مستخدم:يوسف اسد الاطلس/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

// Example 12.15

  1. include <iostream>
  2. include <fstream>
  3. include <cstdlib>

using namespace std; int main(int argc َchar *argv[ ]) { if(argc!=3) { cout << "Usage: CHANGE <filename> <byte>\n"; return 1; } fstream out(argv[1] َios::in | ios::out | ios::binary); if(!out) { cout << "Cannot open file.\n"; return 1; } out.seekp(atoi(argv[2]) َios::beg); out.put('X'); out.close(); return 0; }


البوابات الرئيسية:
قارات:
بوابات شقيقة:
دول عربية:
بوابة المجتمع ] تصفح البوابات ]


مسلسل سامحيني مسلسل تركي، يعالج قضايا المجتمع بقالب درامي يتسم أحيانا بالكوميديا البسيطة. قصة المسلسل باختصار في مدينة أنقرة تدور حول عائلة كوزان، العائلة الغنية تتكون من عثمان كوزان أب متسلط وميكافيلي رغم حبه لعائلته وابنائه، إلا أن المال مهم جدا بالنسبة له – قاس في تصرفاته في الكثير من الأحيان خصوصا مع زوجته زهرة. يرفض زواج ابنه كمال من منار فتاة فقيرة تسكن في حي شعبي بالضاحية، مما يجعل كمال يتخلى عن عائلته وينتصر لعشقه، كذلك يحدث مع وليد المغرم بالفتاة الجميلة فريدة اليتيمة والفقيرة، رغبات هذا الحب تصطدم بسلطة الأب الذي يوجه اولاده وفق المصلحة المادية، فيسبب الكثير من التعاسة للابناء وتحدث صدامات عديدة ثم مصالحات مع العائلة، كذلك هناك أطراف أخرى تلعب أدوارا في المسلسل، مثل ايلول التي تأتي لبيت كوزان كي تنتقم من الأب كونها تظن أنه أحرق بيتها ودمر عائلتها وفرقها عن اختها فتتقرب إلى وليد بمساعدة سهيل الذي يكره خالة كوزان، نكتشف في الأخير أن سهيل ابن زهرة زوجة كوزان هو الآخر يعشق فريدة بجنون ويريد أن يتزوجها ليحرق قلب وليد، كمال لديه كذلك بلال منافس له في حب منار، بلال ابن نذيرة العاملة التي تعمل في بيت كوزان وهو نموذج للشر يحيك الدسائس لكمال، نعيش الكثير من الأحداث القوية والعاصفة، مثل حادثة كمال وحادثة منار، تقريبا الجميع يتعرض لحوادث، كذلك نعيش جوا عائليا مشحونا بالحب والسعادة وأحداثا يومية وعودة إلى الطفولة والماضي وذكريات كثيرة.

سامحيني
معلومات عامة
النوع
دراما، تشويق ، مسلسل عائلي، كوميدي
سيناريو
  • ايشم اوغز يولداش
  • باران يلدريم
  • ورال باليكتشي
إخراج
  • جورزال اتيش
  • مهربان شاهين
  • بطولة
    مراد داناجي، شيماء كوركماز، غاي تورغوت إيفن. ميرت ألتينشيك
    عدد المواسم/الأجزاء
    4
    عدد الحلقات
    793 حلقة بتركيا (14 يونيو 2015) /716حلقة على 2M TV (يوم 2 يوليو 2015)
    مدة الحلقة
    40-45 دقيقة
    شارة البداية
    isyanim var aska
    شارة النهاية
    isyanim var aska
    الإنتاج
    المنتج المنفذ
    فوكس فيلم (Focus film)
    الإصدار الأصلي
    القناة/الشبكة
    • شو تيفي
    • ستار تيفي
    • بالمغرب: 2M TV
    بث لأول مرة في
    17 أكتوبر 2011 بتركيا
    بث لآخر مرة في
    ؟

    لعلنا كي نقف مع هذا العمل الفني المتقن والمدهش يصعب علينا كثيرا إنجازه في مقالة واحدة، ولكن يمكننا أن نكتفي بمرور سريع لأهم عناصر الشد والإثارة وبعض الجماليات المهمة ضمن عناصر الدهشة الدرامية: لعل الجانب المهم هو الشخصيات، فعلى الرغم من كثرتها إلا أننا نتعايش ونشعر بصداقة دافئة مع ابطال المسلسل بسبب الاكتشافات المهمة في جانب كل شخصية، التي لا يتم تقديمها دفعة واحدة، بل عبر جرعات فتصبح هذه الشخصيات خصوصا (كمال، وليد، فريدة ، منار، ايلول، بلال، هنادي سحر، ريتا، زهرة، نذيرة، نسرين، محمود، شاهين، وكذلك بطبيعة الحال الأب كوزان ولقمان زوج ريتا). هذه الشخصيات تحمل العاطفة وتعاني من الوجع، الذي هو ليس وليد اللحظة أغلب هذا الوجع يأتي من الماضي، لكل شخصية سرها الخاص الذي لا نتمكن من اكتشافه في الحلقات الأولى، كي تكتشف هذه العوالم أنت مجبر للتعايش معها بشكل يومي، لأن كل شخصية لديها نقطة ضعف وحلم تكافح من اجله، ولها ماض تعيس تحاول الفرار منه، لكنه يلاحقها بقوة لتتكشف بعض الأسرار والفضائح، فيحدث تغيرات في العلاقات بين الشخصيات تقارب وتنافر وتنافر ثم تقارب، وهكذا نبحر في دوامة من الصراعات وقد نصطدم بشخصيات ثانوية تدخل ثم تذهب بسرعة، مجموعة من المشاكل الصغير يتم حلها بسرعة في عدة حلقات لكن المشاكل والنقاط الجوهرية تظل صعبة الحلول. نعيش في إطار اجتماعي عائلي متنوع المناسبات ونبحر في تفاصيل من الحياة اليومية البسيطة التي ليست لها أهداف درامية ضخمة، لكن لها أثر كوميدي مرح مثلا طريقة الاكل والملبس والطبخ، ما يحبه هذا وذاك من الأكل أو الملبس وغيرها من الأمور البسيطة اليومية، كل هذا يجعلنا نعيش في جو عائلي قريب منا، من خلال بعض الأحداث الصغيرة قد نصطدم بالمشاكل الجوهرية، وكثيرا ما تنير هذه الأحداث الصغيرة جانبا مهما روحيا واجتماعيا، ويجعلنا نتعمق أكثر في دواخل الشخصية، هذه الأحداث من الأفعال البسيطة تمد الكثير من جسور التآلف والتعايش مع المشاهد، وقد تكون في بعض الأحيان متنفسا بعد أزمات درامية قاسية تحمل في طياتها الكثير من المرح والفكاهة حتى تلك الشخصيات التي يمكن وصفها بالشريرة، حمل العنصر المرح الفكاهي، نحس أن حضورها ليس ثقيلا حتى في لحظات الدسائس وزوع العراقيل أمام الأبطال، فإننا لا نكره ظهورها، نعتاد على كل شخصية ولا نكره التعرف عليها، بل اننا لا نحس أن هناك شخصيات زائدة غير ضرورية رغم كثرة الشخصيات الثانوية والعابرة إلا أن جميعها يترك أثرا. كل شخصية وخصوصا الأبطال نجحوا في لفت انتباهنا، يعود هذا إلى الأداء التمثيلي الجيد جدا، فلكل شخصية طابع خاص مستقل غير مكرر نحس بأن الممثل هنا يعمل ويؤدي دوره بكل جزء من كيانة النفسي والروحي والجسدي، في اللحظات الرومانسية ننعم بهذا التقارب العشق الصادق الحلم نحسه قريبا باستطاعتنا لمسه، وفي لحظات التعاسة والمصائب نكاد ننفجر في البكاء، نشعر برعشة لهذا الحادث أو لموت شخصية، كل حدث مؤلم له وقع قوي ليس بالمؤثرات الموسيقية مثلا يتم انتزاع تعاطفنا، ولا بالبكائيات والصراخ والعويل، بل هذه الجودة العالية في الاداء المدهش، (تعابير الوجه، رعشة اليد والجسد، نظرات العيون، الحركة في الفضاء المكاني) نحن كذلك نتعايش مع هذه الأمكنة البسيطة فتصبح ودودة لم يكن الابهار في الإسراف بالديكور وتقاسيم المكان، حركة الشخوص وعلاقتها بالمكان هو المصدر القوي الذي يمنح المكان قوة جمالية، وكذلك بعض الأشياء البسيطة قد تكون لها دلالات روحية وجمالية ودرامية تنقلنا من حالة إلى حالة أخرى مشحونة بالدهشة، الحرفية هنا في تعامل الكاميرا مع المكان ومع هذه الأشياء الصغيرة وكذلك مع الشخصيات لم يتم استخدام حركات خارقة للكاميرا، تم استخدام الوضعيات والحركات المعروفة، ولكن بحرفية ممتازة، بحيث أننا لا نشعر بالكاميرا كأداة تسجيل، نشعر بها كشخصية أساسية تنظر وتراقب وتعايش وتتعايش مع هذه الشخصيات والأمكنة ومعنا أيضا هي تكتشف ما نود اكتشافه، ولكن أحيانا تراوغ وتماطل في تقديم الشخصية، تركز على جزء من الجسد دون الآخر في بعض الأحيان تكون الثقب الذي نتطلع من خلاله ونتجسس بفضول على بعض المواقف، كثيرا ما تلفت انتباهنا إلى أداة معينة أو شيء، من دون أن تسرف في توضيحها ليكن بعد ذلك سرا كبيرا أو حدثا مهما يكون انطلاقه من شيء صغير. لا يتم تقديم الحلول بسرعة هناك مراوغة كبيرة من المخرج ليس هدف المراوغة الإطالة فقط، هذه الإطالة في حل بعض القضايا لم تكن مملة جدا ثم هذه التشابك الصعب في الأحداث كون هناك مسارات عديدة تتقاطع في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى تظل تبحر لوحدها كما يتم التطرق لمناقشة قضايا وقيم اجتماعية مهمة يتم تقديمها في أسلوب درامي ممتع، بعيدا عن أسلوب الوعظ والخطابة أو الطرح المباشر، كما يزخر العمل بمشاهد مطاردات ومشاحنات عديدة تم إخراجها بشكل جيد، والكثير منها مشوق ومضحك وكذلك تخللت العمل اغان من التراث التركي ومقاطع عصرية رومانسية ورقيقة تأتي لتغوص بنا في فضاء عاطفي ساحر.

    الممثلون[عدل]

    الإسم التمثيلي الإسم الحقيقي الإسم الحقيقي باللغة التركية عدد مواسم الظهور
    فريدة كوزان شيماء كوركماز Şeyma Korkmaz 4
    وليد(جونيت) كوزان مراد داناجي Murat Danacı 4
    منار كوزان غاي تورغوت أيڤن Gaye Turgut Evin 4
    محمد كمال كوزان ميرت ألتينشيك Mert Altınışık 4
    سهيل يلدريم أوزكون تشوبان Özgün Çoban 4
    أيلول/ عائشة غونر جامز إغديروغلو Gamze İğdiroğlu 4
    بلال تيكين كرم بويراز كايالب Kerem Poyraz Kayaalp 4
    سيرين كاياجان إلقاي قايتو ألاتاي İlkay Kayku Atalay 4
    نذيرة تيكين زينب أيتيك ميتين Zeynep Aytek Metin 4
    سحر كاياجان سيرين يالازوغلو قاراقوتش Ceren Yalazoğlu Karakoç 4
    لقمان أوتوكن هورموزلو Ötüken Hürmüzlü 4
    زهرة كوزان أوليفي كاراجا Ulviye Karaca 4
    عثمان كوزان نصرت شيناي Nusret Şenay 4
    محمود كاياجان دينيز إيفن Deniz Evin 3
    هنادي كوركجو إليف سانلي Elif Sanli 2
    شاهين كاياجان أوكان شينوزان Okan Şenozan 2
    ليلى هازال فيليز قوتجو قوزي Hazal Filiz Küçükköse 2
    منصور جونيت ميتا Cüneyt Mete 2
    أصيلة(سجينة) هنادي احمدوغلو handan ahmetoğlu 4
    نجمة(صديقة أصيلة) فيليز تيكينوغلو feliz tekkinoğlu 4

    فريق العمل[عدل]

    • هشام اوغز يولداش
    • باران يلدريم
    • ورال باليكتشي
    • ايشاغول بوستانجي
    • تونجا ديمير
    • كوكتش اير اوغلو
    • مروى اتيش اوغلو اتكو دومان

    اخراج[عدل]

    • جورزال اتيش
    • مهربان شاهين
    • برغوزال ديميرجي اوغلو


    مقدمة المسلسل[عدل]

    غناء[عدل]

    المغنيون شوال سام (şevval sam) ، ولجان آك محمد ( valcan akmehmet )
    كلمات و تلحين إنانتش شانفر (inanç şanver)
    أغنية isyanim var aşka ( لدي إيمان بالحب )

    كلمات الأغنية[عدل]

    كلمات الأغنية وترجمتها للعربية
    isyanım var aşka - لدي إيمان بالحب
    الكلمات باللغة التركية الترجمة باللغة العربية
    aşkimiz, açılmamiş bir gül gibi حبنا ينغلق مثل زهرة
    içimi sizlatur, kaderi utan'dirır. داخلها مجروح، قدرها مجهول
    hikayemiz, yarem kalmiş bir an gibi, حكايتنا انتهى زمنها في لحظة
    kayep gitmiş hayaller ellimizden فذهبت أحلامنا خسارة
    isyanim, var aşka... لدي إيمان بالحب
    !ama ne çare لكن ما هو العلاج
    paramparça yürek قلبي تحطم...
    nafile عبثاً
    ikimiz yozik etmen bu defa ben لا أشفق على كلينا، هذه المرة أنا
    alişamamak artik sensizlige سأتعود على غيابك
    إيقاعات معزوفة بالكمان، ثم تعاد الفقرات أعلاه مرتين

    إذاعة المسلسل[عدل]

    الدولة: تركيا

    اللغة: التركية (بالنسبة للاذاعة في تركيا)، الدارجة المغربية (بالنسبة للاذاعة المترجمة في المغرب)

    الانتاج[عدل]

    • مكان التصوير: تركيا انقرة، تركيا.
    • المدة: 45-50 دقيقة
    • الراعي الرسمي: فوكس فيلم

    قنوات الاذاعة[عدل]

    • شو تيفي (2011-2012)
    • ستار تيفي(2012-الآن) -في تركيا
    • 2M القناة المغربية من2013 إلى الان

    المراجع[عدل]

    https://www.youtube.com/channel/UCzkUdPYhghJEwyEp7v6oTvA

    تصنيف:مسلسلات تلفزيونية تركية تصنيف:مسلسلات مدبلجة

    هدفي من التسجيل في وكيبيديا العربية

    بسم الله الرحمان الرحيم انا يوسف من المغرب انا احد المستخدمين الجدد في ويكيبيديا واتمنى ان اضيف إضافة حسنة لهذا الموقع المتميز

    كان هدفي ومازال هو ان اساهم ولو بشكل طفيف في ويكيبيديا العربية خصوصا.


    ابن بطوطة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله، بن إبراهيم الطنجي، المعروف بابن بطوطة. من كبار الرحّالة العالميين. ولد في طنجة في 24 شباط 1304 (17 رجب 703)، في أسرة أنجبت بعض رجال الفقه وظلّ فيها الى ان بلغ الثانية والعشرين. ولا نعلم شيئاً عن أحواله في هذه المدينة، إلا ما يظهر من خلال أقواله، من أنه كان يعيش مع والديه وكثير من الأصحاب براحة وطمأنينة

    نشأته[عدل]

    كان أبوه فقيهًا يشتغل بالقضاء وكان يعد ولده ليكون خلفًا له، لذلك حفظ ابن بطوطة القرآن، ودرس العلوم الدينية، والأدب والشعر، فشبَّ تقيًّا، ورعًا، محبًّا للعلماء والأولياء، ولكنه لم يُتِمَّ دراسة الفقه بسبب رغبته في السفر والترحال؛ فكان خروجه إلى الحج، وهو في الثانية والعشرين من عمره، نقطة التحول في حياته، إذا ارتدى منذ ذاك الحين ثوب الترحال وأخذ يجوب أرجاء العالم الإسلامي، وحين خرج ابن بطوطة من (طنجة) سنة 725هـ/ 1325م قاصدًا الكعبة، وزيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم، لم يخرج مع قافلة الحج، بل خرج مع قوم لا يعرفهم، ولم يستقر مع جماعة منهم، فأخذ ينتقل من مركب إلى آخر، ومن قافلة إلى أخرى، فقد كان اهتمامه برؤية أصناف الناس، والغرائب التي يصنعونها هو شغله الشاغل.

    كان مما لاحظه ابن بطوطة أن أصحاب كل حرفة ينزلون ضيوفًا على أصحاب نفس الحرفة في البلاد الأخرى؛ فالقاضي ينزل على القاضي، والفقيه على الفقيه، لذلك فقد فرح ابن بطوطة عندما قدمه الناس على أنه من القضاة، ومنذ ذاك الحين أصبح ينزل على القضاة والفقهاء في كل بلدٍ يذهب إليه.

    ومن خلال رحلات ابن بطوطة، يظهر مدى ترابط الأمة الإسلامية وقوة وحدتها حيث إنه خرج لرحلته الطويلة بمال قليل ولكن ترابط الأمة وتآخيها عمل على معاونته في رحلته، وإمداده بما يريد، ااا

    رحلته الأولى[عدل]

    كانت رحلته الأولى من سنة 725هـ/1325م إلى 749هـ/1349م وقضى فيها 24 سنة، ومر فيها بمراكش والجزائر وتونس وطرابلس ومصر ثم إلى فلسطين ولبنان وسوريا والحجاز، فحج حجته الأولى ومن مكة غادر إلى بلاد العراق وإيران وبلاد الأناضول، ثم عاد إلى مكة فحج حجته الثانية، ثم غادرها إلى اليمن ثم إفريقية الشرقية، ثم زار عمان والبحرين والإحْساء، ثم رجع مكة فأدى مناسك الحج.

    رحلته الثانية[عدل]

    خرج ابن بطوطة إلى الهند وخراسان وتركستان وأفغانستان وكابول والسند، وتولى القضاء في (دلهي) على المذهب المالكي، ولما أراد السلطان محمد شاه أن يرسل وفدًا إلى ملك الصين خرج ابن بطوطة فيه، وفي عودته مر بجزيرة (سرنديب) والهند، ثم عاد إلى بلاد العرب عن طريق (سومطرة) سنة 748هـ/ 1347م، فزار بلاد العجم والعراق وسوريا وفلسطين ومنها لمكة فحج حجته الرابعة إلى بيت الله، ثم رأى أن يعود إلى وطنه فمر بمصر وتونس والجزائر ومراكش فوصل فاس سنة 750هـ/ 1349م.

    وقد كان ابن بطوطة إذا ما ذَكَرَ ما تمتع به في حياته من نعمة وجاه يقول: (إنما كان لأنني حججتُ أربع حجات) ثم ما لبث أن قام برحلته الثانية بعد أن أقام في فاس فترة قصيرة لكنه وجد في نفسه شوقًا إلى السفر إلى بلاد الأندلس، فمر في طريقه بـ(طنجة) و(جبل طارق) و(غرناطة) ثم عاد إلى فاس،

    رحلته الثالثة[عدل]

    وفي سنة 753هـ/1352م كانت رحلة ابن بطوطة الثالثة إلى بلاد السودان، ثم مالي (تومبوكتو) وكثير من بلاد إفريقية ثم رجع إلى فاس، وظلت مدة عامين، فقد انتهت 755هـ/ 1354م.

    ابن بطوطة العالم[عدل]

    وكانت لابن بطوطة معرفة بطب الأعشاب التي كان الناس يتداوون بها من الأمراض الشائعة، وكان يداوي نفسه بنفسه، ولقد أعانه على رحلته قوة بدنه، فكان يأكل أي طعام -عدا المحرمات- وقد أصابته الحمى أكثر من مرة، وكاد دوار البحر أن يهلكه لولا رعاية الله له، وقد استغرقت رحلاته أكثر من ثمانية وعشرين عامًا كشفت هذه الرحلات عن أسرار كثيرة من البلاد التي زارها ابن بطوطة، إذ يعد أول من كتب شيئًا عن استعمال ورق النقد في الصين، وعن استخدام الفحم الحجري وكان صادقًا في أغلب أوصافه،حتى إن المستشرق (دوزي) أطلق عليه(الرحالة الأمين) وقد أتقن ابن بطوطة خلال رحلته اللغتين الفارسية والتركية، وقطع مائة وأربعين ألف كيلو متر، أكثرها في البحر، وتعرض للأخطار والمهالك في الصحاري والغابات، وقطاع الطريق في البر، وقراصنة البحر، ونجا مرارًا من الموت والأسر.

    وقد كان ابن بطوطة سريع التأثر يدل على ذلك قوله: وعندما وصلت إلى تونس برز أهلها للقاء الشيخ (عبد الله الزبيدي) ولقاء الطيب ابن القاضي أبي عبد الله النفراوي فأقبل بعضهم على بعض بالسلام والسؤال، ولم يُسَلِّمْ على أحد لعدم معرفتي بهم فوجدت من ذلك في النفس ما لم أملك معه سوابق الْعَبْرَة، واشتد بكائي، فشعر بحالي بعض الحجاج، فأقبل على بالسلام والإيناس ومازال يؤانسني بحديثه حتى دخلت المدينة، وأما حبه لوالديه فقد أفصح عنه أيما إفصاح حيث يقول في مقدمة رحلته: إنه تركهما فتحمل لبعدهما المشاق كما لقى من الفراق نصبًا، فلما عاد من رحلته الأولى وبلغه موت أمه حزن حزنًا شديدًا قطعه عن كل شيء، وسافر لزيارة قبر والدته.

    تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار[عدل]

    اتصل ابن بطوطة بالسلطان أبي عنان المريني، وأقام في حاشيته يُحَدِّثُ الناس بما رآه من عجائب الأسفار، ولما علم السلطان بأمره وما ينقله من طرائف الأخبار عن البلاد التي زارها أمر كاتبه الوزير محمد بن جُزَي الكلبي أن يكتب ما يمليه عليه الشيخ ابن بطوطة فانتهى من كتابتها سنة 1356م، وسماها (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) وقد ظلت رحلة ابن بطوطة موضع تقدير كثير من العلماء والباحثين فترة طويلة، وتُرجِمَت إلى اللغة الإنجليزية، ونُشِرَت في لندن سنة 1829م، وتُرجِمَت إلى اللغة الفرنسية، وطُبِعَت في باريس سنة 1853م وتُرجِمَت إلى الألمانية، وطُبِعَت سنة 1912م، وكذلك تُرجِمَت إلى اللغة التركية.

    وفاته[عدل]

    في عام 779هـ/1378م كان وداع ابن بطوطة للدنيا بمدينة طنجة، ومن يزور المغرب اليوم سيجد بمدينة طنجة دربا (طريقًا) اسمه درب ابن بطوطة حيث كان يعيش، وسيجد بالقرب من سوق طنجة ضريحه الذي دفن فيه.


    ترك طنجة في 14 حزيران 1325 قاصداً الى مكة. ولكنه لم يكتفِ بهذه الرحلة، بل أطالها حتى جاب أكثر العالم المعمور في ذاك العصر، كما سنذكر بالتفصيل في كلامنا على الرحّالة. وكان سفره ينال كثيراً من الإكرام، حتى انه عُيّن قاضياً لسلطان دهلي، محمد شاه، ثم سفيراً لهذا السلطان لدى ملك الصين. وبعد ذلك رجع إلى وطنه، فدخل مدينة فاس في 8 تشرين الأول 1349. وقد سلبه كفار الهنود في احد أسفاره، فخسر جميع ما كان قد كتبه من المعلومات. ولم يطل به المقام حتى قام برحلة ثانية إلى اسبانية رجع منها بعد مدّة قصيرة الى فاس.

    وكان له ان يكون أول زائر دوَّن معلوماته عن مجاهل إفريقيا المتوسطة، فاستعد لرحلة ثالثة أتمها في مدة سنتين (1352 ـ 1354). فزار بلاد السودان حتى وصل إلى تنبكتو، وتكدّا، وهكّار، ثم رجع إلى فاس. وكان أمير مراكش حينذاك السلطان أبا عنان من بني مرين، فاتصل به ابن بطوطة، وأقام في حاشيته، يحدّث الناس عما رآه من العجائب والغرائب، وهم يستغربون. فأجزل له السلطان المواهب، وتقدّم إليه ان يدوّن هذه الأخبار والمشاهد العديدة، فأملاها على كاتب السلطان، الأديب محمد بن جزى الكلبي. فانتهى من كتابتها في شباط 1356، وسمّاها: "تحفة النُظَّار في غرائب الأمصار، وعجائب الأسفار".

    وعاش ابن بطوطة بعد ذلك مكرماً في بلاد فاس، إلى وفاته سنة 1377. كان ابن بطوطة، على ما يظهر في رحلته، رقيق الشعور، سريع التأثر، متديناً تقيّاً، مكرماً لرجال الله، محبّاً لوالديه. وقد حفظ هذه العواطف في كل أسفاره، فكان يذكر جميع من يشاهدهم من الشيوخ والزاهدين، والفقراء المتعبّدين، ويثني عليهم، ويطلب بركتهم. كذلك يورد كل ما يسمعه عن أعمال الخير ومُنشآت الصالحين من أوقاف وملاجئ وغيرها، سائلاً الله ان يجزي رجال الإحسان خير جزاء. وكم من مرَّةٍ رأيناه يتبرك بقبور الأولياء. ومزارات الصالحين، ويبيت في الزوايا.

    وقد حجَّ إلى مكة أربع مرات، وهو لا يفتر عن ذكر ما ناله من الخيرات بسبب ذلك. وكان يتثقف أدبياً ودينياً في مراحل سفره. فيتعلم شيئاً من لغات الشعوب التي يزورها، ويفيد من مواعظ الصالحين، وعبادات المتصوفين. أما حبه لوالديه فيظهر جلياً، في مقدّمته، إذ يذكر أنه تركهما. وهما في قيد الحياة "فتحمَّل لبعدهما وصباً، ولقي، كما لقيا، من الفراق نصباً". ولم يعد من رحلته الأولى، سنة 1349، حتى بلغه ان أمه توفيت، فخزن، وترك حاشية الملك أبي عنان في فاس إلى بلده طنجة "قاصداً زيارة قبر الوالدة". ومن سرعة تأثره فرحه الجزيل لدى أقل إنعام يحصل عليه، وحزنه الصبياني الممزوج بالتباكي، أو الغضب، إذا لم يكترث له أحد. وما رأيك في رجل لا يكاد يضيفه إنسان إلا أصبح أعزّ صديق له، حتى إذا دخل مدينة فلم يسلم عليه أحدٌ لعدم معرفتهم به، "يجد من ذلك في نفسه ما لا يملك معه سوابق العبرة، فيشتد بكاؤه إلى ان يشعر بحاله بعض الحجَّاج. فيقبل عليه السلام والإيناس،". وان سرعة التأثر هذه، التي من نتيجتها سرعة التبلد، أي موافقة أخلاق الرجل لأخلاق البلد النازل فيه، تبين لنا تعود ابن بطوطة مفارقة أهله، والإقامة في بلاد غريبة عنه، وهو على ما عرفنا من شدة التعلق، ورقة العواطف. فهو سريع الألفة، سريع النسيان كذلك الرحالة:

    رحلاته[عدل]

    قام ابن بطوطة بثلاث رحلات واسعة، جاب فيها أكثر بلاد المعمور المعروفة في زمانه:

    الرحلة الأولى (1325 ـ 1349)[عدل]

    ترك طنجة قاصداً مكة فجاب بلاد مراكش، والجزائر، وتونس، وطرابلس الغرب، ومصر وسار من القاهرة إلى الصعيد حتى عَيذاب، قاصداً الإبحار من هناك إلى الحجاز. ولما تعذّر سفره بحراً، بسبب حرب قامت بين البجاة والمماليك، رجع إلى مصر، وتابع رحلته عن طريق فلسطين، ولبنان، وسورية، فالحجاز. فحج مرة أولى ورحل إلى العراق، والعجم، وبلاد الأناضون. ومنها رجع إلى الحجاز، فحج ثانية، وجاور في مكة سنتين (1328 ـ 1329). وبعد ذلك ترك الحجاز قاصداً اليمن، فقطعه إلى افريقية الشرقية. ثم عاد ماراً بجنوبي جزيرة العرب، حتى وصل إلى خليج فارس زائراً عُمان، وهُرمز، واللار، والبحرين، والإحساء. ومن هناك عاد إلى الحجاز، فحج ثالثةً.

    ثم ترك مكة، فهبط مصر ثانيةً. ورجع إلى فلسطين، ولبنان، وبلاد العلويين، والأناضول، وبلاد القريم. ثم رافق الأميرة اليونانية امرأة السلطان محمد ازبك إلى القسطنطينية، فأقام بها مدة. وعاد إلى الهند ماراً بخوارزم، وخراسان، وتركستان، وأفغانستان، والسند. وأقام في دلهي سنتين، قاضياً لسلطانها محمد شاه، على المذهب المالكي. وكان ان هذا السلطان أراد إرسال بعثة إلى ملك الصين، فرافقها ابن بطوطة حتى جُزُر ذيبة المهل، حيث أقام قاضياً سنة ونصف سنة. وتركها، بعد ذلك، إلى جزيرة سيلان، والملبار، وبنغال، وجزائر الهند، والصين. ثم رحل إلى بلاد العرب عن طريق سومطرة، فنزل ظفار في شهر محرم 748 (نيسان 1347). وبعد ان زار مرّةً اخرى بلاد العجم، والعراق، وسورية، وفلسطين، حجّ رابعةً إلى مكة ورجع نهائياً إلى بلاده مارّاً بمصر، وتونس، والجزائر، فوصل إلى فاس في 8 تشرين الثاني 1349.

    الرحلة الثانية (1350 ـ 1351)[عدل]

    ولم يقم طويلاً في فاس حتى تركها إلى الأندلس فمرّ بطنجة، وسبتة، وجبل طارق، ومالِقة، وغرناطة. ثم عاد إلى فاس.

    الرحلة الثالثة (1353 ـ 1354)[عدل]

    زار في هذه الرحلة المهمة بلاد السودان مبتدئاً بسجلماسة، فتغازي، وايوالاتن، وزاغري، وكارسخو، ومالي، وتـنبكتوا، وتكدا، وبلاد هكار. ثم رجع إلى مقرّه بفاس. أقام ابن بطوطة، بعد رحلاته، في حاشية الملك أبي عنان يخبر الناس بما رآه من العجائب والغرائب في أخلاق الشعوب وعاداتهم، وهول الخلائق من نبات وحيوان وإنسان. فكان الكثيرون يقبلون عليه مستغربين هذه الأمور، وكان البعض من مدّعي النقد يكذبونه، فينهاهم آخرون عن تكذيب أمور لا يعرفون من حقيقتها شيئاً. وأحسن تصوير لحالة ابن بطوطة هذه ما رواه ابن خلدون في مقدمته، إذ قال: "ورد بالمغرب، لعهد السلطان أبي عنان، من ملوك بني مرين، رجل من مشيخة طنجة، يعرف بابن بطوطة، كان رحل من عشرين سنة قبلها إلى المشرق، وتقلّب في بلاد العراق، واليمن، والهند. ودخل مدينة دهلي، حاضرة ملك الهند، وهو السلطان محمد شاه. وكان له منه مكان، واستعمله في خطة القضاء بمذهب المالكية في عمله. ثم انقلب إلى المغرب، واتصل بالسلطان أبي عنان.

    حكاياته[عدل]

    وكان يحدّث عن شأن رحلته وما رأى من العجائب بممالك الأرض. وأكثر ما كان يحدث عن دولة صاحب الهند، ويأتي من أحواله بما يستغرب به السامعون، مثل إن ملك الهند، إذا خرج إلى السفر، أحصى أهل مدينته من الرجال والنساء والولدان، وفرض لهم رزق ستة أشهر تدفع لهم من عطائه. وانه عند رجوعه من سفره يدخل في يوم مشهود، يبرز فيه الناس كافةً إلى صحراء البلد ويطوفون به. وينصب أمامه في ذلك الحقل منجنيقات على الظهر، ترمى بها شكائر الدراهم والدنانير على الناس، إلى أن يدخل إيوانه. وأمثال هذه الحكايات. فتناجى الناس بتكذيبه.

    انتقادات[عدل]

    ابن خلدون: "ولقيت ايامئذٍ وزير السلطان فارس بن وردار، الذائع الصيت، ففاوضته في هذا الشأن... فقال لي الوزير فارس: "إياك ان تستنكر مثل هذا من أحوال الدول، بما أنك لم ترَه...".

    وينهي ابن خلدون فصله قائلاً: "فليرجع الإنسان إلى أصوله، وليكن مهيمناً على نفسه، ومميزاً بين طبيعة الممكن والممتنع، بصريح عقله، ومستقيم فطرته. فما دخل في نطاق الأماكن قبله، وما خرج عنه رفضه. وليس مرادنا الأماكن العقلي المطلق فان نطاقه أوسع شيء فلا يُفرض حداً بين الواقعات، وإنما مرادنا الأماكن بحسب المادة التي للشيء. فانا إذا نظرنا إلى اصل الشيء. وجنسه، وصنفه، ومقدار عظمه وقوته، أجرينا الحكم من نسبة ذلك إلى أحواله، وحكمنا بالامتناع على ما خرج عن نطاقه".

    ولم يكن ابن خلدون أول من شك في أحاديث ابن بطوطة. وهذا ابن جزي نفسه، كتب الرحلة، لا يخلو من بعض شكوك، وقد قال: "وأوردت جميع ما أورده من الحكايات والأخبار، ولم أتعرض لبحث عن حقيقة ذلك ولا اختبار". على انه يمكننا عرض بعض ما يذكره الرحالة. من المبالغات على الأصول التي أوردها ابن خلدون، فنميز بين الممكن والممتنع.

    وهناك قياس آخر لمعرفة صحة أقوال رحالتنا، وصدق أحكامه، وهو ما اتخذه علماء المستشرقين من مقابلة أقواله بأقوال المسافرين من بلادهم، في عصر يقارب عصره. ومن أشهر هؤلاء المسافرين الإيطالي فريسكوبالدي (Frescobaldi) الذي زار مصر سنة 1384، أي بعد ابن بطوطة بنحو 60 سنة، وكانت حركة المراكب على النيل قد خفت بهبوط مصر عن درجة رخائها العالية التي أوصلها إليها السلطان محمد بن قلاوون أما ابن بطوطة فيقول: "ان في النيل من المراكب ستة وثلاثين ألفاً للسلطان وللرعية تمر صاعدة إلى الصعيد منحدرة إلى الإسكندرية ودمياط" وهو عدد يكاد يشك في صحته لأول وهلة. ولكننا نرى المسافر الايطالي يقول: "كان في القاهرة عدد عظيم من المراكب حتى انه لو جمعت جميع المراكب التي شاهدتها في جنوى والبندقية، وأنكونا، بصرف النظر عن المراكب ذات القنطرتين، لما عادلت ثلث المراكب التي شاهدتها هنا...". ثم ان ابن بطوطة يقدر السقّائين على الجمال في مصر باثني عشر ألف سقّاء، والمكارين بثلاثين الفاً. فإذا قابلناه بتقديره فريسكوبالدي المذكور نرى الإيطالي أكثر مبالغة، إذ انه يقدر عدد الجمال والحيوانات، التي تنقل الماء في المدينة بمائة وثلاثين الفاً.

    أخبار الكرامات[عدل]

    وقد اخذ بعضهم على ابن بطوطة كثرة سرد الخوارق والمعجزات والكرامات، والمبالغة فيها. ونحن إذا ما عرفنا عقلية المسافر في رحلته، وشدّة تقواه وعبادته، واستعداده لرؤية العجائب تحف بكل ولي متعبد، فهمنا كثرة أخبار الكرامات في كتابه. هذا، بصرف النظر عن ان كثيراً منها لم يشاهده عياناً بل رُوي له، فاستصعب انكاره على أولياء الله، ورأى من الجرأة الشك في صحته، فرواه على علاته. من ذلك قصّة جمال الدين الساوي، الحليق اللحية، وإنباته لحيةً جميلة سوداء، فلحية أخرى بيضاء، فرجوعه حليقاً لا شعر له، مما تراه في مقالة "دمياط". وعلى هذا المحمل ينبغي حمل الكثير من المرويّات عن ملوك الهند والسودان، وعاداتهم الغريبة، مثل التي أوردها ابن خلدون. وهي لا يستبعد حدوثها مرَّة واحدة، بعد انتصار عظيم أحرزه الملك او في احتفال نادر قام به، ويكون قد وافق ذلك وجود ابن بطوطة في حاضرته، فتعجب منه. فقيل له انه يجري كلما خرج الملك، افتخاراً وطلباً للشهرة. فأورده كالأخبار العيانية.

    وذلك انه من الصعب اتهام ابن بطوطة بالتلفيق وقصد الغش، وهو رجل لا نشعر في كل سطر نقرأه له إلاّ بسذاجة وبساطة نافيتين كل احتيال. فإذا نسي اسم رجل أو مكان لا يخترع اسماً له، كما قد يفعل من يكون همه الوحيد تسلية القارئ، بل يقول بكل بساطة انه نسيه، كما حدث له في "حصن الأكراد" فقال: "ونزلت عند قاضيها ولا أُحقق الآن اسمه" وفي بلدٍ في السودان بعد تنبكتو، فقال: "ثم وصلت إلى بلد أنسيت اسمه"، إلى آخر ما هنالك من الأمور التي تدل على صدقه، حتى ان دوزي (Dozy) سمّاه: "هذا الرحالة الأمين". أما ما نراه من الوهم في ترتيب بعض المحال، والخلط بين المواقع، كما حصل له في بحيرتي برلس وتنيس، أو الخطأ الجغرافي كوضع العاصي في حلب، فيمكن شرحه بان ابن بطوطة فقد مذكراته في رحلته الأولى، بعد سفره من بخاري. ويؤيد قولنا أنّ هذا التردد لا يتجاوز القسم الأول من الرحلة، وكان قد مر على ابن بطوطة أكثر من عشرين سنة، عند إملائه إياه. بقي ان في إخبار ابن بطوطة عن بلاد الهند الصينية والصين أوهاماً وأخطاء ونواقص عديدة قد لا تتفق وأمانة الوصف. وهو ما لاحظه المستشرق غبريال فرّان (Ferrand)، الاختصاصي بالشؤون الصينية وما إليها، فانتقد الرحّالة، حتى كاد يجزم بان ابن بطوطة لم يصل قط في رحلته إلى تلك الأنحاء. ولعله لم يتجاوز زيتون، وكانتون. ومهما يكن من أمر، فلا يظن المطالع ان ابن بطوطة يعادل جوابي الآفاق، ورواد المجاهل، من علماء عصرنا. فليس ابن بطوطة عالماً ولا مفكراً. ان هو إلا رحالة، متّسع العقل، راغب في الجديد الغريب، يرى الأقاليم المتباعدة، والشعوب المتباينة، والملوك والأمراء المختلفين، والعلماء والشيوخ المشهورين، وغير المشهورين، فيصور كل ذلك بجملة مقبولة، وإعجاب ساذج، وملاحظة فكهة لا تخلو أحياناً من دقة نظر. فهو، من هذا القبيل، في مقدمة الرحالين. ولا غنى عنهم في تحسين علم الجغرافية وصرفه عن جفاف الخرائط والخطوط إلى محيط الحياة المتنوع.

    وصف الرحلة[عدل]

    قال ابن جزي ان ابن بطوطة أملى عليه الرحلة فنقل معاني "كلام الشيخ بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها... وربما أورد لفظه على وضعه". وإذا فلا يمكن القول ان الرحلة بكاملها من إنشاء ابن بطوطة، ولا إنها بكاملها من إنشاء ابن جزي. على انه يلوح لنا ان مقدّمة الكتاب، والخاتمة، وكل مقدّمة لوصف مدينة كبيرة، من إنشاء ابن جزي لما فيها من كثرة التنميق والسجع الظاهر التكلف أحياناً، ولاسيما ان ابن جزي كان يستعين كثيراً برحلة ابن جبير، وهي كثيرة السجع وافرة التنميق، وقد ينقل منها مقاطع برمتها، ولاسيما في وصف المدن المهمة. وفي ما سوى ذلك فان الرحلة سهلة الأسلوب، ساذجة التعبير، حتى إنها تجاور الركاكة أحياناً. فتبدو خالية من فن التأليف والترتيب، وهو فن صعب في كتابة من هذا النوع، عرضة للمراجعة والترديد.

    اهتمام المستشرقين[عدل]

    اهتم المستشرقون اهتماماً كبيراً برحلة ابن بطوطة، وبحثوا عن نسخها الأصلية فم يجدوا أولاً إلا مختصراً اكتشفه السائح بوركهاردت (Burckhardt) فاظهر، مع العالم سيتزن (Seetzen)، قيمة هذا المؤلف المهم. ثم اكتشف المستشرق كوسغارتن (Kosegarten)، ثم نسخة ثانية فترجم عنها إلى اللغة اللاتينية ما يختص باسفار ابن بطوطة، إلى افريقية، وفارس، وبلاد التتر، والجزائر، ونشرها سنة 1818. وترجم المستشرق أبيتس (Apetz) الى اللاتينية أيضاً، قسم الرحلة المختص ببلاد الملبار، سنة 1819. وفي السنة 1829 ترجم قسماً وافراً من الرحلة الى الانكليزية القسيس صموئيل لي (Rev.Samuel Lee)، وطبعه في لندن ثم قام الأب مورا (P. Jose de Santo-Antonio Moura) البرتغالي، فترجم قسماً منها إلى اللغة البرتغالية، وطبعه في لشبونة سنة 1840.

    وبعد ذلك قام بعض علماء الفرنسيون فترجموا اقساماً مختلفة من الرحلة طبعوها في باريس، منهم المستشرق البارون دو سيلان (de Slane)، طبع ترجمة الرحلة الى بلاد السودان في المجلة الآسيوية سنة 1843. والمستشرق ادوار دو لوريه (Dulaurier)، طبع ترجمة الرحلة إلى جزر الهند، في المجلة نفسها سنة 1847. ثم المستشرق دفريمري (Defremrey)، فطبع ترجمات لأقسام الرحلة إلى العجم، وآسية المتوسطة، والقريم، وآسية الصغرى، والعراق، وخراسان سنة 1847، و1850 و1851، ثم طُبع القسم المختص بالمغرب مع ترجمته الألمانية سنة 1866، في اوسالا، بعناية المكويست (Almpuist). وكان أكثر العلماء المتقدمين يظنون إن المختصر المكشف أولاً هو من عمل ابن جُزي حتى اكتشفت النسخة الأصلية بخط الكاتب، واكتشف نسخ عديدة غيرها، فقوبلت بعضها ببعض، وطبعت كلها لاول مرة، مع ترجمتها الكاملة إلى اللغة الفرنسوية وبعض الحواشي، في باريس سنة 1853 ـ 1859، في أربعة مجلدات، بعناية المستشرقين دفريمري وسانغوينتي (C. Defremery et le Dr. B.r Sanguinetti) ثم طبعت طبعةً ثالثةً سنة 1893.

    ومن ترجمات الرحلة ترجمة ألمانية نشرها المستشرق مجيك (Mzik)، في هامبورغ سنة 1911 ـ 1912. وترجمة تركية اسمها "تقويم وقائع"، وترجمة هندية بلم مدانا كوبالا طبعت في بنارس، سنة 1932. وللرحلة كاملة عدة طبعات عربية مأخوذة كلها عن الطبعة الباريسية.

    وقد خصصنا بدرسها، وانتخاب نصوص منها، ثلاثة أجزاء من "الروائع" ظهرت في بيروت سنة 1927. سميت الرحلة "تحفة النظار في غرائب الأمصار، وعجائب الأسفار". وقسمت قسمين، ينتهي الأول منهما بوصول ابن بطوطة إلى نهر السند، بنج آب، في آخر ذي الحجة سنة 734 (آب 1334). ووضع ابن جزي عناوين لبعض الموضوعات المهمة، ولكنه لم يعم ذلك. ولا مجال للتبسط في قيمة هذه الرحلة، وما أنتجته لعالم الجغرافية من المعلومات، وما لقراءتها من لذة وفائدة للمتأدبين، وقد قال سيتزن، الرحالة المشهور، بشأنها ما معناه: "أي مسافر أوروبي في هذا العصر يمكنه الافتخار بأنه خصص قدر هذا الزمن، الذي يبلغ نصف حياة الإنسان، في سبيل ارتياد مثل هذا العدد من البلدان السحيقة، وذلك بشجاعة لا يزعزعها شيء، وبتحمل المشقات العديدة؟ بل أية امة أوروبية كان يمكنها، لخمسة قرون خلت، إخراج مسافر يجوب المناطق الأجنبية، بمثل هذا الاستقلال في الحكم، وبمثل هذه المقدرة على المراقبة، وبمثل هذه الدقة في كتابة الملاحظات، التي اتصف بها هذا الشيخ المراكشي المشهور، في المجلدين من كتابه؟ ان معلوماته عن كثير من المقاطعات الأفريقية المجهولة، وعن نهر النيجر، وعن بلاد الزنج (زنجبار) الخ...، لا تقل فائدة عن معلومات ليون الإفريقي اما جغرافية بلاد العرب، وبخاري، وكابل، وقندهار، فانها تستفيد كثيراً من كتابه، حتى اخباره عن الهند، وسيلان، وسومطرة، والصين، فانه من الواجب على إنكليز الهند ان يقرأوها باهتمام خاص". ولما كان ابن بطوطة أول رحّالة إلى قلب افريقية وصلتنا معلوماته، كان لهذه المعلومات قيمة جزيلة، لان كاتبها جاب افريقية من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الشمال الغربي، فكان ما كتبه لا يقلّ، في أكثر نقاطه، عن إفادات رحالي عصرنا العلماء.له كتاب رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار