مستخدم:Fatma799/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ماهو السمك؟[عدل]

-السَّمَكُ (مُفردُها سَمَكَةٌ وجمعُها سِمَاكٌ وسُمُوكٌ) أو الْحُوتُ (جمعُها نِينانٌ وأنْوانٌ أو حِيْتانٌ وأحْوَاتٌ وحِوَتَةٌ) هي حيواناتٌ مائيَّةٌ قحفيَّة خيشوميَّة التنفُّس عديمةُ الأصابع في أطرافها. يدخلُ في هذا التعريف جميع أنواع الجلكيَّات والسُمُوك المُخاطيَّة والغُضرُوفيَّة والعظميَّة، إضافةً إلى مجموعةٍ كبيرةٍ من الفئات البائدة. حوالي 99% من أنواع السُمُوك الباقية تنتمي إلى طائفة شُعاعيَّات الزعانف، منها 95% تنتمي لِشُعيبة العظميَّات. والسُمُوك تُؤلِّف الطائفة الأولى في شُعبة الحبليَّات (وتشمل هذه السُمُوك والبرمائيَّات والزواحف والطُيُور والثدييَّات). وجسم السَّمكة مشيقٌ مُزعنفٌ وحرشفيٌّ وليس فيه عُنقٌ واضح. إنَّ جميع سُمُوك البرك والأنهار مشيقةُ الشَّكل مُكيَّفةٌ لِسُرعة الحركة في الماء. وتندفعُ السَّمكةُ بِحركات الذيل من جانبٍ إلى آخر بينما تعمل الزَّعانف على ضبط الاتجاه والوضع في الماء. والسُمُوك بِفضل خياشيمها قادرةٌ كالشراغيف على التنفُّس تحت الماء دونما حاجةٍ إلى الصُّعود من حينٍ لآخر لِتنفُّس هواء السطح كما يفعل الكثير من الأحياء المائيَّة الأُخرى. لكنَّ خياشيم السَّمك يُغطِّيها من كُلِّ جانبٍ غطاءٌ جلديٌّ متينٌ، وليس من السهل مُلاحظتها كما هي الحال في خياشم الشراغيف. وليست السُمُوك كُلُّها بِالشَّكل السمكي المألوف، فبعضُها مُفلطحٌ يعيشُ على مقرُبةٍ من قاع البحر ويستقرُّ أحيانًا على القاع فينسجم لون جسمه مع البيئة حواليه بحيثُ تتعذر استبانته.

التعريف العلمي للسمك :[عدل]

-التعريف العلمي للـ«سمكة» هو أنها حيوانات ذات خياشيم بِجميع مراحل حياتها وأنَّ لها زعانف مكان الأطراف أو الأرجل، وكذلك أنَّها من القُحفيَّات (أي أنَّ لها جُمجُمة) وأنَّها ليست من رُباعيَّات الأرجُل. وتختلف السُمُوك عن الطُيُور والثدييات وباقي مجموعات الفقاريَّات المشهورة بأنها ليست محصورةً في مجموعةٍ واحدةٍ في التصنيف العلمي، إذ لا توجد فصيلة أو مجموعة واحدة اسمها «السُمُوك»، بل السُمُوك مُوزَّعة بين مجموعات عدَّة حسب التصنيف المذكور أعلاه. بل إنَّ بعض أنواع السُمُوك (مثل شوكيات الجوف والسلوريَّات) أقرب إلى الثدييات والطُيُور منها إلى السُمُوك الأخرى، وهي مجموعات تشترك مع السُمُوك بِالسلف المُشترك نفسه. ولا يعترف علم التصنيف الحديث بمجموعات شبه العرق، ممَّا يعني أن مصطلح «السُمُوك» غير دقيقٍ في سياق التصنيف الحيوي المُختصّ.

تعيش في البحار والمحيطات كائنات كثيرة غير مُصنَّفة علميًا مع السُمُوك، لكن قد يقع خلطٌ بينها وبين السمك، ومنها المحاريَّات ونُجُوم وقناديل البحر وما شابه، بل إن عُلماء الأحياء -في السابق- كانوا يخلطون بين السُمُوك والحيوانات البحريَّة الأُخرى، فقد صنَّف العُلماء الأوائل -خطأً- كثيرًا من كائنات البحر على أنها سُمُوكٌ، ومن ضمنها الحيتان والدلافين والفُقمات والتماسيح وأفراس النهر.

تتراوح أحجام السُمُوك الموجودة حاليًا من القُرش الحُوتيّ (الذي يبلغ طوله 16 مترًا) إلى السُمُوك ضئيلة لا يتعدّى طولها 8 ملليمترات. ومعظم السُمُوك هي من ذوات الدم البارد، أي أنها تعتمد على البيئة المُحيطة بها لِتحديد حرارة جسمها، وعادة ما يكون جسمها انسيابيًا لتيسير السباحة السَّريعة، وتعتمد على الخياشيم لاستخراج الأكسجين من الماء (وأحيانًا تستخدم عُضوًا تنفُسيًا آخر لاستخراج الأكسجين من الهواء الطَّلْق)، وتتكاثر بوضع البيض، كما أن لِمُعظم السُمُوك زعنفة واحدة على كُلِّ جانبٍ من صدرها وبطنها، وزعنفتين ظهريَّتَيْن (أو ثلاث في بعض الأحيان)، وزعنفة شرجيَّة، وزعنفة ذيليَّة، ولها فكَّان وجلدٌ مُغطَّى بالحراشف.

إلَّا أن هذه ليست إلَّا مُؤشّرات عامَّة على ماهيَّة السُمُوك، ولها جميعًا استثناءات. فأبو سيف والتُّن وبعض القُرُوش لها شيءٌ من خواصّ ذوات الدم الحار، فهي تستطيع تسخين أجسامها إلى ما يفوق درجة حرارة الماء حولها. كما تختلف قُدرة السُمُوك على السباحة الانسيابية، إذ إن التُّن والسلمون والشيميَّات قادرةٌ على سباحة مسافة تتراوح ما بين عشرة إلى عشرين ضعف طول جسمها في ثانية واحدة، إلا أن الأنقليس والشفنين يسبحان نحو نصف طولهما فقط في كُل ثانية. وتستخرج كثيرٌ من سُمُوك المياه العذبة أكسجينًا من الهواء (إضافةً إلى أكسجين الماء) بِوسائل مُتنوّعة، فللسلَّور رئة تشبه رئات حيوانات اليابسة، والسُمُوك الجوراميَّة لها عضوٌ يُسمَّى «عضو المتاهة» يقوم بوظيفة شبيهة، وتستخرج السمكة القطيَّة الأكسجين من الهواء عبر أمعائها ومعدتها. ويختلف شكل جسم السمكة وتوزيع زعانفها اختلافًا جمًّا، فكثيرٌ من السُمُوك لها أشكالٌ غير اعتيادية أبدًا: مثل فرس البحر وأبو الشص والأنقليسيات المبُتلعة والينفوخيَّة. كما أنَّ جلد بعض السُمُوك مكشوفٌ (أي أنها غير مُغطَّاة بِالحراشف)، كحال الشيقات (وهي من فصائل الأنقليس)، كما أن لِحراشف السُمُوك نفسها أنواعًا مُتفاوتةً منها الحراشف الكسمانيَّة (في شوكيات الجوف والسُمُوك الرئويَّة المُنقرضة) والحراشف اللوحية (في القروش والشفنين) والحراشف اللامعة (في سمك الرمح والبشير) والحراشف الدائريَّة (التي تُغطِّي معظم السُمُوك العظمية). ومن السُمُوك من يضع بُيُوضه على اليابسة المُحاذية للماء أو من يعيش جُلَّ حياته على اليابسة، ومن أشهر أمثلتها نطَّاط الطين التي تتغذّى وتقضي فتراتٍ طويلة في الطين وتختبئ في جحورٍ تحت الماء، بل وإن نوعًا يُسمَّى «فريتوبيوس» (Phreatobius) يعيش حصرًا بين الأوراق المتساقطة الرَّطبة، مما يجعله سمكة يابسة حقيقية. وتعيش كثيرٌ من السُمُوك تحت سطح الأرض في بُحيراتٍ وأنهار وطبقات مياه جوفيَّة، وهي تُسمَّى سُمُوك الكُهُوف.

الحواس:[عدل]

لِمُعظم السُمُوك أعضاءٌ حسّية مُتطوِّرة جدًا، فالسُمُوك النَّهاريَّة كافة -تقريبًا- تُبْصِرُ نفس الألوان التي يُبْصِرُها الإنسان، وكثيرٌ منها ترى أطيافًا ضوئية أُخرى. ولِلكثير من السُمُوك مُستشعراتٌ كيميائيَّة قادرةٌ على الإحساس بِالروائح والتذوُّق بدرجةٍ فائقة، وأمَّا حاسَّة السَّمع فهي ضعيفة إجمالًا رُغم أنَّ لِلسُمُوك أذنَيْن. ولِمُعظم السُمُوك عضوٌ حسَّاسٌ يُسمَّى جهاز الخط الجانبي، وهو يمنحها إحساسًا بتيَّارات الماء واهتزازاته الدقيقة، كما تستطيع بِفضله الإحساس بِحركة الضواري القريبة منها أو الطّرائد التي تسبح حولها، وقد تُعتبر طبيعة الإحساس الذي تتلقَّاه السُمُوك من هذا الجهاز شبيهةً بحاسَّة اللمس أو السَّمع. فمثلاً، تعتمد سمكة الكهف العمياء في كُلِّ نواحي حياتها تقريبًا على حواسّ جهاز الخط الجانبي. ولِلقُرُوش والسلَّوريَّات وبعض الأنواع الأُخرى أعضاءٌ حسَّاسةٌ تُسمَّى مصابيح لورنزيني، وهي مُستقبلات كهربائيَّة تستشعر التيَّارات الكهربائيَّة الضعيفة من فئة الميليڤولتات (أي جزء بالألف من الڤولت). ويُمكن لسكينيَّات الشكل في أمريكا الجنوبيَّة توليد تيَّارات كهربائيَّة مُتواضعة لِلاستعانة بها في الحركة والتواصل مع بني جنسها.

حاسة البصر وجهاز الرؤية أساسيٌّ في حياة أغلب السُمُوك، وتشبه عيون السُمُوك في تركيبها عيون فقاريات اليابسة، مثل الإنسان والطيور وغيرها، ولعلَّ الاختلاف الأكبر هو أن عدسة عين السمكة أكثر كرويَّة في شكلها. وفي شبكيَّة عين السُمُوك خلايا عصويَّة ومخروطيَّة؛ أي أنها فعَّالة في الرؤية الليلية والنهارية. ولمعظم أنواع السمك رُؤيَّة للألوان، وبعضها تستطيع رؤية الأشعة فوق البنفسجية والضوء المُستقطب. وتميل سُمُوك اللافكيَّات إلى أن تكون لها «بُقعٌ عينيَّة» بدائيَّة فحسب، ولو أن للجلكيَّات عيونًا مُتطوِّرة. وتتكيَّف رؤية السُمُوك مع بيئتها المُحيطة، فسمك أعماق البحار له عيونٌ قادرةٌ على الرؤية في الظلام الدامس. وقد تستعين السُمُوك بِمعالم قاع الماء المُحيطة بها لِمعرفة الاتجاهات، ويُثْبِتُ سُلُوك السُمُوك في المتاهات أنَّ لها ذاكرة مكانية وأنها قادرةٌ على حِفْظ الأماكن بالبصر.