زرافة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 86: سطر 86:


تتمتَّعُ فقرات عُنق الزَّرافة بمفاصل كُروانيَّة (شبيهة بالكُرة)،<ref name=anatomy/>{{rp|71}} ويسمحُ المفصل القابع بين الفقرة الأطلسيَّة وتلك المحوريَّة، يسمحُ للحيوان بأن يميلُ برأسه عموديًّا ليصل إلى الأغصان العلويَّة بواسطة لسانه.<ref name=Williams/>{{rp|29}} تقعُ نُقطة ارتباط الفقرتين الرقبيَّة والصدريَّة بين الفقرتين الصدريتين الأولى والثانية (T1 وT2)، عكسُ مُعظم أنواع المُجترَّات التي تقعُ نقطة ارتباط فقرتيها سالِفتا الذِكر بين الفقرة الرقبيَّة السَّابعة وتلك الصدريَّة الأولى (C7 وT1).<ref name=bada/><ref name=van/> وهذا يعني عند بعض العلماء أنَّ الفقرة الرقبيَّة السَّابعة هي التي تُساهم في إطالة عُنق الزَّرافة، وقد اقترح آخرون أنَّ الفقرة الصدريَّة الأولى ينبغي أن تكون في الواقع فقرةً رقبيَّةً ثامنة، وإنَّ تطوّر الزرافي منحها فقرةً رقبيَّةً زائدة.<ref>{{Cite journal|author=Solounias, N.|year=1999|title=The remarkable anatomy of the giraffe's neck|journal=Journal of Zoology|volume=247|issue=2|pages=257–68|doi=10.1111/j.1469-7998.1999.tb00989.x|url=http://www.ikhebeenvraag.be/mediastorage/FSDocument/73/download.pdf}}</ref> غير أنَّ جمهور العُلماء يرفضُ هذه النظريَّة، نظرًا لأنَّ الفقرة الصدريَّة الأولى لها خصائص تشكُّليَّة مُختلفة عن خصائص الفقرات الرقبيَّة، فهي تتمتّع [[ضلع (تشريح)|بضلعٍ]] مُمفصل كسائر الفقرات الصدريَّة، ولأنَّ الثدييَّات التي تتمتَّع بعددٍ زائد من الفقرات الرقبيَّة غالبًا ما تُعاني [[اضطراب عصبي|اضطراباتٍ عصبيَّة]] وعللٍ كثيرة، وهو أمرٌ معدومٌ عند هذه الحيوانات.<ref name=bada/>
تتمتَّعُ فقرات عُنق الزَّرافة بمفاصل كُروانيَّة (شبيهة بالكُرة)،<ref name=anatomy/>{{rp|71}} ويسمحُ المفصل القابع بين الفقرة الأطلسيَّة وتلك المحوريَّة، يسمحُ للحيوان بأن يميلُ برأسه عموديًّا ليصل إلى الأغصان العلويَّة بواسطة لسانه.<ref name=Williams/>{{rp|29}} تقعُ نُقطة ارتباط الفقرتين الرقبيَّة والصدريَّة بين الفقرتين الصدريتين الأولى والثانية (T1 وT2)، عكسُ مُعظم أنواع المُجترَّات التي تقعُ نقطة ارتباط فقرتيها سالِفتا الذِكر بين الفقرة الرقبيَّة السَّابعة وتلك الصدريَّة الأولى (C7 وT1).<ref name=bada/><ref name=van/> وهذا يعني عند بعض العلماء أنَّ الفقرة الرقبيَّة السَّابعة هي التي تُساهم في إطالة عُنق الزَّرافة، وقد اقترح آخرون أنَّ الفقرة الصدريَّة الأولى ينبغي أن تكون في الواقع فقرةً رقبيَّةً ثامنة، وإنَّ تطوّر الزرافي منحها فقرةً رقبيَّةً زائدة.<ref>{{Cite journal|author=Solounias, N.|year=1999|title=The remarkable anatomy of the giraffe's neck|journal=Journal of Zoology|volume=247|issue=2|pages=257–68|doi=10.1111/j.1469-7998.1999.tb00989.x|url=http://www.ikhebeenvraag.be/mediastorage/FSDocument/73/download.pdf}}</ref> غير أنَّ جمهور العُلماء يرفضُ هذه النظريَّة، نظرًا لأنَّ الفقرة الصدريَّة الأولى لها خصائص تشكُّليَّة مُختلفة عن خصائص الفقرات الرقبيَّة، فهي تتمتّع [[ضلع (تشريح)|بضلعٍ]] مُمفصل كسائر الفقرات الصدريَّة، ولأنَّ الثدييَّات التي تتمتَّع بعددٍ زائد من الفقرات الرقبيَّة غالبًا ما تُعاني [[اضطراب عصبي|اضطراباتٍ عصبيَّة]] وعللٍ كثيرة، وهو أمرٌ معدومٌ عند هذه الحيوانات.<ref name=bada/>

هُناك نظريَّتان رئيسيَّتان تتعلَّقُ بالأصل التطوُّريّ لعُنق الزَّرافة وبقاء هذه السمة الوراثيَّة سائدة عندها مُنذ ملايين السنين،<ref name=sim2010>{{Cite journal | doi = 10.1111/j.1469-7998.2010.00711.x |last1=Simmons |first1= R. E. |last2=Altwegg |first2=R. | title = Necks-for-sex or competing browsers? A critique of ideas on the evolution of giraffe | journal = Journal of Zoology | volume = 282 | issue = 1 | pages = 6–12 | year = 2010}}</ref> إحدى هذه النظريَّتان هي «نظريَّة التنافس مع سائر الحيوانات الرَّاعية»، ورائدُها هو [[تشارلز داروين]]، وقد بقيت هذه النظريَّة سائدة طيلة زمنٍ طويل، ولم تظهر أيَّة نظريَّة أُخرى تتحداها إلَّا مؤخرًا. وتقترحُ هذه النظريَّة أنَّ التنافس على المرعى بين أسلاف الزَّرافي والحيوانات الرَّاعية الأُخرى الأصغر حجمًا، من شاكلة [[ظبي|الظباء]] كالمُرامري (الكُودُ) وظبي الحجر و[[إمبالة|الإمپالا]]، جعل الكفَّة تميل إلى أسلاف الزرافي ذوي الأعناق الأطول، إذ أنَّ هذه الحيوانات اضطرَّت تحت ضغط المُنافسة العنيدة أن تتجه للاقتيات على مصادر غذائيَّة نباتيَّة لا تصلها سائر العواشب بسُهولة، فاختارت أوراق الأشجار المُرتفعة. وتظهرُ حسنات وأفضليَّة هذه الخاصيَّة الأحيائيَّة عند الزرافي بوضوحٍ جليّ، إذ لا مُنافس لها حتَّى بين أكبر الظباء، فالمُرامريّ مثلًا، وهو ظبيٌّ ضخمٌ جدًا لا يقدرُ أن يرعى النباتات التي يفوقُ عُلوَّها مترين (6 أقدام و7 إنشات)، بينما الزَّرافة تصلُ إلى الأغصان التي ترتفعُ 4.5 أمتار (15 قدمًا) عن الأرض.<ref name=dt1990>{{Cite journal | doi = 10.1111/j.1365-2028.1990.tb01136.x | last = du Toit | first = J. T. | title = Feeding-height stratification among African browsing ruminants | journal = African Journal of Ecology | volume = 28 | issue = 1 | pages = 55–62 | year = 1990 | url = http://courses.biology.utah.edu/goller/7406/Goller7406/duToitPdfs/Feedingheightstrat_1990.pdf}}</ref> وبعضُ الأبحاث تُشيرُ إلى أنَّ التنافس على المرعى على مُستوى الأرض والشُجيرات حادٌ جدًا، وأنَّ الزرافي ترعى بفعاليَّةٍ أكبر في رؤوس الأشجار، فتأكُل كفايتها من الأوراق وتستحصل على ما يلزمها من الغذاء والطَّاقة.<ref>{{Cite journal|author= Cameron, E. Z.; du Toit, J. T. | title = Winning by a Neck: Tall Giraffes Avoid Competing with Shorter Browsers| journal = American Naturalist | volume = 169| issue = 1| pages = 130–35| year = 2007| doi = 10.1086/509940 |pmid= 17206591 |url= http://www.cnr.usu.edu/files/uploads/faculty/winning_by_a_neck-du_Toit.pdf}}</ref><ref>{{Cite journal|author= Woolnough, A. P.; du Toit, J. T. | title = Vertical zonation of browse quality in tree canopies exposed to a size-structured guild of African browsing ungulates| journal = Oecologia | volume = 129| issue = 1| pages = 585–90| year = 2001| doi = 10.1007/s004420100771|url=http://courses.biology.utah.edu/goller/7406/Goller7406/duToitPdfs/Verticalzonation_2001.pdf}}</ref> ويختلفُ العُلماء في تحديد الوقت الذي تُمضيه الزرافي وهي تقتات في الأعالي مُقارنةً بالوقت الذي تُمضيه العواشب الأُخرى،<ref name=sim1996/><ref name=sim2010/><ref name=dt1990/><ref name=sexdiff>{{Cite journal|author= Young, T. P.; Isbell, L. A. | title = Sex differences in giraffe feeding ecology: energetic and social constraints| journal = Ethology | volume = 87| issue = 1–2| pages = 79–89| year = 1991 |doi = 10.1007/s004420100771|url=http://tpyoung.ucdavis.edu/publications/1991GiraffesEthology.pdf}}</ref> وفي دراسةٍ من سنة 2010م، تبيَّن أنَّ الزرافي ذات الأعناق الأطول تفوقُ نسبة نُفوقها خلال مواسم الجفاف تلك الخاصَّة بأقرانها الأقصر عُنقًا. وتقترحُ هذه الدراسة تفسيرًا مفاده هو أنَّ العُنق الأطول يتطلَّب المزيد من المُغذيات، الأمر الذي يضع صاحبته في مأزقٍ حرج خلال موسم الجفاف والشُح التي يقلُّ فيها المرعى.<ref name="demography">{{cite journal|author=Mitchell, G.; van Sittert, S.; Skinner, J. D.|year=2010|title=The demography of giraffe deaths in a drought|journal=Transactions of the Royal Society of South Africa|volume=65|issue=
3|pages=165–68|doi=10.1080/0035919X.2010.509153}}</ref>


===الأنظمة الجسديَّة الداخليَّة===
===الأنظمة الجسديَّة الداخليَّة===

نسخة 19:57، 13 أغسطس 2014

اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف

الزَّرَافَةُ[1]


حالة الحفظ

أنواع غير مهددة أو خطر انقراض ضعيف جدا [2]
المرتبة التصنيفية جنس[3]  تعديل قيمة خاصية (P105) في ويكي بيانات
التصنيف العلمي
النطاق: حقيقيات النوى
المملكة: الحيوانات
الشعبة: الحبليات
الطائفة: الثدييات
الرتبة: شفعيَّات الأصابع
الفصيلة: الزَّرافيَّات
الجنس: الزَّرافة
النوع: الزَّرافة
الاسم العلمي
Giraffa camelopardalis
لينيوس، 1758
انتشار الزَّرافة الحالي بحسب النُويعات

الزَّرَافَةُ هي إحدى أنوع الثدييَّات الأفريقيَّة شفعيَّة الأصابع، وهي أطولُ الحيوانات البريَّة بلا مُنازع، وأضخم المُجترَّات على الإطلاق. إسمُها العلميّ «Giraffa camelopardalis» (نقحرة: جيرافا كاميلوپاردالِس)، واسمُ نوعها، أي «camelopardalis»، يعني حرفيَّا «الجمل النمريّ» أو «الجمل الأنمر»، في إشارةٍ إلى شكلها الشبيه بالجمل واللطخات المُلوَّنة على جسدها التي تجعلها شبيةٍ بالنمر. أبرزُ خصائصها المُميَّزة هي عُنقها وقوائمها فارغة الطول، والنُتوءات العظميَّة على رأسها الشبيهة بالقُرون، وأنماطُ فرائها المُتنوِّعة. تُصنَّفُ ضمن فصيلة الزرافيَّات، إلى جانب قريبها الوحيد المُتبقي، أي الأكَّاب. منها تسعُ نويعات، يُمكنُ التفريق بينها عبر أنماط فرائها التي تختلفُ من نويعٍ إلى آخر.

موطنُ الزرافى الحالي مُتجزّءٌ، وجُمهراتها مُبعثرةٌ، وتنتشرُ من التشاد شمالًا حتَّى جنوب أفريقيا جنوبًا، ومن النيجر غربًا إلى الصومال شرقًا. تشملُ موائلها الطبيعيَّة عادةً السڤناء، والأراضي العُشبيَّة، والأحراج المكشوفة. قوتُها الرئيسيّ هو أوارقُ الطلح (السنط، أو الأقاقيا)، التي ترعاها على ارتفاعاتٍ لا تصلها أغلب العواشب الأُخرى، وقد تتناول الزرافة بِلسانها الطويل (البالغ حوالي نصف متر) غصنًا من ارتفاعٍ يُقارب ستَّة أمتار، وبحركةٍ جانبيَّةٍ من رأسها تُجرِّد ما عليه من ورقٍ.[4] وتعيشُ الزرافة طويلًا دون ماء، وحينما تُقبلُ على الشُرب تُباعدُ ما بين قائمتيها الأماميتين كثيرًا لتبلغ الماء. ومع أنَّ للزَّرافة أطول عُنُقٍ بين الثدييات، فإنَّ لها الفقرات الرقبيَّة المُعتادة السَّبع فقط (وهو عددها في كافَّة الثدييات). وارتفاعُ الزَّرافة مع حدَّة بصرها يُعطيانها أعظم مجالٍ للرؤية بين الثدييات.[5]

تُشكِّلُ الزرافى طرائدًا لجُملةٍ من الضواري، أبرزُها الأُسود؛ وتقعُ صغارها أحيانًا ضحيَّة النُمور والضِّباع المُرقطة والكلاب البريَّة الأفريقيَّة. لا تتمتَّع الزرافى البالغة بروابط اجتماعيَّة قويَّة، على أنَّها تتجمَّع في مجاميع صغيرة فضفاضة الصلة، لو حصل أن كانت جميعُ الأفراد تتجهُ في ذات الاتجاه. تفرضُ الذُكور مرتبتها الاجتماعيَّة عبر سلوكٍ يُعرف «بالعناق»، وهو شكلٌ من أشكال القتال عند هذه الحيوانات، حيثُ تضربُ بعضها البعض باستخدام أعناقها. وحدها الذُكور المُهيمنة تتزاوجُ مع الإناث، التي يقع عليها وحدها عبء تربية الصغار. ولون الزرافة الأبقع الرَّمليّ والكستنائيّ يموهها في بيئاتها، وهي إلى ذلك تُجيدُ الدفاع عن نفسها بالرفس أو النطح.[4]

أسرت الزرافة الحضارات البشريَّة المُختلفة قديمًا وحديثًا، بسبب مظهرها الغريب والفريد بين جميع الحيوانات، فجُسِّدت في الكثير من اللوحات الفنيَّة والرُسومات والكُتب والرُسوم المُتحرِّكة. يُصنِّف الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة الزرافى على أنَّها غير مُهددة، لكنَّها رُغم ذلك استُؤصلت من الكثير من أنحاء موطنها السَّابق، وبعضُ نويعاتها مُصنَّفٌ على أنَّهُ مُهددٌ بالانقراض. لكن على العُموم، ما تزالُ الزرافى موجودةٌ في الكثير من المُنتزهات الوطنيَّة ومحميَّات الطرائد.

التسمية والتأثيل

«زَرَافَة» إسمٌ عربيّ، يُفيدُ معنى «الرشاقة» ويُطلق على ذات الخُطوات المُتمهلة، وعلى طويلة الرقبة المُشرأبَّة،[6] وهي كُلَّها صفاتٌ تنطبقُ على هذه الحيوانات. و«زَّرَافَةُ» مُشتقَّةٌ من «زَرَفَ» و«زَرَفَت»، يُقالُ: « زَرَفَتِ النَّاقَةُ: أَسْرَعَتْ وهي زَرُوفٌ كصَبُورٍ وكذلك رَزَفَتْ»،[7] وقيل أيضًا: «ناقة زَرُوفٌ طويلةُ الرِّجْلَيْنِ واسعةُ الخَطْوِ وناقة زَرُوفٌ ومِزْرافٌ أَي سَريعةٌ وقد زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها أَي حَثَثْتها»، وقال الراجز «يُزْرِفُها الإغْراءُ أَيَّ زَرْفِ ومشت الناقةُ زَرِيفاً أَي على هِينَتِها».[8] والجمع : زَرَافَى، وزَرَافِيُّ.[4][9] وعند البعض، فإنَّ الاسم يُحتمل اشتقاقه من إحدى اللُغات الأفريقيَّة،[10] وهو يعني بدوره أيضًا «سريعةُ الخطوات»،[11]

اشتقت جميعُ اللُغات الأوروپيَّة تسمياتها للزرافة من الإسم العربي، مُنذُ العُصور الوسطى، فعلى سبيل المِثال، كانت الأسماء الإنگليزيَّة الوُسطى لهذه الحيوانات تشتمل على: جيرَّاف، وزِراف، وجيرفونتز، ويُشيرُ البعض إلى احتمال اشتقاق الإسم أيضًا من الكلمة الصوماليَّة جِري.[12] ظهرت التسمية الإيطاليَّة جيرافا خِلال عقد التسعينيَّات من القرن السادس عشر الميلاديّ.[10] وظهرت التسمية الإنگليزيَّة المُعاصرة جيرَّاف حوالي سنة 1600م اشتقاقًا من التسمية الفرنسيَّة جيراف.[10] أمَّا تسمية النوع «camelopardalis» (نقحرة: كاميلوپاردالِس) فهي لاتينيَّة.[13]

تشتقُّ اللُغة الأفريقانيَّة تسميتها لهذه الحيوانات من اللاتينيَّة أيضًا، فتُطلق عليها: «كاميلپارد» (بالأفريقانيَّة: Kameelperd)، ومن التسميات الأفريقيَّة الأُخرى: إيكوري (بلُغة الأتيسو)، وكانيت (بلُغة الألگون)، واندويدا (بلُغة الگيكويو)، وتيگا (بلُغة الكالنجي واللو)، واندويا (بلُغة الكامّبا)، ونودولولو (بلُغة الكيهيهي)، ونيتيغا (بلُغة الكينياتورو)، وأونديريه (بلُغة لوگبارا)، وإيتيكا (بلُغة لوهيا)، وكوري (بلُغة معدي)، وأولودو - كيراگاتا أو أولچانگيتو - أودو (بلُغة الماساي)، ولينيوا (بلُغة الميرو) وهوري (بلُغة الپاري)، وإيمنت (بلُغة السامبورو)، وتويگا (باللُغة السواحيليَّة وغيرها) في شرق أفريقيا؛[14]:313 وتوتوا (بلُغة اللوزي)، وانثوتلوا (باللُغة الشنگانيَّة)، وإندلولاميتسي (باللُغة السوازيَّة)، وثوتلوا (باللُغة التسوانيَّة)، وثودا (باللُغة الڤندانيَّة)، واندلولاميثي (باللُغة الزولويَّة) في أفريقيا الجنوبيَّة.[15]

التصنيف

النُشوء والتطوُّر

هيكلٌ عظميّ مُتحجّر للكائن المعروف باسم الشانسيثيريوم (وحش شانسي)، أحد الزرافيَّات البدائيَّة، معروضٌ في متحف بكين للتاريخ الطبيعي.

تنتمي الزرافة إلى رُتيبة المُجترَّات، التي كشفت دراستها أنَّ الكثير من أعضائها ترجع بأُصولها إلى أواسط العصر الفجري (الأيوسيني)، وتحديدًا في مناطق آسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الشماليَّة. حيثُ يُحتمل أن تكون الظروف البيئيَّة والإيكولوجيَّة خِلال هذه الفترة قد سهَّلت ويسَّرت تشتتها السريع.[16] والزَّرافةُ هي إحدى نوعين فقط باقيين من فصيلة الزرافيَّات، والنوعُ الآخر هو الأكَّاب. وقد كانت هذه الفصيلة مُتعددة الأنواع سابقًا، حيثُ تمَّ وصف ما يزيد عن 10 أجناس أُحفوريَّة، وأقربُ الفصائل إليها هي فصيلةٌ أُخرى مُنقرضة تُعرف باسم «سُلميَّة القرون» (باللاتينية: Climacoceratidae)، وتُشكِّلُ معها ومع فصيلة الظباء الماعزيَّة (باللاتينيَّة: Antilocapridae)، التي لا يُمثلها بدورها سوى نوعٌ وحيد حاليًّا هو الوعل شوكي القرون، تُشكِّلُ فيلقًا يُعرف بالزرافويَّات (باللاتينية: Giraffoidea). تطوَّرت هذه الحيوانات من فصيلةٍ مُنقرضةٍ مُنذُ حوالي 8 ملايين سنة تقريبًا، في جنوب أوروپَّا الوسطى، خِلال العصر الثُلثي الأوسط (الميوسيني).[16]

كانت بعضُ أنواع الزرافيَّات البائدة عظيمة القد، مثل الشيڤاثيريوم (وحشُ سبأ)، أمَّا بعضها الآخر، مثل الجيرَّافوكيركس والپاليوتراگوس (الماعز العتيق؛ يُحتمل أن يكون سلف الأكَّاب)، والساموثيريوم، والبوهلينيا، فكان طويلًا أو يميلُ أكثر للطول.[16] يُعتقدُ بأنَّ البوهلينيا هاجرت إلى الهند الشماليَّة والصين بسبب تغيُّر المُناخ العالمي حينها، حيثُ تطوَّرت إلى جنس الزرافة، ومُنذُ حوالي 7 ملايين سنة هاجرت من موطنها سالِف الذِكر وبلغت أفريقيا. وقد أدَّى التغيُّر المُناخي المُتسارع إلى انقراض الزرافى الآسيويَّة، أمَّا قريبتها الأفريقيَّة فصمدت وتفرَّعت إلى عدَّة أنواع. ظهرت الزَّرافة المُعاصرة مُنذُ حوالي مليون سنة تقريبًا في شرق أفريقيا، خلال العصر الحديث الأقرب (الپليستوسيني)،[16] ويفترض بعض عُلماء الأحياء أنَّها تتحدَّرُ من نوعٍ بائدٍ يُعرف بالزرافة الجُمعويَّة (باللاتينيَّة: Giraffa jumae)،[17] بينما يُرشّح آخرون الزَّارافة الناحلة (باللاتينيَّة: Giraffa gracilis) لتكون السلف الحقيقيّ لها.[16] يُعتقدُ بأنَّ الدافع الطبيعي لتطوّر الزرافى كان تغيُّر أشكال وأنماط الموائل الطبيعيَّة من تلك كثيفة الأشجار، كالغابات، إلى تلك المكشوفة، كالبطحاء والسهوب وغيرها، والتي بدأت مُنذُ حوالي 8 ملايين سنة.[16] افترض بعضُ الباحثين أنَّ سكن أسلاف الزرافى في موائل طبيعيَّة جديدة، بالإضافة إلى اقتياتها على نوعٍ مُختلفٍ من الطعام، أي أوراق الطلح، قد يكون عرَّضها إلى سُمومٍ كثيرةٍ ولَّدت عندها طفراتٍ أكبر، سرَّعت من وتيرة تطوُّرها.[18]

كانت الزَّرافة إحدى أنواع الحيوانات الكثيرة التي وصفها عالم الحيوان السويدي كارولوس لينيوس لأوَّل مرَّة سنة 1758م، وأعطاها الإسم العلمي «Cervus camelopardalis»، ويعني حرفيَّا «أيل الجمل النمري»، وفي سنة 1772م، أقدم عالم الحيوان الدنماركيّ مورتن ثران برونيچ بنقل اسم جنسها من «الأيل» إلى اسمٍ مُنفصلٍ خاصٍّ بها، هو مُجَّرد «الزَّرافة» (باللاتينيَّة: Giraffa).[19] وفي أوائل القرن التاسع عشر الميلاديّ أعلن عالم الطبيعة الفرنسي جان باتيست لامارك أنَّ عُنق الزرافى الطويل ليس سوى «خاصيَّةً مُكتسبة»، تطوَّرت ونشأت عند النوع بسبب سعي أجيالٍ من أسلاف هذه الحيوانات للوُصول إلى أوراق الأشجار العالية.[20] رفض المُجتمعُ العلميّ هذه النظريَّة في نهاية المطاف، والآن يقولُ العُلماء بأنَّ هذا العُنق الطويل هو نتيجة الاصطفاء الطبيعي الداروينيّ—أي أنَّ أسلاف الزرافى طويلة الأعناق كانت تتمتَّع بميزةٍ تنافُسيَّةٍ مكَّنتها من استغلال الظُروف المُحيطة بها بشكلٍ أفضل، وهذا بدوره سمح لها بالتكاثر بشكلٍ أكبر، وبقاء مورثاتها حيَّة في ذُريَّتها.[20]

النُويعات

"الموطن الجُغرافي التقريبي، وأنماط الفراء، والعلاقة الوراثيَّة العرقيَّة بين بعض نُويعات الزرافي، بالاستناد إلى تحاليل الحمض النووي للمُتقدرات. النقاط المُلوَّنة على الخارطة تُمثِّلُ بعض الأمثلة عن الجُمهرات المحليَّة للنويعات المذكورة. الشجرة التاريخيعرقيَّة عبارة عن رسمٍ لفروعٍ حيويَّةٍ تقديريَّة الاحتمال صيغت استنادًا على بيانات تمَّ الحُصول عليها من 266 زرافة. العلامات النجميَّة على طول فروع هذه الشجرة تُشير إلى قيمة الفروع الحيويَّة التي تتخطّى 90%. النجوم البارزة على أطراف الفُروع تُشيرُ إلى الأنماط الفردانيَّة شبه العرقيَّة الموجودة عند زرافي الماساي والزرافي الشبكيَّة".[21]

يعتبرفُ العُلماء بحوالي تسع نويعات من الزرافة (آخرُ تقديرٍ لأعدادها كان سنة 2010م)، وهي:

  • الزَّرافة النوبيَّة، G. c. camelopardalis:[22] النويعة النمطيَّة، توجدُ في شرقيّ جنوب السودان، وجنوب غرب إثيوپيا.[23] بُقعها كستنائيَّة فاقعة اللون بارزة للعيان، تُحيطُ بها خُطوطٌ يغلبُ عليها البياض، أمَّا القسم السُفليّ من جسدها فتغيب عنه أيَّة علامات. النُتوء الأوسط لجُمجمتها بارزٌ بشكلٍ واضح عند الذُكور خصوصًا.[24]:51 يُعتقدُ بأنَّ أقلَّ من 250 رأس مُتبقي بالبريَّة، على أنَّ هذا الرقم قابلٌ للتغيير.[23] وهي نادرةٌ في الأسر، ومن أبرز حدائق الحيوانات التي تحتفظ بها، مُنتزه العين للحياة البريَّة في دولة الإمارات العربيَّة المُتحدة،[25] وقد بلغ عدد الأفراد التي احتفظت بها تلك الحديقة 14 زرافة سنة 2003م.[26]
  • الزَّرافة الشبكيَّة، G. c. reticulata:[22] تُعرفُ أيضًا باسم الزَّرافة الصوماليَّة. تقطُنُ شمال شرق كينيا، وجنوب إثيوپيا، والصومال.[23] معطفها مُميَّزٌ بين النويعات، إذ تكسوه اللطخات المُضلَّعة حادَّة الزوايا، مُحمرَّة اللون، تُفرِّقُ بينها سلسلةٌ من الخطوط البيضاء الضيِّقة. تتمتَّعُ أيضًا بعددٍ من الرُقط التي تتخطّى العراقيب عند بعض الأفراد، والنُتوءُ الرأسيّ بارزٌ عند الذُكور.[24]:53 يُقدَّرُ عدد الأفراد البريَّة منها بحوالي 5,000 رأس على أبعد تقدير،[23] ووفقًا لِمُنظمة «نظام معلومات الأنواع العالميّ»، فإنَّ منها 450 رأسًا في حدائق الحيوان حول العالم.[27]
  • الزَّرافة الأنغوليَّة أو الزَّرافة الناميبيَّة، G. c. angolensis: تنتشرُ في شمال ناميبيا، وجنوب غرب زامبيا، وبوتسوانا، وغربيّ زيمبابوي. أشارت دراسةٌ أُجريت خِلال سنة 2009م على مورثات هذه النويعة، أنَّ الجُمهرة قاطنة شمال صحراء الناميب وتلك قاطنة مُنتزه إيتوشا الوطني، قد تُشكلان نُويعتان مُنفصلتان.[28] تتمتعُ هذه النويعة بلطخاتٍ بُنيَّةٍ كبيرةٍ إمَّا مُثلَّمة أو ذات امتداداتٍ مُزويَّة. تمتدُ رُقطها على طول ساقيها، ولا تظهر على وجهها، وتميلُ لطخات العُنق والكفل لأن تكون صغيرةً نسبيًّا. تتمتعُ هذه النويعة أيضًا ببُقعةٍ بيضاء على أُذنها.[24]:51 يُقدَّرُ عدد الأفراد البريَّة منها بحوالي 20,000 رأس كحدٍ أقصى،[23] ومنها قُرابة العشرين زرافة في حدائق الحيوان.[27]
  • الزَّرافة الكُردُفانيَّة، G. c. antiquorum:[22] تنتشرُ عبر جنوبيّ التشاد، وجُمهوريَّة أفريقيا الوُسطى، وشمال الكاميرون، وشمال شرق الكونغو الديمقراطيَّة. كانت الجُمهرة الكاميرونيَّة تُصنَّف سابقًا ضمن النُويعة الغرب أفريقيَّة (G. c. peralta)، لكن تمَّ تصحيح ذلك لاحقًا.[29] مُقارنةً بالزَّرافة النوبيَّة، فإنَّ رُقط هذه النُويعة أصغرُ حجمًا وأكثر تشتُتًا، ويُمكنُ ملاحظة رُقطها أسفل عراقيبها وعلى القسم الداخليّ من قوائمها، ونتوء الجُمجُمة الأوسط بارزٌ عند الذُكور.[24]:51–52 يُقدَّرُ تعدادها في البريَّة بحوالي 3,000 رأس كحدٍ أقصى،[23] أمَّا عددُ الأفراد الأسيرة منها ومن النُويعة الغرب أفريقيَّة فغير مُحدد على وجه الدقَّة، وذلك بسبب الخلط الحاصل بين الأفراد الأسيرة. ففي سنة 2007م، تبيَّن أنَّ جميع الزرافي الغرب أفريقيَّة الموجودة في حدائق الحيوان الأوروپيَّة، كانت في الواقع زرافي كُردُفانيَّة،[29] وبهذا فإنَّ الأفراد الأسيرة منها يصلُ عددها إلى 65 رأسًا.[27]
زرافةٌ ماساويَّةٌ في مُنتزه ميكومي الوطني في تنزانيا.
زرافة روثتشيلد.
الزَّرافة غرب أفريقيَّة المُهددة بالانقراض.
  • الزَّرافة الماساويَّة، G. c. tippelskirchi:[22] أو زرافة الماساي، أو زرافة كليمنجارو، تنتشرُ في أواسط وجنوب كينيا وفي تنزانيا.[23] لطخات جسدها مُميَّزة تجعلها فريدة بين باقي الزرافى، فهي مُسننة ونجميَّة الشكل وتمتدُ حتّى الحوافر. ونُتوءُ الجُمجمة بارزٌ عند الذكور عادةً.[24]:54[30] يُعتقدُ بأنَّ منها 40,000 رأس في البريَّة،[23] وحوالي 100 في حدائق الحيوان.[27]
  • زرافة روثتشيلد، G. c. rothschildi،[22] سُميت تيمُنًا بالعالم البريطانيّ والتر روثتشيلد،[22] تُعرف أيضًا باسم زرافة بارينگو والزَّرافة الأوغنديَّة. يشتملُ موطنها على أقسامٍ من أوغندا وكينيا،[2] ووُجودها غير مؤكد في جنوب السودان.[31] تتمتَّعُ هذا الزَّرافة بلطخاتٍ كبيرةٍ داكنة عادةً ما تكونُ مُحددة بهوامش كاملة، وهي حادَّة الأطراف. رُقطها داكنة أيضًا، وتتضمَّنُ خطوطٌ أو تقليماتٌ باهتة بداخلها، وهي لا تتخطى عراقيبها، ويندرُ أن تصل حوافرها. يُمكنُ لِبعض أفراد هذه النويعة أن تظهر لديه خمسُ نُتوءاتٍ على الرأس.[24]:53 يُعتقدُ بأنَّ الجُمهرة البريَّة يصلُ تعداد أفرادها لأقل من 700 رأس،[23] ومنها حوالي 450 آخرين في حدائق الحيوان.[27]
  • الزَّارفة جنوب أفريقيَّة، G. c. giraffa: توجد في شمال جنوب أفريقيا، وجنوب بوتسوانا، وجنوب زيمباوي، وجنوب غرب الموزمبيق.[23] تتمتَّعُ بلطخاتٍ داكنة مُستديرة بعض الشيء ذات خطوطٍ بسيطة ناتئة منها، على خلفيَّةٍ سمراء. تمتدُّ رقطتها حتّى قوائمها، ويصغر حجمها كُلَّما توجهت للأسفل. النُتوء الأوسط للجُمجُمة أقلُ برُوزًا عند ذُكور هذه النُويعة من ذُكور النُويعات الأُخرى.[24]:52 قُدِّرت أعدادها في البريَّة بحوالي 12,000 رأس،[23] وحوالي 45 أُخرى يُحتفظ بها في حدائق الحيوان حول العالم.[27]
  • الزَّرافة الروديسيَّة، G. c. thornicrofti:[22] تُعرف أيضًا باسم زرافة ثورنيكروفت تيمُنًا بالمأمور هاري سكوت ثورنيكروفت.[22] مقصورةٌ في وجودها على وادي لونگوا في شرق زامبيا.[23] لطخاتُها مُثلَّمة، وتميل لأن تتخذ شكلًا نجميًّا، وهي تمتدُ على القوائم عند بعض الأفراد فيما تنعدم عند البعض الآخر. نُتوء الجُمجُمة الأوسط غير بارز عند الذكور.[24]:54 يُعتقدُ بأنَّ أعدادها لا تتخطى 1,500 رأس في البريَّة كحدٍ أقصى،[23] وليس منها أيُّ فردٍ في حدائق الحيوان.[27]
  • الزَّرافة غرب أفريقيَّة، G. c. peralta:[22] تُعرفُ أيضًا باسم الزَّرافة النيجيريَّة وزرافة النيجر.[32] مُتوطنة في جنوب غرب النيجر.[2] تتمتَّعُ هذه النويعة بفراءٍ أبهت من فراء باقي النُويعات،[14]:322 ولطخاتها فصيَّة الشكل تمتدُ أسفل عراقيبها. نُتوءاتها العظميَّة أكثرُ انتصابًا من نُتوءات باقي النُويعات، والنُتوء الأوسط منها بارزٌ بوضوح عند الذُكور.[24]:52–53 أكثرُ النُويعات عُرضةً للانقراض، إذا يقلُّ عدد أفرادها في البريَّة عن 220 رأس.[23] كانت الزرافى قاطنة الكاميرون يُعتقد بانتمائها إلى ذات النُويعة، لكنَّها لاحقًا فُصلت إلى نويعةٍ أُخرى تحملُ الاسم العلميّ G. c. antiquorum.[29] أدّى هذا الفصل إلى حُصول ارتباكٍ وخلطٍ بشأن وضع هذه النويعة وأعداها في حدائق الحيوان، ولكن، كشفت إحدى التحقيقات سنة 2007م، أنَّ جميع الزرافي الأسيرة التي كان يُفترض بأنَّها غرب أفريقيَّة، هي بالواقع زرافي كُردُفانيَّة (G. c. antiquorum).[29]

اقترحت إحدى الدراسات من سنة 2007م، أُجريت على مُورثات ست نُويعات—الزَّرافة غرب أفريقيَّة، وزرافة روثتشيلد، والزَّرافة الشبكيَّة، والزَّرافة الماساويَّة، والزَّرافة الأنغوليَّة، والزَّرافة جنوب أفريقيَّة—أنَّها قد تكون في الواقع، ستَّة أنواعٍ مُنفصلة. استتج العُلماء من خلال تحاليل الانحرافات الوراثيَّة في الحمض النووي للنواة والحمض النووي للمُتقدرات، أنَّ الزرافي المُنتمية لهذه الجُمهرات مُنعزلة تكاثُريًّا عن بعضها البعض، وقلَّما تتهجّن، رُغم انعدام العوائق الطبيعيَّة بينها التي قد تحول بين انتقال إحدى الجُمهرات من منطقةٍ إلى أُخرى تقطنها جُمهرة مُختلفة.[21] وهذا ينطبقُ بالذات على الجُمهرات شديدة القُرب من بعضها، مثل الزرافي الشبكيَّة والمساويَّة وزرافي روثتشيلد. كما يُحتمل أن تكون الزَّرافة المساويَّة في الواقع عبارة عن بضعة أنواعٍ مُختلفة، يفصلُ بينها الصدع الشرق أفريقي. تتمتَّعُ الزرافي الشبكيَّة والماساويَّة بأعلى نسبة تنوعٍ في حمضها النووي للمُتقدرات، وهذا أمرٌ مألوفٌ ومعهودٌ في جميع زرافي أفريقيا الشرقيَّة. ويُلاحظُ أنَّ الجُمهرات الشماليَّة أكثر وُثوقًا ببعضها من الجُمهرات سالِفة الذِكر، بينما الجُمهرات الجنوبيَّة أكثر صلةً بالجُمهرات الشرقيَّة. يُعتقدُ بأنَّ الزرافي تختارُ شريكها من ذات نمط اللطخات الجسديَّة، التي تحفظها وترتبط بها أثناء فترة صغرها، بعد أن تنطبع بها مُنذُ ولادتها، لرؤيتها إيَّاها على جسد سائر أفراد القطيع.[21] تولّى ديڤيد براون، وهو رئيس كُتَّاب هذه الدراسة، مُراجعة نتائجها المُضمَّنة، وأخبر قناة BBC الأخباريَّة: «خَلْطُ جَمِيْعِ الزَرَافَى فِي نَوْعٍ وَاحِدٍ يُشَوِّشُ عَلَى وَاقِعِ الخَطَر الذِي تَتَعَرَّضُ لَهُ بَعْضُ جُمْهُرَاتِها، وَالّذِي وَضَعَهَا عَلَى حَافَّةِ الانْقِرَاض. بَعْضُ هَذِهِ الجُمْهُرَات لَا يَتَخَطّى المِئَات، وَيَحْتَاجُ الحِمَايَةَ الفَوْرِيَّة».[33]

تُفيدُ البُحوث أيضًا بأنَّ الزَّرافة غرب أفريقيَّة أوثقُ صلةً بِزرافة روثتشيلد والزَّرافة الشبكيَّة من الزَّرافة الكُردُفانيَّة التي كان يُعتقد بأنَّها إحدى جُمهراتها. ويقولُ الخبراء بأنَّ أسلافها يُحتمل أن تكون هاجرت من أفريقيا الشرقيَّة إلى الشماليَّة، ومن ثُمَّ نزحت إلى موطنها الحاليّ مع نُشوء الصحراء الكُبرى أواخر العصر الجليدي الأخير. كما يُحتملُ أن تكون بُحيرة تشاد قد شكَّلت، عندما كانت تبلغ أكبر أحجامها خلال العصر الهولوسيني، حاجزًا طبيعيًّا بين الزرافي غرب أفريقيَّة والزرافي الكُردُفانيَّة حال دون اختلاطها ببعضها.[29]

الهيئة والتشريح

المظهر الخارجيّ

زرافةٌ تمُطُّ لِسانها للاقتيات على أوراق إحدى الأشجار.
هيكلٌ عظميّ لِزرافة معروضٌ في متحف علم العظام، في مدينة أوكلاهوما.

يتراوحُ ارتفاع الزَّرافة البالغة بين 5 و6 أمتار (بين 16 و20 قدمًا)، والذُكور أكثر ارتفاعًا من الإناث.[19] يصلُ مُتوسِّط وزن الذكر البالغ إلى 1,192 كيلوگرامًا (2,628 رطلًا)، والأُنثى البالغة إلى 828 كيلوگرامًا (1,825 رطلًا)،[34] وأقصى ما تمَّ توثيقهُ من أوزانٍ بلغ 1,930 كيلوگرامًا (4,250 رطلًا) للذكور، و1,180 كيلوگرامًا (2,600 رطل) للإناث.[35] الجسد قصيرٌ نسبيًّا، على الرُغم من الطول الفائق للعنق والقوائم.[36]:66 تقعُ العينان على جانبيّ الرأس، وهي كبيرةٌ بارزة، وهي تمنحُها رؤيةً دائريَّةً كاملة لمُحيطها من ارتفاعها الكبير.[37]:25 بصرُ الزرافي حاد، وهي قادرة على تمييز الألوان،[37]:26 كما أنَّ حاستيّ السمع والشم عندها قويَّة.وسم <ref> غير صحيح؛ أسماء غير صحيحة، على سبيل المثال كثيرة جدا:27 لسانُ الزَّرافة قابض (قادرة على أن تُمسك به الأشياء)، يصلُ طوله إلى 50 سنتيمتر (20 إنشًا) تقريبًا، وهو أسودٌ ضارب إلى الأرجوانيّ، ولعلَّ ذلك مردّه الحماية من الحُروق الشمسيَّة، وهي تستخدمه للإمساك بالنباتات، ولتمسيد فرائها وتنظيف أنوفها.[37]:27 الشفَّة العُليا قابضةٌ كذلك الأمر، يستخدمها الحيوان عندما يرعى. وتكتسي الشفتان، إلى جانب اللسان وداخل الفم، بحُليماتٍ عديدة لحمايتها من الأشواك التي تُغطي أغصان الأشجار التي ترعاها الزرافي.[19]

لقطة مُقرَّبة لرأس زرافة من حديقة حيوانات ملبورن.

معطفُ الزَّرافة مكسوٌّ بلطخاتٍ أو بُقعٍ كبيرةٍ داكنة (يُمكن أن تأخذ لونًا بُرتقاليًّا، أو كستنائيًّا، أو بُنيًّا، أو أسود تقريبًا[20]) يفصلُ بينها شعرٌ باهت (غالبًا ما يكون أبيضًا أو قشديًّا[20])، وتستحيلُ الذُكور أقتمُ لونًا مع تقدُّمها بالسن.[30] يلعبُ نمطُ المعطف دورًا تمويهيًّا، فهو يمزجُ الزَّرافة مع أطياف النور والظِلال في أحراج السڤناء حيثُ تتجمَّع لِترعى.[22] وتعتمدُ الزرافي على التمويه لحماية أنفُسها من الضواري حينما تقتات، حيثُ يصعُبُ رؤية البالغة منها حتَّى، ولو كان الناظر على بُعد بضعة أمتارٍ منها، لكن عندما تتحرَّك لترى المُفترس المُقترب منها بشكلٍ أفضل، فإنَّها تعتمدُ على حجمها الضخم وقُدرتها على الرفس والرَّكل لتُدافع عن نفسها وعن صغارها، عوض اعتمادها على التمويه، ويبدو أنَّ أُسلوب الدفاع سالِف الذِكر أكثرُ نفعًا بالنسبة للصغار من التمويه.[16] يُحتملُ بأن تكون أقسام الجلد أسفل المناطق الداكنة من جسدها تلعب دورًا في تنظيم حرارة جسمها، إذ تقعُ فيها أنظمةٌ مُعقدةٌ للأوعية الدمويَّة وغُددٌ تعرُّقيَّةٌ كبيرة.[38] تتمتَّعُ كُلَّ زرافةٍ على حدى بنمطٍ مُختلفٍ لمعطفها،[30] ويغلبُ اللون الرماديّ على جُلود هذه الحيوانات السميك،[34] الذي يسمحُ لها بالعدو بين الأشجار والشُجيرات الشائكة دون أن تُصاب بجروح.[37]:34 يُحتملُ بأنَّ الفرو يلعب دورًا دفاعيَّا كيميائيًّا، وإفرازاته طاردة الطُفيليَّات تمنحُ هذه الحيوانات رائحةً مُميَّزة. وهُناك على الأقل 11 عُنصر كيميائيّ عطريّ في الفراء، على أنَّ العناصر المُسببة لمُعظ الرائحة تقتصرُ على الإندول والاسكاتول. ويفترضُ البعض أنَّ رائحة الجسد قد تلعب دور الجاذب والمُحفّز الجنسيّ أيضًا، كون رائحة الذُكور أقوى من رائحة الإناث.[39] تمتدُ سلسلةً من الشعر المُنتصب القصير على طول العُنق، تُعرفُ بالعُرف.[19] يصلُ طول الذي إلى مترٍ واحد (3.3 أقدام)، وهو ينتهي بخصلةٍ طويلةٍ من الشعر الداكن، تستخدمها الزَّرافة لإبعاد الحشرات الطائرة عنها.[37]:36

الجُمجُمة والنُتوءات

يتمتَّعُ كِلا الجنسين بنُتوءاتٍ عظميَّةٍ تبرُزُ من الجُمجُمة، هي عبارة عن غُضروفان مُتصلِّبان مُغلفان بالجلد، ويتصلان بالجُمجُمة عند العظم الجداريّ.[30] يُعتقدُ بأنَّ للنُتوءات دورٌ في تنظيم حرارة الجسد، نظرًا لأنَّها مليئة بالأوعية الدمويَّة،[38] علمًا بأنَّ الذُكور تستعملها لضرب بعضها عندما تتقاتل.[40] يُمكنُ الاعتماد على شكل هذه النُتوءات لتحديد جنس وسن صاحبها، فنُتوءات الإناث والصغار نحيلة وتعلوها خصلاتٌ من الشعر، بينما تلك الخاصَّة بالذُكور تنتهي بكُتلٍ مقبضيَّة وتميلُ لأن تكون صلعاء.[30] كذلك، تظهرُ عند الذُكور نُتوءةٌ وُسطى على مُقدِّمة الجُمجمة.[19] تظهرُ على جماجم الذُكور كدماتٌ جرَّاء طبقات الرواسب الكلسيوميَّة المُتراكمة، مع تقدُّمها بالسن.[20] جماجمُ الزرافي خفيفةُ الوزن بسبب احتوائها على العديد من الجيوب الهوائيَّة،[36]:70 غير أنَّ جماجم الذُكور تُصبحُ أثقل مع تقدُّمها بالسن، وأشبه بالمطرقة، مما يُساعدها على أن تُصبح أكثر هيمنةً في المعارك.[30] يتمتَّعُ الفك العلويّ بحنكٍ مُثلَّمٍ يفتقدُ للأسنان الأماميَّة،[37]:26 وأضراسُها خشنة السطح.[37]:27

القوائم، والحركة، والوقفة

مقطع مُصوَّر لزرافتان في حديقة حيوانات توبو في سايتاما، باليابان.

تصلُ قوائم الزَّرافة الأماميَّة والخلفيَّة إلى ذات الطول تقريبًا. تتصلُ وتتمفصل كعبرتيّ وزنديّ القائمتين الأماميتين بواسطة الرسغ، الذي يلعب دور الركبة في حالة هذه الحيوانات،[41] رُغم أنَّ بُنيته مُطابفة للمِعصم البشري. يُعتقدُ بأنَّ رِباطًا مُعلَّقًا يسمحُ لِقوائم الزرافي الطويلة والضامرة أن تحمل وزنها الهائل.[42] يبلغ قطر قدم الزَّرافة 30 سنتيمترًا (12 إنشًا)، ويصلُ ارتفاع الحافر عند الذُكور إلى 15 سنتيمترًا (5.9 إنشات) وعند الإناث إلى 10 سنتيمترات (3.9 إنشات).[37]:36 يُلاحظ بأنَّ مؤخَّر كُلّ حافر مُنخفض، وأنَّ الكاحل قريبٌ من الأرض، ممَّا يسمح بدعم وزن الحيوان.[19] تفتقدُ الزرافي للزمعات على أقدامها، كما تفتقدُ لأيّ غُددٍ بين أصبعيَّة، ورُغم أنَّ حوضها قصيرٌ نسبيًّا، إلَّا أنه يتمتَّع بعظمٍ خاصريّ ممدود عند أطرافه العلويَّة.[19]

للزرافي طريقتا مشي فحسب:، وهي: السير والرمح. وتسيرُ الزَّرافةُ عبر تحريك قائمتيها على ذات الجهة في نفس الوقت، ثُمَّ تتبعها بحركةٍ مُماثلةٍ على الجانب الآخر،[30] وعندما ترمحُ الزَّرافة فإنَّ قائمتيها الخلفيَّتين تتحرَّك لتصل أمام قائمتيها الأماميتين قبل أن تتحرَّك تلك بدورها إلى الأمام،[20] كما يلتوي ذيلها.[30] تعتمدُ هذه الحيوانات على تحرّك رقبتها ورأسها إلى الأمام والخلف لتُحافظ على توازنها أثناء ركضها،[14]:327–29 وهي قادرة أن تبلغ سُرعة 60 كيلومتر في الساعة (37 ميل بالساعة)،[43] ويُمكنها المُحافظة على سُرعة 50 كيلومتر بالساعة (31 ميل بالساعة) لعدَّة كيلومترات.[44]

تستريحُ الزَّرافة عبر الاستلقاء أرضًا على قوائمها المطويَّة أسفل جسدها،[14]:329 وفي سبيل الاستلقاء، يقومُ الحيوان بالرُكوع على قائمتيه الأماميتين أولًا ومن ثُمَّ يُخفض سائر جسده. وعندما ترغب بالنُهوض، تستندُ الزَّرافة على ركبتيها الأماميتين ثُمَّ تبسطُ قائمتيها الخلفيتين لترفع القسم الخلفي من جسدها، ثُمَّ تُسوّي وتُقوّم قائمتيها الأماميتين، ومع كُلِّ حركةٍ يهزُّ الحيوان رأسه.[37]:31 تنامُ الزرافي الأسيرة في حدائق الحيوان حوالي 4.6 ساعات يوميًّا كمُعدَّل،[45] وأغلب نومها ليليّ. وعادةً ما تنامُ الزرافي مُستلقيةً على الأرض، غير أنَّ بعضها وُثِّق نومه واقفًا، وبالأخص بعض الأفراد الكبيرة في السن. يُمكنُ مُلاحظة دُخول الزَّرافة في نومٍ عميقٍ مُتقطّع قصير المُدَّة عندما تطوي رقبتها إلى الخلف أثناء استلقائها، وتُلقي برأسها على وركها أو فخذها، ويُعتقد بأنَّ هذه الوضعيَّة تعكس نوم حركة العين السريعة عند هذه الحيوانات.[45] وعندما ترغبُ الزَّرافةُ بشُرب الماء، فإنَّها إمَّا تركعُ على رُكبتيها لتبلغ مجمع المياه، أو تبسطُ قائمتيها الأماميتين حتّى يصل رأسها للأسفل.[30] يُعتقدُ بأنَّ الزرافي ليست سبَّاحةً ماهرة، إذ أنَّ قوائمها النحيلة ضيعفةٌ جدًا لتُقاوم المياه وتدفع بها إلى الأمام،[46] على أنَّها قادرةٌ على الطفو على السطح.[47] ومن الأدلَّة التي يُقالُ بها لتأكيد عدم قدرة الزرافي على السباحة، هو أنَّ صدرها ستُثقله قائمتيها الأماميتين في المياه، مما يُصعّب عليها تحريك عنقها ورأرجُلها بتناغم،[46][47] أو حتّى أن تُبقي رأسها فوق السطح.[46]

العُنق

تتمتَّعُ الزَّرافة بُعنُقٍ طويلٍ جدًا هو الأطول بين جميع الثدييَّات بِلا مُنازع، ويُمكن أن يصل طوله إلى مترين تقريبًا (حوالي 6 أقدام و7 إنشات)، وهو ما يجعلُ هذه الحيوانات الأكثر ارتفاعًا بين جميع دواب اليابسة.[37]:29 يرجعُ طول أعناق هذه الحيوانات إلى تطاولٍ غيرُ مُتناسبٍ للفقرة الرقبيَّة، وليس بسبب امتلاكها فقراتٍ أكثر عددًا من فقرات سائر الثدييَّات، وكُلُّ فقرةٍ من فقراتها يفوقُ طولها 28 سنتيمترًا (11 إنشًا).[36]:71 تُشكِّلُ الفقرات الرقبيَّة ما بين 52 و54% من إجمالي طول العمود الفقريّ للزرافي، مُقارنةً بما بين 27 و33% من إجمالي طول العمود الفقريّ عند الحافريَّات الضخمة المُماثلة لها، بما فيها أقرب أقاربها الحيَّة، أي الأكَّاب.[18] يبدأ عُنق الزَّرافة بالتطاول بعد ولادتها، إذ يصعبُ على الأُم أن تلد صغيرها ذو عُنقٍ طويلٍ بأبعادٍ مُتطابقة مع أبعاد أعناق البوالغ.[48] يشرأبُّ رأس وعُنق الزَّرافة عبر عضلاتٍ قويَّة ورِباطٍ قفويّ مُثبَّتة بواسطة فقرات ظهريَّة طويلة تقعُ على خلفيَّة الفقرة الصدريَّة، ممَّا يولدُ سنامًا بسيطًا عندها.[19]

تتمتَّعُ فقرات عُنق الزَّرافة بمفاصل كُروانيَّة (شبيهة بالكُرة)،[36]:71 ويسمحُ المفصل القابع بين الفقرة الأطلسيَّة وتلك المحوريَّة، يسمحُ للحيوان بأن يميلُ برأسه عموديًّا ليصل إلى الأغصان العلويَّة بواسطة لسانه.[37]:29 تقعُ نُقطة ارتباط الفقرتين الرقبيَّة والصدريَّة بين الفقرتين الصدريتين الأولى والثانية (T1 وT2)، عكسُ مُعظم أنواع المُجترَّات التي تقعُ نقطة ارتباط فقرتيها سالِفتا الذِكر بين الفقرة الرقبيَّة السَّابعة وتلك الصدريَّة الأولى (C7 وT1).[18][48] وهذا يعني عند بعض العلماء أنَّ الفقرة الرقبيَّة السَّابعة هي التي تُساهم في إطالة عُنق الزَّرافة، وقد اقترح آخرون أنَّ الفقرة الصدريَّة الأولى ينبغي أن تكون في الواقع فقرةً رقبيَّةً ثامنة، وإنَّ تطوّر الزرافي منحها فقرةً رقبيَّةً زائدة.[49] غير أنَّ جمهور العُلماء يرفضُ هذه النظريَّة، نظرًا لأنَّ الفقرة الصدريَّة الأولى لها خصائص تشكُّليَّة مُختلفة عن خصائص الفقرات الرقبيَّة، فهي تتمتّع بضلعٍ مُمفصل كسائر الفقرات الصدريَّة، ولأنَّ الثدييَّات التي تتمتَّع بعددٍ زائد من الفقرات الرقبيَّة غالبًا ما تُعاني اضطراباتٍ عصبيَّة وعللٍ كثيرة، وهو أمرٌ معدومٌ عند هذه الحيوانات.[18]

هُناك نظريَّتان رئيسيَّتان تتعلَّقُ بالأصل التطوُّريّ لعُنق الزَّرافة وبقاء هذه السمة الوراثيَّة سائدة عندها مُنذ ملايين السنين،[40] إحدى هذه النظريَّتان هي «نظريَّة التنافس مع سائر الحيوانات الرَّاعية»، ورائدُها هو تشارلز داروين، وقد بقيت هذه النظريَّة سائدة طيلة زمنٍ طويل، ولم تظهر أيَّة نظريَّة أُخرى تتحداها إلَّا مؤخرًا. وتقترحُ هذه النظريَّة أنَّ التنافس على المرعى بين أسلاف الزَّرافي والحيوانات الرَّاعية الأُخرى الأصغر حجمًا، من شاكلة الظباء كالمُرامري (الكُودُ) وظبي الحجر والإمپالا، جعل الكفَّة تميل إلى أسلاف الزرافي ذوي الأعناق الأطول، إذ أنَّ هذه الحيوانات اضطرَّت تحت ضغط المُنافسة العنيدة أن تتجه للاقتيات على مصادر غذائيَّة نباتيَّة لا تصلها سائر العواشب بسُهولة، فاختارت أوراق الأشجار المُرتفعة. وتظهرُ حسنات وأفضليَّة هذه الخاصيَّة الأحيائيَّة عند الزرافي بوضوحٍ جليّ، إذ لا مُنافس لها حتَّى بين أكبر الظباء، فالمُرامريّ مثلًا، وهو ظبيٌّ ضخمٌ جدًا لا يقدرُ أن يرعى النباتات التي يفوقُ عُلوَّها مترين (6 أقدام و7 إنشات)، بينما الزَّرافة تصلُ إلى الأغصان التي ترتفعُ 4.5 أمتار (15 قدمًا) عن الأرض.[50] وبعضُ الأبحاث تُشيرُ إلى أنَّ التنافس على المرعى على مُستوى الأرض والشُجيرات حادٌ جدًا، وأنَّ الزرافي ترعى بفعاليَّةٍ أكبر في رؤوس الأشجار، فتأكُل كفايتها من الأوراق وتستحصل على ما يلزمها من الغذاء والطَّاقة.[51][52] ويختلفُ العُلماء في تحديد الوقت الذي تُمضيه الزرافي وهي تقتات في الأعالي مُقارنةً بالوقت الذي تُمضيه العواشب الأُخرى،[17][40][50][53] وفي دراسةٍ من سنة 2010م، تبيَّن أنَّ الزرافي ذات الأعناق الأطول تفوقُ نسبة نُفوقها خلال مواسم الجفاف تلك الخاصَّة بأقرانها الأقصر عُنقًا. وتقترحُ هذه الدراسة تفسيرًا مفاده هو أنَّ العُنق الأطول يتطلَّب المزيد من المُغذيات، الأمر الذي يضع صاحبته في مأزقٍ حرج خلال موسم الجفاف والشُح التي يقلُّ فيها المرعى.[54]

الأنظمة الجسديَّة الداخليَّة

السُلوك والإيكولوجيَّة

الموئل الطبيعي والاقتيات

السُلوك الاجتماعي والتناسُلي

التربية والرعاية الأبويَّة

التعانق

الصحَّة والنُفوق

العلاقة مع الإنسان

التاريخ والأهميَّة الثقافيَّة

الاستغلال وحالة الحُفظ

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ Grubb, P. (2005). "Giraffa camelopardalis". In Wilson, D.E.; Reeder, D.M (eds.). Mammal Species of the World: A Taxonomic and Geographic Reference (بالإنجليزية) (3rd ed.). Johns Hopkins University Press. p. 672. ISBN:978-0-8018-8221-0. OCLC:62265494.
  2. ^ أ ب ت Fennessy, J.; Brown, D. (2010). "Giraffa camelopardalis". القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض Version 2012.2. الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-26. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  3. ^ Don E. Wilson; DeeAnn M. Reeder, eds. (2005). Mammal Species of the World: A Taxonomic and Geographic Reference (بالإنجليزية) (3rd ed.). Baltimore: Johns Hopkins University Press. ISBN:978-0-8018-8221-0. LCCN:2005001870. OCLC:57557352. OL:3392515M. QID:Q1538807.
  4. ^ أ ب ت الخطيب، أحمد شفيق (1985). موسوعة الطبيعة المُيسرة (ط. الأولى). بيروت - لُبنان: مكتبة لبُنان ناشرون. ص. 212.
  5. ^ پمبرتون، جون لي؛ نقلهُ إلى العربيَّة: رامز مسّوح (1981). اللبونات الأفريقيَّة (ط. الأولى). بيروت - لُبنان: مكتبة لبُنان ناشرون. ص. 32.
  6. ^ بوَّابة مركزي، معنى اسم زرافة
  7. ^ قاموس المعاني: معنى زرف في تاج العروس
  8. ^ قاموس المعاني: معنى زرف في لسان العرب
  9. ^ قاموس المعاني: معنى زرافة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
  10. ^ أ ب ت "Giraffe". Online Etymology Dictionary. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-01.
  11. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع kingdon
  12. ^ Peust, C. (2009). "Some Cushitic Etymologies". Semito-Hamitic Festschrift for A.B. Dolgopolsky and H. Jungraithmayr. Reimer. ص. 257–60. ISBN:3-496-02810-6. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |editors= تم تجاهله (مساعدة)
  13. ^ "camelopardalis". A Latin Dictionary, Perseus Digital Library. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-23.
  14. ^ أ ب ت ث Kingdon, J. (1988). East African Mammals: An Atlas of Evolution in Africa, Volume 3, Part B: Large Mammals. University Of Chicago Press. ص. 313–37. ISBN:0-226-43722-1.
  15. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع walker
  16. ^ أ ب ت ث ج ح خ Mitchell, G.; Skinner, J. D. (2003). "On the origin, evolution and phylogeny of giraffes Giraffa camelopardalis" (PDF). Transactions of the Royal Society of South Africa. ج. 58 ع. 1: 51–73. DOI:10.1080/00359190309519935.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  17. ^ أ ب اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع sim1996
  18. ^ أ ب ت ث Badlangana، L. N.؛ Adams، J. W.؛ Manger، P. R. (2009). "The giraffe (Giraffa camelopardalis) cervical vertebral column: A heuristic example in understanding evolutionary processes?". Zoological Journal of the Linnean Society. ج. 155 ع. 3: 736–57. DOI:10.1111/j.1096-3642.2008.00458.x.
  19. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Dagg, A. I. (1971). "Giraffa camelopardalis" (PDF). Mammalian Species. ج. 5 ع. 5: 1–8. DOI:10.2307/3503830.
  20. ^ أ ب ت ث ج ح اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Prothero 2003
  21. ^ أ ب ت Brown, D. M.; Brenneman R. A.; Koepfli, K-P.; Pollinger, J. P.; Milá, B.; Georgiadis, N. J.; Louis Jr., E. E.; Grether, G. F.; Jacobs, D. K.; Wayne R. K. (2007). "Extensive population genetic structure in the giraffe". BMC Biology. ج. 5 ع. 1: 57. DOI:10.1186/1741-7007-5-57. PMC:2254591. PMID:18154651.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  22. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Pellow, R. A. (2001). "Giraffe and Okapi". في MacDonald, D (المحرر). The Encyclopedia of Mammals (ط. 2nd). Oxford University Press. ص. 520–27. ISBN:0-7607-1969-1.
  23. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص "Giraffe – The Facts: Current giraffe status?". Giraffe Conservation Foundation. اطلع عليه بتاريخ 2010-12-21.
  24. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Seymour, R. (2002) The taxonomic status of the giraffe, Giraffa camelopardalis (L. 1758), PH.D Thesis
  25. ^ "Exhibits". Al Ain Zoo. 25 فبراير 2003. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-21.
  26. ^ "Nubian giraffe born in Al Ain zoo". UAE Interact. اطلع عليه بتاريخ 2010-12-21.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Giraffa". ISIS. 2010. اطلع عليه بتاريخ 2010-11-04.
  28. ^ Brenneman, R. A.; Louis, E. E. Jr; Fennessy, J. (2009). "Genetic structure of two populations of the Namibian giraffe, Giraffa camelopardalis angolensis". African Journal of Ecology. ج. 47 ع. 4: 720–28. DOI:10.1111/j.1365-2028.2009.01078.x.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  29. ^ أ ب ت ث ج Hassanin, A.; Ropiquet, A.; Gourmand, B-L.; Chardonnet, B.; Rigoulet, J. (2007). "Mitochondrial DNA variability in Giraffa camelopardalis: consequences for taxonomy, phylogeography and conservation of giraffes in West and central Africa". Comptes Rendus Biologies. ج. 330 ع. 3: 173–83. DOI:10.1016/j.crvi.2007.02.008. PMID:17434121.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  30. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Estes, R. (1992). The Behavior Guide to African Mammals: including Hoofed Mammals, Carnivores, Primates. University of California Press. ص. 202–07. ISBN:0-520-08085-8.
  31. ^ Fennessy, J. & Brenneman, R. (2010). "Giraffa camelopardalis ssp. rothschildi". القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض Version 2012.2. الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-26. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  32. ^ Fennessy, J.; Brown, D. (2008). "Giraffa camelopardalis ssp. peralta". القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض Version 2012.2. الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-26. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  33. ^ Lever, A-M. (21 ديسمبر 2007). "Not one but 'six giraffe species'". BBC News. اطلع عليه بتاريخ 2009-03-04.
  34. ^ أ ب Skinner, J. D.; Smithers, R. H. M. (1990). The mammals of the southern African subregion. University of Pretoria. ص. 616–20. ISBN:0-521-84418-5.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  35. ^ Owen-Smith, R.N. 1988. Megaherbivores: The Influence of Very Large Body Size on Ecology. Cambridge: Cambridge University Press.
  36. ^ أ ب ت ث Swaby, S. (2010). "Giraffe". في Harris, T. (المحرر). Mammal Anatomy: An Illustrated Guide. Marshall Cavendish Corporation. ص. 64–84. ISBN:0-7614-7882-5.
  37. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Williams
  38. ^ أ ب Mitchell, G.; Skinner, J.D. (2004). "Giraffe thermoregulation: a review". Transactions of the Royal Society of South Africa: Proceedings of a Colloquium on Adaptations in Desert Fauna and Flora. ج. 59 ع. 2: 49–57. DOI:10.1080/00359190409519170. ISSN:0035-919X.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  39. ^ Wood, W. F.; Weldon, P. J. (2002). "The scent of the reticulated giraffe (Giraffa camelopardalis reticulata)". Biochemical Systematics and Ecology. ج. 30 ع. 10: 913–17. DOI:10.1016/S0305-1978(02)00037-6.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  40. ^ أ ب ت Simmons، R. E.؛ Altwegg، R. (2010). "Necks-for-sex or competing browsers? A critique of ideas on the evolution of giraffe". Journal of Zoology. ج. 282 ع. 1: 6–12. DOI:10.1111/j.1469-7998.2010.00711.x.
  41. ^ MacClintock, D.; Mochi, U. (1973). A natural history of giraffes. Scribner. ص. 30. ISBN:0-684-13239-7.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  42. ^ Wood, C. (7 مارس 2014). "Groovy giraffes…distinct bone structures keep these animals upright". Society for Experimental Biology. اطلع عليه بتاريخ 2014-05-07.
  43. ^ Garland، T؛ Janis، C. M. (1993). "Does metatarsal/femur ratio predict maximal running speed in cursorial mammals?" (PDF). Journal of Zoology. ج. 229 ع. 1: 133–51. DOI:10.1111/j.1469-7998.1993.tb02626.x.
  44. ^ Rafferty, John. P (2011). Grazers (Britannica Guide to Predators and Prey). Britannica Educational Publishing. ص. 194. ISBN:1-61530-336-7{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: postscript (link)
  45. ^ أ ب Tobler، I.؛ Schwierin، B. (1996). "Behavioural sleep in the giraffe (Giraffa camelopardalis) in a zoological garden". Journal of Sleep Research. ج. 5 ع. 1: 21–32. DOI:10.1046/j.1365-2869.1996.00010.x. PMID:8795798.
  46. ^ أ ب ت Henderson, D. M.; Naish, D. (2010). "Predicting the buoyancy, equilibrium and potential swimming ability of giraffes by computational analysis". Journal of Theoretical Biology. ج. 265 ع. 2: 151–59. DOI:10.1016/j.jtbi.2010.04.007. PMID:20385144.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  47. ^ أ ب Naish، D. (يناير 2011). "Will it Float?". Scientific American. ج. 304 ع. 1: 22. ISSN:0036-8733.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  48. ^ أ ب Van Sittert، S. J.؛ Skinner، J. D.؛ Mitchell، G. (2010). "From fetus to adult – An allometric analysis of the giraffe vertebral column". Journal of Experimental Zoology Part B Molecular and Developmental Evolution. ج. 314B ع. 6: 469–79. DOI:10.1002/jez.b.21353.
  49. ^ Solounias, N. (1999). "The remarkable anatomy of the giraffe's neck" (PDF). Journal of Zoology. ج. 247 ع. 2: 257–68. DOI:10.1111/j.1469-7998.1999.tb00989.x.
  50. ^ أ ب du Toit، J. T. (1990). "Feeding-height stratification among African browsing ruminants" (PDF). African Journal of Ecology. ج. 28 ع. 1: 55–62. DOI:10.1111/j.1365-2028.1990.tb01136.x.
  51. ^ Cameron, E. Z.; du Toit, J. T. (2007). "Winning by a Neck: Tall Giraffes Avoid Competing with Shorter Browsers" (PDF). American Naturalist. ج. 169 ع. 1: 130–35. DOI:10.1086/509940. PMID:17206591.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  52. ^ Woolnough, A. P.; du Toit, J. T. (2001). "Vertical zonation of browse quality in tree canopies exposed to a size-structured guild of African browsing ungulates" (PDF). Oecologia. ج. 129 ع. 1: 585–90. DOI:10.1007/s004420100771.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  53. ^ Young, T. P.; Isbell, L. A. (1991). "Sex differences in giraffe feeding ecology: energetic and social constraints" (PDF). Ethology. ج. 87 ع. 1–2: 79–89. DOI:10.1007/s004420100771.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  54. ^ Mitchell, G.; van Sittert, S.; Skinner, J. D. (2010). "The demography of giraffe deaths in a drought". Transactions of the Royal Society of South Africa. ج. 65 ع. 3: 165–68. DOI:10.1080/0035919X.2010.509153.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)

وصلات خارجيَّة

قالب:وصلة مقالة جيدة قالب:وصلة مقالة جيدة قالب:وصلة مقالة جيدة قالب:وصلة مقالة مختارة قالب:وصلة مقالة مختارة