مستخدمة:Miro.masria/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أعمال تحريرية

أعمال ضرورية

أعمال تحريرية

أعمال تنظيمية

أعمال إنشائية

أعمال متعلقة بويكي بيانات


تعميد المسلمين (الموريسكيين) في الأندلس بعد 1502 م

الموريسكيون أو الموريسكوس بالقشتالية هم الأندلسيون المسلمون الذين تم تعميدهم قسرًا بمقتضى مرسوم ملكي الكاثوليك المؤرّخ في 14 فبراير 1502(6 شعبان 907 هـ). كان عددهم كبيرا في أرغون السفلي (مقاطعة تيروال حاليا) وفي جنوب مملكة بلنسية وفي غرناطة بينما كانت أعدادهم أقل في بقية مملكة قشتالة وذلك حسب المعلومات التي بلغتنا من سجلات الضرائب. وقد تم تهجيرهم إلى شمال أفريقيا بعد حروب الإسترداد ويتواجدون حالياً في الجزائر وتونس والمغرب.

معاهدة تسليم غرناطة[عدل]

أبو عبد الله الصغير ( آخر ملوك بني الأحمر) يسلم مفاتيح غرناطة للملكة إيزابيلا الأولى وزوجها فيرديناند.

بعد حصار طويل لمدينة غرناطة، اجتمع العلماء والفقهاء والقادة في قصر الحمراء، واتفقوا على تسليم المدينة، واختاروا الوزير أبا القاسم عبد الملك لمفاوضة فيرديناند (ملك أسبانيا) على شروط التسليم، وفي يوم الجمعة 23 من محرم سنة 897 هـ الموافق لـ 25 من نوفمبر سنة 1491 قام أبو عبد الله الصغير آخر ملوك بني الأحمر بإمضاء اتفاقية يتنازل فيها عن عرش مملكة غرناطة وعن جميع حقوقه فيها غير أنّه حاول توفير بعض الامتيازات لرعاياه من مسلمي بالأندلس. تضمنت المعاهدة سبعة وستون شرطاً مما ورد فيها :

مستخدمة:Miro.masria/ملعب أنّ للمُرُشْ أن يحتفظوا بدينهم وممتلكاتهم. أن يخضع المرش لمحاكمة قضاتهم حسب أحكام قانونهم وليس عليهم ارتداء علامات تشير لكونهم مرش كما هو حال عباءة اليهود. ليس عليهم دفع ضرائب للملكين المسيحيين تزيد على ما كانوا يدفعونه للمرش. لهم أن يحتفظوا بجميع أسلحتهم ماعدا ذخائر البارود. يحترم كل مسيحي بصبح مر ولا يعامل كمرتد. أن الملكين لن يعينا عاملا إلى من كان يحترم المرش ويعاملهم بحب إن أخلّ في شيء فإنه يغير على الفور ويعاقب. للمرش حق التصرف في تربيتهم وتربية أبنائهم. مستخدمة:Miro.masria/ملعب

تعهد الملكان الكاثوليكيان كتابة في المعاهدة بنفس تاريخ توقيعها، 21 محرم 897هـ=25/11/1491م ـ "أن ملكي قشتالة يؤكدان ويضمنان بدينهما وشرفهما الملكي، القيام بكل ما يحتويه هذا العهد من النصوص، ويوقعانه باسميهما ويمهرانه بخاتميهما".

كرر هذا التعهد ـ بعد ذلك بسنة ـ (في ربيع الأول 898هـ - 30 كانون الأول/ ديسمبر سنة 1492م) "بتوكيد جديد يأمر فيه الملكان ولدهما الأمير، وسائر عظماء المملكة بالمحافظة على محتويات هذا العهد، وألا يعمل ضده شيء، أو ينقض منه شيء، الآن وإلى الأبد، وأنهما يؤكدان ويقسمان بدينهما وشرفهما الملكي بأن يحافظا، ويأمران بالمحافظة على كل ما يحتويه بندا بَندا إلى الأبد، وقد ذيل هذا التوكيد بتوقيع الملكين، وتوقيع ولدهما وجمع كبير من الأمراء وأحبار والأشراف والعظماء.

الغدر وبداية التنصير[عدل]

بدا في البداية لو أن الملك والملكة سيلتزمان بالمعاهدة لكن لم يطل الوقت حتى بدأت نيتهم في الظهور كما أن الكنيسة الكاثوليكية حاربت بقوة سياسة الاعتدال الأولى وبدأوا في نقض الشروط التي تم الإتفاق عليها إلا أنه ورغم التأكيدات البابوية والملكية القشتالية وسلطاتها المدنية والكنيسة للوفاء بشروط "معاهدة تسليم غرناطة" [معلومة 1].

فبعد ان استتبت الأمور للسلطان القشتالي، وبعد دخول الملكين الكاثوليكيين غرناطة، وزوال ما كانوا يخشونه من انتقام المسلمين، أو انتفاضتهم عليها، بدأ يعد العدة لحرب المسلمين.

كان أول الغدر تحويل مسجد الطيبين إلى كنيسة وكذلك مسجد الحمراء، ثم تحويل مسجد غرناطة الأكبر إلى كاتدرائية.

نظمت الكنيسة في السنين الأولى فرقًا تبشيرية من رهبان وراهبات للقيام بنشر النصرانية. وكان ظنهم أول الأمر أن المسلمين سيعتنقون النصرانية بسهولة، خاصة عندما هاجر زعماؤهم وارتد الكثير من كبارهم. ولما مرت السنون ولم تأت هذه الفرق بنتيجة تذكر أخذت الكنيسة والدولة تفكر في تغيير سياستها من اللين إلى العنف، ملغية كل بنود معاهدة التسليم الواحدة تلو الأخرى.

بدأ الأمر بالمسلمين من أصل نصراني إذا قررت الحكومة معاملتهم ووأبناؤهم وأحفادهم وسلالتهم معاملة المرتدين، وبدأوا في ملاحقة الأسر المسلمة من أصل نصراني والزج بهم في السجون إن رفضوا التنصير.

كان الفتيل الذي أشعل الثورة في حي البيازين في 18/ 12 / 1499 م انتهاك أحد أفراد الشرطة لحرمة إحدى المسلمات التي اعتنق والدها الإسلام، فسيقت للسجن هي وأولادها. فتجمع المسلمون لحمايتها وقتلوا الشرطي وحرروا المرأة. ثم انطلق المسلمون ينادون بالثورة للحفاظ على عقيدتهم، فاحتلوا أبراج البيازين وأقاموا المتاريس. وفي الليل هاجم الثوار قصر سيسنيروس [معلومة 2] فلم يكن فيه إذ فر قبل ذلك إلى الحمراء. ثم نظم الثوار أنفسهم وانتخبوا حكومة من أربعين ممثلاً.

في هذه الأثناء تابعت الكنيسة والدولة سياستهما في التنصير القسري. وفي أواخر يوليو من عام 1500 م ذهبت الملكة إيزابيلا إلى غرناطة لمتابعة عمليات التنصير والإشراف عليها. ووقعت الدولة مع جميع قرى ومدن مملكة غرناطة مراسيم تجبر الأهالي فيها على التنصير مقابل معاملتهم ماليَّا مثل معاملة النصارى القدامىوفي نفس هذه المواثيق يمنع النصارى الجدد من ذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية ومن أن يلبس رجالهم أو نساؤهم اللباس الإسلامي، وأجبروا على تغيير أسمائهم الإسلامية وحتى تقاليدهم وعاداتهم بعادات وتقاليد نصرانية، وسمح لهم مؤقتًا باستعمال الحمام والاغتسال (ولم يكن النصارى يغتسلون). ولم تنته سنة 1500 م حتى عم التنصير جميع أنحاء مملكة غرناطة القديمة من رندة إلى المرية مرورًا بوادي آش وبسطة والبشرات.

ثم صدر قرار بتحويل جميع المساجد إلى كنائس ومصادرة جميع الأوقاف الإسلامية، وفي 12/ 10 / 1501 م صدر مرسوم بحرق جميع الكتب الإسلامية والعربية، فحرقت آلاف الكتب في ساحة الرملة، أكبر ساحات غرناطة، ثم تتابع حرق الكتب إلى أن وصل عدد ما حرق منها حوالي مليون كتاب.

فكانت هذه الجريمة من أكبر جرائم الكنيسة والدولة الإسبانية في الأندلس وفي حق الحضارة الإنسانية. وتتابعت في نفس السنة المراسيم التعسفية بمنع استعمال اللغة العربية. وصدر قرار في سبتمبر يمنع"المتنصرين الجدد" من حمل السلاح وامتلاكه، وينص على معاقبة المخالفين لأول مرة بالحبس والمصادرة ولثاني مرة بالإعدام.

أعلن الإسبان رسميًّا انقراض الإسلام في الأندلس، ولم يعودوا يذكرون اسم المسلمين بها إلا بـ"النصارى الجدد" أو المورسكيين، وهي كلمة تصغير"مورو" للتحقير، و"مورو" عندهم المسلم. ويسمي الأندلسيون أنفسهم في هذه الحقبة بالغرباء إشارة إلى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء"، رواه مسلم. ولكن مصائب هؤلاء الغرباء لم تكن إلا في بدايتها، إذ بقي الإسلام في قلوبهم وهم صامدون عليه. فنظمت الدولة والكنيسة جهازًا للقضاء على الإسلام حتى في قلوبهم، يسمى بـ "محاكم التفتيش".

محاكم التفتيش[عدل]

مخطوطة مكتوبة بالالخميادو لغة المورسكيين
وصول المورسكيين إلى مناء وهران

وما إن تسلم ملكا الكاثوليك غرناطة حتى شرعا في تنصير أهلها بأساليب سلمية وعهدوا هِداية المُدَجّنين إلى العقيدة المسيحية إلى القس هيرناندو دي تالابيرا أول أساقفة غرناطة. وانصبّ هذا الأخير على هذه المهمة بكل تفان فتعلم العربية وأخذ يعظ الناس بكل لين ولطف حتى أمسى المسلمون يدعونه "شنتُ الفقيه" إي القديس الفقيه.

ولكن بعد مضي عدد من السنوات قام ملوك الكاثوليك باستصدار مرسوم يجبر المسلمين واليهود على إمّا التنصّر أو الرّحيل قسراً، وتم إنشاء محاكم التفتيش بعد ذلك لاحقاً.

المسألة الموريسكية: شريط الأحداث [1]

بقرار طرد الموريسكيين (كلمة موريسكو Morisco تصغير لصفة أخرى - لها نفس الحمولة القدحية - المورو، وقد أطلقت على أحفاد مسلمي الأندلس ممن ظلوا بإسبانيا بعد سقوط مملكة غرناطة، وممن تعرضوا للتنصير القسري؛ ويعرفون في كتب التاريخ كذلك بالمسيحيين أو النصارى الجدد)، وببداية تطبيقه وإخراجهم من إسبانيا، انتهت أزمة عمرت أكثر من قرن.

تخللت هذه الحقبة محاولات إدماج أحفاد المسلمين الإسبان في المجتمع الكاثوليكي بالحسنى في البداية ثم بغلظة وتسلط في معظم الأحيان؛ ومقاومة هؤلاء لتلك المحاولات عبر مساعي الوساطة أو بواسطة السلاح؛ ومحاكم تفتيش ونفي وأشغال شاقة في السفن الحربية واسترقاق واستنجاد بالعثمانيين أو بمسلمي شمال إفريقيا.

ابتدأ التصعيد في أواخر القرن الخامس عشر:

بعد سقوط غرناطة بأقل من عشر سنوات بدأت المسألة الموريسكية في التبلور

1492: - 2 يناير/ كانون الثاني: السلطان أبو عبد الله الصغير يسلم مفاتيح غرناطة واضعا بذلك نهاية للحكم الإسلامي في الأندلس الذي دام 781 سنة؛ تضمنت شروط التسليم تعهد السلطات الإسبانية باحترام عقائد وعادات المسلمين؛

- 30 مارس/ آذار : الملكان الكاثوليكيان يوقعان على قرار طرد كل اليهود من إسبانيا؛

1499: - إقامة فرع لمحاكم التفتيش في غرناطة؛

- الكاردينال فرانثيسكو خيمينيس دي ثيسنيروس يأمر بإغلاق المساجد؛

- الشروع في التنصير الجماعي للمسلمين؛

- 18 ديسمبر/ كانون الأول: اندلاع انتفاضة في حي البيازين في غرناطة احتجاجا على حملة التنصير؛

1500: - يناير/ كانون الثاني: الانتفاضة تمتد إلى جبال البشرات بقيادة إبراهيم ابن أمية، لتستمر ثلاثة أشهر؛

- في أواخر هذه السنة ستندلع انتفاضة أخرى حول بلدة بلفيق ووادي المنصورة بمنطقة ألمرية؛

1501: - يناير/ كانون الثاني: إخماد انتفاضة بلفيق؛ واندلاع بؤرة أخرى في مرتفعات رندة؛

- مايو/ أيار: إخماد انتفاضة رندة بعد تدخل الملك فرناندو على إثر مقتل أحد قياد جيشه الدون ألونسو دي أغيلار؛

- بمشورة من الكاردينال ثيسنيروس، الملكة إيسابيل تأمر المسلمين باعتناق المسيحية أو مغادرة البلاد. لكنها ستفرض على الراغبين في الرحيل إتاوات وغرامات فادحة، وستطلب منهم التخلي عن أطفالهم الصغار؛ مما سيؤدي بالكثير إلى الدخول في الدين المسيحي؛

- 12 أكتوبر / تشرين الأول: عدد هائل من الكتب العربية يتعرض للحرق في غرناطة بأمر ملكي؛

بتنصيرهم أصبح الموريسكيون خاضعين لمحاكم التفتيش.

1502: - بدعم من الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا، الملكان إيسابيل وفرناندو يحظران رسميا ممارسة شعائر الدين الإسلامي في مجموع ممالك وأقاليم إسبانيا؛

1503: - النبلاء في مملكة أراغون يطالبون بحماية مواليهم من المسلمين ("المدجنين" أو الموديخار)؛

1504: - 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وفاة الملكة إيسابيل؛

1505: - إسبانيا تستولي على بلدة مرس الكبير على ساحل البحر شمالي الجزائر؛

1509: - ثيسنيروس يشارك في الحملة التي انتهت باحتلال وهران، لكنه يبتعد عن الميدان السياسي بعد خلاف دب بينه وبين الملك فرناندو أراغون؛

1510: - بداية حملة حظر العادات الإسلامية؛

1516: - وفاة فرناندو ملك أراغون؛

- حفيده شارل دوق برغندي (كارلوس الأول أو الإمبراطور شارل الخامس فيما بعد) يستلم الحكم إلى جانب والدته المعروفة بخوانا الحمقاء؛

1517: - العثمانيون يستولون على مصر؛

1520-1521: - المتمردون المنضوون تحت لواء طائفة تدعى "خرمانياس" يبدأون حملة تنصير قسرية للمسلمين في مملكة بلنسية التابعة للتاج الإسباني؛

1525: - السلطات الدينية ترى أن اعتناق المسيحية قسرا لا يبطله؛

1526: - شارل الخامس يأمر بتطبيق قرار "التنصر أو الهجرة" على مسلمي جميع ممالك إسبانيا؛

- حظر جميع عادات الموريسكيين؛

- اندلاع حركات تمرد في بني الوزير وفي جبال اشبدان وفي لأمويلا دي كورطس غربي وسط المملكة؛

1556: - فيليبي الثاني يخلف والده المتنحي عن عرش إسبانيا؛

1566: - مرسوم ملكي جديد لمكافحة العادات "الموريسكية"؛

1568: - 24 ديسمبر/ كانون الأول اندلاع ما سيُعرف بحرب غرناطة؛

1570: - يونيو/ حزيران: نهاية الحرب وإجلاء حوالي 100 ألف من موريسكيي غرناطة إلى داخل إسبانيا؛

حرب غرناطة الأهلية 1568-1570 كانت الفصل ما قبل الأخير في مأساة الموريسكيين

1580: - "اكتشاف" ضلوع موريسكيين بإشبيلية في محاولة إنزال متطوعين من شمال إفريقيا عند مصب الوادي الكبير؛

1582: - الكشف عن ضلوع موريسكيين في "مؤامرة" أخرى للحصول على دعم الجزائر؛

1598: - فيليبي الثالث يعتلي العرش الإسباني بعد وفاة والده؛

1609: - 4 أبريل/ نيسان انعقاد مجلسي الدولة والحرب حيث سيتقرر طرد الموريسكيين من كل إسبانيا؛

- 9 أبريل/ نيسان الملك يوقع على قرار الطرد؛ التوقيع على هدنة مع ثوار الأقاليم المتحدة (فلاندريا أو هولندا) البروتستانت بعد صراع مع القوات الإسبانية المحتلة دام بضعة عقود؛

- 22 سبتمبر/ أيلول: إعلان النداء الملكي في بلنسية؛

- 2 أكتوبر/ تشرين الأول: إبحار أول دفعة من الموريسكيين إلى فاس؛

- 20 أكتوبر/ تشرين الأول: اندلاع انتفاضة بمنطقة لأمويلا دي كورطس وسط غربي مملكة بلنسية؛

- 23 أكتوبر/ تشرين الأول: اندلاع انتفاضة أخرى في منطقة الأغوار جنوب شرقي المملكة؛

- 25 نوفمبر/ تشرين الثاني قمع الانتفاضتين؛

- 10 ديسمبر/ كانون الأول: صدور مرسوم طرد موريسكيي مرسية؛

- 12 ديسمبر/ كانون الأول: نهاية عمليات تهجير موريسكيي بلنسية رسميا؛

1610-1614: - تهجير موريسكيي باقي ممالك وأقاليم إسبانيا.

1614: - فبراير/ شباط السلطات تعلن انتهاء عملية التهجير بعد طرد موريسكيي وادي رقوته بلامانتشا.

في الأدب[عدل]

كتابات ميغيل دي سرفانتس، مثل دون كيشوت تعرض آراء الموريسكيون للاهتمام ووضعتها في ضوء ايجابي. في الجزء الأول من دون كاشيوت (قبل طرد الموريسكيون)، يترجم أحد الموريسكيون وثيقة وجدت تتضمن التاريخ العربي. في الجزء الثاني، بعد طرد الموريسكيين، ريكوتى (Ricote) هو موريسكي صديق لسانشو بانزا.

يشير الكاتب الأسباني الشهير ميغيل دي سرفانتيس في القرن السابع عشر إلى وضع الموريسكيين في روايته الشهيرة "دون كيشوت" (أو دون كيخوته) من خلال عدة شخصيات توضح وضع الموريسكيين من زاوية متعاطفة. وتعد شخصية "سيدي حامد بننغلي" من أبرز الشخصيات التي تبرز الدور العربي في تاريخ الثقافة الأسبانية. ففي موضع متقدم من الرواية يقول الكاتب إنه لم يجد تكملة لقصة دون كيشوت التي يفترض - وإن خيالياً - أنها جزء من التراث الأسباني وأنه يدونها، ثم يذكر أنه وجد مخطوطة عربية تكمل تلك القصة وهو من هذا المنطلق يشكر من دوّن تلك المخطوطة، أي سيدي حامد بننغلي. ومع أن سرفانتيس يشير إلى الكاتب العربي/الموريسكي على نحو سلبي أحياناً فإن الصورة العامة لتلك الشخصية هي صورة إيجابية، ومن هنا فهي صورة تقاوم الصورة السلبية للموريسكيين أو المسلمين/العرب في أسبانيا، الصورة التي شاعت بعد انتهاء الحكم العربي/الإسلامي للأندلس وقيام محاكم التفتيش.

فتح ملف الموريسكيين[عدل]

صورة فضائية لمضيق جبل طارق، معظم المطرودين من ا لأندلس عبروا هذا المضيق للاستقرار في الضفة الجنوبية، بعد أن عاشوا لقرون في الضفة الشمالية.
بإمكان الواقف في الساحل المغربي المطل على مضيق جبل طارق، رؤية الساحل الإسباني بالعين المجردة.

فتحت إسبانيا عام 2009 ملف الموريسكيين بعد 400 عام على طردهم من الأندلس، لم يكونوا مستعمرين جاؤوا من الخارج بل أكثرهم إسبان إعتنقوا الإسلام وطردوا من بلادهم ولكن بذات الوقت بعضهم من أصول عربية وشمال أفريقية . يقدر عددهم في المغرب بحوالي 4 ملايين نسمة من أصل 35 مليونا (إحصاء 2007)، يعيش حاليا معظمهم في شمال المغرب، بل إن بعضهم ما زال يسكن في قرى بمحاذاة السواحل المطلة على مضيق جبل طارق، حيث يمكن مشاهدة السواحل الإسبانية من الضفة المغربية.

بعد أربعة قرون على حادث طرد المسلمين الموريسكيين من الأندلس في القرن السابع عشر، تحرك البرلمان الإسباني لكي يعيد فتح أبرز صفحات التاريخ الأسود لإسبانيا التي لا زالت أشباحها تطارد الذاكرة الإسبانية اليوم. فقد وضع الفريق الاشتراكي أمام لجنة الخارجية في البرلمان مشروع قانون ينص على رد الاعتبار لأحفاد الموريسكيين الذين طردوا بشكل جماعي في أبشع المشاهد التي يندى لها جبين الإنسانية، لما تخلل ذلك الطرد من أعمال القتل والتنكيل والاغتصاب والإغراق في مياه البحر والسخرة، التي ذهب ضحيتها مئات من مسلمي إسبانيا.

وحسب العديد من المراقبين، والمنظمات الإسلامية العاملة في إسبانيا، فإن طرح مشروع قانون حول هذا الموضوع ـ الذي كان أحد طابوهات السياسة الإسبانية ـ يعد تعبيرا عن قدرة الإسبان على فتح دهاليز ماضيهم والتخلص من العقد تجاهه. ينص مشروع القانون على رد الاعتبار لأحفاد الموريسكيين، الموجودين اليوم في المغرب بشكل خاص وفي بعض البلدان المغاربية بشكل عام، ويوصي بتقوية العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية معهم، لكنه لا يذهب إلى حد مطالبة الدولة بالاعتذار الرسمي عن تلك الجريمة، أو تعويض أحفاد المطرودين اليوم مقابل ممتلكات أجدادهم التي سلبت منهم، أو تمكينهم من الحصول على الجنسية الإسبانية. ويرى بعض المسؤولين عن المنظمات الإسلامية في إسبانيا أن المشروع، وإن كان يساويهم باليهود السفارديم الذين طردوا من الأندلس قبل خمسة قرون بعد صدور قانون بهذا الشأن عام 1992، إلا أنه لا يشير إلى ضرورة اعتذار إسبانيا للمسلمين مثلما اعتذرت لليهود الإسبان قبل عام 1992.

وقد جاءت هذه الخطوة أيضا في سياق التحركات التي أصبح يقوم بها أحفاد الموريسكيين في المغرب وخارجه، للتذكير بالتزامات إسبانيا الحديثة تجاههم، كما أنه أيضا يأتي في سياق الانفتاح الذي بات يطبع القراءات التاريخية المعاصرة لتجربة إسبانيا التاريخية بعيدا عن الانغلاق القديم. فقد عقد الموريسكيون المغاربة في عام 2002 أول مؤتمر من نوعه حول هذا الموضوع بمدينة شفشاون، طالبوا فيه إسبانيا بالاعتذار لهم، كما دعوا إلى الاهتمام بأوضاع تلك الفئة التي رأوا أنها تشكل جزءا من تاريخ إسبانيا.

كان المشروع خطوة أولى في الطريق الصحيح، كما يرى بعض المهتمين بالملف، مثل الدكتور عبد الواحد أكمير مدير مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات، الذي قال إن المشروع يعتبر نوعا من الاعتراف بأن الإسلام يشكل جزءا من الهوية الإسبانية. فالعديد من المؤرخين الإسبان اليوم أصبحوا ينكبون على تلك المرحلة بالنقد والتحليل في اتجاه محو الصورة السلبية التي علقت بالذهنية الجماعية للإسبان عن الموريسكيين، ويعتبرون أن المسلمين الإسبان الذين طردوا قبل 400 عاما لم يكونوا غرباء عن البلاد، بل كانوا إسبانا اعتنقوا الإسلام، بل إن شريحة واسعة منهم ـ كما بينت الدراسات التاريخية ـ لم تكن تعرف حتى اللغة العربية، وذلك ردا على تلك الأطروحات التي تقول إن الموريسكيين هم عرب ومسلمون جاؤوا مستعمرين لإسبانيا من خارجها وتم إرجاعهم من حيث أتوا بطردهم.

معلومات[عدل]

  1. ^ راجع بنود المعاهدة في كتاب ( كتاب انبعاث الإسلام في الأندلس للكتاني )
  2. ^ الكاردينال فرانسيسكو خيمنس دي سيسنيروس، مطران طليطلة، استدعاه فرناندوا سنة 1499 م ليعمل على تنصير المسلمين بصرامة أكبر. فوفد على غرناطة في شهر يوليو من السنة نفسها، ودعا مطرانها الدون إيرناندو دي طلبيرة إلى اتخاذ وسائل فعالة لتنصير المسلمين.

انظر أيضاً[عدل]

وصلات خارجية[عدل]


خلافة عمر بن الخطاب[عدل]

وجه عمر رضى الله عنه اهتمامه إلى الجيوش المحاربة؛ ود أن يكون مع الجنود فى صفوف القتال لولا أن أهل الشورى نصحوا له أن يختار من ينوب عنه؛ ليظل بعاصمة الخلافة حيث تقتضى المصلحة العامة وجوده.

أصدر عمر رضى الله عنه أوامره بتعيين أبى عبيدة بن الجراح قائدًا عامّا للقوات الإسلامية فى الشام، فى نفس الوقت الذى أمر فيه بعزل خالد بن الوليد خوفاً من أن يفتتن به الناس.[معلومة 1]

جبهة الفرس[عدل]

ضعفت هذه الجبهة برحيل خالد بن الوليد ؛ إذ لم يتمكَّن المثنَّى بن حارثة من الاحتفاظ بما حقَّقه المسلمون من انتصارات، فارتدَّ إلى الحيرة وتحصَّن بها، وكتب بذلك إلى الخليفة، فأرسل عمر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في خمسة آلاف مقاتل، وأمره بالسير إلى العراق لقتال الفرس.

سار أبو عبيدة حتى عبر الفرات بمن معه من المسلمين، وهناك دارت معركة عظيمة هى معركة "الجسر" استشهد فيها أبو عبيد وعدد كبير من المسلمين، بعد أن انتصروا على أهل فارس أولا فى عدة مواقع سابقة.

أضاعت معركة الجسر مكاسب المسلمين السابقة، فكتب المثني إلى عمر بن الخطاب يطلب منه أن يمدَّه بالمسلمين، فجهَّز جيشًا بقيادة جرير بن عبد الملك الْبَجَلِي، وأمره بالتوجُّه إلى العراق، حيث انضمَّ إليه المثنى، وقذف الفرس -في هذه الأثناء- بجيش تعداده اثني عشر ألف مقاتل بقيادة مهران بن باذان الهمذاني للتصدِّي للمسلمين، واشتبك الجيشان في رحى معركة قاسية في البويب في شهر رمضان، أسفرت عن انتصار واضح للمسلمين.

تأثَّر الفرس بما حلَّ بهم من هزائم متكرِّرة أمام المسلمين، فثاروا على ملكتهم بوران بنت كسرى أبرويز، ونصَّبوا عليهم يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فعمل على توحيد الجبهة الفارسيَّة، وولَّى على قيادة جيوشه رستم بن هرمز.

ولما بلغت عمر هذه الأنباء جهَّز جيشًا جديدًا أمَّر عليه سعد بن أبي وقاص، وأرسله إلى العراق لمواجهة الموقف المتجدِّد, فالتحم الجيشان في معركة القادسية، استمرَّت المعركة عدَّة أيام، وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم.

تابع المسلمون تقدمهم بعد المعركة باتجاه المدائن عاصمة يزدجرد، ففتحها سعد ثم أتم فتح باقي مدن العراق.

جهز يزدجرد جيشًا جديدًا أمَّر عليه الفيرزان، واصطدم بالمسلمين بقيادة النعمان بن مقرِّن المُزَنِيِّ في نَهَاوَنْد من بلاد الجبل جنوبي هَمَذَان، وأسفر الصدام عن انتصار المسلمين رغم استشهاد قائدهم، كما قُتِلَ القائد الفارسي، وتراجعت فلول المنهزمين إلى حصن نهاوَنْد، وامتنعوا فيه، فحاصرهم المسلمون بقيادة حُذيفة بن اليمان الذي خلف النعمان، حتى استسلموا، وصالح أهل الحصن المسلمين على الأمان في (شهر محرم عام 19هـ).

سمَّاها المسلمون "فتح الفتوح"؛ لأنها فتحت الطريق أمامهم للقضاء على الدولة الفارسيَّة نهائيًّا.

جبهة الروم[عدل]

معركة اليرموك[عدل]

كانت المعركة الثانية بين المسلمين والروم حول دمشق، لقد أحاط المسلمون بالمدينة، وتحصن الروم بها، وأغلقوا أبوابها، خالد بجنوده على الباب الشرقى، وأبو عبيدة على باب الجابية (الجولان)، وعمرو بن العاص على باب توما، وشرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ويزيد بن أبى سفيان على الباب الصغير، واستمر الحصار عدة أشهر، واشتد الحال على الجميع، وكان أهل دمشق يرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبون مددًا فلا يصل إليهم لقوة حصار المسلمين لها، وذات ليلة وُلِد لبطريق دمشق مولود، فأقام وليمة ونام الناس عن مواقعهم بعد أن أكلوا وشربوا، وفطن لذلك خالد وهو على الباب الشرقى، فأعدوا سلالم من حبال وعلقوها على الأسوار ونزلوا على حراس الأبواب فقتلوهم ودخلوا حصن دمشق أقوى نقاط الشام.

فتح بيت المقدس[عدل]

واصل أبو عبيدة تقدمه نحو حمص، وترك يزيد بن أبى سفيان ليتجه نحو بلاد ساحل دمشق، وظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد أخرى، ولم يبق أمام المسلمين إلا بيت المقدس، فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس، فلما وصل إلى "الرملة" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه (الأرطبون) كان أدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًا عظيمًا و"بإيلياء" جندًا عظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.[معلومة 2]

لما فرغ من دمشق كتب أبو عبيدة إلى أهل بيت المقدس يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام أو يدفعون الجزية، وإلا كان الحرب بينهم، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، وحاصر بيت المقدس، وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح.

هرب أرطبون إلى مصر وطلب المسيحيون الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يحيطه بذلك، فحضر عمر، وكتب بنفسه كتاب الأمان المسمى العهدة العمرية.

فتح مصر[عدل]

استطاع عمرو بن العاص إقناع عمر بن الخطاب بفتح مصر، حتى لا تكون أرض الشام معرَّضة لخطر مهاجمتها من الروم شمالاً، وجنوبًا من مصر عن طريق سيناء البريِّ، وغربًا من بحر الروم، وبخاصة أن (أرطبون) -قائد الروم في فلسطين- قد فرَّ من فِلَسْطِينَ ولحق بمصر، وحشد جنود الروم في مصر لقتال المسلمين لاستعادة بيت المقدس، وقد أيَّده الفاروق عمر بن الخطاب، ثم أمدَّه بالزُبَيْرِ بن العوَّام، ومعه بُسر بن أبي أرطاة، وخارجة بن حذافة، وعمير بن وهب الجُمَحِي، فاتجه عمرو إلى حصن بابليون، وضيَّق عليه الخناق بضعة أشهر، وعندما طال وقت القتال، أرسل المقوقس برسالة إلى عمرو يتهدَّده فيها ويتوعَّده؛ إذ الروم مؤيِّدُون للمقوقس، وهم قوَّة معه على قوَّته في مواجهة عمرو ومَن معه.

لكنَّ عمرو بن العاص أرسل للمقوقس قائلاً: "ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال: إمَّا أن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا، وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون، وإما أن جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين"

اضطر المقوقس إلى عقد معاهدة مع عمرو بن العاص ، وبمقتضى هذه المعاهدة دخل كثير من المصريين في الإسلام، ومَن بقي منهم على دينه كان يدفع الجزية التي أقرَّها الصلح, ولأن الشعب المصري عانى كثيرًا من ظلم الرومان فقد رحَّب بالمسلمين؛ لما يحملونه من قيم العدل والمساواة.

إدارة عمر وسياسته[عدل]

أحصى أسماء الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفى بمطالبهم، وأقام الدواوين، وقسم الدولة إلى ثمانى ولايات هى: مكة، والمدينة، وفلسطين، والشام، والجزيرة الفراتية، والبصرة، والكوفة، ومصر، وعين واليًا لكل ولاية ينوب عنه فى الصلاة وقيادة الجند، وإدارة شئون الحكم فى الولاية. كما قام بترتيب البريد، وأتخذ من الهجرة بداية للتقويم الهجرى.

وقد حدَّد نظاماً القضاء وأصوله في العهد فولّى بموجبه أبا موسى الأشعري، ويُعَدُّ عمر أوَّل مَن فصل السلطة القضائيَّة عن سلطة الحُكَّام، فكان القضاة يُعَيَّنُون منه مباشرة، ويتَّصلون به فيما يرَوْن من شئون المسلمين، ودون تدخُّل من وُلاة الأقاليم، وأوجد عمر إلى جانب القضاء ما يشبه ديوان المحاسبة، فكان لا يُصدر قرارًا بمعاقبة أحد من وُلاته أو عمَّاله إلا بعد تحقيق دقيق.

جبهة الروم[عدل]

معركة اليرموك[عدل]

كانت المعركة الثانية بين المسلمين والروم حول دمشق، لقد أحاط المسلمون بالمدينة، وتحصن الروم بها، وأغلقوا أبوابها، خالد بجنوده على الباب الشرقى، وأبو عبيدة على باب الجابية (الجولان)، وعمرو بن العاص على باب توما، وشرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ويزيد بن أبى سفيان على الباب الصغير، واستمر الحصار عدة أشهر، واشتد الحال على الجميع، وكان أهل دمشق يرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبون مددًا فلا يصل إليهم لقوة حصار المسلمين لها، وذات ليلة وُلِد لبطريق دمشق مولود، فأقام وليمة ونام الناس عن مواقعهم بعد أن أكلوا وشربوا، وفطن لذلك خالد وهو على الباب الشرقى، فأعدوا سلالم من حبال وعلقوها على الأسوار ونزلوا على حراس الأبواب فقتلوهم ودخلوا حصن دمشق أقوى نقاط الشام.

فتح بيت المقدس[عدل]

واصل أبو عبيدة تقدمه نحو حمص، وترك يزيد بن أبى سفيان ليتجه نحو بلاد ساحل دمشق، وظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد أخرى، ولم يبق أمام المسلمين إلا بيت المقدس، فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس، فلما وصل إلى "الرملة" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه (الأرطبون) كان أدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًا عظيمًا و"بإيلياء" جندًا عظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.[معلومة 3]

لما فرغ من دمشق كتب أبو عبيدة إلى أهل بيت المقدس يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام أو يدفعون الجزية، وإلا كان الحرب بينهم، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، وحاصر بيت المقدس، وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح.

هرب أرطبون إلى مصر وطلب المسيحيون الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يحيطه بذلك، فحضر عمر، وكتب بنفسه كتاب الأمان المسمى العهدة العمرية.

فتح مصر[عدل]

استطاع عمرو بن العاص إقناع عمر بن الخطاب بفتح مصر، حتى لا تكون أرض الشام معرَّضة لخطر مهاجمتها من الروم شمالاً، وجنوبًا من مصر عن طريق سيناء البريِّ، وغربًا من بحر الروم، وبخاصة أن (أرطبون) -قائد الروم في فلسطين- قد فرَّ من فِلَسْطِينَ ولحق بمصر، وحشد جنود الروم في مصر لقتال المسلمين لاستعادة بيت المقدس، وقد أيَّده الفاروق عمر بن الخطاب، ثم أمدَّه بالزُبَيْرِ بن العوَّام، ومعه بُسر بن أبي أرطاة، وخارجة بن حذافة، وعمير بن وهب الجُمَحِي، فاتجه عمرو إلى حصن بابليون، وضيَّق عليه الخناق بضعة أشهر، وعندما طال وقت القتال، أرسل المقوقس برسالة إلى عمرو يتهدَّده فيها ويتوعَّده؛ إذ الروم مؤيِّدُون للمقوقس، وهم قوَّة معه على قوَّته في مواجهة عمرو ومَن معه.

لكنَّ عمرو بن العاص أرسل للمقوقس قائلاً: "ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال: إمَّا أن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا، وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون، وإما أن جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين"

اضطر المقوقس إلى عقد معاهدة مع عمرو بن العاص ، وبمقتضى هذه المعاهدة دخل كثير من المصريين في الإسلام، ومَن بقي منهم على دينه كان يدفع الجزية التي أقرَّها الصلح, ولأن الشعب المصري عانى كثيرًا من ظلم الرومان فقد رحَّب بالمسلمين؛ لما يحملونه من قيم العدل والمساواة.



جبهة الفرس[عدل]

موقعة البويب[عدل]

وفى عهد عمر كانت كفة المسلمين قد رجحت على الروم بعد انتصارهم فى معركة "أجنادين"، فاتجه عمر -رضى الله عنه- إلى معاودة الزحف على بلاد الفرس. فبعث أبا عبيدة بن مسعود الثقفي، وأمر عمر -رضى الله عنه- المثنى بن حارثة أن يكون فى طاعة أبى عبيدة.

سار أبو عبيدة حتى عبر الفرات بمن معه من المسلمين، وهناك دارت معركة عظيمة هى معركة "الجسر" استشهد فيها القائد أبو عبيدة الثقفى وعدد كبير من المسلمين، بعد أن انتصروا على أهل فارس أولا فى عدة مواقع سابقة.

أرسل عمر -رضى الله عنه- إلى فارس جيشًا يقوده المثنى بن حارثة، وقد حقق المسلمون فى هذه الموقعة انتصارًا رائعًا، فقد قُتل "مهران" قائد جيش الفرس فى المعركة هو وكثير من أتباعه، وتلك كانت وقعة "البويب" وقد سماها المسلمون "الأعشار" لأن كثيرًا من المسلمين قتل كل واحد منهم عشرة من الفرس.

القادسية[عدل]

فى القادسية التقى الفرس والمسلمون، قاد المسلمين سعد ابن أبى وقاص، وقاد الفرس رستم، وفر رستم وعشرات الآلاف من جنوده، وغنم المسلمون غنائم كثيرة بعد أن استمرت المعركة عدة أيام.

وتساقطت مدن فارس فى أيدى الجيش الإسلامى تساقط الثمرات واحدة بعد أخرى، وكان انتصار المسلمين فى القادسية دافعًا لهم إلى مواصلة الزحف على العاصمة "طيسفون" التى سماها العرب "المدائن"، ويشتد القتال ضراوة، ويهدم الفرس الجسور حتى لا يستطيع العرب عبور نهر دجلة، ولكن المسلمين سرعان ما عبروا النهر بخيولهم، وهنا اضطرب الفرس وأحاطت بهم الهزيمة، وهرب "يزدجرد بن شهريار" إلى حلوان بأرض فارس.

وسقطت العاصمة الفارسية العريقة فى أيدى المسلمين، وكان سقوط العاصمة فى العام السادس عشر من الهجرة، (637م). إنهم لم يقبلوا مع العرب صلحًا، ورفضوا أن يدفعوا الجزية، وفضلوا عبادة الكواكب والنار والمجوسية على دين الله، وأعلنوا عداءهم واستعدادهم لقتال المسلمين، إذن لم يبق إلا الحرب.

معركة نهاوند[عدل]

عزل عمر سعد ابن أبى وقاص، وولى مكانه النعمان بن مقرن وقد سقط النعمان شهيدًا بعدما رأى بشائر الفتح لاحت فى الأفق، فأخذ الراية أخوه نعيم، وناولها " حذيفة بن اليمان" وأشار عليهم المغيرة بن شعبة بكتمان خبر استشهاد الأمير حتى لا يرتاب الناس، فلما تم النصر على المشركين، جعل الناس يسألون عن أميرهم، فقال أخوه: "هذا أميركم، لقد أقر الله عينه بالفتح وختم له بالشهادة". فاتبع الناس حذيفة ودخل المسلمون نهاوند بعد هزيمة الفرس، وكان العرب يسمون فتح نهاوند "بفتح الفتوح".

وبعد نهاوند تقدمت الجيوش الإسلامية لتستولى على المدن المجاورة، وخضعت لهم منطقة "أذربيجان"، وكانت هذه الانتصارات الباهرة سببًا فى إضعاف الروح المعنوية عند الفرس.

إدارة عمر وسياسته[عدل]

أحصى أسماء الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفى بمطالبهم، وأقام الدواوين، وقسم الدولة إلى ثمانى ولايات هى: مكة، والمدينة، وفلسطين، والشام، والجزيرة الفراتية، والبصرة، والكوفة، ومصر، وعين واليًا لكل ولاية ينوب عنه فى الصلاة وقيادة الجند، وإدارة شئون الحكم فى الولاية. كما قام بترتيب البريد، وأتخذ من الهجرة بداية للتقويم الهجرى.

وقد حدَّد نظاماً القضاء وأصوله في العهد فولّى بموجبه أبا موسى الأشعري، ويُعَدُّ عمر أوَّل مَن فصل السلطة القضائيَّة عن سلطة الحُكَّام، فكان القضاة يُعَيَّنُون منه مباشرة، ويتَّصلون به فيما يرَوْن من شئون المسلمين، ودون تدخُّل من وُلاة الأقاليم، وأوجد عمر إلى جانب القضاء ما يشبه ديوان المحاسبة، فكان لا يُصدر قرارًا بمعاقبة أحد من وُلاته أو عمَّاله إلا بعد تحقيق دقيق.

الخلافة بعد عمر بن الخطاب[عدل]

قبل وفاة ابن الخطاب يفطن إلى طريقة جديدة في اختيار الخليفة القادم تخلصه من مسؤولية الاختيار والتي ستكون تطبيقا فريدا لمبادئ الشورى التي يحض عليها الإسلام : ما كان من عمر إلا أن اختار مجموعة من ستة أشخاص (هم من بقي من العشرة المبشرين بالجنة) أي إنهم أشخاص قد حازوا رضا الله ورسوله وأمرهم أن يجتمعوا بعد موته لاختيار خليفة المسلمين.

انحصر أمر الخلافة بعد أول جلسة شورى بين علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، مما دفع بالأمر لإجراء استفتاء في المدينة قام به عبد الرحمن بن عوف وكانت نتيجته لصالح عثمان بن عفان، ويشير الكثير من المؤرخين أن الناس كانت قد ملت سياسات ابن الخطاب التقشفية وكانت تخشى أن زاهدا جديدا مثل ابن أبي طالب سيستمر بزجرهم من الاستمتاع بالثروات الجديدة، أما ابن عفان فهو ثري أصلا وتقوا فهو لا يرى ضيرا من التمتع بما آتاه الله من نعم.[بحاجة لمصدر]


اليهود في أرض العرب[عدل]

في زمن السبي البابلي في عهد نبوخذنصر وفي عهد اضطهاد الرومان لليهود على يد تيتوس هرب الكثير من اليهود والتجؤوا إلى أرض العرب. فنزل بعضهم المدينة المنورة وبعضهم أقام في خيبر واليمن وغيرهما.


اليهود في أوروبا[عدل]

اليهود في بريطانيا[عدل]

في عام 1298 م أمر الملك إدوارد الأول بطرد اليهود من جميع البلاد البريطانية بسبب غدرهم وفتك البريطانيون باليهود فتكاً ذريعاً.

«الرومان» قوم ظهروا في مدينة روما التي أُسِّست في القرن الثاني قبل الميلاد، وأسَّسوا إمبراطورية مترامية الأطراف ضمَّت معظم بلاد البحر الأبيض المتوسط ومنها فلسطين ومصر وأحياناً أجزاء من بلاد الرافدين، كما ضمَّت أغلبية يهود العالم في ذلك الوقت في معظم أماكن تجمُّعهم، في فلسطين ومصر وبرقة (ليبيا) وقبرص وآسيا الصغرى. ولم يكن هناك تجمُّع يهودي كبير خارج هيمنتهم سوى تجمُّع بابل.

وقد بدأ احتكاك اليهود بالرومان حين اتصل بهم يهودا الحشموني أثناء التمرد الحشموني في محاولة للحصول على تأييدهم. وبالفعل، وُقِّعت معاهدة بين الطرفين عام 161 ق.م اعترفت روما بمقتضاها بالقوة الحشمونية. وحينما وصل بومبي عام 65 ق.م إلى سوريا، تولَّى حسم النزاع بين اثنين من أبناء الأسرة الحشمونية (هيركانوس الثاني وأرسطوبولوس الثاني) في صراعهما على عرش يهودا الحشمونية، فأيَّد هيركانوس الثاني وعيَّنه ملكاً على أن يدفع الجزية لروما، وسحق تمرد أرسطوبولوس ودخل القدس عام 63 ق.م.

وقد أصبح الرومان منذ ذلك التاريخ القوة الأساسية في منطقة الشرق الأدنى القديم. وأصبحت مقاطعة يهودا وحدة سياسية ذات استقلال محدود وتابعة لحاكم سوريا الروماني وأصبحت تُدعَى «يوديا». ولم تكن المنطقة الساحلية من هذه المقاطعة تابعة لها، كما لم يكن لها أي ممرّ إلى البحر، وقد فُصلت عنها أجزاء من أدوم والسامرة، وأصبحت المدن المؤغرَقة مستقلة عنها. وحينما عُيِّن هيركانوس الثاني ملكاً، فإنه كان يحكم وحدة سياسية لا تشكل رقعة جغرافية متصلة. وقد خضعت فلسطين للحكم المباشر لنائب قنصل يتمتع بسلطات تجنيد الجيوش والاشتراك في الحرب. وكان أول نائب قنصل هو أولوس جابينوس (57 - 55 ق.م) الذي أنقص حيِّز الإدارة الذاتية لليهود بتجريد الكاهن الأعظم هيركانوس الثاني الحشموني من رتبة الملكية وفرض ضرائب ثقيلة على السـكان، كما قسم المقاطعة إلى خمسـة أقاليم يحكم كلاًّ منها سنهدرين أصغر. وأعاد بناء المدن السورية المؤغرقة التي كان الحشمونيون قد دمروها مثل السامرة وبيسان وغزة. ثم عهد الرومان بحكم فلسطين إلى صديقهم وصنيعتهم هيرود (37 ق.م ـ 4م)، ولكنها وضعت تحت حكم روما مباشرة بعد موته. وكان أوغسطس يرى أن فلسطين غير مهمة ولا تستحق أن توضع فيها فرقة عسكرية كاملة (باللاتينية: ليجيو legio)، فاكتفى بوضع فرقة مساعدة (باللاتينية: أوكيزليوم auxilium). وبدلاً من نائب القنصل، أصبح الحاكم بمرتبة «بريفكتوس prefectus»، وهو الذي كان يُقال له أيضاً «بروكيوراتور procurotor» وتعني حرفياً «الوكيل المالي». وقد ساد الهدوء بشكل عام في السنوات الأربعين الأولى بعد ميلاد المسيح بسبب قوة الحكم الروماني واستقراره، ولأن الحكام الرومان تركوا اليهود وشأنهم.

وكان البناء الطبقي في المجتمع الفلسطيني لا يختلف عما كان عليه أيام البطالمة والسلوقيين، فكان ينقسم أساساً إلى جماعة وظيفية وسيطة محلية تضم الأثرياء من الملتزمين وكبار التجار وكبار ملاك الأراضي وكبار الكهنة، وكانت جماعة متأغرقة تماماً، وطبقات شعبية ذات طابع آرامي سامي لم تتم أغرقتها أو تأغرقت بشكل سطحي، كانت تضم المعدمين والفلاحين وصغار الملاك وبعض الحرفيين وصغار التجار وجماعات الكتبة وصغار الكهنة. ورغم انتشار ظاهرة المزارع الكبيرة في الإمبراطورية الرومانية على نطاق واسع، فإن شكل الملكية في فلسطين ظل بشكل أساسي الملكية الزراعية الصغيرة. ويُلاحَظ في هذه الفترة زيادة استقطاب المجتمع اليهودي، الأمر الذي تمثل في تَصاعُد الصراع بين الصـدوقيين والفريسـيين الذين أصـبحت لهم أغـلبية داخـل السنهدرين.

ولم يَدُم السلام الاجتماعي والتوازن الدقيق الذي فرضه الرومان، بل تفاقمت الأمور حينما طلب الإمبراطور كاليجولا (37 ـ41م) أن يوضع تمثاله في الهيكل. ولكن الحاكم الروماني تَعمَّد تأخير تنفيذ الأمر الإمبراطوري بعض الوقت حتى اغتيل الإمبراطور. وأعاد الإمبراطور كلوديوس الأسرة الهيرودية إلى الحكم، وأصدر بياناً يؤكد فيه حقوق اليهود كقوم (إثنوس) لهم شعائرهم التقليدية التي يجب احترامها، وعيَّن أجريبا الأول حاكماً (41 ـ 44م). ولكن فترة حكمه كانت قصيرة، فعادت فلسطين إلى ما كانت عليه. وشهدت هذه الفترة تدهوراً اقتصادياً. وزادت البطالة، وخصوصاً بعد تَوقُّف عمليات البناء التي قام بها هيرود. واتضحت معالم الاستقطاب الطبقي في المجتمع في فلسطين بين اليهود، إذ بدأت تظهر جماعات الغيورين، وعصبة الخناجر التي كانت تتبنى فلسفة اجتماعية متطرفة وتلجأ إلى الإرهاب. ثم نشب التمرد اليهودي الأول ضد الرومان (66 ـ 70م)، وهو تمرُّد يعود إلى عدد من الأسباب المركبة المتصلة بالوضع المحلي في فلسطين والوضع الدولي في الإمـبراطورية. وقد أخمد تيتـوس هـذا التمرد فحـاصر القدس. وحين سقطت في يده، قام بتحطيم الهيكل عام 70م وحمل معه أوانيه إلى روما. وتَقرَّر أن يستمر اليهود في دفع نصف الشيكل التي كانت تُدفَع للهيكل على أن تُحوَّل إلى معبد جوبيتر كابيتولينوس وتُسمَّى «فيسكوس جودايكوس» أي الضريبة اليهودية. ولكن الرومان لم يسحبوا اعترافهم باليهودية كدين مستقل، ولذا فقد أُعفى اليهود من عبادة الإمبراطور والواجبات الأخرى المفروضة على غير اليهود. ومع اختفاء الهيكل، اختفى الصدوقيون والأسينيون، واستمر التيار الفريسي وحده في يفنه.

وبعد فترة من الهدوء، تجددت التمردات اليهودية في أطراف الإمبراطورية كافة، في بابل وبرقة والإسكندرية وقبرص (114 ـ 117م)، فأخمدها تراجان وقضى على بضعة آلاف من اليهود وعلى التجمعات اليهودية التي شاركت في التمرد. ولكن السخط اليهودي ظل مستمراً. وقام التمرد اليهودي الثاني عام 132م بقيادة بركوخبا الذي قضت عليه القوات الإمبراطورية في عهد هادريان بعد أقل من ثلاث سنوات، حيث أصدر أمراً بهدم القدس، وحرم اليهودية في مقاطعة يهودا الرومانية (وإن سمح باستمرار السنهدرين في منطقة الجليل).

ويُلاحَظ أن هـذه الحروب لم تكن موجهـة ضد اليهـود كقـوم (إثنوس)، ولم تكن تستهدف تحطيمهم، وإنما كانت تهدف إلى قمع التمرد وحسـب. والواقـع أن التمردات في ذاتها لم تكـن ذات طابع قومي، وإنما كانت تمردات ذات طابع طبقي اجتماعي ثقافي. ولذا، حينما منح كاركالا المواطنة لسكان الإمبراطورية كافة عام 212م، لم يستثن اليهود من ذلك بل سمح لهم بالعودة للقدس، ومع ذلك لم تَعُد منهم أعداد تُذكَر. ومع أنه كان يتعيَّن عليهم الاستمرار في إرسال الضريبة اليهودية (فيسكوس جودايكوس)، لم يُسمَح لهم بالقيام بنشاط تبشيري أو بزيارة القدس. وفي هذه الفترة، ظهرت مؤسسة البطريركية، وتَرأّس اليهود أمير اليهود (ناسي ـ بطريرك)، وبدأ جمع التلمود الفلسطيني.

أما يهود الإسكندرية، فقد تحولوا عن ولائهم للبطالمة وساعدوا الغـزاة الرومان. وقد التصـقت الجماعـة اليهـودية بالطبقة الحاكمة الجديدة، وأصبح أمنهم يتوقف على وجود حكومة مركزية قوية تحميهم من الغضب المتزايد للجماهير اليونانية التي فقدت كثيراً من مكانتها بعد أن أصبحت الإسكندرية مجرد مدينة محتلة لا عاصمة مهمة. وقد استفاد اليهود من الوضع الجديد إذ تمتعوا عن طريق الاحتلال بالحقوق العامة التي كانت الدولة الرومانية تمنحهم إياها، فأصبح من حقهم التمتع بحرية العبادة وممارسة عاداتهم كقوم (إثنوس). ومع هذا، قرر أوغسطوس (27 ـ 14 ق.م) الاعتماد على العنصر اليوناني كعنصر وسيط، وهو ما تسبَّب في اتساع الهوة بين اليهود واليونان في الإسكندرية وأدَّى إلى تَدهور وضعهم الاقتصادي. وقد سرح أوغسطوس الجيش البطلمي وألغى النظام البطلمي لجمع الضرائب، فأدَّى ذلك إلى انهيار وضع اليهود الاقتصادي لأنهم كانوا مرتبطين بالمهنتين، وخصوصاً أنه لم يُسمَح لهم كمرتزقة بالانخراط في سلك الجندية إلا إذا تخلوا عن دينهم. ولكن هناك من الدلائل ما يشير إلى أن أعداداً منهم عملت في هاتين الوظيفتين بنسبة أقل من ذي قبل. ويقول ديورانت: "إن اليهود كانوا يمتلكون نصف سفن الإسكندرية في ذلك الوقت".

  1. ^ يروي الإمام أحمد في مسنده : حدثنا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، قال : استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالدا ، فقال خالد بعث عليكم أمين هذة الأمة، سمعت رسول الله يقوله، فقال أبو عبيدة : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : خالد سيف من سيوف الله ، نعم فتى العشيرة. ويروي الإمام الطبري في تاريخه أن أبا عبيدة دفع كتاب توليته وعزل خالد إلى خالد بعد نحو عشرين يوماً، فلما قرأه خالد أعظم ذلك فقال له يغفر الله لك، أتاك كتاب أمير المؤمنين فلم تعلمني وأنت تصلى خلفي والسلطان سلطانك؟. ولما سأل خالد أمير المؤمنين قال له: ( إن الناس فتنوا بك فخفت أن تفتتن بالناس.
  2. ^ ظل عمرو يتربص بالأرطبون زمنًا فلا يجد فرصة لذلك، وكان يرسل إليه الرسل ليعرف أمره فلا تشفيه الرسل، فقرر أن يلقاه بنفسه مدَّعيًا أنه رسول عمرو بن العاص إليه. دخل عليه وأبلغه ما يريد، وسمع كلامه وتأمل حضرته، وقال الأرطبون فى نفسه: والله إن هذا لعمرو أو أنه الذى يأخذ عمرو برأيه. فقرر قتله، وأحس عمرو بذلك فقال للأرطبون: أيها الأمير إنى قد سمعت كلامك وسمعت كلامى، وإنى واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالى لنشهد أموره، وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك، ويروا ما رأيت. طمع الأرطبون أن يقتلهم جميعًا، فقال له: نعم فاذهب فأتنى بهم، فقام عمرو فذهب إلى جيشه، وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول كان عمرًا، فقال: خدعنى الرجل، هذا والله أدهى العرب.
  3. ^ ظل عمرو يتربص بالأرطبون زمنًا فلا يجد فرصة لذلك، وكان يرسل إليه الرسل ليعرف أمره فلا تشفيه الرسل، فقرر أن يلقاه بنفسه مدَّعيًا أنه رسول عمرو بن العاص إليه. دخل عليه وأبلغه ما يريد، وسمع كلامه وتأمل حضرته، وقال الأرطبون فى نفسه: والله إن هذا لعمرو أو أنه الذى يأخذ عمرو برأيه. فقرر قتله، وأحس عمرو بذلك فقال للأرطبون: أيها الأمير إنى قد سمعت كلامك وسمعت كلامى، وإنى واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالى لنشهد أموره، وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك، ويروا ما رأيت. طمع الأرطبون أن يقتلهم جميعًا، فقال له: نعم فاذهب فأتنى بهم، فقام عمرو فذهب إلى جيشه، وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول كان عمرًا، فقال: خدعنى الرجل، هذا والله أدهى العرب.