ثورة شيوعية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها JarBot (نقاش | مساهمات) في 23:10، 28 مايو 2018 (بوت:تدقيق إملائي V1.1). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

الثورة الاشتراكية (بالإنجليزية: Socialist Revolution)‏ هي ثورة اجتماعية ، تنقل المجتمع- بشكل حاسم و جذري و كثيرا ما يرافقها أو يعقبها استخدام للعنف- من النظام الرأسمالي، إلى السير على طريق بناء النظام الاشتراكي، يهدف تحرير العلاقات الإنسانية من مبدأ جواز استغلال الإنسان للإنسان، و ذلك من خلال إحلال المساواة المعنوية و المادية و إلغاء ظاهرة الملكية الفردية لوسائل الإنتاج و التوزيع و التبادل، و ما يرافقه ذلك من امتيازات مادية. و تمركز اجتماعي للطبقة المالكة، و من قهر و حرمان و تخلف للطبقات الفقيرة.

مدارس اشتراكية

و يوجد عدة مدارس اشتراكية رئيسية تختلف نظرتها بعضها عن بعض إلى الثورة الاشتراكية، فهناك النظرية الماركسية، و هناك نظرية اليسار القومي، و هناك الاشتراكية الديمقراطية اليمينية. و لعل المدرسة الأخيرة قد فقدت إيمانها بالثورة الاشتراكية، عندما تحولت إلى اتباع النهج الإصلاحي للنظام الرأسمالي، و ابتعدت عن الحسم و الجذرية و "الثورة" في التطبيق الاشتراكي، و غابت عندها النظرة الثورية الاشتراكية، أما ماركس و (أنصاره)، فينظر إلى الاشتراكية على أنها نتاج طبيعي للعملية الجدلية المادية، و لتطور المجتمع من المرحلة التي تلي المرحلة الرأسمالية بقيادة البروليتاريا ، التي تبادر من خلال الثورة الاشتراكية إلى تقويض الدولة البورجوازية و إلى إقامة ديكتاتورية البروليتاريا، مع ما يرافق ذلك من إلغاء للملكية الفردية، و تصفية للطبقات المالكة القديمة، و ذلك كمقدمة لانتشار الثورة الشتراكية على نظاق عالمي، تمهيدا لبناء الشيوعية الأممية ، و إلغاء الدولة، و تطبيق مبدأ:

من كل حسب طاقته، و لكل حسب حاجته

لينين و الثورة الاشتراكية

و قد طور لينين هذه النظرة من خلال تحليله للإمبريالية، و النظام الرأسمالي في مرحلة تأزمه. فقال بحصول الثورة في الحلقة الإمبريالية الأضعف (لا الأكثر تقدما كما ذهب ماركس)، و ضرورة بناء الاشتراكية في بلد واحد أو عدة بلدان، و اتباع سياسة التعايش السلمي بين الأنظمة المتصارعة، عوضا عن الدخول في معارك مفتوحة، و صراع عنيف دائم مع الأنظمة الطبقية المادية، و ذلك لحماية الثورة الاشتراكية حين تتحقق في روسيا أو في غيرها من البلدان. و ذهب لينين إلى القول بإمكانية تحول الثورات الوطنية –البورجوازية- الديمقراطية، إلى ثورات اشتراكية. كما حدد لينين ملامح الثورة الاشتراكية في المفهوم الشيوعي في مرحلة ديكتاتورية البروليتاريا بالنسبة إلى التحويل الاشتراكي في الريف و الاقتصاد المخطط و الثورة الثقافية إلخ.. إلا أن العديد من الأحزاب الشيوعية و المفكرين الشيوعيين، أدخلوا تعديلات جذرية على نظريات لينين.

رأي اليسار القومي

وأما اليسار القومي و أنصار الثورة الاشتراكية في العالم الثالث ، فيرون أن الثورة الاشتراكية هي حصيلة النضال من أجل تحقيق التحرر الإنساني من الاستغلال و التبعية، و من أجل إحقاق عدالة اجتماعية و بناء قاعدة صلبة من الديمقراطية الشعبية. و إطلاق إماكنيات الجماهير، و نهضة الأمة، و لإغناء حياة المجموع و الفرد، تمهيدا للمساهمة في تقدم مسيرة الحضارة الإنسانية و إن مثل هذه الثورة، تتحقق بواسطة التحالف بين القوى و الطبقات الثورية التقديمة المعادية للإمبريالية و الرأسمالية ، من عمال و فلاحين و مثقفين ثوريين و عسكريين و طنيين تقدميين، و من خلال تحويل الدولة من أداة لقهر الجماهير إلى أداة للتغيير الثوري المنشود كما يجرى تأميم وسائل الإنتاج الرئيسية، و إعادة تخطيط الاقتصاد، و تصحيح مناهج التعليم و التربية و الثقافة و الإعلام، و بهدف نشر الوعي و الثقافة الثورية على أوسع نطاق جماهيري ممكن، و لاسيما بالنسبة للأجيال الطالعة.

مقارنة النظرة الماركسية و نظرة اليسار القومي

و من شأن المقارنة بين المدرستين الاشتراكيتين الثوريتين، الاستدلال على بعض الفوارق الهامة، فالمدرسة الماركسية تقول بنظرية الحتمية التاريخية. فتكاد الثورة تحصل بشكل ميكانيكي ( و من هنا أهمل ماركس دور الحزب) و تركز على الجماعة على حساب الفرد (تنادي بديكتاتورية طبقية)، و تهمل أهمية اعتبار العامل القومي في النضال و كإطار للمجتمع (تركز على الثورة الأممية) و تنظر نظرة غير عميقة لتفاعل البناء الفوقي مع البناء التحتي. فتهمل تأثير العوامل القيمية و الروحية و المعنية في التصرف الإنساني. أما اليسار القومي، فيولي الروابط القومية أهمية موضوعية و نضالية، و يركز على أهمية الجماعة دون إهمال الفرد، و يحرص على الديمقراطية دون أن يكون ذلك عنده وسيلة للتساهل مع القوى المعادية للثورة الاشتراكية، كما يولي النواحي الأخلاقية و المعنوية و الثقافية أهمية كبيرة. و في العالم الثالث، ترتبط الثورة الاشتراكية بالنضال الجماهيري ضد الإمبريالية، و كثيرا ما تكون مناهضة الاستعمار طريقا لتعبئة الجماهير و إطلاق قواها، فتحقق، عن طريق المشاركة الشعبية ، ثورات وطنية ديمقراطية، قابلة للتحول بسرعة إلى التوجه لبناء الثورة الاشتراكية. ذلك لأن العملية النضالية، و الطموح إلى تحقيق التقدم، يفرزان أعداء الجماهير و معوقات تقدمها. و يضعفان الطبقات المستغلة في الخندق المعادي، فيتصل بذلك النضال القومي مع النضال الاجتماعي.

مصادر

  • موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، الجزء الأول، 1990، الطبعة الثالثة، ص 876-877.

انظر أيضا

روابط إضافية

مراجع للاستزادة

  • الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية، عبد الفتاح إسماعيل،

دار ابن خلدون

  • قضايا التحرر الوطني والثورة الاشتراكية في مصر، ط.ث. شاكر،

دار الفارابي