انتقل إلى المحتوى

معركة الفراض

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
معركة الفِراض
جزء من الفتح الإسلامي لفارس
الحروب الإسلامية البيزنطية
حملات خالد بن الوليد
موقع الفراض على الخارطة، حيث معارك خالد بن الوليد
معلومات عامة
التاريخ ذي القعدة 12 هـ / 634م
الموقع الفراض - العراق
النتيجة انتصار جيش المسلمين وإلحاق العراق بحكم المسلمين[1]
المتحاربون
 دولة الخِلافة الرَّاشدة  الإمبراطوريَّة الساسانيَّة
الإمبراطورية البيزنطية
العرب النصارى
القادة
الخلافة الراشدة خالد بن الوليد

الخلافة الراشدة القعقاع بن عمرو

هرمز جاذويه 
الوحدات
جيش الخلفاء الراشدين الجيش الساساني
الجيش البيزنطي
القوة
15,000 150,000–300,000 (مصادر عربية)[2] أو 150,000–200,000 مقاتل[3]
الخسائر
قليلة 100,000 (مصادر عربية)

معركة الفِرَاض وقعت في شهر 15 ذي القعدة 12هـ المُوافق فيه 21 كانون الثاني (يناير) 634م، بين جيش الخلفاء الراشدين المُسلمين بقيادة خالد بن الوليد من جهة، الإمبراطورية الساسانية والبيزنطية وحلفاءها من نصارى العرب من جهة أخرى. وجرى بين الجانبين قتالٌ دمويٌّ رهيب انتصار فيه المسلمون وانتهى بهزيمة الحُلفاء وقتل أعداد كبيرة منهم.[4]

المعركة

[عدل]

لجأت فُلولُ الفُرس الناجية من معركة الحُصيد إلى الخنافس، وهي أرضٌ للعرب في طرف العراق قُرب الأنبار من ناحية البردان،[5] فأدّى ذلك إلى ألقاء الرُعب في قُلوب سُكَّانها، ووهنت نُفوسُهم وفرَّ بعضُهم إلى المصيَّخ للاحتماء بها، ممَّا سهَّل مُهمَّة أبي ليلى، فدخلها دون قِتالٍ يوم 11 شعبان 12هـ المُوافق فيه 21 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 633م.[6] أُتيح لِخالد بعد هذه الانتصارات، أن يُهاجم المصيَّخ في مُحاولةٍ لِمنع الحُلفاء من الفُرس والعرب من إعادة تنظيم صُفوفهم، فاستدعى قادته، وهاجموا البلدة من ثلاثة محاور، وفاجأوا خُصومهم وهُم نائمون، وذلك في 19 شعبان 12هـ المُوافق فيه 29 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 633م.[7] بعد المصيِّخ، وضع المُسلمون موضعا الثنيّ والزُّميل، الواقعان بالجزيرة شرق الرِّصافة،[8] نصب أعيُنهم، فاقتحموهما من ثلاثة محاور ونجحوا في دخولهما، كما وقعت الرضاب (موضع الرِّصافة قبل بنائها) في أيديهم، وذلك في 23 شعبان 12هـ المُوافق فيه 2 تشرين الثاني (نوڤمبر) 633م.[4] بعد ذلك تحرَّك خالد بن الوليد ناحية الفراض على الحُدود المُشتركة بين الإمبراطوريتين البيزنطيَّة والساسانيَّة وعرب الجزيرة. فبعد أن بسط سُلطانُ المُسلمين على سواد العراق، أراد أن يؤمِّن حماية مؤخرة جيشه، حتَّى إذا اجتاز السّواد إلى فارس، كان مُطمئنًا لِما يُخلِّفُ وراءه. وكان الاندفاع الإسلامي حتَّى الفراض توغلًا في أرضٍ يحكُمها البيزنطيّون، ممَّا أثار هؤلاء، كما حقد الفُرس والعرب المُوالون لهم على المُسلمين قتنادوا للثأر ممَّا حلَّ بهم، وبِخاصَّةٍ تغلب وإياد والنمر، وزحفوا نحو الفراض.

قصد خالد إلى الفراض تخوم الشام والعراق والجزيرة، فأفطر رمضان في تلك السفرة التي اتصلت فيها الغزوات، فلما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليها من مسالح أهل فارس، كما استمدوا العرب من تغلب وإياد والنمر بن قاسط فأمدوهم وناهضوا خالداً حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا: « اما أن تعبروا الينا واما أن نعبر اليكم »، قال خالد: « بل اعبروا الينا، قالوا فتنحوا حتى نعبر »، فقال خالد : « لانفعل ولكن اعبروا أسفل منا »، فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض احتسبوا ملككم. هذا رجل يقاتل على دين. وله عقل وعلم والله لينصرن ولنخذلن. ثم لم ينتفعوا بذلك. فعبروا أسفل من خالد. فلما تتاموا قالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يجيء ففعلوا واقتتلوا قتالاً شديداً طويلاً. وقال خالد للمسلمين: «ألحوا عليهم ولا ترفهوا عنهم»، فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه، فإذا جمعوهم قتلوه، وقُتل من أعداء المسلمين عشرات الألوف، وأقام خالد في الفراض عشرة أيام، ثم أمر بالرجوع إلى الحيرة.[9] وبعث خالد بالبشارة والفتح والخمس من الأموال والسبي إلى الصديق.[10]

مشى خالد بن الوليد ومن معه من المسلمين وعلى رأسهم القعقاع بن عمرو إلى الفراض وقال القعقاع يصف موقعة الفراض:[11]

لَقينا بالفِراض جموعَ رُومٍ
وفُرس غَمّها طولُ الَسلام
أبَدْنا جَمعَهُم لَما التَقينا
وبَيَتّنا بجمع بني رزام
فما فـتـئت جنودُ السلم حتى
رأينا القوم كالغنم الَسّوام

انكسرت شوكة الفرس بعد هذه المعركة، ولم تقم لهم قوة حربية يخشاها الإسلام بعد هذه الموقعة.[12] وتعد هذه المعركة خاتمة المعارك التي خاضها خالد بن الوليد في العراق،[13] إذ تلقّى أمرًا من الخليفة بالتوجُّه إلى الشَّام لِنجدة الجُيوش الإسلاميَّة المُرابطة هُناك، فترك الحيرة بعد أن استخلف عليها عمرو بن حزم الأنصاري مع المُثنّى بن حارثة الشيباني.[14] وقرر أن يؤدي فريضة الحج في سرّية تامة دون حتى أن يستأذن الخليفة. وبعد أن أتم حجه علم الخليفة فلامه ونهاه عن تكرار فعله مرة أخرى.[15][16]

يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: (واجتمعت عليه الروم والعرب والفرس، فأوقع بهم وقعة عظيمة... قتل فيها مائة ألف)[17]

رأي موير

[عدل]

قال السيد وليم موير في كتابه: « الخلافة » عند ذكر هذه الموقعة صفحة (61) طبعة سنة 1924 للميلاد، ان هذا العدد (100,000) خرافي ويريد بذلك أنه عدد عظيم غير معقول إلا أن المؤرخين لم يذكروا عدد جيش خالد ولا عدد جيش العدو،[18] والذي نعلمه أن جيش العدو كان عظيماً، لأنه جيش متحد مؤلف من ثلاثة جيوش: « جيش الفرس » و « جيش الروم » و « جيش العرب » الذين انضموا اليهم، فاذا كانت الموقعة انتهت بانهزام هذه الجيوش انهزاماً تاماً فلا بد أن يكون عدد القتلى كبيراً،[19] فان لم يكن مئة ألف بالضبط كما رواه الطبري فهو يقرب من ذلك.

انظر أيضا

[عدل]

المصادر

[عدل]
  • الطبري، أبي جعفر، محمد بن جرير، (تاريخ الأُمَم وَالمُلُوك) ، المجلد الثاني، مؤسسة عزالدين، بيروت، لبنان، عام 1985 للميلاد.
  • الحموي، ياقوت، أبوعبدالله، (مُعجَم اَلبُلدان) ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، المجلد الأول سام 1990 للميلاد.
  • النجار، عبد الوهاب، (الخلفاء الراشدون) ، المكتب الإسلامي، بيروت، عام 2002 للميلاد.
  • محمد، رضا، (تاريخ الخلفاء) ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، المجلد الأول، عام 1977 للميلاد.
  • شاكر، محمود، (التّاريخ الإسْلامَي) ، المكتب الإسلامي، بيروت، سنة 1985 للميلاد.
  • محمد، رضا، (أبوبكر الصديق) (أول الخلفاء الراشدين)، المكتب الإسلامي، بيروت، سنة 1985 للميلاد.
  • الكامل في التاريخ.
  • دكتر: رازي، عبد الله، (تاريخ كامل إيران) من تأسيس سلسلة ملوك ماد، إلى سلسلة ملوك القاجارية’، طبع عام 1363 الشمسية (فارسي).

مراجع

[عدل]
  1. ^ Sykes, Percy, History of Persia, Vol.1, (Routledge and Kegan Paul:London, 1969), 492.
  2. ^ A.I. Akram, The Sword of Allah: Khalid bin al-Waleed, His Life and Campaigns, Nat. Publishing. House, Rawalpindi (1970) ISBN 0-7101-0104-X.
  3. ^ pioneer Campaigns in Western Iraq, Witness Pioneer نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ ا ب الطبري، أبو جعفر مُحمَّد بن جُرير؛ تحقيق مُحمَّد أبو الفضل إبراهيم (1387هـ - 1967م). تاريخ الرُسل والمُلوك، الجُزء الثالث (ط. الثانية). القاهرة - مصر: دار المعارف. ص. 382 - 384. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  5. ^ الحمويّ، شهابُ الدين أبو عبدُ الله ياقوت بن عبدُ الله الروميّ (1995م). مُعجم البُلدان، الجُزء الثاني (ط. الثانية). بيروت - لُبنان: دار صادر. ص. 391. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  6. ^ الطبري، أبو جعفر مُحمَّد بن جُرير؛ تحقيق مُحمَّد أبو الفضل إبراهيم (1387هـ - 1967م). تاريخ الرُسل والمُلوك، الجُزء الثالث (ط. الثانية). القاهرة - مصر: دار المعارف. ص. 380. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  7. ^ الطبري، أبو جعفر مُحمَّد بن جُرير؛ تحقيق مُحمَّد أبو الفضل إبراهيم (1387هـ - 1967م). تاريخ الرُسل والمُلوك، الجُزء الثالث (ط. الثانية). القاهرة - مصر: دار المعارف. ص. 381 - 382. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  8. ^ الحمويّ، شهابُ الدين أبو عبدُ الله ياقوت بن عبدُ الله الروميّ (1995م). مُعجم البُلدان، الجُزءان الثاني والثالث (ط. الثانية). بيروت - لُبنان: دار صادر. ص. 86 و151 على التوالي. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  9. ^ تاريخ الأمم والملوك، محمد بن جرير الطبري، 4/ 201
  10. ^ "إسلام ويب - البداية والنهاية - سنة ثنتي عشرة من الهجرة النبوية - جيوش الصديق وأمراؤه الذين بعثهم لقتال أهل الردة - وقعة الفراض- الجزء رقم9". www.islamweb.net. اطلع عليه بتاريخ 2024-10-12.
  11. ^ الحموي:معجم البلدان4/244
  12. ^ خالد بن الوليد، ص36
  13. ^ التاريخ الإسلامي، 9/ 173
  14. ^ شبارو، عصام مُحمَّد (1995م). الدولة العربيَّة الإسلاميَّة الأولى (ط. الثالثة). بيروت - لُبنان: دار النهضة العربيَّة. ص. 271. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  15. ^ العقاد 2002، صفحة 153
  16. ^ أكرم 1982، صفحة 215
  17. ^ معجم البلدان (فراض) 4/244 "دار صادر بيروت عام 1995م
  18. ^ Muir، William (1915). The Caliphate: Its Rise, Decline, and Fall (PDF). Edinburgh: John Grant. ص. 61. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-21.
  19. ^ Crawford، Peter. The War of The Three Gods: Romans, Persian and The Rise of Islam. New York: Skyhorse. ص. 107. ISBN:978-1-62914-512-9.