علوم عصبية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أُنشئَت بترجمة الصفحة "Neuroscience"
سطر 1: سطر 1:
'''العلوم العصبية''' {{إنج|Neuroscience}}<ref>[http://c.merriam-webster.com/medlineplus/neuroscience Neuroscience] Merriam-Webster Medical Dictionary {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171019001828/http://c.merriam-webster.com/medlineplus/neuroscience |date=19 أكتوبر 2017}}</ref> هو علم يقوم بدراسة [[النظام العصبي]]. يرجع تاريخ دراسة الجهاز العصبي إلى قدماء المصريين. والدليل على ذلك من النقب، والتي هى عملية جراحية لحفر أو [[ثقب الجمجمة|إحداث ثقب في الجمجمة]] بغرض علاج الصداع أو الاضطرابات العقلية أو لتخفيف ضغط الجمجمة تُجرى على المرضى منذ العصر الحجري الحديث، وقد وجِدت في ثقافات مختلفة في جميع أنحاء العالم. وأشارت مخطوطات يعود تاريخها إلى عام 1700 ق.م إلى إلمام المصريين ببعض المعرفة عن أعراض تلف الدماغ.


[[ملف:PurkinjeCell.jpg|يسار|تصغير|293x293بك| رسم [[عصبون|لعصبونات]] [[المخيخ]] في [[حمام (جنس)|حمامة]]، قام به [[سانتياغو رامون إي كاخال|سانتياغو رامون إي كاجال]]، عام 1899. ]]
==مفهوم العلوم العصبية==
'''العلوم العصبية''' (أو '''البيولوجيا العصبية''' ) هي [[علم|دراسة علمية]] [[جهاز عصبي|للجهاز العصبي]]، <ref name="Merriam">{{مرجع ويب
'''العلوم العصبية''' هي الحقل الذي يدرس ويتعامل مع [[تشريح عصبي|البنى العصبية]] والوظائف العصبية و[[تطور عصبي|التطور العصبي]] و[[علم الجينات]] و[[الكيمياء الحيوية]] و[[الفيزيولوجيا]] و[[علم الأدوية]]، إضافة إلى [[علم الأمراض]] العصبي.
| url = http://www.merriam-webster.com/medlineplus/neuroscience
| title = Neuroscience
| website = Merriam-Webster Medical Dictionary
}}</ref> وفرع [[تداخل التخصصات|متداخل التخصصات]] [[علم الأحياء|لعلم الأحياء]]،<ref>{{مرجع ويب
| url = http://www.dictionary.com/browse/neurobiology
| title = Neurobiology
| website = Dictionary.com
| accessdate = 2017-01-22
}}</ref> يجمع بين [[فزيولوجيا عصبية|الفريولوجيا العصبية]]، [[تشريح عصبي|والتشريح العصبي]]، [[علوم عصبية جزيئية|والعلوم العصبية الجزيئية]]، [[نماء عصبي|والنماء العصبي]]، [[علوم عصبية خلوية|والعلوم العصبية الخلوية]] و<nowiki/>[[العلوم العصبية الحاسوبية|الحاسوبية]]، [[علم النفس|وعلم النفس]] لفهم الخصائص الأساسية والطارئة على [[عصبون|العصبونات]] [[شبكة عصبونية حيوية|وشبكاتها الحيوية]].<ref>{{مرجع كتاب|title=Principles of Neural Science, Fifth Edition|last=Kandel|first=Eric R.|publisher=McGraw-Hill Education|year=2012|ISBN=978-0071390118|place=|pages=I. Overall perspective}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.com/books?id=ea_QVG2BFy8C&pg=PA688&dq=neuroscience+multidisciplinary&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwjn_vfDqqfRAhUIKGMKHRgKBrQQ6AEIRjAG#v=onepage&q=neuroscience%20multidisciplinary&f=false|title=Lexicon of Psychiatry, Neurology and the Neurosciences|last=Ayd|first=Frank J., Jr.|date=2000|publisher=Lippincott, Williams & Wilkins|ISBN=0781724686|page=688}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.com/books?id=xfSVcBL7CSMC&pg=PA59&dq=neuroscience+multidisciplinary&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwjnx9GXq6fRAhVX8GMKHVhcCaU4FBDoAQgnMAA#v=onepage&q=neuroscience%20multidisciplinary&f=false|title=Brain Imaging: What it Can (and Cannot) Tell Us About Consciousness|last=Shulman|first=Robert G.|date=2013|publisher=Oxford University Press|ISBN=9780199838721|page=59|chapter=Neuroscience: A Multidisciplinary, Multilevel Field}}</ref> <ref>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.com/books?id=3CK4BAAAQBAJ&pg=PR5&dq=neuroscience+multidisciplinary&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwjavNrgq6fRAhUT8mMKHb33Daw4KBDoAQhPMAg#v=onepage&q=neuroscience%20multidisciplinary&f=false|title=Methods in Neuroethological Research|last=Ogawa|first=Hiroto|last2=Oka|first2=Kotaro|date=2013|publisher=Springer|ISBN=9784431543305|page=v}}</ref><ref>{{Cite journal|last=Tanner|first=Kimberly D.|date=2006-01-01|title=Issues in Neuroscience Education: Making Connections|journal=CBE— Life Sciences Education|volume=5|issue=2|pages=85|DOI=10.1187/cbe.06-04-0156|issn=1931-7913|PMCID=1618510}}</ref> وصف [[إريك كاندل|إريك كانديل]] فهم الأساس البيولوجي للتعلم والذاكرة والسلوك والإدراك والوعي بأنه "التحدي النهائي" [[علم الأحياء|لعلم الأحياء]].<ref>{{مرجع كتاب|title=Principles of Neural Science, Fifth Edition|last=Kandel|first=Eric R.|publisher=McGraw-Hill Education|year=2012|ISBN=978-0071390118|place=|pages=5|quote=The last frontier of the biological sciences – their ultimate challenge – is to understand the biological basis of consciousness and the mental processes by which we perceive, act, learn, and remember.}}</ref>

اتسع نطاق العلوم العصبية بمرور الوقت ليشمل مناهج مختلفة تستخدم لدراسة الجهاز العصبي بمقاييس مختلفة، وقد توسعت التقنيات المستخدمة من قبل [[عالم أعصاب|علماء الأعصاب]] بشكل كبير، لتمد من الدراسات [[علم الأحياء الجزيئي|الجزيئية]] [[علم الأحياء الخلوي|والخلوية]] للعصبون الواحد إلى [[تصوير عصبي|التصوير العصبي]] للمهام الحسية والحركية في [[دماغ|الدماغ]].

== التاريخ ==
[[ملف:Gray739.png|يسار|تصغير|250x250بك| رسم توضيحي من ''[[غرايز أناتومي (كتاب)|غرايز أناتومي]]'' (1918) لمشهد [[قائمة مصطلحات تشريح المواضع (طب)|وحشي]] [[دماغ بشري|للدماغ البشري]]، يظهر فيه [[قرن آمون|الحصين]] وغيره من السمات [[تشريح عصبي|التشريحية العصبية]] الأخرى. ]]
تعود أول دراسة للجهاز العصبي إلى [[مصر القديمة|القدماء المصريين]]، وقد سُجل [[نقب الجمجمة|ثقب الجمجمة]] (عملية جراحية تتضمن حفر أو كشط ثقب في [[جمجمة|الجمجمة]] لغرض علاج الصداع أو [[اضطراب نفسي|الاضطرابات النفسية]] أو تخفيف الضغط القحفي) لأول مرة خلال فترة [[العصر الحجري الحديث]]. وتشير المخطوطات التي يرجع تاريخها إلى عام 1700 قبل الميلاد إلى أن [[مصريون|قدماء المصريين]] كان لديهم بعض المعرفة بأعراض [[تلف الدماغ]] . <ref>{{مرجع ويب
| url = http://www.ibro1.info/Pub/Pub_Main_Display.asp?LC_Docs_ID=3199
| title = The Edwin Smith Surgical Papyrus: Neuroscience in Ancient Egypt
| date = 2008
| website = IBRO History of Neuroscience
| accessdate = 2014-07-06
| last = Mohamed W
}}</ref>

اعتبرت أولى وجهات النظر المبكرة حول وظيفة الدماغ أنها "حشو قحفي" من نوع ما. وفي [[مصر]] وخلال أواخر [[المملكة المصرية الوسطى|المملكة الوسطى]] وما بعدها، أُزيلت الدماغ بانتظام استعدادًا [[مومياء|للتحنيط]]، حيث كان يعتقد في ذلك الوقت أن [[قلب|القلب]] هو مقر الذكاء. ووفقا [[هيرودوت|لهيرودوت]]، فقد كانت الخطوة الأولى في التحنيط هي "أخذ قطعة ملتوية من الحديد، واستعمالها في إخراج جزء من المخ من خلال [[المنخر]]، وتنظيف المتبقي في [[جمجمة|الجمجمة]] عن طريق الشطف بالأدوية." <ref>{{مرجع كتاب|last=Herodotus|date=2009|orig-year=440 BCE|title=The Histories: Book II (Euterpe)|url=http://classics.mit.edu/Herodotus/history.mb.txt}}</ref>

لم تحدث معارضة للرؤية القائلة بأن القلب هو مصدر الوعي حتى مجئ [[الطب اليوناني القديم|الطبيب اليوناني]] [[أبقراط]]، حيث كان يعتقد أن الدماغ ليست وظيفته الإحساس فحسب (نظرًا لأن معظم الأعضاء الخاصة مثل العين والأذن واللسان الموجودين في الرأس قرب الدماغ)، ولكنه أيضا مقر الذكاء. كما تكهن [[أفلاطون]] أيضًا بأن الدماغ هو مقر الجزء العقلاني للروح. <ref>{{مرجع كتاب|last=Plato|date=2009|orig-year=360 BCE|title=Timaeus|url=http://classics.mit.edu/Plato/timaeus.1b.txt}}</ref> إلا أن [[أرسطو]] مع ذلك كان يعتقد أن القلب هو مركز الذكاء وأن الدماغ ينظم حرارة القلب.<ref name="Stanley2001">{{مرجع كتاب|last=Finger|first=Stanley|title=Origins of Neuroscience: A History of Explorations into Brain Function|edition=3rd|publisher=Oxford University Press, USA|place=New York|date=2001|ISBN=978-0-19-514694-3|pages=3–17}}</ref> وقد قُبل هذا الرأي عمومًا حتى لاحظ الطبيب الروماني [[جالينوس|جالين]] (وهو من أتباع أبقراط وطبيب [[غلادياتر|المصارعين الرومان]]) أن مرضاه فقدوا أهليتهم العقلية عندما أصيبوا بأضرار في أدمغتهم.

وصف [[العصر الذهبي للإسلام|علماء الإسلام]] [[الزهراوي|كالزهراوي]] و<nowiki/>[[ابن رشد]] و<nowiki/>[[ابن سينا]] و<nowiki/>[[ابن زهر]] و<nowiki/>[[موسى بن ميمون|ابن ميمون]] في القرون الوسطى عدد من المشاكل الطبية المتعلقة الدماغ. وفي [[عصر النهضة]] في [[عصر النهضة|أوروبا]] قدم [[أندرياس فيزاليوس|فيزاليوس]] (1514-1564) و<nowiki/>[[رينيه ديكارت]] (1596-1650) و<nowiki/>[[توماس ويليس]] (1621-1675) و<nowiki/>[[يان زفامردام]] ( [[يان زفامردام|1637-1680]] ) العديد من المساهمات في العلوم العصبية.
[[ملف:GolgiStainedPyramidalCell.jpg|يسار|تصغير| الصبغ بطريقة جولجي، أول طريقة لرؤية العصبونات الفردية. ]]
مهدت أعمال [[لويجي جلفاني|لويجي جالفاني]] الرائدة في أواخر القرن الثامن عشر الطريق أمام دراسة [[منبه (علم وظائف الأعضاء)|الإثارة الكهربائية]] للعضلات و<nowiki/>[[العصبونات]]. وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر ابتكر جان بيير فلورنس طريقة تجريبية لإحداث آفات موضعية في مخ الحيوانات الحية ووصف آثار هذه الآفات على الحركة والإحساس والسلوك. وفي عام 1843 وضح إميل ريموند الطبيعة الكهربائية للإشارة العصبية،<ref>{{مرجع كتاب|title=Emil du Bois-Reymond: Neuroscience, Self, and Society in Nineteenth-Century Germany|last=Finkelstein|first=Gabriel|publisher=The MIT Press|year=2013|ISBN=9780262019507|place=Cambridge; London|pages=72–74, 89–95}}</ref> التي بدأت [[هرمان فون هلمهولتز|هيرمان فون هيلمهولتز]] في قياس سرعتها،<ref>{{مرجع كتاب|last=Harrison|first=David W.|title=Brain Asymmetry and Neural Systems Foundations in Clinical Neuroscience and Neuropsychology|date=2015|publisher=Springer International Publishing|ISBN=978-3-319-13068-2|pages=15–16}}</ref> وفي عام 1875 وجد ريتشارد كاتون ظواهر كهربائية في نصفي القشرة المخية للأرانب والقردة،<ref>{{مرجع ويب
| url = http://echo.mpiwg-berlin.mpg.de/ECHOdocuView?url=/permanent/vlp/lit27690/index.meta&ww=0.7143&wh=0.7143&wx=0.2632
| title = Caton, Richard - The electric currents of the brain
| website = echo.mpiwg-berlin.mpg.de
| accessdate = 2018-12-21
}}</ref> ونشر أدولف بيك بعدها (عام 1890) ملاحظات مماثلة حول نشاط كهربائي تلقائي في دماغ الأرانب والكلاب.<ref name="Adolf Beck pioneer">{{Cite journal|last=Coenen, Anton|last2=Edward Fine|last3=Oksana Zayachkivska|title=Adolf Beck: A Forgotten Pioneer In Electroencephalography|journal=Journal of the History of the Neurosciences|volume=23|issue=3|date=2014|pages=276–286|DOI=10.1080/0964704x.2013.867600|PMID=24735457}}</ref>

أصبحت دراسات الدماغ أكثر تطوراً بعد اختراع [[مجهر|المجهر]] وتطوير [[كاميلو غولجي|كاميلو جولجي]] إجراءات [[صبغ (علم أحياء)|الصبغ]] أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، حيث استخدم ملح [[كرومات الفضة]] للكشف عن الهياكل المعقدة [[عصبون|للعصبونات]] الفردية. وقد استخدم [[سانتياغو رامون إي كاخال|سانتياغو رامون واي كاجال]] طريقته وأدى ذلك إلى تكوين [[مبدأ العصبية]]، وهي فرضية تقول أن العصبونات هي الوحدة الوظيفية للدماغ.<ref>{{Cite journal|last=Guillery|first=R|title=Observations of synaptic structures: origins of the neuron doctrine and its current status|PMCID=1569502|PMID=16147523|DOI=10.1098/rstb.2003.1459|volume=360|issue=1458|date=Jun 2005|journal=Philos Trans R Soc Lond B Biol Sci|pages=1281–307}}</ref> وقد اشترك كل من جولجي ورامون عام 1906 في [[جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء]] عن ملاحظاتهم الواسعة وأوصافهم وتصنيفاتهم للعصبونات في كافة أنحاء الدماغ.

بالتوازي مع هذا البحث، فقد اقترحت أعمال [[بول بروكا]] حول المرضى المصابين بأضرار في الدماغ أن هناك مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن وظائف معينة، وكانت النتائج التي توصل إليها بروكا في ذلك الوقت هي بمثابة تأكيد لنظرية فرانز جوزيف غال بأن اللغة لها مكان محدد وأن بعض الوظائف النفسية (مثل [[معرفة (علم نفس)|المعرفة]]) لها مناطق محددة في [[قشرة مخية|القشرة المخية]].<ref>{{Cite journal|last=Greenblatt SH|date=1995|title=Phrenology in the science and culture of the 19th century|journal=Neurosurgery|volume=37|issue=4|pages=790–805|PMID=8559310|DOI=10.1227/00006123-199510000-00025}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|last=Bear MF|last2=Connors BW|last3=Paradiso MA|date=2001|title=Neuroscience: Exploring the Brain|edition=2nd|publisher=Lippincott Williams & Wilkins|place=Philadelphia|ISBN=978-0-7817-3944-3}}</ref> ودُعمت فرضية التخصص الوظيفي بملاحظات أجراها جون هيغلز جاكسون حول مرضى [[صرع|الصرع]]، والذي استنتج بشكل صحيح تنظيم [[قشرة حركية|القشرة الحركية]] من خلال مراقبة تطور النوبات عبر الجسم. بعدها قام [[كارل فيرنيك]] بتطوير نظرية تخصص تركيبات محددة في الدماغ بفهم وإنتاج اللغة. ولا تزال الأبحاث الحديثة المستعينة بتقنيات [[التصوير العصبي]] تستخدم التعاريف التشريحية [[Cytoarchitectonics of the cerebral cortex|خريطة التهندس الخلوي]] [[باحات برودمان|لبرودمان]] (بالإشارة إلى دراسة [[عضية خلوية|العضيات الخلوية]]) تُواصل إظهار أن مناطق مميزة من القشرة يتم تنشيطها لتنفيذ مهام محددة. <ref>{{مرجع كتاب|last=Kandel ER|last2=Schwartz JH|last3=Jessel TM|date=2000|title=Principles of Neural Science|edition=4th|publisher=McGraw-Hill|place=New York|ISBN=978-0-8385-7701-1}}</ref>

خلال القرن العشرين بدأ الاعتراف بالعلوم العصبية كمجال أكاديمي متميز بحد ذاته، وليس مجرد مجموع دراسات على الجهاز العصبي ضمن تخصصات أخرى. وقد أشاد [[إريك كاندل|إريك كانديل]] والمتعاونين معه بالدور الحاسم الذي لعبه كل من ديفيد ريوخ وفرانسيس أو شميت [[ستيفن كوفلر|وستيفن كوفلر]] في تأسيس هذا المجال.<ref name="Rioch">{{Cite journal|last=Cowan|first=W.M.|last2=Harter|first2=D.H.|last3=Kandel|first3=E.R.|date=2000|title=The emergence of modern neuroscience: Some implications for neurology and psychiatry|journal=Annual Review of Neuroscience|volume=23|pages=345–346|DOI=10.1146/annurev.neuro.23.1.343|PMID=10845068}}</ref> فقد أنشأ ريوخ تكاملا للبحوث التشريحية والفسيولوجية الأساسية مع الطب النفسي السريري في [[مؤسسة والتر ريد العسكرية للبحوث]]، والمتكونة في عقد 1950. وخلال نفس الفترة أنشأ شميت برنامجًا لأبحاث العلوم العصبية في قسم الأحياء [[معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا|بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا]]، وجمع بين [[البيولوجيا]] و<nowiki/>[[الكيمياء]] و<nowiki/>[[الفيزياء]] و<nowiki/>[[الرياضيات]]. وتأسس أول قسم مستقل للعلوم العصبية (والذي سُمي آنذاك بعلم النفس البيولوجي) عام 1964 في جامعة كاليفورنيا على يد جيمس ماكجو. وتبعه قسم علم الأحياء العصبي في [[مدرسة طب هارفارد|كلية الطب بجامعة هارفارد]]، التي أسسها ستيفن كوفلر في عام 1966. <ref>{{مرجع ويب
| url = http://neuro.hms.harvard.edu/about-us/history
| title = History - Department of Neurobiology
}}</ref>

ازداد الفهم الدقيقي والجزيئي لوظيفة العصبونات والجهاز العصبي خلال القرن العشرين. فمثلا قدم [[آلن لويد هودجكين]] [[أندرو هكسلي|وأندرو هكسلي]] عام 1952 نموذجًا رياضيًا لنقل الإشارات الكهربائية في عصبونات المحاور العملاقة في [[سبيدج|السبيط]]، والتي أطلقوا عليها "[[جهد الفعل]]"، وكيفية إطلاقها وانتشارها، والمعروفة باسم [[نموذج هودجكين-هاكسلي|نموذج هودجكين هكسلي]]. وفي عام 1961 و1962 قام ريتشارد وناجومو بتبسيط نموذج هودجكين هكسلي. وفي عام 1962 شكل [[برنارد كاتس]] النقل العصبي عبر المسافة الموجودة بين العصبونات (والمعروفة باسم [[تشابك عصبي|المشابك العصبية]]). وابتداءً من عام 1966 بحث إريك كاندل ومعاونوه التغيرات الكيميائية الحيوية في العصبونات المرتبطة بالتعلم وتخزين الذاكرة في نوع من الحيوانات البحرية. وفي عام 1981 قامت كاثرين موريس وهارولد ليكار بدمج هذه النماذج في نموذج موريس ليكار. وقد أدى مثل هذا العمل الكمي المتزايد إلى العديد من نماذج العصبونات الحيوية.

شُكل خلال القرن العشرين العديد من منظمات العلوم العصبية البارزة من أجل توفير منتدى لجميع علماء الأعصاب وذلك نتيجة الاهتمام المتزايد بالجهاز العصبي، فمثلا تأسست المنظمة الدولية لأبحاث الدماغ عام 1960،<ref>{{مرجع ويب
| url = http://www.ibro.info/Pub/Pub_Main_Display.asp?LC_Docs_ID=2343
| title = History of IBRO
| date = 2010
| website = International Brain Research Organization
}}{{وصلة مكسورة}}</ref> والجمعية الدولية للكيمياء العصبية عام 1963،<ref>[http://www.neurochemistry.org/Information/History/TheBeginning.aspx The Beginning] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120421033642/http://www.neurochemistry.org/Information/History/TheBeginning.aspx|date=April 21, 2012}}, International Society for Neurochemistry</ref> وجمعية الدماغ والسلوك الأوروبية عام 1968،<ref>{{مرجع ويب
| url = http://www.ebbs-science.org/cms/general/about-ebbs.html
| title = About EBBS
| date = 2009
| website = European Brain and Behaviour Society
| archiveurl = https://web.archive.org/web/20160303235558/http://www.ebbs-science.org/cms/general/about-ebbs.html
| archivedate = 2016-03-03
| deadurl = yes
}}</ref> وجمعية العلوم العصبية عام 1969.<ref>{{مرجع ويب
| url = http://www.sfn.org/index.aspx?pagename=about_sfn
| title = About SfN
| website = Society for Neuroscience
}}</ref> وقد أدى تطبيق نتائج البحوث العصبية في الآونة الأخيرة أيضا إلى ظهور [[علم تطبيقي|تخصصات تطبيقة]] مثل [[الاقتصاد العصبي]]،<ref>{{Cite journal|last=|first=|date=|title=How can neuroscience inform economics?|url=http://www.columbia.edu/~md3405/Working_Paper_15.pdf|journal=Current Opinion in Behavioral Sciences|volume=|pages=|via=}}</ref> [[علم الأعصاب التعليمي]]،<ref> Zull، J. (2002). ''فن تغيير الدماغ: إثراء ممارسة التدريس من خلال استكشاف بيولوجيا التعلم'' . الجنيه الاسترليني ، فرجينيا: ستايلس للنشر ، ذ م م </ref> الأخلاقيات العصبية،<ref>{{مرجع ويب
| url = https://www.neuroethicssociety.org/what-is-neuroethics
| title = What is Neuroethics?
| website = www.neuroethicssociety.org
| accessdate = 2019-02-22
}}</ref> و القانون العصبي. <ref>{{Cite journal|last=Petoft|first=Arian|date=2015-01-05|title=Neurolaw: A brief introduction|journal=Iranian Journal of Neurology|volume=14|issue=1|pages=53–58|issn=2008-384X|PMCID=4395810|PMID=25874060}}</ref>


== العلوم العصبية الحديثة ==
== العلوم العصبية الحديثة ==
[[ملف:Nervous_system_diagram-en.svg|تصغير| [[الجهاز العصبي]] البشري ]]
ازدادت الدراسة العلمية للجهاز العصبي بشكل ملحوظ خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ويُعزى ذلك أساسًا إلى تطور [[علم الأحياء الجزيئي]] و[[فيزيولوجيا كهربية|الفيزيولوجيا الكهربية]] و[[علوم عصبية حاسوبية|العلوم العصبية الحاسوبية]] مما أتاح لعلماء الأعصاب دراسة الجهاز العصبي في كل جوانبه: بنيته وعمله وتطوره، وأعطاله وتَغيره. فعلى سبيل المثال، قد أصبح من الممكن فهم العمليات المعقدة التي تحدث خلال الخلية العصبية الواحدة، بتفاصيل أكثر. لأن الخلايا العصبية هى الخلايا المخصصة للتواصل، فهي قادرة على التواصل مع غيرها من الخلايا العصبية وأنواع الخلايا الأخرى عبر وصلات خاصة تدعى نقاط الاشتباك العصبي، حيث يمكن إرسال إشارات الكهربائية أو الكهروكيميائية من خلية إلى أخرى. وتُطلِق العديد من الخلايا العصبية زوائد مستقيمة من البروتوبلازم تُدعى المحاور العصبية والتي قد تمتد إلى أجزاء بعيدة من الجسم وتستطيع حمل الإشارات الكهربائية بسرعة مما يحدث أثرًا على باقى الخلايا العصبية، والعضلات، أو الغدد حيث نقاط انتهائها. وينبثق الجهاز العصبي من تجميعات الخلايا العصبية التي تتصل مع بعضها البعض.
زادت [[المنهج العلمي|الدراسة العلمية]] للجهاز العصبي بشكل كبير خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التقدم في [[علم الأحياء الجزيئي|البيولوجيا الجزيئية]]، [[فيزيولوجيا كهربائية|الفيزيولوجيا الكهربية]]، [[العلوم العصبية الحاسوبية|والعلوم العصبية الحاسوبية]]. وقد سمح ذلك لعلماء الأعصاب بدراسة [[جهاز عصبي|الجهاز العصبي]] من جميع جوانبه: كيفية تنظيمه، كيف يعمل، كيف يتطور، كيف يتعطل، وكيف يمكن تغييره، وأصبح الفهم التفصيلي للعمليات المعقدة التي تحدث داخل [[عصبون|العصبون]] الواحد أمرا ممكنا، فالعصبونات هي خلايا متخصصة لغرض التوصيل، وهي قادرة على التواصل مع العصبونات وأنواع من الخلايا الأخرى عبر نقاط اتصال متخصصة تسمى [[تشابك عصبي|نقاط التشابك العصبي]]، والتي تُمكن من نقل الإشارات الكهربائية أو الكهروكيميائية من خلية إلى أخرى. وينبثق من العديد من العصبونات خيوط رفيعة طويلة من [[سيتوبلازم المحور العصبي]] تسمى [[محور عصبي|محاور عصبية]]، والتي قد تمتد إلى أجزاء الجسم البعيدة وتكون قادرة على حمل الإشارات الكهربائية بسرعة، والتي تؤثر على نشاط العصبونات الأخرى أو العضلات أو الغدد. ويتولد الجهاز العصبي من مجموعة العصبونات المرتبطة ببعضها البعض.

في الفقاريات ينقسم الجهاز العصبي إلى جزئين [[الجهاز العصبي المركزي]] و[[الجهاز العصبي الطرفي]] في العديد من الأنواع –بما فيها- الفقاريات يكون الجهاز العصبي هو الأكثر تعقيدًا في الجسم، ويبلغ هذا التعقيد ذروته في الدماغ. ويحتوى الدماغ وحده على مائة مليار من الخلايا العصبية ومائة تريليون من الوصلات العصبية، حيث يتكون من آلاف البنى المتمايزة والتي تتصل ببعضها البعض خلال شبكات قد بدأ للتو الكشف عن تعقيداتها. إن غالبيات الجينات الخاصة بالجينوم البشري والتي تقدر تقريبيًا ب 20000 إلى 25000، يُعبَر عنها تحديدًا في الدماغ. وبسبب لدونة المخ البشرى فإن بُنى نقاط الاشتباك العصبى وما ينتج عنها من وظائف تتغير على مدى الحياة.
يُقسم الجهاز العصبي في الفقاريات إلى قسمين، [[جهاز عصبي مركزي|الجهاز العصبي المركزي]] (المتكون من [[دماغ|الدماغ]] [[النخاع الشوكي|والحبل الشوكي]])، [[جهاز عصبي محيطي|والجهاز العصبي المحيطي]]، ويُعتبر الجهاز العصبي في العديد من الأنواع (ومن بينها الفقاريات) أكثر أجهزة الجسم تعقيدًا، ويوجد معظم التعقيد في الدماغ. يحتوي [[دماغ بشري|الدماغ البشري]] وحده على حوالي مائة مليار عصبون ومائة تريليون مشبك عصبي؛ وتألف الدماغ البشري من الآلاف من الهياكل الأساسية التي يمكن تمييزها، والتي تتصل ببعضها البعض عبر شبكات عصبية. ويُمثل بشكل أساسي في الدماغ على الأقل جين من بين كل ثلاثة جينات (التي تصل إلى 20.000 جين يُشكلون [[الجينوم البشري]]). <ref> المعهد الوطني الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية. أساسيات الدماغ: الجينات العاملة في الدماغ. تاريخ آخر تعديل: 2018-12-27. [https://www.ninds.nih.gov/Disorders/Patient-Caregiver-Education/Genes-Work-Brain] تم استرجاعه في 4 فبراير 2019. </ref> وبسبب [[لدونة عصبية|لدونة]] الدماغ البشري، فإن بنية المشابك العصبية ووظائفها الناتجة تتغير طوال فترة الحياة.<ref> وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة. الصحة العقلية: تقرير للجراح العام. "الفصل 2: أساسيات الصحة العقلية والأمراض العقلية" ص 38 [http://www.saylor.org/site/wp-content/uploads/2011/07/psych205-2.2.pdf] تم استرجاعه في 21 مايو 2012 </ref> وبالتالي يزداد تحدي فهم كل هذه التعقيدات الهائلة.

=== العلوم العصبية الجزيئية والخلوية ===
[[ملف:Neuron_colored.jpg|يسار|تصغير|234x234بك| صورة [[عصبون|لعصبون]] [[صبغ (علم أحياء)|مصطبغ]] في جنين الدجاج ]]
تمت دراسة الجهاز العصبي على مستويات متعددة تراوحت من المستويات الجزيئية والخلوية إلى الأنظمة والمستويات المعرفية، وعلى المستوى الجزيئي تشمل الأسئلة الأساسية التي يتم تتناولها [[علوم عصبية جزيئية|العلوم العصبية الجزيئية]] الآليات التي تعبر بها العصبونات عن الإشارات الجزيئية وتستجيب لها، وكيف تشكل [[محور عصبي|المحاور]] أنماط اتصال معقدة، وفي هذا المستوى تُستخدم أدوات [[علم الأحياء الجزيئي]] و<nowiki/>[[علم الوراثة]] لفهم كيفية تطور العصبونات وكيف تؤثر التغيرات الوراثية على الوظائف البيولوجية، وكذلك يُمثل [[علم التشكل (أحياء)|علم التشكل]] والهوية الجزيئية والخصائص الفسيولوجية للعصبونات وكيفية ارتباطها بأنواع مختلفة من السلوك أيضًا مواضيع ذات أهمية كبيرة.

تشمل الأسئلة الأساسية التي تتناولها [[علوم عصبية خلوية|العلوم العصبية الخلوية]] كل من آليات الطريقة الفسيولوجية والكهروكيميائية التي يعالج بها العصبون [[تأشير الخلية|الإشارات العصبية]]، وتتضمن هذه الأسئلة كيفية معالجة الزوائد العصبية للإشارات (والزوائد العصبية هي بروزات رقيقة من [[جسم (أحياء)|جسم]] العصبون، وتتكون من [[زائدة شجرية|الزوائد الشجرية]] المتخصصة في تلقي الإشارات من المشبك العصبي، [[محور عصبي|والمحاور العصبية]] المتخصصة في توصيل الإشارات المُسماة [[جهد الفعل]])، وكذلك كيفية معالجة [[جسم (أحياء)|جسم]] العصبون (الجزء المحتوي على النواة) للإشارات، وكيف يتم استخدام [[ناقل عصبي|الناقلات العصبية]] والإشارات الكهربائية لمعالجة المعلومات في العصبونات. ويتجه مجال رئيسي آخر للعلوم العصبية نحو التحقيق في [[نماء عصبي|تطور الجهاز العصبي]].

تهتم النمذجة العصبية الحاسوبية بتطوير نماذج عصبية ديناميكية لنمذجة وظائف المخ فيما يتعلق بالجينات والتفاعلات الديناميكية بينها.

=== الدوائر والأنظمة العصبية ===
تشمل الأسئلة التي تتناولها [[أنظمة العلوم العصبية]] كيفية تشكيل واستخدام [[شبكة عصبونية حيوية|الشبكة العصبونية]] من الناحية التشريحية والفسيولوجية لإنتاج وظائف مثل [[منعكس|المنعكسات]]، والتكامل متعدد الحواس، [[تآزرية العضلات|وتآزرية العضلات]]، [[نظم يوماوي|والنظم اليومي]]، [[شعور|والاستجابات العاطفية]]، [[تعلم|والتعلم]]، [[ذاكرة|والذاكرة]]. بمعنى آخر، تتناول [[أنظمة العلوم العصبية]] كيفية عمل هذه الدوائر العصبية في شبكات الدماغ الواسعة النطاق، والآليات التي تتولد السلوكيات من خلالها. فمثلا يتناول تحليل مستوى الأنظمة أسئلة تتعلق بطرائق حسية وحركية محددة: كيف يعمل [[بصر|البصر]]؟ كيف تتعرف [[طيور مغردة|الطيور المغردة]] على الأغاني؟ وكيف تحدد [[خفاشيات|الخفاشيات]] المواضع باستخدام [[موجة فوق صوتية|الموجات فوق الصوتية]]؟ كيف يعالج [[جهاز حسي جسدي|النظام الحسي الجسدي]] معلومات اللمس؟ وتتناول مجالات [[علم النفس العصبي|علم السلوك العصبي]] و<nowiki/>[[علم النفس العصبي]] مسألة كيف تتسب المواد العصبية في سلوكيات [[علم سلوك الحيوان (الإيثولوجيا)|حيوانية]] [[سلوك الإنسان|وبشرية]] محددة. ويدرس علم الغدد الصماء العصبي و<nowiki/>[[مناعة عصبية نفسية|المناعة العصبية النفسية]] التفاعلات بين الجهاز العصبي وبين [[علم الغدد الصم|الغدد الصماء]] و<nowiki/>[[علم المناعة|الجهاز المناعي]] على التوالي. وبرغم العديد من التطورات إلا أنه لا تزال الطريقة التي تؤدي بها شبكات العصبونات [[معرفة (علم نفس)|العمليات المعرفية]] والسلوكيات المعقدة غير مفهومة بشكل جيد.

=== العلوم العصبية السلوكية والمعرفية ===
تتناول [[علم الأعصاب المعرفي|العلوم العصبية المعرفية]] أسئلة حول كيفية حدوث وظائف نفسية (مثل [[معرفة (علم نفس)|المعرفة)]] عبر [[شبكة عصبونية حيوية|الدوائر العصبية]]. وقد تسبب ظهور تقنيات القياس الجديدة والقوية، مثل [[تصوير عصبي|التصوير العصبي]] ([[تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي|التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي]]، [[تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني|التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني]]، [[تصوير طبي بأشعة غاما|التصوير الطبي بآشعة غاما]]) [[فيزيولوجيا كهربائية|الفيزيولوجيا الكهربية]] و<nowiki/>[[جينوم بشري|التحليل الوراثي البشري]] بجانب [[تصميم التجارب|التقنيات التجريبية]] المعقدة من [[علم النفس المعرفي]]، في تمكين [[عالم أعصاب|علماء الأعصاب]] [[نفساني|وعلماء النفس]] تناول أسئلة مجردة مثل كيفية أن الإدراك والإحساس البشري يتم تعيينهما إلى مواد عصبية محددة. وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات لا تزال تتبنى موقفًا مختزلًا يبحث عن الأساس العصبي الحيوي للظواهر المعرفية، فإن الأبحاث الحديثة تظهر أن هناك تفاعلًا مثيرًا للاهتمام بين نتائج العلوم العصبية والبحث المفاهيمي، وتكامل كلا المنظورين. فمثلا استجدى بحث العلوم العصبية حول التعاطف نقاشًا مثيرًا للاهتمام متعدد التخصصات شمل الفلسفة وعلم النفس وعلم النفس المرضي. <ref> Aragona M، Kotzalidis GD، Puzella A. (2013) الوجوه الكثيرة للتعاطف ، بين الظواهر وعلم الأعصاب. محفوظات الطب النفسي والعلاج النفسي ، 4: 5-12 http://www.archivespp.pl/uploads/images/2013_15_4/5Aragona_APP_4_2013.pdf </ref> وعلاوة على ذلك فإن تعرف العلوم العصبية للأنظمة المتعدة للذاكرة والمرتبطة بمناطق مختلفة في الدماغ قد تحدى فكرة أن الذاكرة هي استنساخ حرفي للماضي، مما يدعم رؤية الذاكرة كعملية بنائية وديناميكية. <ref>{{Cite journal|last=Ofengenden|first=Tzofit|year=2014|title=Memory formation and belief|url=http://www.crossingdialogues.com/Ms-A14-03.pdf|format=PDF|journal=Dialogues in Philosophy, Mental and Neuro Sciences|volume=7|issue=2|pages=34–44}}</ref>

ارتبطب العلوم العصبية أيضًا [[علوم سلوكية|بالعلوم السلوكية]] و<nowiki/>[[علوم اجتماعية|الاجتماعية]]، بالإضافة إلى المجالات متعددة التخصصات الناشئة مثل [[الاقتصاد العصبي]] و<nowiki/>[[نظرية القرار]] و<nowiki/>[[علم الأعصاب الاجتماعي]] و<nowiki/>[[علم التسويق العصبي]] لمعالجة أسئلة معقدة حول تفاعلات الدماغ مع بيئته. وكمثال فإن الدراسات حول استجابات المستهلك تستخدم [[تخطيط أمواج الدماغ]] للتحقيق في الارتباطات العصبية المرتبطة بالنقل السردي لقصص حول [[استخدام فعال للطاقة|كفاءة الطاقة]] . <ref>{{Cite journal|DOI=10.1108/EJM-12-2016-0881|title=Using EEG to examine the role of attention, working memory, emotion, and imagination in narrative transportation|journal=European Journal of Marketing|volume=52|pages=92–117|year=2018|last=Gordon|first=Ross|last2=Ciorciari|first2=Joseph|last3=Van Laer|first3=Tom|ssrn=2892967}}</ref>

في نهاية المطاف يود علماء الأعصاب فهم كل جانب من جوانب الجهاز العصبي، بما في ذلك كيفية عمله، وكيفية تطوره، وكيفية تعطله، وكيف يمكن تغييره أو إصلاحه. وتتغير الموضوعات المحددة التي تشكل بؤرة البحث الرئيسية بمرور الوقت، مدفوعة بقاعدة دائمة التوسع من المعرفة وتوافر طرق تقنية متطورة بشكل متزايد.

=== الأبحاث والطب الانتقالي ===
[[ملف:Parasagittal_MRI_of_human_head_in_patient_with_benign_familial_macrocephaly_prior_to_brain_injury_(ANIMATED).gif|يسار|تصغير| [[تصوير بالرنين المغناطيسي]] لرأس مريض مصاب [[ضخامة الرأس|بضخامة الرأس]] الحميدة ]]
تُعتبر تخصصات [[طب الجهاز العصبي]] و<nowiki/>[[طب نفسي|الطب النفسي]] و<nowiki/>[[جراحة الأعصاب]] و<nowiki/>[[جراحة نفسية|الجراحة النفسية]] و<nowiki/>[[علم التخدير]] و<nowiki/>[[إدارة الألم|إدراة الألم]] و<nowiki/>[[علم الأمراض العصبية]] و<nowiki/>[[علم الأشعة العصبي]] و<nowiki/>[[طب العيون]] و<nowiki/>[[طب الأنف والأذن والحنجرة|طب الأذن والأنف والحنجرة]] و<nowiki/>[[فيزيولوجيا عصبية|الفزيولوجيا العصبية]] و<nowiki/>[[طب الإدمان]] و<nowiki/>[[طب النوم]] هي تخصصات طبية تعالج أمراض الجهاز العصبي بشكل خاص، أو تخصصات سريرية تتضمن تشخيص وعلاج الأمراض العصبية. فطب الجهاز العصبي يتعامل مع تشخيص وعلاج أمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي مثل [[تصلب جانبي ضموري|التصلب الجانبي الضموري]] و<nowiki/>[[سكتة|السكتة الدماغية]]. فيما يركز الطب النفسي على اضطرابات [[وجدان|الوجدان]] والسلوك و<nowiki/>[[معرفة (علم نفس)|المعرفة]] [[إدراك حسي|والإدراك]]. ويركز علم التخدير على الإحساس بالألم وتغيير الوعي بالأدوية. ويركز علم الأمراض العصبية على تصنيف وآليات المرض الكامنة في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي وأمراض العضلات، مع التركيز على التغيرات الشكلية والمجهرية والملاحظة كيميائيا. فيما تتناول جراحة الأعصاب والجراحة النفسية في المقام الأول العلاج الجراحي لأمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي. وتُعتبر الحدود الفاصلة بين هذه التخصصات غير واضحة مؤخرًا حيث تتأثر جميعها [[بحث صرف|بالأبحاث الصرفة]] في العلوم العصبية. وقد مكن [[تصوير عصبي|تصوير الدماغ]] أيضًا من الحصول على رؤى بيولوجية موضوعية حول الأمراض العقلية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تشخيص أسرع وأكثر دقة، وتساعد في تقييم تقدم المريض مع مرور الوقت. <ref>{{مرجع ويب
| url = http://www.douglas.qc.ca/page/imagerie-cerebrale?locale=en
| title = Research at the Brain Imaging Centre
| date = 2010
| website = Douglas Mental Health University Institute
| archiveurl = https://web.archive.org/web/20120305042011/http://www.douglas.qc.ca/page/imagerie-cerebrale?locale=en
| archivedate = March 5, 2012
| deadurl = yes
| last = Lepage M
}}</ref>

== الفروع الرئيسية ==
يمكن تصنيف أنشطة التعليم والبحث العلمي الحديث في العلوم العصبية بصعوبة بالغة في الفروع الرئيسية التالية، بالاستناد إلى موضوع وحجم الجهاز في الفحص فضلاً والمناهج التجريبية أو المنهجية. ومع ذلك فغالباً ما يتناول علماء الأعصاب أسئلة تمتد لعدة حقول فرعية مميزة.
{| class="wikitable"
|+ قائمة الفروع الرئيسية لعلم الأعصاب
! الفرع
! الوصف
|-
| [[علم الأعصاب الوجداني]]
| علم الأعصاب الوجداني هو دراسة الآليات العصبية المشاركة في الوجدان (العاطفة)، غالبا من خلال التجارب على النماذج الحيوانية. <ref>{{مرجع كتاب|last=Panksepp J|chapter=A role for "affective neuroscience" in understanding stress: the case of separation distress circuitry|editor1-last=Puglisi-Allegra S|editor2-last=Oliverio A|ISBN=0-7923-0682-1|place=Dordrecht, Netherlands|pages=41–58|publisher=Kluwer Academic|title=Psychobiology of Stress|date=1990}}</ref>
|-
| [[علم النفس الحيوي|علم الأعصاب الحيوي]]
| علم الأعصاب الحيوي (المعروف أيضًا باسم علم النفس البيولوجي، علم النفس الفسيولوجي، علم النفس الحيوي) هو تطبيق مبادئ علم الأحياء على دراسة الآليات السلوكية والوراثية والفسيولوجية والتنموية لدى البشر والحيوانات دون البشر.
|-
| [[علوم عصبية خلوية|علم الأعصاب الخلوي]]
| علم الأعصاب الخلوي هو دراسة العصبونات على المستوى الخلوي بما في ذلك التشكل والخصائص الفسيولوجية.
|-
| [[علم الأعصاب السريري]]
| [[المنهج العلمي|الدراسة العلمية]] للآليات البيولوجية التي تكمن وراء اضطرابات وأمراض [[جهاز عصبي|الجهاز العصبي]] .
|-
| [[علم الأعصاب المعرفي]]
| علم الأعصاب المعرفي هو دراسة الآليات البيولوجية الكامنة وراء الإدراك.
|-
| [[العلوم العصبية الحاسوبية]]
| العلوم العصبية الحاسوبية هي الدراسة النظرية للجهاز العصبي.
|-
| علم الأعصاب الثقافي
| علم الأعصاب الثقافي هو دراسة كيفية تشكل القيم والممارسات والمعتقدات الثقافية، وكيف يشكلها العقل والدماغ والجينات عبر فترات زمنية متعددة. <ref> Chiao، JY & Ambady، N. (2007). علم الأعصاب الثقافي: تحليل العالمية والتنوع عبر مستويات التحليل. In Kitayama، S. and Cohen، D. (Eds.) Handbook of Psychology Cultural، Guilford Press، New York، pp. 237-254. </ref>
|-
| [[نماء عصبي|علم الأعصاب التنموي]]
| يدرس علم الأعصاب التنموي العمليات التي تولد وتشكل وتعيد تشكيل الجهاز العصبي وتسعى إلى وصف الأساس الخلوي للتنمية العصبية لمعالجة الآليات الأساسية.
|-
| علم الأعصاب التطوري
| يدرس علم الأعصاب التطوري [[تطور]] الجهاز العصبي.
|-
| [[علوم عصبية جزيئية|علم الأعصاب الجزيئي]]
| علم الأعصاب الجزيئي يدرس الجهاز العصبي والبيولوجيا الجزيئية، الوراثة الجزيئية، كيمياء البروتينات والمنهجيات ذات الصلة.
|-
| هندسة عصبية
| تستخدم الهندسة العصبية التقنيات الهندسية للتفاعل مع الأنظمة العصبية أو فهمها أو إصلاحها أو استبدالها أو تعزيزها.
|-
| [[تشريح عصبي|التشريح العصبي]]
| التشريح العصبي دراسة [[تشريح]] [[جهاز عصبي|الجهاز العصبي]] .
|-
| [[كيمياء عصبية|الكيمياء العصبية]]
| الكيمياء العصبية هي دراسة كيفية تفاعل المواد الكيميائية العصبية وتأثيرها على وظيفة العصبونات.
|-
| [[علم السلوك العصبي]]
| علم الأعصاب هو دراسة الأساس العصبي لسلوك الحيوانات غير البشرية.
|-
| فن الأكل العصبي
| علم فن الأكل العصبي هو دراسة النكهة وكيفية تأثيرها على الإحساس والإدراك والذاكرة. <ref>{{مرجع كتاب|url=https://www.worldcat.org/oclc/882238865|title=Neurogastronomy : how the brain creates flavor and why it matters|last=1933-|first=Shepherd, Gordon M.,|ISBN=9780231159111|OCLC=882238865}}</ref>
|-
| علم الوراثة العصبية
| علم الوراثة العصبية هو دراسة الأساس الوراثي لتطوير ووظيفة [[جهاز عصبي|الجهاز العصبي]] .
|-
| [[تصوير عصبي|التصوير العصبي]]
| يشمل التصوير العصبي استخدام تقنيات مختلفة إما بشكل مباشر أو غير مباشر لتصوير بنية ووظيفة الدماغ.
|-
| [[علم المناعة العصبية]]
| علم المناعة العصبية معني بالتفاعلات بين الجهاز العصبي والجهاز المناعي.
|-
| [[معلوماتية عصبية]]
| المعلوماتية العصبية هي فرع في المعلوماتية الحيوية تقوم بتنظيم بيانات علم الأعصاب وتطبيق النماذج الحسابية والأدوات التحليلية.
|-
| [[لغويات عصبية]]
| علم اللغويات العصبية هو دراسة الآليات العصبية في الدماغ البشري التي تتحكم في فهم اللغة وإنتاجها واكتسابها.
|-
| [[فيزياء عصبية]]
| تتناول الفيزياء العصبية تطوير الأدوات التجريبية المادية للحصول على معلومات حول الدماغ.
|-
| [[فزيولوجيا عصبية|الفسيولوجيا العصبية]]
| الفيزيولوجيا العصبية هي دراسة أداء الجهاز العصبي ، بشكل عام باستخدام التقنيات الفسيولوجية التي تشمل القياس والتحفيز باستخدام الأقطاب الكهربائية أو الأصباغ الحساسة للأيونات أو الجهد أو القنوات الحساسة للضوء.
|-
| [[علم النفس العصبي]]
| علم النفس العصبي هو تخصص يقع تحت ظل كل من علم النفس والعلوم العصبية، ويشارك في ساحات أنشطة العلوم الأساسية والتطبيقية. ويرتبط في علم النفس ارتباطًا وثيقًا [[علم نفس سريري|بعلم النفس السريري]] و<nowiki/>[[علم النفس الحيوي|الحيوي]] و<nowiki/>[[علم النفس المعرفي|المعرفي]] و<nowiki/>[[علم النفس التنموي|التنموي]]. ويرتبط في علم الأعصاب ارتباطًا وثيقًا بمجالات علم الأعصاب الإدراكي والسلوكي والاجتماعي والوجداني. ويرتبط في المجال الطبي والتطبيقي بالأمراض العصبية والطب النفسي.
|-
| [[علم الأعصاب الاجتماعي]]
| علم الأعصاب الاجتماعي هو مجال متعدد التخصصات مكرس لفهم كيفية تنفيذ النظم البيولوجية للعمليات والسلوكيات الاجتماعية، واستخدام المفاهيم والطرق البيولوجية لإعلام وتنقيح نظريات العمليات والسلوك الاجتماعي.
|-
| [[أنظمة العلوم العصبية]]
| وتُمثل دراسة وظيفة الدوائر والأنظمة العصبية.
|}


== منظمات العلوم العصبية ==
يطلق عليها أيضا اسم '''البيولوجيا العصبية''' حيث يندرج ضمن [[طب|الطب]] ويدرس الظواهر المخية. فقد اكتشف مثلا أن عدد الخلايا المخية لا يتغير تقريبا مع الزمن ولكن الذي يتغير هو كيفية تواصل وتلاحم هذه الخلايا. فكلما درب المرء نفسه وأجهد دماغه بالتفكير كلما زاد عدد الوصلات وإلتحامها وهو ما يؤدي إلى مقدرة أكبر على الاستيعاب و[[ذكاء|الذكاء]] والعكس بالعكس.
تُعتبر أكبر جمعية متخصصة في العلوم العصبية هي جمعية العلوم العصبية، التي يقع مقرها في الولايات المتحدة لكنها تضم أعضاء عدة من بلدان أخرى، وقد تطورت جمعية العلوم العصبية باطراد منذ تأسيسها عام 1969، حيث سجلت 40290 عضوا من 83 دولة مختلفة اعتبارا من عام 2010.<ref>{{مرجع ويب
| url = http://www.sfn.org/skins/main/pdf/annual_report/fy2010/highlights.pdf
| title = Financial and organizational highlights
| publisher = Society for Neuroscience
| archiveurl = https://web.archive.org/web/20120915005024/http://www.sfn.org/skins/main/pdf/annual_report/fy2010/highlights.pdf
| archivedate = September 15, 2012
| deadurl = yes
}}</ref> وتقيم اجتماعات سنوية تُعقد كل عام في مدينة أمريكية مختلفة، بحضور الباحثين وزملاء ما بعد الدكتوراه وطلاب الدراسات العليا والطلاب الجامعيين، فضلاً عن المؤسسات التعليمية ووكالات التمويل والناشرين ومئات الشركات التي توفر المنتجات المستخدمة في البحث.


تشمل المنظمات الرئيسية الأخرى التي كرست نفسها لدراسة العلوم العصبية المنظمة الدولية لأبحاث الدماغ (IBRO)، والتي تعقد اجتماعاتها في بلد مختلف في أنحاء العالم كل عام، واتحاد جمعيات العلوم العصبية الأوروبي (FENS) ، الذي يعقد اجتماعًا في مدينة أوروبية مختلفة كل سنتين.
تعتبر الدراسة البيولوجية للدماغ البشري أساس هذا الحقل المتداخل الذي يتضمن العديد من مستويات الدراسة، مرورا بالمستوى الجزيئي إلى المستوى الخلوي (العصبونات المفردة)، إلى مستوى التجمعات الصغيرة نسبيا من العصبونات مثل cortical columns، والجمل الفرعية الأكثر تعقيدا مثل ساحات [[الإدراك البصري]]، وحتى الجمل العصبية الضخمة مثل [[القشرة المخية]] cerebral cortex و[[المخيخ]] cerebellum بوصفها أعلى مستويات التعقيد ضمن الجهاز العصبي.
وفي المستويات العالية من التعقيد، تصبح طرق البحث العصبية مندمجة مع [[علوم الإدراك]] cognitive science لتشكل ما يمكن تسميته [[علوم عصبية إدراكية]] cognitive neuroscience، وهو عبارة عن تخصص كان أول من تحدث به هم [[علم النفس الإدراكي|علماء النفس الإدراكي]] cognitive psychologists، لكنه أصبح الآن تخصصا منفردا تتم من خلاله الكثير من الأبحاث والدراسات. ويعتقد الكثير من الباحثين بأن العلوم العصبية الإدراكية تشكل طريقة بحث علمية أدنى-أعلى (من المستوى الأبسط إلى الأعقد) bottom-up approach لفهم [[العقل]] و[[الوعي]]، وهذا يكمل الطريقة أعلى-أدنى (من المستوى الأعقد إلى الأبسط) the top-down approach التي يتصف بها [[علم النفس]].


== الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم العصبية ==
وتتضمن مجالات العلوم العصبية حقول متنوعة مختلفة مثل:
<br />


== أنظر أيضا ==
* عمل [[النواقل العصبية]] عند [[مشبك عصبي|المشابك العصبية]].
* الآليات الحيوية المؤسسة لعملية [[التعلم]] (تعلم توضيحي declarative learning وتعلم حركي learning).
* كيف تساهم [[الجينات]] في [[تطور عصبي|التطور العصبي]] في المرحلة [[جنين|الجنينية]] وخلال الحياة.
* عمل البنى العصبية الأبسط نسبيا للكائنات الأدنى مثل الكائنات البحرية.
* بنية ووظيفة الدارات العصبية المعقدة في الإدراك والذاكرة والكلام.


* [[لدونة عصبية]]
== انظر أيضا ==
{{col-begin}}
{{عمو-2}}
* [[علم الأعصاب العاطفية]]
* [[علم حبسات]]
* [[هندسة عصبية]]
* [[تشريح عصبي]]
* [[كيمياء عصبية]]
* [[تصوير عصبي]]
* [[علم الأعصاب المعرفي]]
{{عمو-2}}
* [[لسانيات عصبية]]
* [[علم النفس العصبي]]
* [[إلهيات عصبية]]
* [[طب نفسي]]
* [[علم النفس البيولوجي]]
* [[سياسة عصبية]]
{{نهاية-عمو}}


== مراجع ==
== المراجع والمصادر ==
===المراجع===
{{مراجع}}


== قراءة متعمقة ==
===المصادر===
{{Refbegin|30em}}
'''كتب على الإنترنت'''
* {{cite book|last=Bear|first=M. F.|author2=B. W. Connors|author3=M. A. Paradiso|title=Neuroscience: Exploring the Brain|location=Philadelphia|publisher=Lippincott|date=2006|edition=3rd|isbn=0-7817-6003-8}}
* [http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Search&db=books&doptcmdl=GenBookHL&term=The+Cellular+Components+of+the+Nervous+System+AND+neurosci%5Bbook%5D+AND+231002%5Buid%5D&rid=neurosci.section.47 Neuroscience]
* {{cite book|editor=Binder, Marc D.|editor2=Hirokawa, Nobutaka|editor3=Windhorst, Uwe|title=Encyclopedia of Neuroscience|publisher=Springer|date=2009|isbn=978-3-540-23735-8|url=https://www.springer.com/biomed/neuroscience/book/978-3-540-23735-8}}
* [http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Search&db=books&doptcmdl=GenBookHL&term=Characteristics+of+the+Neuron+AND+bnchm%5Bbook%5D+AND+160014%5Buid%5D&rid=bnchm.section.18 Basic Neurochemistry: Molecular, Cellular, and Medical Aspects].
* {{cite book|authorlink=Eric R. Kandel|last=Kandel|first=ER|author2=Schwartz JH|author3=Jessell TM|title=[[Principles of Neural Science]]|edition=5th|publisher=McGraw-Hill|location=New York|date=2012|isbn=0-8385-7701-6}}
* Squire, L. ''et al.'' (2012). ''Fundamental Neuroscience, 4th edition''. [[Academic Press]]; {{ISBN|0-12-660303-0}}
* Byrne and Roberts (2004). ''From Molecules to Networks''. Academic Press; {{ISBN|0-12-148660-5}}
* Sanes, Reh, Harris (2005). ''Development of the Nervous System, 2nd edition''. Academic Press; {{ISBN|0-12-618621-9}}
* Siegel ''et al.'' (2005). ''Basic Neurochemistry, 7th edition''. Academic Press; {{ISBN|0-12-088397-X}}
* Rieke, F. ''et al.'' (1999). ''Spikes: Exploring the Neural Code''. [[The MIT Press]]; Reprint edition {{ISBN|0-262-68108-0}}
* [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Search&db=books&doptcmdl=GenBookHL&term=The+Cellular+Components+of+the+Nervous+System+AND+neurosci%5Bbook%5D+AND+231002%5Buid%5D&rid=neurosci. section.47 Neuroscience] 2nd ed. Dale Purves, George J. Augustine, David Fitzpatrick, Lawrence C. Katz, Anthony-Samuel LaMantia, James O. McNamara, S. Mark Williams. Published by Sinauer Associates, Inc., 2001.
* [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Search&db=books&doptcmdl=GenBookHL&term=Characteristics+of+the+Neuron+AND+bnchm%5Bbook%5D+AND+160014%5Buid%5D&rid=bnchm. section.18 Basic Neurochemistry: Molecular, Cellular, and Medical Aspects] 6th ed. by George J. Siegel, Bernard W. Agranoff, R. Wayne Albers, Stephen K. Fisher, Michael D. Uhler, editors. Published by Lippincott, Williams & Wilkins, 1999.
* {{cite book|last=Andreasen|first=Nancy C.|authorlink=Nancy_C._Andreasen|title=Brave New Brain: Conquering Mental Illness in the Era of the Genome|publisher=Oxford University Press|date=March 4, 2004|url=http://www.oup.com/uk/catalogue/?ci=9780195145090|archive-url=https://web.archive.org/web/20070224204400/http://www.oup.com/uk/catalogue/?ci=9780195145090|dead-url=yes|archive-date=February 24, 2007|isbn=978-0-19-514509-0|df=}}
* Damasio, A. R. (1994). ''Descartes' Error: Emotion, Reason, and the Human Brain. '' New York, [[Avon (publishers)|Avon Books]]. {{ISBN|0-399-13894-3}} (Hardcover) {{ISBN|0-380-72647-5}} (Paperback)
* Gardner, H. (1976). ''The Shattered Mind: The Person After Brain Damage. '' New York, [[Random House|Vintage Books]], 1976 {{ISBN|0-394-71946-8}}
* Goldstein, K. (2000). ''The Organism. '' New York, Zone Books. {{ISBN|0-942299-96-5}} (Hardcover) {{ISBN|0-942299-97-3}} (Paperback)
* {{cite book|last=Lauwereyns|first=Jan|authorlink=Jan_Lauwereyns|title=The Anatomy of Bias: How Neural Circuits Weigh the Options|publisher=The MIT Press|date=February 2010|location=Cambridge, Massachusetts|url=https://mitpress.mit.edu/9780262123105|isbn=0-262-12310-X}}
*[[Subhash Kak]], The Architecture of Knowledge: Quantum Mechanics, Neuroscience, Computers and Consciousness, Motilal Banarsidass, 2004, {{ISBN|81-87586-12-5}}
* Llinas R. (2001). ''I of the Vortex: From Neurons to Self'' MIT Press. {{ISBN|0-262-12233-2}} (Hardcover) {{ISBN|0-262-62163-0}} (Paperback)
* Luria, A. R. (1997). ''The Man with a Shattered World: The History of a Brain Wound. '' [[Cambridge, Massachusetts]], [[Harvard University Press]]. {{ISBN|0-224-00792-0}} (Hardcover) {{ISBN|0-674-54625-3}} (Paperback)
* Luria, A. R. (1998). ''The Mind of a Mnemonist: A Little Book About A Vast Memory. '' New York, [[Basic Books]], Inc. {{ISBN|0-674-57622-5}}
* Medina, J. (2008). ''Brain Rules: 12 Principles for Surviving and Thriving at Work, Home, and School. ''Seattle, Pear Press. {{ISBN|0-9797777-0-4}} (Hardcover with DVD)
* Pinker, S. (1999). ''How the Mind Works. '' [[W. W. Norton]] & Company. {{ISBN|0-393-31848-6}}
* Pinker, S. (2002). ''The Blank Slate: The Modern Denial of Human Nature. '' Viking Adult. {{ISBN|0-670-03151-8}}
* {{cite book|last=Robinson|first=D. L.|title=Brain, Mind and Behaviour: A New Perspective on Human Nature|location=Dundalk, Ireland|publisher=Pontoon Publications|date=2009|edition=2nd|isbn=978-0-9561812-0-6}}
*Penrose, R., Hameroff, S. R., Kak, S., & Tao, L. (2011). Consciousness and the universe: Quantum physics, evolution, brain & mind. Cambridge, MA: Cosmology Science Publishers.
* Ramachandran, V. S. (1998). ''[[Phantoms in the Brain]]''. New York, HarperCollins. {{ISBN|0-688-15247-3}} (Paperback)
* Rose, S. (2006). ''21st Century Brain: Explaining, Mending & Manipulating the Mind'' {{ISBN|0-09-942977-2}} (Paperback)
* Sacks, O. ''[[The Man Who Mistook His Wife for a Hat]]''. Summit Books {{ISBN|0-671-55471-9}} (Hardcover) {{ISBN|0-06-097079-0}} (Paperback)
* Sacks, O. (1990). ''Awakenings. '' New York, Vintage Books. (See also [[Oliver Sacks]]) {{ISBN|0-671-64834-9}} (Hardcover) {{ISBN|0-06-097368-4}} (Paperback)
* [http://www.scholarpedia.org/article/Encyclopedia:Neuroscience Encyclopedia:Neuroscience] [[Scholarpedia]] Expert articles
* Sternberg, E. (2007) ''Are You a Machine? The Brain, the Mind and What it Means to be Human. '' Amherst, New York: Prometheus Books.
* Churchland, P. S. (2011) [http://www.themontrealreview.com/2009/What-neuroscience-tells-us-about-morality.php ''Braintrust: What Neuroscience Tells Us about Morality'']. Princeton University Press. {{ISBN|0-691-13703-X}}
* Selvin, Paul (2014) [http://spie.org/x106518.xml "Hot Topics presentation: New Small Quantum Dots for Neuroscience'']. SPIE Newsroom, {{doi|10.1117/2.3201403.17}}


{{Refend}}
== وصلات خارجية ==
* [http://brainmaps.org High-Resolution Cytoarchitectural Primate Brain Atlases]
* [http://www.ibro.info IBRO - International Brain Research Organization]
* [http://www.sfn.org Society for Neuroscience]
* [http://www.asneurochem.org American Society for Neurochemistry]
* [http://www.neurotransmitter.net Neurotransmitter.net] Neuroscience resources and news
* [http://www.neuropat.dote.hu Neuroanatomy & Neuropathology on the Internet] High quality links
* [http://www.ncbi.nlm.nih.gov:80/books/bv.fcgi?call=bv.View..ShowTOC&rid=neurosci.TOC&depth=2 Neuroscience. 2nd ed.] by Purves et al (online textbook)
* [[Nature Reviews Neuroscience]] ([http://www.nature.com/nrn/index.html journal home])
* [http://faculty.washington.edu/chudler/neurok.html Neuroscience for Kids]
* [http://purl.net/net/neurowiki NeuroWiki], a [[ويكي]] website for Neuroscience related topics. All content (unless explicitly proclaimed otherwise) is published to the [[ملكية عامة]] thus can be relocated to the Wikipedia.
* [http://www.dana.org Dana.org for information about brain research, immunology and arts education]
* [http://www.ihcworld.com/neuroscience/ Neuroscience Methods and Techniques]


== روابط خارجية ==
{{تصنيف كومنز|Neuroscience}}
{{علوم عصبية}}
{{شريط بوابات|العقل والدماغ|علوم عصبية|علم الأحياء|طب|علم النفس|علوم|تقنية}}
{{ضبط استنادي}}


* علم الأعصاب
[[تصنيف:علوم عصبية|*]]
* [https://web.archive.org/web/20070125124755/http://www.neuinfo.org/ إطار معلومات علم الأعصاب (NIF)]
[[تصنيف:علم النفس]]
* {{مشروع الدليل المفتوح|Science/Biology/Neurobiology/|Neurobiology}}
[[تصنيف:فروع علم الأحياء]]
* [http://www.asneurochem.org/ الجمعية الأمريكية للكيمياء العصبية]
[[تصنيف:علم الأحياء العصبي]]
* [http://www.bna.org.uk/ جمعية العلوم العصبية البريطانية (BNA)]
* [http://www.fens.org/ اتحاد جمعيات العلوم العصبية الأوروبية]
* [http://nba.uth.tmc.edu/neuroscience/ علم الأعصاب على الإنترنت (كتاب العلوم العصبية الإلكتروني)]
* [http://www.hhmi.org/biointeractive/neuroscience/lectures.html HHMI سلسلة محاضرات علم الأعصاب - ''اجعل عقلك: الجزيئات والحركة والذاكرة''] [http://www.hhmi.org/biointeractive/neuroscience/lectures.html]
* [http://www.neurosciences.asso.fr/ ''Société des Neurosciences''] [http://www.neurosciences.asso.fr/]
* [http://faculty.washington.edu/chudler/neurok.html علم الأعصاب للأطفال]
[[تصنيف:علوم عصبية]]
[[تصنيف:صفحات بترجمات غير مراجعة]]

نسخة 15:40، 13 مارس 2019

رسم لعصبونات المخيخ في حمامة، قام به سانتياغو رامون إي كاجال، عام 1899.

العلوم العصبية (أو البيولوجيا العصبية ) هي دراسة علمية للجهاز العصبي، [1] وفرع متداخل التخصصات لعلم الأحياء،[2] يجمع بين الفريولوجيا العصبية، والتشريح العصبي، والعلوم العصبية الجزيئية، والنماء العصبي، والعلوم العصبية الخلوية والحاسوبية، وعلم النفس لفهم الخصائص الأساسية والطارئة على العصبونات وشبكاتها الحيوية.[3][4][5] [6][7] وصف إريك كانديل فهم الأساس البيولوجي للتعلم والذاكرة والسلوك والإدراك والوعي بأنه "التحدي النهائي" لعلم الأحياء.[8]

اتسع نطاق العلوم العصبية بمرور الوقت ليشمل مناهج مختلفة تستخدم لدراسة الجهاز العصبي بمقاييس مختلفة، وقد توسعت التقنيات المستخدمة من قبل علماء الأعصاب بشكل كبير، لتمد من الدراسات الجزيئية والخلوية للعصبون الواحد إلى التصوير العصبي للمهام الحسية والحركية في الدماغ.

التاريخ

رسم توضيحي من غرايز أناتومي (1918) لمشهد وحشي للدماغ البشري، يظهر فيه الحصين وغيره من السمات التشريحية العصبية الأخرى.

تعود أول دراسة للجهاز العصبي إلى القدماء المصريين، وقد سُجل ثقب الجمجمة (عملية جراحية تتضمن حفر أو كشط ثقب في الجمجمة لغرض علاج الصداع أو الاضطرابات النفسية أو تخفيف الضغط القحفي) لأول مرة خلال فترة العصر الحجري الحديث. وتشير المخطوطات التي يرجع تاريخها إلى عام 1700 قبل الميلاد إلى أن قدماء المصريين كان لديهم بعض المعرفة بأعراض تلف الدماغ . [9]

اعتبرت أولى وجهات النظر المبكرة حول وظيفة الدماغ أنها "حشو قحفي" من نوع ما. وفي مصر وخلال أواخر المملكة الوسطى وما بعدها، أُزيلت الدماغ بانتظام استعدادًا للتحنيط، حيث كان يعتقد في ذلك الوقت أن القلب هو مقر الذكاء. ووفقا لهيرودوت، فقد كانت الخطوة الأولى في التحنيط هي "أخذ قطعة ملتوية من الحديد، واستعمالها في إخراج جزء من المخ من خلال المنخر، وتنظيف المتبقي في الجمجمة عن طريق الشطف بالأدوية." [10]

لم تحدث معارضة للرؤية القائلة بأن القلب هو مصدر الوعي حتى مجئ الطبيب اليوناني أبقراط، حيث كان يعتقد أن الدماغ ليست وظيفته الإحساس فحسب (نظرًا لأن معظم الأعضاء الخاصة مثل العين والأذن واللسان الموجودين في الرأس قرب الدماغ)، ولكنه أيضا مقر الذكاء. كما تكهن أفلاطون أيضًا بأن الدماغ هو مقر الجزء العقلاني للروح. [11] إلا أن أرسطو مع ذلك كان يعتقد أن القلب هو مركز الذكاء وأن الدماغ ينظم حرارة القلب.[12] وقد قُبل هذا الرأي عمومًا حتى لاحظ الطبيب الروماني جالين (وهو من أتباع أبقراط وطبيب المصارعين الرومان) أن مرضاه فقدوا أهليتهم العقلية عندما أصيبوا بأضرار في أدمغتهم.

وصف علماء الإسلام كالزهراوي وابن رشد وابن سينا وابن زهر وابن ميمون في القرون الوسطى عدد من المشاكل الطبية المتعلقة الدماغ. وفي عصر النهضة في أوروبا قدم فيزاليوس (1514-1564) ورينيه ديكارت (1596-1650) وتوماس ويليس (1621-1675) ويان زفامردام ( 1637-1680 ) العديد من المساهمات في العلوم العصبية.

الصبغ بطريقة جولجي، أول طريقة لرؤية العصبونات الفردية.

مهدت أعمال لويجي جالفاني الرائدة في أواخر القرن الثامن عشر الطريق أمام دراسة الإثارة الكهربائية للعضلات والعصبونات. وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر ابتكر جان بيير فلورنس طريقة تجريبية لإحداث آفات موضعية في مخ الحيوانات الحية ووصف آثار هذه الآفات على الحركة والإحساس والسلوك. وفي عام 1843 وضح إميل ريموند الطبيعة الكهربائية للإشارة العصبية،[13] التي بدأت هيرمان فون هيلمهولتز في قياس سرعتها،[14] وفي عام 1875 وجد ريتشارد كاتون ظواهر كهربائية في نصفي القشرة المخية للأرانب والقردة،[15] ونشر أدولف بيك بعدها (عام 1890) ملاحظات مماثلة حول نشاط كهربائي تلقائي في دماغ الأرانب والكلاب.[16]

أصبحت دراسات الدماغ أكثر تطوراً بعد اختراع المجهر وتطوير كاميلو جولجي إجراءات الصبغ أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، حيث استخدم ملح كرومات الفضة للكشف عن الهياكل المعقدة للعصبونات الفردية. وقد استخدم سانتياغو رامون واي كاجال طريقته وأدى ذلك إلى تكوين مبدأ العصبية، وهي فرضية تقول أن العصبونات هي الوحدة الوظيفية للدماغ.[17] وقد اشترك كل من جولجي ورامون عام 1906 في جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء عن ملاحظاتهم الواسعة وأوصافهم وتصنيفاتهم للعصبونات في كافة أنحاء الدماغ.

بالتوازي مع هذا البحث، فقد اقترحت أعمال بول بروكا حول المرضى المصابين بأضرار في الدماغ أن هناك مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن وظائف معينة، وكانت النتائج التي توصل إليها بروكا في ذلك الوقت هي بمثابة تأكيد لنظرية فرانز جوزيف غال بأن اللغة لها مكان محدد وأن بعض الوظائف النفسية (مثل المعرفة) لها مناطق محددة في القشرة المخية.[18][19] ودُعمت فرضية التخصص الوظيفي بملاحظات أجراها جون هيغلز جاكسون حول مرضى الصرع، والذي استنتج بشكل صحيح تنظيم القشرة الحركية من خلال مراقبة تطور النوبات عبر الجسم. بعدها قام كارل فيرنيك بتطوير نظرية تخصص تركيبات محددة في الدماغ بفهم وإنتاج اللغة. ولا تزال الأبحاث الحديثة المستعينة بتقنيات التصوير العصبي تستخدم التعاريف التشريحية خريطة التهندس الخلوي لبرودمان (بالإشارة إلى دراسة العضيات الخلوية) تُواصل إظهار أن مناطق مميزة من القشرة يتم تنشيطها لتنفيذ مهام محددة. [20]

خلال القرن العشرين بدأ الاعتراف بالعلوم العصبية كمجال أكاديمي متميز بحد ذاته، وليس مجرد مجموع دراسات على الجهاز العصبي ضمن تخصصات أخرى. وقد أشاد إريك كانديل والمتعاونين معه بالدور الحاسم الذي لعبه كل من ديفيد ريوخ وفرانسيس أو شميت وستيفن كوفلر في تأسيس هذا المجال.[21] فقد أنشأ ريوخ تكاملا للبحوث التشريحية والفسيولوجية الأساسية مع الطب النفسي السريري في مؤسسة والتر ريد العسكرية للبحوث، والمتكونة في عقد 1950. وخلال نفس الفترة أنشأ شميت برنامجًا لأبحاث العلوم العصبية في قسم الأحياء بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجمع بين البيولوجيا والكيمياء والفيزياء والرياضيات. وتأسس أول قسم مستقل للعلوم العصبية (والذي سُمي آنذاك بعلم النفس البيولوجي) عام 1964 في جامعة كاليفورنيا على يد جيمس ماكجو. وتبعه قسم علم الأحياء العصبي في كلية الطب بجامعة هارفارد، التي أسسها ستيفن كوفلر في عام 1966. [22]

ازداد الفهم الدقيقي والجزيئي لوظيفة العصبونات والجهاز العصبي خلال القرن العشرين. فمثلا قدم آلن لويد هودجكين وأندرو هكسلي عام 1952 نموذجًا رياضيًا لنقل الإشارات الكهربائية في عصبونات المحاور العملاقة في السبيط، والتي أطلقوا عليها "جهد الفعل"، وكيفية إطلاقها وانتشارها، والمعروفة باسم نموذج هودجكين هكسلي. وفي عام 1961 و1962 قام ريتشارد وناجومو بتبسيط نموذج هودجكين هكسلي. وفي عام 1962 شكل برنارد كاتس النقل العصبي عبر المسافة الموجودة بين العصبونات (والمعروفة باسم المشابك العصبية). وابتداءً من عام 1966 بحث إريك كاندل ومعاونوه التغيرات الكيميائية الحيوية في العصبونات المرتبطة بالتعلم وتخزين الذاكرة في نوع من الحيوانات البحرية. وفي عام 1981 قامت كاثرين موريس وهارولد ليكار بدمج هذه النماذج في نموذج موريس ليكار. وقد أدى مثل هذا العمل الكمي المتزايد إلى العديد من نماذج العصبونات الحيوية.

شُكل خلال القرن العشرين العديد من منظمات العلوم العصبية البارزة من أجل توفير منتدى لجميع علماء الأعصاب وذلك نتيجة الاهتمام المتزايد بالجهاز العصبي، فمثلا تأسست المنظمة الدولية لأبحاث الدماغ عام 1960،[23] والجمعية الدولية للكيمياء العصبية عام 1963،[24] وجمعية الدماغ والسلوك الأوروبية عام 1968،[25] وجمعية العلوم العصبية عام 1969.[26] وقد أدى تطبيق نتائج البحوث العصبية في الآونة الأخيرة أيضا إلى ظهور تخصصات تطبيقة مثل الاقتصاد العصبي،[27] علم الأعصاب التعليمي،[28] الأخلاقيات العصبية،[29] و القانون العصبي. [30]

العلوم العصبية الحديثة

الجهاز العصبي البشري

زادت الدراسة العلمية للجهاز العصبي بشكل كبير خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التقدم في البيولوجيا الجزيئية، الفيزيولوجيا الكهربية، والعلوم العصبية الحاسوبية. وقد سمح ذلك لعلماء الأعصاب بدراسة الجهاز العصبي من جميع جوانبه: كيفية تنظيمه، كيف يعمل، كيف يتطور، كيف يتعطل، وكيف يمكن تغييره، وأصبح الفهم التفصيلي للعمليات المعقدة التي تحدث داخل العصبون الواحد أمرا ممكنا، فالعصبونات هي خلايا متخصصة لغرض التوصيل، وهي قادرة على التواصل مع العصبونات وأنواع من الخلايا الأخرى عبر نقاط اتصال متخصصة تسمى نقاط التشابك العصبي، والتي تُمكن من نقل الإشارات الكهربائية أو الكهروكيميائية من خلية إلى أخرى. وينبثق من العديد من العصبونات خيوط رفيعة طويلة من سيتوبلازم المحور العصبي تسمى محاور عصبية، والتي قد تمتد إلى أجزاء الجسم البعيدة وتكون قادرة على حمل الإشارات الكهربائية بسرعة، والتي تؤثر على نشاط العصبونات الأخرى أو العضلات أو الغدد. ويتولد الجهاز العصبي من مجموعة العصبونات المرتبطة ببعضها البعض.

يُقسم الجهاز العصبي في الفقاريات إلى قسمين، الجهاز العصبي المركزي (المتكون من الدماغ والحبل الشوكيوالجهاز العصبي المحيطي، ويُعتبر الجهاز العصبي في العديد من الأنواع (ومن بينها الفقاريات) أكثر أجهزة الجسم تعقيدًا، ويوجد معظم التعقيد في الدماغ. يحتوي الدماغ البشري وحده على حوالي مائة مليار عصبون ومائة تريليون مشبك عصبي؛ وتألف الدماغ البشري من الآلاف من الهياكل الأساسية التي يمكن تمييزها، والتي تتصل ببعضها البعض عبر شبكات عصبية. ويُمثل بشكل أساسي في الدماغ على الأقل جين من بين كل ثلاثة جينات (التي تصل إلى 20.000 جين يُشكلون الجينوم البشري). [31] وبسبب لدونة الدماغ البشري، فإن بنية المشابك العصبية ووظائفها الناتجة تتغير طوال فترة الحياة.[32] وبالتالي يزداد تحدي فهم كل هذه التعقيدات الهائلة.

العلوم العصبية الجزيئية والخلوية

صورة لعصبون مصطبغ في جنين الدجاج

تمت دراسة الجهاز العصبي على مستويات متعددة تراوحت من المستويات الجزيئية والخلوية إلى الأنظمة والمستويات المعرفية، وعلى المستوى الجزيئي تشمل الأسئلة الأساسية التي يتم تتناولها العلوم العصبية الجزيئية الآليات التي تعبر بها العصبونات عن الإشارات الجزيئية وتستجيب لها، وكيف تشكل المحاور أنماط اتصال معقدة، وفي هذا المستوى تُستخدم أدوات علم الأحياء الجزيئي وعلم الوراثة لفهم كيفية تطور العصبونات وكيف تؤثر التغيرات الوراثية على الوظائف البيولوجية، وكذلك يُمثل علم التشكل والهوية الجزيئية والخصائص الفسيولوجية للعصبونات وكيفية ارتباطها بأنواع مختلفة من السلوك أيضًا مواضيع ذات أهمية كبيرة.

تشمل الأسئلة الأساسية التي تتناولها العلوم العصبية الخلوية كل من آليات الطريقة الفسيولوجية والكهروكيميائية التي يعالج بها العصبون الإشارات العصبية، وتتضمن هذه الأسئلة كيفية معالجة الزوائد العصبية للإشارات (والزوائد العصبية هي بروزات رقيقة من جسم العصبون، وتتكون من الزوائد الشجرية المتخصصة في تلقي الإشارات من المشبك العصبي، والمحاور العصبية المتخصصة في توصيل الإشارات المُسماة جهد الفعل)، وكذلك كيفية معالجة جسم العصبون (الجزء المحتوي على النواة) للإشارات، وكيف يتم استخدام الناقلات العصبية والإشارات الكهربائية لمعالجة المعلومات في العصبونات. ويتجه مجال رئيسي آخر للعلوم العصبية نحو التحقيق في تطور الجهاز العصبي.

تهتم النمذجة العصبية الحاسوبية بتطوير نماذج عصبية ديناميكية لنمذجة وظائف المخ فيما يتعلق بالجينات والتفاعلات الديناميكية بينها.

الدوائر والأنظمة العصبية

تشمل الأسئلة التي تتناولها أنظمة العلوم العصبية كيفية تشكيل واستخدام الشبكة العصبونية من الناحية التشريحية والفسيولوجية لإنتاج وظائف مثل المنعكسات، والتكامل متعدد الحواس، وتآزرية العضلات، والنظم اليومي، والاستجابات العاطفية، والتعلم، والذاكرة. بمعنى آخر، تتناول أنظمة العلوم العصبية كيفية عمل هذه الدوائر العصبية في شبكات الدماغ الواسعة النطاق، والآليات التي تتولد السلوكيات من خلالها. فمثلا يتناول تحليل مستوى الأنظمة أسئلة تتعلق بطرائق حسية وحركية محددة: كيف يعمل البصر؟ كيف تتعرف الطيور المغردة على الأغاني؟ وكيف تحدد الخفاشيات المواضع باستخدام الموجات فوق الصوتية؟ كيف يعالج النظام الحسي الجسدي معلومات اللمس؟ وتتناول مجالات علم السلوك العصبي وعلم النفس العصبي مسألة كيف تتسب المواد العصبية في سلوكيات حيوانية وبشرية محددة. ويدرس علم الغدد الصماء العصبي والمناعة العصبية النفسية التفاعلات بين الجهاز العصبي وبين الغدد الصماء والجهاز المناعي على التوالي. وبرغم العديد من التطورات إلا أنه لا تزال الطريقة التي تؤدي بها شبكات العصبونات العمليات المعرفية والسلوكيات المعقدة غير مفهومة بشكل جيد.

العلوم العصبية السلوكية والمعرفية

تتناول العلوم العصبية المعرفية أسئلة حول كيفية حدوث وظائف نفسية (مثل المعرفة) عبر الدوائر العصبية. وقد تسبب ظهور تقنيات القياس الجديدة والقوية، مثل التصوير العصبي (التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، التصوير الطبي بآشعة غاما) الفيزيولوجيا الكهربية والتحليل الوراثي البشري بجانب التقنيات التجريبية المعقدة من علم النفس المعرفي، في تمكين علماء الأعصاب وعلماء النفس تناول أسئلة مجردة مثل كيفية أن الإدراك والإحساس البشري يتم تعيينهما إلى مواد عصبية محددة. وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات لا تزال تتبنى موقفًا مختزلًا يبحث عن الأساس العصبي الحيوي للظواهر المعرفية، فإن الأبحاث الحديثة تظهر أن هناك تفاعلًا مثيرًا للاهتمام بين نتائج العلوم العصبية والبحث المفاهيمي، وتكامل كلا المنظورين. فمثلا استجدى بحث العلوم العصبية حول التعاطف نقاشًا مثيرًا للاهتمام متعدد التخصصات شمل الفلسفة وعلم النفس وعلم النفس المرضي. [33] وعلاوة على ذلك فإن تعرف العلوم العصبية للأنظمة المتعدة للذاكرة والمرتبطة بمناطق مختلفة في الدماغ قد تحدى فكرة أن الذاكرة هي استنساخ حرفي للماضي، مما يدعم رؤية الذاكرة كعملية بنائية وديناميكية. [34]

ارتبطب العلوم العصبية أيضًا بالعلوم السلوكية والاجتماعية، بالإضافة إلى المجالات متعددة التخصصات الناشئة مثل الاقتصاد العصبي ونظرية القرار وعلم الأعصاب الاجتماعي وعلم التسويق العصبي لمعالجة أسئلة معقدة حول تفاعلات الدماغ مع بيئته. وكمثال فإن الدراسات حول استجابات المستهلك تستخدم تخطيط أمواج الدماغ للتحقيق في الارتباطات العصبية المرتبطة بالنقل السردي لقصص حول كفاءة الطاقة . [35]

في نهاية المطاف يود علماء الأعصاب فهم كل جانب من جوانب الجهاز العصبي، بما في ذلك كيفية عمله، وكيفية تطوره، وكيفية تعطله، وكيف يمكن تغييره أو إصلاحه. وتتغير الموضوعات المحددة التي تشكل بؤرة البحث الرئيسية بمرور الوقت، مدفوعة بقاعدة دائمة التوسع من المعرفة وتوافر طرق تقنية متطورة بشكل متزايد.

الأبحاث والطب الانتقالي

تصوير بالرنين المغناطيسي لرأس مريض مصاب بضخامة الرأس الحميدة

تُعتبر تخصصات طب الجهاز العصبي والطب النفسي وجراحة الأعصاب والجراحة النفسية وعلم التخدير وإدراة الألم وعلم الأمراض العصبية وعلم الأشعة العصبي وطب العيون وطب الأذن والأنف والحنجرة والفزيولوجيا العصبية وطب الإدمان وطب النوم هي تخصصات طبية تعالج أمراض الجهاز العصبي بشكل خاص، أو تخصصات سريرية تتضمن تشخيص وعلاج الأمراض العصبية. فطب الجهاز العصبي يتعامل مع تشخيص وعلاج أمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي مثل التصلب الجانبي الضموري والسكتة الدماغية. فيما يركز الطب النفسي على اضطرابات الوجدان والسلوك والمعرفة والإدراك. ويركز علم التخدير على الإحساس بالألم وتغيير الوعي بالأدوية. ويركز علم الأمراض العصبية على تصنيف وآليات المرض الكامنة في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي وأمراض العضلات، مع التركيز على التغيرات الشكلية والمجهرية والملاحظة كيميائيا. فيما تتناول جراحة الأعصاب والجراحة النفسية في المقام الأول العلاج الجراحي لأمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي. وتُعتبر الحدود الفاصلة بين هذه التخصصات غير واضحة مؤخرًا حيث تتأثر جميعها بالأبحاث الصرفة في العلوم العصبية. وقد مكن تصوير الدماغ أيضًا من الحصول على رؤى بيولوجية موضوعية حول الأمراض العقلية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تشخيص أسرع وأكثر دقة، وتساعد في تقييم تقدم المريض مع مرور الوقت. [36]

الفروع الرئيسية

يمكن تصنيف أنشطة التعليم والبحث العلمي الحديث في العلوم العصبية بصعوبة بالغة في الفروع الرئيسية التالية، بالاستناد إلى موضوع وحجم الجهاز في الفحص فضلاً والمناهج التجريبية أو المنهجية. ومع ذلك فغالباً ما يتناول علماء الأعصاب أسئلة تمتد لعدة حقول فرعية مميزة.

قائمة الفروع الرئيسية لعلم الأعصاب
الفرع الوصف
علم الأعصاب الوجداني علم الأعصاب الوجداني هو دراسة الآليات العصبية المشاركة في الوجدان (العاطفة)، غالبا من خلال التجارب على النماذج الحيوانية. [37]
علم الأعصاب الحيوي علم الأعصاب الحيوي (المعروف أيضًا باسم علم النفس البيولوجي، علم النفس الفسيولوجي، علم النفس الحيوي) هو تطبيق مبادئ علم الأحياء على دراسة الآليات السلوكية والوراثية والفسيولوجية والتنموية لدى البشر والحيوانات دون البشر.
علم الأعصاب الخلوي علم الأعصاب الخلوي هو دراسة العصبونات على المستوى الخلوي بما في ذلك التشكل والخصائص الفسيولوجية.
علم الأعصاب السريري الدراسة العلمية للآليات البيولوجية التي تكمن وراء اضطرابات وأمراض الجهاز العصبي .
علم الأعصاب المعرفي علم الأعصاب المعرفي هو دراسة الآليات البيولوجية الكامنة وراء الإدراك.
العلوم العصبية الحاسوبية العلوم العصبية الحاسوبية هي الدراسة النظرية للجهاز العصبي.
علم الأعصاب الثقافي علم الأعصاب الثقافي هو دراسة كيفية تشكل القيم والممارسات والمعتقدات الثقافية، وكيف يشكلها العقل والدماغ والجينات عبر فترات زمنية متعددة. [38]
علم الأعصاب التنموي يدرس علم الأعصاب التنموي العمليات التي تولد وتشكل وتعيد تشكيل الجهاز العصبي وتسعى إلى وصف الأساس الخلوي للتنمية العصبية لمعالجة الآليات الأساسية.
علم الأعصاب التطوري يدرس علم الأعصاب التطوري تطور الجهاز العصبي.
علم الأعصاب الجزيئي علم الأعصاب الجزيئي يدرس الجهاز العصبي والبيولوجيا الجزيئية، الوراثة الجزيئية، كيمياء البروتينات والمنهجيات ذات الصلة.
هندسة عصبية تستخدم الهندسة العصبية التقنيات الهندسية للتفاعل مع الأنظمة العصبية أو فهمها أو إصلاحها أو استبدالها أو تعزيزها.
التشريح العصبي التشريح العصبي دراسة تشريح الجهاز العصبي .
الكيمياء العصبية الكيمياء العصبية هي دراسة كيفية تفاعل المواد الكيميائية العصبية وتأثيرها على وظيفة العصبونات.
علم السلوك العصبي علم الأعصاب هو دراسة الأساس العصبي لسلوك الحيوانات غير البشرية.
فن الأكل العصبي علم فن الأكل العصبي هو دراسة النكهة وكيفية تأثيرها على الإحساس والإدراك والذاكرة. [39]
علم الوراثة العصبية علم الوراثة العصبية هو دراسة الأساس الوراثي لتطوير ووظيفة الجهاز العصبي .
التصوير العصبي يشمل التصوير العصبي استخدام تقنيات مختلفة إما بشكل مباشر أو غير مباشر لتصوير بنية ووظيفة الدماغ.
علم المناعة العصبية علم المناعة العصبية معني بالتفاعلات بين الجهاز العصبي والجهاز المناعي.
معلوماتية عصبية المعلوماتية العصبية هي فرع في المعلوماتية الحيوية تقوم بتنظيم بيانات علم الأعصاب وتطبيق النماذج الحسابية والأدوات التحليلية.
لغويات عصبية علم اللغويات العصبية هو دراسة الآليات العصبية في الدماغ البشري التي تتحكم في فهم اللغة وإنتاجها واكتسابها.
فيزياء عصبية تتناول الفيزياء العصبية تطوير الأدوات التجريبية المادية للحصول على معلومات حول الدماغ.
الفسيولوجيا العصبية الفيزيولوجيا العصبية هي دراسة أداء الجهاز العصبي ، بشكل عام باستخدام التقنيات الفسيولوجية التي تشمل القياس والتحفيز باستخدام الأقطاب الكهربائية أو الأصباغ الحساسة للأيونات أو الجهد أو القنوات الحساسة للضوء.
علم النفس العصبي علم النفس العصبي هو تخصص يقع تحت ظل كل من علم النفس والعلوم العصبية، ويشارك في ساحات أنشطة العلوم الأساسية والتطبيقية. ويرتبط في علم النفس ارتباطًا وثيقًا بعلم النفس السريري والحيوي والمعرفي والتنموي. ويرتبط في علم الأعصاب ارتباطًا وثيقًا بمجالات علم الأعصاب الإدراكي والسلوكي والاجتماعي والوجداني. ويرتبط في المجال الطبي والتطبيقي بالأمراض العصبية والطب النفسي.
علم الأعصاب الاجتماعي علم الأعصاب الاجتماعي هو مجال متعدد التخصصات مكرس لفهم كيفية تنفيذ النظم البيولوجية للعمليات والسلوكيات الاجتماعية، واستخدام المفاهيم والطرق البيولوجية لإعلام وتنقيح نظريات العمليات والسلوك الاجتماعي.
أنظمة العلوم العصبية وتُمثل دراسة وظيفة الدوائر والأنظمة العصبية.

منظمات العلوم العصبية

تُعتبر أكبر جمعية متخصصة في العلوم العصبية هي جمعية العلوم العصبية، التي يقع مقرها في الولايات المتحدة لكنها تضم أعضاء عدة من بلدان أخرى، وقد تطورت جمعية العلوم العصبية باطراد منذ تأسيسها عام 1969، حيث سجلت 40290 عضوا من 83 دولة مختلفة اعتبارا من عام 2010.[40] وتقيم اجتماعات سنوية تُعقد كل عام في مدينة أمريكية مختلفة، بحضور الباحثين وزملاء ما بعد الدكتوراه وطلاب الدراسات العليا والطلاب الجامعيين، فضلاً عن المؤسسات التعليمية ووكالات التمويل والناشرين ومئات الشركات التي توفر المنتجات المستخدمة في البحث.

تشمل المنظمات الرئيسية الأخرى التي كرست نفسها لدراسة العلوم العصبية المنظمة الدولية لأبحاث الدماغ (IBRO)، والتي تعقد اجتماعاتها في بلد مختلف في أنحاء العالم كل عام، واتحاد جمعيات العلوم العصبية الأوروبي (FENS) ، الذي يعقد اجتماعًا في مدينة أوروبية مختلفة كل سنتين.

الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم العصبية


أنظر أيضا

مراجع

قراءة متعمقة

  • Bear، M. F.؛ B. W. Connors؛ M. A. Paradiso (2006). Neuroscience: Exploring the Brain (ط. 3rd). Philadelphia: Lippincott. ISBN:0-7817-6003-8.
  • Binder, Marc D.؛ Hirokawa, Nobutaka؛ Windhorst, Uwe، المحررون (2009). Encyclopedia of Neuroscience. Springer. ISBN:978-3-540-23735-8.
  • Kandel، ER؛ Schwartz JH؛ Jessell TM (2012). Principles of Neural Science (ط. 5th). New York: McGraw-Hill. ISBN:0-8385-7701-6.
  • Squire, L. et al. (2012). Fundamental Neuroscience, 4th edition. Academic Press; (ردمك 0-12-660303-0)
  • Byrne and Roberts (2004). From Molecules to Networks. Academic Press; (ردمك 0-12-148660-5)
  • Sanes, Reh, Harris (2005). Development of the Nervous System, 2nd edition. Academic Press; (ردمك 0-12-618621-9)
  • Siegel et al. (2005). Basic Neurochemistry, 7th edition. Academic Press; (ردمك 0-12-088397-X)
  • Rieke, F. et al. (1999). Spikes: Exploring the Neural Code. The MIT Press; Reprint edition (ردمك 0-262-68108-0)
  • section.47 Neuroscience 2nd ed. Dale Purves, George J. Augustine, David Fitzpatrick, Lawrence C. Katz, Anthony-Samuel LaMantia, James O. McNamara, S. Mark Williams. Published by Sinauer Associates, Inc., 2001.
  • section.18 Basic Neurochemistry: Molecular, Cellular, and Medical Aspects 6th ed. by George J. Siegel, Bernard W. Agranoff, R. Wayne Albers, Stephen K. Fisher, Michael D. Uhler, editors. Published by Lippincott, Williams & Wilkins, 1999.
  • Andreasen، Nancy C. (4 مارس 2004). Brave New Brain: Conquering Mental Illness in the Era of the Genome. Oxford University Press. ISBN:978-0-19-514509-0. مؤرشف من الأصل في 2007-02-24. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |dead-url= تم تجاهله (مساعدة)
  • Damasio, A. R. (1994). Descartes' Error: Emotion, Reason, and the Human Brain. New York, Avon Books. (ردمك 0-399-13894-3) (Hardcover) (ردمك 0-380-72647-5) (Paperback)
  • Gardner, H. (1976). The Shattered Mind: The Person After Brain Damage. New York, Vintage Books, 1976 (ردمك 0-394-71946-8)
  • Goldstein, K. (2000). The Organism. New York, Zone Books. (ردمك 0-942299-96-5) (Hardcover) (ردمك 0-942299-97-3) (Paperback)
  • Lauwereyns، Jan (فبراير 2010). The Anatomy of Bias: How Neural Circuits Weigh the Options. Cambridge, Massachusetts: The MIT Press. ISBN:0-262-12310-X.
  • Subhash Kak, The Architecture of Knowledge: Quantum Mechanics, Neuroscience, Computers and Consciousness, Motilal Banarsidass, 2004, (ردمك 81-87586-12-5)
  • Llinas R. (2001). I of the Vortex: From Neurons to Self MIT Press. (ردمك 0-262-12233-2) (Hardcover) (ردمك 0-262-62163-0) (Paperback)
  • Luria, A. R. (1997). The Man with a Shattered World: The History of a Brain Wound. Cambridge, Massachusetts, Harvard University Press. (ردمك 0-224-00792-0) (Hardcover) (ردمك 0-674-54625-3) (Paperback)
  • Luria, A. R. (1998). The Mind of a Mnemonist: A Little Book About A Vast Memory. New York, Basic Books, Inc. (ردمك 0-674-57622-5)
  • Medina, J. (2008). Brain Rules: 12 Principles for Surviving and Thriving at Work, Home, and School. Seattle, Pear Press. (ردمك 0-9797777-0-4) (Hardcover with DVD)
  • Pinker, S. (1999). How the Mind Works. W. W. Norton & Company. (ردمك 0-393-31848-6)
  • Pinker, S. (2002). The Blank Slate: The Modern Denial of Human Nature. Viking Adult. (ردمك 0-670-03151-8)
  • Robinson، D. L. (2009). Brain, Mind and Behaviour: A New Perspective on Human Nature (ط. 2nd). Dundalk, Ireland: Pontoon Publications. ISBN:978-0-9561812-0-6.
  • Penrose, R., Hameroff, S. R., Kak, S., & Tao, L. (2011). Consciousness and the universe: Quantum physics, evolution, brain & mind. Cambridge, MA: Cosmology Science Publishers.
  • Ramachandran, V. S. (1998). Phantoms in the Brain. New York, HarperCollins. (ردمك 0-688-15247-3) (Paperback)
  • Rose, S. (2006). 21st Century Brain: Explaining, Mending & Manipulating the Mind (ردمك 0-09-942977-2) (Paperback)
  • Sacks, O. The Man Who Mistook His Wife for a Hat. Summit Books (ردمك 0-671-55471-9) (Hardcover) (ردمك 0-06-097079-0) (Paperback)
  • Sacks, O. (1990). Awakenings. New York, Vintage Books. (See also Oliver Sacks) (ردمك 0-671-64834-9) (Hardcover) (ردمك 0-06-097368-4) (Paperback)
  • Encyclopedia:Neuroscience Scholarpedia Expert articles
  • Sternberg, E. (2007) Are You a Machine? The Brain, the Mind and What it Means to be Human. Amherst, New York: Prometheus Books.
  • Churchland, P. S. (2011) Braintrust: What Neuroscience Tells Us about Morality. Princeton University Press. (ردمك 0-691-13703-X)
  • Selvin, Paul (2014) "Hot Topics presentation: New Small Quantum Dots for Neuroscience. SPIE Newsroom, دُوِي:10.1117/2.3201403.17

روابط خارجية

  1. ^ "Neuroscience". Merriam-Webster Medical Dictionary.
  2. ^ "Neurobiology". Dictionary.com. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-22.
  3. ^ Kandel، Eric R. (2012). Principles of Neural Science, Fifth Edition. McGraw-Hill Education. ص. I. Overall perspective. ISBN:978-0071390118.
  4. ^ Ayd، Frank J., Jr. (2000). Lexicon of Psychiatry, Neurology and the Neurosciences. Lippincott, Williams & Wilkins. ص. 688. ISBN:0781724686.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  5. ^ Shulman، Robert G. (2013). "Neuroscience: A Multidisciplinary, Multilevel Field". Brain Imaging: What it Can (and Cannot) Tell Us About Consciousness. Oxford University Press. ص. 59. ISBN:9780199838721.
  6. ^ Ogawa، Hiroto؛ Oka، Kotaro (2013). Methods in Neuroethological Research. Springer. ص. v. ISBN:9784431543305.
  7. ^ Tanner، Kimberly D. (1 يناير 2006). "Issues in Neuroscience Education: Making Connections". CBE— Life Sciences Education. ج. 5 ع. 2: 85. DOI:10.1187/cbe.06-04-0156. ISSN:1931-7913. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  8. ^ Kandel، Eric R. (2012). Principles of Neural Science, Fifth Edition. McGraw-Hill Education. ص. 5. ISBN:978-0071390118. The last frontier of the biological sciences – their ultimate challenge – is to understand the biological basis of consciousness and the mental processes by which we perceive, act, learn, and remember.
  9. ^ Mohamed W (2008). "The Edwin Smith Surgical Papyrus: Neuroscience in Ancient Egypt". IBRO History of Neuroscience. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-06.
  10. ^ Herodotus (2009) [440 BCE]. The Histories: Book II (Euterpe).
  11. ^ Plato (2009) [360 BCE]. Timaeus.
  12. ^ Finger، Stanley (2001). Origins of Neuroscience: A History of Explorations into Brain Function (ط. 3rd). New York: Oxford University Press, USA. ص. 3–17. ISBN:978-0-19-514694-3.
  13. ^ Finkelstein، Gabriel (2013). Emil du Bois-Reymond: Neuroscience, Self, and Society in Nineteenth-Century Germany. Cambridge; London: The MIT Press. ص. 72–74, 89–95. ISBN:9780262019507.
  14. ^ Harrison، David W. (2015). Brain Asymmetry and Neural Systems Foundations in Clinical Neuroscience and Neuropsychology. Springer International Publishing. ص. 15–16. ISBN:978-3-319-13068-2.
  15. ^ "Caton, Richard - The electric currents of the brain". echo.mpiwg-berlin.mpg.de. اطلع عليه بتاريخ 2018-12-21.
  16. ^ Coenen, Anton؛ Edward Fine؛ Oksana Zayachkivska (2014). "Adolf Beck: A Forgotten Pioneer In Electroencephalography". Journal of the History of the Neurosciences. ج. 23 ع. 3: 276–286. DOI:10.1080/0964704x.2013.867600. PMID:24735457.
  17. ^ Guillery، R (يونيو 2005). "Observations of synaptic structures: origins of the neuron doctrine and its current status". Philos Trans R Soc Lond B Biol Sci. ج. 360 ع. 1458: 1281–307. DOI:10.1098/rstb.2003.1459. PMID:16147523. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  18. ^ Greenblatt SH (1995). "Phrenology in the science and culture of the 19th century". Neurosurgery. ج. 37 ع. 4: 790–805. DOI:10.1227/00006123-199510000-00025. PMID:8559310.
  19. ^ Bear MF؛ Connors BW؛ Paradiso MA (2001). Neuroscience: Exploring the Brain (ط. 2nd). Philadelphia: Lippincott Williams & Wilkins. ISBN:978-0-7817-3944-3.
  20. ^ Kandel ER؛ Schwartz JH؛ Jessel TM (2000). Principles of Neural Science (ط. 4th). New York: McGraw-Hill. ISBN:978-0-8385-7701-1.
  21. ^ Cowan، W.M.؛ Harter، D.H.؛ Kandel، E.R. (2000). "The emergence of modern neuroscience: Some implications for neurology and psychiatry". Annual Review of Neuroscience. ج. 23: 345–346. DOI:10.1146/annurev.neuro.23.1.343. PMID:10845068.
  22. ^ "History - Department of Neurobiology".
  23. ^ "History of IBRO". International Brain Research Organization. 2010.[وصلة مكسورة]
  24. ^ The Beginning نسخة محفوظة April 21, 2012, على موقع واي باك مشين., International Society for Neurochemistry
  25. ^ "About EBBS". European Brain and Behaviour Society. 2009. مؤرشف من الأصل في 2016-03-03. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  26. ^ "About SfN". Society for Neuroscience.
  27. ^ "How can neuroscience inform economics?" (PDF). Current Opinion in Behavioral Sciences.
  28. ^ Zull، J. (2002). فن تغيير الدماغ: إثراء ممارسة التدريس من خلال استكشاف بيولوجيا التعلم . الجنيه الاسترليني ، فرجينيا: ستايلس للنشر ، ذ م م
  29. ^ "What is Neuroethics?". www.neuroethicssociety.org. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-22.
  30. ^ Petoft، Arian (5 يناير 2015). "Neurolaw: A brief introduction". Iranian Journal of Neurology. ج. 14 ع. 1: 53–58. ISSN:2008-384X. PMID:25874060. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  31. ^ المعهد الوطني الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية. أساسيات الدماغ: الجينات العاملة في الدماغ. تاريخ آخر تعديل: 2018-12-27. [3] تم استرجاعه في 4 فبراير 2019.
  32. ^ وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة. الصحة العقلية: تقرير للجراح العام. "الفصل 2: أساسيات الصحة العقلية والأمراض العقلية" ص 38 [4] تم استرجاعه في 21 مايو 2012
  33. ^ Aragona M، Kotzalidis GD، Puzella A. (2013) الوجوه الكثيرة للتعاطف ، بين الظواهر وعلم الأعصاب. محفوظات الطب النفسي والعلاج النفسي ، 4: 5-12 http://www.archivespp.pl/uploads/images/2013_15_4/5Aragona_APP_4_2013.pdf
  34. ^ Ofengenden، Tzofit (2014). "Memory formation and belief" (PDF). Dialogues in Philosophy, Mental and Neuro Sciences. ج. 7 ع. 2: 34–44.
  35. ^ Gordon، Ross؛ Ciorciari، Joseph؛ Van Laer، Tom (2018). "Using EEG to examine the role of attention, working memory, emotion, and imagination in narrative transportation". European Journal of Marketing. ج. 52: 92–117. DOI:10.1108/EJM-12-2016-0881. SSRN:2892967.
  36. ^ Lepage M (2010). "Research at the Brain Imaging Centre". Douglas Mental Health University Institute. مؤرشف من الأصل في 2012-03-05. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  37. ^ Panksepp J (1990). "A role for "affective neuroscience" in understanding stress: the case of separation distress circuitry". في Puglisi-Allegra S؛ Oliverio A (المحررون). Psychobiology of Stress. Dordrecht, Netherlands: Kluwer Academic. ص. 41–58. ISBN:0-7923-0682-1.
  38. ^ Chiao، JY & Ambady، N. (2007). علم الأعصاب الثقافي: تحليل العالمية والتنوع عبر مستويات التحليل. In Kitayama، S. and Cohen، D. (Eds.) Handbook of Psychology Cultural، Guilford Press، New York، pp. 237-254.
  39. ^ 1933-، Shepherd, Gordon M.,. Neurogastronomy : how the brain creates flavor and why it matters. ISBN:9780231159111. OCLC:882238865. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |last= يحوي أسماء رقمية (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  40. ^ "Financial and organizational highlights" (PDF). Society for Neuroscience. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2012-09-15. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)