حزام الكويكبات: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 15: سطر 15:


وهو حزام من [[كويكب|الكويكبات]] و'''الكويكبات''' هي مجموعة من الكواكب الصغيرة جدا لايمكن رؤيتها بالعين المجردة بدون [[مرقاب]]، ولم يكن العلماء يعلمون بوجودها حتى عام 1801م، حيث إن الكواكب المختلفة تدور حول [[شمس|الشمس]] في مدارات أهليجية بيضوية ثابتة، وأقربها كوكب [[عطارد]] وأبعدها كوكب [[بلوتو]]، وما أن بدا العلماء يعرفون المزيد عن تحركات الكواكب حول [[الشمس]] حتى لاحظوا إن كل [[كوكب]] يبعد عن [[الشمس]] ما يتراوح بين مرة وربع المرة، إلى المرتين بالنسبة إلى بعد الكوكب السابق عن الشمس، ثم لاحظوا إن ذلك غير صحيح بالنسبة للمريخ وللمشتري، إذ يبعد [[المريخ]] نحو 228 مليون كيلومتر عن [[الشمس]]، ويجب على هذا الأساس أن يكون [[المشتري]] على مسافة 402 مليون كيلو متر من [[الشمس]]، ولكنه في الحقيقة يقع على ضعفي هذه المسافة مما يوحي بوجود [[كوكب]] آخر يدور في هذه الفسحة بين [[المريخ]] و[[المشتري]].
وهو حزام من [[كويكب|الكويكبات]] و'''الكويكبات''' هي مجموعة من الكواكب الصغيرة جدا لايمكن رؤيتها بالعين المجردة بدون [[مرقاب]]، ولم يكن العلماء يعلمون بوجودها حتى عام 1801م، حيث إن الكواكب المختلفة تدور حول [[شمس|الشمس]] في مدارات أهليجية بيضوية ثابتة، وأقربها كوكب [[عطارد]] وأبعدها كوكب [[بلوتو]]، وما أن بدا العلماء يعرفون المزيد عن تحركات الكواكب حول [[الشمس]] حتى لاحظوا إن كل [[كوكب]] يبعد عن [[الشمس]] ما يتراوح بين مرة وربع المرة، إلى المرتين بالنسبة إلى بعد الكوكب السابق عن الشمس، ثم لاحظوا إن ذلك غير صحيح بالنسبة للمريخ وللمشتري، إذ يبعد [[المريخ]] نحو 228 مليون كيلومتر عن [[الشمس]]، ويجب على هذا الأساس أن يكون [[المشتري]] على مسافة 402 مليون كيلو متر من [[الشمس]]، ولكنه في الحقيقة يقع على ضعفي هذه المسافة مما يوحي بوجود [[كوكب]] آخر يدور في هذه الفسحة بين [[المريخ]] و[[المشتري]].
تشغل أربعة كويكبات كبيرة نصف كتلة هذا الحزام وهي : [[سيريس (كوكب قزم)|سيريس]] و [[4 فيستا]] و [[2 بالاس]] و [[10 هيجيا]]<ref name=Williams />. تكون كتلة حزام الكويكبات الإجمالية بحوالي ٪4 من كتلة [[القمر]] ، أو ٪22 من كتلة [[بلوتو]]، وضعف كتلة قمر بلوتو [[شارون]].
تشغل أربعة كويكبات كبيرة نصف كتلة هذا الحزام وهي : [[سيريس (كوكب قزم)|سيريس]] و [[4 فيستا]] و [[2 بالاس]] و [[10 هيجيا]]<ref name=Williams />. تشكل كتلة حزام الكويكبات الإجمالية حوالي ٪4 من كتلة [[القمر]] ، أو ٪22 من كتلة [[بلوتو]]، وضعف كتلة قمر بلوتو [[شارون]].




سطر 23: سطر 23:
كان هذا العالم يعمل على وضع جدول منظم لمواقع [[نجم|النجوم]]، حين لاحظ شيئا يبدو ك[[نجم|النجم]] تماما ولو أنه يتحرك كالكواكب، وغير ثابت نسبيا كالنجوم، وأطلق على هذا الجرم الجديد اسم '''سيريس''' (Ceres)، على اسم آلهة الحصاد عند الرومان، وبعد أن راقب الفلكيون هذا الجرم الجديد فترة من الزمن وجدوا أنه يتحرك في مدار بين [[المريخ]] و[[المشتري]]، وسرعان ما وجدوا أجراما أخرى دعوها بالنجيمات (مصغر [[نجم]]) لشبهها بالنجوم، وأطلق عليها فيما بعد '''[[كويكب|الكويكبات]]'''.
كان هذا العالم يعمل على وضع جدول منظم لمواقع [[نجم|النجوم]]، حين لاحظ شيئا يبدو ك[[نجم|النجم]] تماما ولو أنه يتحرك كالكواكب، وغير ثابت نسبيا كالنجوم، وأطلق على هذا الجرم الجديد اسم '''سيريس''' (Ceres)، على اسم آلهة الحصاد عند الرومان، وبعد أن راقب الفلكيون هذا الجرم الجديد فترة من الزمن وجدوا أنه يتحرك في مدار بين [[المريخ]] و[[المشتري]]، وسرعان ما وجدوا أجراما أخرى دعوها بالنجيمات (مصغر [[نجم]]) لشبهها بالنجوم، وأطلق عليها فيما بعد '''[[كويكب|الكويكبات]]'''.


إن '''سيريس''' هو أكبر هذه [[كويكب|الكويكبات]] ويبلغ قطره 670 كيلومتر، أي إن مساحته السطحية تبلغ مساحة العراق تقريبا، وقطر [[كويكب|كويكبة]] بالاس (Pallas)، يبلغ 450 كيلو متر، تليها [[كويكب|كويكبة]] فستا (Vesta)، التي يبلغ قطرها 385 كيلو متر، ثم هيجا، التي يبلغ قطرها من 350-500 كيلو متر<ref name="Krasinskyetal2002">{{cite journal| authorlink = Georgij A. Krasinsky | first=G. A. | last= Krasinsky | author2=[[Elena V. Pitjeva|Pitjeva, E. V.]]|author3=Vasilyev, M. V.|author4=Yagudina, E. I.| bibcode=2002Icar..158...98K| title=Hidden Mass in the Asteroid Belt| journal=Icarus| volume=158| issue=1| pages=98–105|date=July 2002| doi=10.1006/icar.2002.6837}}</ref><ref name="jplsbdb">{{cite web
إن '''سيريس''' هو أكبر هذه [[كويكب|الكويكبات]] وهو الكوكب القزم الوحيد في حزام الكويكبات ويبلغ قطره 950 [[كيلومتر]]، أي إن مساحته السطحية تبلغ مساحة العراق تقريبا، وقطر [[كويكب|كويكبة]] بالاس (Pallas)، يبلغ 450 كيلو متر، تليها [[كويكب|كويكبة]] فستا (Vesta)، التي يبلغ قطرها 385 كيلو متر، ثم هيجا، التي يبلغ قطرها من 350-500 كيلو متر<ref name="Krasinskyetal2002">{{cite journal| authorlink = Georgij A. Krasinsky | first=G. A. | last= Krasinsky | author2=[[Elena V. Pitjeva|Pitjeva, E. V.]]|author3=Vasilyev, M. V.|author4=Yagudina, E. I.| bibcode=2002Icar..158...98K| title=Hidden Mass in the Asteroid Belt| journal=Icarus| volume=158| issue=1| pages=98–105|date=July 2002| doi=10.1006/icar.2002.6837}}</ref><ref name="Pitjeva2005">{{cite journal|last=Pitjeva |first=E. V. |authorlink=Elena V. Pitjeva |title=High-Precision Ephemerides of Planets—EPM and Determination of Some Astronomical Constants |journal=Solar System Research |date=2005 |volume=39 |issue=3 |pages=176–186 |url=http://iau-comm4.jpl.nasa.gov/EPM2004.pdf |format=PDF |doi=10.1007/s11208-005-0033-2 |bibcode=2005SoSyR..39..176P |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20140703074335/http://iau-comm4.jpl.nasa.gov/EPM2004.pdf |archivedate=July 3, 2014 }}</ref><ref name="jplsbdb">{{cite web
| first=Donald K.
| first=Donald K.
| last=Yeomans
| last=Yeomans
سطر 103: سطر 103:
== المنشأ ==
== المنشأ ==
[[File:Main belt i vs a.png|thumb|300px|حزام الكويكبات الذي يظهر الميول المدارية للكويكبات مقابل المسافات من الشمس، حيث يمثل اللون الأحمر كويكبات المنطقة الأساسية للحزام، واللون الأزرق بقية الكويكبات]]
[[File:Main belt i vs a.png|thumb|300px|حزام الكويكبات الذي يظهر الميول المدارية للكويكبات مقابل المسافات من الشمس، حيث يمثل اللون الأحمر كويكبات المنطقة الأساسية للحزام، واللون الأزرق بقية الكويكبات]]
=== التكوين ===
=== التشكل ===
في عام [[1802]]، بعد فترة قصيرة من إكتشاف كويكب [[2 باللاس|بالاس]] اقترح [[هاينريش أولبرز|اولبرز]] لهيرشل فرضية وهي أن كويكب سيريس وبالاس كانوا فُتات لكوكب كبير كان يتواجد في المنطقة التي تقع بين كوكب [[المريخ]] و<nowiki/>[[المشتري]]، وأن هذا الكوكب قد عانى من إنفجار داخلي أو تصادم [[مذنب|مذنبات]] قبل ملايين السنين<ref>{{cite web|title=A Brief History of Asteroid Spotting|work=Open2.net|url=http://www.open2.net/sciencetechnologynature/planetsbeyond/asteroids/history.html|accessdate=2007-05-15}}</ref>. وبمرور الوقت لم يدعم أحد هذه الفرضية. الكمية كبيرة من الطاقة اللازمة لتدمير الكوكب أتحدت مع كتلة الحزام المنخفضة ، والتي تشكل 4% فقط من كتلة [[القمر]]. ومن الأشياء التي ساعدت على ادحاض فرضية الكوكب الكبير ، الأختلافات الكيميائية الهامة بين [[مذنب|المذنبات]] كانت ستصبح صعبة التفسير لو كانوا شكلوا كوكباً واحداًً<ref>{{cite web
في عام [[1802]]، بعد فترة قصيرة من إكتشاف كويكب [[2 باللاس|بالاس]] اقترح [[هاينريش أولبرز|اولبرز]] لهيرشل فرضية وهي أن كويكب سيريس وبالاس كانوا فُتات لكوكب كبير كان يتواجد في المنطقة التي تقع بين كوكب [[المريخ]] و<nowiki/>[[المشتري]]، وأن هذا الكوكب قد عانى من إنفجار داخلي أو تصادم [[مذنب|مذنبات]] قبل ملايين السنين<ref>{{cite web|title=A Brief History of Asteroid Spotting|work=Open2.net|url=http://www.open2.net/sciencetechnologynature/planetsbeyond/asteroids/history.html|accessdate=2007-05-15}}</ref>. وبمرور الوقت لم يدعم أحد هذه الفرضية. الكمية كبيرة من الطاقة اللازمة لتدمير الكوكب أتحدت مع كتلة الحزام المنخفضة ، والتي تشكل 4% فقط من كتلة [[القمر]]. ومن الأشياء التي ساعدت على ادحاض فرضية الكوكب الكبير ، الأختلافات الكيميائية الهامة بين [[مذنب|المذنبات]] كانت ستصبح صعبة التفسير لو كانوا شكلوا كوكباً واحداًً<ref>{{cite web
|author1=Masetti, M. |author2=Mukai, K. |last-author-amp=yes | date=December 1, 2005
|author1=Masetti, M. |author2=Mukai, K. |last-author-amp=yes | date=December 1, 2005
سطر 245: سطر 245:
|df=
|df=
}}</ref>.
}}</ref>.

== الصفات ==
{{multiple image
| align = right
| direction = vertical
| image1 = 951 Gaspra.jpg
| caption1 = كويكب [[951 غاسبرا]]، وهو أول كويكب يلتقط له صورة بوساطة مركبة فضائية ، كما يظهر خلال رحلة مركبة [[غاليليو (مسبار فضاء)|غاليلو]] الى المشتري عام 1916.
| image2 = AllendeMeteorite.jpg
| caption2 = فُتات [[النيزك اليند|النيزك الّيندِ]] الذي سقط على [[الأرض]] في [[المكسيك]] عام [[1969]] ، وهو يحتوي على كندرايدات كربونية.
}}
على عكس الصور الشائعة، حزام الكويكبات في الغالب خالِ، حيث أن [[الكويكبات]] منتشرة في مساحة كبيرة، لذا إن اردنا الذهاب الى احدى الكويكبات سيكون غير محتمل الوصول اليه بدون توجيه دقيق. ومع ذلك، فإن مئات الآلاف من الكويكبات معروفة حاليا، ويصل العدد الأجمالي الى ملايين الكويكبات أو اكثر، بالإعتماد على الحجم الأدنى للقطعة. هناك أكثر من 200 كويكب معروف بأن حجمها أكبر من 100 [[كيلومتر]]<ref>{{cite web
| last = Yeomans
| first = Donald K.
| date = April 26, 2007
| url = http://ssd.jpl.nasa.gov/sbdb_query.cgi
| title = JPL Small-Body Database Search Engine
| publisher = NASA JPL
| accessdate = 2007-04-26
}}&nbsp;– search for asteroids in the main belt regions with a diameter&nbsp;>100.</ref>، وقد أظهر مسح [[الأشعة تحت الحمراء|للأشعة التحت الحمراء]] بأن من 0.7 - 1.7 مليون كويكب بقطر 1 كيلومتر<ref>{{cite journal
|author1=Tedesco, E. F. |author2=Desert, F.-X. |last-author-amp=yes | title=The Infrared Space Observatory Deep Asteroid Search
| journal=The Astronomical Journal
| date=2002
| volume=123
| issue=4
| pages=2070–2082
| bibcode=2002AJ....123.2070T | doi = 10.1086/339482
}}</ref>. ويبلغ [[القدر الظاهري]] لمعظم الكويكبات حوالي 11-19 قدر ظاهري، وومع متوسط يبلغ حوالي 16 قدر ظاهري<ref>Williams, Gareth (September 25, 2010) [https://minorplanetcenter.net/iau/lists/MPDistribution.html "Distribution of the Minor Planets"] Minor Planet Center.</ref>.

يقدر إجمالي كتلة حزام الكويكبات حوالي 2.8×10<sup>21</sup> الى 3.2×<sup>21</sup>10 [[كيلوغرام]]، والتي تشكل 4% من كتلة القمر<ref name="Pitjeva2005">{{cite journal|last=Pitjeva |first=E. V. |authorlink=Elena V. Pitjeva |title=High-Precision Ephemerides of Planets—EPM and Determination of Some Astronomical Constants |journal=Solar System Research |date=2005 |volume=39 |issue=3 |pages=176–186 |url=http://iau-comm4.jpl.nasa.gov/EPM2004.pdf |format=PDF |doi=10.1007/s11208-005-0033-2 |bibcode=2005SoSyR..39..176P |deadurl=yes |archiveurl=https://web.archive.org/web/20140703074335/http://iau-comm4.jpl.nasa.gov/EPM2004.pdf |archivedate=July 3, 2014 }}</ref>. الكويكبات الأربعة الكبيرة : [[سيريس]] ، [[2 بالاس]] ، [[10 هيجيا]] ، [[4 فيستا]] يشكلون نصف الكتلة الإجمالية للحزام، حيث أن ثلث الكتلة يشغلها سيريس وحده<ref name="jplsbdb">{{cite web
| first=Donald K.
| last=Yeomans
| date = July 13, 2006
| url = http://ssd.jpl.nasa.gov/sbdb.cgi
| title = JPL Small-Body Database Browser
| publisher = NASA JPL
| accessdate = 2010-09-27
| archiveurl= https://web.archive.org/web/20100929043420/http://ssd.jpl.nasa.gov/sbdb.cgi| archivedate= 29 September 2010 <!--DASHBot-->| deadurl= no}}</ref>.


== الوصف ==
== الوصف ==

نسخة 19:20، 6 أبريل 2018

كويكبات النظام الشمسي الداخلي؛ واللون الأبيض هو حزام الكويكبات الذي يقع بين مدار المشتري والمريخ.
  الشمس
   طروادة المشتري
  مدارات الكواكب
  حزام الكويكبات
  كويكبات هيلدا
  الكويكبات القريبة من الأرض

حزام الكويكبات هو قرص نجمي دوار يقع في منطقة تقع بين كوكبي المريخ والمشتري، وتدور في هذه المنطقة كمية هائلة من الكويكبات الصغيرة التي تتكون في الأساس من الصخور وبعض المعادن. وقد وصِفَ حزام الكويكبات بـ حزام الكويكبات الرئيسي وذلك لتمييزه عن مجموعة الكويكبات الأخرى التي توجد في المجموعة الشمسية وهي الأجرام القريبة من الأرض و مجموعة طروادة[1].

وهو حزام من الكويكبات والكويكبات هي مجموعة من الكواكب الصغيرة جدا لايمكن رؤيتها بالعين المجردة بدون مرقاب، ولم يكن العلماء يعلمون بوجودها حتى عام 1801م، حيث إن الكواكب المختلفة تدور حول الشمس في مدارات أهليجية بيضوية ثابتة، وأقربها كوكب عطارد وأبعدها كوكب بلوتو، وما أن بدا العلماء يعرفون المزيد عن تحركات الكواكب حول الشمس حتى لاحظوا إن كل كوكب يبعد عن الشمس ما يتراوح بين مرة وربع المرة، إلى المرتين بالنسبة إلى بعد الكوكب السابق عن الشمس، ثم لاحظوا إن ذلك غير صحيح بالنسبة للمريخ وللمشتري، إذ يبعد المريخ نحو 228 مليون كيلومتر عن الشمس، ويجب على هذا الأساس أن يكون المشتري على مسافة 402 مليون كيلو متر من الشمس، ولكنه في الحقيقة يقع على ضعفي هذه المسافة مما يوحي بوجود كوكب آخر يدور في هذه الفسحة بين المريخ والمشتري. تشغل أربعة كويكبات كبيرة نصف كتلة هذا الحزام وهي : سيريس و 4 فيستا و 2 بالاس و 10 هيجيا[1]. تشكل كتلة حزام الكويكبات الإجمالية حوالي ٪4 من كتلة القمر ، أو ٪22 من كتلة بلوتو، وضعف كتلة قمر بلوتو شارون.


وفي عام 1800م، أجتمع عدد من علماء الفلك في ألمانيا وقرروا استخدام مراقبهم الجديدة في محاولة للتأكد من وجود كوكب مفترض.

ولكن لم يكن النجاح حليفهم إذ حقق هذا الأكتشاف عالم فلكي إيطالي يدعى جيسبي بيازي. كان هذا العالم يعمل على وضع جدول منظم لمواقع النجوم، حين لاحظ شيئا يبدو كالنجم تماما ولو أنه يتحرك كالكواكب، وغير ثابت نسبيا كالنجوم، وأطلق على هذا الجرم الجديد اسم سيريس (Ceres)، على اسم آلهة الحصاد عند الرومان، وبعد أن راقب الفلكيون هذا الجرم الجديد فترة من الزمن وجدوا أنه يتحرك في مدار بين المريخ والمشتري، وسرعان ما وجدوا أجراما أخرى دعوها بالنجيمات (مصغر نجم) لشبهها بالنجوم، وأطلق عليها فيما بعد الكويكبات.

إن سيريس هو أكبر هذه الكويكبات وهو الكوكب القزم الوحيد في حزام الكويكبات ويبلغ قطره 950 كيلومتر، أي إن مساحته السطحية تبلغ مساحة العراق تقريبا، وقطر كويكبة بالاس (Pallas)، يبلغ 450 كيلو متر، تليها كويكبة فستا (Vesta)، التي يبلغ قطرها 385 كيلو متر، ثم هيجا، التي يبلغ قطرها من 350-500 كيلو متر[2][3][4]، أما الكويكبات الأخرى فيبلغ حجمها بحجم ذرة الغبار. وتقع معظمها على بعد يتراوح بين 415 و470 مليون كيلومتر عن الشمس، ومع ذلك تحدث الاصطدامات بين الكويكبات الكبيرة والتي قد تشكل عائلة من الكويكبات والتي يمتلك أعضائها مدارات متشابهة ومكونات متشابهة ، وقد وجد علماء الفلك في العصر الحديث حوالي ألفي كويكبة، بعضها لا يعدو أن يكون مجرد كرة لعب صغيرة، ومن المحتمل أنها كانت في السابق كوكبا جميلا ثم أنفجر وتطاير قطعا قبل ملايين السنين.

ومن هذه الكويكبات ما يدور حول مدار المشتري وقد اكتشف إن عددها يتراوح نحو 12 كويكبا صغيرا، وهي تدعى مجموعة طروادة، وقد اكتشف أكبرها عام 1906م، وسميت كويكبة آخيل.


استكشاف الحزام

في عام 1596 توقع عالم الفلك يوهانس كيبلر أن هناك شيء بين مدار المريخ والمشتري.[5]. واثناء تحليلاته لبيانات العالم الفلكي تيخو براهي. فكر أن هناك فجوة كبيرة بين مدار المريخ والمشتري[6].

في عام 1766 دَّون العالم يوهان دانيال تيتيوس[7][8] في ترجمة ألمانية لكتاب تشارلز بونيه(التأمل في الطبيعة)[9]، ملاحظة وهي ان الكواكب تخصع للتتابع رياضي عجيب، حيث ان الكواكب تحمل رقم حسب الترتيب والأرقام هي(0، ثم 3 ، 6 ، 12 ، 24 ، 48 ، 96 ، 192)؛ حيث أن عطارد يحمل الرقم 0 ، والزهرة تحمل الرقم 3 ، والأرض الرقم 6 وهكذا... حيث أن كل عدد هو ضعف العدد الذي قبله.

فإذا تم إضافة العدد 4 إلى رقم الكوكب، و من ثم تقسيم ناتج الجمع على العدد 10، فسيتم الحصول على أرقام تساوي أبعاد الكواكب عن الشمس مقدرة بالوحدة الفلكية. والشيء الوحيد الذي أُعتبر خطأ هو أنه لم يكن هناك كواكب في الموضع 24 بين المريخ(12) والمشتري(48). وكذلك لم يكن هناك كوكب في الموضع (192)


وعندما اكتشف العالم ويليام هيرشل الكوكب أورانوس عام 1781م الذي يقع في الموضع (192) والذي طابق القانون تماماً، قال الفلكيون لابد من ان يوجد كوكب بين مدار المريخ والمشتري ، اقترح الفلكي الألماني "يوهان بود" وجود كوكب آخر في الفجوة المدارية بين كوكبي المريخ والمشتري. وفي عام 1801م تم اكتشاف سيريس (الجسم الأكبر في الحزام) في المكان الذي تنبأ به "يوهان بود" وهو الرقم(24) وقد أُفترض انه مذنب لكن عدم وجود ذؤابة(ذيل المذنب) لسيريس اقترح بإنه كوكب. وهذا القانون يعرف الآن بقانون تايتوس - بود ولقد توقع هذا القانون أبعاد جميع الكواكب الثمانية في ذلك الوقت(عطارد ، الزهرة ، الأرض ، المريخ ، سيريس ، المشتري ، زحل ، أورانوس) عن الشمس.

وبعد 15 شهر في 1802م اكتشف الفلكي هاينريش أولبرز الكويكب "2 بيلاس"، وافترض أن هذا الكويكب والأجسام الصغيرة المحيطة به هي بقايا كوكب مُدَمّر كان يدور في هذا المكان. في عام 1807م تم اكتشاف كويكبين آخرين هما "3 جونو" و"4 فيستا"، ولأن شكل هذين الكويكبين يميل إلى شكل نجمة، فقد أقترح ويليام هيرشل على هذا النوع من الكويكبات اسم asteroid[10]، والكلمة تصغير لكلمة aster اليونانية التي تعني نجم[11][12].

في عام 1807 كشفت الأبحاث جسمين جديدين في المنطقة هما: جونو، فيستا[13] بقيام الحروب التي أشعلها "نابليون بونابرت" في أوروبا، توقفت الاكتشافات الفلكية عند هذا الحد، إلى أن تم استئنافها مرة أخرى عام 1845م باكتشاف الكويكب "5 أسترا". بعد هذا توالت الاكتشافات في منطقة حزام الكويكبات، وبحلول منتصف 1866م كان هناك 100 كويكب قد تم اكتشافه عن طريق التصوير الفلكي للعالم ماكس فولف[14] . وبحلول عام 1921م زاد عدد الكويكبات المكتشفة إلى 1000 كويكب[15] ، ووصل الى 10,000 كويكب في عام 1981[16]، وبَلغَ عدد الكويكبات المكتشفة حوالي 100,000 كويكب في عام 2000[17]،واليوم نعرف أن عددها يصل إلى بضعة ملايين حوالي 1.7 مليون منها يصل قطرها إلى كيلومتر أو أكبر قليلا، وهناك حوالي 200 كويكب يتجاوز قطرها 100 كيلومتر.

أدى إكتشاف كوكب نبتون في عام 1846 الى تكذيب قانون بود في عين العلماء ، وذلك لأن مداره لم يكن في البعد الصحيح كما توقعه القانون. وحتى الان لا يوجد تفسير علمي للقانون ، ويعتبره العلماء مجرد صدفة[18].

عام 1918م اكتشف الفلكي الياباني "كيوتسوجو هيراياما" أن بعض الكويكبات تدور معا في مجموعات أطلق عليها فيما بعد بالعائلات، وفي السبعينيات تم تصنيف الكويكبات إلى ثلاث مجموعات وفقا للتركيب: المجموعة الأولى هي الكويكبات الكربونية وهي تمثل حوالي 75% من الكويكبات وتقع بالقرب من مدار المشتري، المجموعة الثانية هي الكويكبات السيليكية وتمثل 17% من الكويكبات، والثالثة هي الكويكبات المعدنية وتمثل النسبة الباقية.

عام 2006 تم اكتشاف مجموعة من المذنبات تدور في حزام الكويكبات.

المنشأ

حزام الكويكبات الذي يظهر الميول المدارية للكويكبات مقابل المسافات من الشمس، حيث يمثل اللون الأحمر كويكبات المنطقة الأساسية للحزام، واللون الأزرق بقية الكويكبات

التشكل

في عام 1802، بعد فترة قصيرة من إكتشاف كويكب بالاس اقترح اولبرز لهيرشل فرضية وهي أن كويكب سيريس وبالاس كانوا فُتات لكوكب كبير كان يتواجد في المنطقة التي تقع بين كوكب المريخ والمشتري، وأن هذا الكوكب قد عانى من إنفجار داخلي أو تصادم مذنبات قبل ملايين السنين[19]. وبمرور الوقت لم يدعم أحد هذه الفرضية. الكمية كبيرة من الطاقة اللازمة لتدمير الكوكب أتحدت مع كتلة الحزام المنخفضة ، والتي تشكل 4% فقط من كتلة القمر. ومن الأشياء التي ساعدت على ادحاض فرضية الكوكب الكبير ، الأختلافات الكيميائية الهامة بين المذنبات كانت ستصبح صعبة التفسير لو كانوا شكلوا كوكباً واحداًً[20]. واليوم معظم العلماء يتفقون على أن الكويكبات لم تشكل كوكباً على الأطلاق.

وبشكل عام، في النظام الشمسي ، يُعتقد أن الكواكب قد تشكلت من خلال عملية مماثلة لفرضية السديم: وهي أن سحابة هائلة كثيفة من الغبار والغاز بين النجوم أنهارت تحت تأثير الجاذبية وشكلت قرص دوار من المواد التي تكثفت فيما بعد لتشكل الشمس والكواكب[21]. وخلال المليون سنة الأولى من تاريخ النظام الشمسي ، أدت عملية التنامي الى اصطدامات مما أدى الى ثقل الجزيئات الصغيرة ، والتي زادت في الحجم تدريجيا. وحالما وصلت الجزيئات الى كتلة كافية بدأت في الانسحاب الى الاجسام الأخرى عن طريق الجاذبية مما أدى الى تشكيل كواكب مصغرة، وادى تراكم الجاذبية الى تشكيل الكواكب.

الكواكب المصغرة في المنطقة( التي كونت فيما بعد حزام الكويكبات) كانت شديدة الاضطراب بسبب جاذبية كوكب المشتري ولهذا السبب لم تشكل كوكباً. وبدلاً من أن تشكل كوكب، استمرت في الدوران حول الشمس كما كانت قبل ذلك، وتتضارب في بعض الأحيان[22]. حطامات الكواكب المصغرة التي توجد في المناطق حيث معدل الاصدامات كبير للغاية طَغت على ظاهرة التنامي[23].فمنعت من تشكيل اجسام بحجم الكواكب. يحدث رنين مداري عندما تشكل الفترة المدارية لجسم ما في الحزام عدد صحيحاً صغير للفترة المدارية للمشتري. والتي تجعل الجسم يضطرب الى مدار اخر؛ المنطقة الواقعة بين المشتري والمريخ تحتوي على الكثير من المدارات الرنينية. وعندما هاجر المشتري من تكوينه الى موقعه الحالي كان من الممكن أن يجتاح هذا الرنين حزام الكويكبات، ومثيرا بشكل حيوي أجسام هذه المنطقة وزيادة سرعتها بالنسبة لبعضها البعض[24].

خلال التاريخ المبكر للنظام الشمسي، المذنبات ذابت الى حد ما، مما ادى الى السماح للعناصر بداخلها بأن تتباين عن طريق الكتلة بشكل جزئي أو كامل. وأن بعض المذنبات القديمة قد خَضَعت لفترات بركانية متفجرة وشكلت محيطات من الصهارة، وبسبب الحجم الصغير نسبيا للمذنبات، فإن فترات الذوبان كانت قصيرة( مقارنة بالكواكب العملاقة) وتلاشت بشكل عام قبل حوال 4.5 مليار سنة مضت، خلال أول عشر مليون سنة من التكوين[25].

في اغسطس عام 2007 ، خلال دراسة لبلورات معدن الزركون التي وجدت داخل الحجر النيزكي الذي وجِد في القارة القطبية الجنوبية يعتقد انه نشأ من 4 فيستا، ونفس الشيء بالنسبة لباقي حزام الكويكبات، قد تشكلت بسرعة في غضون عشرة ملايين سنة من تاريخ النظام الشمسي[26] .

التطور

الكويكبات ليست عينات من النظام الشمسي البدائي، فقد مرت بتطور كبير منذ تشكلهم، وهذه التغيرات تتضمن: تفدئة داخلية خلال اول عشر ملايين سنة، ذوبان السطح أثر التصادمات، تجوية فضائية من الأشعاع، وقصف بواسطة النيازك الدقيقة[27]. ويشير بعض العلماء على أن الكويكبات هي كواكب مصغرة الوحيدة المتبقية[28]، والبعض الاخر يعتبرها متميزة[29] .

يُعتقد أن حزام الكويكبات الحالي يحتوي على أجزاء صغيرة من حزام الكويكبات البدائي، وتشير الأبحاث الحاسوبية أن حزام الكويكبات الأصلي قد يملك الكتلة المكافئة للأرض[30]. وذلك بسبب إضطرابات الجاذبية، معظم المواد قُذفت من الحزام في غضون مليون سنة من التكوين، تاركةً خلفها أقل من 0.1% من الكتلة الأصلية[22]. منذ التكوين، توزيع الحجوم في حزام الكويكبات بقيَ مستقر نسبياً، فلم يحدث اي تزايد أو نقصان في الأبعاد النموذجية لحزام الكويكبات الأساسي[31].

الرنين المداري مع كوكب المشتري هو 1:4، في فجوة نصف قطرها 2.06 وحدة فلكية، حيث يمكن اعتبارها الحدود الداخلية لحزام الكويكبات. الاضطرابات التي يسببها كوكب المشتري أدت الى ارسال الأجسام الى مدارات غير مستقرة، معظم الأجسام التي تشكلت داخل نصف قطر هذه الفجوة إما إجتاحت من قبل كوكب المريخ(الذي يملك نقطة أوج تبلغ 1.6 وحدة فلكية) أو تُقذف بسبب إضطرابات جاذبيته في الوقت المبكر لتاريخ النظام الشمسي[32]. تقع عائلة هنغاريا بالقرب من الشمس في رنين قدره 1:4، ولكنها محمية من الأضطرابات بسبب ميلها العالي[33].

عندما تشكل حزام الكويكبات في البداية، كّونت درجات الحرارة التي تصل من مسافة 2.7 وحدة فلكية من الشمس خط يعرف ب"خط الثلوج" تحت درجة تجمد المياه، الكواكب المصغرة التي تكونت خلف هذا المسافة كانت قادرة على تجميع الثلوج[34][35]. وفي عام 2006 أُعلن أن عدداً من المذنبات تم إكتشافها داخل حزام الكويكبات والتي تقع خلف خط الثلوج، قد تكون مصدراً لمياه المحيطات على الأرض، ووفقا لبعض النماذج، أن تغزية المياه خلال فترة تكوين الأرض لم تكن كافية لتشكيل المحيطات، مما يتطلب مصدر خارجي لتكوينهم مثل قصف من المذنبات التي تحتوي على الثلوج[36].

الصفات

كويكب 951 غاسبرا، وهو أول كويكب يلتقط له صورة بوساطة مركبة فضائية ، كما يظهر خلال رحلة مركبة غاليلو الى المشتري عام 1916.
فُتات النيزك الّيندِ الذي سقط على الأرض في المكسيك عام 1969 ، وهو يحتوي على كندرايدات كربونية.

على عكس الصور الشائعة، حزام الكويكبات في الغالب خالِ، حيث أن الكويكبات منتشرة في مساحة كبيرة، لذا إن اردنا الذهاب الى احدى الكويكبات سيكون غير محتمل الوصول اليه بدون توجيه دقيق. ومع ذلك، فإن مئات الآلاف من الكويكبات معروفة حاليا، ويصل العدد الأجمالي الى ملايين الكويكبات أو اكثر، بالإعتماد على الحجم الأدنى للقطعة. هناك أكثر من 200 كويكب معروف بأن حجمها أكبر من 100 كيلومتر[37]، وقد أظهر مسح للأشعة التحت الحمراء بأن من 0.7 - 1.7 مليون كويكب بقطر 1 كيلومتر[38]. ويبلغ القدر الظاهري لمعظم الكويكبات حوالي 11-19 قدر ظاهري، وومع متوسط يبلغ حوالي 16 قدر ظاهري[39].

يقدر إجمالي كتلة حزام الكويكبات حوالي 2.8×1021 الى 3.2×2110 كيلوغرام، والتي تشكل 4% من كتلة القمر[3]. الكويكبات الأربعة الكبيرة : سيريس ، 2 بالاس ، 10 هيجيا ، 4 فيستا يشكلون نصف الكتلة الإجمالية للحزام، حيث أن ثلث الكتلة يشغلها سيريس وحده[4].

الوصف

من المرجح أن هذه الكويكبات قد نتجت عن السديم الأساسي الذي تكونت منه المجموعة الشمسية كمجاميع من الكواكب المصغرة، والكواكب المصغرة تكون أصغر من الكواكب الأولية بين المريخ والمشتري، وتمثل هذه الكويكبات الصغيرة أنوية لكواكب، إلا أن الجاذبية الهائلة لكوكب المشتري تمنعها من التجمع لتكوين كوكب أكبر[40]؛ كما أن جاذبيته تؤدي إلى المزيد من التصادم بينها ، وتمتص معظم الركام الصغير الناجم عن التصادم. أصبحت الأصطدامات أكثر عنفاً، وبدلاً من ان تلتحم معاً، الكواكب المصغرة والكواكب الأولية تحطمت. كنتيجة ان 99.9٪ من الكتلة الأصلية للحزام فُقدت في أول 100 مليون سنة من تاريخ النظام الشمسي[41]. في النهاية وجدت بعض الحطامات طريقها إلى داخل النظام الشمسي موجهة النيازك للأصطدام في الكواكب الداخلية، وعلى فترات دورية، تضطرب مدارات الكويكبات كلما حدث ما يسمى بالرنين المداري مع المشتري، مما يؤدي إلى تغييرات دورية في مسارات الكويكبات. حدثت فجوة كيركوود عندما ارتدت الكويكبات إلى المدارات الاخرى.[42]

فئات اجرام النظام الشمسي الصغيرة هي : أجرام قريبة من الأرض ، كويكبات قنطور ، حزام كايبر ، قرص متفرق ، شبية سدنا ، و أجسام سحابة أورط.

في 22 يناير عام 2014 ابلغت وكالة الفضاء الأوروبية عن اكتشاف بخار ماء لأول مرة على الكوكب القزم ايريس أكبر اجسام حزام الكويكبات[43]. الاكتشاف كان عن طريق استخدام الأشعة التحت الحمراء البعيدة باستخدام مرصد هيرشل الفضائي. الاكتشاف كان غير متوقع لأن المذنبات وليس الكويكبات كانت معتبرة كاجرام غير قابلة للحياة[44].

تتركز كتلة حزام الكويكبات في الأجسام الكبيرة التي تدور فيها، وأكبر الكويكبات الموجودة هي اربعة أجسام يزيد متوسط قطرها عن 400 كيلومتر. الكويكبات الكبيرة الثلاثة هي "4 فيستا" و"2 بالاس" و"10 هيجيا". والرابع هو الكوكب القزم سيريس الذي تحدثنا عنه بالتفصيل من قبل، ويبلغ قطر سيريس حوالي 950 كيلومتر، وهكذا فإن سيريس والأجرام الثلاثة الكبيرة الأخرى يشكلون حوالي نصف كتلة حزام الكويكبات. باقي الأجسام التي تدور في الحزام تتفاوت في الصغر بين كويكبات صغيرة تقل عن الثلاثة الكبار وحجم حبة التراب.

توزيع الكويكبات ليس كثيفا، فقد مرت العديد من المركبات الفضائية الغير مأهولة بالبشر عبرها دون مشاكل[45]. على عكس أفلام الفضاء التي تظهر حزام الكويكبات كحقل ألغام للمركبات الفضائية،وحتى اليوم لم تتعرض أية مركبة فضائية مرت بالحزام لأي حادث.

تصادمات

يؤدي العدد الكبير من الكويكبات في منطقة الحزام إلى الكثير من التصادمات فيما بينها، مما يجعلها بيئة نشطة، ويبلغ معدل التصادمات بين الأجرام التي يزيد قطرها على 10 كيلومترات: مرة كل عشرة ملايين عام، وهو معدل كبير بالمقياس الفلكي ويؤدي التصادم عادة إلى تفتت الكويكب إلى أجزاء صغيرة عديدة، بعضها يصبح مجموعة كويكبات أخرى ويستمر في الدوران في المنطقة، وبعض الأجزاء الأخرى تتحول إلى نيازك تهبط إلى الكواكب الأخرى ومنها الأرض، أو شهب تحترق في المجال الجوي. وينتج عن التصادمات أيضا كميات كبيرة من التراب تستمر في الدوران في المنطقة.

في أحيان أخرى -عندما تكون سرعة الدوران بطيئة- يؤدي التصادم إلى التصاق كويكبين معا. وعلى مدى أربعة مليارات سنة هي عمر الحزام، تغيّر شكل الكويكبات التي تدور فيه تماما عما كان وقت تكونه بسبب هذه التصادمات.

المراجع

  1. ^ أ ب Matt Williams (23 أغسطس 2015). "What is the Asteroid Belt?". Universe Today. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-30.
  2. ^ Krasinsky، G. A.؛ Pitjeva, E. V.؛ Vasilyev, M. V.؛ Yagudina, E. I. (يوليو 2002). "Hidden Mass in the Asteroid Belt". Icarus. ج. 158 ع. 1: 98–105. Bibcode:2002Icar..158...98K. DOI:10.1006/icar.2002.6837.
  3. ^ أ ب Pitjeva، E. V. (2005). "High-Precision Ephemerides of Planets—EPM and Determination of Some Astronomical Constants" (PDF). Solar System Research. ج. 39 ع. 3: 176–186. Bibcode:2005SoSyR..39..176P. DOI:10.1007/s11208-005-0033-2. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2014-07-03. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  4. ^ أ ب Yeomans، Donald K. (13 يوليو 2006). "JPL Small-Body Database Browser". NASA JPL. مؤرشف من الأصل في 2010-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2010-09-27. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  5. ^ "Dawn: Between Jupiter and Mars [sic], I Place a Planet" (PDF). مختبر الدفع النفاث.
  6. ^ Russell، Christopher؛ Raymond، Carol، المحررون (2012). "The Dawn Mission to Minor Planets 4 Vesta and 1 Ceres". Springer Science+Business Media. ص. 5.
  7. ^ "Dawn: A Journey to the Beginning of the Solar System". Space Physics Center: UCLA. 2005. مؤرشف من الأصل في 2012-05-24. اطلع عليه بتاريخ 2007-11-03. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  8. ^ Hoskin, Michael. "Bode's Law and the Discovery of Ceres". Churchill College, Cambridge. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-12.
  9. ^ Hilton, J. (2001). "When Did the Asteroids Become Minor Planets?". US Naval Observatory (USNO). مؤرشف من الأصل في 2012-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2007-10-01. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  10. ^ Cunningham, Clifford (1984). "William Herschel and the First Two Asteroids". The Minor Planet Bulletin. Dance Hall Observatory, Ontario. ج. 11: 3. Bibcode:1984MPBu...11....3C.
  11. ^ Harper، Douglas (2010). "Asteroid". Online Etymology Dictionary. Etymology Online. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-15.
  12. ^ DeForest, Jessica (2000). "Greek and Latin Roots". Michigan State University. مؤرشف من الأصل في 2007-08-12. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-25. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  13. ^ Kelly, Karen (2007). "U of T researchers discover clues to early solar system". University of Toronto. مؤرشف من الأصل في 2012-02-29. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-12.
  14. ^ Hughes، David W. (2007). "A Brief History of Asteroid Spotting". BBC. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-20.
  15. ^ Moore, Patrick؛ Rees, Robin (2011). Patrick Moore's Data Book of Astronomy (ط. 2nd). Cambridge University Press. ص. 156. ISBN:0-521-89935-4.
  16. ^ Manley, Scott (25 أغسطس 2010). Asteroid Discovery from 1980 to 2010. YouTube. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-15.
  17. ^ "MPC Archive Statistics". IAU Minor Planet Center. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-04.
  18. ^ "Is it a coincidence that most of the planets fall within the Titius-Bode law's boundaries?". astronomy.com. اطلع عليه بتاريخ 2014-01-22.
  19. ^ "A Brief History of Asteroid Spotting". Open2.net. اطلع عليه بتاريخ 2007-05-15.
  20. ^ Masetti, M.؛ Mukai, K. (1 ديسمبر 2005). "Origin of the Asteroid Belt". NASA Goddard Spaceflight Center. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-25. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |last-author-amp= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  21. ^ Watanabe، Susan (20 يوليو 2001). "Mysteries of the Solar Nebula". NASA. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-02.
  22. ^ أ ب Petit, J.-M.؛ Morbidelli, A.؛ Chambers, J. (2001). "The Primordial Excitation and Clearing of the Asteroid Belt" (PDF). Icarus. ج. 153 ع. 2: 338–347. Bibcode:2001Icar..153..338P. DOI:10.1006/icar.2001.6702. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-02-21. اطلع عليه بتاريخ 2007-03-22. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة) والوسيط غير المعروف |last-author-amp= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  23. ^ Edgar, R.؛ Artymowicz, P. (2004). "Pumping of a Planetesimal Disc by a Rapidly Migrating Planet" (PDF). Monthly Notices of the Royal Astronomical Society. ج. 354 ع. 3: 769–772. arXiv:astro-ph/0409017. Bibcode:2004MNRAS.354..769E. DOI:10.1111/j.1365-2966.2004.08238.x. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-21. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |last-author-amp= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  24. ^ Scott، E. r. d. (13–17 مارس 2006). Constraints on Jupiter's Age and Formation Mechanism and the Nebula Lifetime from Chondrites and Asteroids. League City, Texas: Lunar and Planetary Society. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-16. {{استشهاد بمنشورات مؤتمر}}: الوسيط غير المعروف |booktitle= تم تجاهله (مساعدة)
  25. ^ Taylor, G. J.؛ Keil, K.؛ McCoy, T.؛ Haack, H.؛ Scott, E. R. D. (1993). "Asteroid differentiation – Pyroclastic volcanism to magma oceans". Meteoritics. ج. 28 ع. 1: 34–52. Bibcode:1993Metic..28...34T. DOI:10.1111/j.1945-5100.1993.tb00247.x. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |last-author-amp= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  26. ^ Kelly, Karen (2007). "U of T researchers discover clues to early solar system". University of Toronto. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-12.
  27. ^ Clark, B. E.؛ Hapke, B.؛ Pieters, C.؛ Britt, D. (2002). "Asteroid Space Weathering and Regolith Evolution". Asteroids III. University of Arizona: 585. Bibcode:2002aste.conf..585C. Gaffey, Michael J. (1996). "The Spectral and Physical Properties of Metal in Meteorite Assemblages: Implications for Asteroid Surface Materials". Icarus. ج. 66 ع. 3: 468–486. Bibcode:1986Icar...66..468G. DOI:10.1016/0019-1035(86)90086-2. ISSN:0019-1035. Keil, K. (2000). "Thermal alteration of asteroids: evidence from meteorites". Planetary and Space Science. اطلع عليه بتاريخ 2007-11-08. Baragiola, R. A.؛ Duke, C. A.؛ Loeffler, M.؛ McFadden, L. A.؛ Sheffield, J. (2003). "Impact of ions and micrometeorites on mineral surfaces: Reflectance changes and production of atmospheric species in airless solar system bodies". EGS – AGU – EUG Joint Assembly: 7709. Bibcode:2003EAEJA.....7709B. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |last-author-amp= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  28. ^ Chapman, C. R.؛ Williams, J. G.؛ Hartmann, W. K. (1978). "The asteroids". Annual Review of Astronomy and Astrophysics. ج. 16: 33–75. Bibcode:1978ARA&A..16...33C. DOI:10.1146/annurev.aa.16.090178.000341.
  29. ^ Kracher, A. (2005). "Asteroid 433 Eros and partially differentiated planetesimals: bulk depletion versus surface depletion of sulfur" (PDF). Ames Laboratory. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-11-28. اطلع عليه بتاريخ 2007-11-08. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  30. ^ Robert Piccioni (19 نوفمبر 2012). "Did Asteroid Impacts Make Earth Habitable?". Guidetothecosmos.com. اطلع عليه بتاريخ 2013-05-03.
  31. ^ Stiles، Lori (15 سبتمبر 2005). "Asteroids Caused the Early Inner Solar System Cataclysm". University of Arizona News. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-18.
  32. ^ Alfvén, H.؛ Arrhenius, G. (1976). "The Small Bodies". SP-345 Evolution of the Solar System. NASA. مؤرشف من الأصل في 2007-05-13. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-12. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  33. ^ Spratt، Christopher E. (أبريل 1990). "The Hungaria group of minor planets". Journal of the Royal Astronomical Society of Canada. ج. 84: 123–131. Bibcode:1990JRASC..84..123S.
  34. ^ Lecar, M.؛ Podolak, M.؛ Sasselov, D.؛ Chiang, E. (2006). "Infrared cirrus – New components of the extended infrared emission". The Astrophysical Journal. ج. 640 ع. 2: 1115–1118. arXiv:astro-ph/0602217. Bibcode:2006ApJ...640.1115L. DOI:10.1086/500287.
  35. ^ Berardelli، Phil (23 مارس 2006). "Main-Belt Comets May Have Been Source Of Earths Water". Space Daily. اطلع عليه بتاريخ 2007-10-27.
  36. ^ Lakdawalla، Emily (28 أبريل 2006). "Discovery of a Whole New Type of Comet". The Planetary Society. مؤرشف من الأصل في 2007-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-20. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  37. ^ Yeomans، Donald K. (26 أبريل 2007). "JPL Small-Body Database Search Engine". NASA JPL. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-26. – search for asteroids in the main belt regions with a diameter >100.
  38. ^ Tedesco, E. F.؛ Desert, F.-X. (2002). "The Infrared Space Observatory Deep Asteroid Search". The Astronomical Journal. ج. 123 ع. 4: 2070–2082. Bibcode:2002AJ....123.2070T. DOI:10.1086/339482. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |last-author-amp= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  39. ^ Williams, Gareth (September 25, 2010) "Distribution of the Minor Planets" Minor Planet Center.
  40. ^ Nola Taylor Redd (11 يونيو 2012). "Asteroid Belt: Facts & Information". Space.com. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-30.
  41. ^ Beatty، Kelly (10 مارس 2009). "Sculpting the Asteroid Belt". Sky & Telescope. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-30.
  42. ^ Delgrande، J. J.؛ Soanes، S. V. (1943). "Kirkwood's Gap in the Asteroid Orbits". Journal of the Royal Astronomical Society of Canada. ج. 37: 187. Bibcode:1943JRASC..37..187D.
  43. ^ Küppers، Michael؛ O’Rourke، Laurence؛ Bockelée-Morvan، Dominique؛ Zakharov، Vladimir؛ Lee، Seungwon؛ von Allmen، Paul؛ Carry، Benoît؛ Teyssier، David؛ Marston، Anthony؛ Müller، Thomas؛ Crovisier، Jacques؛ Barucci، M. Antonietta؛ Moreno، Raphael (2014). "Localized sources of water vapour on the dwarf planet (1) Ceres". Nature. ج. 505 ع. 7484: 525–527. Bibcode:2014Natur.505..525K. DOI:10.1038/nature12918. ISSN:0028-0836. PMID:24451541.
  44. ^ Herschel Telescope Detects Water on Dwarf Planet نسخة محفوظة 02 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  45. ^ Brian Koberlein (12 مارس 2014). "Why the Asteroid Belt Doesn't Threaten Spacecraft". Universe Today. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-30.

انظر أيضًا

وصلات أخرى

[1]