يحيى بن كثير]] الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع [[عباس بن فرناس]] أول من حاول الطيران، وغيرهم. ويمكننا أن نلمس مدى تشبت البربر بالإسلام والدفاع عنه في نص ماقاله ابن خلدون:
:(وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد‏.‏ وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم‏.‏ وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه‏.‏ فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم‏)..
:(وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام :دين الله لصبيانهم، والإستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين :أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في :آثارهم وسوءاً للدعاء عن صالحيهم، وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله :وجهاد عدوه مايدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم).

== اللباس و الطبخ الامازيغي ==
جلابة و [[الَجَرِدْ]] و ال[[برنس]] وهي أقدم لباس امازيغي في شمال أفريقيا فيما يعتبر كسكسو او الكسكس أو [[الكسكسي]] أشهر أطباق الامازيغ و هو أيضا طبق يعود تاريخه إلى ما قبل الاسل

== عادات الأمازيغ ==
العادات والتقاليد الاجتماعية روافد التأثير الإسلامي إلى الأمازيغية.

الأمازيغ لم يفهموا الإسلام بكيفية عميقة إلا عن طريق الترجمة من العربية، كما أنهم يتخذون أنواع العادات والفنون والإحتفالات وسائل للتلقين والإستيعاب. ومن أهم العادات التعليمية التي نذكر منها: ''التعليم الليلي'' و''عرس القرآن'' و''بخاري رمضان'' و''المولد النبوي'' ثم ''أدوال'' بنوعيه: النزهة والسياحات.

=== التعليم الليلي ===
للمسجد (تِيمْزْكِيدَا) في حياة الأمازيغيين أهمية قصوى يؤكدها اعتباره ''النادي العام لأهل القرية ولايختلف عنه إلا من لاخير فيه، ولأستاذ المسجد احترام، وهو الإمام، والمؤذن (غالبا) وقارئ الحزب''، ومعلم الدروس المسائية لعموم أطفال القرية، الذين وجدوا في ''التربية الإسلامية'' بالأمازيغية عادات تحفزهم للتلهف على حضور دروس المسجد الليلية المختلفة عن الدروس النهارية التي تعلم الملازمين دراسة القراءة والكتابة باللغة العربية وحفظ القرآن، فالليل يخصصونه للمراجعة عندما يتفرغ أستاذهم للدراسة الليلية التي تهتم كل مساء بتعليم الأطفال ذكورا وإناثا، وبالرعاة والحرفيين الذين لاوقت لهم للدراسة نهارا، وبهذه الدروس يتعلمون قواعد الإسلام، وأحيانا قد يضطر بعض الأساتذة لتغريم المتخلفين''.

وللأطفال عادات يمارسونها تشوقهم إلى هذه الدروس الخاصة، كاعتيادهم الإنطلاق بعد صلاة المغرب في عموم أزقة القرية مرددين إنشادات جماعية بأصوات طفولية موحية تحث الصغار على الإلتحاق بالمسجد لتلقي الدروس الدينية، التي لايتخلف عنها ذكورهم وإناثهم ما لم يبلغوا سن الإحتلام، وعادة مايلتقي الجميع في الطريق المؤدي إلى المسجد فيكونون صفا واحدا حاملين الحطب (ليستعمل في الإنارة وتدفئة ماء الوضوء) وهم يرددون مرددات خاصة بتلك المسيرة. وقد ثمن ''ديكو دي طوريس'' هذه الدروس في إحدى ليالي سنة 1550م، التي شاهد فيها كيف يعلم بها الأمازيغيون أولادهم، وبعدما وصفها بدت له معقولة جدا ''إذ بعد أن يرعى الأطفال قطعانهم طوال النهار يجتمعون عند المساء في منزل معلم، وعلى ضوء نار عظيمة يوقدونها بالحطب الذي حملوه معهم يستظهرون دروسهم''.

===عرس القرآن ===
هناك عادات هيأها الأمازيغيون لتنتقل عبرها الأفكار الإسلامية من العربية إلى الأمازيغية بطرق غاية في التشويق والإيحاء. ومن أبرز تلك العادات ''سْلُوكْتْ'' التي تدعم الحضور الإسلامي في البيئة السوسية، فأثناءها يقرأ القرآن جماعيا، وتنشد قصيدتا ''البردة'' و''الهمزية'' للإمام البصيري، وكل ذلك باللغة العربية، ويتم فيها الشرح بالأمازيغية، لأن كل الفقهاء الأمازيغيين ''يفسرون معاني القرآن على قدر الطاقة''.

إن ''سّلُوكْتْ'' احتفال خصصه الأمازيغيون لـ''الطّلبة'' كي يحضروا في جميع المناسبات، ويؤكدوا على حضور الإسلام في كل الممارسات، ولحضور مناسباتها يكون ''الطلبة'' قد ''تهيأوا واستعدوا وتزينوا بأحسن ماعندهم''، ويستقبل مجيئهم بغاية الفرح والسرور، ويجلسون في أحسن مكان وعلى أجمل فراش، وتقدم إليهم أحسن أنواع الأطعمة، ويعبرون عن فرحتهم بحماسهم في أداء ''تاحزابت''، وإنشاد شعر يمدح الكرماء في مايسمونه ''تّرجيز''. ويعتمد حفل ''سْلوكْتْ'' على ثلاث دعائم: ''تاحزّابت'' و''البوصيري'' و''تّرجيز''، ولكل منها دور في التفاعل القوي بين الأمازيغيين والمتن الإسلامي.

=== تاحزّابت ===
تاحزّابت نسبة إلى حزب القرآن الكريم، والمقصود بها نوع من أداء قراءة القرآن برفع الصوت بأقصى مافي حلوق الطلبة من قوة وتمطيط في القرآن جماعة في منتزهاتهم (أدوال)، أو في المواسم التي يتلاقون فيها. ولانراها بعيدة عن هدف تحريك مشاعر الأمازيغيين بطريقة إنشادية لمتن لايعرفون معانيه، ولكن طريقة إنشاده تخلق بجلالها تواصلا رائعا، ويتجلى تأثيرها البهيج على ملامح القراء الذين يؤدونها بحماس تجسده حركاتهم الموقعة بإيقاع طريقة القراءة، ويعبر عنه اندماجهم المطلق في الأداء، وكذلك ترحيب الناس وتشجيعهم لجودة القراءة. ولعل هذه الإحتفالية هي سر المحافظة عليها رغم ماواجههم من انتقادات، ''وقد قاومهم كبار العلماء ولكن لم يفيدوا فيه شيئا''، وقد اهتم الشعر الأمازيغي التعليمي بالمتن القرآني، فنظمت أبيات ومقاطع بعضها خاص بالرسم القرآني، وبعضها بالتجويد. وكثيرا ماتنشد بالأمازيغية خلال حفل ''سلوكت'' القرآني.

=== البردة والهمزية ===
لاوجود لحفل ''سلوكت'' بدون إنشاد رائعتي البوصيري: ''البردة'' و''الهمزية'' وإذا كانت ''تاحزابت'' قناة للقرآن في مجال التفاعل بين الإسلام والأمازيغيين فإن ''البردة'' و''الهمزية'' قناتان للمديح النبوي من تأليف الإمام البوصيري (ت 696 هـ ـ 1296 م)، اكتسبتا نوعا من القدسية التي يوحي بها تلازمهما لـ''تاحزّابت'' القرآن، ولأن ''الإعتقاد في قدرات القرآن امتد إلى كتب دينية مثل صحيح البخاري ودلائل الخيرات (للجزولي) اللذين يحظيان في شمال إفريقيا باحترام بالغ، إلا أن أهم مثال في هذا المجال هو: البردة التي ترجمت إلى الأمازيغية وتكتب بها التمائم، وتنشد عند الدفن وتكتب على جدران المساجد''، وتعتبر مع الهمزية ملازمتين لـ''سلوكت'' القرآنية أكثر من غيرهما من جل ماألف في المجال الإسلامي، ثم إن إنشادهما في نصهما العربي صار من أروع وأعذب الألحان التي يتأثر بها المستمعون في احتفالهم بالطلبة.

=== تّرجيز ===
الـ''تّرجـيز'' صيـغة أمازيغية لكلمة الترجيز في العربية، والمقصود بها في حفلة ''سلوكت'' إنشاد الأشعار العربية بطريقة خاصة، إذ يبدؤها فرد واحد منهم ثم يرددها بعـده الآخرون، ويتدخل آخر مضيفا أو مجيبا سابقه. ويمثل هذا الترجيز قمة التفاعل بين المستمعين الأمازيغيين الذين يجهلون العربية، وبين ''الطلبة'' الذين قد يدركون بعض معاني ماينشدون، والعلاقة الجامعة للتأثر بين المستمعين والقراء هي طريقة الإنشاد مما له علاقة واضحة عند العارفين بطريقة إنشاد حوار ''العقول الشعرية'' خلال العرض الشعري في أحواش، ومن أجمل مايوحي بوجود تلك العلاقة، ذلك الشعور الغامر الذي يعكس فرحة التأثر بمقروء ''سلوكت'' نهارا، وفرحة التمتع بالشعر المنشد في ''أحواش'' ليلا، تلك العادة التي تواكب قراءة القرآن في ''تاحزّابت'' وإنشاد الأشعار العربية في الإحتفال بـ''الطلبة'' في ''المواسم'' الكبرى حيث يلتقي عشرات الحفاظ في مجموعات يخصص لها مكان معين في ''الموسم''. وتتناوب المجموعات على قراءة ربع حزب من القرآن لكل جماعة على حدة، فإذا وصل دور مجموعة منهم ''جاء جميع الحاضرين، ووقفوا عليهم يحصون عليهم الأنفاس، فإذا مالوا ولو خطأ في وقف أو إشباع أو قصر أو توسط أو غير ذلك من أنواع التجويد صفق لهم جميع الحاضرين من الطلبة تشهيرا للسامعين بعظم الزلة، وربما سمع التصفيق العوام المشتغلون بأنواع الإتجار خارج المدرسة فيصفقون هم أيضا لما رسخ في أذهانهم من فظاعة ذلك''.

إننا نسمع كثيرا من يقول عن ''سلوكت'' إنها ''تامغرا ن لقران''، أي عرس القرآن، لأنها احتفال له مقوماته الخاصة. إننا فعلا في عرس لايهتم بمباشرة تبليغ خطاب ديني بالأمازيغية، ولكن جلاله وجماله والإعتقاد في حصول الثواب به هو الذي جعلهم يقبلون عليه بكل حواسهم مخصصين له النهار كله كما يخصص قسط من الليل لاحتفال ''أحواش''.
يجب ألا نرى الإحتفال بالقرآن في عرسه ''تامغرا ن لقران'' مناقضا لاحتفال الرمز الشعري في ''عرسه'': ''أحواش'' لأن العادات الأمازيغية تعتبرهما غير متناقضين، بل إن أحدهما يكمل الآخر بأداء وظائف محددة، ذلك أن ''سلوكت'' احتفال بكلام الله، وسنة رسوله وبحُفّاظهما، أما ''أحواش'' فاحتفال بفنية كلام العباد، وبنبل أعمالهم المعبر عنها بلسان الشعراء ''ءيماريرن'' و''رّوايس'' إن ''سلوكت'' و''أحواش'' احتفالان لاتتم بهجة مناسبة أمازيغية بدونهما، بل إن ''من عوائد المغرب وخصوصا سوسنا الأقصى، أن الأعراس والختمات القرآنية في الأفراح والإحتفالات عندهم سواء''.

== مشاهير الأمازيغ ==
مقالة رئيسة [[مشاهير الأمازيغ]]
سليمان باشا الباروني
ميلود بن سعيد الشقروني
علي ساسي التقربوصي
موسي بيك قرادة
سالم البرشوشي

== مقالات ذات علاقة ==
* [[مشاهير الأمازيغ]]
*[[السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي]]

== وصلات خارجية ==
* [http://www.tawalt.com/ الكلمة (تاوالت)]
{{الجزيرة|الامازيغ الرجال الاحرار|2=http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AFAFF60F-D439-47A0-AA3B-D9CFB8B0E70D.htm}}
* [http://www.libyanyouths.com/ شباب ليبيا ]
{{تصنيف كومنز|Berber}}

== المصادر ==
{{ثبت المراجع}}
* [http://www.tawalt.com/monthly.cfm تاوالت]
* البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب تأليف : ابن عذاري
* تاريخ [[ابن خلدون]]
* المؤرخ الفرنسي [[غوتيه]]
* كتاب ''رموز الشعر الأمازيغي وتأثرها بالإسلام'' ـ بتصرف

{{أمازيغ}}
{{وصلة مقالة مختارة|bg}}

[[تصنيف:أمازيغ]]
[[تصنيف:مجموعات عرقية]]
[[تصنيف:عرقيات أفريقيا]]
[[تصنيف:عرقيات المغرب]]
[[تصنيف:عرقيات الجزائر]]
[[تصنيف:عرقيات مالي]]
[[تصنيف:الجزائر]]
[[تصنيف:المغرب]]
[[تصنيف:مالي]]

[[an:Pueblos Berbers]]
[[bg:Бербери]]
[[bs:Berberi]]
[[ca:Berber]]
[[cs:Berbeři]]
[[cv:Берберсем]]
[[da:Berber]]
[[de:Berber]]
[[en:Berber people]]
[[eo:Berberoj]]
[[es:Etnia bereber]]
[[eu:Berbere]]
[[fa:قوم بربر]]
[[fi:Berberit]]
[[fr:Berbères]]
[[gl:Bérber]]
[[he:ברברים (קבוצה אתנית)]]
[[hi:बर्बर]]
[[hr:Berberi]]
[[hu:Berberek]]
[[id:Orang Berber]]
[[is:Berbar]]
[[it:Berberi]]
[[ja:ベルベル人]]
[[jbo:imazixen]]
[[kab:Imaziɣen]]
[[ko:베르베르인]]
[[ku:Berberî (gel)]]
[[lt:Berberai]]
[[ms:Barbar]]
[[nl:Berbers]]
[[nn:Berbarar]]
[[no:Berbere]]
[[pl:Berberowie]]
[[pt:Berberes]]
[[ro:Berberi]]
[[ru:Берберы]]
[[sh:Berberi]]
[[simple:Berber people]]
[[sl:Berberi]]
[[sr:Бербери]]
[[sv:Berber]]
[[sw:Waberberi]]
[[tr:Berberiler]]
[[uk:Бербери]]
[[vec:Berberi]]
[[wa:Berbere (peupe)]]
[[zh:柏柏尔人]]
[[zh-yue:柏柏爾人]]

نسخة 21:37، 20 ديسمبر 2008

الامازيغ البربر الشلوح

الأمازيغ
العلم
التعداد الكلي
التعداد
مناطق الوجود المميزة
البلد
اللغات
اللغة الأم
الدين
المجموعات العرقية المرتبطة
فرع من
الفروع
مجموعات ذات علاقة
التوزيع اللغوي للمجموعات الأمازيغية

.

يعتبر الأمازيغ أو البربر الشعب الذي سكن شمال أفريقيا وغالب الأمم عليها. وأثبت علماء الجينات أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش فقط ل 5600 سنة مضت، مما يفتح سؤالا عن الشعب القديم الذي انبثقت منه هذه السلالة، وفي عام 2007 اكتشف باحثون أوروبيون مجوهرات حجرية ملونة بمادة نباتية قرب مدينة فكيك Figuig المغربية، وقدروا عمر المستويات الأركيولوجية التي وجدت فيها هذه المجوهرات البدائية ب 82.000 سنة[1]. وهذا يؤشر على قدم وجود الإنسان بشمال أفريقيا، ويطرح سؤال عن السلالات التي مرت عبر شمال إفريقيا في الزمن الغابر.

تسمية الأمازيغ والبربر

عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور (Moors / Mauri) وهي الكلمة التي اشتقت منها كلمة "موريتانيا". وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني هيرودوتس فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش". أما الرومان فقد استعملوا ثلاث كلمات لتسمية الشعب الأمازيغي وهي النوميديون Numidians ، الموريتانيون Mauretanians ، والريبو أو الليبو Libue . وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم البربر أو أهل المغرب. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات. ويجدر الذكر أن لقب البربر والبرابرة أطلقه الرومان أيضا على القبائل الجرمانية والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية. كما يعتقد البعض ان سبب التسمية يعود إلى الموروث العربي على اعتبار ان اصول البربر عربية فسمواا بالعرب البربر أي الرحل عن طريق البر طبقا للنظرية القائلة أنهم عرب رحلوا من بلاد اليمن إلى شمال أفريقيا برا ..

ووقد ذكر العلامة ابن خلدون في تاريخه الخلاف حول أصل البربر إن كانوا ينتمون لبلاد اليمن أو لحام بن نوح.

الدراسات العلمية الحديثة

أثبتت الدراسات[2] على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان شمال أفريقيا بالمغرب والجزائر أن الصفة E-M81 هي الصفة المميزة بشكل خاص لذوي الأصول الأمازيغية الناطقين بها وذلك بنسبة 60 إلى 80 في المائة، وعند عرب المغرب بنسبة 30 إلى 50 في المائة، والصفة E-M78 بنسبة 2 إلى 12 في المائة عند الناطقين بالأمازيغية، وبنسبة 10 إلى 44 في المائة عند عرب المغرب، والصفة E-M35 عند الناطقين بالأمازيغية بنسبة 8 في المائة وكذلك بالنسبة للصفة J-M267 ، وهذا يجعلنا نستنج أن الإنتماء اللغوي لا يعكس تماما الإنتماء العرقي.[3] [4]

كما أن العلماء يقدرون عمر هذه السلالة ب 5600 سنة فقط، أي أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش قبل 5000 سنة فقط.

انتشار الأمازيغ

يعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر و مالي جنوباً.

مع حلول الإسلام في أفريقيا ، استعرب جزء من الأمازيغ بتبنيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد. وبقي جزء آخر محتفظ باللغة الأمازيغية. وبسبب ذلك أثرت اللغة الأمازيغية في العربية الوافدة فنشأت اللهجات المغاربية والتي تختلف عن لهجات الشرق الأوسط.

والمتحدثون حاليا باللغة الأمازيغية ينتشرون في العديد من الحواضر الكبرى ( الدار البيضاء، أكادير، طنجة، الناظور، الحسيمة، الرباط، الخميسات، إفران، جادو، نالوت، كاباو،تاغما،زنزور،ورفله،سوكنة، اوجلة، تيزي وزو، بجاية، باتنة، خنشلة، غرداية، تمنراست، مطماطه،تطاوين،جزيرة جربة، تبسة ) وأيضا وينتشرون على شكل تكتلات لغوية أو قبلية كبيرة الحجم واسعة الإنتشار ببوادي وقرى شمال أفريقيا.

المغرب

يتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة. المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي :

1 - منطقة الريف الشرقي والأوسط شمال المغرب : رغم تعرب الريف الغربي، احتفظ الريف الشرقي والأوسط بلغته الأمازيغية. ويمتد الريف الشرقي والأوسط الناطق بالأمازيغية على مساحة حوالي 40.000 كيلومتر مربع ويسكنه حوالي 4 ملايين ونصف المليون من الناطقين بالأمازيغية الريفية. ويوجد الناطقون بأمازيغية الريف أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم المهم بمدن الريف الغربي (طنجة، تطوان، الفنيدق، الشاون والعرائش) ومدن الشرق (وجدة، السعيدية، بركان، تاوريرت). (ويقدر العدد الإجمالي لأمازيغ المغرب الناطقين بأمازيغية الريف (تاريفيت) بحوالي 5 ملايين ونصف المليون نسمة[بحاجة لمصدر]). وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والإنخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.

2 - منطقة الأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير والصحراء الشرقية : هي منطقة واسعة متنوعة جغرافيا ومناخيا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 70.000 كيلومتر مربع. وتتميز بقساوة نسبية في المناخ تتراوح ما بين البرد القارس في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية. (ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية (تازايانيت) فيها حوالي 6 ملايين نسمة[بحاجة لمصدر]).

3- مناطق سهل سوس وغرب الأطلس الكبير والأطلس الصغير ومشارف الصحراء الجنوبية: وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافيء قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 100.000 كيلومتر مربع. وتنتشر في هذه المناطق أمازيغية الجنوب (تاشلحيت / تاسوسيت). (ويبلغ عدد السكان الناطقين بأمازيغية الجنوب هناك حوالي 10 ملايين ونصف المليون نسمة[بحاجة لمصدر]).

وتنتشر الأمازيغية أيضا بكل المدن المغربية ولكن بنسب متفاوتة. وتنتشر أيضا بالعديد من الواحات في الصحارى الشرقية والجنوبية المغربية.

أما المناطق المغربية المتبقية فهي إما تنتشر فيها العربية المغربية الدارجة وإما تنتشر فيها اللغة الأمازيغية بنسب منخفضة.

شمال أفريقيا

تنتشر اللغة الأمازيغية بتنوعاتها المختلفة : لهجة الريف، تشلحيت، تامازيغت، الترقية، الشناوية، المزابية، الشاوية، النفوسية، لهجة جزيرة جربة في تونس،لهجة اهل تطاوين وخاصة اهل الدويرات, قبائلية ... ) في 10 من البلدان الإفريقية أهمها :

  • المغرب : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة معتبرة من السكان البالغ مجموعهم أكثر من 30 مليون نسمة.
  • الجزائر :

اما في ليبيا فنسبة الامازيغ الناطقون بالامازيغية 27 % من الليبيون و هنالك العديد من القبائل و المدن لايتسعملون اللغة الامازيغية ولكنهم يفتخرون بوصولهم الامازيغية مثل غريان - ككلة - ام الجرسان ورفلة وجزء كبير من مصراته مالي، النيجر، تونس، موريتانيا، بوركينافاسو و مصر، مع ملاحظة أن أكبر نسبة للأمازيغ في المغرب والجزائر، والباقي عبارة عن عرب وأفارقة وحتى أوروبيون أو خليط منهم بالإضافة إلى أجناس أخرى.

  • في أوروبا الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لايقل تعدادها عن المليونين نسمة[بحاجة لمصدر] تنتشر في 9 بلدان أوروبية أهمها فرنسا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا وألمانيا.

مصر

هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد. والطريق المغربي الذي يصل بلاد المغرب بمصر؛ كان معبراً مفتوحاً منذ أقدم العصور، ولكن بعد نزول الفاتحين العرب المسلمين في بلاد المغرب واحتكاكهم بالبربر، قام التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دوراً هاماً في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق.

وكان ل الفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل البربر المتعربة إلى مصر، فمن المعلوم أن الفاطميين قد اعتمدوا في تأسيس دولتهم في المغرب على قبيلة كتامة، وكانوا وجوه الدولة الفاطمية وأكابر أهلها. وكان أن انتقلت أغلب قبائل كتامة إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها. وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. كما وكانت منازل زويلة بحارة زويلة والباب المعروف بباب زويلة. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر. وربما اتجهت بعض قبائل المغرب شرقا، كما فعلت " لواتة " فتجاوزت شرقاً وعبرت منقطع الرمل، ثم نزلت في الجيزة وبلاد البهنسا التي تصاقب الفيوم من جهة الشرق.

ومن الملاحظ أن قبائل المغرب المهاجرة، جاءت تحمل أنساباً عربية، مثل قبائل لواتة وبعضهم ينتسب إلى قبائل هوارة. فهذه القبائل التي ترجع أصلاً إلى البربر، قد اختلطت نزحت من بلاد المغرب، من طريق الحلف، أو الولاء، أو المصاهرة، أو هذه جميعاً، وتجلت ثمرة هذا الاختلاط، في التعرب الثقافي .[5]

كتابة الأمازيغ

حروف من تيفيناغ

للمقال الكامل اقرأ تيفيناغ

استخدم الطوارق خط التيفيناغ وهو من أقدم الأبجديات التي عرفتها الإنسانية وقد قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمعيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتعليم الأمازيغية في بعض المدارس الإبتدائية.

ملف:An 036a.jpg
تشابه حروف التيفناغ مع خط الحبشة كتاب الفهرست
الثلاث نقط التي ذكرها ابن النديم تظهر بوضوح في الصورة وتؤكد صلة التيفيناغ بالحبشة

تجدر الأشارة إلى أن كتابة التيفيناغ بقيت مستعملة بدون انقطاع من طرف الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرى، ولايوجد دليل على أن التيفناغ كان خطا لكل الأمازيغ خصوصا وأن قبيلة المشوش قد احتكت بالحضارة المصرية فقد يكون لها خط مغاير شبيه بالهيروغريفية. كما أن التيفناغ قد يكون هو نفسه الخط الموصوف في كتاب ابن النديم الفهرست وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال: وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون، غير الخط.

كما أن علم الجينات أثبت أن 62 في المائة من طوارق نيجيريا لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان نيجيريا و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b = M81 وهو عند بربر مزاب بالجزائر بنسبة 80 في المائة، وعند بربر الأطلس المتوسط بالمغرب بنسبة 71 في المائة، وعند بربر الأطلس الكبير مراكش 72 في المائة، هذا يعني أن من ذاب جنسهم في الجنس النيجيري بهذا الشكل لا يمكن أن يحفظ كتابة، أو أن لا يستعمل كتابة أخرى[6].

تاريخ الأمازيغ

ينسب النسابة الأمازيغ أصلهم إلى مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح [بحاجة لمصدر]. وهم أخوة المصريون، فالأمازيغ عرق ينحدر من السلالة الحامية ومن فروعها الحامية الشرقية التى ينتسب إليها الأمازيغ والمصريون.

بالعودة إلى تاريخابن خلدون، ينقسم البربر إلى برانس وبتر. وكانت القبائل التي فيها الكثرة والغلب بعد دخول الإسلام أوربة وهوارة وصنهاجة من البرانس، ونفوسة وزناتة ومطغرة ونفزاوة من البتر وكان التقدم لعهد الفتح لاوربة هؤلاء بما كانوا أكثر عدداً وأشد باساً وقوة‏، فهي التي حاربت العرب مع زعيمها أكسيل الذي كان ملكا على البرانس كلهم، وهي التي استقبلت إدريس الأول وبايعته وجمعت الأمازيغ على دعوته‏،‏ واجتمعت عليه زواغة ولواتة وسدراتة وغياتة ونفزة ومكناسة وغمارة وكافة بربر المغرب فبايعوه وائتمروا بأمره‏،‏ وتم له الملك والسلطان بالمغرب وكانت له الدولة التي ورثها أعقابه، وكان ملك أوربة من ملك الأدارسة إلى حين انقراضه على يد قبيلة كتامة التي قامت بدعوة الفاطميين. وفي الوقت الحاضر فإن لغة أبنائها هي العربية وهي من بين القبائل التي تعرف بالبرانس، وقبائل أخرى كغياتة وهوارة وكتامة وصنهاجة لغتهم أيضا العربية. وهذا أمر عرف قديما وليس خاصا بالأمازيغية و ابن تيمية الذي عاش في القرن 13 الميلادي قال في كتابه اقتضاء الصراط: "ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم".

هناك بعض العرب المهاجرين قدموا من الشرق يحسبون حاليا على الأمازيغ وليس لهم لسان إلا الأمازيغية ولولا احتفاظهم بشجرة العائلة لما علموا أصلهم، كبعض الأدارسة والجعفريين، لذلك يمكننا الجزم بأن هناك بعض العرب ليست لهم شجرة العائلة لأنهم ليسوا من آل البيت وهم من الأمازيغ حاليا.

ومن الأمازيغ الذين لم يعرف أصلهم ونسبهم بعد قبائل بني صمغون جنوب غرب الجزائر في ولاية البيض الجزائرية ويقال أن جدهم الأكبر من اليهود الفارين من بيت المقدس بعد غزوه من طرف الملك بختنصر الدي طاردهم حتى إلى بلاد المغرب بعد مقتل النبي زكريا فوجدوا في أرض بلاد المغرب ملاذا آمنا ومستقرا هادئا بعد أن تم الترحيب بهم من قبل سكان بلاد المغرب المسالمين منذ الأزل فوفرت لهم البيئة المناخ المناسب للتعايش السلمي والمشاركة في نشاط الحياة اليومية فامتزجوا بهم واختلطوا لكن دونما تحريف للعادات والتقاليد فاسم جدهم الأكبر لم يغير إلا بعض الشيء في النطق المحرف من شمعون إلى سمغون كما أن اللهجة المحلية فيها الكثير من المصطلحات مغايرة للهجة البربر.

التقويم الأمازيغي

يحتفل العديد من الأمازيغ وبعض القبائل المعربة برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية، ويستعمل الأمازيغ الأسماء الغريغورية .[بحاجة لمصدر]

التقويم إختراع بربريستي حديث لاعلاقة له مطلقا بتاريخ البربر، وحكاية شوشنق انتصر على رمسيس هي أكذوبة لم يستحي البربريست في إطلاقها.

يعتقد الأمازيغ أن السنة الأمازيغية تبتدئ بعد تمكن ملكهم شيشنق من هزم جيوش الفرعون المصري الذي أراد أن يحتل بلدهم، وحسب القصة فإن المعركة تمت شرق المغرب أو غرب الجزائر قرب مدينة تلمسان الأمازيغية.

يعود أصل شيشنق إلى قبيلة المشواش، وهذه القبيلة من ليبيا الحالية وفي المغرب قبيلة تحمل اسم تمشوش قبيلة هي الأخرى معربة بطن من بطون القبيلة الأم أوربة قد تكون هي نفس القبيلة المشواش .

يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي المتداول للتقويم ليس تاريخيا علميا، فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود ألى آلاف السنين.

إن الأمازيغ مسلمون سنة، يتبع أغلبهم المذهب المالكي و هناك أقلية من الإباضيين وهم من بني ميزاب في الجزائر والشلوح في جزيرة جربة بتونس وكذلك في جبل نفوسة بليبيا بالإضافة إلى وجود أقليات صغيرة جدا من المسيحيين عند القبائل في الجزائر

تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن أعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري.

آمون

يرى غابرييل كامبس أن آمون هو إله أمازيغي الأصل، لكن وجود شواهد على وجود إرهاصات عبادته في النوبة منذ عصور ماقبل التاريخ ترجح أنه إله أفريقي قديم عرفته في وقت مبكر جدا من تاريخ البشرية شعوبُ شمال أفريقيا ذات الأصل المشترك من مصريين وأمازيغ وربما النوبيين الذين نزحوا إلى المنطقى لاحقا.

عبد الأغريق آمون الأمازيغي (حمون)، وفي مابعد شخصوه بكبير آلهتهم زيوس كما شخصه الرومان في كبير ألههم جوبيتر وفي مابعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه البونيقيون بكبير آلهتهم بعل.

كما يُعتقد أن الإله الذي مثل أمامه الإسكندر الأكبر في معبد سيوة كان هو حمون، التجلي الأمازيغي لآمون، والذي لازال اسمه مستعملا إلى اليوم كاسم عائلات سيوية مصرية.

تانيث

تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت بإسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا.

ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة.

إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ماذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوتس.

من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية.

يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال إفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.

المسيحية

القديس أوغسطين

آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة، وكذلك تحكي المراجع العربية أن كسيلة بن لزم كان على النصرانية وقد تكون قبائل البرانس التي كان على رأسها كذلك كانت على هذا الدين.

الاسلام

وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وقاموا بنشرها حتى أن أول المسلمين الذين غزوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد، وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من البربر وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران، وغيرهم. ويمكننا أن نلمس مدى تشبت البربر بالإسلام والدفاع عنه في نص ماقاله ابن خلدون:

(وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد‏.‏ وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم‏.‏ وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه‏.‏ فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم‏)..
(وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام :دين الله لصبيانهم، والإستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين :أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في :آثارهم وسوءاً للدعاء عن صالحيهم، وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله :وجهاد عدوه مايدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم).

اللباس و الطبخ الامازيغي

جلابة و الَجَرِدْ و البرنس وهي أقدم لباس امازيغي في شمال أفريقيا فيما يعتبر كسكسو او الكسكس أو الكسكسي أشهر أطباق الامازيغ و هو أيضا طبق يعود تاريخه إلى ما قبل الاسل

عادات الأمازيغ

العادات والتقاليد الاجتماعية روافد التأثير الإسلامي إلى الأمازيغية.

الأمازيغ لم يفهموا الإسلام بكيفية عميقة إلا عن طريق الترجمة من العربية، كما أنهم يتخذون أنواع العادات والفنون والإحتفالات وسائل للتلقين والإستيعاب. ومن أهم العادات التعليمية التي نذكر منها: التعليم الليلي وعرس القرآن وبخاري رمضان والمولد النبوي ثم أدوال بنوعيه: النزهة والسياحات.

التعليم الليلي

للمسجد (تِيمْزْكِيدَا) في حياة الأمازيغيين أهمية قصوى يؤكدها اعتباره النادي العام لأهل القرية ولايختلف عنه إلا من لاخير فيه، ولأستاذ المسجد احترام، وهو الإمام، والمؤذن (غالبا) وقارئ الحزب، ومعلم الدروس المسائية لعموم أطفال القرية، الذين وجدوا في التربية الإسلامية بالأمازيغية عادات تحفزهم للتلهف على حضور دروس المسجد الليلية المختلفة عن الدروس النهارية التي تعلم الملازمين دراسة القراءة والكتابة باللغة العربية وحفظ القرآن، فالليل يخصصونه للمراجعة عندما يتفرغ أستاذهم للدراسة الليلية التي تهتم كل مساء بتعليم الأطفال ذكورا وإناثا، وبالرعاة والحرفيين الذين لاوقت لهم للدراسة نهارا، وبهذه الدروس يتعلمون قواعد الإسلام، وأحيانا قد يضطر بعض الأساتذة لتغريم المتخلفين.

وللأطفال عادات يمارسونها تشوقهم إلى هذه الدروس الخاصة، كاعتيادهم الإنطلاق بعد صلاة المغرب في عموم أزقة القرية مرددين إنشادات جماعية بأصوات طفولية موحية تحث الصغار على الإلتحاق بالمسجد لتلقي الدروس الدينية، التي لايتخلف عنها ذكورهم وإناثهم ما لم يبلغوا سن الإحتلام، وعادة مايلتقي الجميع في الطريق المؤدي إلى المسجد فيكونون صفا واحدا حاملين الحطب (ليستعمل في الإنارة وتدفئة ماء الوضوء) وهم يرددون مرددات خاصة بتلك المسيرة. وقد ثمن ديكو دي طوريس هذه الدروس في إحدى ليالي سنة 1550م، التي شاهد فيها كيف يعلم بها الأمازيغيون أولادهم، وبعدما وصفها بدت له معقولة جدا إذ بعد أن يرعى الأطفال قطعانهم طوال النهار يجتمعون عند المساء في منزل معلم، وعلى ضوء نار عظيمة يوقدونها بالحطب الذي حملوه معهم يستظهرون دروسهم.

عرس القرآن

هناك عادات هيأها الأمازيغيون لتنتقل عبرها الأفكار الإسلامية من العربية إلى الأمازيغية بطرق غاية في التشويق والإيحاء. ومن أبرز تلك العادات سْلُوكْتْ التي تدعم الحضور الإسلامي في البيئة السوسية، فأثناءها يقرأ القرآن جماعيا، وتنشد قصيدتا البردة والهمزية للإمام البصيري، وكل ذلك باللغة العربية، ويتم فيها الشرح بالأمازيغية، لأن كل الفقهاء الأمازيغيين يفسرون معاني القرآن على قدر الطاقة.

إن سّلُوكْتْ احتفال خصصه الأمازيغيون لـالطّلبة كي يحضروا في جميع المناسبات، ويؤكدوا على حضور الإسلام في كل الممارسات، ولحضور مناسباتها يكون الطلبة قد تهيأوا واستعدوا وتزينوا بأحسن ماعندهم، ويستقبل مجيئهم بغاية الفرح والسرور، ويجلسون في أحسن مكان وعلى أجمل فراش، وتقدم إليهم أحسن أنواع الأطعمة، ويعبرون عن فرحتهم بحماسهم في أداء تاحزابت، وإنشاد شعر يمدح الكرماء في مايسمونه تّرجيز. ويعتمد حفل سْلوكْتْ على ثلاث دعائم: تاحزّابت والبوصيري وتّرجيز، ولكل منها دور في التفاعل القوي بين الأمازيغيين والمتن الإسلامي.

تاحزّابت

تاحزّابت نسبة إلى حزب القرآن الكريم، والمقصود بها نوع من أداء قراءة القرآن برفع الصوت بأقصى مافي حلوق الطلبة من قوة وتمطيط في القرآن جماعة في منتزهاتهم (أدوال)، أو في المواسم التي يتلاقون فيها. ولانراها بعيدة عن هدف تحريك مشاعر الأمازيغيين بطريقة إنشادية لمتن لايعرفون معانيه، ولكن طريقة إنشاده تخلق بجلالها تواصلا رائعا، ويتجلى تأثيرها البهيج على ملامح القراء الذين يؤدونها بحماس تجسده حركاتهم الموقعة بإيقاع طريقة القراءة، ويعبر عنه اندماجهم المطلق في الأداء، وكذلك ترحيب الناس وتشجيعهم لجودة القراءة. ولعل هذه الإحتفالية هي سر المحافظة عليها رغم ماواجههم من انتقادات، وقد قاومهم كبار العلماء ولكن لم يفيدوا فيه شيئا، وقد اهتم الشعر الأمازيغي التعليمي بالمتن القرآني، فنظمت أبيات ومقاطع بعضها خاص بالرسم القرآني، وبعضها بالتجويد. وكثيرا ماتنشد بالأمازيغية خلال حفل سلوكت القرآني.

البردة والهمزية

لاوجود لحفل سلوكت بدون إنشاد رائعتي البوصيري: البردة والهمزية وإذا كانت تاحزابت قناة للقرآن في مجال التفاعل بين الإسلام والأمازيغيين فإن البردة والهمزية قناتان للمديح النبوي من تأليف الإمام البوصيري (ت 696 هـ ـ 1296 م)، اكتسبتا نوعا من القدسية التي يوحي بها تلازمهما لـتاحزّابت القرآن، ولأن الإعتقاد في قدرات القرآن امتد إلى كتب دينية مثل صحيح البخاري ودلائل الخيرات (للجزولي) اللذين يحظيان في شمال إفريقيا باحترام بالغ، إلا أن أهم مثال في هذا المجال هو: البردة التي ترجمت إلى الأمازيغية وتكتب بها التمائم، وتنشد عند الدفن وتكتب على جدران المساجد، وتعتبر مع الهمزية ملازمتين لـسلوكت القرآنية أكثر من غيرهما من جل ماألف في المجال الإسلامي، ثم إن إنشادهما في نصهما العربي صار من أروع وأعذب الألحان التي يتأثر بها المستمعون في احتفالهم بالطلبة.

تّرجيز

الـتّرجـيز صيـغة أمازيغية لكلمة الترجيز في العربية، والمقصود بها في حفلة سلوكت إنشاد الأشعار العربية بطريقة خاصة، إذ يبدؤها فرد واحد منهم ثم يرددها بعـده الآخرون، ويتدخل آخر مضيفا أو مجيبا سابقه. ويمثل هذا الترجيز قمة التفاعل بين المستمعين الأمازيغيين الذين يجهلون العربية، وبين الطلبة الذين قد يدركون بعض معاني ماينشدون، والعلاقة الجامعة للتأثر بين المستمعين والقراء هي طريقة الإنشاد مما له علاقة واضحة عند العارفين بطريقة إنشاد حوار العقول الشعرية خلال العرض الشعري في أحواش، ومن أجمل مايوحي بوجود تلك العلاقة، ذلك الشعور الغامر الذي يعكس فرحة التأثر بمقروء سلوكت نهارا، وفرحة التمتع بالشعر المنشد في أحواش ليلا، تلك العادة التي تواكب قراءة القرآن في تاحزّابت وإنشاد الأشعار العربية في الإحتفال بـالطلبة في المواسم الكبرى حيث يلتقي عشرات الحفاظ في مجموعات يخصص لها مكان معين في الموسم. وتتناوب المجموعات على قراءة ربع حزب من القرآن لكل جماعة على حدة، فإذا وصل دور مجموعة منهم جاء جميع الحاضرين، ووقفوا عليهم يحصون عليهم الأنفاس، فإذا مالوا ولو خطأ في وقف أو إشباع أو قصر أو توسط أو غير ذلك من أنواع التجويد صفق لهم جميع الحاضرين من الطلبة تشهيرا للسامعين بعظم الزلة، وربما سمع التصفيق العوام المشتغلون بأنواع الإتجار خارج المدرسة فيصفقون هم أيضا لما رسخ في أذهانهم من فظاعة ذلك.

إننا نسمع كثيرا من يقول عن سلوكت إنها تامغرا ن لقران، أي عرس القرآن، لأنها احتفال له مقوماته الخاصة. إننا فعلا في عرس لايهتم بمباشرة تبليغ خطاب ديني بالأمازيغية، ولكن جلاله وجماله والإعتقاد في حصول الثواب به هو الذي جعلهم يقبلون عليه بكل حواسهم مخصصين له النهار كله كما يخصص قسط من الليل لاحتفال أحواش. يجب ألا نرى الإحتفال بالقرآن في عرسه تامغرا ن لقران مناقضا لاحتفال الرمز الشعري في عرسه: أحواش لأن العادات الأمازيغية تعتبرهما غير متناقضين، بل إن أحدهما يكمل الآخر بأداء وظائف محددة، ذلك أن سلوكت احتفال بكلام الله، وسنة رسوله وبحُفّاظهما، أما أحواش فاحتفال بفنية كلام العباد، وبنبل أعمالهم المعبر عنها بلسان الشعراء ءيماريرن ورّوايس إن سلوكت وأحواش احتفالان لاتتم بهجة مناسبة أمازيغية بدونهما، بل إن من عوائد المغرب وخصوصا سوسنا الأقصى، أن الأعراس والختمات القرآنية في الأفراح والإحتفالات عندهم سواء.

مشاهير الأمازيغ

مقالة رئيسة مشاهير الأمازيغ سليمان باشا الباروني ميلود بن سعيد الشقروني علي ساسي التقربوصي موسي بيك قرادة سالم البرشوشي

مقالات ذات علاقة

وصلات خارجية

المصادر

  1. ^ http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=31&article=469759&issueno=10753
  2. ^ http://hpgl.stanford.edu/publications/AJHG_2004_v74_p1023-1034.pdf
  3. ^ A Predominantly Neolithic Origin for Y-Chromosomal DNA Variation in North Africa Barbara Arredi, Estella S. Poloni, Silvia Paracchini, Tatiana Zerjal, Dahmani M. Fathallah, Mohamed Makrelouf, Vincenzo L. Pascali, Andrea Novelletto, and Chris Tyler-Smith Am J Hum Genet. 2004 August; 75(2): 338–345. Published online 2004 June 16">http://www.pubmedcentral.nih.gov/articlerender.fcgi?artid=1216069
  4. ^ http://www.pubmedcentral.nih.gov/articlerender.fcgi?artid=1182266
  5. ^ البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب للمقريزي ص 45
  6. ^ http://www.familytreedna.com/pdf/hape3b.pdf
  • تاوالت
  • البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب تأليف : ابن عذاري
  • تاريخ ابن خلدون
  • المؤرخ الفرنسي غوتيه
  • كتاب رموز الشعر الأمازيغي وتأثرها بالإسلام ـ بتصرف

قالب:وصلة مقالة مختارة